الجمعة، 14 يونيو 2013

مو كل التصخم صار حدّاد



الثلاثاء، 4 حزيران، 2013

لم يكن أبي يجيد تثبيت مسمار في حائط، كان موظفا لايعرف سوى الجلوس خلف مكتبه وانجاز المعاملات، لكنه في بعض الأحيان كان يجرب مواهبه في تصليح بعض أجهزة البيت الكهربائية عند تعرضها لعطل ما، وخصوصا الراديو والمسجل (كاسيت) ولم يجرؤ على الاقتراب من التلفاز الا مرة واحدة، فقد كانت الاجهزة الكهربائية شحيحة وباهظة الثمن. وفي حقيقة الأمر، فان والدي كان بارعا في تفكيك أي جهاز عاطل، فيقضي ساعات المساء في محاولة اصلاحه، وقد تكومت قربه كل أنواع الادوات من مفكات وسكاكين و و.. وويل لمن يقترب منه خلال انهماكه في صراعه مع الجهاز، فلن يلوم الا نفسه. وبعد ان يأخذ منه التعب والغضب مأخذا، يصرخ طالبا (العلاكة)، حتى ان والدتي تعودت ان تحضرها له في نهاية كل صولة ليجمع فيها أجزاء ماكان يدعى جهازا، فيودعها في دولابه الخاص مع سابقاتها حتى كاد الدولاب أن يمتلأ بالاكياس التي تحوي اجهزة منسية،  فعادة ما كان أبي يقنع نفسه بأنه سيأتي عليه وقت يكون فيه اكثر تركيزا واستعدادا لايجاد الخلل.
لم أكن افهم سر اصرار والدي على ان يتولى بنفسه عملية التصليح رغم انه لايمتلك أية خبرة، بينما يمكنه ايكال الأمر الى مصلح شانه شأن الاخرين؟ الآن بت أرى ان تكراره للمحاولة يعود الى كونه لم يلق نظرة على ماتكدس في الدولاب من الاكياس التي لم يجد لها حلا بعد تقادم الزمن الا رميها في سلة المهملات.
.. وأنا أشاهد اجتماع القادة العراقيين (الرمزي)، فكرت في (الجارور) الذي ستخزن فيه تفاصيل هذا الاجتماع بعد ان يتحول الى ذكرى. غالبية الآراء اتفقت انه جاء في وقته بعد ان خاضت البلاد في حمام من الدم راح ضحيته اكثر من الف قتيل و2700 جريح في شهر آيار. وكعادتها، طبلت بعض وسائل الاعلام والسياسيين للاجتماع بوصفه المفتاح السحري للازمة الحالية. بينما تعالت بعض الأصوات (الغير متفائلة) هنا وهناك لتقول بأنه غير ذي جدوى. احد النواب وصف صلح السيدان المالكي والنجيفي على انهما "اتفقا حول نوع الشاي الذي شرباه والحلويات التي تناولاها في الاجتماع، وان الرجلين في واد والشعب في واد آخر"، وهذه الجملة الأخيرة هي اقرب الى الحقيقة، لأنهما لو كانا في واد واحد مع الشعب لما استطاعا ابتلاع أي نوع من البسكويت أو حتى شرب الماء.
وفي تعليق آخر، انبرى احد النواب بتحليل (لذيذ) للّقاء بقوله "ان دعم هذه المبادرة يحتاج الى اصلاحات مثل اطلاق سراح المعتقلين وحل الميليشيات والمادة كذا والمادة كيت".. و(تيتي تيتي.. مثل مارحتي اجيتي).
وكحال أبي، يضع السياسيون كل المشاكل العالقة في الدولاب.. ليصبح الصلح بين المالكي والنجيفي هو كل ماينتظره الشعب وكأنه صلح بين عدوين على أمل عقد هدنة ستحقن الدماء لفترة من الزمن.. قد يستأنف الصراع بعدها، أو قد تبقى حالة الود قائمة طالما ان جون بايدن (يصرف رصيد) ليعبر عن خيبة امله ويمعن في تقريع السياسيين بسبب تخريبهم لمشروع امريكا الوردي في دولة العراق الديمقراطية التي كان من المفروض ان تكون الانموذج المستقبلي لدول الشرق الاوسط فكانت (تميمة الشيطان) التي قلبت الانظمة والشعوب والحياة كلها حتى تحول نصف العالم الى هرج ومرج تحت عنوان (الربيع) الذي تحول الى اوربي وليس فقط عربي.
يذكرني تفاؤل بعض البسطاء وغير البسطاء من الشعب باحتفالاتهم عند فوز كلينتون بانتخابات الرئاسة الاميركية للعام 1992، وكأنه سينتقم لهم من بوش، ليكتشفوا خيبتهم بعد ذلك.
لاأريد أن أبدو متشائمة.. لكني أرى ان الأمر لايحتاج الى فلسفة. ليس عيبا أن يعترف الانسان بعجزه وفشله ويطلب العون والخبرة من اهلها، لكن العيب أن يستمر، وليس ذنب الشعب ان تولت اموره نخبة ليست لها خبرة أو تاريخ سياسي، ورغم عشر سنوات لم تتعلم بعد. مالضير ان اعتمد الساسة على مستشارين حقيقيين لا (ديكور) مهما كانت اصولهم وانتماءاتهم، على الأقل كي لاينكشف عريّ القادة وجهلهم أمام الجميع، وهذا سياق متبع في معظم دول العالم، فمشاكل البلد التي كادت او قد تقوده الى ابادة جماعية أو حرب طائفية أو أي نوع من الدمار لاتحتاج في حلها سوى الى ادارة محنكة، وليس هواة..
كتابات

 

هل كان صدام حسين بطلا ً تاريخيا ً


عماد رسن

لكل قصة أبطالها, هكذا يقول المثل, فكم قصة عاشها العراق كان بطلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟ سؤال ما أردت طرحة لإثارة موضوع ربما هو في ذمة التاريخ, أو أن طرحه لايجلب منفعة بل العكس ربما يثير الضغينة بين أبناء البلد الواحد في الوقت الذي نحن بحاجة فيه لرص الصف لمواجهة خطر الحرب الطائفية, فالموقف تجاه الرئيس السابق يقسم أبناء الوطن الواحد أكثر مما يجمعهم. من هنا, سوف لن أجيب عن هذا السؤال بشكل صريح ولكني سأتاخذ هذا العنوان الذي أعترف بأنه إستفزازي لطرح فكرة البطل ومعناها في الثقافة الشعبية, صفاتها ودلالاتها الرمزية وما تترك من أثر في الذاكرة الجمعية, وذلك لتحفيز سؤال إعادة تقيم ثقافتنا من خلال مراجعة رموزها وأبطالها!

سأطرح سؤالا ً من نوع ثان, لماذا يختلف أثنان, أو مجموعتان أو حتى شعبان على شخصية معينة فتصفها مجموعة بالبطلة بينما تصفها مجموعة أخرى بالمجرمة؟ ومثل صدام واضح وصريح, ففي اللحظة التي أكتسبت تلك الشخصية صفة البطولة في جزء كبير من العراق وصفها الجزء الأكبر من المجتمع بالمجرمة. ليس هذا فحسب, بل أن شخصية صدام حسين البطل مازالت حية في ذاكرة الكثير من المجتمعات العربية في الوقت الذي تصف تلك المجتمعات طواغيتها بالمجرمين وهم  الذين لم يفعلوا عشر مافعل صدام حسين بشعبه. هل نحن أمام ازدواجية في المعايير أم حول فكري وثقافي أم هي مجرد مفارقة تاريخية!

علينا أن نعرف أن لكل مجتمع ذاكرة جمعية, فهي الخزين المعنوي الذي يزود ذلك المجتمع بالهوية الجمعية إذ تتشكل من خلال ذلك القيمة المعنوية لوجود ذلك المجتمع في تلك اللحظة التاريخية. علينا أن نعرف أيضا ً بأن ذلك المجتمع بذاكرته وهويته البارزة يتكون من مجموعة من الثقافات والإثنيات والطوائف المختلفة والتي تمتلك كل منها ذاكرة وهوية جمعيتان خاصتان بها. فأحيانا تتماهى تلك الثقافات والإثنيات والطوائف في ذكرة جمعية شبه متجانسة فتشكل هوية وطنية واحدة لها ذاكرة جمعية شبه مشتركة, وأحيانا أخرى لاتتجانس فتختفي تلك الهوية الواحدة لتظهر هويات فرعية مختلفة تتصارع فيما بينها لتشغل حيزا ً مكانيا ً بارزا ً لتقوي به ذاكرتها وهويتها الجمعيتنان على حساب الهوية الوطنية.

إذن, وراء كل هوية جمعية ذاكرة جمعية تحكي قصص سردية متواصلة لشعب أو مجتمع معين. تتماهي تلك القصص المختلفة بطريقة تاريخية تسلسلية فتعكس مجموع الذاكرة الفردية وتعيد صياغتها على شكل ذاكرة شعبية تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل. فلا نتعلم في المدارس إلا النزر اليسير من تلك القصص لكن آبائنا وأجدادنا يحكوها لنا لتعطينا المعنى الحقيقي لوجودنا وماهي قيمتنا بين باقي الشعوب. ربما تكون تلك القصص غير حقيقية وعبارة عن أساطير أو وقائع متوهمة أو محرفة عن الحقيقة ولكنها مهمة جدا ً لكل مجتمع وشعب ومجموعة فهي التي تعطي لذلك الشعب أمتداده وسبب بقائه وإستمراره في الوجود. علينا أن نعلم أن في كل قصة أبطال ورواة, جناة وضحايا, وفيها البارزون والمهمشون وفيها أيضا ً ابطال وهميون ومصطنعون. السؤال هو: ماذا تحكي تلك القصص السردية التي تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل؟ 

نعم, أن تلك القصص المتناقلة تحكي قصة كل شعب, كيف وجد ومن أين أتى, كيف أستوطن تلك الأرض وكيف بقي فيها على قيد الحياة, تحكي قصة الإستقلال والثورة على المحتل, تحكي قصص المؤامرات والإنقلابات والخيانات السياسية, تحكي قصص المجاعات والقحط والفيضانات, تحكي قصص الإنتصارات والاحباطات, التعايش السلمي والتسامح أو التهميش لفئات اجتماعية معنة. أن كل ذلك الخزين يحمله الأفراد على شكل ثقافة تعلمهم طريقة التفكير وماهو صح وماهو خطأ في تقييم الأمور.

لتلك الثقافة سماتها وصفاتها ورموزها التي تعبر عن نفسها من خلال سلوكيات أبنائها أو ذوقها الفني والأدبي. فالنصب والتماثيل والبناء المعماري يحكي قصة ذوق ثقافة ما وأهتمامها بالقيم الجمالية. أن لكل ثقافة وذاكرة جمعية بطل له صفات يعبر عن قيم تلك الثقافة. فالبطل هو رمز لمجتمع معين يعبر عنها وهي بدورها تقدمه وكأنه الأفضل والأحسن والأسمى, فهو المثل الأعلى بكلمات أخرى. ولكن, عندما تجد هوية مشتتة لمجتمع ما فهذا يعني بأن هناك أكثر من ذاكرة وثقافة شعبية تتصارع لشغل الحيز المكاني وهو تراب الوطن. وفي هذه الحالة سيتم التعبير عن صفة البطل بشكل مختلف إذ يصبح بطل ما لمجموعة مجرما ً أو جبانا ً لمجموعة أخرى. بل أكثر من ذلك, فالثقافات والمجموعات والإثنيات المتصارعة التي لم تنسجم في بناء هوية جمعية واحدة تخلق أبطالا ً بالضد من أعدائها ومنافسيها, وعلى الأغلب تخلق أبطالاً وهميين نرى صورهم على وجه القمر. ومن سخرية القدر, أن تلك الثقافات المتناحرة تتقاسم الشخصيات التاريخية لتجعل منهم أبطالا ً مفترضين, فالحجاج بن يوسف الثقفي تراه مجرما ً عند مجموعة وبطلا ً تاريخيا ً عند أخرى.

إذن, وببساطة شديدة وبلا تكلف, أبطالنا الذين نعرفهم ونقدمهم لغيرنا يعبرون عن ثقافتنا وطريقة تفكيرنا. فعندما نكون طائفيين يكون أبطالنا طائفيون أيضا ً, وإن كانوا مجرمين, وعندما نكون وطنيين يكون أبطالنا كذلك, فنغفر لهم حينها خطاياهم. أن أبطالنا على شاكلتنا إذ يعبرون عن ذوقنا في من هو مثلنا الأعلى, فإن كنا متطرفين فسيكون أحد شيوخ الدين الذي يقتل بإسم الدين بطلنا, وإن كنا متسامحين فسيكون صانع السلام بطلنا, وإن كنا ماضويون فسنلجأ للتاريخ نبحث عن أبطالنا, وإن كنا حداثويون فسوف نبحث من يصنع لنا مستقبلا ً فنتخذه بطلا ً. فلكل مجتمع بطله الذي يعبر عن ثقافته. ولكن, حتى تلك الثقافة تتغير فتتغير بذلك أبطالها. فالثقافة أشبه بالكائن الحي القابل للتطور, حيث تموت وتحيا وتمر بالأزمات. فعندما تمر ثقافة ما بأزمة حقيقية, تراوما, يفكر أبنائها ويعيدون طرح سؤال الهوية: من نحن ولماذا نشعر بالإحباط؟ ماهي رموزنا ومن هم أبطالنا الحقيقيون؟ وهل صنعنا لأنفسنا أبطال وهميون نتخذهم قدوة؟ تلك الأسئلة المنسية التي لانفكر فيها عادة في حياتنا اليومية ونقبلها كالمسلمات تعيد طرح نفسها في الأزمات. فكم أزمة مر بها المجتمع العراقي وثقافته, لكنه لازال يفكر بنفس الطريقة القديمة. كم قنبلة ومفخخة أنفجرت بقربه لكنها مع الأسف لم تعد له وعيه ليعيد طرح سؤال الهوية ويعيد تقييم ثقافته بما فيها أبطاله الوهميون والحقيقيون.

 فثقافتنا العربية التي تحترم القوي وتحتكر الضعيف, التي تعتبر الذكورة رمزا ً للقوة والعنفوان فتحتقر المرأة والصغير, التي تعتمد على الغلبة في التنافس مع الآخرين وبأي ثمن, التي تعشق العبودية وتمجد الجلاد إذ تبحث عن قائد ومخلص يرفع عنها همومها وإن كان دكتاتورا ً أو مجرما ً, بالتأكيد سيكون أبطال تلك الثقافة على شاكلتها. فالثقافات التقليدية تبحث عن رموزها وأبطالها في الماضي السحيق وترى مدى ما يتطابق من شخصيات حاضرة مع تلك الرموز الماضوية. فالقائد الفذ الفلاني يشبه البطل الفلاني الذي حرر القدس, والشيخ الفلاني يشبه الإمام الفلاني قبل ألف سنة ونيف. أما المستقبل ففي ذمة التاريخ عند أولئك الذين يبحثون في الماضي. من هنا, نحن نبحث دوما ً عن أبطال تاريخيين ومخلصين مفترضين لأننا أمة تعيش في الماضي وتكره المستقبل.

 

عماد رسن


 

 

السبت، 1 يونيو 2013

لا مستقبل لنا أذا استمر حال أطفالنا هكذا !!!


حين نرجع لما نقوله الأمم المتحدة أو الهيئات الدولية التابعة لها فأننا نريد أبراز استنتاجات رأت النور من خلال العقل الجماعي والخبرة الدولية لهذه المنظمة والتي فيها نفس وحالة جميع البلدان  والشعوب على تنوعها. أشارت العديد من الدراسات للأمم المتحدة على أن العناية بالأطفال هو عملية  استثمار  في المستقبل.، وإذا قورن هذا بواقع أطفالنا في العراق ومدى العناية والاهتمام الذي يحصلون عليه تكون الحالة بحق كارثية . العبرة لا تكمن في النصوص التي نص عليها الدستور الدائم للعراق ولا بالدساتير التي سبقته فكلها حوت بهذا أو ذاك من القدر ما يضمن حقوق الطفل، وكذلك الحال بالنسبة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان ومنها اتفاقية حقوق الطفل والتي لم يعر لها أي اهتمام لا بالحروب التي شنت على العراق ولا في الحصار الذي شرع وبالتالي فالطفل العراقي تعرض  إلى خطر كبير منذ سنوات ولحد يومنا هذا ولم ترتقي كل الجهود التي بذلت الى مستوى المعاناة التي عاشها ويعيشها الطفل العراقي . لقد قدمت مؤسسات الأمم المتحدة الكثير من الخدمات ولكن هذه الخدمات ربما تذوب في واقع لا يبالغ الإنسان أن قال عنه كله مشكلة!! وهذه المشكلة أساسها مبنيا على عدم وعي تلك المخاطر التي تحيط بنا من جانب  وضعف  القناعة بحقوق الطفل ان لم يكن عدمها ،  من جانب اخر.

ماذا خلفت تلك الحروب والحصار وأعمال العنف والإهمال بالعناية وغيرها على الطفل العراق ؟ انه سؤال كتب عنه الكثير وأجابت عن بعض جوانبه تقارير كثيرة لليونيسيف وهيئات الأمم المتحدة الأخرى.

أن اكبر الآثار التي وقعت على الطفل العراقي، هو ما تركته تلك العوامل جميعها من أثار نفسية عليه . هذه الآثار التي لم يجري علاجها عبر مشروع جاد لا يمكن طرح حلول لها ألا من خلال  فهم وارضية كافية ودقيقة لمسبباتها وواقعها الحالي وتاثيراتها المستقبلية.  وتشكل  الحالة الأمنية المستقرة ، والتي يجب أن يصطحبها تشريعات قانونية صارمة تضمن من جانب حقوق الطفل ومن جانب أخر تحتوي على آليات  فعالة لردع الانتهاكات أي كانت الخلفية التي تقف ورائها أو القناعات التي تستند عليها،  بالإضافة إلى الموازنات الكافية التي تسمح بانجاز تلك الرعاية، اساس ايجابي للبدء بوضع حلول موضوعية لهذه المشكلة.

أن واقع الطفل العراقي يجب أن يفرض جدول العمل السياسي  لعراق اليوم،  لما لهذا الملف من أهمية كبيرة تتجاوز الآني لتتعداه إلى المستقبل. ففي ظل انتشار الامية والجهل وماخلفته الحروب والعنف والاساليب التربوية  والاحكام الاجتماعية المتخلفة من اثار على اجيال المستقبل ، لا يمكن ان يبنى بلد او مجتمع يسوده العدل والامان. أن جيل تتحكم بسلوكه أعمال العنف والأمية  والتشرد , والأمراض  سيكون مؤشر على المزيد من العنف وما يخلفه،  وانهيار لذلك المجتمع،  ومؤشرات هذا تشير لها تلك التقارير التي ترصدها الهيئات الدولية فعلى سبيل المثال في دراسة تحليلية لواقع المرأة والطفل في العراق عام 2007 قامت بها اليونيسيف تشير الدراسة إلى أن " معرفة القراءة والكتابة بين الفئة العمرية 15- 24   سنة كان اقل من نظيره في المرحلة العمرية  25-34 ما يعني أن الجيل الأصغر اخذ يتخلف عن سلفه". ومن جانب أخر تشير الدراسة مثلا إلى ""أن 92% من ميزانية قطاع التعليم  أنفقت على المرتبات عام 2006"  أي ما يعني أن 8% فقط ما يصرف ربما على تطوير المدارس والمناهج التعليمة وغيرها من اللوازم. هذه المؤشرات ان جمعت الى جانب   هجمة البداوة  على ما تبقى من الحياة المدنية في العراق ، يضعنا حقيقة  على بداية الطريق للحياة البدائية !!

ولهذا ان تعزيز القناعة اليوم بالمصالحة الوطنية  التي يحكمها الحوار السلمي وإدانة ونبذ العنف واحترام الحقوق الأساسية  للإنسان ووفقا للقوانين الدولية،  كي لا نضيع مرة أخرى بأهواء الساسة والطوائف !! ضرورة ملحة  لتخفيف حدة أثار الكارثة المحدقة بنا، ألا وهي ضياع مستقبل هذه الأجيال وبالتالي مستقبلنا جميعا.

أما المشاكل الأخرى التي عصفت ولازالت بحياة الطفل العراقي وهي مشاكل  لا تنفصل عن ما أصاب المجتمع العراقي بشكل عام ولكن حالة فهمها وتحملها واستيعابها بالتأكيد تختلف  من الأطفال إلى الكبار وهذا ما يفرض إعارة هذا الملف الاهتمام والعناية الكافية، و  يمكن تلخيص تلك المشاكل بالحرمان واليتم والتشرد والأمية والإمراض والوفاة المبكرة  وغيرها .

تشير أخر الإحصائيات الأخيرة والواردة ببرنامج عمل اليونيسيف لعام 2009 بان المنظمة ستعمل على زيادة تسجيل عدد الأطفال العراقيين في المدارس السورية من 49 ألف إلى 75 ألف  وستدعم كذلك تسجيل 4000 طفل عراقي للتسجيل في مصر وكذلك تقديم الدعم النفسي لما يقارب 3000 طفل في الأردن والى نحو 26 ألف طفل و3250 أم و6000 ألف مراهق في سوريا. علما أن البرامج التي تدعمها اليونيسيف  " تطال ما لا يقل عن 1.120.000  شخص في العراق، و 12.000 شخص في الأردن، و  400.000  شخص في الجمهورية العربية السورية، و 4000  شخص في لبنان و 12.000 شخص في مصر".  ولا بد من التذكير هنا الى ان اعداد اخرى من العراقيين تتواجد في دول الخليج وتركيا وايران وروسيا وبلدان اخرى لا تتوفر احصاءات رسمية عنهم.

وهنا يأتي السؤال أين هي البرامج التي أعدتها الحكومة العراقية لمن هم في الداخل ومن هم في الخارج كمهجرين؟؟ وأين هي التشريعات التي سنها أو اقترحها أعضاء البرلمان ولجانه لهذا الغرض ؟؟ ولنا الحق بالسؤال هل احتياجات البرلمانيين أكثر أهمية من احتياجات مستقبل العراق؟؟؟

لقد أتت فضيحة الاتجار بالأطفال العراقيين مؤخرا والتي  نشرت في صحيفة الغارديان البريطانية  لتزيد من حجم المشكلة هذه ولتدلل على الإهمال في جميع القنوات  المسئولة عن تامين الحياة الآمنة للطفل العراقي وبالمقدمة منها التشريعية  والتنفيذية  ، ليضاف هذا الملف إلى ملفات أخرى على سبيل المثال الاتجار بالفتيات أو بالنساء لدول الجوار وربما إلى ما  خلف البحار !! كل هذا  يدعوا لإثارة العديد من التساؤلات وأولها هل أصبحنا كوطن ومواطنين برسم البيع ؟؟؟ ان وجود ما يقارب 5 مليون يتيم و1300 سجين و11 ألف مدمن عدى حالات الاغتصاب !! شيء يثير الفزع والقاق ، ولا بد من الاشارة هنا الى ان  الأرقام لا تشمل الحالة بشكل كامل ألا أنها تنبه على أية حال لحجم المشكلة . الدكتور والباحث مهند بزرنجي  يشير الى مشكلة المخدرات وهذا ما منشور على  صفحة اذاعة هولندا العالمية بتاريخ 25-11-2008 :"دخلت بعد عام 2003 المخدرات ومواد أخرى مثل الحشيش والماريخوانا والكوكايين والهيروين إلى العراق وهناك أرقام تشير إلى أن نسبة %17.5 من أطفال العراق يتعاطون هذه المواد المخدرة أو إحداها."  ويضيف الباحث برزنجي بهذا الخصوص "يعاني الأطفال من صدمات نفسية عميقة، بسبب الاختطاف والاعتداء الجنسي. ويعاني الأطفال أيضا من صدمة كبيرة في المجتمع وصعوبة التعامل معه من جديد."   ويضاف  الى هذه المشاكل  ما خلفه  العنف السياسية في البلاد،  وتسرب أعداد كثيرة من الذهاب الى المدارس بسبب الاوضاع الامنية  او الاقتصادية  التي أوصلت الكثير لدفع مبالغ تتراوح بين 300 إلى 500 دولار من اجل فرصة توظيف.

