الأحد، 7 يوليو 2013

قصص الاطفال


حين يفكر المرء عن ماذا يكتب الكاتب والمختص بكتابات الاطفال ، على الرغم من قلة العاملين بهذا الاختصاص ، عن ماذا  ستدور احداث القصص لهؤلاء البراعم !! وهل حقا اطفالنا لازالوا براعم ويكركون كركرات الاطفال ، وليس ابطال لرواية البؤساء!؟!

هل سيحصل اطفالنا على قصص، او حتى قصة، او اوراق وقلم رصاص ليرسموا بها ، هل هم في الحضانات ام في براميل النفط  يلهون وبالنفط يسعرون، هل لديهم اماكن للعب وفيها العاب ، ام كسروا غصن شجرة ليمثلوا اللص والشرطي او العسكري والمحتل او الطائرة الحربية والمضاد الجوي، هل هناك حدائق يمرحون بها كما هي العصافير هنا امامي، وهل لازالت هناك عصافير تزقزق بعد كل هذا السواد والرصاص والانفجارات وصوت الحوامات والطائرات  ...

اطفال عشعشع في اذانهم صراخ الموت ونحيب الامهات والاخوات  او الجدادت  وغيرها من اصوات الحزن والمرارة  التي تمسح صوت الطفولة وحلمها...

اطفال نصفعهم رغم برائتهم  وبراءة الحاحهم من اجل معرفة شيء ما  بالاسئلة المتعددة التي تستفز " الكبار " ، الكبار ليس كبار عقل وانما اكملو نصف دينهم وبالتالي لابد من استمرار ذريتهم لهذا انجبوا  فهم كبار جسد فقط... الكبار  المتعبين  .. لا .. وربما الذين اصابهم جنون البقاء ... في ظل كل هذا الموت ... الهواء قاتل  سوات قاتل ... الرئيس قاتل .. الوزير قاتل .. المفخخات والارهاب قاتل... الحكومة  ... النوم على سطح المنزل ... ذو اللحية ... ذو الكوية ... ذو المدفع او السكين او الرشاش او الانسانية ... جميعهم شركاء بكلمة واحدة قتله قتله ...هل هو فساد الامية القانوني ، ام حكم البقر  الدولي  الذين  تاجروا  بنا بشتى اللغات واللهجات ...

سيكبرون بعد حين لتلاقي خدودهم يد المعلم ربما او الاسطة او الشرطي او المحقق او المؤذن او ذو الكوية واللحية  او شيخ المشخخة   ... لا اعرف ... حين ياتي الكف .. هل هو كف النوايا الحسنة ام كف الثواب والعقاب ، ام النهي عن المنكر، كف يصنع الرجال !!!! نعم  لا يصبحون رجالا  الا بالضرب  والاهانة على باب الدولة الموظفة!؟! من رجل الشرطة حتى  خاتم الاوراق  وعشاق حواري  العين  على الارض... من الذين يضربون  الاعمار، فماذا ستكتب ياعزيزي الكاتب ..

قصة عن من اكل قلب الجندي  ام عن ذباحي النساء او عن سبي النساء اللواتي اخذهن خليفة المسلمين في مشخخة  عرعره !! ترى هل سنكتب عن برقيات التهنئة من خادم الحرمين له، ام عن انين النساء وعذاب  الاسر والاغتصاب ... قصة عن راية لا الله الا الله التي خطفت طفلة من اجل صلب والدها لتموت بعد حين ، او من يلعبون كرة قدم برأس جندي او طفل مذبوح، او عن ذبح اصحاب الراية  للاطفال مهللين بصراخهم "الله اكبر"  عبارات تحملها اعلام الدول الرسمية ... نعم اعلام دولنا المعلقة على صواري الامم المتحدة   تحمل تلك العبارات تاكيدا لما يفعله  ابناء الامم ، اليس هذا ما نريد، ان يحترم الجميع تقاليد بعضهم البعض  من يقتل ذبحا  او اغتصابا او سبيا او تجارة بالاعضاء او بقنابل النابالم او القنابل الذرية او الكيمياوي او الفسفور الابيض .. نعم حكومات لكل منها تقليد وهي تحترم تقاليد بعظها البعض  وفقا للفصل السابع وميثاق العلم الازرق .. لم تكتفي تلك الامم بهذا بل فرخت لنا جمعيات مدنية تنشط لعلاج ذوي الامراض الدائمة،  لايريدون القول انهم يريدون اعضاء ذوي الامراض الدائمة !! كلا انهم يريدون علاجهم... نعم حين يموتون فهذا علاج ايضا .. ايقاف الالم .. نعم علاج..  يلهثون خلف الاخضر " الكلاء" والماء، اولئك معهم، الذين خلعوا "البردي"  ولبسوا الفضي وختموا الجبين بعد ان ازاحوا قلم الجيب الجانبي ...

هل ستكتب قصصا عن زهرة اكبر من حجمها مرات عديدة وحبة طماطا تزن كيلوا وعن اطفال يولدون برءاسين او بدون اطراف  في البصرة او الفلوجة او اربيل ... عن ماذا  تكتب ... ربما كيف تستخدم الزنجيل دون الم ، وكيف الوضوء بالدماء، ودعاء الخلاص او ازاحة منظر الجثث من الذاكره ... ثم تختم قصتك... وركضا نلطم  الصدر   نتعثر بالحفر  وعلب الماء الفارغة والكولا  واكياس النايلون  سيوفنا مشرعة من اجل  وجبة او كاس لبن يوزعه ذلك الذي سرق الان... الان ملايين من اموالي  واموالكم.....

كريم الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق