الخميس، 27 ديسمبر 2012

حرب الأسماء

                                                                                                                   - بشرى الهلالي 

                                                                                                                                 


ندين نحن معشر الصحفيين والإعلاميين وكل أصحاب الكلمة لما يسمى بـ(السقوط) أو (التغيير) بعد2003، بشئ واحد كان فيما مضى يعد حلما، ألا وهو تعدد المطبوعات. فبعد أن كانت الصحف والمجلات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة صارت أكثر من أن تعد أو تحصى، وتراقص حلم الشهرة والمال أمام العديد من الأسماء المغمورة، أو غيرها من التي ركنت جانبا لعدم قدرتها على مواكبة سياسات النظام السابق. وتباينت الآراء بين مناصر لهذه الظاهرة التي تعد مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية وبين رافض لها كون هذه المطبوعات والقنوات الفضائية تحولت الى ماكنات لتفريخ الصحفيين والكتاب وجلبت الى الوسط الإعلامي بكل أشكاله أسماء ما أنزل الله بها من سلطان. فتعددت أشكال الصحفيين والكتاب الجدد أو أبناء المرحلة الجديدة التي أعقبت 2003، منهم من أثبت جدارة وبرز الى السطح، ومع ذلك لم يستطع أن ينافس (الأسماء) الكبيرة التي احتلت الساحة فيما مضى. ومنهم من إختار القنص مهنة، فصار متابعا نشيطا للشبكة العنكبوتية ينهل منها الكثير من الأفكار ويبذل جهدا فقط في شطب اسم كاتبها ليضع اسمه بدلا منه وبذلك يكون الربح المادي مكافأته الوحيدة لأنه يدرك تماما إنه لن يصبح كاتبا. ومنهم من اختار طريق الرشوة، ومنهن من سلكت سبيل الإغراء والعلاقات الشخصية لتجد من يكتب لها ويلمع أسمها. ووسط هذا السباق المحموم بين الأسماك الصغيرة، برزت بعض ألأسماء التي أصبحت كبيرة برغم أن أغلبها لم يكن موجودا أصلا على الساحة، وهذه الطبقة البرجوازية من الاعلاميين قفزت فورا ودون مقدمات الى المناصب القيادية في الصحف والمجلات والقنوات، فمنهم رئيس تحرير لا يعرف من التحرير إلا كتابة اسمه تحت العمود الذي دفع ثمنه لصحفي شاب ناشئ ، ومنهم من سخر عمله لخدمة حزب أو جهة سياسية فصار زعيما في دولة الإعلام. وهكذا وجد أصحاب الأقلام النزيهة والاسماء التي كانت كبيرة فيما مضى أنفسهم تحت رحمة القادم الجديد الذي قد يكون عمل فيما مضى في أي مجال إلا الاعلام. من هنا، نشأ صراع جديد لا يشبه التنافس الشريف الذي كان سائدا بين أصحاب الكلمة الحرة، بل هو سباق محموم يجري فيه القناصون الجدد للإيقاع بكل من يعترض طريقهم ساعين بجد وكد لإزاحته عن طريق طموحاتهم الشخصية، فصار دخول أي قلم أو فكر متميز الى مؤسسة إعلامية بمثابة تهديد يثير الرعب في نفوس العاملين فيها ، فتجف لغة السلام والكلام وربما تصبح عدائية النبرة، لتشكل تهديدا يجبر القادم الجديد على لملمة أوراقه والرحيل أو التنازل عن تميزه وجده وجهده ليبقى بعيدا قدر الإمكان عن كرسي السيد المسؤول.

بعد كل هذا يتحدث الإعلاميون عن حرية الصحافة وقوانينها متهمين الدولة بمحاولة الحجر على الحريات، والحقيقة إن وسطنا الإعلامي ضيع خيط الإبداع وعصفور الحرية من يده.

مجلة سطور/ جريدة الناس
الخميس, 27 كانون1/ديسمبر 2012 01:50

اختلاف المشايخ باختلاف المسابح


ربما ليس هذا العنوان الذي يناسب ما وددت كتابته، وربما عنوان اخر يكون اقرب،  وقد احترت حقيقة بعنوان اخر هو الشحمة  يا اصحاب الدين والرحمه!! اننا لا نطلب الا ان نطبخ طبختنا على ريحة الشحمة وليس اللحمة ورب الكعبة.

الدول  جميعها، والتي ياتي دورنا او تسلسلنا في اسفلها، تراهن على عدد السواح الذين يقصدونها، وتعمل على تحسين القطاع السياحي من اجل جلب المزيد من الايرادات لميزانياتها، الا نحن، دوله بهاء السلطان من الفكة والطليان، بالتاكيد لاياتي السائح ليتفرج بمظاهر التفجيرات الدستورية!! ولا القاعدية المرعية!! لذا لم يتبقى تقريبا لدينا الا السياحة الدينية، وكي لا سيتفز احد، لاني لا اطمح بمقالتي هذه الدعوة الى تاميمها ولكن الى، اكتفائها الذاتي على اقل تقدير، بصرفيات من يعملون بها، وان تتحمل الدولة من جانبها ترميم تلك المعالم الدينية على اساس انها جزء من التراث الديني والتاريخي للبلد. الغريب ان  من يراجع جميع ميزانيات الدولة، لا يجد حقلا واضحا بالصرفيات الختامية للاوقاف  ولا حقلا واضحا لمردود السياحة الدينية ولكن على العكس ، لمن يريد الاهتمام بوضع الجداول المالية منذ عام 2007 حتى 2012 متناسين الفترة مابين 2003 وحتى 2007 سيجد ان ما يخصص للوقفين السني والشيعي اضعاف ما يخصص لوزاتي الثقافة والبيئة ان لم يكن منافسا لوزارة التربية.

ان الارقام حقيقة مذهله عليٌ كمواطن في الدولة الاتحادية ولي الحق كما للاخرين من الشخصيات الاعتبارية او المعنوية ان اتقاسم هذه الثروة مع 32 مليون عراقي اخر على اساس ان هذه الثروات هي ملك الشعب ويجب ان توظف من اجل مستقبله،  وليس لاحد بها امتياز اكثر من الاخر، والارقام التي اوردها هنا،  اتمنى من اصحاب الشان تبيان دقتها بعرض ما هو صحيح!! على الرغم من ادعائي انها مطابقة لما نشر في جداول الميزانيات المتوفرة على صفحة الوزارة الالكترونية، والتي اهتم بمتابعتها بين الحين والاخر.

ان ما اثار اهتمامي بهذه الارقام هو ما نشرته جريدة طريق الشعب في عددها 93 لسنة 78 يوم الاثنين بتاريخ 24-12-2012 من ان هيئة الوقف السني رفعت اجار المحلات بـ 12 ضعفا على الورش الصناعية في منطقة الشيخ عمر، وان اصحاب المحلات استغاثوا لهيئة الوقف السني ولكن الهيئة بقيت مصرة على ما تريد.

ان ما صرف على الوقف السني منذ ميزانية عام 2007 وحتى ميزانية 2012 مبلغ يقدر ب 1680076,464 مليون دينار عراقي  كما ان ما صرف على الوقف الشيعي مبلغ يقدر بـ 1994360,885 مليون دينار عراقي، في الوقت الذي نالت به وزارة الثقافة مبلغ وقدره  1096039,902  مليون  دينار عراقي والبيئة  مبلغ وقدره 316254,056 مليون  دينار عراقي، واترك للقاريء الكريم تامل الارقام.

هذه الموازنات على الرغم من ان عدد موظفي الاوقاف جميعها بما فيها الوقف المسيحي وحسب ما ورد في ميزانية عام 2009  لا يتجاوز عددهم  16993 موظف، في ذات الوقت، فهم اكثر من العاملين في وزارة الثقافة  وعددهم يقارب عدد العاملين في الكهرباء وضعفي عدد العاملين في العمل والشؤون الاجتماعية  واكثر من العاملين في العلوم والتكنلوجيا وحقوق الانسان  واقل بقليل من العاملين بوزارة العدل وحسب الاحصاءات التي احتوتها ميزانية عام 2009 كما تبين تلك الجداول" جدول- ج -  عدد القوى العاملة في الوزارات والدوائر الممولة مركزيا لسنة 2009 " بان المجموع العام لموظفي الدولة وبجميع الدرجات بعدد اجمالي يساوي 2مليون و 320 الف و247 موظف .