ان الواقع الذي يعيشه الطفل العراقي بحاجة الى لجنة كفوءة من الأكاديميين من اختصاصات متعددة تربوية ونفسية وغيرها من اجل تقديم دراسة  دقيقة عن واقعهم وتكون مقدمة لقيام لجنة قضائية من تطوير التشريعات التي يجب أن تعتمد على التشريعات الدولية لحقوق الإنسان وان توضع آليات تطبيق صارمة لهذه التشريعات وان تخصص لها الموارد الكافية، نعم لسنا بحاجة إلى مئات الدبابات والطائرات والوزراء ونواب الوزراء  ومصفحات للنواب، نحن بحاجة لان تستغل الأموال العامة بشكل يخفف من الإرث الثقيل، القديم منه والجديد. ان هذا لا يمكن تحقيقه دون وجود أرادة سياسية صلبة تعي المسؤولية الوطنية لوضع مشروع متكامل للمصالحة الوطنية يضمن الأمن والسلم الاجتماعيين في المجتمع والذي سيخفف من نتائج الكارثة التي تحيط بمستقبلنا. ان أجيال نامت ولا زالت تستيقظ على أصوات المتفجرات والمروحيات وإخبار العنف والقتل تحتاج منا المزيد من العناية والتنازل لضمان مستقبل عادل لها.
*المقال يعاد نشره بمناسبة يوم الطفل العالمي - من منشورات سنابل 2009

 

 

رد على مجلس حقوق الانسان


اتمنى ان يقوم مجلس نقيق الانسان  او حقوق  الطرشان واعضائه  بمحاكمة الجميع ممن ينتهكون حقوق الانسان ومن ارتكب جرائم بحقها وان يعدو قوائم سريه!! بهذا الامر كي يثبتوا حقا انهم يدافعون عن شيء اسمه الانسان، الذي اصبح بزعاماتكم وحكومات دولكم وايديولوجياتكم  ارخص من الادران على وجه الكرة الارضية وخصوصا المشرق منها!! لهذا ياسادة ياكرام انتم ومجلسكم واممكم المتحدة غير اهلين للتحقيق الميداني المستقل ولا لاصدار حكم" فالمنافق  والدجال  والكذاب ومن اصبح طابور خامس ايضا "  لا يمكنه من رؤية العلة كي يشخص لها علاج، و لانكم اكثر نفاق من اسيادكم المنافقين في البيت الابيض والحكومات الغربية والعربية !! ان دموع التماسيح التي تذرفونها على حقوق الانسان تمسحونها بحقوق امتيازات النفط !! لقد حولتم جمعيات حقوق الانسان ومنظماتها وفي العالم العربي بشكل خاص الى دكاكين تقدم لكم التقارير والطاعة وترويج ما تريدون  رويدا رويدا  مقابل الاموال  والسفرات والفنادق الفاخرة، لقد بعتم الانسان في العراق وبعتموه في لبنان وبعتموه في افريقيا وفي سوريا حين صمتم على تهريب الاسلحة وسياسة التسليح المحايد!! والذي لم تذكر تقاريركم  كلمة واحدة بحق التسليح للعصابات السلفية المصنعة ,  والمرعية في دولكم التي تمثلونها، ودورها في القمع والانتهاكات!! المحايد يجب ان يقول ان النزاع او الصراع بين الحكومة والمعارضة حين يدفع بقوة المدافع من الخارج فهو انتهاك لسيادة الدول وجريمة بحق  الشعوب  وتهديد لمستقبل البشرية وان الحروب كارثة على الانسان وهي انتهاك  لحقوقه في الامن والسلام حينها فقط يكون مجلسكم  يعبر عن حقوق الانسان، ودون المحايدة تلك فانتم تعبرون عن الطليان ليس الا او حقوق الطرشان!!

لم يصدر منك تقرير في مجزرة حديثة او ما حدث في الفلوجة او غيرها في العراق !! لم يصدر منكم تقريرا محايدا واحد حتى ولو بكلمة واحدة عن دولة هدمت ونهب  ما نهب من تراثها الوطني واحرق الباقي المتبقي!! في مجازر اخرى شملت ابناء الشرق ممن هم في الدرجة الاخيرة من جنس الانسانية في جداول دولكم!!" لان ما يمكلون من ثروات اهم بكثير منهم ومن تطلعاتهم، استغرقت التقارير الدولية اكثر من سنوات فلماذا في حالتنا وحين يريدون استخدامك سلاحا  لتغيير راي الطرش لديهم لا تستغرق ولادة تقاريركم اسابيع  وربما ايام فقط ؟؟ وحين توصلت موفدتكم بان الجماعات الارهابية استخدمت غازات سامة في حلب صمتم وصمت امين جمعيتكم وصمتت غالبية اعضاء مجلس الامن من فرنسا الديمقراطية الى دولة اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض دولة العم سام.

لقد تغافلتم عمدا انتهاك القانون الدولي في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان  وامريكا اللاتينية والعديد من بلدان افريقيا، لقد تغافلتم عمدا تسليح الجماعات الارهابية في سوريا ومدها بمختلف انواع الاسلحة والاموال  وفتح حدود الدول المجاورة لها لا بل اقامة معسكرات لها وتدريبها على يد قوات امريكية وصهيونية وتركية وغيرها من الدول التي تمثلوها، لقد تغافلتم عن  قرارات الاتحاد الاوربي بالتسليح للجماعات الارهابية " وهذا دون ريب  ارهاب دولة " وانتم تعرفون ان هذا خرق لمباديء  وميثاق الامم المتحدة والذي يعد حجر اساس في القانون الدولي !!! فعن اي عهر تتحدثون واي انسان تتباكون !!! ولماذا ايد مجلسكم واممكم المتحدة قرار  قصف الانفصاليين في الكونغو الديمقراطية من " حركة 23 مارس"  وقامت طائرات الامم المتحدة التي استاجرتها من اوكرانيا بالقصف كما جاء في تحديث اخباري لبعثتكم بتاريخ 18-11-2012 ، وهنا تسلحون جماعات ارهابية بكل ما تعنيه الكلمة، وتصمتون عن  انتهاك لحدود دولة عضوا في جمعية الرايات الزرقاء حفظها الله ورعاها لابل وقلقون  عليهم ايضا.

هل السعودية وربيبتها دولة العم سام ، ومن لف لفها، محايدة!!! وتحترم حقوق الانسان ؟؟ وان لم تكن كذلك فلماذا يصمت مجلسكم عنها!! اقول لكم وانا ناشط في هذا المجال انتم ومجلسكم عار على حقوق الانسان، مجلسكم والدول التي يمثلها تشكلون اكبر خطر على وعي الانسان  في بلداننا ، انتم ومجلسكم في كل مره يكون هناك استقرار في بلد وامل بحصول تطور في وعي الناس  تاتون وتقلبون الدنيا راسا على عقب لخدمة مصالحكم ومصالح من يخدمكم في المنطقة!!  صدقنا كثير ولكن حين صرح ممثل الامين العام للامم المتحدة السابق ملكرت واصفا حقوق الانسان بانها " جيده ومعمول بها بشكل مميز  ولها اولوية قصوى"  !! كاني كنت اسمع "الاب القائد" !! يتحدث  !!!   فكيف اصدقكم وانا اقرا التصريحات بصمت الامم المتحدة ومبعوثها على تزوير الانتخابات في العراق !!!!!!!!!! في اكثر من مرة وعن قتل وتهجير الاقليات.

 ان الديمقراطية واحترام حقوق الانسان لا يمكن ان تزرع بل تولد في مجتمعاتها وتحتاج ولادتها الى تربة من الامن والاستقرار والسلام والوعي الذي يؤمن بها!! هذا الاستقرار.. الذي تابون ان يتم لاي بلد الا اذا كان يدار من احد افراد اجهزة مخابرات الدول المتنفذة، لان اسيادكم  يدركون بالاستقرار ستكون هناك عملية سياسية وتطور للوعي وادراك للمصالح  الوطنية فيما بعد ، اي باختصار قيام دولة، وهذا يخيف الدول التي تمثلونها ايها السيدات والسادة!!  تصور حين تزرعون الديمقراطية والشعب بعيد عن ممارستها كما فعلتم في العراق !! فانكم ستبقون عناصركم ودباباتكم ومعسكراتكم قريبة مدى العمر من اجل حماية خدمكم الديمقراطيين الذين زرعتموهم ا!!!! وبهذا فانتم قد سيطرتم على هذا البلد ولم يعد هناك شيء اسمه استقلال وقرار مستقل وسيادة وطنية وامن وطن وثروات وطنية!! هذه هي الايديولجيا التي تعملون عليها منذ سنين وحشدتم كل الطاقات لها الثقافية والاعلامية والعسكرية والاقتصادية  والسياسية  وارخصها الدينية ،  على ارضية مسح تاريخ تلك الشعوب ووعيها واملها ، بطريقة الخطوة خطوة ، كي لا تثير الاحتجاج وانتم الان في فتره الحصاد وكان دور مجالسكم كما الساقي في الحانات.

فترة الحصاد التي عبر عنها محلل اقتصادي دنمركي في تصريح للتفزة الدنمركية بتاريخ 29 7-2011 قائلا (" ان الربيع العربي" وعلى المدى البعيد سيكون جيدا ومفيدا للشركات الدنمركية). علما ان الدنمرك ورغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها والتي انعكست بقوانين عديدة  منها الغاء او تعديل لقوانين الضمان الاجتماعي،  انفقت فقط على القنابل التي استخدمتها   حتى تموز 2011 في الحرب على ليبيا ما يقارب  200 مليون كرون دنمركي  وهو مبلغ ليس بالقليل ، علما انها وحتى تموز 2011  قصفت الاراضي الليبية بخمس قنابل ذكية وما مجمله  687 قنبلة سعر الواحدة منها 290 الف كرون دنمركي، اي ما يعادل 52 الف دولار للقنبلة الواحدة . دون ان يصدر من مجلسكم تقرير او تنديدا او تحذير ؟؟ والسبب ان شيخ الغاز وملك النفط بمجلسكم وراعيهم ارادو ذلك ، فما كان على الاعضاء !!  الا ان تطيع.

تبا لمجلس يضم مشيخة الغاز والنفط ومتنجي الارهاب  ويدافع عن حقوق الانسان ، تبا لمجلس  يصمت عن ما يقوم به الكبار من تدمير وقتل !  ان اردتم حقا احترام حقوق الانسان، ابنوا مجلسكم على منظمات تمثل شعوبها وليس مجلس يمثل الحكومات كي توجه جهودها ضد سياسة مصادرة حقوق الشعوب على يد الدول التي ترعاكم  اليوم واولها دولة العم سام!!! وتبا لمن سول لنفسة ممن يسمى بجمعيات ومنظمات حقوق الانسان لان يكون كبش  ومطية لكم مقابل اموال وسفرات وفنادق، والتي اصبحت منظمات لحقوق السفر اكثر مما تحمل من هموم ذلك الانسان!!  انتم مجلس لتمثيل الكوربوقراطية  بكل ما تعنيه الكلمة وبكل مكوناتها .

29-5-2013

سنابل 

العراق دولة قانون أم دولة طوائف وعشائر؟

 

بداية علينا ان نوضح امراً يعتبر غاية بالاهمية حول مفهومي دولة القانون والديموقراطية ، وهو ان الديموقراطية هي الوليد الشرعي لنظام مؤسساتي محكوم بأطر قانونية وهذا النظام المؤسساتي هو الذي يحدد الحقوق والواجبات والاجراءات داخل المجتمع وأجهزة الدولة الاربع، ومن غير الممكن لأي فرد حتى وان كان على رأس السلطة وتحت اي شرط أو مسمّى التجاوز على اي اجراء قانوني أقرّ من قبل نواب الشعب (البرلمان) أو اي بند من بنود الدستور بأعتباره عقداً سياسياً ينظم العلاقة بين الاطراف السياسية لخدمة شعبها ووطنها وأجتماعياً تتحدد من خلاله شكل العلاقة بين فئات المجتمع المختلفة، ومن غير الممكن الفصل بين هذين العقدين مطلقاً لان الاخلال باحدهما يشبه الى حد بعيد قطع الحبل السري عن الجنين قبل الولادة مما يؤدي الى موته. أما اعتبار التوجه الى صناديق الاقتراع لوحده ودون توفر الشروط اللازمة لانتاج عملية سياسية وتسميتها ديموقراطية فانها تعتبر ضحكاً على الذقون، لماذا؟ لان عدم توفر قوانين وآليات واجراءات تسهل وتصون العملية الانتخابية من الغش والتزوير وسرقة الاصوات وما اليها من مخالفات اخرى، ستجعل من العملية الانتخابية اشبه بأي استفتاء كتلك التي كان ينظمها النظام البعثي الساقط أو غيره من الانظمة الدكتاتورية في بلدان مختلفة، وفي حالة العراق فأن القوى المتحاصصة تعمل جاهدة على جعل الانتخابات كأستفتاء لبقائها وحدها في السلطة دون مشاركة الاخرين. من خلال المقدمة الموجزة اعلاه نستخلص ان الديموقراطية هي سمة ملازمة لدولة اسمها دولة القانون، فهل دولة "القانون" التي تحكم العراق اليوم وتقاتل كي تستمر بالسلطة لدورات قادمة بشخص رئيسها قادرة على، أو استطاعت ان تقدم للعراقيين سياسة واضحة لبناء دولة قانون حقيقية ذات أجهزة  مؤسساتية تعتمد على قوانين وتشريعات تحدد واجبات وحقوق كل مواطن والاجراءات التي تنظم هذه الحقوق والواجبات، أضافة الى معرفة حجم ودور اية مؤسسة من مؤسسات الدولة؟ وهل نجحت في تجاوز مخلفات النظام العشائري الذي حجّمته ثورة 14 تموز خلال فترة حكمها القصير والبعث لسنوات عدة قبل ان يلجأ اليها لاحقا بقوة نتيجة حروبه الكارثية. ومثله مخلفات الصراع الطائفي غير المحسوس لعقود قبل ان يتجلى بصورة واضحة بعد انهيار انتفاضة آذار، والذي تطور الى صراع طائفي واضح المعالم وديني بعد الاحتلال نتج عنه هجرة مئات الالاف من اتباع الديانات غير الاسلام ومقتل الالاف منهم في ظل عجز الدولة عن حمايتهم.

 

دعونا هنا نتجاوز دور الطائفة المركزي كركن اساسي من اركان الحكم في عراق اليوم والذي اثبت فشله الذريع في تعزيز العقدين السياسي والاجتماعي الواجب توفرهما في دولة القانون، ولنركز على الدور العشائري وتغذيته من قبل دولة "القانون"، وانني هنا اعني بدولة "القانون" ذلك التحالف السياسي الذي يقود السلطة اليوم في العراق عملياً، وليس دولة القانون التي نسعى كعراقيين عابرين للطوائف والقوميات تحقيقها عبر وسائل سلمية وديموقراطية بعيدة عن العنف الذي اصبح سمة احزاب السلطة حتى وان حاولت ان تنأى بنفسها عنه.

 

لقد بدأت الازمة الاخيرة غير المنتهية لليوم - أزمة ما بعد الهاشمي - بعد أتهام حماية وزير المالية المستقيل او المقال رافع العيساوي، قبل ان يُتَهَم هو شخصيا بالارهاب وفقا لملفات يمتلكها دوماً السيد المالكي ضد مناوئيه وخصومه السياسيين، والتي يبقيها لحين حاجته اليها دون ان يأخذ بنظر الاعتبار وهو الحارس على أمن البلد والشعب واستقرارهما، الالاف من الضحايا الذين يتساقطون في مدن العراق المختلفة وآخرها ضحايا الاثنين الدامي (اليوم). هذه الازمة التي تطورت نتيجة ضيق افق الفرقاء المتنازعين الى ايصال البلاد الى شفا الحرب الاهلية والطائفية والتي نستطيع رؤية طلائعها بهذه التفجيرات الدموية التي ذهب ويذهب ضحيتها الابرياء ككل مرة.

 

لكن ووفق احد اهم المقربين من السيد رئيس الوزراء وعرّاب فتح القنوات واعادة البعثيين والارهابيين الى الحياة السياسية، فان دماء آلاف الابرياء الذين سقطوا ضحايا لعبة السيد رئيس الوزراء لا تعني شيئاً ما دامت بعيدة عن العرف العشائري! فهذا العرّاب صرح أنه (أبلغ وزير المالية المستقيل رافع العيساوي أن المالكي ليس لديه مشكلة شخصية معه وأن كل ما هو مطلوب منه إنهاء المشاكل التي تتعلق بالحق العام مع من قدموا شكاوى بحقه وكلهم من أبناء الفلوجة عن طريق الدية أو الفصل العشائري). أهكذا يا عرّاب دولة القانون تروى الابل؟

 

انني هنا لا اريد ان افترض بأن رافع العيساوي ارهابي، بل وطبقاً لملفات السيد المالكي فانني اعتبر العيساوي ارهابياً بالفعل والقول والعمل وساهم بشكل مباشر وغير مباشر بممارسة الارهاب منذ العام 2008 وفق تسريبات دولة "القانون"، ومن خلال اعتباري العيساوي ارهابياً سأطرح على عرّاب دولة "القانون" بعض الاسئلة متمنياً الاجابة عليها خدمة للحقيقة ليس الا، على الرغم من معرفتي المسبقة ان الحقيقة في عراق دولة "القانون" والطوائف تعني الكذب والمراوغة بل وحتى القتل لمصالح شخصية وحزبية وفئوية وعلى الضد من مصلحة شعبنا ووطننا.

 

أسئلتي هي، لمّا كان العيساوي ارهابي وقتل المئات ان لم يكن الالاف منذ العام 2008 لليوم وامتدت مساحة ضحاياه لتشمل مساحات واسعة من البلد ومنها على وجه الخصوص العاصمة بغداد، فلماذا حصر عرّاب دولة "القانون" ضحاياه ببعض ابناء الفلوجة فقط مطالباً اياه بدفع الدية او الفصل العشائري لذوي الضحايا؟ وماذا عن بقية الضحايا في المدن الاخرى كالرمادي وبغداد واخرى طالها بلا شك ارهاب العيساوي؟ وماذا عن الحق العام الذي هو من حق المجتمع ممثلاً بالدولة واخلال المجرم - وهو هنا العيساوي - بأمن المجتمع واستقراره وسلامته؟ وهل من يريد بناء دولة قانون يتنازل عن دماء الضحايا الابرياء ان لم تكن لهم عشيرة!؟

 

أن اكبر نكتة في تاريخ السياسة العراقية منذ تأسيس الدولة لليوم هي دولة "القانون" التي وضعت القانون على رف مهمل مقابل قانون العشائر، واستمرار النكتة هذه بالسلطة لفترة طويلة ستجعل العراق هزءا ومسخرة.

 

ضرب البوكسات في البرلمان اقل ضررا من دماء ضحايا الشعب.

 

 

زكي رضا

الدنمارك

27/5/2013

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دخيلك (ساكو)..وصلت للعرس


                                                                              بشرى الهلالي
 
خلال الايام الثلاثة الماضية، عدنا وبجدارة الى المربع (الذهبي) بالنسبة للارهابيين، و(الأول) كما يقول سياسيينا الذين تكرموا علينا، نحن عباد الله الجهلاء بالسياسة، بتعليمنا مصطلحات تليق بسنوات التغيير الكارثي بعد 2003. فخلال هذه الايام الثلاثة سال من الدم مايكفي لملئ مصارف. ولايعني هذا ان الجو السياسي كان ربيعا قبل ذلك، فقد كانت نعمة الانفجارات تهل علينا كل شهر او اسبوع، مرة في اليوم، في الصباح فقط، او في المساء، اما خلال هذه الأيام فقد كان الموت (انفجاريا) كموازنتنا التي من المؤكد انها لم تضع هذا (الضيم) في حسابها للعام 2013، رغم ان حكماء آل حكومتنا كانوا يعلمون بأن ماحدث سيحدث.
لقد سمعتها من أحدهم في لقاء صحفي في مطلع شهر كانون الثاني، هل تصدقون؟ حدثنا هذا السياسي الحكيم (بينا وبينه) بأن الوضع الامني سيسوء في 2013!! (وكاتم في قلبك وساكت؟) كنت اظنه يبالغ او يحاول استعراض عضلاته ليثبت عجز زملاءه من ذوي العقول السياسية الخطرة، لكنه كان جادا. وكما قال شاعر، ان كنت تدري فالمصيبة اعظم.
هل كان الحكيم الخبير في الشؤون الامنية يعلم أيضا ان الخطة صارت لعبة حية ودرج، يوم للاحياء السنية وآخر للاحياء الشيعية، جمعة للحسينات وجوامع الشيعة واخرى لجوامع السنة؟ وعلى العراقيين ان يحمدوا ربهم على التوزيع العادل في الموت، فلماذا يتّهم الارهابيون باثارة الطائفية وهم يوزعون الموت بالتساوي؟ لكن حصة الأحياء السنية بالأمس كانت جرحا وجرما لايغتفر ليس لسبب سوى ان العقول المظلمة من مصاصي الدماء اختارت عرسا في حي الجهاد لتهدي اصحابه سيارة مفخخة، ليصطبغ ثوب العروس الأبيض بنزيف جراحها، ويسقط العشرات بين قتيل وجريح. والغريب ان وسائل الاعلام لم تذكر الخبر في نفس اليوم عند استعراضها لتفجير سوق في الغزالية وغيره، فهل كان انفجار ماراثون بوسطن الذي أقام الدنيا واقعدها أكثر أهمية!
مالذي يريده السياسيون وزعماء الكتل واعضاء البرلمان الذين يتمتعون بعطلتهم الآن بعيدا عن حر العراق ومفخخاته ولياليه المظلمة، بالأمس فقط اكتشف رئيس الوزراء ونوابه ان (الوضع خطير)!! لا بالله؟ حتى الطفل في العراق يصرخ بأن الوضع خطير منذ ستة أشهر تقريبا...
فهل كان خروج رئيس الوزراء علينا مع نوابه (نعمة) ليطالب القوات الامنية بالضرب بيد من حديد؟ لو كانت القوات تضرب بيد من (بلاستك) لربما حققت نتائج أفضل.
وأمام شلال الموت الذي يجرف البسطاء، تمطر علينا خيرات التصريحات والاتهامات والمبادرات، فالكل قادر على الكلام، حتى السماء أمتلأت من صدى تصريحاتهم وكتاباتهم ومبادراتهم، مالذي سيخسرونه، فليطبخوا على شمعة لأجل الفقراء طالما انهم يتلذوون بكل أطايب بلد النفط.
وأمام كل هذا الزيف ينتخي رجل عراقي (لويس ساكو) رئيس الطائفة الكلدانية في العراق والعالم، ليعرض مبادرة لحل الأزمة أمام رئيس الوزراء الذي رحب بالمبادرة كما ذكرت وسائل الاعلام. ومن الواضح ان العراقي (المسيحي) قد (غسل يديه) من مبادرات أصحاب الأزمة ومشعلي الحرائق، فلم يقل (وآني شعلي) كما يفعل الجميع، بل هو يحاول كعراقي أن يصون دماء أبناء شعبه. وبعد ان وصل مسلسل التفجيرات الى حلقة تفخيخ الأعراس لم يتبق لنا الا أن نستنجد بالبطريرك ساكو، فقد يكون أكثر (غيرة) على دم العروس..
الخميس, 30 أيار/مايو 2013 07:26

قصة إرهابي متطرف في بلاد الغرب


                                                                             عماد رسن

الخطوة الأولى: الإحساس بعدم الإنتماء للمجتمع, الشعور بالإغتراب كنتيجة طبيعية للتهميش, البحث عن هوية, البحث عن شخص ما أو مجموعة معينة, أية مجموعة, لتقول له من يكون, إنه بحاجة ليعٌرف نفسه أمام نفسه وليعٌرف نفسه أمام الآخرين فهم الذين سيعطونه الإحساس بالكينونة والشعور بأنه موجود.

الخطوة الثانية: بطريقة وبأخرى, يلتقي بمجموعة من المهمشين في نفس المكان الذي يعيش فيه, يحملون نفس القصة التي يحملها فيشعر بأنه ليس مختلف عنهم, فهم يستطيعون أن يفهموا مشاعره بالتحديد. يقولون له أنت منا وما عليك إلا أن تفعل ما نفعل لتستمر في البقاء معنا. نعم, أنهم يقولون له من هو وما معنى أن يكون موجودا ً.

الخطوة الثالثة: هل نحن مختلفون عن الآخرين؟ هكذا يسألهم بعد أن أصبح واحد منهم. كلا, هم المختلفون أما نحن فطبيعيون لأن الله أراد منا أن نكون طبيعين, أن الله معنا لأنه مع الفقراء والمهمشين مثلنا, ولنا أيضا ً أخوة في كل دول العالم, أما أولئك الأغنياء فقد غضب الله عليهم, يعتقدون بأن تلك الأرض التي نسكن بها نحن وهم ملك لهم لكنهم لايعلمون بأن الله وهبها للجميع ونحن نشترك بها معهم. هكذا كانوا يجيبوه عن سؤاله.

الخطوة الرابعة: أن أولئك الذين يختلفون عنا يريدون الموت لنا لأنهم يعتقدون بأننا عالة عليهم, يريدون محونا من الأرض لأنهم يعتقدون بأننا لاننتمي لدينهم. وما يمنع وقد فعلوها من قبل, لقد قتلوا أخوانا ً لنا في بلدان كثيرة كأفغانستان والعراق والصومال, فقد حذرنا الله منهم قبل أكثر من ألف عام. أنهم يسرقون ثرواتنا ويعيشون بها كالمترفين ويتصدقون علينا بالفتات, أنهم يريدون القضاء علينا لأننا نذكرهم بجرائمهم التي أقترفوها بحقنا ولأننا من دين مختلف عنهم, فدينهم يسمح لهم بقتلنا ونفينا, ولهذا السبب أنهم يظلموننا ولايعطونا أعمالا ً ويميزوننا بالمعاملة. أنهم بالفعل أعدائنا!

الخطوة الخامسة: بما أن أولئك من بقية المجتمع أعدائنا فعلينا إذا ً الإحتراس منهم, علينا أن نحذرهم فهم يتربصون بنا, بل علينا الحد من خطورتهم ببضع حركات احترازية وأن لانفوت الفرصة بالقضاء عليهم لأنهم قد بدؤوا ذلك في بلادنا البعيدة. لاتفوت الفرصة بالقضاء على أحدهم لأنه مجرم بطبيعته يحاول قتلنا فعلينا البدء بالقتل لأن ذلك من شيمة الرجال ومايرضي الله ورسوله. نعم, ستدخل الجنة بقتلك عدو للمسلمين المهمشين. لقد كان المسلمون قبل يقتلون دفاعا ً عن دينهم وهويتهم وأعراضهم وشرفهم فماذا تنتظر نحن وقد أنتهكت أعراضنا ونسائنا في العراق وأفغانستان.

الخطوة السادسة: أن الكفار في جهنم أجمعين, فالنعجل بإدخالهم إلى جهنم لأنهم يحرموننا من العيش بسلام وهم الذين بدؤو بالقتل. ليس القتل فحسب, بل القتل والتنكيل بمن يقتل ليكون عبرة للذين تسول لهم أنفسهم بالمساس بنا. عليهم أن يعرفوا بأننا جإناهم بالذبح خدمة لديننا الذين دافعوا عنه رجال بالذبح وقطع الرؤوس قبل أكثر من ألف عام. جإناهم بالموت لأنه الوحيد الذي يستحقونه, أما نحن, فلاوجود لنا إلا بذهابهم ورحيلهم, فلاتجتمع الجنة والنار على الأرض الواحدة, فنحن المكلفون من قبل الله بأبادتهم بذنبهم الذي أقترفوه بحق أنفسهم, فهم من قتلوا أنفسهم وما نحن إلا أدواة بيد الله, وماعلينا إلا الإيغال بالقتل ليعلموا بأننا أقوياء ولسنا ضعفاء, فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.

نعم, هذه الخطوات التي مر بها قاتل الجندي البريطاني وسط لندن. لقد تحدث وبشكل مقتضب عن دوافع جريمته بشريط صور بأقل من دقيقة بينما كانت يديه ملطخة بالدماء مع ساطور حاد قام به بذبح المجني عليه. بأقل من دقيقة, أفصح القاتل عن تلك المراحل التي ذكرتها والتي لايمكن المرور بها إلا بتوفر الظروف الموضوعية لوجودها. فقد ركز الجاني على كلمة أنتم ونحن, في أشارة بأنه لاينتمي لذلك المجتمع الذي وصفه بالقاتل, ووصف نفسه وأتباعه بالمسلمين كناية بأن الآخرين من المجتمع من الكفار. وقال أنكم تقتلون منا كل يوم في كناية بأنكم أعداء لنا. وقال بأنكم لن تكونوا بأمان, وهو الذي لم يهرب بعد فعلته وضل يلوح بساطاوره عشرين دقيقة ليثير الرعب في نفوس من يعتقد بأنهم أعدائه وهو يريد أن يبعث لهم رسالة بأن ليس لديه وأتباعه المسلمين غير القتل لهذا المجتمع.

أذن, القصة تبدأ من التهميش والشعور بالإغتراب, ثم البحث في التطرف عن الهوية, ثم الشعور بالإنتماء للتطرف من جهة والإختلاف من جهة أخرى, ثم يتطور هذا الأختلاف ليتحول إلى عداء تحت ظروف معينة, ثم يتحول هذا العداء إلى فعل الإلغاء والنفي للآخر المختلف لتثبيت الهوية التي ينتمي إليها القاتل, وللإنتقام تحت ذرائع وتبريرات غيبية مرتبطة بفهم ضيق جدا ً للدين, ثم تأتي عملية التصفية الجسدية لتبلغ مرحلة الإلغاء ذروتها بنفي الآخر فيزيائيا, ليس هذا فحسب, بل الرقص على جثة المقتول والتمثيل بها كناية وتعبيرا ً عن نشوة النصر والظفر بالجنة, ولإيصال رسالة مرعبة للباقين المنتظرين بالدور أيضا ً. فالدماء التي كانت تخضب يدي الضحية لها رسالة واضحة للمشاهد وهي أن الموت هو سلاحنا.

بالرغم من أن ليس كل المهمشين يمرون بنفس المراحل, فمنهم من يتوقف في وسطها ومنهم من يختار مراحل من نوع مختلف, أما القاتل فقد أستغرق أكثر من عشر سنين  للوصول للمرحلة الأخيرة. أن قصة هذا الإرهابي الذي أقترف تلك الجريمة في وسط لندن تتكرر كل يوم كل ساعة في شوارعنا على شكل سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة تحملها عقول فارغة تشعر بالتهميش والأقصاء والكراهية الجارفة كالسيل فأين الدولة ومؤسساتها المدنية, أين المثقفين والأكاديمين, أين السياسيين, أين رجال الدين الذين يدعون للتسامح, أين رجال الأمن بأجهزتهم المتطورة. أنه فشل ذريع لكل أولئك, لأنه مر بكل تلك المراحل من دون أن يلاحظ أحد, أو ربما أن هذا الفشل مطلوب لبعض السياسيين والمتطرفين أيضا ً الذين يعيشون على الفشل وما أكثرهم.

عماد رسن


 

الثلاثاء، 28 مايو 2013

الحمير .. من قال ان الحمير تبقى صامته؟؟ ربما هذا فقط في شرقنا المتوسط

نقلا عن جريدة بورس الهنكارية ، نشر في  اخبار الدنمرك القناة الثانية tv2  بتاريخ  17-6-2013  خبرا مفاده ، بان حمارين هاجما رجل بعمر 55 عاما وقتلاه عظا، وقد وضعت السلطات الحمارين في العزل. الدكتور البيطري قال ان الحمارين غضبا لانهما رايا  ان الرجل دخل المنطقة المخصصة لهما.

