الجمعة، 21 ديسمبر 2012

يااا... باني


ذهلت يوم امس ، حين قال مذيع احد المحطات الاجنبية  معلقاً على نتائج الانتخابات اليابانية،  بان رئيس الوزراء الجديد هو سابع رئيس وزراء لليابان منذ ايلول / سبتمبر 2006 .  منذ كان ملوك الطوائف ومن يحركهم يجزون رقاب ابناء العراق ، ويفخخون ويفجرون ويقتلون ويخطفون  ويهربون الاثار والنفط والسجناء، منذ كانوا يعدون قوائم باسم الاكاديميين والطيارين العراقيين..لقتلهم حسب امر الـ...   وغيره.. وحتى يومنا هذا، اي بعد مرور ست سنوات لا غير ، ست سنوات استنسخ بها العراقيين  مليارات النسخ الملونه لشهادات وفاة وجنسية وشهادة جنسية وتموينية وووووو الكثير  ناهيك عن الالاف المغيبة  من البشر ، وكل هذا  يهون من اجل ترابك !! لكن الكارثة لدينا لحد الان وزارات بالوكالة !! واراضي متنازع عليها، وحدود محافظات ، في الوقت الذي يصمت به الجميع عن حقوق النفط التي هربت والاراضي التي تتاكل!! والمواطن الذي يموت بالتفجيرات  وسط الحشود العسكرية!

نحن اصحاب الشعارات الفضفاضة ، لا نبخل بان نخط تحت صورة هذا او ذاك شعارات  تقول   يااا .. باني مجد العراق،  يا اا..باني عزتناـ يا اا.... باني صرح كرامتنا..، يا.اا.... باني  كل نقاط التفتيش  والسيطرات الطيارة ياااا باني  الشرطة الفضائية، والنواب الفضائيين والوكلاء  الهوائيين  يا ... باني  مساكن الفقراء يا ... باني المجاري يااا.... بانييي !!! نعم لم نبخل يوما  من خط الشعارات ، وبفضل الدعم للعشائر  صدحت " الهوسات  " والشعارات معا وكثرت!!  سبع رؤساء وزراء تغيروا منهم بانتخابات ومنهم من قبل البرلمان في اليابان !! ونحن لازلنا نفتش عن كاهن يحرم لنا الترشيح لثلاث مرات!.

سونامي العجز السياسي في بلدنا الذي خذل قوة الفياجرا، لم يتوقف لهذا الحد ،  فاليابان  التي يبلغ عدد سكانها 127 مليون و380 الف مواطن  واقسم باغلظ الايمان لا يوجد بينهم مواطن " بدون "، ولم ارى طوال ما رأت عيني شاشة تلفزيون طفل يبيع علكه في شوارعهم ولا " كلنكس" ولا حتى " محارم كنار التي وصفها ابو عراق يوما " بانها وحدها تحفظ العار!! ، اي ان نفوسهم تساوي  3.980625  اضعاف العراق " اي اربع اضعاف نفوس العراق" اي انهم ووفق الدستور العراقي يجب ان يكون لديهم  1273.8 نائب في البرلمان  وعلى نسبة الوزراء لتعداد السكان يجب ان يكون لديهم 187 وزير ، فحكومتنا الاتحادية ، ناهيك عن حكومة الاقليم، فقط الاتحادية عدد الوزراء فيها 47 وزير   بينما المساكين اليابانيين  والذين تعدادهم 127 مليون حسب احصاءات عام 2010  لديهم 17 وزير وهو الحد الاقصى المسموح به دستوريا!! بينما تسبح حكوماتنا بجوائز الترضية للقوائم الو... طنية والفصائل المنضوية في المصالحة الو..طنية " والتي لا نعرف اين اخفت اسلحتها"  بحقيبة وزارة الدولة، حتى اصبح لدينا وزراء دولة لشؤون الصفنه  والمشي والبحث في المنخار وليس في گوگل.

دولة لم تمنحها الزلازل الارضية  الراحة ، واختتمت بسنامي عام 2011 ولحقتها بعض الهزات الارضية الاخرى" التي خرج منها رجلا يحمل جنسية عراقية " فارسل للعراق الكثير من السيارات والبضائع الملوثة "!!! ولو كانت هناك بهارات يابانية  مثل بهارات عبيدوا وسبع بهارات لعقد احد الناطقين الرسميين مؤتمرا صحفيا واتحفنا بطريقة صناعة العنبة على الطريقة اليابانية وعقد صفقة  تجارية، وادخلنا بعدها باحتمالية وجود فساد بها !! هذه الهزات لم تثني عزم البرلمان والدولة  اليابانية من العمل السياسي  طبقا لقواعد الدستور المتفق عليه، لو كانت لدينا تلك الهزات  لا علنت حالة الطواريء بدرجة " حواري" وعلق الدستور والغت الحكومة وعين بدلها مجلس، ان اتفقوا ربما،  من ممثلي الطوائف والاقليات القومية لحكم البلد!! والا سيعينوا بعد الحاح بايدن وكلاء!!

47 محافظة واربع اقليات عرقية تتراوح اعداد الواحدة منها بين 600 الف الى المليون ويقارب عددهم الاجمالي المليونين ، منها الصينية والكورية لكننا لم نراهم يتظاهرون يوما ولاءٍ للصين او لكوريا بل يمارسون حياتهم وانتمائهم لهذا البلد.

ليس لدي الا ان اصرخ  يا.ااااا......................باني   الحقد ببلادي ..  انت لست بياباني.

كريم الربيعي

17-12-2012

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق