الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

مجزرة بشت اشان، عن لسان شاهد حي !


                 

 


                    
 

                                        (مصطفى حسن كه وره – اذار 1983)

 

من اعداد ـ شه مال عادل سليم

ترجمة ـ شيرزاد شير

 

ليس من السهل تصديق كل ما يروى عن احداث ووقائع وروايات، ولكن حينما يرويها شخص عايشها او شَهِدها بأم عينيه، لا تقوى على عدم تصديقه، فيمكنك بأمانة تدوين كلامه للتأريخ!

نعم، فنحن والى يومنا هذا لم نسمع شيئا عن "كارثة بشت أشان الاجرامية" سوى ما يرويه قادة وانصار الحزب الشيوعي العراقي، وجرى في مناسبات عديدة تسلیط الضوء عليها وعلى تفاصيلها كثيرا وتقييمها بهذا الشكل او هذاك..!
بكلمة اخرى، جرى تغطية تلك الأحداث المأساوية من جانب واحد فقط وهو المعتدی علیە، وفي اطار حلقة محدودة ومغلقة، اي بين الانصار الشيوعيين وقادة الحزب واهل وذوي الضحايا وحدهم...
!

ولكن هذه المرة، وفي سابقة غير مألوفة ومختلفة كليا عما معروف، يستجيب "البيشمركة السابق للأتحاد الوطني الکوردستاني، الأخ مصطفى حسن كه وره" مشكورا لدعوتنا له، وبكل نبل وصدق لإعطائنا صورة حية من مشاهداته لما جرى في  مجزرة بشت أشان، حینما هاجمت قوات تابعة للأتحاد الوطني الکوردستاني وبشکل مباغت في ١ آیار ١٩٨٣ مقرات تابعة للحزب الشيوعي العراقي في قری بشت أشان وقرناقۆ الجبلیة مرتکبة جرائم حرب بقتل الأسری وعلی الهویة العربیة. عسى ولعلّ ان يحذوا اخرون حذو جرأة الأخ مصطفى حسن كه وره، لكسر حاجز الصمت وكشف الحقائق وازالة الضباب عن تفاصيلها، لإسدال الستار على صفحاتها الدامية ووضع النقاط على الحروف، ولكي تندمل جراحها التي لازالت اثارها بادية على جسد الحزب الشيوعي ومسيرته النضالية...!

جدير بالذكر هنا ان الأخ "مصطفى حسن كه وره" هو كاتب وناشط في مجال "تعريف العالم بجريمة حلبجة والابادة الجماعية " الجينوسايد" والأنفال السيئة الصيت"، وان هذا اللقاء معه قد تم تسجيله علي شريط، محفوظ حاليا في ارشيف رابطة الآنصار الشيوعيين، كشهادة وملاحظات حية ومصارحة شجاعة، تنم عن شعور عال بالمسؤولية لشخص شارك فعليا في احداثها وفي حرب الاقتتال المنبوذة، كونه من بيشمركة القاطع الثالث للأتحاد الوطني الکوردستاني، منتهزا هذه الفرصة لكي يقدم اعتذاره الشديد لعوائل وذوي الشهداء..!

اجرى اللقاء/شمال عادل سليم

* شه مال عادل سليم:
اهلا ومرحبا بك اخ مصطفى حسن كه وره ...! لقد اشرت في احدى كتاباتك الى ان معركة "بشت آشان" يمكن اعتبارها من اكبر معارك الاقتتال الداخلي في فترة الكفاح المسلح، قياسا بعدد ضحاياها...! فهل بالامكان توضيح ذلك والحديث عن هذه الكارثة الدموية بإسهاب، لكونك احد المشاركين فيها وشاهد حي على جزء غير قليل من احداثها؟


- مصطفى حسن كه وره
: جزيل الشكر لكم على اتاحتي لهذه الفرصة، سأحاول ان اتحدث عن الكارثة بكل صراحة وامان، كشاهد لها ومشارك في احداثها، لأننا جميعا نعرف بأن "بشت آشان" هي حقبة تأريخية مريرة ويجب ان تدوّن بكل صدق، للتعرف عليها عن قرب، ولكي لا تتكرر هكذا مآسي ثانية..!
وهنا لابد من الاشارة الى انني سوف اعتمد في حديثي هذا على مذكراتي الشخصية كبيشمركة في تلك الفترة، تلك المذكرات التي تحتوي على مشاهداتي للوقائع عند حدوثها..!
لأعود الى صلب الموضوع واجيب على سوألكم!
 كان ذلك في ربيع عام 1983، وكنت حينئذ بيشمركه في القاطع الثالث لأوك في منطقة ورتي، وكان عمري 21 عاما... في 18 نيسان من نفس السنة، توجهنا "انا والأخ ابراهيم جلال والشهيد مصطفى سلطانه يي والأخ اسماعي ورتي" من مقر القاطع بإتجاه وادي خانقا..! وعند وصولنا الى هناك التقينا بعدد من المسؤولين والاصدقاء والمؤازرين، منهم امر الفرقة 12 في منطقة سوران، الشهيد حسن كويستاني، والأخ قادر خبات، امر الفرقة 74 في منطقة بالك..! وزرنا بعض الاماكن ومررنا ببعض المناطق، ومن ثم عدنا الى مقر الفصيل التنظيمي في جومان!  

وهنا، واقولها بكل صراحة، بأن هذه الزيارات واللقاءات والجدالات الحامية بين مسؤول فصيل التنظيم في جومان والأخ ابراهيم جلال قد خلقت لدي، انا البيشمركه الجديد والقليل الخبرة تساؤلات وملاحظات جدية كثيرة، حيث اصبحت شاهدا لأحاديث حامية وانتقادات تم توجيهها مباشرة للأخ ابراهيم جلال.. وللتأريخ اقول، لابد لي هنا ان اشير الى كلام مسؤول تنظيم جومان، الذي كان يتحدث بحرقة قلب ويقول – نحن اعضاء عصبة الكادحين تربينا في تنظيمات المدينة على مبادئ سامية واسس سليمة في النظام داخلي، تختلف كليا كالأرض والسماء عما نشاهده في الجبل، وكأننا في عالم اخر...!!
وكان النقاش يزداد توترا وشدة شيئا فشيئا ووجهات النظر تتباين والانتقادات تتضاعف، ولتجنب سماعنا نحن البيشمركة البسطاء لما يقال اتفق الطرفان على الانتقال الى غرفة اخرى لتكملة الحديث! وهكذا بقينا تلك الليلة هناك!
واود ان اضيف هنا بأنني ولأول مرة احسست بأن هناك تذمر لدى البعض ممن هم في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني او من المحسوبين عليهم، وهم يعلنون عن ذلك صراحة وينتقدون سياسة حزبهم بكل جرأة! 

وفي اليوم التالي زرنا بعض الاماكن الأخرى، وفي الطريق ونحن عائدين الى "ورتي" سألت الأخ ابراهيم جلال عن الهدف من زياراتنا هذه..؟ في الجواب ذكر لي الأخ ابراهيم جلال بكل صراحة – "في الأيام المقبلة ستكون هذه المنطقة مسرحا لمعارك شرسة، ولكن لا تقل لأحد...!!!؟" وهذا يؤكد بجلاء ان "قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني كانت قد خططت للحرب سلفا"!!

ان هذه المعلومة، بالاضافة الى انها كانت جديدة علي، تركت لدي تساؤلات عديدة، ولكني فضلت السكوت وعدم الاستفسار عن شيء....!

كانت اصوات طبول الحرب تقترب منا رويدا رويدا، فتقرر بتأريخ 26 نيسان ثانية ان نتوجه الى وادي خانقا..
وفي 28 نيسان وصلنا نبأ استيلاء بيشمركة جود والحزب الشيوعي العراقي على مقر القاطع "الرابع" في منطقة باليسان، ما لم نكن حقا نتوقعه، فخلق لدينا حالة من القلق والامتعاض..! وحسب معلوماتي، لحين الاستيلاء على مقر القاطع الرابع في باليسان لم يكن اوك قد قرر بعد القتال ضد بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي!
ولتأكيد هذه الحقيقة، كان بإمكان بيشمركة الحزب الشيوعي وحدهم التحرك بسهولة وحرية في مناطق سيطرة اوك ووادي خانقا والمناطق الأخرى، بعكس مسلحي الأطراف الأخرى، الذين كان يجري تجريدهم من السلاح فورا..!

