بشرى الهلالي
أحاول أن أقول شيئا.. منذ مدة.. ولا أستطيع..
لماذ يصعب علينا الكتابة عن الفرح بينما يسهل الكتابة عن الألم؟
أعصر الكلمات.. افتش فيها عن نسمات (عصاري) الصيف البنفسجية.. كيف
للكلمات ان تتحرر من رأس تعودت عيناه مرأى مفارز التفتيش والحواجز؟
أحمل لحظاتي معك في قارورة عطر.. وأهرب حتى من نفسي.. من شرطي يجري خلفي
بسياط الرعب..
وهج أعمدة النور.. أضواء السيارات الكاشفة تتحدى ظلام الليل.. لكني أفقد
الرؤيا.. فأشباح الخوف تغتال النور..
أريد أن أقول لك شيئا.. هو شئ بسيط لكنه أكبر مني.. فهناك في أعماق الروح
أوجاع تتراخى بكسل.. تدير ظهرها وهي تغادر مسكنا أستأجرته طويلا دون عقد ايجار..
ليتها ترفع يدها مودعة فيكون الوداع الأخير..
سأكمل ما أنوي قوله.. ألا ترى اني أحاول؟ ليس ذنبي إن كان لساني مقيدا
بحزام أمان.. وخطواتي تقودها اشارات المرور.. لقد علمونا ان الضحك (فأل شر)،
والبكاء يطهر الروح.. علمونا ان الحزن رقي.. والفرح سذاجة. مازلت أتذكر ماقالته
أمي لي مرة: (الناس تحسد عالضحكة.. فلا تضحكي كثيرا).. لكني لا أملك غير الضحك
ياأمي.. وهل يملك الفقراء غير أجسادهم وحواسهم؟ انها المساحات الوحيدة التي
تعطيهم حق السيادة.. لا أريد سوى أن أمارس حقي في السلطة على جسدي وحواسي.. وها
أنذا أجرب الفرح.
لن أدعي البطولة.. فأنا لم أقاتل بحثا عنه.. هو من هطل مع أمطار هذا
الشتاء.. أدرك أن أعشاش الحزن أحكمت أساساتها في محيط الروح.. فلم ينث بركاته بل
اندفع سيلا جارفا في شقوق أرض بور..
هو ذاك ما أبكاني؟ خوفي من أن يطرف جفني فلا أراك، فيهجرني الفرح؟
نعم بكيت.. غسلت دموعي بقع الحزن المتراكمة على نسيج أيامي..
هه.. بكيت أيضا.. في كل مناسبة نبكي!! حقا لسنا حتى تلاميذ في روضة
الفرح.. فمنذ بدء الخليقة عقدت شمس بلدي ظفائرها بشرائط سوداء.. وتعودت الامهات
أن يترقبن الغائبين منذ الغروب بفأل الخوف من مجهول.
هل أبالغ؟ هناك في صندوق اسمه الماضي يغفو أطفال الذكريات، وبين أجفانهم
رقدت براءة أيامنا.. هنــــــــــــــــــــــاك.. حيث كانت صباحاتنا عذراوات
ومساءاتنا عرائس وليالينا ملونة. كنا نطارد الفرح كفراشات في حقل ذهبي السنابل..
حتى عندما تلوثت حقولنا برائحة البارود، لم نكف عن الحلم.
اعلم.. قلت الكثير.. ولم أقل لك ماأريد قوله.. أخبرتك اننا لانجرؤ على
لمس الفرح.. قد يتهموننا باغتصابه، فهو لم يعد من مستلزمات المرحلة، لذا وضعوه
في صندوق زجاجي في متحف ما أو ربما في قبو..
ان أردت الحق.. فلأننا
جبناء.. جنود مهزومون.. نحارب من أجل كل شيء، الوطن، القائد، الدين، العقيدة،
الخبز، المال.. كل شئ الا حقنا في أن نفرح؟ هل تعلم لماذا؟
بالطبع تعلم، فأنت من علمني ذلك.. لأننا نسينا اننا بشر، وعندما تذبح
انسانيتك لا تعود بحاجة للفرح لأنك لن تعرف قيمته.
أظنني قلتها.. أخيرا.. حتى وان خرجت ضمن الكلام.. من اللاوعي ربما..
لكنها ليست (زلة لسان)..
..انت.. لم تعلمني الفرح..
بل وهبتني الشجاعة على النزول الى القبو بحثا عنه..
هل تظن ان علي ان أقول، أكتب ذلك؟ لا أظن.. فلم يستطع أحدا يوما فك طلاسم
الروح.. ظلت لغزا أبديا.. والنزول الى قبو الفرح يحتاج الى روح محارب.. .. وحدك
من يمتلك هذي الروح..
|
الأربعاء، 13 مارس 2013
بيني وبينك
أننا في العراق بحاجة الى صرختك يا أبا ذر

وابا ذر لم يرضى لنفسه ان يكون عابدا فقط لذا نراه يقف امام الجوع رغم غنى الدولة
والسلطة ليزرع فيهم الرعب وليحرك في الوقت نفسه في الفقراء روحهم الثورية لنيل
حقوقهم، صارخا فيهم بعنفوان الثائر العارف من ان لا طريق امامهم الا ان يحملوا
قضيتهم بانفسهم بعيدا عن الدين ورجالاته واحزابهم، صارخا صرخته التي خلّدها
التاريخ (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج للناس حاملا سيفه). نحن بحاجة
اليوم الى تلك القبضة وذلك الصوت المدوّي لذلك العملاق وهو يجوب الطرقات والشوارع
مشيرا الى اللصوص وسارقي قوت الناس ليصيبهم في مقتل وهو يتلو آية (والذين يكتنزون
الذهب والفضة).
تعال الينا يا ابا ذر فما احوجنا اليوم في العراق
الى رجل مثلك، رجل صلب لا يهاب سراق مال الفقراء ولا ميليشياتهم المسلحة، رجل شجاع
يشير الى احزاب السلطة الطائفية القومية ومافياتهم بجرأة صارخا بوجوههم، لصوص لصوص
لصوص، قتلة قتلة قتلة، خونة خونة خونة. رجل يقود جموع الفقراء الى حيث قصور ، كقصور بني امية في كافة ارجاء العراق ليدكها على
رؤوسهم بعد ان طغوا في البلاد والعباد. رجل يزأر بوجه تجار الدين ان (أتتكم القطار
بحمل النار، اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له، اللهم العن الناهين عن
المنكر المرتكبين له).
تعال الينا ايها المنفي الى الربذة، فقد تحوّل
بلدنا الى ربذة، وحوّل اللصوص من ذوي الجباه المكوية كذبا ودجلا روحنا الى ربذة،
بل حوّلونا كبشر الى ربذة، فالاخلاق في بلدنا ربذة، والتعليم في بلدنا ربذة، والصحة
في بلدنا ربذة، كل شيء يا ابا ذر فينا امسى ربذة. الا الفساد فانه جنة، والرشوة
جنة، وسرقة اموال الشعب جنة، والطائفية النتنة جنة، اتعرف يا ابا ذر ان الخيانة
وبيع الوطن اصبحت عندنا جنة؟ أتدري ان ارضنا التي قتل عليها الامام علي والحسين
وآله سيقتلها الطائفيون لانهم لم يستطيعوا لليوم قتل قتلتهم!!، أتدري وانت تدري ان
الحسين "ع" لو جاء اليوم واتجه لاصلاح الامر الى المنطقة الخضراء بدل
الكوفة لحاصروه واعتقلوه بتهمة الارهاب (4 أ) وابشرك فان مختارهم جاهز كي ينتقم له بعد قتله واسرته واصحابه.
تعال ابا ذر لاروي لك قصة حقيقية من بلدي الذي
تنهشه الارضة الطائفية القومية، على ان لا تتعجب من جغرافية المكان ولا قدسيته
لانني اعرف مدى عشقك للذي قتل على ترابها، أوَ
لست من مريدي ابا تراب والسائرين على دربه حتى ساعة قتلك "وفاتك"
في تلك الصحراء القاحلة (الربذة). تعال ومعك كلماتك عسى ان تحرك فينا شيئا من
الكرامة ان بقى منها شيئا، وسيفك عسى ان تعيد فينا جزءا من رجولة قد تركناها عند
اولي الامر ليوظفوها في انتخاب اللصوص، ولكن لا تأتينا ومعك صبرك فسيلنا قد بلغ
الزبى.
تعال معي ابا ذر لاعرفك على ارملة من بلدي الذي
بلغت ميزانيته 118 مليارد دولار أسمها (الحاجة
نعيمة محسن راضي) تعيل ثلاث يتيمات صغيرات هن احفادها بعد وفاة والديهم، كانت تسكن
واياهن ب "دار" عبارة عن غرفة طينية واحدة (تذكر رقم ميزانية السلطة)
التي انهارت بسبب الامطار لتبقى واليتيمات الثلاث (لماذا تبكي يا ابا ذر فلنا من
امثالهن في عراق الاسلاميين الكثير) دون مأوى حتى جاء بعض ممن لازال يحمل شيئا من
بقايا انسان في داخله ليبنوا لهن غرفة من الواح لا يحميهن من حر ولا برد وتدخل
اليها الريح الباردة ليل نهار. تصور يا ابا ذر اطفال يعيشون هذا الفقر المدقع في
بلد يقوده شيعة الامام علي (ع) ويتاجرون باسم سبط نبيهم ليضحكوا فيه على عقول
البسطاء ومنهم للاسف الشديد الارملة البائسة هذه.
هذه
الارملة يا نصير الفقراء تعيش في احد اكثر الاماكن قدسية في العراق اي كربلاء حيث
ضريح الامام الحسين (ع)، ولكنني لا اعرف بالتحديد اين تعيش من مكان الضريح المقدس
هل على بعد 200 م أو 1000 م أو 4000 م لا أدري، ولكنني ادري واعرف جيدا ان رجال "الدين"
القائمين على هذا الضريح المقدس استخدموا قبل ايام ما يقارب من 120 كغم من الذهب و 4600 كغم من الفضة في تجديده!! الحسين ابن بيت النبوة والتي كانت الآية
التي كنت تلهج بها في الشام تُقرأ في بيته ليل نهار يضعون على ضريحه الذهب والفضة
وشيعة ابيه ومنهم ارملة كربلاء لا تملك سقفا يؤويها واليتيمات القاصرات، هل يرضى
الحسين بذلك؟ لكنها تجارة احزاب الاسلام
السياسي والمؤسسة "الدينية" لكسب اصوات الناس في كل انتخابات ليحموا
شيعة العراق وكأن ارملة كربلاء ويتيماتها لسنَ من شيعة الامام علي "ع".
صدقيني ايتها الجدة الكربلائية ويتيماتك ، ان شسع
نعلكن ان كانت لكنّ نعال لهي اشرف واسمى واعلى من قامات مافيات المنطقة الخضراء
ومجلس محافظة كربلاء، ان سلطة ترى بؤسكّن ولا تتحرك لتغيير واقع البلاد ليست سلطة
بل ماخور، ان رجل دين يرى ما تعانين ولا يتحرك ضميره الديني للوقوف بوجه اللصوص بل
يشاركهم لانهم من طائفته ليس برجل دين بل .......... . ان رجال يشاهدون بؤس شعبهم
وينتخبون نفس الوجوه الكالحة واحزابها ليسوا سوى اشباه رجال.
أأقنع من نفسي بأن يقال أمير
المؤمنين ولا أشاركهم مكاره الدهر ( الامام علي "ع")
رابط مع صور ارملة كربلاء ويتيماتها.
زكي رضا
الدنمارك
10/3/2013
قوائم التيار الديموقرطي سفن نجاة العراق

قبل الاجابة على الاسئلة التي طرحناها علينا ان نؤمن بان
وعي الناخب هو الفيصل الاساسي في تغيير شكل اللوحة السياسية في اية انتخابات "وفي
اي بلد بالعالم"، هذا الناخب الذي يدفعه وعيه بما يدور بالبلد من احداث
لانتخاب الافضل والاكفأ ليمثله سواء في الانتخابات البرلمانية او في مجالس
المحافظات. والوعي هذا يدفعنا هنا الى سؤال آخر وهو اي وعي نعني، هل هو الوعي
الايجابي لدى الناخب الذي يذهب الى صندوق الانتخاب وامامه تجربة قوى مارست الحكم
لعشر سنوات ولم تمنحه لليوم الحياة الكريمة التي كان يحلم بها ساعة انهيار النظام
الدكتاتوري السابق؟ ام الوعي السلبي للناخب الذي يذهب الى صندوق الانتخابات وهو
محمّل بحالة مرضية اسمها المظلومية كي ينفضها عن نفسه بفعل احزاب طائفية ليحملها
الى جهة اخرى والتي تشعر هي الاخرى اليوم بثقل المظلومية ولنستمر بنفس الدوامة؟ ان
سياسة المحاصصة الطائفية القومية والشد الحاصل بين اطرافها قلصت من مساحة الوعي
الايجابي مقابل ازدياد مساحة الوعي السلبي، ليس فقط بين اوساط الاميين وانصاف
المتعلمين وهم الاغلبية بل حتى بين الكثير من "المثقفين" الذي تركوا
سفنهم الى سفن الطائفية والقومية مراهنين عليها لبناء الدولة المدنية وسيادة
القانون!!
ان فشل القوى المهيمنة على السلطة اليوم في كافة
المجالات دون استثناء دفعها ولحسم نتائج الانتخابات مبكرا الى التصعيد السياسي
فيما بينها، هذا التصعيد الذي ينذر اليوم بانفجار حرب اهلية طائفية قد تمزق البلد
اذا لم يعمل العقلاء من داخل احزاب السلطة نفسها والمسؤولة تاريخيا واخلاقيا عن
الكارثة بلجم صقور التصعيد من رفاقهم. ان الوضع السياسي المعقد اليوم والذي لا
يحمل تباشير مطمئنة لبلدنا وشعبنا يجعلنا مجبرين ان نضع التشاؤم والتفاؤل في كفتي
ميزان ولنفسر بقراءة منطقية وبعيدا عن الامنيات كفتي الميزان هذا واين ستميل "ان
لم تكن قد مالت" هل للتشاؤم من امكانية التيار الديموقراطي بحلته الجديدة
القديمة في كسب موطيء قدم له في الانتخابات القادمة، ام للتفاؤل وهو يحمل مشروعه
الوطني ليس لتلبية حاجات الناس اليومية فقط والتي هي جوهر شعاراته بل لانقاذ البلد
الذي اوصله المتحاصصون الى فوهة البركان.
هل ستتغير اللوحة السياسية؟
كمتابع للوضع السياسي وما افرزته من احداث خلال الفترة
القريبة الماضية ناهيك عن السنوات العشر المنصرمة، اعتقد ان شكل اللوحة السياسية
سيبقى على ما هو عليه - مع تغيير طفيف - ليس لنجاح القوى المهيمنة على السلطة
اليوم في تنفيذ برامجها الانتخابية التي رفعتها قبل كل انتخابات!! علما انها لم
تملك برامجا سياسية، وان ملكتها فانها فشلت في تنفيذها فشلا ذريعا، وليس لقصور في
قانون الانتخابات او سوء اداء المفوضية العليا "المستقلة" للانتخابات،
وليس لتردد القضاء في تنفيذ قرارات اتخذها بنفسه تحت ضغط قوى سلطوية، وليس لدور
مافيا المال والسلطة في شراء ذمم الناس واستغلالها لمرافق الدولة واعلامها فقط ،
بل لسبيين مهمين جدا يضافان الى الاسباب التي ذكرناها وهما زيادة الشحن الطائفي
والعمل بخطة مدروسة على تصعيده من قبل الاحزاب المهيمنة حتى ساعة الانتخابات،
والسبب الثاني هو عزوف الكثير من الناخبين عن التوجه الى صناديق الانتخاب نتيجة
حالة اليأس والاحباط من تغيير الواقع بعد تجربة السنوات العشر الماضية. مما يمنح القوى
الطائفية مجالا واسعا ورحبا ليس لكسب الانتخابات - ستكسبها - بل لانحسار الفرص
امام التيار الديموقراطي، لان الجماهير التي عزفت عن التصويت في الانتخابات
السابقة وغالبيتها محسوبة على قوى التيار قد "مارست" حقها بشكل سلبي
بعدم اشتراكها في الانتخابات وبالتالي حرمان القوى الديموقراطية من مقاعد اكيدة
كانت ستحصل عليها رغم سوء القانون الانتخابي حينها.
ان حظوظ التيار الديموقراطي ليست كبيرة في هذه
الانتخابات ولكنها في الوقت نفسه ليست معدومة، ان استطاعت ان تقنع الجماهير
الصامتة ودفعتها للادلاء باصواتها في العشرين من نيسان القادم. فللتيار
الديموقراطي جذور عميقة في العراق رغم الانتكاسات الكبيرة التي واجهته ورغم طغيان
المد الديني، وما محاولة السلطة مثلا في منع العمل السياسي بين الطلبة في الجامعات
الا دليلا على خوف السلطة من زيادة الوعي الديموقراطي بين صفوف الطلبة والذي يؤدي
بالضرورة الى زيادة الوعي الوطني وانحسار مساحة الطائفية. ان الضعف في الجانب
الاعلامي لقوى التيار الديموقراطي يجب تعويضه ميدانيا، فمرشحو قوائم التيار عليهم
التواجد اليومي ومخاطبة الجماهير في اماكن تجمعهم في الاسواق والساحات والشوارع
ليس ببرامج التيار واهدافه فقط وهو امر بالغ الاهمية، ولكن بالاشارة المباشرة الى
المشاكل الحياتية التي تواجه الناس وفشل احزاب السلطة في تلبيتها، وهذا لا يحتاج
بنظري لاستفحال الامية الى صحف ومنشورات بل الى الحديث المباشر الى الناس بلغتهم
اضافة الى عرض افلام وتوزيع صور تذكرهم دوما بعدم توفر الخدمات وتحميل السلطة
باحزابها سبب عدم توفرها. ان توزيع صور غرق العاصمة مؤخرا مثلا له تأثير اكبر من
منشور او مقال في جريدة، وكذلك صور المدارس الطينية مثلا او تلك الآيلة للسقوط
وغيرها. كما وعلى مرشحي التيار ان امكن دعوة منافسيهم من احزاب السلطة الى مناظرات
تلفزيونية ومناقشتهم امام الجماهير عن برامجهم وعما حققوه خلال السنوات الاربع
الماضية لناخبيهم.
ان الشخصيات الوطنية والديموقراطية النزيهة المنضوية
بقوائم التيار الديموقراطي هم اشبه اليوم بربابنة سفن تريد ان تصل بالعراق الى بر
الامان، واصواتكم هي الاشرعة التي بهديها تسير سفن العراق لتخرج من بحر الدم
الطائفي.
ايها الناخب، صوتك غال فلا تبيعه بدم اطفالك.
زكي رضا
الدنمارك
7/3/2013
السبت، 2 مارس 2013
يا لبؤسنا في احترام حرية التعبير والراي الاخر وحق الملكية
ما يدفعني للكتابة هو
سؤال الى متى نبقى بهذه الغيبوبة؟؟ الى متى يبقى المتصدي للمشاكل امتداد للمشاكل
وليس حرف او فاصلة او نقطة على طريق حلها؟؟ الى متى نبقى نردح ونمدح ونهلل
بالشعارات، والشعارات والواقع براء منا ؟؟
الى متى نبقى نحمل تلوثنا متبرجين به
وندور لا نختلف بشيء عن الحمى القلاعية او وباء انفلونزة الطيور؟؟ هل هناك
امل ؟؟ هل هناك حياء او خجل او رأفة بالشعارات والتسميات التي تحملها تلك
المواقع والاحترام لجهود الاخرين وهذه تشمل الكثير من المواقع العراقية وغيرها
من العربية.
