الأربعاء، 1 مايو 2013

المالكي وحزبه يضربون شعبنا ووطننا "دَبّه"

لم يتعرض شعب للاحتيال والخديعة من قبل حزب ما وهو يبحث عن حريته وكرامته كما تعرض اليه شعبنا على يد القوى الاسلامية والشيعية تحديدا وعلى رأسها حزب الدعوة الاسلامية. شعبنا الذي ناضل لسنوات طويلة ضد نظام البعث القمعي وعقد الامال الكبيرة على احزاب المعارضة العراقية حينها لتغيير الواقع السياسي الاكثر من مر من اجل غد افضل لابناءه ووطنه وللتحرر من نير البعث الفاشي. يُصدم اليوم بنرجسية المالكي وحزبه ودولة لاقانونه ومماراساتهم المشينة ومعهم باقي عناصر التحالف الشيعي،  الذين اثبتوا ان بينهم وبين مصلحة الوطن والمواطن واحتياجاته بون كبير لن تستطيع ديماغوجية هذه الاحزاب المتعكزة على الطائفية من النهوض بها مطلقا حتى وان تعكزوا على مرجعية دينية جاءت بهم الى السلطة.

 

وكما ذكر التاريخ وسيذكر جرائم البعث بحق العراق والعراقيين لسنوات طويلة ويوصمها بابشع واشنع العبارات والاوصاف، فان هذا التاريخ نفسه قد بدأ بعد مرور فترة قصيرة على الاحتلال الامريكي للعراق ولليوم بوصم القوى الاسلامية العراقية التي عقد شعبنا وعلى الاقل شيعته عليهم الامال لتغيير بؤس واقعهم المعاش تحت ظل البعث "المقبور" باوصاف لاتفرق كثيرا عن فترة البعث الدموية. فهذه الاحزاب وعلى رأسها حزب الدعوة الحاكم قدمت اسوأ نموذج للحكم طيلة تاريخ العراق المعاصر، وقفزت من خلال سياساتها الرعناء والبعيدة عن مفهوم الوطن والمواطنة على شعاراتها التي رفعتها اثناء مقارعتها لنظام المجرم صدام حسين، لتسيء بذلك الى تاريخها وقوافل شهدائها بعد ان تنكرت لمثلها وقيمها واخلاقها.

 

فسرقة المال العام الذي جرى ويجري على قدم وساق من قبل قياديي واعضاء وانصار هذه الاحزاب وعوائلهم، وحجم الفساد المستشري بعلمهم وبمساهمتهم فيه والذي ادى الى تعطيل العديد من المرافق المهمة بالبلد وتدميرها، وضياع مليارات الدولارات من خلال عقود وهمية لشركات وهمية يديرها متنفذون منهم وغيرها الكثير. تشير بمجملها الى ان هذه الاحزاب قد خدعت ابناء شعبنا واحتالت عليهم وهي تسّوق نفسها كمنقذ و  مخّلص لهم من ارث نظام صدام وحزبه. وآخر جريمة بشعة ارتكبها المالكي وحزبه ودولة لاقانونه كانت مكافأة مجرمين عتاة قتلوا الالاف من خيرة شباب العراق بطرق هي اقرب الى الهمجية اي فدائيي المجرم صدام حسين، هؤلاء القتلة الذبّاحين هم الذين اعاد لهم المالكي وحزبه الاعتبار تاركا ضحاياهم واولئك الذين قارعوا نظام العهر البعثي كالانصار الشيوعيين الذين قدموا اعدادا كبيرة من الشهداء وهم يقاتلونه في سبيل غد افضل لوطنهم وشعبهم ومعهم كل الشرفاء في هذا البلد المبتلى بحكم الاحزاب الطائفية، مصابين بالذهول لهذا القرار "القرقوشي" الكارثي والذي ترجمه المالكي على انه قرار انساني اكثر مما هو سياسي. ولنتساءل بدورنا عن المانع في ان يصدر المالكي قرارا يمنح فيه الانصار الشيوعيين نفس امتيازات القتلة من فدائيي صدام على ان يكون انسانيا لاسياسيا، لخطورة انصار الحزب الشيوعي العراقي على العملية السياسية!!!!

 

اذا اردنا ان نكون منصفين في مقارنتنا بين المجرم صدام حسين وحزبه منذ وصولهم الاول للسلطة في 8 شباط الاسود 1963 ولحين رحيلهم غير المأسوف عليه عنها، وبين المالكي وحزبه منذ وصولهم للسلطة الى يومنا هذا، علينا ان نشير الى ان المجرم صدام وحزبه لم يحتالوا او يخدعوا شعبنا بشيء، لانهم ببساطة سليلو منظمات الجريمة، والتي ابدعوا فيها ليصل البلد بعد عقود من حكمهم الى ما هو عليه الان، علما انهم كانوا صريحين مع شعبنا، فجلادهم الاكبر قال علنا من انهم جاءوا ليبقوا وان تركوا السلطة سيكون العراق بلا شعب ولا موارد. اما المالكي وحزبه فانهم خدعوا شعبنا واحتالوا عليه وساهموا ويساهمون مثلما ذكرنا بسرقة ثرواته بشكل منظم ومبرمج معتمدين على استفحال الظاهرة الطائفية والتي يغذونها باستمرار لهدف رسم لهم في مطابخ دول اقليمية وغربية، واثبتوا انهم تلاميذ مهرة لهذه المطابخ التي تريد العراق ضعيفا على اقل تقدير. فالمالكي وحزبه وهم في المعارضة بل وحتى قبل كل انتخابات يحولون العراق بثرواته الهائلة "المسروقة" الى جنات تجري من تحتها الانهار، وبعد ان استفردوا بالسلطة عن طريق نظام دكتاديموقراطي، تنصلوا من كل تلك الشعارات وليدفع شعبنا نتيجتها ثمنا باهضا.

 

وعودة لعنوان المقالة فان كلمة "دَبّه" تعني في اللغة العراقية المحكية الاحتيال والخديعة، " وانضرب دَبّه" كناية بغدادية عمن خدعوه واحتالوا عليه. ومن خلال سياسة المالكي وحزبه " واشقيائية دولة لاقانونه" وطيبة وبالاحرى سذاجة جزء كبير من ابناء شعبنا الطيب يشير الى ان شعبنا " انضرب من الاسلاميين مو خوش دَبّه" وينطبق عليه قول الشاعر الملا عبود الكرخي:

 

ظل السرسري يسبّه ............ والف وسفه انضرب دَبّه

چان امقّر .....................................................

زكي رضا

الدنمارك

14/4/2014

 

 

 

قضية (اصحاب الملفات المشبوهة ) في إقليم كردستان بين الواقع والخيال...؟!


