الاثنين، 7 يناير 2013

الفعاليات السياسية في العراق .. العلم الذي ترفعونه ليس سوى " بيز"


لم يختلف شعبا على علم بلاده مثلما اختلف ويختلف الشعب العراقي، الذي مرّ في تأريخه السياسي الذي يقارب 9 عقود 7 اعلام ، اثنان منها في فترة العهد الملكي وآخرها وهو علم الاتحاد الهاشمي "علم الثورة العربية الكبرى" دون النجمتان السباعيتان اللتان كانتا ترمزان للالوية " المحافظات" ال 14  لم يدم الا بضعة اشهر بعد ان تم الغاؤه اثر نجاح ثورة 14 تموز. والثاني ذلك الذي تبنته حكومة 14 تموز من تصميم الفنان جواد سليم والذي انتهى العمل به اثر نجاح انقلاب 8 شباط الاسود، وليعتمدوا علما "عراقيا" جديدا مستوحى من افكار الوحدة العربية، حيث اضافوا الى علم الجمهورية العربية المتحدة نجمة ثالثة. وبقي العلم على حاله عهد الاخوين عارف والبكر والمجرم صدام حسين الذي غيره في كانون الثاني 1991 بعد غزو الكويت، باضافة عبارة (الله اكبر) بين نجماته الثلاث لاستمالة العالم الاسلامي والبسطاء من العراقيين ومنهم السياسيون السذج اليوم الذين لازالوا على نفس العلم بعد ان " قشمرهم" المجرم صدام حسين بعبارته تلك. علما ان العلم العراقي اليوم دون نجومه الثلاث وبقاء عبارة " الله اكبر" بالخط الكوفي والذي ترفعه حكومة المحاصصة يعتبر علما غير دستوريا لانتهاء العمل به بتاريخ 22/1/2009 ، بعد ان اقر البرلمان قبلها بعام قانون تغيير العلم على ان يبقى لسنة واحدة لاغير.

 

والمتابع لما يجري في العراق الان يلاحظ ان للعراق اليوم علمين احدهما غير دستوري ترفعه الحكومة العراقية على وزاراتها وبعثاتها الدبلوماسية ويمثل بشكل او بآخر شيعة العراق حيث يراه المرء بكثرة في المناطق الجنوبية من البلاد حيث الشيعة الذين يرفعونه في تجمعاتهم السياسية، والثاني علم النظام البعثي المنهار والذي يرفعه سنة العراق بكثرة في المناطق الغربية والشمالية الغربية نكاية بالحكومة المركزية وكرد فعل "لتهميشهم" وحنينا على ما يبدوا لايام النظام الدموي السابق.

 

ان يتظاهر " حق كفله الدستور" المرء ضد الحكومة من اجل توفير فرص العمل والخدمات المنهارة من ماء وكهرباء وشبكات الصرف الصحي، ومن اجل انهاء الطائفية في الحكم لنفاذ صلاحيتها - منذ يومها الاول - بعد ان اصبحت تهدد الوحدة الوطنية، ومن اجل حقوق الارامل والايتام والمتقاعدين والسجناء امر مقبول بل ووطني وسيضع الحكومة المركزية امام جملة من التساؤلات المشروعة كما سيساهم في تخفيف الاحتقان الطائفي. اما التظاهرات من اجل افراد حماية متهمون بالارهاب ولم يبت القضاء على الرغم من تسييسه بصحة التهم الموجهة اليهم لليوم حتى وان كان مقبولا، فان غير المقبول هو رفع الاعلام البعثية واعلام ما يسمى بالجيش "الحر" السوري ورفع صور اردوغان واطلاق  الشعارات الطائفية التي تنال من مكون واسع من مكونات شعبنا، حتى وان كان كرد فعل على رفع صور الخميني و الخامنئي واعلام حزب الله من قبل جمهور الاحزاب الشيعية الطائفية. لان بذلك تكون التظاهرات ذات صبغة طائفية سنية وتفقد الكثير من الانصار والمؤيدين لها في اوساط نسبة واسعة من الوسط الشيعي نفسه، والذي يعاني حاله حال بقية مكونات شعبنا من فقدان شبه كامل للخدمات، فالمياه التي دخلت بيوت الناس اثر غرق بغداد على سبيل المثال لم تدخل بيوت السنة دون الشيعة ولا الكرد دون العرب وكذلك عندما ينقطع التيار الكهربائي او عندما يفترشون التلاميذ الارض في "دولة" ميزانيتها تقدر ب 117 مليارد دولار.

 

ان المستفيد الاكبر من تظاهرات الانبار ذات الصبغة الطائفية للاسف الشديد هو رئيس الوزراء وحكومته الفاشلة والتي جاءتها هذه التظاهرات كهدية من السماء للهروب من الازمات العديدة التي تعيشها، ولتستفيد منها كورقة انتخابية في انتخابات مجالس المحافظات في نيسان القادم بعد ان تذّكر جماهير الشيعة بالشعارات الطائفية التي رفعت فيها والتي تصيب الكثيرين منهم بالرعب. علما ان طائفيي اليوم استنسخوا تجربة البعث الساقط الذي ادخلنا لعقود في مستنقع العروبة الآسن بادخال بلدنا في الوحل الايراني.

 

وعودة الى موضوع العلم "العراقي" بنسختيه الشيعية غير الدستورية والسنية البعثية اذكر هذه الطرفة: يقال ان سواديا دخل البصرة لاول مرة في حياته فتعجب من جلوس الناس في المقاهي ولم يكن قد رآها سابقا، ودفعه الفضول الى الجلوس في احداها طالبا "استكان چاي" واثناء جلوسه سمع صاحب المقهى يقول للعامل "جيب البيز لهنا" وبعد دقائق صاح مرة ثانية " ودّي البيز لهناك" وهكذا لعدة مرات، ما دفع السوادي لاشباع فضوله سائلا العامل " بويه ما تگلي شنهو هالبيز" فما كان من العامل الا ان يريه خرقة ينظف بها طاولات الزبائن، عندها قال السوادي " ودّي البيز جيب البيز ثاري البيز خرگه"، ايها السادة ان علم البعث ليس سوى "خرگه" حتى وان "قشمر" المجرم صدام حسين طائفيي العراق بعبارة الله اكبر.

 

زكي رضا

1/1/2013

الدنمارك 

     

 

 

 

 

 

 

 

ستوديو التاسعة .. ( ويكليكس ) عراقي


بقلم: ألمهندس / جمال الطائي،(صوت العراق) 06-01-2013

 
ومن منــّا لم يسمع بموقع ( ويكليكس ) الالكتروني وما نشره من مئات الالاف من الوثائق والمراسلات بين شتـّى دول العالم ، وبالذات وثائق الدبلوماسية الامريكية والمراسلات بين سفاراتها والخارجية الامريكية والمخابرات الامريكية ، ومجمل الوثائق التي نشرها هذا الموقع والتي عملت صدمة حقيقية في معظم دول العالم بعد أن عرّت العديد من الحكومات والجهات و الاحزاب والحركات السياسية التي تـُظهر لشعوبها شيء وتعمل في الخفاء بوجه اخر ، من موقع ( ويكليكس ) عرفنا علاقة حركة (الاخوان المسلمين ) بـالمخابرات الامريكية ، ومن هذا الموقع عرفنا كيف يــصرّ/ خادم الحرمين على امريكا أن تضرب ايران في نفس الوقت الذي يدعوا فيه ايران لتهدئة الامور في الخليج ونبذ العنف والتسلّح !!

ومن نفس الموقع عرفنا ماهية العلاقة بين تنظيم القاعدة السلفي والـــ ( الامبريالية الامريكية ) وكيف كان يتم تمويله من المخابرات الامريكية وبنقود دافعي الضرائب الامريكان ، ولن أطيل الحديث عمــّـا كشفته هذه الوثائق فقد تابعها العالم أجمع ونحن موعودين من نفس الموقع بعد أيام بمليون وثيقة جديدة !!!

 ألمـُميـّز في هذا الموقع عن باقي المواقع الالكترونية انه متخصص فقط بنشر الوثائق ، وثائق حكومية ، مراسلات بين السفارات ووزارات الخارجية ، وثائق تخص اجهزة مخابرات ، تقارير سرية .. وغيرها ، لذلك كان كل ما ينشره هذا الموقع يشكــّل صدمة للرأي العام لانه يستند على وثائق وحقائق تعطي للخبر مصداقيته ، ولان الحقيقة ليست سهلة دائما ً وقول الحقيقة يمكن ان يسبب الكثير من المشاكل لانه سيزعج الكثيرين ،فقد عملت جهات عديدة على حجب هذا الموقع أو اسكات صوته ولعل أبرز محاولاتهم تلك التي لاحقت مدير تحريره / جوليان اسانج بعد ما أ ُتـّهم بالتحرش الجنسي باحدى الموظفات في السويد ، ورغم توقيفه في انكلترا وتهديده بتسليمه للسويد ظل الموقع ينشر المزيد من الوثائق ويستقطب الملايين من محبي الحقيقة ،

 منذ فترة ليست بالطويلة دأبت قناة ( ألبغدادية ) الفضائية على تقديم برنامج يومي أسمته

 ( ستوديو التاسعة ) وقد اعتمد هذا البرنامج في أساس عمله على ( ألوثيقة ) حاله حال موقع ( ويكليكس ) فالبرنامج كما يصر ّ مقدمـّه على التصريح لضيوفه دائما ً هو ليس برنامج حواري وانما برنامج لمكافحة الفساد بــ ( الوثائق ) ،

رُغم موقفي ألمتحفـّظ على قناة البغدادية وسياستها العامة وطريقة تناولها للشأن العراقي فانني لابد أن أعترف ان هذا البرنامج وخلال عمره القصير استقطب شرائح واسعة جدا من العراقيين ، سياسيين ومثقفين وحتى من عامة الناس الذين باتوا يتابعون البرنامج ( للتفرّج ) على الساسة العراقيين وهم يعرضون وثائق فساد بعضهم البعض ، لم تبق كتلة سياسية أو حزب أو طائفة الا ظهر من يمثلها في هذا البرنامج ، لم تبق وزارة عراقية او هيئة او مؤسسة او جهة غير مرتبطة بوزارة الا ّ ونـُشرت عنها وثائق فساد في هذا البرنامج ، من ستوديو التاسعة عرفنا ان / هادي العامري ( وزير النقل )الذي لم يكمل الاعدادية غارق بصفقات الفساد لعل اخرها الطائرات القديمة التي خمط منها الملايين ليتاجر بالفنادق والمولات في العراق وايران ، في ستوديو التاسعة عرفنا ان / بهاء الاعرجي ( بائع كارتات الموبايل سابقا ً ) القيادي الكبير في التيار الصدري حاليا ً يأخذ 10000 (عشرة الاف دولار ) ليتكلم فقط مع من يريد منه أي خدمة ( هذا غير تكلفة الخدمة نفسها ) ، وعرفنا من ستوديو التاسعة ان السيد بهاء الاعرجي هو من قدّم رشوة 5 ملايين دولار لسدّ ا لتحقيق حول البنك المركزي ، وعرفنا من نفس البرنامج ان الدكتور / علي الدباغ ( خبير شؤؤن المرجعية كما كان يدّعي ) يملك برجين في دبي ويريد بناء الثالث من عمولته بصفقة الاسلحة الروسية ، ومن ستوديو التاسعة عرفت شخصيا ً ان السيد / سعدون الدليمي وزير الثقافة العراقية و وزير الدفاع وكالة والمتهم بصفقات فساد في كلا الوزارتين يحمل الجنسية ( السعودية ) !!! ، والسعودية ( لمن لا يعرف ) هي ألــدّ اعداء العملية السياسية في العراق وأكثر من حاربها وأوغل في دماء العراقيين ، ومع ذلك فوزير دفاعنا ( ألمؤتمن ) على تسليحنا يحمل الجنسية السعودية ، وكذلك مستشار السيد رئيس الجمهورية المدعو / عبد العزيز البدري والغارق في فساد صفقة السلاح الروسي ايضا ً يحمل الجنسية السعودية ( يعني حالهم حال السعودي ماجد المهندس !! ) في ستوديو التاسعة عرفنا كيف ( يقبض ) وزير التربية 10% عمولة عن كل عقد تبرمه الوزارة لطبع الكتب المدرسية ، ومن ستوديو التاسعة عرفنا ان منزل السيد / اسامة النجيفي ( رئيس برلمننا الموقر ) فيه 22 تلفزيون بلازما 50 عقدة و24 غسالة كهربائية و11 مكوي بخاري و56 زولية ايرانية و.. ( لا أعرف عدد محظيات أو زوجات ) السيد الريس لانها ( أي النسوان ) لا تدفعها خزينة الدولة كم دفعت سعر الاثاث ؟؟؟؟