 هذه المخصصات في الميزانية الاتحادية ، والتي باعتقادي لا تشمل الاقليم ، ولا تحتوي ايضا  المبالغ في الموازنات التكميلية وما يصرف على الحج  وغيرها من المناسبات الدينية، ناهيك عن ما يرد لتلك الاوقاف من اموال من اراضي الوقف والسياحة والهبات والزكاة والخمس وغيرها لم يدخل في تلك الحسابات لعدم ورود جداول مالية به!! والامر الغريب ان المواطن العراقي لم يسمع يوما بان احدى تلك الاوقاف قد بنت دارا للعجزة او الايتام او مستوصف او دكان او ساعدت في بناء دار حضانة في السبع قصور او نصبت حنفية ماء صالح للشرب او ارسلت فرق لجمع قناني البلاستك التي تترك بعد المناسبات التي تقيمها  والتي تعد بملايين الاطنان وووو.. الخ!!! فلماذا كل هذا الزيادة في الايجارات؟ ولماذا تخصص الدولة كل هذه الاموال  التي يجب ان يذهب الكثير منها لمعالجة اوضاع  الملايين من الايتام والارامل والذين يقعون تحت خط الفقر والقهر اليومي للحياة . علينا ان نعي ان هذه الاموال هي ملك الجميع وبالتالي من حق كل مواطن ان يرفع صوته ويطالب وزير المالية و الحكومة  بتقديم تفاصيل مملة عن وجهة صرفها، والا نكون حقا مساهمين بالتفريط بحقنا اولا وحق اجيالنا.

27-12-2012

كريم الربيعي

القوش ستبقى بستان التاريخ


                                                                           سمير اسطيفو شبلا

بتاريخ 22/8/2008 نشرنا مقال تحت عنوان "القوش بستان التاريخ" إيماناً منا بدور بستاننا التي أخرجتنا من رحمها الطاهر، وككل إنسان يفتخر بمسقط رأسه هكذا نحن نعبر من الافتخار إلى الانحناء أمام هذه الُأم المباركة التي حقاً كانت بستان التاريخ! هذا اللقب الذي سيجله التاريخ حتماً لكونه واقعاً ملموساً كون الأرقام تتكلم، وبهذا تنفرد هذه المدينة/القصبة/الناحية التي لا يتجاوز عدد نفوسها 5000 نسمة كمعدل منذ بداية الحقبة الأبوية "نسبة إلى آل أبونا"  1318 – 1838 مروراً بمقر البطريركية الشرقية 1504 – 1807 وهكذا كانت كوكبة من المطارنة يولدون تباعاً (30 مطراناً) و (42) من الكهنة و (25 راهبة) و (12 راهب) وتجاوز عدد الشمامسة الـ 89 شماس، اما عدد البطاركة الذين ولدوا من هذه البستان هو 14 بطريركاً وبهذا تفوق قريتي ومسقط رأسي أية مدينة او ولاية في كافة أنحاء العالم في إنجاب هذا العدد من رجال الكنيسة، اما ان أضفنا أعداد الكفاءات من العلماء وحاصلين على درجات عليا (البروفيسور2 ! الدكتوراه 18 ! الماجستير 32 ! الأطباء 79 طبيب وطبيبة ! صيادلة 6 ! قضاة 2 ! محامون 21 ! مهندسون 229 ! محاسبون قانونيون 23 ! وعدد الأطفال الذين اقتبلوا العماد 14336 طفل وطفلة (كانت هذه الأرقام للفترة من 1900 لغاية 1999 -را/ الشماس يوسف شامايا في 11- 7 - 05

لمزيد من الاطلاع را الرابط أدناه

حتماً أيها الأحبة ان هذه الأرقام قد زادت بنسبة كبيرة خلال الـ 14 سنة الأخيرة، لذا نحن أمام ظاهرة فريدة من بستان التعدد والتنوع وقبول الآخر، هذا التعدد في الأفكار والسياسات لا يفسد من الود شيئاً، لماذا؟ لأنهم جميعاً قد خرجوا من نفس الرحم! من نفس البستان! أي تجمعهم الأرض والهواء والماء، الماء النقي والراكد، انها صلة الإنسان بمشيمته، لذا لا نبالغ ان قلنا أننا اليوم في الغربة شعرنا بعراقيتنا وترابنا ومسقط رأسنا أكثر من أي وقت مضى، انه حنين إلى رضاعة الحليب النقي الطاهر، إلى الماء الصالح والهواء النقي! إلى الحب والحضن الدافئ

 الخلاصة

القوش اليوم

هذا هو تاريخ القوش بشكل مركز، انه سفر مُشرق من أسفار الحياة، من تاريخ كنيسة المشرق التي كانت موحدة سابقاً، انه بستان حقاً يحوي كل أنواع الحنطة والرز والشعير والزوان حتماً، مع مجموعة من الورود والأزهار ذو روائح متنوعة، تسقى بمياه جارية كما تجري الحياة، نعم هناك مياه راكدة مدودة وفيها طحالب، ولكن لا بأس بذلك، انها إفرازات التاريخ والحياة، المهم هو السير إلى الأمام وعدم المراوحة، او الرجوع إلى الوراء لا سامح الله، نعم وجوب الحفاظ على هذا الإرث الكبير والثري، بدون غرور نكرر انه لا توجد بلدة او قرية او قصبة في العالم وليس في العراق قد أنجبت أرضها ورحمها عشرات ومئات البطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة والعلماء والمهندسين والأطباء والعمال والفلاحين،،،، نعم نكون ممنونين ان انبرى احدهم ونورنا بقرية في العالم تجمع كل هذا! منها الجمع بين (روما الثانية وموسكو الثانية أيضا) أليس هذا غريباً على الأقل سياسياً وليس فكرياً وأدبيا، والأغرب هو مساعدتها للغرباء الذين كانوا يتربصون لها، هذه كانت القوش الأمس واليوم!

اما الآن ها انها تحافظ على ارثها الثقيل بكل أمانة، انها تخطو خطوات بثبات نحو الخير والحق والأمان، من خلال سقيها لبستانها المتنوع والمتعدد بماء نقي! ليس غريباً عنكِ البرامج والمنوعات المختلفة! ولا النشاطات الثقافية والأدبية والفنية المتعددة والمتنوعة، وهذا هو المهم، نعم تحدث اختلافات في السياسة والفكر والموقف، ولكن يجمعنا حب الأرض! والترابط بين النسيج الاجتماعي الثقافي التاريخي، تجمعنا القِيَم التي زرعت فينا منذ القديم، تجمعنا الغيرة الإنسانية المسيحية التي أبت ان تطأ رأسها أمام المحن ومصائب الدهر، تجمعنا الأمانة التي تحلينا بها، وها هي اليوم نظيفة وعامرة بألاقشتها الذي جاءوا إلى أمهم تحميهم من الغدر وتحضنهم في حضنها الدافئ، لا تعتبرهم أنهم نازحون كما يتصور البعض! أو مهاجرين بل ان هذه الأم التي أنجبت هذا التاريخ الناصع لا تفرق بين أولادها وبناتها بالرغم من اختلافاتهم السياسية والفكرية والثقافية، ويكون هذا صحي وطبيعي جداً حين نعمل معاً كخلية نحل كل يعرف واجبه تجاه إخوته ومدينته وجيرانه وشعبه ووطنه والعالم، وكانت القوش ولا زالت محطة لنشطا حقوق الإنسان، وما مؤتمر القوش لحقوق الإنسان الذي عقد تحت شعار "حقوق الإنسان والتغيير الديمغرافي" للتفاصيل را الرابط 2 إلا نموذج حي على ان القوش كانت جسراً لأبطال وضعوا بصماتهم على سفر حقوق الإنسان ان كان داخل العراق او كانت محطة تربط بين الشرق والغرب، هذه هي القوش الصافية / البنت الباكر التي عصت على الكثيرين الذين حاولوا تدنيس شرفها! هيهات إلى انقضاء الدهر