وعلى العكس من ذلك فقد شهدت المنطقة العربية خلال الثلاث شهور الاخيرة مقتل ما لايقل عن تسعة اشخاص وجرح اكثر من 15 عشر بسب نزاعات بين الجيران   سببها دخول حمير لمزارع البعض منهم.  ففي اليمن السعيد قتل ما يقارب 8 اشخاص وجرح 15  قبل مدة ليست بالقصيره بسبب طرد فلاح لحمار جاره الذي دخل مزرعته!! وفي مصرفي محافظة المينا قتل جار جاره طعنا لدخول حمار المغدور لمزرعة القاتل!!!!!!!!!! فهل خصلة   الهيجان ذاتها لدى الحمار والانسان !! وان كانت كذلك.... لماذا نكثر بالشتائم لابو صابر... ياترى!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا

التقمص


لازلنا نتقمص حال الغير وشكل الاخر  ونبذل كل ما بوسعنا كي تكون بشرتنا السمراء بيضاء ومشيتنا كما تمشي ويمشي نجوم هوليود... وملابسنا تشبههم على الرغم من اختلاف الاجواء والعواصف الترابية والشوارع  ناهيك عن عيون البشر..

لازلنا  نتغزل في الكلمات ونرددها  لكن هذا الغزل لا يعني الحب والترديد لا يعني الفهم  والابشع من الاولى والثانية  انها لا تعني القناعة التي نراها بالفعل  وعلمها احترام الراي الاخر .................. فلماذا نلوم الدكتاتور  على كرسيه... والمسؤول على منصبه ................. اكل هذا ايضا من الغزل والتقمص ....
أنا

نحو تأسيس المنتدى اجتماعي عراقي


 

عبر حوار ديمقراطي واسع وعميق للأفكار ولمجمل الاوضاع التي يمر بها بلدنا، وتتويجا للمساهمات العراقية في حركة المنتدى الاجتماعي العالمي منذ تأسيسه في البرازيل عام 2001، وحتى الان، وامتدادا مشروعا لحركات العدالة الاجتماعية في العراق، اتفق الشركاء العراقيين للعمل على تأسيس المنتدى الاجتماعي العراقي كفضاء مفتوح للحركات والمنظمات والأفراد المؤمنين بمبدأ العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان بمفهومها العالمي وبشقيها (السياسي – المدني، والاجتماعي- الاقتصادي- الثقافي) وبعد اجتماعات عديدة تم تشكيل لجنة تحضيرية استطاعت ان تضع ميثاق للمنتدى الاجتماعي العراقي ورسم خارطة طريق نحو انطلاقه، كما يمكن لنا تعريف المنتدى الاجتماعي العراقي الذي نسعى لتأسيسه كما يلي:

تعريف المنتدى الاجتماعي العراقي:

هو فضاء مفتوح وواسع للحوار الديمقراطي لمناقشة الأفكار وصياغة المقترحات وتبادل الخبرات وتفاعل الحركات الاجتماعية والشبكات والمنظمات غير الحكومية و مكوّنات المجتمع المدني الأخرى، ويتميّز بالتعددية والتنوع وهو كذلك فعالية غير ديني او حزبي او حكومي ويعمل على تسهيل التفاعل والتشبيك غير الممركز ما بين المنظمات والجمعيات والحركات الملتزمة محليا ودوليا، واتخاذ الإجراءات الملموسة والمقترحات التي من شأنها بناء عالم آخر، ويرفع شعار:

"عراق آخر ممكن.. عراق السلام وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية"

يشارك فيه جميع الذين يعملون من أجل أن يكون العراق دولة مدنية، واضحة الهوية وغير ملتبسة، عراق تضمن فيه التعددية حرية الدين والفكر والمعتقد، ووفقا لمبدأ المساواة وعدم التمييز حسب الجنس او اللون او الانتماء العرقي أو الطائفي، ودولة يشيع فيها مبدأ حرية الفرد والمنفعة العامة والعدالة الاجتماعية حقيقة معمول بها وليس مجرد شعارات للمتاجرة، اذن سيكون بمثابة مشروع مشترك يشارك فيه:

·        الحركات الاجتماعية ا لعراقية.

·        النقابات والاتحادات المهنية.

·        منظمات المجتمع المدني.

·        نشطاء وناشطات من اجل العدالة الاجتماعية.

·        المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

الأسباب الموجبة لتأسيس هذا المنتدى:

في ظل تطورات عالمية، منها: أزمة اقتصادية عالمية وتداعياتها، وربيع عربي تشهده البلدان العربية، وفي ظل تحديات اقليمية منها المياه وحماية الحدود وعدم التدخل في شؤون العراق، وتحديات داخلية متسارعة نعيشها في العراق أهمها:

1.  التأزم السياسي، والتباس في هوية الدولة العراقية، ومشهد تطغى عليه مظاهر الخلاف من أجل السلطة وعدم الاهتمام الكاف بالحوار والتشارك والتعاون من أجل ايجاد حلول للمشاكل العالقة، وفي ظل عجز واضح لإنهاء صفحة العنف والإرهاب التي يدفع العراقيون ثمنها غاليا.

2.  في ظل انتشار البطالة والفقر، وتعاظم مشاكل الخدمات والبنى الأساسية ومنها الكهرباء والصحة والتعليم، وعدم تكافؤ الفرص.

3.  تزايد مستمر في حجم الموازنة، يقابلها عجز في تحقيق انجازات ملموسة للمواطن العراقي وعجز في الوصول الى تنمية حقيقية، بسبب الأزمة السياسية والصراع على السلطة والمال والنفوذ، والمحاصصة الطائفية والفساد الاداري والمالي وأمراض ترهل الجهاز الحكومي والبطالة المقنعة.

4.  التداخل بين عمل السلطات والتشكيك باستقلالية القضاء، ومع ايماننا الكامل بمبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ العدالة وسيادة القانون وعدم الافلات من العقاب مع احترام المعايير الدولية المتعلقة بالمحاكمات العادلة، ولكن في الوقت نفسه يجب احترام مبدأ استقلالية القضاء وعدم تسيسه أو التشكيك باستقلاليته.

5.  في ظل ضعف سيادة القانون والتشريعات مقارنة مع المواثيق والاتفاقيات الدولية، يقابلها الاستمرار بانتهاكات حقوق الانسان وانتهاك الحريات الصحفية.

وبعد كل ما ذكر أعلاه نسعى لأن يكون المنتدى الاجتماعي العراقي عاملا فاعلا يعطي دفعة قوية للحراك المدني، والذي يهدف الى الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وأن يكون اعلانا لخيار الدولة المدنية الديمقراطية، ونحن هنا لسنا بصدد اعلان شبكة أو تحالف بقدر ما نعلن ونوفر مساحة مفتوحة للنقاش والحوار لكل من يشاركنا القيم والمفاهيم معا، حيث نساهم جميعنا في العمل بشكل افقي ومتساو على انجاز خيارات بديلة للسيناريو المرهق الذي نعيشه اليوم.

المحاور المقترحة للنقاش في المنتدى الاجتماعي العراقي 2013

نعتقد ان المشاكل التي يعاني منها العراق حاليا ومن الضروري مناقشتها في المنتدى الاجتماعي العراقي حيث ان لها اهمية خاصة حاليا هي:

اولا : بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

ثانيا : الحملات التضامنية الدولية (حملة حرية الرأي والتعبير، حملة انقاذ نهر دجلة، الشركات الأمنية في العراق).

ثالثا: الأقليات في العراق والمشكلات القومية.

رابعا: التوزيع العادل للثروات وتحقيق العدالة الاجتماعية

خامسا: الاتحادات العمالية والنقابات المهنية والجمعيات الفلاحية.

سادسا: واقع المرأة والشباب والطفولة (التحديات والحلول والافاق).

سابعا: الواقع (الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي).

ثامنا: اللاعنف كوسيلة للتغيير الاجتماعي والسياسي في العراق.

لذلك وباسم اللجنة التحضيرية للمنتدى الاجتماعي العراقي ندعوكم للمشاركة والمساهمة الفاعلة في انجاح هذا الحدث العراقي المهم والذي فيه خدمة للعراق والعراقيين.

اللجنة التحضيرية للمنتدى الاجتماعي العراقي 

 

لمزيد من المعلومات والتواصل: