الأحد، 26 ديسمبر 2021

نظام التفاهة / الدولي في السيرك غلاسكو

 

لو حسبنا كم كلف مؤتمر غلاسكو للبيئة والذي شاركت فيه وفود 200 دولة وعلى مدار اسبوعين, لو حسبنا تكاليف اقامة وسفر وطعام ونفايات هذه الوفود , لتمكن العالم بتلك التكاليف تشجير اكبر الصحاري فيه !! اسبوعان وهم يتقاسمون الاموال من اجل تحسين المناخ ولكن المناخ ابى ان يتحسن !! هذا السيرك الدولي وعلى هامشه المتظاهرين الخضر والصفر والحمر يتناسون ان في عالمنا هناك 734 مليون انسان تحت خط الفقر, وهناك 175 مليون طفل لم يتمكنوا من الحصول على التعليم الابتدائي و اكثر من 82 مليون لاجيء وهو العدد التراكمي فيما المقتلعين من جذورهم حسب بيانات مفوضية شؤون اللاجئين “ " أكبر بمرتين مما كان عليه قبل عشر سنوات عندما كان العدد الإجمالي يصل إلى 40 مليون." والتقرير في هذا العام. ونسى قادة السيرك الدولي ان الحروب التي يمولوها ويخوضونها والتي يستخدمون فيها كافة انواع الاسلحة والتي هي سبب هام من اسباب التلوث والفقر والنزوح واللجوء والتشرد والحرمان والجريمة في العالم لا تدخل في جداولهم ولا جداول الاكاديميين والجامعات التي تعمل كمطبخ خلفي للتغطية على ارباح الشركات في هذا العالم !! بل وعلى ابواب انعقاد المؤتمر رقصت شركات الطيران لتعلن للشعوب المهرولة بوضع ضريبة بيئة جديدة ستلحقها باسعار التذاكر !!! دون ان تعلن تلك الشركات او غيرها عن مقدار تحسن المناخ مقارنة بالضرائب المستحصلة من البشر منذ عشرات السنين وليومنا هذا !! ودون ان تحاسب الشعوب الدافعة دوما !! او احزابها الكريكاتورية!!! هذه الشركات يوم ما !!

قبل شهور اعلن تقرير دنمركي ان الشركات الدنمركية فشلت في خفض انبعاث الكاربون رغم ما دفع لها من ضرائب واموال غيرها من اجل تخفيض انبعاث الكاربون !!! ان احدى اسس نظام التفاهة الذي تحرسه البوارج والمخابرات وتمده بالعلم الجامعات هو افراغ هذا الانسان من كل ما يملك لا بل ووضعه بحالة هلع دائم لا تسمح له الا باللحاق لاكمال قنينة البيرة او لف سجارة حشيش اخر المساء ”أن كان لديه الامكانية لها”ليركض في الصباح مرة اخرى في مرثون الآلة التي لا تتوقف بل تطلب المزيد والمزيد من الجثث.

الله يرحم ايام زمان ... 2

 


كانت قوى الشعوب تتظاهر ضد الغلاء, ضد الحروب, ضد سباق التسلح ... من اجل المزيد من تحسين شروط الحياة وما يخص الانسان , تتضامن فيما بينها, وكان زمان ان استمعت للناس ترى في كلامها حسا وعمقا وسبر لاغوار الاحوال !! اليوم نتظاهر من اجل البيئة وننسى سباق التسلح وسباق التكنلوجيا وسباق الاستهلاك!!!!
نتظاهر ضد الاجراءات المقيدة للحركة في زمن الوباء وننسى ارتفاع الاسعار الجنوني, الاسعار التي ترتفع كل ساعة وكل يوم, الحكومات تدير ذلك بصمت والاحزاب صامته خضوعا لارادة الشركات الداعمة !! وممثلي الشعب في البرلمانات يتصارعون في الاعلام على ما يتفقون عليه هم في جلساتهم, والشعب يعبأ براية المثلية وحقوقهم واجراءات وقف حدة انتشار الوباء وعناء تكلفة الدولة بملايين الدولارات اسعار اللقاحات التي تمنحها مجانا للمواطن !! فيما السلع الغذائية يصعب الحصول عليها يوما بعد اخر, وكل هذا وغيره يغطى بالشحن الحربي والديمقراطية !! وحروب العصابات فقاعات اعلامية يومية, صناعة رعب المواطن اليومي في ارقام المصابين والموتى والخوف من انهيار النظام الصحي !!
ان ما نحن فيه هو استمرار سلس ، ناعم ، دقيق، ورقيق ورفيق للبيئة ايضا في غسل الادمغة وقد وصل للحد الذي فاض به وانعدم الزبد حتى…
فهنيئا لنا قرب مقتلنا … في صمتنا.

الله يرحم ايام زمان ... 1

 

 كانت فيها الاحزاب, احزاب سياسية ولها مواقف تضحي من اجلها, وكان السياسي لا تشتريه شركة او مؤسسة  ما, وان حصل هذا !!! ترتعد له الدنيا ويختم بالخيانة!! على العكس من حاضرنا, الذي اصبح به الارتباط بمن هم سكين الخاصرة امتياز يتباهى به الغالبية ساسة ورعية !! والدفاع عن العدو شيمة وطنية. والسكوت على التخريب حكمة سياسية!! وبيع الناس للشركات والتفريط بثروات الوطن استثمار لاجيال المستقبل!

في الماضي كنا نرى حكومات تخوض صراع الحفاظ على قوة العملة الوطنية ,  اما اليوم فولد في عالمنا حكومات يقودها البنك الدولي!! وتجتمع معه لمراجعة التزاماتها وما نفذته من توصياته وهي اكثر التزاماتها وما نفذته من توصياته وهي اكثر سلاسة وتعاون معه من انصاتها لابناء الوطن!! وقبل هذا الاخصاء كان الربط السياسي للحكومات التي اصبحت تدار من مستشاري  من يدعمون عسكريا هذا النظام او ذاك!! ويرتكز كل هذا على الربط الامني الذي يدار من جمهورية الوكالة الدولية ... وهكذا تولد لدينا حكومات وبلدان يمكن تسميتها بالتالي حكومات الربط الالكتروني , اقتصاديا بكبل النقد الدولي سياسيا بالبيت الاسود عسكريا بعصابات البنتا -غوان وامنيا بالوكالة الدولية , اما مهامها الداخلية فهي قمع من تدعي صحف تلك الروابط بصيانة حقوقهم الانسانية…!! 

الشعب … نعم الشغب !! لدية مراجع ومفتي ومآذن واجراس ، يدعون منها بطوال البقاء والنقاء بعد مفارقة البقاء!!! شعوب تلهو ببقايا روثها وتصلي على روث الحكام .

لا استغرب أن ياتي يوما ”وهو قريب, وربما اراه انا الذي يشدني الشوق للرحيل”ان يعلن فيه البنك الدولي عن اتحاد جمهورياته العابرة للقارات ان لم تكن قارات كاملة , وكل ربط يعلن ذلك !!! وربما تقوم الحروب بين تلك الروابط وفقا لمصالح كل رابط ونحن من نموت قي سبيل انتصار ايا منها استكمالا للدين على طريق السفربرلك .. فهنيئا لشعوب محبة للرب واليوم الاخر ..., شعوب لا تحفر الا لدفن ذاتها.