هذه كانت القوش الأمس واليوم، ومشكلة القوش انها مضطهدة من قبل الحكومات السابقة لمواقفها المبدئية والتزامها بروح أبائها وأجدادها العظام! وستبقى اليوم وغداً رمزاً ومنارة وعلماً مع باق أخواتها وشقيقاتها ورفيقاتها وزميلاتها/ القرى والبلدات والقصبات الأخرى، ليشكلوا لوحة فنية حية تنطق بالحق والحياة، تضحي وتعمل من اجل الآخر والآخرين، مهما اختلفنا حزبياً وفكرياً وثقافياً! نبقى أخوة في الدم والدين والشرف والكرامة والقيم والأخلاق والمحبة، سندافع عنكِ أيتها الأم المباركة مهما كانت التضحيات، ونؤكد لرئيس نادي القوش العائلي الأستاذ زهير بتوزا وأعضاء الهيئة الغيارى أننا على عهدنا بعقد مؤتمرنا السنوي الحقوقي في القوش الحبيبة

لنعمل جميعاً من اجل حقوق العراق والعراقيين وصون كرامة الشخص البشري أينما وجد

 لنختم مساهماتنا لسنة 2012 بالقول: ستبقى القوش بستان التاريخ! ويبقى العراق أم التاريخ والحضارة

سمير اسطيفو شبلا

26/27/كانون الأول 2012

الانتخابات محرقة

                                   د.محمد جميعان                                                                              
" تراجع سياسيون عن تشكيل قوائم أبرزهم رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري الذي قالت مصادر سياسية للجزيرة نت عنه إن المصري بات يعتبر الدخول بالانتخابات "محرقة"
هكذا نقلت وسائل الاعلام وعلى راسها الجزيرة نت التي عادة ما توثق تقاريرها، وهكذا لمسنا ذلك على الواقع..؟!
 المتحدث هو دولة رئيس مجلس الاعيان الاردني الحالي الذي ما زال على راس عمله تبعا للدستور، والمعين برغبة وارادة ملكية، والموقع الذي يشغله سياسيا يشكل المرجعية الاستشارية الاولى اذ يعتبر مجلس الملك ومحل مشورته، والرجل عرفا بين اهلي وربعي يعتبر المرجعية الكبرى الثانية بعد دولة الرفاعي الاب، والرجل المتحدث تقلد المناصب المعينة كلها تقريبا، ولم يفلح في البقاء في مواقع تطلبت الارادة الشعبية البرلمانية، الحظوة الرسمية والملكية رافقته مدللا منذ ان تخرج من جامعته الاولى ، وهو يتداول المواقع، ما ان يتقلد منصبا حتى ينتقل الى آخر، وربما بعض من زامله في الدراسة من اهلنا لم يحظى بالوظيفة الحكومية العادية التي يطعم منها ابنائه لغاية الان..
والفعل المحرض " الانتخابات محرقة" الذي نزل علينا كالصاعة باعتبار ان المتحدث مطلع وموثوق ووو..وبمضمونه، الذي هو عمليا عكس التيار الرسمي وعكس الماكينة الحكومية بل وعكس رغبة الملك التي اكد عليها مرارا..
واقع الفعل الانتخابي وتداعياته امامنا، ولكننا قبل التسريبات المصرية في حالة مراوحة بين الاقدام والاحجام، جاء حديث دولة المصري ليحسم الموقف بالاحجام عن المشاركة والانتخاب، اذ ان المتحدث على اطلاع على البواطن والخفايا بما لا نعرفه ولن نعرفه الا بعد حين، ولا احد فينا يقبل او يتقبل ان يحرق حيا لان في ذلك الم دون جدوى تقابله، ناهيك ان الفعل محرم حتى وان جاء مجازا ، فحرق الشخصية المعنوية هي اسوأ من الجسدية والمادية،
حديث المصري الذي نقل عنه في مجالسه واوساطه فسر في اكثر من اتجاه، فالرجل والموقع والمضمون والقرب من صاحب القرار وطبيعة الظروف والمرحلة وما عرف عنه..اخذت كلها ابعاد التفسير اجملها بما يلي :
الاول : ان قرار تأجيل الانتخابات اتخذ بالفعل وينتظر الاخراج من الدرج ليفصح عنه في الاعلام في وقت متأخر والرجل على اطلاع تام وقد استسر( اعطى
سره) للمقربين الذين لم يحافظوا عليه معلنا ان الانتخابات محرقة، لبيعدهم عن الترشح وليسجل موقفا متقدما كعادة السياسيين في هكذا امر، وان ما يجري عملية الهاء واشغال للحراك والساحة السياسية للموعد المعلوم.
 
والثاني : ان الرجل له غاية محددة ومعلومة سبق وتحدث عنها الاعلام، عن حرد وغضب من قانون الانتخاب والتعلث بالسفر والمرض، ويريد زيادة حصص المخيمات والفلسطينيين في عمان والزرقاء، سيما انه محسوب وكما نقل الاعلام كثيرا، انه صاحب فكرة الحقوق الناقصة والمنقوصة وهو من تولى اخراجها حتى اشتد عودها وبات داعما لها عبر الريموت كنترول، وهو يعلم تماما ان دولة بقيادة حماس اواي فصيل آخر لن يكون له مقام فيها مهما اوتي من بيان وحركة، لذلك فهو يعمل باتجاهين زيادة المقاعد هنا والعمل على كونفدرالية مع الضفة..
 
والثالث: ان الرجل يسير في فلك الضغوط الغربية والامريكية والصهيونية التي تمارس افانين هائلة في سبيل استحداث تشريعات قانونية ودستورية لتثبيت التوطين واعلان الوطن البديل، عبر آلية ناعمة تستغفل الوطن واهله، وان الرجل وآخرين يمارسون افانين كثيرة لتحقيق مزيدا من التوسع في التشريعات التي تثبت التوطين وتحافظ على الدولة العبرية فيما يسمى بالكونفدرالية التي وردت على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي اكد فيها في اجتماع رسمي بقيادات السلطة ان يهيؤا انفسهم للكونفدرالية مع الاردن، وما سبق من تصريحات كثيرة تحوم حول ان الضفة الغربية هي اراضي اردنية، بل وان ما يجري يتم في اطار خارطة طريق محكمة تحاول كسب الوقت والاسراع بشكل محموم قبل سقوط النظام السوري الذي لن يمكن سقوطه من تحقيق أي اهداف بهذا الاتجاه،  وان ما برز من تصريحات انما هو في اطار الاخراج للخارطة تلك التي تعمل باتجاهين"

- 1اصدار التصريحات المتوالية والمتواترة، والتسريبات الصحفية والاعلامية، ومن مواقع وشخصيات داخلية وخارجية مختلفة المستويات، يقصدمنها جس النبض الاردني والفلسطيني وحماس والمنطقة، وبالتالي تلقي ردود الفعل للاقدام على هكذا خطوات او نفيها ان لاحظوا أي تصد او هيجان لها او لهيب سيشب من حولها.
 -2 ممارسة الضغوط وافانينها تحت مبررات واسماء ومظلات مختلفة، ومنها تسريبات المصري حول " الانتخابات محرقة"  لتحقيق مزيد من التشريعات التي تمكن الرغبات الدولية والغربية والامريكوصهيونية في تثبيت اليهود والكيان الاسرائيلي في فلسطين وتثبيت الفلسطينين والكيان الفلسطيني "مع امتداد في الضفة " تحت مسمى الكونفدرالية في الاردن كوطن بديل للفلسطينيين.

وعلى اية حال، فالواهمون كثر، ومستوى الوعي يفوق خيال المتآمرين، ولكننا في هذا الظرف الحساس نقف في ذروة الوعي والتصدي ، وعلينا الوقوف بجرأءة وحزم وجزم حتى لا يتسلل الواهمون، من اجل الحافظ على الاردن وهويته ونحافظ على فلسطين وهويتها من عبث المصالح الشخصية والدولية والصهيونية..
ومهما كانت التسريبات والتحليلات، وما يمكن التاكيد عليه هنا فيما يخص الانتخابات؛ نخلص الى ان هذا الحديث والتسريبات هذه اتت اكلها في منع الكثيرين من الترشح والانتخاب حتى لا يقعوا ضحية هذه المحرقة التي تحدث عنها المصري واعطى ترجيحا مقنعا بالاحجام، ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان المصري دق الاسفين الاخير " مسمار ضخم " في العملية الانتخابية التي كانت تعاني ما تعاني من واقع ليس خافيا على احد..
 
 
 

أهو العيد أم ترجي

                                                                                    نبيل تومي
 
إلى كل من يهوى العراق وطـناً قبل أن يصبح ذكرى

إلى كل من يتشرف أن يكون مواطـناً قبل أن يكون رقـمـاً

أقدم هذه التمنيات المؤلمة

أخوتي العراقيين في هذه الايام أراى العالم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه مشغول في جعل الأيام القادمة سعيدة وأن يدخل البسمة والفرحة لقلوب الأعزاء والاقربين والأغلى إلى القلوب ، أمهات أو أطفال ، زوجات أو ابناء أيتام أو مقعدين .  وأني لا ارى ذلك في وطني وأهله ُ ولكني ارى العكس من ذلك أرى التصارع والتنابذ ، ارى التقاطع والتنازع ، ألمس التنافر والتقاتل ، احس أن الأخوة لا يلم شملهم دين أو عقيدة أو حتى مذهب ، أرى أنهم يركبون مختلف السفن والمراكب وكل شراع متجه نحو عالمـاً مختلف وطريق مجهول عن الاخر ولكن قلبي يرتجي ويتمنى

أن يؤمن الجميع بأن خير العراق يكفي الجميع

وأن التباري في الوطنية ليس بالأقوال والنيات بل بالأعمال والتضحيات

وبأن الحاكم ليس من يرفع سيفه على رقاب الناس بل على رقاب الفاسدين والمنافقين والأنتهازيين   

وبأن أرى الحاكم الحكيم هو من يخدم الأغلبية ويسعى في سبيل الأقلية ، ويأمر بالعدالة والمساواة بين الراعي والرعية 

وأن من له السلطان اليوم علهُ ليس سوى بمحكوم غداً

أني لا أبشركم بميلاد المخلص وإنمـا أناشـدكـم بأنقاذ الشعب والتكفير عن خطاياكـم

أني اتمنى لـكم أن تساوا بين من قاسمـكم الظلم والقهـر والويلات وسنين عجاف من حكم الحمقى والأرعنين

هذه سادتي الحاكمين في وطني رسالتي لـكم ليوم ميلاد المخلص الأمين وأمنياتي للعام القادم الجديد فعلهُ يرتعي من له بصيرة حتى وإن لم يبصر
فأني أقبل التهاني يوم تتحقق هذه الأماني لـكم إلى مـا لا نهاية حبي أيهـا العراقيين

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

يااا... باني


ذهلت يوم امس ، حين قال مذيع احد المحطات الاجنبية  معلقاً على نتائج الانتخابات اليابانية،  بان رئيس الوزراء الجديد هو سابع رئيس وزراء لليابان منذ ايلول / سبتمبر 2006 .  منذ كان ملوك الطوائف ومن يحركهم يجزون رقاب ابناء العراق ، ويفخخون ويفجرون ويقتلون ويخطفون  ويهربون الاثار والنفط والسجناء، منذ كانوا يعدون قوائم باسم الاكاديميين والطيارين العراقيين..لقتلهم حسب امر الـ...   وغيره.. وحتى يومنا هذا، اي بعد مرور ست سنوات لا غير ، ست سنوات استنسخ بها العراقيين  مليارات النسخ الملونه لشهادات وفاة وجنسية وشهادة جنسية وتموينية وووووو الكثير  ناهيك عن الالاف المغيبة  من البشر ، وكل هذا  يهون من اجل ترابك !! لكن الكارثة لدينا لحد الان وزارات بالوكالة !! واراضي متنازع عليها، وحدود محافظات ، في الوقت الذي يصمت به الجميع عن حقوق النفط التي هربت والاراضي التي تتاكل!! والمواطن الذي يموت بالتفجيرات  وسط الحشود العسكرية!

نحن اصحاب الشعارات الفضفاضة ، لا نبخل بان نخط تحت صورة هذا او ذاك شعارات  تقول   يااا .. باني مجد العراق،  يا اا..باني عزتناـ يا اا.... باني صرح كرامتنا..، يا.اا.... باني  كل نقاط التفتيش  والسيطرات الطيارة ياااا باني  الشرطة الفضائية، والنواب الفضائيين والوكلاء  الهوائيين  يا ... باني  مساكن الفقراء يا ... باني المجاري يااا.... بانييي !!! نعم لم نبخل يوما  من خط الشعارات ، وبفضل الدعم للعشائر  صدحت " الهوسات  " والشعارات معا وكثرت!!  سبع رؤساء وزراء تغيروا منهم بانتخابات ومنهم من قبل البرلمان في اليابان !! ونحن لازلنا نفتش عن كاهن يحرم لنا الترشيح لثلاث مرات!.

سونامي العجز السياسي في بلدنا الذي خذل قوة الفياجرا، لم يتوقف لهذا الحد ،  فاليابان  التي يبلغ عدد سكانها 127 مليون و380 الف مواطن  واقسم باغلظ الايمان لا يوجد بينهم مواطن " بدون "، ولم ارى طوال ما رأت عيني شاشة تلفزيون طفل يبيع علكه في شوارعهم ولا " كلنكس" ولا حتى " محارم كنار التي وصفها ابو عراق يوما " بانها وحدها تحفظ العار!! ، اي ان نفوسهم تساوي  3.980625  اضعاف العراق " اي اربع اضعاف نفوس العراق" اي انهم ووفق الدستور العراقي يجب ان يكون لديهم  1273.8 نائب في البرلمان  وعلى نسبة الوزراء لتعداد السكان يجب ان يكون لديهم 187 وزير ، فحكومتنا الاتحادية ، ناهيك عن حكومة الاقليم، فقط الاتحادية عدد الوزراء فيها 47 وزير   بينما المساكين اليابانيين  والذين تعدادهم 127 مليون حسب احصاءات عام 2010  لديهم 17 وزير وهو الحد الاقصى المسموح به دستوريا!! بينما تسبح حكوماتنا بجوائز الترضية للقوائم الو... طنية والفصائل المنضوية في المصالحة الو..طنية " والتي لا نعرف اين اخفت اسلحتها"  بحقيبة وزارة الدولة، حتى اصبح لدينا وزراء دولة لشؤون الصفنه  والمشي والبحث في المنخار وليس في گوگل.

دولة لم تمنحها الزلازل الارضية  الراحة ، واختتمت بسنامي عام 2011 ولحقتها بعض الهزات الارضية الاخرى" التي خرج منها رجلا يحمل جنسية عراقية " فارسل للعراق الكثير من السيارات والبضائع الملوثة "!!! ولو كانت هناك بهارات يابانية  مثل بهارات عبيدوا وسبع بهارات لعقد احد الناطقين الرسميين مؤتمرا صحفيا واتحفنا بطريقة صناعة العنبة على الطريقة اليابانية وعقد صفقة  تجارية، وادخلنا بعدها باحتمالية وجود فساد بها !! هذه الهزات لم تثني عزم البرلمان والدولة  اليابانية من العمل السياسي  طبقا لقواعد الدستور المتفق عليه، لو كانت لدينا تلك الهزات  لا علنت حالة الطواريء بدرجة " حواري" وعلق الدستور والغت الحكومة وعين بدلها مجلس، ان اتفقوا ربما،  من ممثلي الطوائف والاقليات القومية لحكم البلد!! والا سيعينوا بعد الحاح بايدن وكلاء!!

47 محافظة واربع اقليات عرقية تتراوح اعداد الواحدة منها بين 600 الف الى المليون ويقارب عددهم الاجمالي المليونين ، منها الصينية والكورية لكننا لم نراهم يتظاهرون يوما ولاءٍ للصين او لكوريا بل يمارسون حياتهم وانتمائهم لهذا البلد.

ليس لدي الا ان اصرخ  يا.ااااا......................باني   الحقد ببلادي ..  انت لست بياباني.

كريم الربيعي

17-12-2012

 

مارد الخوف


 الكاتب: بشرى الهلالي
الأربعاء, 19 كانون1/ديسمبر 2012 20:57

قبل مدة .. وضمن الرسائل البريدية التي تصل بشكل عشوائي الى العديد من المشتركين على شبكة ياهو، وصلتني دعوة - ليست لي بالطبع- بل موجهة الى شخص يطلب منه تعميمها الى عدد من المنظمات الحكومية والشخصيات المهتمة بالأمر. أما موضوع الدعوة فهو يتحدث عن التعاون مع معهد اكيودي الذي تم تعريفه باختصار على انه (مؤسسة دولية تتبنى برامج لمكافحة الخوف وازلة مجالات الخوف والتهديد عن حياة الانسان اينما كان). ويعمل هذا المعهد تحت شعار (شارك بالعمل من خلال اجتثاث عناصر التهديد والخوف للناس المحيطين بك).

أحد الزملاء وصف هذه الدعوة على انها (تقليعة) جديدة من تقليعات منظمات المجتمع المدني التي تبدو كأنها عالجت كل المشاكل والاخفاقات على الساحة العراقية فأوفت التزاماتها فيما يخص مساعدة الارامل والايتام وتطبيق مبادئ حقوق الانسان ومحو الامية وغيرها من المشاريع التي تعمل عليها هذه المنظمات منذ نشأتها، فجاءت مكافحة الخوف ك(تقليعة) كما وصفها الزميل.

وقبل أيام أيضا، همس لي زميل يحذرني من الحديث بسوء عن رئيس الوزراء أو الرموز الدينية مدعيا أن من يفعل ذلك (يذبوه جوه)، جملة عادت بي الى الوراء حينما كان الخوف رفيقا لكل منا، فلم يكن أحد يتجرأ على قول أو فعل أي شئ يمس السلطة الحاكمة لانهم (يذبوه جوه).

وقبل يومين أيضا، ارتبكت جارتي عندما اقتربت لتحيتها وهي تقود سيارتها، فسارعت الى خفض صوت جهاز التسجيل ثم استبدلت قرص الاغاني بآخر فيه سور من القرآن الكريم، فنحن في شهر محرم –كما قالت- وأخاف ان يسمع أحد ما أغاني في السيارة.

بشكل غير محسوس، تسلل مارد الخوف الى النفوس لينهي نزهة قصيرة قامت بها الحرية لبضعة سنوات في بلد لم يفلت بعد من قبضة هذا المارد. هي نفس ملامح الخوف التي تغير خارطة الوجوه عند مرآى شرطي او أحد أفراد الجيش او شرطي مرور او موظف استعلامات في وزارة او حتى حارس أمن على باب مدرسة.

نهض المارد ثانية مذ اقفرت ساحة الفردوس، وجثمت سيارات الجيش والشرطة تحت نصب الحرية وصارت التظاهرات تخضع لتراخيص الحكومة. ربما لم يتسلل او ينهض بل انه لم يرحل أصلا!! فنحن نرضع كلمة (أخاف) مع حليب امهاتنا : الكل يخاف من الكل.. الطفل يخاف والده وان لم يكن الوالد (يخوف) تستعين الام بالخال او العم لاخافته في حال فقدت سيطرتها عليه. والطالب يخاف المعلم، وان لم يكن المعلم (يخوف) يستعين بالمدير لمعاقبة التلاميذ، ولو كان ذلك بالعصي. والزوجة تخاف الزوج، وإن لم يكن الزوج يخوف (يخرب البيت). وساسة البلد، ومن منطلق (أمام اللي ميشور محد يزوره)، ادركوا انه حتى الديمقراطية يجب ان (تخوف) والا (فلت) الشعب وصار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة. وبما ان حليبنا ممتزج بالخوف ككل البضائع.. اتخذت احداث الساحة السياسية الجسام من نشرات الاخبار سكنا لها، وتوقف الحديث حتى عن مشاكل الكهرباء والخدمات والمفارز والحواجز ولحوم الحمير وانهيار التعليم والبطالة. ما زالت نظرات الريبة والشك تحاصر أي نقاش بين سني وشيعي، مسيحي ومسلم، وكردي وعربي، بل حتى بين ابناء الطائفة الواحدة على اختلاف ولاءاتهم، فهناك خلف كل مجموعة توجد اكداس عتاد وحمايات ومجاميع مسلحة وفرق موت ومقرات بسجون خلفية.

ما نحتاجه لمكافحة الخوف لن يوفره ألف معهد اكيودي او مليون منظمة، ولا يمكن ان يكون مجرد (تقليعة)، بل ثورة في داخل كل منا لبناء الانسان الذي يقول كلمة حرة دون ان يشعر بالخوف.

 مجلة سطور/ جريدة الناس

كلام يستحق ان نتذكره جميعا...


اعتلى منصة الاعدام، ليس لان قوة ما وعدته بالسلطة او بالجنة وحور العين، دون ان يسجل قبل الاعدام" فيديو كليب" ليلقي خطابه كما فعل اولئك الذين مزقوا اجساد الابرياء، ليس لطموح او رغبة تحكمت به لاعتلاء مركزا امني او عسكري او سياسي، وانما  صدر القرار بختم  نوري سعيد والحكم البريطاني انذاك، اعدم لانه احب وطنه، نعم لانه احب وطنه، احب العراق، غيبته الزنازين واثقلوا جسده بقيود الحديد، لانه احب لعمال العراق  حياة افضل ولفلاحيه خبزا يليق بكدهم، لانه حلم مع غيره بعراق ذو سيادة وعراقي سيدا على ارضه وثرواته، حلم ومعه الالاف ان تبقى القامات منتصبة ، لاتنحني لاحد، فاعدموه.

اعدم لانه احب شعبه هذا بعماله وفلاحيه وبسطاءه الانقياء الذين لم يبحثوا في جيوب الاجنبي عن بقايا خردة او ليصبحوا مطايا له. نعم اعدم هو والكثير.. من اجل هذا الوطن ، لم يترك ورفاقه لنا الا فكرهم وصدقهم وجرئتهم وشجاعتهم  وحبهم للعراق الوطن.

كلام قيل منذ 67 عاما، لازال حيا ، ولازال امانة في اعناق من احبوا هذا الوطن فعلى المستوى الوطني قال " فالشعب العراقي يحتفظ بحقه الكامل في المطالبة بمنع التدخل الاجنبي في شؤون العراق الادارية ( السياسية ) والاقتصادية والاجتماعية، بحقه في المطالبة بالغاء جميع الامتيازات المضرة بمصالحه واستقلاله والتي لم يكن له راي في اعطائها"[1]  فيما اليوم اصبح العراق ممرا وليس فقط قاعدة لهذا التدخل ومن اطراف عديدة.

اما على مستوى القوميات والاقليات في الوطن فقال "  وامر اخر خطير اود تنبيه حزبنا اليه هو التنافس الاستعماري في بلادنا بين الانكليز والاميركان.

ان التنافس الاستعماري الاميركي ظهر منذ اكثر من سنة بشكل اقتصادي – الاستحواذ على مصادر نفطية في بلاد العرب –ثم الدفاع عن القضية الصهيونية يظهر الان بشكل جديد، فالاميركان يريدون الان ان يوجدوا  لهم قاعدة اجتماعية في العراق، يريدون ان يستغلوا وضع الاكراد ويجعلوا منهم قاعدة اجتماعية لهم، لقد جاء العراق مؤخرا المستر هارولد الصحافي الاميركي واخذ هذا يتصل بالشخصيات الكردية وبدات المساومات بينهم وبينه وبدأ يعطي الوعود الاستعمارية للاكراد بتوحيد المناطق الكردية وما اشبه.