  شه مال عادل سليم


شهد الأسبوعان الماضيان تداعيات خطيرة على الوضع السياسي في إقليم كردستان , تمثلت بانتقاد الامين العام السابق للاتحاد الاسلامي الكردستاني المعارض (صلاح الدين بهاء الدين) فترة حكم السيد (مسعود بارزاني) للاقليم , وقال في مقابلة صحافية مع مجلة (ليفين) الكردية بان الفترة الاخيرة من حكم السيد ( البارزاني) تعتبر من اسوأ الفترات التي مرت على الاقليم ...!! , وكذالك نشر رسالة كتبها( ادهم بارزاني) القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ,وابن عم رئيس اقليم كردستان ردأ على تصريحات (صلاح الدين بهاالدين )على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يتهم السيد( بهاالدين) بالعمالة والتجسس لصالح جهة معينة ...!!
والجدير بالذكر ان قضية ( اصحاب الملفات المشبوهة ,الذين تجسسوا لصالح النظام البعثي البائد وتعاونوا مع اجهزة المخابرات والاستخبارات والامن الصدامي ,اولصالح الدول الاقليمية وتحديدأ (تركيا وايران), تثير بين فينة واخرى من قبل كبار المسؤولين في الاقليم وتستخدم لاغراض سياسية وحزبية ضيقة ضد اصحاب الملفات السوداء , والتي لازال بعض من هذه ( العملاء والجواسيس ) يتربعون على عرش السلطة ويتبؤون مناصب حكومية وحزبية رفيعة في الاقليم رغم الضغوطات المتواصلة والمطالبات الجماهيرية بمقاضاتهم اسوة بمستشاري الافواج الدفاع الوطني من ( صداميين اكراد ) الذين خدموا النظام البائد وشاركوا في تدمير كردستان ارضأ وشعبأ ....... !! 


( تورط عدد من كبارالمسؤولين الحزبيين والحكوميين الكرد في عمليات تجسس وعمالة لصالح النظام العراقي السابق)  : ـ
في عام (2006 ) وبعد ان نشرت صحيفة (آوينة و هاولاتى) المستقلتين أسماء( 751 )عميلاً كردياً للمخابرات العراقية المنحلة , الذين قاموا بالتجسس لصالح مخابرات النظام السابق بعد انتفاضة عام 1991ولغاية سقوط الصنم في ربي
ع 2003  ..... , طلب السيد (مسعود بارزاني ) رئيس اقليم كردستان تشكيل لجنة قانونية للبت في قضايا اصحاب ملفات التجسس التي تم ضبطها في مقرات اجهزة مخابرات والاستخبارات والامن بعد سقوط الصنم , واوكل رئاسة اللجنة الى القاضي ( رزكار محمد أمين ) الرئيس السابق لمحكمة الجنايات العليا في العراق التي تحاكم رموز النظام البائد في العراق , بتهمة جرائم الحرب والابادة الجماعية , وعضو محكمة التمييز في إقليم كردستان ..... , وخوله صلاحيات واسعة تتعلق باستدعاء اي مسؤول مهما كان موقعه واخضاعه للتحقيق وتقديمه للمحاكمة ، وفق الادلة والقرائن الثبوتية المتوفرة عنه والمستخلصة من ملفه التجسسي الخاص , وعليه اطلق القاضي (محمد امين ) نداء لجميع الجهات والاشخاص الذين تتوفر لديهم معلومات دقيقة وادلة ثبوتية وملفات تتعلق بعمليات تجسس هؤلاء الاشخاص المتورطين في العمالة لصالح اجهزة امن ومخابرات النظام السابق بعد عام 1991 فقط ، وتقديمها الى اللجنة المعنية تمهيدا لبدء اجراءات التحقيق بحقهم , بعد ان تم اعفاء (الجواسيس والعملاء وكبار الجحوش )المتعاونيين مع النظام العراقي البائد ابان الثمانينات دون قيد وشرط وبقرار فوقي من قبل (الجبهة الكردستانية ) قبل انتفاضة اذار عام 1991....!!
ومن الجدير بالذكر ان اللجنة المذكورة لم تستطيع ان تقوم بواجبها تجاه ملفات الجواسيس رغم وجود الوثائق والادلة الدامغة ...,وذالك لاعتبارات كثيرة أهمها :
1 ـ عدم استجابة الحزبين الرئيسيين مع نداء رئيس الاقليم لمقاضاة الجواسيس ,وذالك لوجود اسماء وشخصيات قيادية في الحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ) متورطة بالعمالة للنظام البعث البائد .
2 ـ غلق ملفات العملاء الكرد قبل فتحها من قبل برلمان كردستان , رغم وجود اسم عضوي برلمان كردستان في ملفات الجواسيس ( الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان للاستخبارات البعثية البائدة ,وذالك بحجة الخوف من ان تنعكس محاكمات هؤلاء الجواسيس بالسلب على الاوضاع الامنية المستقرة في اقليم كردستان واثارة مشاكل سياسية واجتماعية بمجرد بدء اللجنة باجراءات التحقيق مع اولئك المتهمين الذين لازال البعض منهم يتبوء مناصب ومسؤوليات رفيعة سواء في حكومة الاقليم او في السلطات الاتحادية ببغداد او داخل الاحزاب الكردية .....!!
3 ـ عدم استقلالية القضاء الكردستاني ....., وتبعيته للحزبين الحاكمين ولاجهزتهم الامنية .....!
4 ـ سيطرة منطق القوة والهيمنة الحزبية على جميع مناحى الحياة ( السياسية , الاجتماعية , القضائية , الإقتصادية والإعلامية) في الاقليم ...!!
5 ـ شكلية و روتينية قرار رئاسة الاقليم ...., بمعنى اخر ,ان قرار تشكيل لجنة للبت في قضايا اصحاب ملفات الذين أساؤوا الى شعبهم واستغلوا مواقعهم للتجسس لصالح عدو الشعب الكردي , تحقيقا لمنافعهم الخاصة كان مجرد فرقعات للاستهلاك الاعلامي لااكثر ولا اقل .....
اخيرأ ......... , يرى اغلب المراقبين والمهتمين للشأن الكردي بان تصاعد حدة التوتر والتراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة والتجسس بين الاحزاب الكردية والشخصيات وكبار المسؤولين في الاقليم ماهي الا تصفية حسابات سياسية( قديمة جديدة) بين الاخوة الاعداء هدفها تحقيق مصالح حزبية ضيقة لااكثر ولااقل .....؟! 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) نص رسالة السيد ادهم بارزاني  : ـ الى السيد صلاح الدين بهاالدين ـ  السلام على من أتبع الهدى و ترك الظلال ...... تقول بان الفترة الاخيرة من حكم السيد مسعود بارزاني تعتبر من اسوأ الفترات التي مرت على الاقليم  .... , وانا اقول لك بان  أسوء ما قام به الرئيس البارزاني في فترة حكمه هو أنه لم يوافق على إحالتك للمحكمة  بسبب تورطك بالتجسس لصالح جهة معينة , بالرغم من وجود ادلة دامغة ومستندات كاملة وموثقة لاتقبل الشك والتأويل , وذالك من اجل الحفاظ على وحدة الصف الكردي...!! الله يهدينا جميعأ ـ التوقيع ـ أدهم ـ .