قبل عامين كتبت على
صفحات النشرة الالكترونية سنابل تعليقا
حول موضوع وجوه وناشطات عراقيات، الموضوع
كان يتحدث عن بعض الشخصيات النسائية العراقية
منذ العشرينات وليومنا من كانت شاعرة او
وزيرة او سياسية بارزة الخ، هذا الامر لم يكلف احد كثير العناء من اجل ابراز تلك
الشخصيات بالصورة وبعض الاسطر التعريفية، اعجبني الموضوع الذي وصلني عبر احدى
الاخوات عبر الايميل ، وكنت اود ان اذكر مصدره ومن كتبه لانشره على صفحات سنابل
الالكترونية ، وحين سالت الاخت اجابتني بانها لا تعلم من هو كاتب المقال وانما
مقال يدور عبر الايميلات، الموضوع اضطرني للبحث عمن كتبه فوجدت للموضوع
اكثر من 11 كاتب عراقي فابيت ان يكون اسمي يحمل الرقم 12 !! ، وبعض المعلومات في
ذلك المقال استقت حتى من موقع للجيش
اللبناني!! ونشرته صحف كتب عليها بالخط
العريض " حقوق الطبع محفوظة" لا اعرف هل قصدهم بالتسمية التي كنا نطلقها
على الاناشيد ونسميها محفوظة ام ماذا!! هناك مواقع تنشر ولكنها تحذف الهوامش ،
ماذا تعني الهوامش ، حين لاتعني لهم شيئا ، فانهم ورب الكعبة براء من صراخهم بانهم
اعلاميين و في احترام حق الانسان وجهده، لان الكاتب ايا كان حين يستشهد باقوال كتاب وباحثين اخرين وعدم ذكرهم او حذفهم حين النشر يعني
ختم الكاتب بالسرقة اولا وهي مردودة لعدم
وعي الناشر بحقوق ملكية الكلمة التي ادت الى استقالة وزراء في بلدان اخرى.
احترم كل موقع وكل وسيلة
نشر لها شروطها بالنشر ، ولكن التجاوز على عدم ذكر الكاتب وحذف الهوامش هو جهل، والمضحك
ان بعضها ينشر ارقام تسلسل الهوامش في قلب
الموضوع لكنه لم ينشرها في اسفله لهذا يسقط اسم قائلها عمدا في المهملات "
انه عالم الحوسمة" الغريب، ان يد جماعات
" المنح والحوسمة والتموين " امتدت
للكلمة والراي بعد ان افسدت الكثير من
مجالات العمل وخصوصا الانساني والخيري
منها على وجه التحديد.
احدى هذه المواقع هو
" زاد الاردن" لا اعرف احقا هو زاد ام سموم!! موقع اخر المنتديات
العربية على موقع روسيا اليوم والامة
نيوز وغيرها كثر ، مواقع تعد بحق
لصوصية لسببين اولا انها تاخذ من مواقع
اخرى وتحذف صاحب المقال وما تود والثاني
انها على الرغم من التنوية لها بضرورة التصحيح، الا انها لا تصحح ولا ترد اصلا وهذا امعان
بالجهل وبابسط الشروط التي تخص حق الملكية بغض النظر عن هذه الملكية.
الامر الاخر انه لمجرد
احتواء مقال ما على تسمية ان الاميركان
احتلوا العراق، وهذا ليس بدعة وانما هو قراراهم واعترافهم وجاء بقرار اممي
ايضا فلماذا، يزعل البعض ويمتنع من النشر
؟ هل لاعتقادهم بانهم هم من اسقط نظام صدام حسين؟ ربما وحدة المعارضة العراقية
وبرنامجها الوطني واستقلال قرارها واحترامها لتطلعات الشعب العراقي، هي التي كانت
خلف انهيار النظام ونحن نيام؟؟ ان معارضة كانت تجني لصناديق ماليتها اموال من اعضائها في تجديد جوازاتهم وبيع
جوازات مزورة لهم لا يمكن ان تسمى معارضة او تضطلع بمشاكل بلد وشعب والواقع اليوم
دليل دامغ ايها الاخوة على ما اذكر ؟؟ لا زلنا احيا ولازلنا شهود على انها
لم تكن معارضة وطنية بل تلبست هذا
القميص لجنى الارباح ولتعضيد كراسي كانت
اشبه بالوهم واصبحت اليوم كراسي مدعومة قوائمها بقوى دولية وليس ابناء الشعب،
اخلاقها وسلوكها عفلقي بامتياز، وخلافها ليس الشعب وحقوقه وانما السلطة والمال !
لازلنا احياء وشهدنا كيف كانت ما تسمى قيادات القوى الوطنية " مطايا"
لاجهزة مخابرات دولية ولا زالت وقسم منها لم يصل او ينال هذه المرتبة حتى، بل كان تحت رعاية قائد لواء عسكري في جيش هذه الدولة المجاورة اوتلك !! بحق اقول هنيئا لنا اعلامنا الحر ! وهنيئا
لنا صراخنا باننا نحترم الراي الاخر؟؟
وهنيئا لنا محاولة تزوير التاريخ وشهوده
لازالوا احياء ففي عالم يحكمه اللصوص من الغباء التعجب بكثر السرقات!! لهذا عذري
للكلمة التي سرقت او حجبت تحت اليافطات السوداء لمطايا الحزبوية
والمخابراتية والجهل.
كريم الربيعي
27-2-2013
الخميس، 28 فبراير 2013
تحية للذكرى الـ 22
تحية للذكرى الـ22 للانتفاضة العراقية عام 1991 والتي هب بها ابناء الشعب العراقي من شماله لجنوبه في هبة جماهيرية شعبية ضد نظام القمع والاعتقالات العشوائية والقتل والمقابر الجماعية. شعب انتفض ضد سياسات كم الافواة وكبت الحريات والصمت الدولي حول تلك الجريمة. الا ان سبوت القيادات السياسية انذاك وخوف القوى الدولية من حكم الشعب هو الذي دفع الاميركان حينها لحماية النظام الدكتاتوري ، حينها بقيت اذنابهم ومطايا الدوائر الغربية الامنية من الساسة العراقيين صامتة لتنتهي انتفاضة شعب وجيش بمجازر واكبر عملية نزوح لخارج الحدود من جميع المحافظات العراقية منها الى شبه الجزيرة العربية ومنها الى تركيا من المحافظات الشمالية.