 في ستوديو التاسعة سمعنا عجائب ما كنــّـا لنصدقها لو قرأناها في أي مكان ولكنــّا قلنا انها من خيالات احدهم أو أوهامه ، ولكن حين نسمعها من سياسيين ورؤساء كتل ووزراء واعضاء برلمان فهي حقائق حدثت وتحدث في العراق يوميا ً ، فلا بد أن نصدّق حين يخبرنا أحد السياسيين ان احد التجار المحسوبين على حزب رئيس الوزراء سرق 2 مليار دولار من اموالنا ولم تتم محاسبته ، وكيف يُحاسب ونحن لم نحاسب سارقا ً حتى اليوم ابتداءا ً من طيب الذكر حازم الشعلان وايهم السامرائي مرورا ً بمشعان الجبوري وكريم وحيد وفلاح السوداني وغيرهم العشرات فلماذا نحاسب الاسدي اذن؟؟ في ستوديو التاسعة سمعنا ان ( مكتب ) رئيس الوزراء شريك في الكثير مما يحاك في العراق اليوم ، فهو شريك في المشاكل والدسائس والعمولات ، بل سمعنا أحد السياسيين ومن ستوديو التاسعة يبعث بنصيحة للسيد المالكي أن يُبعد ابنه عن الصفقات المريبة و المشبوهة؟؟؟؟

 وكما حدث مع موقع ويكليكس حدث مع البغدادية وحاولت جهة ما اغلاقها ووأد صوتها الذي دأب على نشر الغسيل القذر للساسة العراقيين ، ومع ذلك استمر ستوديو التاسعة في استقبال الوثائق التي ( يتبرع ) الكثير من الساسة في اظهارها للعلن رغبة في اسقاط خصومهم امام الرأي العام ،

لنترك الجميع يكشفون اوراقهم ويفضحون ما خفي على الرأي العام العراقي كي يعرف العراقيين خفايا ما يحدث في أروقة الساسة وكي نعرف أين تذهب اموالنا وكيف يتم بها شراء اليخوت ( كيخت بهاء الاعرجي ) والقصور في اوربا وامريكا والاموال التي تكدس في البنوك الخارجية ، لكي يتعلم العراقيين أن يفكروا كثيرا ً قبل اعطاء اصواتهم لهذا أو ذاك فأنا على يقين انه ما عادت العمائم والمسابح والجباه الموشومة تخدع حتى البسطاء ، اتركوهم يعرّي بعضهم بعضا ً ولا تخافوا عليهم فانهم لن يخجلوا لو ظهروا أمام شعبهم عراة على حقيقتهم ، فألغيرة قطرة ومعظمهم فقدها منذ سنين ....

 

 

رواه ابو نخله 7 : تحشيشة ديمقراطية غربية. بدون وضوء..و بيها لطمية!!!

هيئة ادارية[i] لاحد المجمعات السكنية في احد الاحياء السكنية في الدنمرك،  انفقت على احتفال عيد الاضحى   2012 الذي اقامه "المؤمنين" !!هناك مبلغ يقارب 10.700 الف دولار تقريبا، اي مايعادل راتب شهر لعشرة مواطنين يتلقون المساعدات الاجتماعية.  الهيئة الادارية مكونة من 9  اعضاء ،  5  منهم " مؤمنين"  من اصول اجنبية و 4 من ابناء البلد الاصليين!! المشكلة هنا ليس كما تداولها الاعلام في البلد المعني  وليس كما يريدها البعض في اي مكان كان وايا كان اهتمام هذا البعض سياسي اعلامي او ما شابه .

  يشهد المجتمع الاوربي بشكل عام تحضيرات كبيرة ومكلفة لاعياد الميلاد التي توافق في الايام الستة الاخيرة من كانون الاول من كل عام، وابسط تقليد في هذه الاعياد هو شجرة عيد الميلاد، والتي تعد من التقاليد التي بدا بها الالمان منذ عام 1899 ثم انتشرت في بلدان اوربية وعالمية اخرى، شجرة عيد الميلاد توضع داخل المنازل وكذلك في بعض المواقع الاساسية في المدن، شجرة تزين بكل الالوان وتضاء وتجمع العائلة كل الهدايا تحتها، وبعد الاحتفال والرقص حولها توزع الهدايا على افراد العائلة. الهدايا منها المكلفة ومنها الرمزية ، اي يمكن ان تكون كاضعف الايمان قلم رصاص او منديل الخ ، المهم ليس ثمن الهدية وانما  الطابع المعنوي خلفها.

الهيئة الادارية قررت وباغلبية الـ 5 اعضاء الغاء شراء شجرة الميلاد" وكلفتها تقريبا 1000 دولار " لوضعها في ساحة وسط المجمع السكني احتفالا باعياد الميلاد، والسبب ليس سعرها وانما " حفظ الله امير المخبرين " السبب هو الايمان " ، وحين احتدم النقاش  خرجت احدى الفتيات المؤيدة لعدم شراء الشجرة، لتعلن بان هناك مشاكل كثيرة في العالم يجدر بنا مناقشتها غير شجرة عيد الميلاد؟؟؟ وهي كالعادة كلمة حق يراد بها باطل  ناهيك من كونها طاقية اخفاء لابطال مصادرة الحريات .