بتأريخ 27 نيسان توقف جهاز الارسال اللاسلكي التابع للقاطع الثالث، وكما ذكرنا تم الاستيلاء في اليوم التالي على مقر القاطع الرابع، مما تسبب في انقطاع الاتصال بين هذين القاطعين ومقر قيادة اوك..!
وحينئذ علمنا بأن قوة كبيرة قد تحركت من مقر القيادة بإتجاه "جبل قنديل ووادي قلاتوكان ورزكه واشقولكه" لضرب قوات "حشع وباسوك وسوشياليست"..
وعندئذ طلب الأخ "ابراهيم جلال" من شقيقي الشهيد "محمد حسن كه وره" التوجه سريعا الى مقر القيادة لجلب جهاز لاسلكي اخر، لمعاودة الاتصالات مع القواطع الأخرى..!
ولتنفيذ هذه المهمة سلكنا "انا واخى الشهيد محمد وابن عمي الشهيد حسن" طريق "وادي بلينكان"، وبسبب المرض اضطررت انا ان ابقى في "قرية دولي"، اما اخي وابن عمي فقد واصلوا المسير عبر "دربند رانية ودشت بوسكين وبه سته ستين" للوصول الى مقر القيادة والالتقاء بملازم عمر لذلك الغرض..! يجدر الاشارة هنا الى ان القوة التي كانت قد تحركت بإتجاه " بشت آشان"، تعرضت في طريقها الى قصف مدفعي من جانب قطعات جيش البعث في منطقة قلاتوكان، مما ادى الى استشهاد عدد من البيشمركة وتدمير جهاز الارسال الذي كان معهم..! ولذا، قررت القيادة بدلا عن تزويد القاطع الثالث بالجهاز، ارساله بيد اخي الشهيد محمد الى الأخ نوشيروان مصطفى، الذي كان يقود القوة..

يجدر الذكر هنا بأن اخي الشهيد "محمد" كان حينئذ امرا لفصيل وكان نشطا وذكيا في الكثير من المجالات ولكنه كان معاديا لإقتتال الاخوة، وقد سبق ان  قال ل "ملازم عمر" بأنه سينفذ الأمر ولكنه سوف لن يشارك بأي شكل من الأشكال في القتال، مشيرا الى انه، لم يلتحق بالحركة لكي يقتل البيشمركة..!!
واود ان اذكر هنا بأن احدى افضل صفات اخي الشهيد كانت بالذات معاداته للإقتتال الداخلي، وكان يكرر بإستمرار انه سوف لن يقاتل البيشمركة، وانه قد التحق لمقاتلة الجحوش والبعثيين...!
وعودة لحديثنا اقول، هذا وان اذاعة صوت الشعب الكوردستاني (التابعة
للاتحاد الوطني الكوردستاني) كانت قد اذاعت برقية، واعادتها لعدة مرات قائلة – (على كل البيشمركة المرافقين للرفيق "محمد حسن كه وره" العودة الى مقرهم)، وانا مع سماعي للنداء التحقت سريعا بمقر القاطع في قرية "ورتي"...! مع وصولي الى هناك لاحظت ان المقر مهجور ولم اجد اثرا هناك، وسألت احدا عن السبب!؟
فعرفت بأن المقر ولغرض قيادة العمليات قد تم نقله الى "وادي خانقا"، ونحن بدورنا توجهنا في الصباح الى هناك!

كانت المعارك تشتد من يوم لأخر و تستعرّ اكثر فأكثر وباتت اكثر دموية... فقد هجمت قوات القيادة بإدارة الأخ "نوشيروان مصطفى" من جانب وفرق القاطع الثالث من جانب اخر على بشت أشان...! فالقوة القادمة من القيادة وبقيادة "كاك نوشيروان" من طرف، وفرق القاطع الثالث من الطرف الاخر كانت قد هَجُمت على بشت أشان... وهنا لا بد لي وللتأريخ ان اقول، بأن فرق القاطع الثالث لم تواجه قتالا شديدا، وان معظم الأسرى كانوا قد وقعوا في قبضتهم، بعكس قوة القيادة التي كانت تضم بيشمركة كرميان وبشدر وكويسنجق، الذين كانوا حاقدين فعلا وجاءوا للثأر والانتقام!!!
وفي 4 آيار وصلنا خبر وقوع قوة تابعة لنا في منطقة "زينوي سران" الواقعة بين جبلي هندرين وكاروخ في طوق لقوات "الحزب الشيوعي وزحمتكيشان"، وللوصول الى هذه القوة توجهنا (انا وسيد احمد وشورش كويي) وعدد اخر من بيشمركة القاطع الثالث بإتجاه قرية "
درگەڵە" الواقعة خلف "زينوي سران"... وعند صعودنا السفح الى هناك تعرّضنا مرات عديدة الى رشقات نارية، مما اجبرنا على التراجع والعودة الى الوراء..!

 وبعد ذلك، وصلتنا من القاطع قوة يقودها "الأخ فؤاد جلبي"لنفس الغرض وتم تزويدنا بقطعة قماش بيضاء لربطها على الكتف بغية التمييز عن القوات الأخرى، وبعد اجراء الاتصال بقواتنا تمكنّنا من تحديد مكانهم في منطقة "زينوي سران"!

فبعد قتال ومقاومة شديدة وصلنا ولحسن الحظ سالمين الى قواتنا، الذين واصلوا القتال منذ الصباح ورفضوا الاستسلام رغم نفاذ الطعام والعتاد..! ولذا تقرر ان نعود انا و أحد البيشمركة الى قرية درگەڵە لجلب المؤونة والماء والعتاد، والتهيوء للقتال فيما بعد..!

وبعد ليلة قاسية ومريرة وصلنا في الصباح الى قرية درگەڵە واستقلينا سيارة نحو القاطع، وهناك التقينا ب "سيد مجيد"، فأبلغته بتحيات وطلب الأخ فؤاد للسلاح والعتاد والمؤونة...! وفي عضون ساعة واحدة تم تهيئة ما هو مطلوب وسُلِّم الينا...!
وبسبب التعب والارهاق قررت ان لا اعود الى هناك، فكلِّف بيشمركة اخر لإيصال المؤونة والعتاد الى زينوي سران! وبعد راحة قصيرة عدت الى قرية درگەڵە وبقيت هناك في الانتظار! وفي تلك الحين كانت تردنا بإستمرار انباء القتال والاستيلاء على مقر قيادة الحزب الشيوعي واماكن اخرى...!

وعلمنا بتأريخ 06 أيار بنبأ أسر "احمد باني خيلاني"، ومن ثم اسر "قادر رشيد"... وقُبيل ذلك كان قد وصلنا نبأ اسر "كريم احمد"..!!!
خلال هذه الأثناء كانت وحدات قواتنا تعود الى مقر القاطع شيئا فشيئا، وبصحبة اعداد من الأسرى... وفي فترة وجيزة تجمّع في هذه المنطقة اكثر من الفي بيشمركة، وعدد الأسرى كان يتزايد بإضطراد..!

وبعد يوم من من هذا التوتر والزحام طُلب مني ان اتوجه الى "فصيل التنظيم" لجلب الأسرى، وعند وصولي الى هناك التقيت "اربع فتيات شيوعيات"، احداهن كانت ترتدي معطف وسروال خاكي وصدرها مدمي، فترك ذلك اثرا قويا لديّ...! اردت ان اسألهن، ولكن جوبهت بحِقد وحدّية  ونظرات تنم عن الكراهية لم تترك لي اي مجال للسؤال..!!! وعندما قُدّم لهن الشاي، رفضن الشرب تماما!
اقتربت منهن وقلت: جئت لكي ارافقكن، فقلن نعلم! وشعرت حينئذ بخجل لا يوصف، فأخفيت وجهي وهذا المنظر المؤلم جدا بدأ يتراقص امامي، وتوجهت احداهن لي بمايلي:

ان ما تراه من دم على صدرها هو لخطيبها الشهيد وهي سبق ان فقدت كل اهلها اخيرا...!!!

وهكذا تم تجميع الأسرى وقد بلغ عددهم اكثر من 40 اسيرا وبدأنا السير نحو قرية ورتي... وفي الطريق حاولت كثيرا ان اتحدث اليهم، ولكن من دون جدوى، بل انهم كانوا يشتمون بإستمرار...
فقلت لأحد البيشمركة السوشياليست: صحيح إنّي من بيشمركة اوك ولكني مستاء جدا مما جرى من قتال، ولكن ما باليد حيلة ولا يمكنني ان اعمل شيئا..! فأجابني،( ان ما فعلتموه لم يفعله البعث بنا ) ..!!!

وفي الصباح عدت ثانية الى خانقاه، وبعد يوم او يومين وصلنا عدد من اسرى قيادة الحزب الشيوعي، ومن ضمنهم (قادر رشيد واحمد باني خيلان وكريم احمد)... ولكن تمت معاملتهم معاملة خاصة، كتقديم الأكل الخاص وقناني البيبسي لهم! وبصراحة اقول بإني قد تأثرت كثيرا  والّمني ذلك حقا..! فقلت لذاتي: لماذا هكذا..؟؟ خدمة خاصة لأسرى القيادة، ولا شيء للبيشمركة البسطاء ..!؟

وفي 7 ايار تجمّعت كل القوات المشتركة في القاطع، فزار الأخ نوشيروان اعضاء قيادة الحزب الشيوعي الأسرى، الذين وضعوا في غرفة حجز خاصة في القاطع، وبعد لقاء طويل معهم تم الإفراج عنهم، وبعد فترة اخرى اطلق سراح كافة الأسرى....!!

*شه مال عادل سليم: هل تعتقد بأن حيادية الحزب الشيوعي وعدم المشاركة في الهجوم الثلاثي لجبهة "جود" على مقر القاطع الرابع لاوك في باليسان بتأريخ 1983.04.28 كانت ستمنع ما جرى في بشت أشان..؟؟؟

مصطفى حسن كه وره: اعتقد بأن ذلك كان سيخفف من حدة التوتر وسفك الدماء بهذا الشكل، ولكن اشتراك الحزب الشيوعي في هجوم "جود" على مقر القاطع الرابع، كان كصب الزيت على النار، مما ضاعف الحقد عليه و تأثرنا به كثيرا..!!! لأنه وكما ذكرت قبل قليل، فإن اوك لم يكن قد اتخذ بعد قرارا بالقتال ضد الحزب الشيوعي، الاّ بعد الاستيلاء على مقر القاطع الرابع في باليسان..! وللتأكيد على ذلك اقول، كان يسمح فقط للبيشمركة الشيوعيين الذهاب الى وادي خانقاه والتجول في كل المناطق الأخرى، بعكس الأطراف الأخرى الذين كان يجري تجريدهم من السلاح فورا، وكما تطرقت الى ذلك سابقا..!

*شه مال عادل سليم: من اين لك هذه الصورة شخصية لهذا النصير الشيوعي واين وقعت بين يديك؟

مصطفى حسن كه وره: نعم وكما يعلم الجميع فإن عدد الضحايا كان كبيرا بحيث ان "حليجة" او حقيبة ظهر من الصور والهويات الشخصية والجوازات والوثائق المختلفة، التي بلغت 173 وثيقة، بقيت لدي لعدة ايام، وبعد تسجيلها في قائمة خاصة سلّمتها الى مقر القاطع...
وبعد توقف القتال في بشت اشان، حصل بيشمركة كرميان وكويه، الذين اشتركوا في القتال ثأرا وانتقاما لمقتل كل من "شمال وسرباز" في سهل كويه ومشاركة الشيوعيين في الهجوم الثلاثي لقوات جبهة جود على مقر القاطع الرابع لأوك، حصلوا على الكثير من الوثائق والصور والهويات والأوراق، وكانوا يتداولونها فيما بينهم عند مجيئهم الى القاطع...
وعند اطلاعي عليها، كنت اجمع الصور والمذكرات واحتفظ بها عندي.. وحينئذ وقعت الصورة التي تتحدث عنها بين يدي، وقد كتبت قبل مدة مقالا عنها مرفقا بصورتي الشخصية ... وقد كتب عليها ( بغداد / الزوراء / یوم الخطوبە والتأريخ)...
ولازلت احتفظ بهذه الصورة ولكن وللأسف الشديد فأن معظم الصور والمذكرات الأخرى فقدتها خلال السنين التي تلت تلك الأحداث...
وبكل صدق اقول، ان هذه الصورة قد هزتني بشدة وتأثرت بها كثيرا، سيما وانها كانت لشاب وسيم يمسك يد خطيبته كلوحة جميلة،
هذا الشاب الذي فرّ من بغداد تاركا خطيبته ليقتل في بشت اشان وبيد الكورد؟؟؟ لقد قدم الى كوردستان ليحتمي بهذه الجبال كملجأ آمن له ويشارك في الكفاح ضد الفاشية، فكيف لي ان اقتله؟؟؟

اجل، لقد مسّت هذه الصورة مشاعري بقوة واصابت ضميري في العمق واحزنتني كثيرا، بالاضافة الى تدهور وضعي النفسي، مما خلق لدي تساؤلات كبيرة، وكنت بين الحين والأخر احدِّث نفسي واقول – لماذا نتقاتل نحن؟ وكيف لي ان اقتل شخصا هنا، فرّ من بغداد ونجا بجلده من بطش البعث؟

شه مال عادل سلیم: هل تولد هذا التساؤل عندك فقط، أم عند غیرك ایضا؟
مصطفی حسن گەورە:
کان قسم من البيشمەركە یشارکني آرائي، لاسیما اولئك من بيشمەركە القاطع (٣)، لکن التعبیر عن الاستیاء هذا لم یکن بشکل علني. قسم آخر کانوا، بخلاف هؤلاء، یأتون الي لیقولوا: (لماذا انت "مخبوص" هکذا، الم نأتي الی هنا لقتل العرب)؟!!!
وفي جوابي کنت اقول: (نعم انا اتیت لقتال البعثیین، ولکني لست ضد العرب)....!!

*شه مال عادل سلیم: بعد انتهاء المعارك ماذا فعلت وماذا قررت؟

مصطفی حسن گەورە: کما قلت، معارك (پشتئاشان) بشکل عام وبشکل خاص صورة تلك (الفتاة البيشمركة العربیة)، التي کانت قد اختلطت بدماء خطیبها، تلك الصورة الماثلة امام عیني حتی الیوم، هي التي جعلتني ان العن القتال واترك حیاة البيشمركة والقي السلاح وان اسلم نفسي....!!!

قلتها بصراحة واکررها هنا، القتال الداخلي کان بمثابة الآلیة لتفکیك اواصر المجتمع الکردي. کان متاجرة بدماءنا وبمقدساتنا، وکان الخیانة بکل معاني الکلمة.     

*شه مال عادل سلیم: لماذا یجري تسمیة نوشیروان مصطفی کمتهم رئیسي في معارك (پشتئاشان)، في حین ان قرار الاعتداء علی الشیوعیین قد صدر عن کل قیادة الاتحاد الوطني ومن ضمنهم جلال الطالباني؟  

مصطفی حسن گەورە: ارید ان اؤکد بأن الأخ نوشیروان مصطفی لیس بالمجرم الاول في تلك المعارك. صحیح هو من قاد قوات الاتحاد الوطني فعلیا ومیدانیا وبشکل مباشر في تلك المعارك، لکن في الحقیقة قرار شن هذە المعارك الدامیة کان قرارا سیاسیا للاتحاد الوطني الکوردستاني. الکل من جلال الطالباني وصولا الی البيشمركة العاديون المشارکون في تلك المعارك الغیر مرغوب بها، ومنهم انا، یتحملون مسؤلیة تلك الجریمة ...!!

*شه مال عادل سلیم: في احدی کتاباتك تطلب الصفح من عوائل شهداء (پشتئاشان)، لماذا؟

 مصطفی حسن گەورە: نعم انا اعتذرت وما زلت افعل ذلك، لانني ایضا کأحد البيشمركة ساهمت في تلك الکارثة. آنذاك کنت في الـ (٢١) من عمري، ولم تکن لي ایة تجربة سیاسیة، رغم انني کنت شعوریا ضد هذە المعرکة، وخاصة لانها کانت ضد الحزب الشیوعي العراقي ...!!

نعم انا ایضا، کغیري من البيشمركة العاديون، لم تکن لدینا ایة سلطة. قیادات الاحزاب المتقاتلة قرروا شن هذە المعارك المقرفة. هؤلاء هم تجار الحرب الحقیقیون ونحن الضحایا.    

لذا یجب محاکمة الجمیع بدون استثناء. نحن کادوات الشطرنج نفذنا القرارات. لم اکن ادري آنذاك، لکنني الآن وبعد کل تلك السنوات اطلب العفو من ذوي ضحایا هذە المعارك الغیر مرغوب فیها ...!!. تلك المعارك المقرفة التي قتل فیها ابناء عمومة واصدقاء وحتی اخوة، في الخنادق المختلفة للاحزاب المتقاتلة، بعضهم بعضا....!! لماذا ولخدمة من؟!

*شه مال عادل سلیم: تلك الصورة التي عندك للفتاة الشیوعیة وخطیبها الذي استشهد في مذبحة (پشتئاشان)، والتي مازلت محافظا علیها في ارشیفك. لو طلبوا منك ذلك، فهل انت مستعد لتسلیمها لجمعیة الانصار (البيشمركة )  القدامی للحزب الشیوعي؟

 مصطفی حسن گەورە: نعم، بالتأکید... انها ملکهم وساعیدها الیهم ...!!

انتهى

 

ملحق اللقاء:

١ – اسماء لکوکبة من شهداء مجزرة پشتئاشان: (عميدة عذیبي حالوب , علي حسين بدر ,رسول صوفي منكَوري , عبدلله حسن دركلي , قادر حسن دركلي , عبدالمحسن احمد , كاظم طوفان , محمد فؤاد عبدالهادي , مجيد رسن , ملازم وهاب عبدالرزاق , حامد الخطيب , دكتور بهالدين طارق , صلاح حميد , توفيق رشاد, سمير مهدي شلا , علي عبدالكريم النعيمي , يحيى موسى مرتضى و خضركاكيل و ,نصير محمد صباغ , نياز رسول ,دكتور غسان عاكف الوسي , نزار ناجي يوسف , زهير عمران موسى , سعد علوان هادي , حسين حميد ,سائر عبد الرزاق أحمد , حسين حمد , ناصر عواد , سمير يوسف كامل , حسن احمد فتاح , صباح مشرف ,سيد خلو يزيدي, وعد عبدالمجيد يوسف , طارق عودة مزعل , عبدالوهاب عبدالرحمن سالم , انورالحاج محمد , هاشم كاظم , هيوا مغديد عمر , ازاد عزيز صالح , رعد يوسف , ابراهيم عبدلله شمس , ازاد اغوك نادر , احمد بكر ابراهيم , خالد كريم علي , محمدأمين عبدالله , علي مردان , محمد نبي , باسم الساعدي , ستار مصطفى اسماعيل , ناصر احمد كانبي , مؤيد عبدالكريم , مازن موسى كمال الدين , عطوان حسين عطا , محمد صالح الساعدي , عبدالاميرعباس علي , عيسى عبدالجبار , نعيم شيخ فاضل , جبو سلام , محمد عودة عامر , عبد علي جبر ) .