اننا ننبه اخواننا الاكراد الى ان قضيتهم الوطنية مرتبطة بقضية العراق التحررية وان حرية الاكراد في العراق لا تاتيهم عن طريق الوعود الاستعمارية من هذا المستر او ذاك بل بالنضال المشترك مع العرب من اجل استكمال استقلال العراق. ان حزبنا يدعو الى الصداقة العربية الكردية، الى النضال المشترك من اجل قضية العرب والكرد على السواء."[2]

كلام قيل قبل 67 عام  للتنبية من خطر الحال انذاك والذي يزداد اليوم خطورة  اضعاف السنوات التي مرت عليه، والشرخ اكبر بكثير،  فيما الكثير منا صامتا على لغة الحرب، هناك القليل الذي يريد ايقاف هذه اللغة السيئة الصيت، لغة الحرب والدماء التي لم يتوقف البعض عن ضخ كل ما يمتلك من مواد مساعدة للاسراع باشعال نارها، في تسابق حميم ، وكان مهمتهم هي تفتيت هذا الوطن، وكلما  امتدت قامة بمبادرة لاطفاء النار، ضخ لها.. الساعون للتفتيت ومن ينفخ الروح بهم، ما يملكون من سموم لاشعالها.

كلام مرت عليه اعوام واعوام لكنه لازال حي لمن يشعر بعراقيته، لمن احب هذا العراق .. الوطن، الذي دونه سيكون تعريفنا كلمة واحدة " بدون" ولدى الدول الديمقراطية جدا " بدون جنسية" لن يربح  احد ، سنخسر كلنا ونستظل بخيمة، لا نعرف بهلال ام صليب ام بخازوق!، ترى هل بعد هذا الدهر نتمكن و يتمكن البعض منا من ادراك هذا الكلام البسيط ، الذي لا يحتاج لمحكمة دستورية او اتحادية او انفعاليه او مجلس شورى او وساطات ومكالمات دولية لفهمه، من اجل العراق وليس من اجل تقديس قائله ؟؟

لقائلة ولمن قدم حياته من اجل ان يبتسم الاخرين، من اجل ان تعم الفرحة الجميع، من اجل عراق المواطنة والوطن للجميع، اقول كل عام وذكراكم عطرة في القلب وكلامكم نبراس  وبوصله.

*ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولا ، من الضروري أن يكون صادقا ( الفيلسوف اليوناني سقراط )

كريم الربيعي 16-12-2012



[1] من تقريره " يوسف سلمان- فهد "امام المؤتمر الوطني الاول  للحزب الشيوعي العراقي عام 1945 كتابات الرفيق فهد ص 143
[2] المصدر السابق ص 144
 

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

ما السر وراء التفجيرات الاخيرة في العراق

شهدت الايام الاخيرة  تزايد حدة العنف في انحاء متعددة من العراق بما فيها خبر توقيف سيارة مفخخة على بوابة اربيل الشمالية ، ان نظرة سريعة وبسيطة على تفجيرات كركوك تحديدا وصلاح الدين ، واخبار اطلاق نار من قبل  البيشمركة  على طائرة عراقية " في الوقت الذي تصمت عن دخول الطائرات التركية والايرانية وقصفها للقرى العراقية " يطرح الكثير من التساؤلات ويعزز الكثير من الشكوك التي طرحتها سابقا على صفحات المدونة.
منذ سنوات عديدة كتبت ان هناك قوى ارهابية دستورية منتخبة !! قوى تعمل تحت قبة البرلمان  ولها وزارات  وتمارس في ذات الوقت العنف تحت شعار الديمقراطية المزروعة ، فقد ساهمت هذه القوى بالخطف والقتل والتفجير  وسهلت له ايضا  كما انها سهلت الطريق لاطراف اخرى خارجية لفعل ذلك ، والهدف واحد هو اشاعة عدم الاستقرار والثار من هذا الشعب وتفتيت نسيجة الاجتماعي، لهذا شاهدنا ولازلنا حين تتفق "القوى" تحت قبة البرلمان ، تنخفض حدة التفجيرات والعنف بشكل كبير ، وما ان اختلفت  نرى حدة العنف ترتفع ايضا!! وهذا بالتاكيد ليس مصادفة وانما شاهد اخر على ان  خلافات هذه القوى والجماعات السياسية ، يدفع ثمنه من اوصلهم " زورا او دونه "لمواقع الحكم في الدولة ، الشاهد الثالث على ما اقول هو في الفترة التي جرت فيها حملة تهجير ضد المسيحيين وفي الموصل تحديد  تضمن تقرير الامين العام للامم المتحدة عن العراق  عبارات تشير الى  ان عمليات التهجير لا تقف خلفها قوى ارهابية وانما هناك دوافع سياسية  تقف خلفها، اما الايام الماضية فقد شهدنا تفجيرات ضد حسينيات وضد مواقع للبيشمركة !! وهذا ليس مصادفة !! وانما حقا هناك قوى مدفوعة  وتنفخ بها الروح من دول اقليمية للعمل على تفتيت  العراق عبر ايصال الراي العام الى قناعة  بانه لاحل الا التقسيم  من خلال الدفع بزيادة حدة العنف  وتصريحات البعض الداعية للتقسيم وكان هؤلاء  يملكون العراق وشعبه عبيدا لديهم متناسين انهم  وصلوا زورا الى تلك المواقع ، التزوير الذي صمتت عنه الامم المتحدة ومفوضية الانتخابات وراعي وزارع  العملية السياسية " العم سام"،  وكانهم اليوم بعد ان اوصلوا  الكثير من مواليهم اصحاب الشهادات المزورة ، والاحكام الجنائية ، لموقع القرار، يتوقون الان لتنفيذ  خطوة جديدة من مخططهم الا وهو الدفع باتجاه التقسيم.
فهل يعي الشعب العراقي بكل اطيافه  ما يحاك له  في الظلام  من قبل حرامية الدولة الاتحادية ورعاتهم !!!!!!!!!  

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

مركز القاهرة// رغم الثورة.. استفتاء على الطريقة المباركية المنظمات الحقوقية تطالب بإعادة المرحلة الأولى من الاستفتاء

 

منع المجتمع المدني من دخول اللجان – انفراد أعضاء الحرية والعدالة بتفويضات المجلس القومي لحقوق الإنسان – أشخاص ينتحلون صفة قضاة – إرهاب وترويع المواطنين – عنف وبلطجة سياسية


في تلك الأجواء جرت بالأمس 15 ديسمبر 2012 وقائع المرحلة الأولى من الاستفتاء على أول دستور لمصر بعد ثورة 25 يناير في عشر محافظات يشكل ناخبيها نحو 50% من أعداد الناخبين المسجلين. وعلى الرغم من الملابسات السابقة، والسياق السياسي الذي جرى فيه الاستفتاء، والذي اتسم بالترهيب والترويع للمواطنين، والإعلاميين، ومداهمة المحاكم، وباعتراض عدد من القوى السياسية والمدنية على الطريقة التي تم بها تشكيل الجمعية التأسيسية التي أعدت مسودة الدستور، وتعكس سيطرة اتجاه سياسي واحد ووجهة نظره، وأخيرًا انسحاب غالبية القضاة من المشاركة في الإشراف على الاستفتاء احتجاجًا على انتهاك النظام القضائي ومحاولة السيطرة على أعماله من قبل السلطة التنفيذية.
رغم ذلك، وفى تلك الأجواء جاء قرار المنظمات الحقوقية بالمشاركة في مراقبة أعمال الاستفتاء، حتى وإن كانت لها تحفظات مسبقة على عدم توفر الشروط المطلوبة لإجراء استفتاء حر ونزيه ومطابق للمعايير الدولية المتعارف عليها لحرية و نزاهة الانتخابات، والغياب الكامل للرقابة الدولية.
شارك الشعب المصري بنزوله بكثافة غير مسبوقة و الوقوف في طوابير التصويت منذ الصباح الباكر، و خاصة النساء. ولكن وقعت خلال اليوم العديد من الانتهاكات التي قد تؤدى إلى فساد العملية بالكامل، وبطلان نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء وفقًا لتقارير محكمة النقض من عام 2005.
أبرز تلك الانتهاكات:
  • عدم توافر الإشراف القضائي الكامل.
  • انتحال صفة قاضى في عدد من اللجان.
  • منع جميع مراقبي المجتمع المدني من حضور أعمال الفرز.
  • التصريح لأعضاء حزب الحرية والعدالة بدخول اللجان بموجب تفويضات رسمية.
  • وجود استمارات تصويت غير مختومة.
  • الدعاية الدينية واسعة النطاق في المساجد وتكفير الرافضين للدستور.
  • منع بعض المواطنين (المسيحيين) من دخول اللجان.
  • تعطيل التصويت عمدًا في بعض لجان السيدات بقصد الإنهاك لحرمانهن من التصويت.
  • حصار مقري حزبي الوفد و التيار الشعبي.
  • عدم توافر الحبر الفسفوري أو فساده.
  • إغلاق بعض اللجان قبل الموعد الرسمي للإغلاق، وإجراء عمليات فرز وإعلان للنتائج.
  • التصويت الجماعي نيابة عن السيدات في بعض اللجان.
وبناءً على ذلك تطالب المنظمات الحقوقية اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات بتلافي هذه الأخطاء في المرحلة الثانية من الاستفتاء وإعادة المرحلة الأولى مرة أخرى، كما تحث القضاة اللذين قاطعوا الإشراف على الجولة الأولى من الاستفتاء، بالمشاركة في الإشراف على الجولة الثانية، وعلى الجولة الأولى عند إعادتها.
 
 

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

وجهاً من وجوه الازمة العراقية


ان ما حصل في العراق من حروب داخلية وخارجية  وحصار وقمع قبل  حرب 2003 واثناء الحرب وبعدها، من  قتل وتدمير وقمع وسرقات  وتغييب للعقل والانسان، والذي وصل حد التجهيل اليومي،واختصر وصفه في تقرير الامم المتحدة – الاهداف الانمائية للالفية في العراق-  تحت عنوان –" العراق ينتظر جيلا من الاميين "[1] كل هذا يدفع لا بل و يفرض على القوى التي صنعت تلك الماساة وساعدت عليها، ان تجد وسائل كثيرة، لابقاء دوامة العنف واللااستقرار، كي لا يصل الشعب يوما الى حقيقة ما حصل، او التقاط انفاسه لمعرفة  ذلك وحساب نتائجه، خوفا من هزةٍ شعبيةٍ ، قد تفرض المطالبة بمحاسبة الجميع ، والتي ربما لم تكن نتائجها "حميدة" على تلك القوى التي عاثت ولازالت ...فسادا.

 ان جزء من "علاج" هذا الامر اي تجنب حالة الثورة الشعبية او الوعي الشعبي لعمق الجريمة التي ارتكبت بحق العراق كدولة وتاريخ وشعب، والتي لا تقل خطورة عما ارتكبه النظام ومن دعمه قبل ذلك، هو ابقاء دوامة العنف مستمرة وتفعيل دوامة الازمات السياسية، ناهيك عن ادخال الشعب وعلى ارضية العنف في حالة من الصراعات الدينية عبر تثوير الفتاوي والدعاوي بهذا الاتجاه او ذاك ، مراهنين ان تؤدي  النتائج من تلك الوسائل الى حالة كبيرة من الاحباط  وفقدان الامل بين المواطنين وفي صفوف من يتصدر حركات التغيير، وهذا هو المطلوب، حيث سيقوم غالبية الناس والفقيرة منها بترديد عبارة " عمي انريد انعيش "خليهم شيريدون يسوون.... يسوون" " اني شعليه"  تمام كما تمكنوا من قبل من دفع الناس لترديد عبارة " لياتي شارون ويخلصنا من صدام" او نوافق حتى اذا اتى شارون واسقط صدام" هذه الشعارات التي ادخلوها الى عقول البشر من خلال عملية العصر الاقتصادي  وربط الاحزمة على البطون  في حصارهم  انذاك من جانب واطلاق يد النظام بالحروب والقمع والتنكيل واشاعة روح اليأس، من جانب اخر ليكتمل المشهد  "بمخبرت" الاحزاب التي كانت ترفع شعارات معارضة النظام، "اي ربط الكثير منها باجهزة مخابرات دولية واقليمية، كي يطمسوا معالم جريمة النظام و المجتمع الدولي بحق الشعب العراقي والتي لازالت مستمرة حتى اليوم.

ان ما يدفع " الجماعات السياسية "  المهيمنة على القرار في العراق على اختلافها  وحماتها الدوليين  من تعميق حالة اللا استقرار المتمثلة في العنف  والتفجيرات والقتل  واثارة الفتن والنهب العام لثروات البلد  والمزايدات القومية الفضفاضة التي لا تهدف الا لزيادة التطرف القومي وبالتالي المزيد من الدماء والانقسام والتفتت، ما هو الا  محاولة من هذه الجماعات  لتجنب ساعة الحساب الشعبي، على الطريقة العراقية ، وهم يدركون تلك الطريقة جيدا!  لهذه تعمل هذه "الجماعات السياسية" ومن خلفها حماتها الدوليين  على فرض هيمنتها السياسية بكل الاساليب والاشكال، ومنها تغييب العقل الوطني من خلال التشويش اليومي الذي يمارس عليه وبشكل حاد، كي تحافظ هذه " الجماعات ومن خلفها" على مصالحها  وليس مصالح العراق وشعبة وامنة القومي.

ان السنوات الماضية، اي منذ ظهور الازمة في العراق، منذ نهاية السبعينات تقريبا وحتى يومنا هذا  تشير الى خلو العراق من القوى السياسية بالمفهوم العلمي للكلمة، اي ان قوى قائمة على اساس طائفي ديني وعشائري ومليشياوي مسلح  او تابعة لخارج الحدود وتدار من هناك!!  وليس لديها اي برنامج  ذات بعد وطني ورؤى مستقبلية، و لاتمتلك بعض المصداقية  تجاه ما تطرحه من شعارات، ولا اريد القول مصداقية كاملة!!، ناهيك عن الامر المهم جدا  الا وهو جهلها في العمل السياسي وما يترتب عليه ، وعدم ادراكها بوجود الخط الاحمر الا وهو الامن الوطني او القومي للبلد والذي  يجب ان لا يتمكن احد تجاوزه او اللعب عليه ايا كانت الاسباب، لا يمكن اعتبارها قوى سياسية نابعة من حراك  يحمل مشروع سياسي مستقبلي، بل ان هذه الجماعات ومن نفخ بها الروح ،  عملت ولاتزال على تغييب الشارع العراقي ، بقوة السلاح والسياسات الرجعية والفساد والافساد والعنف والحروب والحصار والتجهيل  .

 وهنا لابد من الاشارة  وعلى خلفية الامراض التي استشرت في المجتمع العراقي  فان تلك الجماعات لايمكن ان تمنح  لا شهادة حسن سلوك ولا اثبات خلوها من تلك الامراض.  اذا كان الفساد على المستوى الشعبي ، فكيف  سيكون الصوت الانتخابي نزيه مثلا!! او من جرى انتخابه نزيها!! او كيف يكون ابطال الماعز والجاموس ابطالا و قادة قوميين في ذات الوقت ؟؟  

 لهذا فان " القوى السياسية " مفهوم اجوف في العراق وخصوصا حين غادرت تلك الاحزاب العقل الجماعي لجمهورها منذ زمن و ارتبطت بشيخ دين يفتي لها!! او جهة مخابراتية لدولة قريبة او بعيدة توجهها وتقبض منها !! او تعتمد العشيرة اساس لها!! وتبقى بعض القوى ذات النفوذ الضعيف  والتي لا يمكنها ان توصل قناعاتها وافكارها للجميع  ولا تاثيرها بسبب من التغييب والجهل في المجتمع، الذي تدفع غالبيته دفعا للحرب على خلافات" لا ناقة لهذه الاجيال بها ولا مصفحة" ، حيث تحتاج هذه القوى لوقت طويل كي تؤثر، اذا احسنت الحفاظ على نفسها و باختيار من ينشطون فيها وتحديد اهدافها.