 هذا الموضع اثار نقاش طويل وعريض وطبعا الكل حاول ان يدلوا  بدلوه ، الجاد والمنتفع، والكاره .. وصلت الى تصريحات برلمانية واعلامية كثيفة للحد الذي كتب فيه احد اعضاء برلمان الدنمرك  في صفحته على الفيسبوك" بان احتفالات عيد الاضحى ترمز لانتصار الاسلام على المسيحية في معركة  احد" الخ  كانتقاد على السماح بصرف مبلغ 60 الف كرون دنمركي على اعياد الاضحى!!، المتشددون دائما يثيرون الضحك لما لديهم من تبريرات وتعليلات مثل عضو البرلمان وكذلك  قول احد الائمة، في الدنمرك، معلقا على موضوع اخر  بقوله "نحن نقف دائما مع حرية الفتيات ولكن المشكلة باولياء امرهم" ؟؟؟ صدقوه !!  إلهي[ii]: أعوذ ُ بك الآن من شرِّ أهلي // يبيعون خمْرًا رديئا ً //  ويُؤذونَ ليلَ السَّكَارى البريءْ!

هذه المنطقة السكنية،  من لهم حق التصويت فيها  يبلغ 522  واغلبيتهم "مؤمنين"من القادمين كلاجئين الى البلد  !!!قادوا انقلابهم " بجهل حضاري قبل ان يكون ديمقراطي" على  ابناء البلد الاصليين ومنعوا شراء شجرة الميلاد او وضعها في المجمع السكني، مصدقين انفسهم لابل وربما مبتهجين حد الاحتفال بقرارهم بانهم نصرو الدين و اليوم الذي انزل به وربما نام بعضهم وهو يامل ان بصحو في جنات عدن!!.

ان ابرز درس في هذه الغزوة!! هو تصريح  محافظ احدى المدن الدنمركية على الامر قائلا ، ان قرار الهيئة الادارية لا يحترم ثقافة الاقلية " اللي همه اهل البلد الاصليين" طبعا  صاروا اقليه ببلدهم............." اسمعوه ده..... وصدقوه ده " مضيفا ان القرارلم يبرز روح التحمل  والاتساع او الاحتضان للجميع!! وعلى الرغم من الضجة التي اثارها قرار  القرض واوية !!! وبقوا مصرين على رايهم حتى قامت الساعة  بعقد مؤتمر طاري لسكان المجمع السكني وانتخاب هيئة جديدة .  ان عدم تراجعهم  ربما لانهم على قناعة بان الشجرة من المحرمات..  وربما  افتوا.. بزارعها   و ببائعها ومن لف حولها او تفيء بظلها او دس هدية تحتها او قطع عود منها بعد اكلة دسمة!!! ناس تريد دولة خلافة واخر يكفر الجميع والله لم نجد بنجدٍ مثل هؤلاء الجند!!

ان مايثير الاشمئزاز من تلك الطرطرة هو تصاعد اعداد العوائل "المؤمنة" التي تقدمت بطلبات الحصول على المساعدات التي تقدمها بعض المنظمات والكنائس بمناسبة اعياد الميلاد للعوائل المحتاجة او ذات الدخل المحدود كي تتمكن من الاحتفال باعياد الميلاد" علما ان " المؤمنين" لا يحتفلوا بهذه الاعياد، سيل نفاق "المؤمنين" من احفاد قره ضاوي لم يتوقف بهذا الحد، بل تجاوز كل ماهو معقول وسط صمت من لهم فائدة باستخدام هذه الممارسات لاهداف ومنافع سياسية.

المشكلة ان الجميع تجاهل المبداء واخذ يناقش الموضوع على اساس اكثرية واقلية  متناسين، ان ثقافة البشر وتراثهم وتقاليدهم وعاداتهم  لا يمكن ان تخضع للتصويت، وانما هي جزء من الحقوق التي تمارس والحريات التي يجب ان تصان ولهذا حين وضعت هذه الفقرة او المادة في جدول النقاش للتصويت كانت خطيئة  وليس خطا!!

دعائي: اللهمه لا تجعل من امة "طرطرة  قرض واوية" كانت او عتاوليه .... اغلبية حتى في دورات المياة الصحية... اللهمه...  امين ........

كريم الربيعي

4-12-2012


[i] الهيئة الادارية:  هيئة تمثل قطاع سكني  يهدف من ورائها تطوير مشاركة السكان في اتخاذ القرارات ورسم ما يناسب منطقة سكنهم من مشاريع خصوصا وان الاغلبية تسكن في شقق للايجار، تعقد الهيئة اجتماعات شهرية وهناك اجتماع لجميع السكان سنوي وبالتعاون مع شركة السكن التي تملك تلك المسكن ، بانتخاب هيئة ادارية بطريقة ديمقراطية .
 
[ii]           مقطع من قصيدة الشاعر التونسي محمد الصغير اولاد احمد " دعاء ثوري"

كلكم مسخرة وكلكم مسؤول عن مسخرته

 من سخرية القدر و مسخرته ان يحكم العراق ولاربعة عقود متتالية حزب دموي فاشي كحزب البعث، الذي كان نتيجة سياساته الحمقاء وحروبه الدونكيشوتية سببا رئيسيا في وصول اوضاع شعبنا الى ما هي عليه اليوم. ولكن الاكثر هزلا من الموقف الهزلي للدهر هو استمرار السخرية والمسخرة منذ عقد من الزمن الى يومنا هذا حيث حكم الطوائف الذي لم يكتفي بسرقة ثروات البلاد فقط، بل وصل الامر بسببه الى تهديد البلد بالتمزق والتشظي بعد ان فشل ساسته الجدد لطائفيتهم في لملة جراحه والسير به الى حيث الامن والسلام الذي فقدناه لعقود عدة.

 وفي اعتراف واضح من قبل السيد المالكي في كلمته على هامش مهرجان المصالحة والسيادة الوطنية "لا ادري متى تتحققان" الذي عقد في بغداد يوم الجمعة 29/12/2012 " اشار الى ان العراق " للاسف الشديد" اصبح مسخرة بين دول العالم نتيجة الخلافات بين "سياسييه"، وقد اشار السيد المالكي - وهو على حق – الى الساسة الذين جعلوا العراق مسخرة قائلا ان (تبادل الاتهامات والتصريحات بين السياسيين في الأعلام جعلت العراق مسخرة بين دول العالم)، اذن فانتم ايها السيد رئيس الوزراء نتيجة اتهاماتكم لخصومكم "حلفائكم حتى الامس" احد الذين جعلوا العراق مسخرة بين دول العالم ، اليس كذلك؟ وحول تحميله مسؤولية ما جرى ويجري في البلد قال السيد رئيس الوزراء(الجميع مسؤول كل بموقعه وقدراته، ولا يمكن لأحد أن يعفي نفسه من المسؤولية)، وهذا يعني انكم ونتيجة رئاستكم للوزراء وقيادتكم للقوات المسلحة وهيمنتكم على وزارات سيادية امنية والعديد من اجهزة المخابرات والهيئات المرئية منها وغير المرئية والعشائر التي تتحرك بامرتكم عند الطلب تتحمل الوزر الاكبر في جعل العراق مسخرة امام دول العالم اليس كذلك؟ وحول محاولة البعض الهروب من المسؤولية على الرغم من دوره المناط اليه في حكومة المحاصصة وبرلمان المحاصصة قال السيد المالكي (الحكومة العراقية حكومة تضامن، لذا فأن إلقاء المسؤولية على طرف واحد هو تنصل"، مشددا أن "على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن)، قل لي بالله عليك ايها السيد رئيس الوزراء متى تتحمل والاخرين مسؤولياتكم تجاه الوطن المبتلى بكم؟ وقال السيد المالكي في جانب آخر من خطابه وحول غرق مدينة بغداد نتيجة هطول الامطار لساعات ان (المسؤولين لو ابتعدوا عن المماحكات السياسية وتحملوا مسؤولياتهم لما غرقت بغداد)، وسؤالي اليكم ايها السيد رئيس الوزراء هو ان لماذا تتركون الحبل على الغارب امام المقربين منكم في قائمة دولة "القانون" ليهاجموا جميع اطراف العملية السياسية، اليس الاجدر بكم وانتم على رأس الدولة ان تعملوا على تهدئة الاوضاع السياسية بلجم امثال هؤلاء.

 
ولكي نكون منصفين فان هذه الاسئلة وغيرها بالمئات ليست موجه الى السيد المالكي وقائمته فقط، بل الى "سياسيي" جميع الكتل البرلمانية المساهمة في حكومة المحاصصة الطائفية القومية من تلك التي لم يقدم وزرائهم حالهم حال وزراء قائمة المالكي اي شيء للوطن والمواطن منذ توزيرهم لليوم. وساهموا ويساهمون في عمليات الفساد والنهب العام وتعريض البلد ومستقبله الى كوارث ستكون احداث ما بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء نزهة اذا لم يعمل "ساسة" المحاصصة على لجم هذا الاستقطاب الطائفي اليوم قبل الغد.

 السيد المالكي

السادة الوزراء

السيدات والسادة اعضاء "البرلمان العراقي"

هل تعرفون ما هي المسخرة التي جاء على ذكرها السيد المالكي؟

 

المسخرة ايتها السيدات والسادة هي ان يوعد احدكم شعبه بحل مشاكله خلال  يوم100 ويكذب في وعده.

المسخرة ان يقول احدكم ان العراق سيصدر الكهرباء الى دول الجوال ويكذب في ذلك.

المسخرة ان يمتلك احدكم معلومات حول افراد يقتلون ابناء "شعبه" ولا يشهرها الا عند حاجته الشخصية لها.

المسخرة ان يفشل عسكري في مهمته بفرض الامن ومكافئته بترقيته الى فريق ركن.

المسخرة ان ينتقل عضو برلماني منتخب بين عواصم العهر العربية مستقويا بها ضد عملية سياسية هو جزء منها.

المسخرة هي زج العشائر في الصراع السياسي الدائر بين اللصوص الكبار.

المسخرة عدم محاسبة عضو برلماني يدعوا الى الطائفية علنا.

 

هناك الالاف من الافعال في عراق اليوم من التي يمكن اطلاق تسمية مسخرة عليها، لكن تبقى غرق مدينة بغداد اكبر مسخرة في تاريخ دولة المحاصصة الطائفية القومية، وبهذه المناسبة اسمحوا لي ايها السيد رئيس الوزراء وشركائكم بالعملية السياسية، ان اقول لكم كلكم مسخرة وكلكم مسؤول عن مسخرته.

 

الزهايمر هي الصفة الوحيدة التي يمكن اطلاقها على من ينتخب الفاشلين.   

 

زكي رضا

الدنمارك

29/12/2012

 

 

 

 

 

 

 




 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

قلبي على العراق والآخر على الرمادي

                                             سمير اسطيفو شبلا

المقدمة

لكل إنسان حر وغيور له قلبان! قلب ينبض في صدره كمضخة وقود ان توقف لا سامح الله فينتقل إلى حياة أخرى لا دقات قلب صاعدة تارة وأخرى نازلة بل هناك دقات قلب ثابتة أبدا، والقلب الآخر هو القلب الخاص الذي يقع على يمين القفص الصدري الذي يتميز عن القلب الحقيقي للإنسان انه لا يموت مع الإنسان عندما ينتقل ويغادر إلى دنيا أخرى غريبة عنه! بل يبقى هذا القلب شامخاً في مكانه كونه مرتبط بالوطن وجودياً – كوجود وماهية – انه العراق في قلبي

 هذه الأيام أرى في قلبي الواقع على يمين القفص الصدري ينبض بشدة وكأنه ينوي الانفجار، وبعد قراءة الفحص ألسريري (الواقع) وجدنا سبب زيادة عدد نبضاته / انه الرمادي المنتفض الذي يطالب بحقوق أبناءه وتبعته عدة محافظات مؤيدة لهذه المطالب المشتركة، ليس للمحافظات المؤيدة للرمادي بل للعراق الموحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، والحقوق لا تتبدل ولا تتغير حسب الزمان والمكان، بل تبقى ثابتة لحين ان نلمس نتائج الدفاع عنها

 الموضوع

إذن نحن أمام انتفاضة غير محسوبة النتائج على الأقل بالنسبة للمصابين بمرض السياسة الطفولي! او مرض المراهقة السياسية! هذا المرض الذي أصاب الكثير من قادتنا في العراق ليس لعدم خبرتهم السياسية فقط بل لعدم كفائتهم في تسنمهم مناصبهم! انها المحاصصة الطائفية اللعينة، لا داعي لتكرار نتائجها الكارثة على العراق لأن كتابنا ومثقفينا وعلمائنا وباحثينا قد وضعوا إصبعهم على الجرح! وسنشهد بواقع مرير حالي وهو تحويل بغداد إلى مدينة فوق الماء بمجرد هطول أمطار غزيرة! ماذا ان جاءنا فيضان لا سامح الله، ماذا ان طال هطول المطر لعشرات الأيام؟ أَنحتاج إلى سفينة نوح جديدة؟ انه الإنسان في المكان غير المناسب! لذا فحذار