تحية لجميع الماضلين المجهولين في هذه الانتفاضة
تحية وسلام لشهداء الشعب العراقي
تحية وسلام ومحبة للامهات اللواتي تقدمن الصفوف في العديد من المعارك
العار كل العار لمطايا السياسات الخارجية والذين باعو ا البلاد والعباد
سنابل
تحية للذكرى الـ22 للانتفاضة العراقية عام 1991 والتي هب بها ابناء الشعب العراقي من شماله لجنوبه في هبة جماهيرية شعبية ضد نظام القمع والاعتقالات العشوائية والقتل والمقابر الجماعية. شعب انتفض ضد سياسات كم الافواة وكبت الحريات والصمت الدولي حول تلك الجريمة. الا ان سبوت القيادات السياسية انذاك وخوف القوى الدولية من حكم الشعب هو الذي دفع الاميركان حينها لحماية النظام الدكتاتوري ، حينها بقيت اذنابهم ومطايا الدوائر الغربية الامنية من الساسة العراقيين صامتة لتنتهي انتفاضة شعب وجيش بمجازر واكبر عملية نزوح لخارج الحدود من جميع المحافظات العراقية منها الى شبه الجزيرة العربية ومنها الى تركيا من المحافظات الشمالية.
تحية لجميع الماضلين المجهولين في هذه الانتفاضة
تحية وسلام لشهداء الشعب العراقي
تحية وسلام ومحبة للامهات اللواتي تقدمن الصفوف في العديد من المعارك
العار كل العار لمطايا السياسات الخارجية والذين باعو ا البلاد والعباد
سنابل
الأربعاء، 27 فبراير 2013
بيني وبينك
أحاول أن أقول شيئا.. منذ مدة.. ولا أستطيع..
لماذ يصعب علينا الكتابة عن الفرح بينما يسهل الكتابة عن الألم؟
أدمنّا الحزن؟ أم اننا بتنا نخجل من مجرد الاعتراف بلحظة سعادة نسرقها في
غفلة من الزمن؟
أعصر الكلمات.. افتش فيها عن نسمات (عصاري) الصيف البنفسجية.. كيف
للكلمات ان تتحرر من رأس تعودت عيناه مرأى مفارز التفتيش والحواجز؟
أحمل لحظاتي معك في قارورة عطر.. وأهرب حتى من نفسي.. من شرطي يجري خلفي
بسياط الرعب..
وهج أعمدة النور.. أضواء السيارات الكاشفة تتحدى ظلام الليل.. لكني أفقد
الرؤيا.. فأشباح الخوف تغتال النور..
أريد أن أقول لك شيئا.. هو شئ بسيط لكنه أكبر مني.. فهناك في أعماق الروح
أوجاع تتراخى بكسل.. تدير ظهرها وهي تغادر مسكنا أستأجرته طويلا دون عقد ايجار..
ليتها ترفع يدها مودعة فيكون الوداع الأخير..
سأكمل ما أنوي قوله.. ألا ترى اني أحاول؟ ليس ذنبي إن كان لساني مقيدا
بحزام أمان.. وخطواتي تقودها اشارات المرور.. لقد علمونا ان الضحك (فأل شر)،
والبكاء يطهر الروح.. علمونا ان الحزن رقي.. والفرح سذاجة. مازلت أتذكر ماقالته
أمي لي مرة: (الناس تحسد عالضحكة.. فلا تضحكي كثيرا).. لكني لا أملك غير الضحك
ياأمي.. وهل يملك الفقراء غير أجسادهم وحواسهم؟ انها المساحات الوحيدة التي
تعطيهم حق السيادة.. لا أريد سوى أن أمارس حقي في السلطة على جسدي وحواسي.. وها
أنذا أجرب الفرح.
لن أدعي البطولة.. فأنا لم أقاتل بحثا عنه.. هو من هطل مع أمطار هذا
الشتاء.. أدرك أن أعشاش الحزن أحكمت أساساتها في محيط الروح.. فلم ينث بركاته بل
اندفع سيلا جارفا في شقوق أرض بور..
هو ذاك ما أبكاني؟ خوفي من أن يطرف جفني فلا أراك، فيهجرني الفرح؟
نعم بكيت.. غسلت دموعي بقع الحزن المتراكمة على نسيج أيامي..
هه.. بكيت أيضا.. في كل مناسبة نبكي!! حقا لسنا حتى تلاميذ في روضة
الفرح.. فمنذ بدء الخليقة عقدت شمس بلدي ظفائرها بشرائط سوداء.. وتعودت الامهات
أن يترقبن الغائبين منذ الغروب بفأل الخوف من مجهول.
هل أبالغ؟ هناك في صندوق اسمه الماضي يغفو أطفال الذكريات، وبين أجفانهم
رقدت براءة أيامنا.. هنــــــــــــــــــــــاك.. حيث كانت صباحاتنا عذراوات
ومساءاتنا عرائس وليالينا ملونة. كنا نطارد الفرح كفراشات في حقل ذهبي السنابل..
حتى عندما تلوثت حقولنا برائحة البارود، لم نكف عن الحلم.
اعلم.. قلت الكثير.. ولم أقل لك ماأريد قوله.. أخبرتك اننا لانجرؤ على
لمس الفرح.. قد يتهموننا باغتصابه، فهو لم يعد من مستلزمات المرحلة، لذا وضعوه
في صندوق زجاجي في متحف ما أو ربما في قبو..
ان
أردت الحق.. فلأننا جبناء.. جنود مهزومون.. نحارب من أجل كل شيء، الوطن، القائد،
الدين، العقيدة، الخبز، المال.. كل شئ الا حقنا في أن نفرح؟ هل تعلم لماذا؟
بالطبع تعلم، فأنت من علمني ذلك.. لأننا نسينا اننا بشر، وعندما تذبح
انسانيتك لا تعود بحاجة للفرح لأنك لن تعرف قيمته.
أظنني قلتها.. أخيرا.. حتى وان خرجت ضمن الكلام.. من اللاوعي ربما..
لكنها ليست (زلة لسان)..
..انت.. لم تعلمني الفرح.. بل وهبتني الشجاعة على النزول الى
القبو بحثا عنه..
هل تظن ان علي ان أقول، أكتب ذلك؟ لا أظن.. فلم يستطع أحدا يوما فك طلاسم
الروح.. ظلت لغزا أبديا.. والنزول الى قبو الفرح يحتاج الى روح محارب.. .. وحدك
من يمتلك هذي الروح..
|
ابراج الحكومة الاتحادية
برج النقل:
صفقة طائرات غير معروفة كلفتها!! تعاقد عليها الوزير دون ان يعلم او يعرف او يدرك او ربما عن
قصد ان هذه الطائرات لايوجد طواقم فنية
وادارية متدربة عليها في العراق ولكنه
اشتراها والخسارة 180 مليون دولار سنويا
!! ميهم سلامة لحيتك .. بس رحمه للملائكة شوفوا الوزير كم مره راح للحج وكم مسبحه
بجيبه وكم محبس واكو طمغه بكصته لولا وكم موكب سير للجنوب لو للشمال لو للغرب !!!