٢ –صورة للبيشمەركه الشهید الشیوعی التي تمکث لـ ( ٣٠ )عاما في الأرشیف الشخصي لـ (مصطفی حسن گەورە) ووقعت بأیدي مقاتلي الاتحاد الوطني الکوردستاني خلال مجزرة پشتئاشان مع جملة من وثائق وهویات شخصیة ووثائق سفر وصور .....!!



 

 

 

راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!


 
لايختلف صباح بغداد اليوم عن صباحات كثيرة غيرها كان قاسمها المشترك انفجارات عدة تضرب مختلف مناطقها مخلفة العشرات ان لم يكن المئات من الضحايا، ودمارا يضاف الى دمار مدينة تعودت على الموت والخراب لتتوقف فيها الحياة نتيجة نجاح الارهاب وفشل المتصدين له، من الذين لايملكون الا كلمة "نستنكر" "ونحمل قوى الارهاب والبعثيين"، ليبدأوا مباشرة بقطع الشوارع والطرقات محمّلين المواطنين اعباءا اضافية على اعبائهم. ومن ثم تبدأ تصريحات "المسؤولين" حول بدأ عمليات نوعية ضد اوكار ارهابية افتراضية كونها تفتقر الى الجهد الاستخباري الذي يساعد في تحديد معرفة الجناة، والتي تؤدي الى حملة اعتقالات تطال في جزء لابأس منها العديد من المواطنين الابرياء لتساهم في تحويل عوائلهم الى متعاطفين مع الارهاب للاسف الشديد ومن حاضنيه، ولنكتشف بعد ايام او اسابيع على الاكثر ان تلك العمليات لم تكن الا للاستهلاك المحلي بعد ان يقدم الارهابيين على جرائم جديدة .

 

الا ان ما يميز انفجارات صباح اليوم الاثنين 30/9/2013 هو ان الاستنكار جاء هذه المرة قبل الحكومة على ما يبدوا، فالمطرب راغب علامة الذي زار اقليم كردستان مؤخرا في جولة فنية، استنكر على صفحته في الفيس بوك انفجارات بغداد واربيل مقدما تعازيه للشعب العراقي ليضيف "والله ينصركم على الارهاب والاجرام".

 

ان التفاتة الفنان راغب علامة هذه وتعاطفه مع ابناء العراق على الرغم من انه لم يولد على ارضه ولم تكن له زيارات سابقة لبلدنا لهي جديرة بالاحترام والتقدير، على الرغم من ان الله لن ينصرنا ايها الفنان راغب على الارهاب والاجرام اذا لم ننصر نحن انفسنا عليه، فقد جاء في الذكر الحكيم " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم". ونحن على ما يبدوا قد قطعنا على انفسنا عهدا بعدم العمل بهذه الاية الكريمة وترك الامر للسفهاء منّا في ادارة شؤون البلاد والعباد ليعم الخراب ما تبقى من ارض الرافدين.

 

ومع جلّ احترامي للفنان راغب علامة الا انني ساكون ولعظمة مصاب شعبنا مجبرا للمقارنة بين موقفه وموقف سياسي يقال انه رئيس وزراء بلدي  ومن مهامّه حفظ امنه واستقلاله لاخاطبه قائلا، وبحچايات اهلنه الطيبين:

 

"عيني ابو اسراء يابه صدك جذب اشو تره الارهاب دامرنا دمار وانت بس تستنكر وتتوعد حالك حال ابوحسنين "وكيل وزارة الداخلية" وگاظيهه مؤتمرات عشاير ونقابات معلمين، مرة ماتنتطيها ومرّة اترد ردود على شعار البعث بالروح بالدم نفديك يانوري، زين ما تشوف اللي گبلك اشجراله او وين صار مچانه، او لو هيه بس بالاستنكار حجي چا شنهي فرقك عن راغب علامة مو انت ابن البلد الله يچرم"

 

والصدگ چذاب!!

واصبرلك بعد عشره وعليهن زود

عودك .. عود يابس

أبد ما بيه فود.    " ابيات من قصيدة خضر الياس لعريان السيد خلف"

 

زكي رضا

الدنمارك

30/9/2013

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

السيره الذاتيه لمواطن عراقي مكرود وعاش طول عمره يمشي بصف الحايط .....

¤ وصل عبر الايميل


إنقلاب، ثورة ، سحل،عدنان القيسي، أبو طبر، تصفيات ، حوادث، مخابرات ،أمن، لتحجي عالنائب، يا سيف يا رايه يا فكر وعقيده، سفروهم تبعية، انذبوا جوة، إنكطع الخيار بالسوك، إعدام، بالروح بالدم،سره على اورزدي ، ازمه بيض ازمه طماطه، الأجهزة الدقيقة جابت حاسبات
...


حرب إيران، غاره، مسيرة ،نوط شجاعة، خائن، ديوزعون لحم، وين وكع الصاروخ ؟، أسرى، معوقين، دا أكله الفاو راحت، شهداء ، طابور خامس ،افرار، ملفوف بعلم، ميتسوبيشي 82 مال نواب ضباط كاعدين بيهه إثنين يقرون جرايد الظهر بتموز ، العياده معزله الطبيب أخذوا جيش شعبي، زوجي وفردي، دينطون طبقتين بيض لكل واحد، تقشف، المؤتمر القطري السابع، ماليبو مال شهيد، عدي،قصي ، لؤي، دفتر خدمه، ارهاصات، سياره مماشية مال طبيبه ساكنه بشقه فوك العياده مالتهه، ثقافة قومية، الفايدة، سنجار، عين زالة، كوبونات، خلصت الحرب .. انتصرنه ؟...


 


لك إفتح الراديو طبينه بالكويت... ببسي قواطي، كيت كات، بس لا يضربونه نووي... حصار إقتصادي واحتصار نفسي ، حرب الكويت... انتو وين بالنجف ؟ احنا بالسليمانية...خالو بالفلوجة لا يظل بالكم ، ماكو كهرباء ، عشر درجات صديق, جواز باربعميه حضر البدل لو تخدم


احموا ألمي، يكلون بغداد إنهجمت، أكيد حيطيروه، مذكرة تفاهم، عدموا تجار ، حملة ايمانية ، أبو سياف، فدائيين، يدز لاهله ميت دولار بالشهر وامورهم زينة الحمدلله، ابيش اليوم ؟ الدولار إبالفين وخمسمية، فريق التفتيش......


 


هو خريج علوم بس يشتغل سايق بل... UNأسلحة الدمار الشامل ، ترى الأمريكان جايين جديات هالمره ... لا بابه خو جان سووهه بحرب الكويت ، ألفين وتلاثه...، أمريكا ..قاتلوهم...الزيتوني بالشوارع...


 


لاسنه ولا شيعه هذا الوطن حنبيعه... يمكن يرجعون الملكية... بابا أمريكا ما احتلت بلد إلا وتطور،.. مجلس حكم و12 رئيس جمهورية خلال سنه .. انتخابات الشمعه لو 555 ... حواسم ... ، ملشيات , مفخخة، حرب أهلية لو أهل حربية ، طكت ومن التمت العالم طكت اللخ،...


 


حرب الدريلات .. شسمك ؟ أني علي بس يدلعوني عموري... تكنوقراط، إنتخابات، الوحدة الوطنية، إستحقاقات انتخابيه، عنق الزجاجه ..خمط مرعب ، طكوك،مولده , احترك ابو ال..... إنعدام كلي للخدمات ،إنحدار مخيف بالذوق العام ...


 


اشو إتحوسمنه ديمقراطياً وانعلسنه دستورياً وانخطفنه أخلاقياً... اشتعلت الوطنيه ؟! ... انطفت الوطنيه للابد... وأهم فقره بالموضوع كله أنه الوطنيه أنطفت وبس لا للأبد...