 * حذار من تقسيم العراق لأنه مخطط مستقبلي وبدءوا الخطوة الأولى للتنفيذ! لذا لا تقعوا في الفخ المنصوب وتساعدوا في حفر اللحد دون ان تعلموا

 ** لتكن الانتفاضة سلمية بحتة وان لا نندفع نحو ما يصبون إليه! التجربة السورية والحرب العراقية والإيرانية وغزو الكويت أمامنا

 *** نعم سنة وشيعة !! أو عرب وأكراد وكلدان وآشوريين وسريان وتركمان وشبك ويزيديين وصابئة! انها خصوصيات كواقع على الأرض، وفي نفس الوقت انها داخل بستان عام هو العراق! إذن كلنا سنة وكلنا شيعة لا نواصب ولا روافض بل إخوة! وكلنا عرب وكلنا أكراد وكلنا اصلاء وكلنا عراق العراق! هذا ان أردنا حقوقنا حقاً، اما ان أراد البعض تحويل الأنظار نحو انتفاضة السنة ضد الشيعة والعكس صحيح! هذا ليس بعراقي حتماً، بل هناك الحق والباطل – هناك القاضي والحرامي – هناك الفساد والنزاهة – هناك الوطن أو نبيع الوطن! وان بعناه (أين الوطن نلكاه – مع تحياتنا لسعدون جابر الطيب) – هناك المحبة والكراهية – هناك العشيرة والطائفة والمذهب فقط مقابل حقوق الوطن والشعب – هناك الأصالة وعكسها – العراق مقابل الارتباط بالإقليمية والدولية، فهل نبقى داخل خصوصياتنا أَم نحافظ على خواصنا ونتجه نحو العام الذي هو بستاننا الكبير؟

 النتيجة

 

01 لينفصل الأكراد ان أرادوا وحسب الانتخابات والدستور سلمياً نكرر سلمياً، وهذا اليوم سيأتي حتماً ان لم يكن ضمن جيلنا فالأجيال القادمة ستشهد، ولكن نرى ان ذلك غير ممكن اليوم لأسباب ذاتية وموضوعية تخص الأكراد وهم يعيشونها وأدرى من غيرهم بها، لذا نكرر ونقول: ان الأكراد أكثر حصافة وخبرة في حق الشعوب في تقرير مصيرها لأنهم اختبروا معنى الحرية والاضطهاد وحقوق الإنسان، حالهم حال الشيعة والسنة والمسيحيين واليزيديين والصابئة والجميع أصابهم الاضطهادات بنسب مختلفة

 02 نفس الأمر ينطبق على الإقليم السني والشيعي وهنا نرى خارطة العراق الجديدة التي رُسِمت في مراسم ومختبرات خارجية بأدوات عراقية قد انتهوا من رسمها وبدأت مرحلة التنفيذ، وخاصة ان الانتخابات قادمة وبشكل اخص انتخابات 2014 – ليشهد التاريخ إنني بلغت بتواضع

 03 فهل تريدون عراق العراق – آم عراق/أكراد – و – عراق/ السنة – و – عراق/ الشيعة  - و – عراق/ الغرباء! أي دولة الأكراد العراقيين – دولة عراق السنة – دولة شيعة العراق – دولة غرباء العراق، هذا ما يريدونه الحرامية! فهل تساعدون السارق دون وعيكم؟

 04 إذن أين هو عراق الاصلاء؟ عراق الاصلاء هو في الحوار حول المائدة المستديرة لانتزاع الحقوق سلمياً، أجلسوا ومارسوا ثقافة الحوار ولو لمرة واحدة خلال 10 سنوات وتهيئوا لانتخابات 2014، أَليست كرامة الإنسان متساوية؟

لنا عراق واحد ولكم أربع عراق

كل عام والجميع بألف خير أنتم يا ملح المجتمع

نعم زملائنا وزميلاتنا في حقوق الإنسان إنكم حبة الحنطة حقاً

1/1/2013

الخميس، 27 ديسمبر 2012

كل عام وحروب الغزاة واعوانهم بخير!!!!!!!!!!!!!!!!!

 انها مجرد تحية
اي مستقبل لاطفالنا رسمته حروبهم ومن ساندها باسم الديمقراطية والحرية والانسانية !!
حروب الامية واليورانيوم المنضب وسوء التغذية والسرطانات.... والقائمة تطول!!
هل نعي ؟؟
هل نقول ما العمل؟
هل نلتفت لبعضنا البعض من اجل ما تبقى منا والقادم ؟
اسئلة كثيرة عل 2013 يلقي الضوء عليها...................
كريم الربيعي

غصب الفؤاد واغتصاب العباد داء اصاب البلاد

                                                                               -    كريم الربيعي   

مسلسل الفضائح في العراق لم ينتهي ، ولم تخفت ناره قليلا، بل على العكس انها تزداد يوما بعد اخر،  مسلسل تنحني له احتراما المسلسلات التركية  وما تقدمه من ثقافة وتفنن بالدروب الملتوية، لتزيد في انحطاط الارضية الثقافية في مجتمعاتنا التي ينخرها العث من كل حدب وصوب .