اعتقد ان ادراك حالتنا واسبابها يعد امر اساسي لوضع طرق واساليب عمل جديده تتناسب مع واقعنا، كما تقلل ان لم نقل تبعد عن حالة التطير والجزع التي تصيبنا في بعض الاحيان. ان ماعليه مجتمعنا اليوم لا يمكن الغائه بفتوى او مقال وانما الفتوى والمقال وغيرهما ان وظفتا جديا قد تساهم بالاتجاه الافضل لتطوير الوعي ، نحو مجتمع افضل متطور وهذا لا يتم اساسا الا بتطوير التعليم وتوسيع رقعة الحرية وكف ايدي الظلام والمشايخ التي تحكم زورا باسم الدين عن تهديد العباد.

10-12-2012

كريم الربيعي
 
1 نشر في  جريدة الزمان  بتاريخ 6-8-2010 
 

وجهاً من وجوه الازمة العراقية


ان ما حصل في العراق من حروب داخلية وخارجية  وحصار وقمع قبل  حرب 2003 واثناء الحرب وبعدها، من  قتل وتدمير وقمع وسرقات  وتغييب للعقل والانسان، والذي وصل حد التجهيل اليومي،واختصر وصفه في تقرير الامم المتحدة – الاهداف الانمائية للالفية في العراق-  تحت عنوان –" العراق ينتظر جيلا من الاميين "[1] كل هذا يدفع لا بل و يفرض على القوى التي صنعت تلك الماساة وساعدت عليها، ان تجد وسائل كثيرة، لابقاء دوامة العنف واللااستقرار، كي لا يصل الشعب يوما الى حقيقة ما حصل، او التقاط انفاسه لمعرفة  ذلك وحساب نتائجه، خوفا من هزةٍ شعبيةٍ ، قد تفرض المطالبة بمحاسبة الجميع ، والتي ربما لم تكن نتائجها "حميدة" على تلك القوى التي عاثت ولازالت ...فسادا.

 ان جزء من "علاج" هذا الامر اي تجنب حالة الثورة الشعبية او الوعي الشعبي لعمق الجريمة التي ارتكبت بحق العراق كدولة وتاريخ وشعب، والتي لا تقل خطورة عما ارتكبه النظام ومن دعمه قبل ذلك، هو ابقاء دوامة العنف مستمرة وتفعيل دوامة الازمات السياسية، ناهيك عن ادخال الشعب وعلى ارضية العنف في حالة من الصراعات الدينية عبر تثوير الفتاوي والدعاوي بهذا الاتجاه او ذاك ، مراهنين ان تؤدي  النتائج من تلك الوسائل الى حالة كبيرة من الاحباط  وفقدان الامل بين المواطنين وفي صفوف من يتصدر حركات التغيير، وهذا هو المطلوب، حيث سيقوم غالبية الناس والفقيرة منها بترديد عبارة " عمي انريد انعيش "خليهم شيريدون يسوون.... يسوون" " اني شعليه"  تمام كما تمكنوا من قبل من دفع الناس لترديد عبارة " لياتي شارون ويخلصنا من صدام" او نوافق حتى اذا اتى شارون واسقط صدام" هذه الشعارات التي ادخلوها الى عقول البشر من خلال عملية العصر الاقتصادي  وربط الاحزمة على البطون  في حصارهم  انذاك من جانب واطلاق يد النظام بالحروب والقمع والتنكيل واشاعة روح اليأس، من جانب اخر ليكتمل المشهد  "بمخبرت" الاحزاب التي كانت ترفع شعارات معارضة النظام، "اي ربط الكثير منها باجهزة مخابرات دولية واقليمية، كي يطمسوا معالم جريمة النظام و المجتمع الدولي بحق الشعب العراقي والتي لازالت مستمرة حتى اليوم.

ان ما يدفع " الجماعات السياسية "  المهيمنة على القرار في العراق على اختلافها  وحماتها الدوليين  من تعميق حالة اللا استقرار المتمثلة في العنف  والتفجيرات والقتل  واثارة الفتن والنهب العام لثروات البلد  والمزايدات القومية الفضفاضة التي لا تهدف الا لزيادة التطرف القومي وبالتالي المزيد من الدماء والانقسام والتفتت، ما هو الا  محاولة من هذه الجماعات  لتجنب ساعة الحساب الشعبي، على الطريقة العراقية ، وهم يدركون تلك الطريقة جيدا!  لهذه تعمل هذه "الجماعات السياسية" ومن خلفها حماتها الدوليين  على فرض هيمنتها السياسية بكل الاساليب والاشكال، ومنها تغييب العقل الوطني من خلال التشويش اليومي الذي يمارس عليه وبشكل حاد، كي تحافظ هذه " الجماعات ومن خلفها" على مصالحها  وليس مصالح العراق وشعبة وامنة القومي.

ان السنوات الماضية، اي منذ ظهور الازمة في العراق، منذ نهاية السبعينات تقريبا وحتى يومنا هذا  تشير الى خلو العراق من القوى السياسية بالمفهوم العلمي للكلمة، اي ان قوى قائمة على اساس طائفي ديني وعشائري ومليشياوي مسلح  او تابعة لخارج الحدود وتدار من هناك!!  وليس لديها اي برنامج  ذات بعد وطني ورؤى مستقبلية، و لاتمتلك بعض المصداقية  تجاه ما تطرحه من شعارات، ولا اريد القول مصداقية كاملة!!، ناهيك عن الامر المهم جدا  الا وهو جهلها في العمل السياسي وما يترتب عليه ، وعدم ادراكها بوجود الخط الاحمر الا وهو الامن الوطني او القومي للبلد والذي  يجب ان لا يتمكن احد تجاوزه او اللعب عليه ايا كانت الاسباب، لا يمكن اعتبارها قوى سياسية نابعة من حراك  يحمل مشروع سياسي مستقبلي، بل ان هذه الجماعات ومن نفخ بها الروح ،  عملت ولاتزال على تغييب الشارع العراقي ، بقوة السلاح والسياسات الرجعية والفساد والافساد والعنف والحروب والحصار والتجهيل  .

 وهنا لابد من الاشارة  وعلى خلفية الامراض التي استشرت في المجتمع العراقي  فان تلك الجماعات لايمكن ان تمنح  لا شهادة حسن سلوك ولا اثبات خلوها من تلك الامراض.  اذا كان الفساد على المستوى الشعبي ، فكيف  سيكون الصوت الانتخابي نزيه مثلا!! او من جرى انتخابه نزيها!! او كيف يكون ابطال الماعز والجاموس ابطالا و قادة قوميين في ذات الوقت ؟؟  

 لهذا فان " القوى السياسية " مفهوم اجوف في العراق وخصوصا حين غادرت تلك الاحزاب العقل الجماعي لجمهورها منذ زمن و ارتبطت بشيخ دين يفتي لها!! او جهة مخابراتية لدولة قريبة او بعيدة توجهها وتقبض منها !! او تعتمد العشيرة اساس لها!! وتبقى بعض القوى ذات النفوذ الضعيف  والتي لا يمكنها ان توصل قناعاتها وافكارها للجميع  ولا تاثيرها بسبب من التغييب والجهل في المجتمع، الذي تدفع غالبيته دفعا للحرب على خلافات" لا ناقة لهذه الاجيال بها ولا مصفحة" ، حيث تحتاج هذه القوى لوقت طويل كي تؤثر، اذا احسنت الحفاظ على نفسها و باختيار من ينشطون فيها وتحديد اهدافها.

اعتقد ان ادراك حالتنا واسبابها يعد امر اساسي لوضع طرق واساليب عمل جديده تتناسب مع واقعنا، كما تقلل ان لم نقل تبعد عن حالة التطير والجزع التي تصيبنا في بعض الاحيان. ان ماعليه مجتمعنا اليوم لا يمكن الغائه بفتوى او مقال وانما الفتوى والمقال وغيرهما ان وظفتا جديا قد تساهم بالاتجاه الافضل لتطوير الوعي ، نحو مجتمع افضل متطور وهذا لا يتم اساسا الا بتطوير التعليم وتوسيع رقعة الحرية وكف ايدي الظلام والمشايخ التي تحكم زورا باسم الدين عن تهديد العباد.

10-12-2012

كريم الربيعي
 
1 نشر في  جريدة الزمان  بتاريخ 6-8-2010