 

 

هلهوله للدعوة الصامد


على ضوء ما يجري في العراق اليوم من تمركز للسلطات عند فرد واحد وتفرده بالكثير من القرارات الهامة والمصيرية مستغلا مراكزه السياسية العديدة التي ورث بعضا منها نتيجة عدم تشكيل الحكومة لليوم "مع صمت غريب لمناوئيه"!! وبعضا منها من خلال "حق" منحه له دستور تشكلت لتعديل العديد من بنوده لجان حتى قبل ان يجف حبره دون جدوى لليوم، هل هناك امكانية فعلية لظهور طاغية جديد في العراق الذي يراد له أن يكون "ديموقراطيا" ومن سيصنع هذا الطاغية؟

بداية علينا الاعتراف بأن الديموقراطية بركائزها الثلاث أي فصل السلطات والرقابة الجماهيرية أو الشعبية على الدولة و خضوع الدولة ومؤسساتها للقوانين التي تسنها ويشرعها برلمانها ليست بالمهمة السهلة حتى في البلدان الاوربية التي اصبحت نموذجا للانظمة الديموقراطية اليوم ، والتي لم تصل الى ما هي عليه اليوم الا بعد انهيار المنظومات الشمولية كالنازية والفاشية أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحديدا. وهذا يدفعنا الى ان معرفة ماهية النظام الديموقراطي بحاجة الى معرفة وفضح المرتكزات التي قامت عليها الدكتاتورية وهي السلطة والمال "القوة" والتي من خلال كشفها ومعرفتها نستطيع ان نخطو الخطوات الاولى في السير بدرب الديموقراطية الطويل والشائك، علما ان تغييب وليس غياب الوعي - لان تغييب وتوجيه الوعي باتجاه معين بدأ بداية الحرب الصدامية الخمينية لليوم - هو العامل الاساسي في صنع الطاغية والذي يحتاج الى عامل مهم جدا وهو الجهل الناتج بسبب ارتفاع مستوى الامية بين افراد الشعب. ولو تتبعنا الخط البياني للجهل والامية فاننا نستطيع الاشارة الى بداية استفحالهما بعد الحصار الامريكي على العراق وبدء ما يسمى بالحملة الايمانية للدكتاتور صدام حسين، والتي اعتبرها الاسلاميون - دون ان يعلنوا عن ذلك علنا وفرحوا له - بداية لعملية تجهيل المجتمع الذي كانوا يطمحون به ، وهذا يعني ان الطاغية صدام حسين قد قطع لهم اكثر من نصف الطريق كي يهيمنوا به على عقول الناس.

ان اهم مظاهر الاستبداد اليوم يعتمد على الايديولوجيا الدينية بابشع صورها اي الطائفي منها والتي ساهم فيها واستفاد منها ساسة طائفيون شيعة وسنة ، كون الجماهير الشيعية والسنية ومعها بقية جماهير شعبنا بغالبيتها العظمى لازالت تعاني الامرين من السياسات الرعناء لهؤلاء الساسة الذين لم يتركوا شيئا قابلا للسرقة دون ان يسرقوه. ولان المتحاصصين لازالوا يعتبرون الدستور العراقي غير ناضجا وكاملا ومحل خلاف لليوم وهو كذلك ، ولان القوانين يتم تفسيرها وفق نفس هذ الدستور الذي لم ينجح لليوم في ارساء دولة المؤسسات فأن امكانية صناعة دكتاتور من خلال كل هذه المعضلات واهمها تمركز المال عند مافيات القوى الدينية واقطاب سلطة المحاصصة يصبح امرا يسيرا.

ليس غريباً ان تفشل محاولة فرض الديموقراطية عنوة على مجتمع في بلد نسبة الامية والجهل والايمان بالغيبيات فيه فوق حدود المعقول كالعراق ، اضافة الى طبيعة السلطة التي تعمل دوما على تشديد الازمات وسيطرتها على ثروات البلد ومن خلالها على ارزاق الناس والتعامل معهم بعلاقات بدوية تشبه الى حد بعيد تلك التي كانت سائدة في المجتمعات القبلية العربية منذ قرون سحيقة ، والتي يوزع فيها رأس الدولة "القبيلة" المنح والهدايا والعطايا على رعيته دون الاحتكام الى مؤسسات دستورية وقوانين واعراف وبنفس الطريقة التي كان ينتهجها الطاغية صدام حسين ويسيرعليها المالكي اليوم باعتبارهما ابوين للشعب العراقي!!

أقول ان فرض مثل هذه الديموقراطية ستفشل بالضرورة خصوصا وانها فشلت لليوم في ترسيخ واحدة من اهم مباديء استمرارها بالحياة اي توفير الامن ، وهذا ما اشارت اليه صحيفة ستيتسمان جورنال الامريكية قائلة "ان حقن ديمقراطية على الطراز الغربي امر اثبت انه لا يحقق الأمن" والذي بعدم تحقيقه تتوقف كل مشاريع بناء الدولة ، والتي تساهم في صناعة اكثر من دكتاتور في مناطق نفوذها تلك التي تتحكم بمناطقها ذات الطبيعة الطائفية والقومية المتمايزة.

وكأمتداد لمسيرة طويلة من الاستبداد والهيمنة الشخصية والحزبية ومحاولة لتقليدها بعد وراثتها بغالبية موبقاتها ومنها الهتافات والهوسات من عهد البعث المجرم رغم مساوئها والنضال ضدها في فترة ما ، نرى المالكي اليوم وهو يوزع الهدايا والعطايا على من يريد ومتى ما يريد خصوصا عندما تقترب مواسم الانتخابات مستفيدا من مركزه على اعلى سلطة تنفيذية في البلد ، يسير على خطى الطاغية صدام حسين حيث نراه منتشيا بهوسات العشائر له ومديح الشعراء والكتاب المأجورين لتتجسد نرجسته التي ستقود العراق الى الهاوية ، بظهوره بمظهر الدكتاتور والراعي والاب بقاعة المسرح الوطني وهو يتقلد "بدرع الوفاء" من قبل نقابة المعلمين هاتفين له كما كانوا يهتفون للطاغية الذي سبقه "بالروح بالدم نفديك يا مالكي".

ان هتافات المعلمين "وغيرهم" الذين فشلوا لليوم في بناء نظام تعليمي وتربوي بعيدا عن الجهل والتخلف من الذين اساءوا كثيرا لتاريخ المعلم والتربوي العراقي وهم يبيعون الاسئلة الامتحانية ويساهمون بتزوير الشهادات الدراسية لأميي السلطة ، تسيء الى هذه المؤسسة العراقية الاصيلة التي تحمّلت وبفخر بناء اجيال عديدة ساهمت مساهمة فعالة في بناء وطنها الذي استباحه البعثيون والاسلاميون. وليس من الغريب ان تخرج علينا هذه النقابة او غيرها غدا ولتكريس دكتاتورية المالكي وحزبه هاتفين كما في عهد الطاعون البعثي بهتاف كان الدعاة كباقي معارضي الطغاة يشمئزون منه ليغيروا منه قليلا ليناغم العهد الدعوي الجديد هاتفين :

"هلهوله للدعوة الصامد، هلهل هلهل هلهل".



كل رجال عهد الاستبداد لا اخلاق لهم ولا حمية فيهم ولا يرجى منهم خير مطلقا .... "الكواكبي"

 
زكي رضا

الانترنت تعرف عنك اكثر مما تعرف عنك عشيقتك او رفيقة حياتك


برنامج الاخ الكبير وكوكل والفيس بوك يعرفون حتى الان كل شيء عنك  وقريبا تسجل ماكنة القهوة ايضا كم كوب من القهوة قد احتسيت.
بهذا العنوان والمانشيت اشارت جريدة ميترو اكسبريس الدنمركية بعددها اليوم الاربعاء 26-6-2013 الى ما تسجلة تلك البرامج  عن رحلاتك اليومية من خلالها  يوميا  في الانترنت.

كانت السمعة السيئة على المخابرات الالمانية الشرقية ستاسي انها فرضت مراقبتها على جميع سكان المانيا الشرقية  اثناء الحرب الباردة. اما اليوم فما قامت به ستاسي هو شيء لا يذكر " او نعمة بما عليه سكان العالم اليوم من مراقبه. هذا ماحذر  من تاثيراته  الخبراء في عالم الانترنت  ، والتي تتسع رقعتها اليوم.

انه شي جميل وخارق ان توجد قطعة الكترونية في ملابس الشخص تقوم على اساس اوامرها غسالة الملابس بغسل قطعة الملابس تلك، ولكن هذه القطعة الالكترونية تفتح المجال ايضا على تتبع حرجتك من المحيطين بك كما يقول ستيفن انكبيرك مالك شركة امنية لمعلومات الحاسوب "بريواي".

المثال الثاني هو ماكنة القهوة والتي يمكنها ان تحصي عدد الرمرات التي تقوم بها باعداد القهوة، برامج الانترنت هذه ستكون    عيون واذان للشركات و للحكومات التي ستعرف الكثير قريبان عما نفعله نحن  سوا كان هذا في حالة الاتصال بالانتر نت او لا

" of  or online" والتي ستسجل  وتخزن والى الابد. السؤال الوحيد هو، من سيملك الحق بالدخول على هذه المعلومات وما هي القواعد التي ستتحكم بهذا الامر" هذا ما كتبه احد خبراء المعلومات الاميركيين بروك سجينير في مداخلة على مدونة له.

" عندما تجمع هذه المعلومات الكثيرة  يبقى فقط السؤال عن الوقت  ، قبل وقوعها باليد الخطاء، هذا ما قاله فردرك كورت باك منسق  في احد شركة للشبكات الدنمركية والذي يقلق من سرقة الكثير من المعلومات الشخصية".

وكي يمكننا مواجهة هذه التحديات على الحكومات ان توجد منج  يمكن المستخدمين من معرفة   حجم المعلومات التي يجري تخزينها عنهم.

برامج الانترنت او اجزاء الانترنت او ما هو مرتبط بالانتر نت يتسع يوما بعد يوم من ناحية الاستعمال فهناك اجزاء في السيارات ووالهواتف   وبعض البرامج المتعلقة بالصحة والادوية  والكثير من البرامج  الاخرى التي تستخدم الانترنت  والتي يمكن من خلالها معرفة ما يقوم به الشخص خلال حياته اليومية.