فمن فضيحة سرقة البنك التجاري  وازمة المجلس الامني الاعلى  والفساد في التحضيرات لمؤتمر النقمة العربية! وبعدها اعتقال حمايات الهاشمي مرورا بهروب الاخير الى تركيا والتي رفعت حدة التوتر ، الذي توج  بتحرك بعض القوائم من اجل سحب الثقة من رئيس الوزراء انذاك ، وما ان انتهت تصفيات بطولة سحب الثقة ،حتى سادت سحابة دورة جديدة من الخلاف على ما يسمى المناطق المتنازع عليها!! هذه الاحداث غلت بنار صفقات عقود النفط وتهريبه  وصفقات الاسلحة الامروروسية  وقانوني مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية ، وقانون الانتخابات والمادة خمسة منه وقانون الاحزاب وعقدة تمويلها ومظاهرات الذات وليس مظاهرات الوطن، كل هذه البطولات  "للساسة" حدثت  في ظل مثلث يطبق على عنق المواطن العراقي،  اضلاعة  الخدمات ،  العنف بجميع مفرداته " التفجيرات والاغتيالات والخطف والقتل خارج اطار القانون"، والامراض الفتاكة  وغيرها الكثير من التوترات ، التي ربما حطت رحالها على اعتاب نهاية العام  بحادث الفتاة المغتصبة في الموصل واعتقال حماية العيساوي، كخميرةً لعام جديد سيكون على الاغلب عاصفا  بالازمات، ملتزما بالفوضى شعارا ، ليصح به قول الشاعر " لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم --ولا سراة إذا جُهالهم سادوا" [1]، فعلى خلفية جميع هذه الازمات التي لم تتحرك باتجاه الحل ،  ستاتي انتخابات المجالس المحلية ونتائجها وتشكيل المجالس وما سيرافقها من اتهامات في التزوير والاقصاء وفضائح الفساد التي يكشفها طبعا من سيشغل مقاعد تلك المجالس، في حالة وكان الكثير من ذوي الشان متكاتفين اليوم لدفع المواطن امام  باب مسدود، لقبول اجندة اولياء النعمة والمتمثلة بقرار مجلس الشيوخ الاميركي  بتايخ 26-9-2007 والقاضي بتقسيم العراق الى اقاليم سنية ، شيعية وكردية.

لقد علقت الكثير من الجهات الدينية  حول حالة اغتصاب فتاة في الموصل، وهذه الردود صحية ويجب ان تكون، اي ان مجتمع لا ينهض لوقف التجاوزات والعربدة باستغلال السلطة والنفوذ ، لا يستحق ان يحيا، ولكن، كي لا تكون تلك الوقفة كلمة حق يراد بها باطل، وددت التساؤل بصوت عالي .

لقد طالب ائمة محافظة الموصل في مؤتمر صحفي لهم  بما نصه "علماء محافظة نينوى يدعون كل أبناء العراق، الى عدم السكوت على الانتهاكات التي وقعت في الموصل ".  وطالب  امام وخطيب جامع الرحمة نيابة عن ائمة الموصل "اخراج قوات الجيش من داخل المدينة وفك اسر أحيائها التي قطعت سبل الوصول إليها"[2]

الشيخ امام وخطيب جامع الرحمة ايسر مهدي  وجهه دعوته الى العشائر وقوى المجتمع جميعها لادانة " حادث الاغتصاب " لا بل وعلقت، ووفقا للخبر ذاته،  بعض القوى الممثلة في مجلس محافظة نينوى، عملها احتجاجا على ذلك الفعل السيء.

ان ما تقدم حقا يدفع المرء للشعور بالفخر والاعتزاز، الذي  و للاسف تعارضه  " لكن"  وتفرض وجودها مرة ثانية ، لتمنعني من اظهار هذا الفخر والاعتزاز  ملحةٍ باسئلةٍ كثيرةٍ منها  :

1-      لماذا لم ترتفع هذه الاصوات وتعقد المؤتمرات وتعلق الاعمال  على قتل افراد الشرطة والجيش في المدينة؟؟ وعلى قتل المعلمين  والنساء؟؟ وعلى استهداف وتهجير المسيحيين ؟؟ وعلى استهداف و قتل ابناء الاقليات الدينية او القومية الاخرى؟؟ ولماذا لا تتعالى الاصوات والدعوات  لوضع حد للفساد والافساد في المدينة وغيرها من ربوع البلد؟ ولماذا لم  ترتفع وتعلق الاعمال احتجاجا  على سرقة ارض العراق  وثرواته ؟ لماذا  الى لا نهاية ..؟

2-      حين يجري الطلب باخراج الجيش ، من سيقوم بحماية المدينة؟ و التي تريد الجماعات المتطرفة السيطرة عليها واستخدامها قاعدة لاعمالها الارهابية ؟  هل الشرطة المحلية؟؟ هل قوات الامم المتحدة ؟؟ ام من؟ علينا حين نطلب سحب القوات، اقتراح الحلول ن لا سيما وان الموصل تاتي تقريبا بالمرتبة الثانية بعد بغداد من حيث اعمال العنف.

3-      هل ستوفر القوى الدينية والسياسية وقوى المجتمع المدني الحياة الامنة للفتاة التي جرى اغتصابها وتجنبها من القتل على يد اهلها  "غسلا للعار"، وهل سيصدر اصحاب الشان فتوى تحرم ذلك ؟؟ وهل سيحمون الاخريات ويدافعون عنهن لو خرجن معلنات ما تعرضن له؟

نعم يجب تقديم المتهم للقضاء، لكن ما حدث هو شيء لا يذكر من اصل الجريمة التي تحدث يوميا  ضد المرأة في العراق، ولم يقف الامر لهذا الحد بل ان بلدا بكامله يغتصب يوميا ارضا وثروات وحقوق، الامر الذي يدعوا  للاستغراب بان ترتفع كل هذه الاصوات متوعدة  ولكنها متناسية الاغتصاب الكبير !!  كفانا تهديدا وتوعدا، علينا ان ندعوا للتكاتف الوطني ، للعمل الوطني الذي يحترم المواطنة والحقوق الاخرى للبشر وتطوير القوانين وتطبيقها والالتزام بها وتحريم اراقة الدم العراقي تحت اي مسميات كانت او شعارات، كي ننهض كشعب من اجل حماية هذا البلد والحفاظ عليه وبناءه.

انه حقا لحلم ان ترتفع اصوات كل ذو شان وتاثير وراي عاليا بوجه الفساد والافساد والقتل والتهجير ومصادرة حق البشر بحياة امنه وبوجه كل من يتجاوز على حدود انسان اخر، وان يكون هذا الفعل دون تمييز ودون نوايا مبطنة لابل يجب ان يرتقي ليكون ثقافة انسانية لدى ابناء المجتمع العراقي، ان اغتصاب فتاة لمصيبة ولكنها نابعة من مصيبتنا الاكبر والتي اصابت البلاد  بغصب الفؤاد واغتصاب العباد وطغيان السواد.

 24-12-2012
[1] الشاعر صلاةُ بن عمرو بن مالك
[2] المدى برس 19-12-2012

بعد (ربيع الغضب) مرحبا 2013 ... ولكن !

                                                                                                                                  محمد ناجي
طرحت جريدة (المصري اليوم) السؤال التالي على القراء : هل تعتقد بأن عام 2013 سيكون عام الديمقراطية والمساواة في العالم العربي ؟
وقد وجدت السؤال بالصيغة المطروحة مبالغا في التفاؤل ، أو لنقل متسرعا وبعيدا عن فهم طبيعة ما جرى ويجري ليس في مصر وحدها بل في كل المنطقة ، وهو يستلهم وينطلق من أكذوبة (الربيع العربي) التي يرددها الجميع ، بدعم إعلامي ومالي من قوى ذات مصالح وأهداف تتعارض وتطلعات شعوب المنطقة في الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية ، ودول ذات أنظمة سياسية وبنية إجتماعية متخلفة ، وربما اسوأ من أنظمة الطغيان التي سقطت .
مما لاشك فيه أن التفاؤل مطلوب ، وهو سمة من سمات الحياة ، التي تسير دائما إلى الأمام ، ومن لايواكب مسيرتها يتخلف عن الركب ، و(يعش أبد الدهر بين الحفر) ، ولكن للأسف هذا هو واقع حالنا منذ قرون وحتى اليوم ، من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر !
شخصيا لا أعتقد بان عام 2013 سيكون عاما للديمقراطية والحرية والمساواة ، بل سيكون أسوأ من سابقه ، والسبب الذي يسطع كالشمس في عز الظهيرة ، هو صعود قوى تعتمد على ترسانة وتراث ضخم لطغاة اليوم والامس . قوى تدفع بثقافة الاستبداد (ثقافة السلطان) إلى ذرى جديدة . خاصة وهذه الثقافة التي تتمتع بميزة (المحلية – الأصالة – الدين - التقاليد) تستقر عميقا ، وتنتشر بالطول والعرض في خلايا وثنايا العقل والروح والمنظومة السياسية والثقافية العربية ، لا يمكن أن تزول وتنتهي عفوياً أو بمجرد سقوط الطاغية ، بل بوجود معادل نوعي ، ثم متفوق لثقافة بديلة ، ثقافة الحقوق والحريات ودولة المؤسسات والمجتمع المدني ، أي (ثقافة الانسان) ، حيث يكون الانسان وحقوقه وحرياته وكرامته محور كل النشاط السياسي والثقافي في الدولة والمجتمع ، ومثل هذه الثقافة ، إن وجدت اليوم ، فهي محدودة الانتشار والتأثير في الحياة اليومية ، وبالتالي بحاجة لنضال وجهد سياسي وثقافي معرفي أكثر ، ووقت طويل أبعد من عام 2013 ، لكي تنتشر وتترسخ في حياة الناس اليومية وتمتلك القدرة على تحقيق الديمقراطية والمساواة في العالم العربي ، فكيف والحال بصعود قوى أصولية سلفية تعيش في الماضي وعليه !
ولذا لا نتفق مع من يذهب بعيدا في التفاؤل ، إعتمادا على أكذوبة (الربيع العربي) فهذا غير واقعي ، بل بحد ذاته دليل على سذاجة وغفلة العقل السياسي والثقافي العربي ، سهل الإختراق ، والذي يمرر ويستهلك مايلقي به الآخرون عليه دون تمحيص وإن كان فيه السم الزعاف . فالذي حدث ويحدث أقرب بظروفه وطبيعته العفوية المشحونة بالعاطفة والإنفعال إلى أن نسميه (الغضب العربي) ، وهو لم يرقى في كل الحالات إلى مستوى (الربيع) الذي ينتج عن نضج وتطور الوعي والممارسة السياسية والثقافية .
وهذا لا يعني أننا ننظر بسلبية لما جرى ويجري ، بل بالعكس ولكن بواقعية وموضوعية ، حيث لا يمكن للمتابع أن يتجاهل خروج رجل الشارع من سلبيته وشعوره بالثقة والقدرة على الفعل والتغيير ، وأن يسقط أعتى الطغاة ، رغم كل إمكانياتهم العسكرية والمالية والماكنة الدعائية وجيش المبخّرين والمطبّلين ، الذين عملوا على تلميع صورهم وإحاطتهم بهالة من العظمة والجبروت ، وصوّروهم أنصاف آلهة ، مقابل تصغير المواطن وتهميشه وتسطيح عقله وشل قدراته بتعزيز شعوره بالعجز والاحباط .
وحتما سنرتكب خطأ حين نتجاهل الوجه الآخر للصورة ، وحقيقة عودة المنطقة إلى الخلف ، وصعود وسيادة قوى سياسية متخلفة وظلامية إلى الواجهة ، وتفكك النسيج الاجتماعي وفقدان الحد الأدنى من الثوابت السياسية وتراجع الهوية الوطنية ، ومعارك القبائل وحروب الطوائف في كل بلد .
وهاهو شعب مصر الأكثر عراقة وتحضرا بين شعوب (الربيع العربي) ، منقسم على نفسه ، بصورة لم نعرفها عنه من قبل ، ويعيد إنتاج الاستبداد ويظل يراوح – رغم معارضة البعض - في نفس مستنقع الاستبداد ، حيث يتكرر نفس الهتاف للحاكم الجديد ، ولكن بصيغة تراثية هذه المرة )) حفيد العُمريْن : الفاروق وبن عبد العزيز ، أو : دخل الإسلامُ مصرَ بتولّى مرسى ! أو فتح المرسى مصرَ ، كما فتحَ الرسولُ مكةَ ! وطاعتُه كطاعة الله ! أو قول خطيبُ الجمعة في احد مساجد القاهرة : إن مَن لا يقولون فخامة الرئيس ، ليسوا من الدين فى شىء ! أو حين أجاز آخر «الكذبَ»، بعدما حرّمه اللهُ ، من أجل دستور مرسى ! () .
ولكن ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ......
 
muhammednaji@yahoo.com