برج التجارة والثروة الحيوانية
لحوم هندية ملوثة واخرى
صالحة بفتوى ، واخرى متوقفه لعدم دفع المعلوم ، صفقه على الطريق لشراء حيوانات
نادرة من بلدان عديد منها الاسود والفيله والنمور والقرود ، واعتقد ستترك خلف
السده لعدم وجود حديقة حيوانات صالحة لها، الصفقة ربما تسجل من انجازات المئة يوم.
برج الزراعة والثروة
السمكية
عضو مجلس قضاء محلي
سيحفر بيده وجهوده العلمية بئر سيربطة
بقناة الفيحاء وحتما ينفخوه شويه اعلاميا
بقلم د. " او" ا.د. م. ليصب في
النهاية في مشروع اعادة الاهوار . هناك علماء من الصحراء الكبرى سيقدمون استشارات
قيمه بزراعة الموز والخيار العرطوزي في
محافظات الوطن. اما في بحر النجف فستوزع الاراضي وباسعار زهيده على اعضاء مجلس
المحافظة والاقضية ومن حولهم بركه.
برج البلديات
قطع زفتيه متطايره ،
وحفر عديده في الشوارع تحضيرا لمرثون التظاهرات، وتجنبا لغرق الشوارع في مياه
الامطار.
مسائلة وعدالة
ستصرف مرتبات ناظم كزار
منذ عام 1972 وليومنا هذا، وسيحول منزله الى متحف ، كما ستسترد جميع الاموال التي منحت لمن يسمى سجناء
وشهداء واعادتهم الى السجون لقضاء
محكومياتهم.
اما المتقاعدين وتحت
شعار الجميع بعثيين وان لم ينتموا " الشعار الذي اطلقه الاب القائد في منتصف
السبعينات" ستعتبر على اساسه الفترة
المتدة منذ اطلاق الشعار وليومنا هذا خدمة بجانبين الاول وظيفية والثانية حزبية
لابناء الشعب وعلية احالة من بلغ الستين وما فوق للتقاعد لاعتبارين الاول ان خدمته
الوظيفية استوفت الشروط ليتقاعد والثاني انه اصبح بمرتبة استحقاق كعضو فرقة في "الحزب القائد" ولهذا ينطبق عليه
قانون التقاعد ومطالب المتظاهرين ايضا . اما من ترك وظيفته بسبب الهروب من
الاعتقال فعليه تقديم الادلة والشهود والمعاملات المترجمة والغير مترجمة وقسم اليمين
والانتظار لحين صدور القرار الذي ربما يكون ادانته "بتهمة هدر المال
العام" لترك مكان وظيفته دون اذن مسبق وبالتالي تحمل ما يترتب على ذلك من
عقوبات.
مجلس الوزراء
وزارت تعقد صفقات ، والصفقات جميعها فاسدة ولا اثر لا لمحولة كهرباء او دبابة او مدفع او
حتى لوح خشب او تابوت ،عطارد تسال ترى لماذا يجتمع الوزراء وماذا يناقشون في تلك
الاجتماعات!!!
كريم الربيعي
15-01-2013
ثلاث (أنا) بين المالكي والملاكم كلاي

ويبدو ان كلاي ليس الوحيد
الذي اشتهر بثلاث (أنا) سيخلدها التاريخ، فها هو المالكي يخرج علينا ومن البصرة
خلال اجتماع رؤساء مجالس محافظات الوسط والجنوب "الشيعية" بثلاث (أنا) ليدخل
من خلالها التاريخ!! علما ان هذه ال (أنا) الثلاث بحاجة الى وقفة مع المالكي الذي
فشل بعد ما يقارب الستة اعوام من وجوده على سدة الحكم في تقليل شقة الخلاف مع
خصومه السياسيين من اجل مصلحة البلد، اضافة الى فشله وطاقمه الحكومي من تنفيذ اي
من عهوده التي قطعها على نفسه، او تحقيق جزء من برامجه الانتخابية ان كانت له
برامج انتخابية. مستثنين منها ما حققه لشيعة العراق من حريات في ممارسة طقوسهم
الدينية وتطويرها بشكل افضل بكثير من شيعة ايران وغيرهم، والتي اثبت فيها انه ( الاكفأ
والاقوى والاقدر) ونستطيع ان نضيف اليها في هذه الحالة والاعظم والافضل على
الاطلاق.
دعونا ان نعود الان الى (أنا)
المالكي الثلاث التي طرحها في مؤتمر البصرة وهي (أنا الأكفأ، أنا الأقوى، أنا
الاقدر)، والتي اختصر فيها المالكي حزبه وقائمته الانتخابية وتحالفه الانتخابي
الذي لولاه ما كان سيصل الى كرسي رئاسة الوزراء(بدعم امريكي- ايراني) بشخصه
تحديدا، متبنيا جميع النجاحات التي تحققت للآن (لا ادري اين هي) ومحمّلا خصومه
ومنهم من يعمل معهم في التحالف الشيعي وزر جميع الاخطاء التي رافقت العملية
السياسية لليوم. مطالبا في نفس الوقت وبشكل مباشر بانتخاب اعضاء قائمته وحزبه
تحديدا كي تكون له اليد الطولى في ممارسة صلاحياته الدستورية وغير الدستورية بعد
ان يهيمن بشكل واسع على البرلمان القادم، حيث ان انتخابات مجالس المحافظات المزمع
اجرائها في العشرين من نيسان القادم - حسمت نتائجها مبكرا- سيعطينا صورة واضحة عن
خارطة القوى السياسية التي ستشكل البرلمان القادم. ووصول المالكي الى سدة الحكم
مرة اخرى وباغلبية مريحة وبمستوى الانتاج النفطي واسعاره التي عليها اليوم، سيحول
المالكي الى قائد ضرورة جديد وحزبه وقائمته الانتخابية الى حزب بعث جديد.
ان ما يقارب الستة أعوام من
حكم المالكي للبلد اثبتت لنا انه الاقوى فعلا بين السياسيين العراقيين الفاعلين،
ولكن "قوته" هذه ليست قوة حقيقية قدر ما هي ناتجة عن ضعف وتشرذم خصوم
يتجرعون اليوم سمّا كان مدسوسا بعسل صنعوه بانفسهم، هذا السم هو الثقة التي منحوها
له لينقلب عليهم بعد ان عمل بهدوء يحسد عليه على قضم اجهزة الدولة الامنية
والعسكرية وهي الاهم لصالح حزبه تحديدا، اضافة الى صراعه المستميت لضم الهيئات
المستقلة والمرتبطة دستوريا بمجلس "نواب الشعب" الى صلاحياته الشخصية
الكثر. ان السذّج فقط في عالم السياسة اليوم هم من يمنحون الثقة لخصمهم السياسي،
خصوصا اذا كان الخصم هذا وقبل الجلوس اليه جاء اليهم بعد ان رشّح من خلال تحالف
شيعي رعته دولة كأيران كانت طرفا في حرب طويلة وقاسية مع العراق. ومن هؤلاء السّذج
هم القائمة العراقية والكرد والصدريون، فالكرد الذي نأوا بانفسهم عما يجري خارج
اقليمهم من سياسات وتقاطعها مع ما يدّعونه من علمانية في بناء العراق تجرعوا سمّا
صنعوه بانفسهم في عاصمة اقليمهم تحديدا اي مؤتمر اربيل، وها هي المادة 140 الدستورية ستصبح اثرا بعد عين بعد
ان تلكأ حليفهم الثقة "المالكي" بالالتزام بها مستفيدا كعادته بعامل
الوقت وانضمام قوى جديدة الى رفض المادة كالعراقية البيضاء "صنيعته" والضغوط
التي قد يتعرض لها الكرد من خلال المحيطين الاقليمي والدولي اضافة الى شحنه "المالكي"
المستمر لعرب كركوك وتركمانها للوقوف بوجه الاحلام الكردية في ضم مدينة كركوك
والمناطق المتنازع عليها الى اقليم كردستان.
والقائمة العراقية ليست
بعيدة عن الوقوع في شباك الثقة نفسها التي نصبها لهم المالكي وهم يمنّون النفس
بمنصب لرئيسها علاوي (مجلس السياسات الاستراتيجية) على رغم معرفتهم المسبقة بعدم
امكانية تحقيق ذلك المنصب لتعارضه مع الدستور، وعدم امكانية وجود منصبين سياديين
بصلاحيات تنفيذية كما جاءت به اتفاقية اربيل في اي مكان بالعالم، اضافة الى عدم
دراستهم الدقيقة لكيفية تفسير رجال الدين للنصوص، اذ ان رجال الدين ومن اجل
مصالحهم الشخصية والطائفية قادرين على تفسير حتى نصوص القرآن المقدسة بما يتناغم
ومصالحهم تلك أو ليس (القرآن حمال وجوه). علما ان سلاح المالكي في مواجهتهم لم يكن
ولليوم بحاجة الى جهد كبير، فوجود وجوه بعثية عديدة في قائمتهم وارتباط العديد
منهم بدول اقليمية -على غرار المالكي- اضافة الى اصوات لازالت لليوم تتهم شيعة
العراق بالصفويين منحت المالكي ورقة مهمة "جوكر" وهو يلعب معهم القمار
لبيع العراق على طاولة حمراء بلون الدم في المنطقة الخضراء. وقد نجح المالكي نجاحا
منقطع النظير في تفتيت اوصال القائمة العراقية التي انقسمت وانشطرت عدة مرات على
يديه الكريمتين. ولم يسلم من "قوة " المالكي حتى حلفائه في البيت
الشيعي، فها هو المالكي يضعف التيار الصدري الى حد كبير بعد ان جرده من الكثير من
عناصر قوته باحتضانه للعناصر المنشقة والمتمردة على الصدر كعصابات عصائب اهل الحق
وغيرهم، ونجاحه في شق المجلس الاعلى ليهيمن على اصوات منظمة بدر باسم الحفاظ على
وحدة الصف الشيعي.
ان القوى السياسية العراقية
المتمثلة بالبرلمان والتي خارج البرلمان على حد سواء ستدفع ثمن تهاونها وتشرذمها وعدم
اتفاقها على الحد الادنى من التفاهمات غاليا، نتيجة عنجهية المالكي الذي يعتبر
نفسه منزّها عن ارتكاب الاخطاء وانه فوق مستوى الشبهات والنقد ما يجعله ان يعتقد
بتفاهة منتقديه من "شركائه" في العملية السياسية، والتي تشير الى حالة
نرجسية مرضية عبر عنها العديد من مريديه واتباعه الذين حددوا استمرار العراق كدولة
ببقاء المالكي في منصبه الى ما شاء الله.
اما قوله (أنه الأكفأ
والأقدر وهي شكل من اشكال النرجسية) فان ما مرّ به العراق ويمرّ به اليوم تثبت
واثبتت دجل ما يقوله، فاين كفاءته في مكافحة رشوة المقربين منه ولا نقول الرشوة
بشكل عام، واين كفاءته في محاربة الفساد عند المقربين منه ولا نقول الفساد بشكل
عام، واين كفاءته في توفير الخدمات وغيرها الكثير. اما قدرته فاننا نستطيع لمسها
من فشل مسؤوليه الامنيين وهو على رأسهم في توفير الامن في البلد منذ جلوسه على عرش
العراق لليوم.
رحم الله امرئ
عرف قدر نفسه (النبي محمد).
زكي رضا
الدنمارك
24/2/2013
الأحد، 24 فبراير 2013
ماهو السر خلف قتل الاكاديميين في العراق وسوريا
لقد كانت الاداة المنفذة قبل 2003 هي
النظام واجهزته الامنية تحت شعار التبعيث، أما من كان خلف تلك الاداة ومن دفع لتلك
السياسة لم يكشف عنه ان وجد حتى اليوم. تذكر الكاتبة اسراء البدر في مقال لها قائله " وتحتضن بريطانيا أقدم الجاليات العراقية في أوروبا والمهجر.
وأظهرت الإحصائيات إن نسبة المتعلمين من هذه الجالية عالية جداً، حيث نسب الشهادات
الجامعية 75 في المائة، ونسبة الذين يحملون شهادات عليا هي 33 في المائة للذكور و9
في المائة للإناث وهو مؤشر على ارتفاع هجرة أصحاب الكفاءات العالية, وان أكثر من
2000 طبيب عراقي يعملون في مستشفيات بريطانيا.[1]"
وتذكر ذات الكاتبة في مقالها نقلا عن بحث
للدكتور ظاهر محمد على ان " الفترة
من 1991 - 1998 بلغ عدد المهاجرين العراقيين من أصحاب الكفاءات إلى الولايات
المتحدة وكندا وأوربا الغربية فقط (3750) عالماً[2]" وتضيف " وشهدت الموجة الثالثة والأخيرة من
الهجرة التي حدثت بعد 2003 مغادرة أكثر من ثلاثة آلاف أستاذ جامعي، وان 10% من
إجمالي عدد الأطباء في العراق والبالغ (32) ألف هاجروا في نفس الفترة.[3]"
كما وتعتمد ايضا في مقالها على ماقاله الدكتور نورالدين الربيعي الامين العام لاتحاد المجالس النوعية للابحاث
العلمية " أن العراق فقد 5500 عالم منذ الغزو الأنجلوأميركي في أبريل/نيسان
2003، معظمهم هاجروا إلى شرق آسيا وشرق أوروبا والباقي تم اغتياله"[4].
اما بعد عام 2003، كانت الكثير من عمليات
القتل والخطف والتهديد تتم على يد جماعات
تتدعي وتلبس لباس المقاومة والاسلام في
العلن، تلك العمليات ادت الى اغتيال اكثر من" 200
عالم واكاديمي عراقي [5]
" وشملت عمليات القتل ايضا علماء عرب
منهم العالم
المصري الأصل محمد الأزميرلي داخل سجن في قاعدة أمريكية ببغداد في عام 2004. يؤكد
على ذلك السيد قاسم يحيى علاوي مدير دائرة الاعلام في وزارة الصحة لوكالة
انباء" اصوات العراق" يقول " شهد عام 2006 اعمال عنف كثيرة ادت الى هجرة
الاطباء والاختصاصيين ومن الدرجة الاولى الذين يعتمد عليهم العراق.." واضاف
" تراوح عدد الاطباء الذين هاجروا من
العراق على مدار الشهور القليلة الماضية
مابين الفين وثلاثة الاف طبيب..[6]"
كما اكد المدير الاداري لرابطة التدريسيين العراقيين - منظمة تتبع منظمات المجتمع
المدني تطلع بمهمة جمع وتوثيق الاحصاءات لاساتذة الجامعات الذين تم
استهدافهم- ان " اكثر من 185 استاذا
جامعيا اغتيلوا حتى الان..[7]"
اي لحد عام 2006 ، بينما يشير وكيل وزارة الصحة العراقية السابق
الدكتور صباح الحسيني ان الوزارة خسرت حتى الان اكثر من ( 720)[8]
طبيبا بين قتيل وجريح منذ دخول القوات الاجنبية الى العراق" ، بينما تشير
تقارير اخرى وتقديرات اخرى الى " بعض الاحصاءات غير الرسمية أن شهر أيار 2003 شهد مقتل / 458 / عالماً وباحثاً
عراقياً، وأن العدد ارتفع إلى / 751 / في حزيران ثم إلى / 872 / في آب وقد استقر متوسط عدد هذه الاغتيالات على / 650 / ضحية في الشهر
اعتباراً من آب 2003 حتى أوائل العام
2004.[9]"
ويمكن الاطلاع على الكثير من الاسماء على الرابط التالي : http://www.brusselstribunal.org/academicsList.htm
ان
هذا العرض الموجز لما حدث ويحدث في العراق
لا يمكن فصله عما يحدث اليوم في سوريا والتي لديها بنية تحتية جيدة بما
فيها الصناعات الدوائية والاجهزة الطبية
والتي جرى تدمير الكثير من تلك المعامل في مناطق النزاع على يد الاسماء
المتعددة الجنسيات للجماعات التي تحمل الراية السوداء ! ففي تصريح لوزير الصحة
السورية سعد النايف يقول" ان 32 مشفى وطنيا اضحى اليوم خارج الخدمة واخرها مشفى السلمية مشيرا الى اقفال 6 معامل
دوائية نهائيا نتيجة تدميرها فيما تعمل باقي المعامل الوطنية ال 68 بنحو 50%
من طاقتها.[10]"
بينما نشر موقع الحقيقة السوري نقلا عن تقرير دولي قيد الاعداد " في تقرير قيد
الاعداد لمنظمة الصحة العالمية في جنيف ان مسلحي المعارضة في سوريا دمروا 48 مشفى
معظمها حكومي وقتلوا وجرحوا اكثر من 150
طبيبا ودمروا و / او نهبوا اكثر من عشرة معامل ادوية في ثلاث محافظات سورية "
ويضيف التقرير الى ان المسلحين دمروا 400 سيارة اسعاف منها مئتا سيارة جرى تدميرها تدمير بشكل كامل ومئتان
أخريان بشكل جزئي ، وقتلوا 52 طبيبا وطبيبة من
القطاعين المدني والعسكري ، وجرحوا وخطفوا حوالي مئة وخمسين آخرين ، فضلا عن حوالي
سبعين عاملا وعاملة في القطاع الصحي معظمهم ممرضون وممرضات [11]"
علما وحسب التقرير ان الصناعات الدوائية تغطي 90% من احتياجات السوق المحلية. ولم
يتوقف الامر بهذا الحد بل شملت عمليات القتل والخطف علماء وطيارين
وشخصيات عسكرية متقاعدة ليس لها يد في النزاع الدائر مثال على ذلك العسكري نعيم مطانيوس
الذي رفع علم سوريا فوق جبل الشيخ في حرب تشرين، والذي قتل في تفجيرات كفر سوسة !!
وبغض
النظر عن التكاليف المالية لاعداد دكتور او حامل شهادة جامعية، وماهي تاثيراتها
على اقتصاد بلد نامي ، وهي تكاليف باهظة
وكبيرة ، تقدم بشكل مجاني للبلدان التي تهاجر لها تلك الكفاءات، هناك اسئلة
كثيرة منها ماهو الهدف من قتل الاطباء
والعلماء والعسكريين ومن له المصلحة في ذلك؟؟ ماهو السر في تخريب المستشفيات
ومعامل الاجهزة الطبية ؟؟ وماهو السر خلف تهجير هذه الكفاءات او دفعها بالقوة
للهجرة؟؟ واذا كانت التقارير بشكل مطلق تشير الى ان هناك ايادي اسرامريكية خلف هذا الفعل ، ترى ماهو السر خلف صمت
الحكومات الوطنية عن هذه الجريمة وعدم كشف
خيوطها ؟؟ وما هو سر صمت الاحزاب السياسية
ايضا بكل الوانها ؟؟ وصمت القوى الدينية بما فيها مراجعها ؟؟ بما فيها شيخ النفط
الغازي قرضاوي!! واين هي هيئات الامم المتحدة؟؟ واين هي هيئات الجامعة العربية
وامينها العربي!؟ ولماذا يجري التعتيم حتى اعلاميا على هذه الجرائم؟؟ هل ان
حكوماتنا وجميع الهيئات الانفة الذكر مشاركة من خلال صمتها بهذه الجريمة؟؟
كريم
الربيعي
21-2-2013
[1] استهداف علماء العراق مابين
القتل واجتذاب وتهجير - موقع المسلم-
الكاتبة اسراء البدر، 19-7-2008
[2] المصدر السابق
[3] المصدر السابق
[4] المصدر السابق
[5] محمد عارف – مستشار في العلوم
والتكنلوجيا- من المسؤول عن مجزرة علماء العراق
[6] شبكة النباء المعلوماتية – الخميس 4-كانون
الثاني 2007
[7] المصدر السابق
[8] المصدر السابق
[9] د. رحيم الشمخي – جرائم
اسرائيل واميركا في العراق – من قتل العلماء العراقيين ، المختصر للاخبار،
14-9-2012
[10] http://www.breakingnews.sy/ar/wiki/136.html " عاجل
الاخبارية بتاريخ 4-2-2013-
[11] الحقيقة- جنيف- خاص من د. عمر كيالي ، احصائيات دولية
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)