مترجم


 

الاثنين، 5 أغسطس 2013

مخاطر سرقة الثورة المصرية تتصاعد


ابرز المخاطر التي  تحيط ثورة شعب مصر...

·         اطالة الازمة الامنية من خلال الاعتصامات والمظاهرات وما يرافقها من عنف والهدف منه خلط الاوراق  ، زيادة حدة ازمة السلم الاهلي  وبالتالي توسل التدخلات الاجنبية  بكل اشكالها.

·         الزيارات الاوربية  والامريكية وتاكيدها على حل يشارك فيه الجميع  وعلى طريقة عفا الله عما سلف باطلاق سراح من ارتكبوا  الجرائم في الامس ومحاولة ادخال المحاصصة الى مصر بعد ان حطمت هذه المفردة العراق !!!

·         ازدياد الدعوات المنافقة  للبعض في احترام حقوق الانسان وتاكيد الكثير على ضمان حرية التظاهر والتجمع ، وكان الحكومة قد منعتها  يقابلها غض النظر عن ما يرتكبه معسكر التظاهرات من عنف وتعذيب وقتل  وفق شهادات الكثير والتي تنقلها وسائل الاعلام اليومية.

·         تهديدات البعض بالاستقالة والتي برزت منذ يومين من قبل البرادعي ثم الببلالي يوم امس كما تناقلت الاخبار. وهو مؤشر على ان رجالات اميركا بدات تتحرك.

·         الفتاوي من بعض المؤسسات التي لا تريد تحريم او انتقاد عمل الاخوان والجماعات الاسلامية  وتصنيفها كجماعات تهدد السلم الاهلي وامن المواطن بما اقدمت عليه طيلة هذه الفترة وعبر تهديدات مباشرة لا يمكن غض النظر عن كونها جرائم منظمة.

ان هذه الضغوط والزيارات المكوكية التي تقوم بها الوفود الاوربية والاميركية  واخرها تصريح بيرز الذي يؤكد على ان الحل متروك لشعب مصر ولكنه يضيف لها يجب ان يشترك فيه الجميع، وهذه اليجب هي طلقة الرحمة لاعادة المجرمين من جديد تحت غطاء شرعي وقانوني  وغض ونسيان دماء الضحايا والخسار التي تسببوا فيها.

كريم الربيعي

ديموقراطية الهراوة



"التظاهر السلمي هو حق كفله الدستور وتكون الحكومة ملزمة بسماع مطالب المتظاهرين وما كان يدخل في اختصاصها يفترض ان تتعامل معه بشكل جدي وايجابي اما ان تخرج التظاهرات عن طابعها السلمي وتصل لقطع الطرق ومصالح الدولة والمواطنين وتصل لرفع الشعارات التي تسيء الى احد المكونات الاساسية في الشعب العراقي ورفع اعلام حزب البعث وصور اردوغان (رئيس وزراء تركيا) فهو امر غير مقبول " و " اننا - دولة اللاقانون- لا نقول كل المتظاهرين مدفوعين من جهات اجنبية وانما هناك مطالبات مشروعة ويعبرون عن وجهة نظر المواطن ولكن استغلت هذه المظاهرات وبدفع من جهات اقليمية وبتعاون من جهات داخل العراق من اجل ادخال البلد في حرب طائفية تمهيدا لتجزأته وتقسيمه"  (حنان الفتلاوي النائب عن دولة اللاقانون بتاريخ 5/1/2013 ).

 

سأعتمد هذا التصريح الصحفي للنائب المقرب جدا من المالكي (مدلّلّة دولة القانون) كمدخل لتظاهرة الخميس 2/8/2013  واغلاق قوات سوات التابعة لرئيس الوزراء والقوات الخاصة وقوات مكافحة الشغب مداخل ساحة التحرير ببغداد والشوارع المؤدية اليها لتمنع المواطنين بالقوة من التوجه اليها متسلحة بالهراوات واعتقال عددا من الناشطين واطلاق سراحهم بعد ساعات على خلفية دعوتهم للتظاهر ليس لاسقاط النظام ولا لتخريب العملية السياسية "الخربانة" اساسا، بل للمطالبة بتحسين واقع الخدمات السيء وعلى الاخص في مجال الطاقة الكهربائية وتوفير الامن الذي بفقدانه اصبح البلد ساحة مكشوفة امام الارهابيين ووقف نزيف الدم العراقي الذي يسيل يوميا على اسفلت شوارع العراق، فهل توفير الامن والخدمات من اختصاص الدولة أم ماذا؟ .

 

أن النائب "حنان الفتلاوي" كغيرها من نواب الكتل السياسية المهيمنة على مقدرات البلد لا تستطيع ان تتعامل مع اية قضية الا من خلال معيار الكيل بمكيالين والذي يعتبر الوجه الاخر للمحاصصة الطائفية القومية القبيحة. والا لكانت اتخذت موقفا من عملية قمع سلطات "دولة لا قانونها" للتظاهرة، لان التظاهر وكما ورد في تصريحها اعلاه يعتبر حقا كفله الدستور والحكومة ملزمة بسماع مطالب المتظاهرين لا اعتقالهم، خصوصا وان التظاهرة لم تكن سلمية فقط بل وحضارية لعدم استخدام المتظاهرين العنف ضد حملة الهراوات الذين استخدموا العنف في منع المتظاهرين من الوصول الى ساحة التحرير.

 

ومن خلال النائب الفتلاوي اتساءل عن الذي قطع الطرق ان كان المتظاهرون ام الدولة؟ ومن قطع ارزاق الناس هل هم المتظاهرون الذين خرجوا من اجل المطالبة بتوفير الخدمات ام الدولة التي منعت الكسبة  من الوصول الى اماكن عملهم بارهابها؟ ام ان منع التظاهرة جاء على خلفية رفع شعارات معادية للسلطة ومطالبة باسقاط "العملية السياسية"؟ ومن خلال متابعتي لاحداث اليوم فانني لم ارى متظاهرا قد حمل شعارا بعثيا ولا صورا "لاردوغان" لتجعلها  السلطة قميص عثمان كي تتعكز عليه في قمعها غير المبرر. الا انني لا ادري ان كان المتظاهرون قد حصلوا على الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية للتظاهر ام لا، وهل كانت الوزارة ستمنحهم هذه الموافقة؟ من خلال رعب السلطة من اية تظاهرة في ساحة التحرير نستطيع ان نجزم بان السلطة باجهزتها القمعية لن تمنح اية موافقة لاية تظاهرة الا  للاحزاب والتنظيمات الاسلامية والشيعية منها تحديدا وفي المكان والزمان الذي ينتخبونه، وتغض النظر حتى ان تظاهروا دون اخذ موافقات رسمية.

 

انا اعرف ان "اردوغان" ليس بعراقي ولا يحمل الجنسية العراقية وحتى ان كان حاملا للجنسية العراقية فهذا لا يعني انه ينتمي لهذا الوطن لان المواطنة ليست مجرد ورقة، واذا كانت مجرد ورقة فهذا يعني ان المجرم صدام حسين وأعضاء حزبه الفاشي الذين قادوا بلدنا الى الدمار عراقيون!! وزعماء القبائل ورجال "الدين" في ساحات العار ومنصّاته من الذين يأوون شذّاذ الافاق بين ظهرانيهم ليتفننوا في قتل ابناء "بلدهم" عراقيون!!

 

واعرف ايضا ان سارقي قوت الشعب وثرواته من سكنة المنطقة الخضراء ليسوا بعراقيين لانهم لا يعرفون معنى الوطن، واعرف ان "الخميني" لم يكن يوما ما عراقيا وحاملا لجنسية هذا البلد، وحتى لو كان حاملا لجنسيته فالمواطنة ليست مجرد ورقة. ولكنني اتعجب لغض السلطة واحزاب الاسلام السياسي الشيعي نظرهم عن حمل متظاهرين صورا للخميني في شوارع "بلدهم" وعدم غضّهم النظر عن متظاهرين يحملون صورا "لاوردغان" علما ان حكومتي البلدين ايران وتركيا تتدخلان بشكل سافر في الشأن العراقي.

 

ان قمع تظاهرة 2/8/2013 في ساحة التحرير كشفت كاللواتي سبقتها عن الوجه القبيح للديموقراطية الطائفية القومية المقننة، هذه "الديموقراطية" التي تجيد توزيع الغنائم على لصوصها، والهراوات على من يطالب بالفتات من ثروات بلده والعيش فيه بامان كبقية شعوب الارض.

 

كي لا تواجه تظاهرات قادمة بقوات متأهبة لسحقها ليكن شعارنا القادم.

 

سنسجد للمالكي سنينا وسنينا...... السلام عليك يا امير المؤمنينا.

 

زكي رضا

الدنمارك

3/8/2013

 

 

 

أول مسلسل تلفزيوني مصري يسلط الضوء على جريمة الانفال

           

   شه مال عادل سليم


 

  (نيران صديقة) هو مسلسل تلفزيوني انتج في يوليو 2013 من قبل التلفزيون المصري وهو  التجربة الدرامية الاولى للسيناريست محمد أمين راضي، و (بطولة منّة شلبي وكندة علوش، وإخراج خالد مرعي) يحكي المسلسل قصة مجموعة من الأصدقاء بين مرحلتين زمنيتين، تحديداً في منتصف الثمانينيات وعام 2009. تبدو مجموعة الأصدقاء متحابة ومتجانسة في البدء، قبل أن تنقلب علاقتهم بلعبة سحرية وتتغيّر نفوسهم تجاه بعضهم، أو ربما تظهر حقيقة ما في النفوس! هكذا، يرتكبون الكثير من الجرائم، وتشرع المسافات في خلق نفسها بين الأصدقاء.

(نيران صديقة) تجربة مختلفة في تاريخ الدراما التلفزيونية العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص ، حيث ولأول مرة وخلال متابعة الأحداث (الحلقة الخامسة) كشفت للمشاهد العربي خيوط واسرار (جريمة الانفال )التي ارتكبت في الثمانينات القرن المنصرم ضد الشعب الكردي من قبل النظام العراقي البائد .....

من الجدير بالذكر ان مسلسل( نيران صديقة ) كشف عن وثيقة سرية للغاية وموجهة من مديرية مخابرات محافظة  (كركوك) الى مديرية المخابرات العامة برقم 1601 وتاريخ 10/12/1989 , والتي بموجبها  تم  بيع فتيات كرديات عراقيات ممن اعتقلن وعوائلهن في عمليات الانفال وبارسال بعضهن الى الملاهي والنوادي الليلية في مصر من قبل مخابرات النظام العراقي البائد .... وهذا نصها:

(سري وعلى الفور الى مديرية المخابرات العامة الموضوع اجراءات بعد الايعاز المباشر من لدن القيادة السياسية، وقيامنا بعمليات الانفال الاولى والثانية والتي تم فيها حجز مجاميع مختلفة من الاشخاص ومن تلك المجاميع مجموعة من الفتيات التي تتراوح اعمارهن بين 14 و29 سنة، وقد قمنا وحسب اوامركم بارسال مجموعة من تلك الفتيات الى ملاهي والنوادي الليلية لجمهورية مصر العربية وحسب طلبكم، واليكم طيا قائمة بأسماء تلك الفتيات مع عمر كل واحدة منهن للتفضل بالاطلاع مع التقدير) ....(الوثيقة مرفقة مع المقال ) 

اخيرأ ....ان مسلسل (نيران صديقة) فتح قوساً كبيرأ لسؤال ملح يطرح نفسه بقوة على المشاهد العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص الا وهو : بعد ان  كشف المسلسل عن احداث اكبر جريمة ارتكبت بحق  الشعب الكردي في عام الانفال ( 1988 ) من قبل النظام العراقي البائد الذي مارس العنصرية وفق مخطط بعثي شوفيني بهدف القضاء على الشعب الكردي ... ما هو مصير الفتيات الكرديات اللواتي تم ارسالهن قسرأ  الى جمهورية مصر العربية بقرار بعثي قراقوشي في عام الانفال ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابط الحلقة الخامسة من ( نيران صديقة )


 

     

وثيقة صدرت من قبل المخابرات النظام العراقي البائد وهي تضم أسماء 18 فتاة كردية من سكان منطقة ( كرميان ) القريبة من مدينة كركوك والتي ارسلن قسرأ الى ملاهي والنوادي الليلية لجمهورية مصر العربية .

 

 

فلسفة الإحساس بالزمن

عماد رسن
يقول البروفيسور في علم النفس جون ويردين أن أمي تقول: أن الأيام تبدو وكأنها ستدوم إلى الأبد, وأن الشهور تبدو وكأنها تطير من السرعة. ويبقى السؤال: لماذا نعيش اللحظات الجميلة بسرعة لانتوقعها, ولماذا تمر علينا اللحظات الحزينة والتعيسة وكأنها دهر لانهاية له! عندما نعود بالذاكرة لأيام الطفولة تبدو السنين وكأنها تمر مرور السحاب. هل فعلا ً أن أحساسنا بالوقت يتسارع كلما كبرنا بالعمر؟ تبقى تلك الأشياء مجرد فرضيات من الصعب إثباتها, لأن موضوع الإحساس بالزمن موضوع ذاتي بحت, إذ لاتوجد هناك نقطة موضوعية يمكن الانطلاق منها لبناء نظرية يمكن إثباتها لاحقا ً. ولكن, على الأقل, كلنا مر بتجربة الإنتظار في ردهة المستشفى بإنتظار الدور لرؤية الطبيب وكيف أن الوقت يمر ثقيلا ً, وكأن الساعة الرملية قد توقفت, أما مشاهدة فلم ممتع فتمر الساعتين وكأنها بضع دقائق حيث تطير الساعة الالكترونية بسرعة فائقة بدقائقنا إلى الأبد. من هنا, لابد من الأشارة أنه يوجد هناك مقياسان للزمن, الأول مقياس موضوعي والثاني مقياس ذاتي!

أن المقياس الموضوعي هو ضبط حركة الزمن بتقسيمه إلى سنين وأشهر وأسابيع وأيام وساعات ودقائق وثوان, وأن أول من فعل ذلك هم قدامى السومريون والبابليون والمصريون الذين أرادوا ضبط حركة الشمس والقمر للاستفادة منها في الزراعة لمعرفة مواسم الحصاد وأوقات فيضانات الأنهار. أن هناك أكثر من مفهوم لفلسفة الزمن بشكله الموضوعي, فهناك من يعتقد أن الزمن شيء مستقل عن عالمنا الموضوعي أي أنه غير مرتبط بالأحداث وقد ذهب أسحاق نيوتن لهذا الرأي. وهناك من ذهب إلى أن لايوجد شييء أسمه الزمن بل أن عالمنا الذاتي وحياتنا الفكرية تحاول ضبط حركة تعاقب الأحداث لمعرفة الماضي من الحاضر من المستقبل وقد ذهب لهذا الرأي بعض العلماء والفلاسفة ومنهم عمانؤيل كانت. أما أنشتاين فأنه يعتقد بأن الزمن, بشكله الموضوعي, نسبي وليس مطلق أي أن مانلاحظة من تعاقب الأحداث على الأرض يكون أسرع في الفضاء, أي أن رحلة رائد فضاء إلى الفضاء لسنين بسرعة الضوء تجعله أصغر سنا ً حين يعود إلى الأرض. أذن, حاول الإنسان ضبط حركة الزمن مع متطلباته واحتياجاته اليومية, أي ضبط الإحساس الذاتي للزمن مع المقياس الموضوعي بإنشاء منظومة زمنية موضوعية من نتاج التراث الفكري, حتى أن تلك المنظومة الزمنية قد ترسخت لتنعكس على بدن الإنسان ليضبط ساعته البايلوجية مع تلك المنظومة الزمنية. فالإنسان, وبرغم ضبطه للزمن الموضوعي فهو أسير ذلك الزمن ولايمكنه الفرار منه, فهو قد صنع سجنه بيده لأجل تلبية احتياجاته اليومية ومنها ضبط وعيه الذاتي. أن جزء من تركيبة وعي الفرد هو معرفة موقعه في الزمان والمكان, فالزمان ضرورة لضبط وعي الأنسان, فلايستطيع أي فرد أن ينهض صباحا ً ويعتقد أو يدعي بأنه رجل قد أتى من زمن آخر كالمضي والمستقبل.

أما المقياس الذاتي للزمن فهو مقياس متغير ومختلف من شخص إلى شخص, فلكل شخص مفهومه وإحساية وطريقة قياسه للزمن, فاللحظات السريعة عند شخص ربما تكون بطيئة عند شخص آخر. لقد حاول علماء النفس ضبط الإحساس الذاتي للزمن  بعدة تجارب لصياغة نظرية عن المفهوم الذاتي للزمن. فقد قام باحثون نفسيون, بمقدمتهم البروفسور آرون ساكيت من مجموعة من الجامعات الأمريكية بإحتيار مجموعات لتقضي بعض الوقت في مكان التجربة وقد تم التلاعب في سرعة الوقت بتسريعه أو أبطاؤه فلاحظوا بأن من تم تسريع الوقت لهم وجدوا أن الوقت الذي قضوه كان ممتعا ً أما من أبطؤا الوقت لهم فوجدوه كان مملا ً مما يعني أن إحسساسنا بالأوقات الممتعة هو أسرع منه بإحساسنا بالأوقات المملة. وفي بحوث أخرى قام بها باحثون أثبتت أن الإحساس بمرور الوقت يرتبط إرتباطا شديدا في علاقة الدماغ بجسم الإنسان, أي أن سرعة مرور الوقت تعتمد على الإشارات التي يرسلها الجسم إلى الدماغ, فكلما قلت تلك الإشارات يكون الإحساس بالوقت أسرع, ولهذا أن أي هروب من أي أرتباط بحساسية الجسد, يجعل من الوقت يمضي بشكل أسرع. ولهذا فأن الأنسان الذي يعيش حياة عاطفية  مرتبطة بالجسد يكون عنده أحساس بالوقت أبطأ من الذي يعيش حياة بعيدة عن هموم الجسد, وذلك يفسر أن مشاهدة فلم فيه إثارة ومتعة يكون الإحساس بالوقت فيه أسرع من مشاهدة فلم دراما تتعلق ربما بحياتنا اليومية. ربما ذلك يتشابه مع ماقامت به مجموعة من الباحثين توصلوا فيه إلى أن الإحساس بالوقت يكون أسرع عند الذين يؤمنون بالسببية وتعاقب الأحداث بسبب أنهم يستشرفون المستقبل من أحداث الماضي, أي هم أسيرو الروتين اليومي الذي يخلو من الأشياء الجديدة الغير متوقعة.

أذن, عملية الإحساس بالوقت ترتبط أرتباطا ً مباشرا ً بوعي الأنسان وطريقة تفكيره, فمن جهة يرتبط بوعي الإنسان بجسده وحياته العاطفية التي تجعل من الأوقات أبطأ في مرورها, ومن جهة أخرى وعيه العقلي بأهدافه وسعيه لإكتشاف الأشياء الجديدة لغرض المتعة أو البحث عن حقيقة والذي يجعل الانسان يحس بالوقت بشكل أسرع. من هنا نفهم بأن العيش عاطفيا ً بروح الجماعة وتحت ظل العقل الجمعي, أي التركيز على الحياة الاجتماعية كمركب أساسي في تكوين الشخصية يجعلنا نشعر بأن الوقت يمر ببطء شديد والذي يجعل من الحياة روتينا ً دائما ً بالخصوص في الحياة التقليدية خارج المدن الكبيرة. لايهمني هنا إن كان الزمن بطيئا ً أم سريعا ً لكنه يبقى جزءاً لايتجزأ من منظومة الوعي التي تعمق إحساسنا بالأشياء أو تسطحها وفهمنا لعملية الإحساس بالزمن يعطينا القدرة على فهم أشياء كثيرة مرتبطة بوعينا الذاتي.

هناك حقيقة لامفر منها وهي: أن هناك من يشوه إحساسنا بالزمن فيجعله سريعا ً تارة وتارة أخرى بطيئا ً, والذي يجعل من إنتظارنا لبضع دقائق للمصعد وكأنه دهر أو الذي يجعل وقت الجلوس مع من نحب يمر سريعا ً كالبرق. نعم, فنحن أسيرو بنى ثقافية واجتماعية وسياسية وتقنية ترتب علاقاتنا مع أنفسنا, مع الآخرين, مع محيطنا من مؤسسات بكل أنواعها, وربما مع من نؤمن بأنه خالقنا. فتلك البنى هي التي تحولنا لوكلاء بصياغة تفكيرنا وشعورنا وإحساسنا بالأشياء ومنها الإحساس بالزمن. إذن, هناك قوتان, ربما تبدوان متضادتان, الأولى هي الحرية والذاتية التي نتمتع بها والتي تجعلنا أحرارا ً من كل قيد, حتى الشعور بقيد الزمان والمكان, أما الثانية فهي تلك البنى التي تحدثت عنها والتي تغذي محيطنا بالروتين الممل لتجعل الأشياء لاقيمة لها, والتي تجعل منا بلداء في عقولنا فاقدي الإحساس بقيمة الزمن. أما حريتنا, فهي التفكر والخروج من الجسد الذي تحبسه تلك البنى, والتفكير بحد ذاته يحرر العقل البشري من العبودية من خلال بحثه عن الحقيقة وبحثه وإستمتاعه بتجربة الدهشة التي يمارسها الحكماء. فالروتين ورتابة الحياة التي تقتل الأشياء الجميلة والتي تدر بالنفع لتلك البنى الثقافية والاجتماعية والسياسية لتدوم وتستمر بأسم الحضارة والتمدن هي صنيعة ثقافة رأسمالية لاتبالي بنا كأفراد بل تعاملنا كالقطيع. أما خصوصيتنا وفرديتنا فتبدأ من الشك بكل شي كما فعلها ديكارت من قبل للنطلق برحلة البحث عن الزمن المفقود في دوخلنا لنتلذذ بمعنى الوقت الحقيقي كجزء من الوعي والأحساس بقيمة الوجود بعيدا ًعن أي تشويه.

أن طرح موضوع الإحساس بالزمن ليس ترفا ً فكريا ً بل هو من الأهمية بمكان أنه موضوع مهم من مواضيع علم النفس والفلسفة والدين, وأن هناك مراكز أبحاث مهمة تبحث في هذا الموضوع, فهو يطرح جدلية في غاية الأهمية ألا وهو علاقة الذات بالموضوع, من هو الأصل ومن هو إنعكاس للآخر, هل نبدأ كما فعل أفلاطون وديكارت وننطلق من الذات إلى الموضوع أم كما فعل أرسطو وبعده فرانسيس بيكون في البداية من الموضوع إلى الذات, من يصنع من ومن يهدم من. أسئلة كثيرة تحاكي طبيعة وعي الإنسان وإحساسه بقيمة وجوده وجزء منه هو طبيعة الإحساس بالزمن وكيف التعامل معه لأنه مؤشر مهم لطبيعة تلك العلاقة الملتبسة بين الذات والموضوع.

عماد رسن


 

 

 

 

الجيش\صايم ونايم *


حدث هذا فعلا في البصرة سوق البصرة بالقرب من الجامع الكبير يوم الاحد 21-7-2013
الساعة الثالثة ظهرا- عائدة من عملي و الصيام في قيض البصرة يضنيني توقفت سيارتنا امام بائع الفاكهة وكانوا طفلين اشترينا الفاكهة وفجاة هجم احد المعتوهين السكارى على السيارة انهال با لضرب على الزجاج فنزل السائق لاستفام ما يحدث و حدثت مشادة بين الاثنين و تجمع الناس و كالمعتاد م...ما يحصل في هذه المواقف
ل...كن الملفت للنظر
ان الحادث على بعد خطوات معدودة من مفرزة الجيش ولم يتدخل رغم استنجادنا بهم بذريعة الحادث ليس من اختصاص قاطعنا المكاني و الاصح ان الجندي فتح عينيه توا
هرعنا لسيطرة اخرى قالوا ليس من اختصاصنا اذهبوا الى مقر الفوج في ساحة سعد حيث الضباط و الاستخبارات وووو
الحمد لله عثرنا على بؤرة النائمين
و نسال الجندي في الباب الذي استغرب وجودنا حيث اصبح من عجائب الدنيا السبع ان يطالب البصريون بحقوقهم كيف لا و البصرة ليست بولادة عز عليها الا ان يحميها مما نزعت غيرتهم
حماة البصرة ليسوا من ابنائها و لا غيرة لديهم عليها
المهم طلبنا مقابلة الضابط او المسؤول و لا حياة لمن تنادي كلهم في سبات نائمون لا يوقضهم الا بوق اسرافيل
و بعد اللتيا و اللتي اوقضوا الضابط الذي تواصل مع الحرس بجهاز المناداة بعد حين
عزت كرامة بنت البصرة علي ان الجئ الى من لا حمية له و تذكرت سيدتي و مولاتي زينب
فما كان مني الا خاطبتهم البصرة ليس لها من يحميها ايها النائمون تفجير و قتل و تهديد كل يوم و انتم لستم من حماتها
لم يخجلوا من انفسهم فما كان من الضابط وهو يذكرني بابن مرجانة الامير يشتم ظالما اصدر امرا لحارسه الوفي احتجزهم وصوب سلاحك نحوهم
فوك حكة دكة حاميها حراميها الجيش صايم ونايم عاش قائد الفرقة ابن ديالى مدينة البرتقال حامي البصرة شكرا نوري المالكي
ليس غريبا على الاذناب الذين صوبوا سلاحهم على اهلهم لقمع الثورات ودنسوا العتبات بسفك دماء الابرياء ان يعودوا اليوم ليروغوا الشرف العسكري

بتراب الخسة و النذالة.

 

التساؤل هنا ماذا لو من تعرض لهذا الموقف احدى الفتيات الصغيرات من طالبات المدارس او طالبات الجامعة او حصل مع امراة ضعيفة كان تكون

مريضة او حامل او معوقة  او كبيرة في السن ماذا يحصل يمكن ان تموت في الحال.

من يسعف النساء في الاسواق والشوارع و الاماكن العامة من بطش المتخلفين عقليا الذين لا   

يوجد مصح نفسي يؤويهم و كذلك المدمنين و السكارى الذين يلاحظ انتشارهم و بشكل كبير و نحن مقبلين على عيد الفطر الاغر

تساؤلات عديدة اتركها للاخوة المتلقين لتبويبها

اما عدم تدخل الجيش في مثل هذه الحالات فهو مبرر لان افراد القوات المسلحة يعتبرون من اعضاء الضبط القضائي ممن وجب تدخلهم

ناهيك عن كون البلد يمر بمرحله امنية عصيبة حيث الاحداث الامنية الساخنة على مدار الساعة و كي نقطع الطريق على المتصيدين ممن يستغلون التجمعات و الاحداث العرضية لتمرير العبوات و المتفجرات والخ من ادوات الموت 
*رسالة من مواطنة بصراوية عبر البريد الالكتروني