 




 

تفجير العامرية ادانة ووصمة عار في جبين الجميع..........


لم تعد الحالة تتحمل المجاملة والامل  والدعاء في  العراق ، بعد كل ما حصل ويحصل، يوميا وعلى امتداد  ارض الوطن، من قتل ونفاق وفساد وتحت جميع المظلات" سياسية او دينية او قومية " التي يتخفى خلفها ذلك الثالوث.

ان ماحصل في العامرية ليلة امس  19 حزيران في وسط عاصمة تكتظ بالسيطرات الامنية والانتشار الواسع لقوى الامن والجيش وفي منطقة يجري تفتيش الجميع بها ، يدلل من جديد ان ما يحصل في العراق لا تقف خلفه  القاعدة وغيرها من تلك الاسماء التي لم تتوقف الحكومة وغيرها من القوى السياسية من لصق التهم بها وتحميلها ما يحدث في اكبر عملية لذر الرماد في عيون الناس وليس عملية استغفال لهم بل انها تجاوزت حدود ذلك، بل انها كانت ولازالت عمليات تقف القوى السياسية  التي لازالت تتصارع على تقاسم العراق، مسؤولة عنها ومسؤولية مباشرة  وتمارسها باسم الدستور والقانون والدولة  وبرضى القوى الدولية التي تدعمها وفي مقدمتها دولة رعاة البقر  وطابورها المحلي والدولي.

ان ما حصل سابقا  وحصل يوم امس وصمة عار بجبين كل مسؤول في مفاصل هذه الدولة والحكومة ، ويتعداهم ليطول القوى الدينية الوطنية التي تتصدى للقضية العراقية اليوم وتطال ايضا الصمت الذي يطوق عنق المواطن العراقي الذي تقوقع خلف مسلسلات اوردغان التلفزيونية وغيرها من مظاهر الافساد والفساد التي تمارس اليوم في المجتمع العراقي .

ان بقائنا في منازلنا اليوم  صامتين على دماء المئات من ضحايا سياسات كم الافواة ومصادرة الحرياة في دولة الفلتان الامني  وصمة عار ستبقى تطاردنا وتطعن انتمائنا لهذا الوطن وهذا الشعب. علينا مسؤولية ملحة بتنظيف انفسنا من النفاق الذي نغرق به والنهوض من جديد  وان تكون الشوارع بيوتنا حتى يعود الامن والامان واحترام حق الحياة الامنة لنا.

كريم الربيعي

الجمعة، 19 أبريل 2013

أطفالهم ورود....أطفالنا أرقام!



مارتن ريشارد, طفل صغير يبلغ الثامنة من عمره, قضى في حادث التفجيرات الأخيرة التي ضربت مدينة بوسطن الأمريكية وهو يحيَ والده الذي كان بين المتسابقين في المارثون. لقد ملئت صورة هذا الطفل البرئ كل وسائل الإعلام الأمريكية وباقي الصحف الأجنبية, فهو بالتالي ضحية التخلف والهمجية والتطرف الذي يضرب هذا العالم. لقد رحل مارتن لكن قصته بالتأكيد لن تنتهي عند هذا الحد, لقد أنشأ محبوه صفحة له على الفيسبوك ليتبادلوا آخر الأخبار عن الإنفجارات ولتقديم التعازي لذويه, أنتشرت أيضا ً صور مارتن الأخرى, كصوره في البيت والمدرسة وصورة تحمل لافتة تدعو للسلام. ليس هذا فحسب, سيتولى ذوو مارتن أيضا ً مسؤولية مرحلة مابعد وفاة مارتن, كإنشاء منظمات تدعو إلى تحييد الأطفال في النزاعات المسلحة أو مؤسسات ترعى الطفولة أو التبني وسيجمعون الأموال بإسمة لمساعدة الإطفال المصابين جراء العمليات الإرهابية وأشياء أخرى من هذا القبيل. سيصبح مارتن أكثر من نجم بعد وفاته حينما يستغل السياسيون الأمريكان صور مارتن في دعايتهم الإنتخابية في إعلاء شأن الصقور في محاربة الإرهاب أينما كان, وليس بعيدا ً ربما سيكون لمارتن شارع بأسمه أو مدرسة أو حتى تمثال صغير في مكان الإنفجار حيث لقى حتفه. المهم, سيكون مارتن موجودا ً وحاضرا ً في أذهان الأمريكان والعالم كشاهد على هجمة شرسة ضد مجتمع آمن.

لنذهب إلى الجهة الأخرى من العالم, حيث تزامنت تفجيرات بوسطن التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص مع تفجيرات ضربت مدن عديدة في العراق, إذ راح ضحية الأخيرة العشرات من القتلى والمئات من المصابين. من بين كل أولئك الذين ماتوا في الإنفجارات الإرهابية بسيارات مفخخة في العراق كان هناك أطفال كثر. سأقول بصراحة بإني خجل لأني لم أتذكر أسم أي طفل قتل في ذلك اليوم, فلم تكن سوى صور للضحايا لاأعرف أسمائهم شاهدتهم على صفحات الفيسبوك. لا أعرفهم مطلقا ً وسوف لن أتذكرهم بعد عدة أيام, حتى أنهم ربما لن يكونوا موجودين في ذاكرتي بعد أشهر قليلة ولن أتذكرهم أذا سألني أحد عنهم. ربما هناك صورة عالقة في ذهني من تفجيرات حدثت قبل أسابيع حين شاهدت طفلا ً عراقيا ً وهو ينظر بدهشة للأطباء وهم يحاولون مساعدته بقطع أقدامه بالمقص بعد أن حولهما الإنفجار إلى أشلاء. لا أعرف أسم هذا الطفل المسكين ولا من هو ولاحتى مكان سكناه, فقط صورة بقت عالقة في الذاكرة. لم أشاهد الورود تحيط بالطفل بعد إنتهاء العملية وهو ممدد على سرير المرض ولا حتى صور أخرى لقدميه التي كانتا سالمتين قبل الإنفجار ولا حتى مرت علي صفحته الشخصية التي ربما أنشئها, وأقول ربما, بعض المتضامنين معه. الشيئ الملفت أن مقتل العشرات وإصابة المئات بتفجيرات يومية في العراق لاتضظهر على صفحات الصحف العالمية والعربية إلا كإشارة بخبر هامشي بسيط وكأنه شيئ إعتيادي يحدث كل يوم إذ يستحق هؤلاء القوم الموت بهذه الطريقة بعد أن إختفت أسمائهم وصفاتهم وصورهم من عناوين الصحف.

كل يوم تتعزز لدي قناعة بأننا, كعراقيين, مجرد أرقام مرسومة على خريطة هذا الوطن الذي يشبه فريقا ً لكرة القدم, فحين يصاب أحد اللاعبين يدخل لاعب آخر برقم مختلف, أو حتى بنفس الرقم فمن يأبه, المهم أن تستمر المباراة. لاتتوقف المباراة أبدا ً من أجل لاعب مصاب, فلدينا والحمد لله لاعبين كثر في الأحتياط, ولدينا أيضا ً منتخب أولومبي ومنتخب للشباب والناشئة والأشبال والأندية والفرق الشعبية وفي بطون الأمهات, كلهم جاهزون للعب حين يصاب لاعب ما, المهم أن تستمر المباراة حتى لو أستمرت عملية أصابة الاعبين واحدا تلو الآخر وتبدل الفريق مئة مرة, فلدينا كثر منهم فهم يشكلون عبئا ً على الدولة والمجتمع إذ أن إستبدالهم بآخرين قد أصيبوا ستكون فكرة رائعة. لهذا السبب, لم, ولن, تتوقف المباراة من أجل رقم معين قد خرج من المباراة, فهي مجرد فانيلة يمكن إستبدالها بأخرى ووضع نفس الرقم عليها. المهم أن تستمر المباراة ليعيش آخرون كالسياسيين والمنتفعين والمضاربين والتجار والمدربين واللاعبين والإتحاديين والكروين وكل الناس أجمعين. لايهم, سوف لن تتوقف الحياة في العراق بعد إنفجار سيارة مفخخة قتلت أربعين فردا ً, فنحن أبطال كما يصورنا الإعلام حيث نكنس الشوارع بعدها بكل أريحية وننظف السواقي من بقايا الدماء بعد رش الماء عليها, ونضحك بعدها أو نتداول مزحة بنكهة سيكار يعبر عن ألم داخلي, المهم أن الحياة لاتتوقف! ولماذا تتوقف وقد ذهبت أرقام وأتت أرقام غيرها تعمل بنفس المكان بعد ساعة من الإنفجار, فلاتتوقف الحياة على فرد أو فردين أو حتى مئة ألف فرد, بإختصار علينا أن لانقلق لموت الكثيرين فهم سيذهبون للجنة على إية حال ومن جهة أخرى سيفسحوا المجال لآخرين بالعيش في مكانهم, فعندنا في المخزن المجاور أكثر!

رحل مارتن وسوف يعرف العالم من هو وماكانت أحلامه الصغيرة وآماله الكبيرة, وسيعرف الناس أين سافر وماذا كان يأكل, وسوف تتعطل المدرسة من أجله يوم أو يومين وربما مدارس الولايات المتحدة وبعض الدول في العالم سيقفون دقيقة صمت على موت مارتن المسكين. لم يكن موت مارتن حدثا ً طبيعيا ً ولهذا على كل الناس أن تعرف أنه كان هناك فردا ً أسمه مارتن أراد عندما يكبر وأن يصبح طبيبا ً يعالج المرضى بلا ثمن أو يصبح طيارا ً يحارب الأشرار في كل مكان. لقد أريد لمارتن أن يكون مرئيا ً وواضحا ً وضوح الشمس ليس في وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية فحسب, بل في صفحات التاريخ ليكون شاهدا ً على همجية الهجوم الذي كان يستهدف الأبرياء ومنهم الأطفال الصغار, وشاهدا ً أيضا ً على فشل أجهزة الأمن والشرطة الأمريكية بكل أمكاناتها بأن تحمي طفلا ً صغيرا ً بريئا ً من تلك الهجمة الشرسة, حيث على الشرطة أن تعيد إستراتيجياتها في معالجة ومكافحة ظاهرة الإرهاب.

 أما ذلك الطفل المسكين الذي قطعت ساقاه على أثر إنفجار سيارة مفخخة في العراق, فلم تتوقف المدرسة من أجله, ولاتعرف الحكومة به أصلا ً لأنه عندهم مجرد رقم من أرقام الضحايا, ولن يعرف أحد أحلامه وآماله إن كانت صغيرة أم كبيرة, حتى لايعرف أحد أسمه وعنوانه, لكنه ترك في النفوس أثرا ً لايمحى بنظرته التي تعبر عن الدهشة وهم يقطعون جزء من جسده, وكأنهم يقطعون شيئا ً يابسا ً هو ليس بحاجة إليه. لقد أريد لهذا الطفل البريء أن يكون مخفيا ً, لامرئيا ً لوسائل الإعلام ولباقي مؤسسات الدولة والمجتمع, أريد له أن يكون حدثا ً من الماضي كباقي الأحداث التي تمر علينا, ولانعير لها الأهمية لأنها أصبحت عادية, مهما كبرت حجم القيمة المعنوية لما فيها من مشاعر وآلام وأحلام ومسرات تتخفى بين طياتها وتتجلى على وجوه الضحايا أثناء نقلهم إلى المستشفيات. نعم, لقد أريد لهذا الطفل المقطوع الساقين الملطخ الوجه بالدم أن يكون رقما ً فحسب, كي لايذكره المجتمع ليشعر بالألم من أجله, فعندنا من الآلام مايكفي. ولكي لايذكر مؤسسات الدولة بفشلها وخيبتها من عدم حمايته, لأنه سيفرض عليها أن تعيد النظر بخططها وإستراتيجياتها في مكافحة الإرهاب وهي لاتريد ذلك لأن هناك من الفاسدين والمنتفعين من ظاهرة الإرهاب. إذن, ذلك الطفل هو بالتالي رقم من الأرقام التي يمكن أن تعوض برقم آخر, لكنه بالنهاية فضحهم بنظرته الغريبة تلك والتي تترك أثرا ً في قلب وعقل كل من يشاهدها!

 

عماد رسن

الاثنين، 8 أبريل 2013

عشر سنوات بعد سقوط الصنم... أين صرنا!


عماد رسن

 يُحكى في التراث الشعبي العراقي أن هناك سارق وقاطع طريق في البصرة أسمه معيط. كل الناس تعرف وتلعن معيط لعنا ً شديدا ً لأنه كان يسرق أكفان الموتى الذين يُجلبون من أيران فيُدفنون في البصرة بإسم الوديعة لحين نقلها بالقوارب التي تسمى الكلك آن ذاك إلى الكوفة, وذلك عبر شط العرب وبعدها عبر نهر الفرات لتصل إلى النجف حيث مستقرها الأخير. فلما مات معيط ارتاح الناس من شره فصاروا يلعنونه أمدا ً طويلا ً ليرتبط أسم معيط باللعن بشكل تلقائي. لكن معيط وقبل أن يتوفاه الأجل أوصى إبنه شعيط بإن لا يدخر جهدا ً برفع اللعن عن أبيه معيط لينشغل عنه الناس. فكر شعيط كثيرا ً بالأمر فتوصل إلى حل وحيد يستطيع به رفع اللعن عن إسم أبيه, وذلك بالقيام بفعل أكثر شناعة من فعل أبيه معيط, وبذلك ينسى الناس أبيه ويلعنوه هو بدلا ً عن أبيه. وعلى هذا الأساس قام شعيط بسرقة أكفان الموتى كما كان يفعل أبيه في السابق لكنه لم يكتف بذلك فقام بوضع خازوق بمؤخرات هؤلاء الموتى ممثلا ً بجثثهم. فلما عرف الناس بالأمر صاروا يرددون, رحم الله معيط الذي كان فقط يسرق أكفان الموتى, ولعنة الله على شعيط الذي يقوم بالتمثيل بها. وبهذه الحيلة رفع شعيط عادة اللعن التي رافقت أسم أبيه بذكاء شيطاني نادر. يقال أن الأمثال تضرب ولاتقاس, فحال الشعب العراقي المسكين بعد عشر سنوات من سقوط الصنم كحال الموتى الذين سرقت أكفانهم ومثل بهم بين شعيط ومعيط.

 

لقد ذكرت هذه الحكاية سابقا ً في مقال قديم وأذكرها الآن لأني أعتقد أنه الوصف المناسب الذي يقطع الطريق على أولئك الذين يقولون أن كل الويلات أتت بعد سقوط النظام السابق وكل من يحاول أن يقارن بين عهدين, إذ أن أحدهما هو إمتداد للثاني ونتيجة طبيعية له, وبذلك أكون قد تجاوزت نقاش المقارنة بين عهدين.

 

إذن, في مثل هذه الأيام, قبل عشر سنوات بالضبط, سقطت بغداد بيد الاحتلال بشكل مهين بعد أن تركها النظام وفر منها بينما كان يتوعد بالويل قبل سقوطها. عشر سنوات على تهاوي الصنم في ساحة الفردوس, حيث إشرأبت وجوه متعبة لبزوغ الشمس في مشرق جديد, وتجهمت وجوه مطفأة العيون من إنتهاء زمن كانوا ينعمون به بخيرات هذا البلد في ظل هذا الصنم الذي بدا ضعيفا ً يترنح أمام عدسات المصورين يلفه علم أمريكي لعشرين دقيقة وكأنها رسالة واضحة بأن لولا الأمريكان لما سقط النظام السابق. أما الغالبية الصامتة, ضحية شعيط ومعيط, فكان يعلوا وجهها الحيرة ومزيج من فرح يشوبه الخوف, نعم, الخوف من المجهول, فهم يعلمون أن سقوط النظام كان حقا ً يراد به باطل. فليس لسواد عيون العراقيين جاء الأمريكان والبريطانيين لينهوا حكما ً دام أكثر من ثلاثين عاما ً.فقد كشفت صحيفة الأندبندنت البريطانية أن شن الحرب على العراق كان أمرا ً قد دبر بليل بين جورج بوش وتوني بلير في رحلة نهاية أسبوع قام بها الأخير لولاية تكساس الأمريكية بصحبة بوش وحده من غير حضور مستشاريهم, وأن الرجل رجع إلى بريطانيا مقلوب رأسه, بالرغم من التقارير التي أعدتها المخابرات البريطانية والتي ذكرت أن العراق لايشكل خطر في الوقت الحالي, بل أن ليبيا هي الأولى بشن الحرب لإنها تحضر لإمتلاك أسلحة محظورة. 

 

سقط النظام وجاء الأمريكان ببريمر, حيث لاخطة هناك لما بعد السقوط, فكل شيء كان يتم بشكل عفوي تلقائي بلا أدنى تخطيط مسبق. ليس هذا فحسب, حتى أن المعارضة العراقية لاتملك مشروعا ً مسبقا ً عما سيكون عليه شكل العراق لما بعد السقوط, ففرقة ترى العراق دولة إسلامية وأخرى دولة علمانية, وأخرى فيدرالية وأخرى دولة عربية قوية في المركز, وهكذا. كل شيء كان يجري بشكل عفوي وإرتجالي وبقيت الأغلبية الصامتة صامتة لغياب التظيم بعد موت الحياة السياسية في العراق لأكثر من ثلاثين عاماً وموت الطبقة الوسطى الكفيلة بالتغيير في حصار مخطط له أن يدمر هذا البلد دام لأكثر من عشر سنين. عرقلات ومشاكل سياسية بدأت مع بداية المحاصصة الطائفية ثم ذهبنا لكتابة الدستور ومع زعل فلان وترضية فلان مضى الدستور. في تلك الأثناء, كانت حدود العراق مفتوحة وجدرانه خاوية إذ تكفي ليتسرب منها المتشددون وكأن الأمريكان على موعد مع هؤلاء لينقلوا الصراع من افغانستان إلى العراق. أما العراقيون فقد ذهبوا للشراكة السياسة وفي جيوب سياسييهم مشاريع طائفية يكسبون بها رضا الجمهور بعد أن صار العراق بلد ديمقراطي. فالأغلبية الصامتة يستميلها فلان وفلان من السسياسيين بعد أن يدغدغ مشاعرهم الطائفية ويخلق لهم أعداء طائفيون وهميون.

 

أما الآن, وبعد عشر سنوات من سقوط الصنم, لم تصمد الشراكة حيث يلوح البعض بحكومة الأغلبية. غرق العراق بالفساد وصار مرتعا ً للإرهاب وهو يتجه للتقسيم لامحالة إذا ما أستمر الوضع لما عليه, لاخدمات ولامشاريع ولاشيء جديد سوى عدة آلاف من المدارس الطينية ومستوى عال لخط الفقر, والفارق الوحيد هو الميزانية التاريخية التي تمتلكها الدولة. السؤال المهم, هل راجعنا أنفسنا بعد كل تلك السنين, هل كان السبب هو النظام السابق وحزب البعث والإرهاب في تأخر العراق على جميع الميادين والأصعدة أم أن هناك أسباب أخرى, كقبولنا أن نكون ضحايا لشعيط ومعيط! بالقلم العريض, هل كان النظام السياسي السابق سببا ً لكل ما حصل أم كان نتيجة طبيعية لثقافة بائسة تعشق الدكتاتورية والتسلط وإلغاء الآخر والتشدد في كل شيئ.

 

مع الأسف الشديد, الغالبية العظمى من السياسيين, وهناك أيضا بعض من المثقفين والاكاديمين, كانت تظن بأن بزوال الصنم ستزول مصائب العراق ومآسيه, لا أعرف إن كانت تلك الفكرة ناجمة عن تدن بمستوى الوعي لدى الطبقة السياسية لإنفصالها عن الوسط الثقافي الذي كان سينورها بالحقيقة, أم كانت تعرف بما سيحدث ورغم ذلك مضت بمشروعها الهادف للتغيير من خلال الحرب. في الحقيقة أن المشكلة في العراق ليست سياسية فقط بل هي ثقافية في جذورها, فليس النظام السياسي في العراق وحدة بحاجة لمراجعة شاملة بل ثقافتنا بحاجة لمراجعة شاملة, فالثقافة تمرض إن لم يتم تطويرها. فنحن بحاجة لنقد ثقافتنا, إعادة النظر بما هو صح وماهو خطأ مما هو سائد في مجتمعنا, إعادة إنتاج بعض المفاهيم عن الحرية والديمقراطية والمساواة, عن الآخر المختلف في الدين واللون والقومية, عن المرأة والدين ومعنى الوقت. بإختصار شديد, ثقافتنا بحاجة للتحول من طابعها التقليدي إلى ثقافة عصرية حداثوية. فبهذه الطريقة فقط يمكن أن ننجو, فلا يمكن تصور نظام ديمقراطي تعددي فيه هذا الكم الهائل من الهويات الفرعية والثقافات المتعددة أن يستمر ويكون فعالا ً مالم تصاحبه ثقافة عصرية حداثوية تكون مرجع لكل شيئ فيه. هل أعدنا النظر في ثقافتنا؟ هنا تكمن المشكلة إن كان الجواب لا!

سقط الصنم, وتشظى ليصبح ألف صنم لكل مسؤول وشخصية سياسية, وربما لكل فرد عراقي, حتى كأن الصنم الكبير نفسه الذي تهاوى كان صنيعة من أصنام تكمن بداخلنا نعبدها. عشر سنوات ومازالت تلك الأصنام الصغيرة بدواخلنا تنمو وتتجذر منذ مئات السنين لأن ثقافتنا ثقافة تعشق الأصنام وتحب عبادتها. أما الأغلبية الصامتة فلازالت صامتة لأنها لاتزال تعشق الأصنام وتكره الحرية الكامنة في تحطيم تلك الأصنام الصغيرة التي أصبحت أصناما ً طائفية بإمتياز, لتضل ضحية بين شعيط ومعيط!

 

عماد رسن


 
 

الأحد، 7 أبريل 2013

الغسيل القذر...


نشر جون كرينس غسيل الشركات الاميركية والاعمدة الاخرى التي تتحالف معها لتشكل سلطة او قوة الكوبروقراطية ، والتي هدفها السيطرة على العالم ، في كتابه له بعنوان " الاغتيال الاقتصادي للامم " والذي تستعرضه هذه الايام قناة روسيا اليوم بالقاءات متعددة مع الكاتب.

القاتل الاقتصادي كما يسمى " جون كرينس " شارك في تنفيذ هذه السياسة  التي تديرها اقطاب ذات مصالح اقتصادية ولديها شركات كبرى، في الوقت ذاته الذي تحتل تلك الاقطاب ، مناصب سياسية قيادية في هذا الحزب او ذاك في الولايات المتحدة الاميركية، فليس بالامر الخفي ان يكون جورج بوش من اصحاب او ملاكي شركة الغذاء المتحدة وبذات الوقت ممثل اميركا في الامم المتحدة، وربما هو ذاته السباق لاقتراح المشاريع، بكيفية توفير الغذاء لشعوب افريقيا وغيرها من بلدان العالم!!!!!!!!!!!! وهو ذات الشخص الذي أصبح فيما بعد رئيسا للدولة ، انه مثال ليس الا، ولكن هذا هو الحال فعلا للمناصب العليا الاميركية.

تلك الشركات ،التي يكون صندوق النقد الدولي والبنك الدولي جزءا منها، والتي تتمدد  بقوة مالها، و توفر وبذات المال الحماية لها من قبل الجيش وبقوة السلاح، وتحافظ على مصالحها وتوسعها اجهزة المخابرات وخصوصا ال سي اي ايه. و اولى اهدافها هي منح القروض وتنفيذ المشاريع على اساس او بالترابط مع تلك القروض ، واملها كما هي عينها على ان  لاتفي تلك البلدان بتسديد هذه الديون فيما بعد، وهنا هو الهدف او سياسة المقايضة التي تتبعها تلك الشركات وبشكل قانوني لا يثير دولة القراصنة  ولا الكثير ممن هم على هذه المعمورة ، وتتمثل سياسة المقايضة تلك بمطالبة الدولة هذه او تلك بوجوب تسديد القرض مقابل اراضي او مواقع اخرى، وهذا ما فعلوه مع العديد من بلدان العالم منها وعلى سبيل المثال الاكوادور و مملكة ال سعود.

يقول جون حين ارادو بناء سدود مائية في مناطق غابات الامزون، كانت الطائرات ترسل المعونات الغذائية بسلال، وهذه السلال كنا نعمل على ان يكون قعرها مزدوج كي نخبيء جهاز للتنصت فيه. هذه الاجهزة كنا ومن خلال استقبال بثها من محطات عسكرية او طائرات نستمع لكل ما يحدث في حياة الاهالي اليومية بما فيه ماتخطط له الجماعات اليسارية المعارضة لوجودنا ،كما وتمكنا تلك الاجهزة من معرفة الحالة الصحية في تلك القرى بما فيها الحالات الطارئة، ونحن ندرك تماما  بان سلات الغذاء حملت اسماك والاسماك ملوثة وستسبب حالات اسهال.  فكنا نرسل الفرق الطبية على وجه السرعة لمعالجة اولئك الناس. افعالنا هذه كانت تثير تسائل الفلاحين، كيف عرفتم بان احدِ منا مريض او حصلت هكذا حالات لدينا ، فيجيب المعالجين ممن ارسلتهم الشركات بان الرب هو الذي اخبرنا واهدانا لناتي لمعالجتكم!!!!!

نعم انه الرب الذي اهداهم!!؟؟ هكذا  وببساطة ادخلوا الدين او اقحموه ليلبس مصالحم وبالتالي ليحققوها وبسرعة قصوى ، اما الفلاحين فقد تلفت الفيضانات محاصيلهم واراضيهم الزراعية وعلاوة على ذلك جرى تهجيرهم من قراهم  الاصلية ، دون ان يتدخل الرب !! ما اشبه رب فلاحي الامزون برب شعب العراق!!!

بهذه الطريقة تسرق اموال البلدان النامية والتي وصلت ديونها الى 3 ترليون دولار  وبفوائد متراكمة وصلت حتى عام 2004 الى 350 مليار دولار  كما يذكر الكاتب.

الكتاب الذي صدر بالعربية عن منتديات مجلة البسمة عام 2012 و ترجمه  مصطفى الطناني والدكتور عاطف  معتمد يمكن الحصول عليه مجانا على هذا الرابطwww.ibtesama.com  ومن الاهمية الاطلاع عليه للمهتم السياسي في بلداننا.

في ظل هذا النهب المشرعن والمحمي بالقانون الدولي وشرعية العلم الازرق ، النهب الذي يجري تحت يافطة الامن القومي للعم سام ومن ركع مصليا ومسبحا باسمه، لم يتوقف تباكي جوقته تلك عن فقراء افريقيا  واسيا  واميركا اللاتينية ، فثرواتهم يجب ان تؤمن مستوى استهلاكي جيد للفرد في جوقة العم سام!!، اما اطفال هذه البلدان ومن العوئل المعدمة فقد اصبحوا ايضا تحت الطلب لسد حاجات  الانجاب وغيرها من خلال التبني لهؤلاء الاطفال و تحت يافطة توفير حياة افضل لهم!!!

والمضحك المبكي بان  وزيرة في احدى الحكومات الاوربية قبل ثلاثة اعوام تقريبا وكتبت عنها في ذلك الحين،  هددت العراق بقطع المساعدات المالية عنه، والبالغة ب 25 مليون دولار على ما اتذكر!! ان لم يستقبل اللاجئين العراقيين المبعدين اليه!!!  بل لم يتوقف البكاء والاعلانات التي تدعوا لها "الشعوب المحبة للسلام " من اجل مساعدة الشعوب الافريقية ، فيما تقف الشركات الكبيرة في هذه البلدان وتحت لحاف التباكي هذا بمص دماء هذه الشعوب عبر  سرقة ثرواتهم الطبيعية، تحت يافطة الاستثمار، الذي لم تحصل منه تلك الشعوب حتى على الحد الادنى من الضرائب التي يجب ان تدفعها هذه الشركات لحكومات البلدان التي تستثمر بها، كما هو حال احدى الشركات السويسرية التي  تستخرج النحاس في تنزانيا ، والتي وصلت ارباحها العام الماضي الى اكثر من مليار دولار، هذه الارباح دفعت اهالي احدى المدن السويسرية" المحبين للسلام" والتي يقطنها مؤسسي الشركة لاقامة الاحتفال الرسمي باصحاب الشركة، في الوقت الذي لم تدفع به هذه الشركة الا 50 مليون دولار ضرائب وتم هذا بعد جهد جهيد، فيما صوت المستثمرون في تلك الشركة من السويسريين" في تلك المدينة المحتفله" ضد اي قرار لدفع اموال الى الحكومة التنزانية مقابل تلك استخراج النحاس من الاراضي التنزانية !!!! هذه حالة مما تعيشه القارة السمراء الغنية بالمياه والمعادن وقوة العمل ، ولكن صورتها دائما جفاف كوارث ، جوع  وحروب. الجريمة تبدا دائما من السياسي وتمر بالبنك الدولي ووصندوق  النقد  الدولي وتنتهي  بافاعي المال، البنك الدولي يدفع قروض لهذه الدول. هذه القروض ليس لحكومات هذه الدول نفوذ بكيفية الاستفادة منها، وانما وجهة صرف القروض يحددها البنك الدولي، فتكون مثلا للبحث عن الذهب!! وحين تعجز الدول من تسدسد القروض تلك ، بعد ان تكون قد دفعت كل فائضها البسيط فوائد لهذا القرض او ذاك، ياتي البنك الدولي ليفرض مقايضته، اذا لم تستطيعوا دفع القروض  فيمكنكم تسديدها من خلال اراضي  او مناطق زراعية او مياه او مناطق اخرى ، يعرفون سلفا انها غنية بثروة ما، يستثمرها البنك الدولي وافاعي المال  دون ان يدفع سنت واحد لذلك البلد! ليس استعمار هذه المرة وانما تملك وبناء دولة داخل دولة، سياسة تمارسها شركة الغذاء المتحدة والتي يملكها بوش الاب ورهطه،  في بلدان اميركا اللاتينية وتمتد الى افريقيا الى اسيا وكما نلاحظ اليوم العراق ايضا، ميزانيات هائلة ، مشاريع تنفذ منها الخطوة الاولى وتترك ، هذه من علامات الكوربوقراطية  التي يرعاها البنك الدولي وصندوق النقد والشركات الكبرى الاميركية محمية ومرعية من الجيش والمخابرات.

هذا مثال  من عالم الانسان الذي لا يغلق فمه بالمناداة بالعدالة والتنمية الدائمة و العرس الذي ترقص به القبعات الزرقاء  دوما دون اي حساب لشعوب تلك البلدان وامنها ومستقبلها.

كريم الربيعي- نيسان-2013

 

 

 

 

 

 

ليلة القبض على عرعور


كثيرة هي الاسماء التي دخلت التاريخ من فتحات المجاري على عكس تلك التي دخلته من اوسع الابواب. ما اقصده باوسع الابواب اولئك الملوك والرؤساء والعلماء والادباء والفنانين  الذين تركو للانسانية جمعاء ما ينير لهم طريقهم وما يقوي من عزيمتهم، اما اولئك الذين خرجوا من المجاري فهم كثرة ٍ والعياذ بالله منهم لا يعرفون الا القضم والركض السريع في لحظة الهرب. شخصية اليوم عرعور واصل اسمه مركب من كلمتين عر بالاضافة الى عور، وهذا المضحك المبكي بالامر على الرغم من عر  عور الا انه يحلم بحور العين، ليس هنا القصة وانما في تلك الليلة التي القي القبض على عر.. عور بها ، لا تفرح عزيزي القاريء، لم يكن   الجيش السوري او اجهزته الامنية من القى  القبض على عر .. عور،  وانما مليحة شقراء  دخلت عليه حيث كان يسبح حمداً، فلما راها كف عن التسبيح مناديا تفضلي يا درة النصرة وقاعدة الايمان وقبلته وحره العالم، دنت المليحة منه هامسة ياشيخ عر..عور  اني اسكن في  كوخٍ خلف التلة  تلك، اتعبني الارق  والخوف، قيل ان الجن هناك يقاتلنا، يا شيخ عرعور، بحثت طويلا عن طيفور كي يقطع راسه، قالو طيفور بمهمة، ضربت المندل والحجر وقرات الفنجان ولكني لم ارى  للطيفور عوده!! ازداد الارق  والجن يحاول  ويحاول ياشيخ عرعور بلحيتك هذه تعال الى الكوخ وسبح ....عل الجن... يجن!! تنحنح عرعور حتى لم يبقى من اسمه غير الواو  وتنهد وفتل يده سريعا فدارت المسبحة مطقطقة، اعوذو .. اعوذو..  انهضي معي .. دليني على الكوخ، اريني الجن   لاريك كيف يجنُ!!

القى عرور خطبته العصماء.. فناولته كاسا من اللبن!! اشرب يا شيخي اشرب اسمع حشجرة بصوتك من التعب... فيرد العرعور .. لا لا  سالقي بهم بنار جهنم سيكونون حطبا...، يا شيخي هل اخذك لبيت مجاهدات النكاح...؟! يهز براسه ويفرك ذيله بيده ....  الكفرة  المارقون  الملحدين  السافلون، سالقي بهم... وهنا القت المليحة نفسها امامه .. فكر العرعور بلا مسبحة  وبين الشد وبين الجذب تمزق ثوب المليحة ليبان خلف الثوب ان المليحة كانت  طيفور بذاته  تلبس قناع امراة ، خر الشيخ  صريعا  امام طيفور ، وطيفورا هذا غليون يدعمه ، ربط العرعر بالواو وهو يصرخ يا عر  بشر اهل الشام باننا اوجدنا اصباغ ايمانية للحية وسراويل لا تلمس سطح الارض  ابشروا ابشروا ستكون كوية الجبين باداة صينية   !! وهنا قطع رنين الهاتف رؤيتي.

كريم الربيعي

برنامج أكو فد واحد!

      عماد رسن

 أكو فد واحد...مصطلح يستخدمه العراقيون غالبا ً عندما يريدون أن يطلقون نكتة أو مزحة ما في أشاره لشخص مجهول, في نفس الوقت, يستخدم هذا المصطلح كعنوان لبرنامج يبث من على أحدى القنوات الفضائية العراقية ويحضى بعدد كبير من المشاهدين. هدف البرنامج هو لمتعة المشاهد بجعله يضحك على نكات ومزح ومواقف يلقيها مجموعة من الضيوف يتغيرون بين الحين والآخر. لست من المتابعين الدائمين لهذا البرنامج ولكني شاهدت حلقات عديدة منه, لاأخفي عليكم, لقد ضحكت كثيرا ً على كثير من النكات والمواقف الساخرة التي أطلقها بعض الضيوف, ولكن, هذا لايعني بان ليس هناك ملاحظات على البرنامج إبتداءً من شكله وفي المادة التي يطرحها, وليس إنتهاءً بصلاحية تلك المادة ونوعها وملائمتها للفضاء العام الذي يحتوي على ماهو متعارف عليه بين الناس وماهو صح وماهو خطأ عندما يتبادلون الأفكار والآراء لصياغة المعايير في السلوك والتصرف, فوسائل الإعلام هي أحدى أدوات الضبط لهذا الفضاء لذلك يكون مراقبا ً في دول الإستبداد من أجل السيطرة على ميقال فيه.

 

فالمادة التي يطرحها البرنامج هي النكتة والمزحة وهدفها إضحاك المشاهد لتحقيق المتعة. يقول عالم الإجتماع والأنثربولوجيا الأمريكي أيرفان غوفمان في تحليله لسلوك الناس في حياتهم اليومية الاجتماعية بأننا نعيش في مسرح كبير وما نحن إلا عبارة عن ممثلين في هذا المسرح الكبير وهناك دائما ً مانخفيه وما نضمره في سلوكنا اليومي. فعندما نمارس حياتنا اليومية فنحن في الحقيقة نصعد على خشبة المسرح لأنأخذ الدور المرسوم لنا وهناك المشاهدون وهم في الحقيقة ممثلين أخرين يمارسون أدوارهم الإعتيادية. وعندما ينتهي الدور لكل منا نذهب إلى الكواليس لنتهيئ للدور القادم وهكذا. مثلا ً على ذلك نادل المطعم الذي يبدو غاضبا ً في الكواليس وربما يكسر الصحون من عصبيته عندما يتأخر الطعام  ولكن عندما يخطو إلى الصالة حاملا ً الطعام للزبائن يبدو مبتسما ً وفي غاية الوداعة وربما يلاطف الأطفال الجالسين على طاولة الطعام. إذن, يوجد هناك عالمين مختلفين نضمر أحدهما ونظهر الآخر بما يتلائم مع ماهو متعارف لنأدي الدور المناط بنا حيث نلبس أقنعة في ممارسة حياتنا اليومية. أن أي إختلاف أو عدم تناغم أو التداخل بين هذين العالمين يظهر أن هناك خطأ ما فيبدو الأمر مأساويا ً تارة ً أو مفارقة تارة ً أخرى لتولد حينها النكتة. فالنكتة ترصد الفوارق ببين العالمين وتدونها على إنها مفارقات مضحكة لأن الدور لم يكن يؤدى كما يتوقع له. ليس هذا فحسب, فالنكتة تكشف على المسرح مايدور في الكواليس لتظهر ماهو مخفي كوسيلة لكشف العيوب لأجل السخرية, أو العكس, إذ تعيد أنتاج مايدور على المسرح من فعل ولكن هذه المرة في الكواليس لتسخر من اقنعة الناس ومن الأدوار البائسة التي يقومون بها. لهذا السبب نرى أن النكتة من غير أداء جيد لايمكن أن تؤدي وظيفتها وتصبح مجرد حكاية أو قصة أو أحجية فارغة, فالدور الرأيسي للنكتة هو ليس معنى مايقال بل هو الأداء بإعادة أنتاج الأدوار المراد السخرية منها من قبل الملقي أو المؤدي بشكل آخر من أجل كشف الملابسات التي تحدث في أداء تلك الأدوار.

 

إلى الآن لايبدو لدور النكتة إلا كشف الفوارق بين ماهو مخفي وماهو ظاهر في حياة الناس الاجتماعية الإعتيادية في تفاعلهم اليومي, ولكن, للنكتة وظائف أخرى كالسخرية من الواقع ونقده بطريقة لاذعة من خلال التهكم عليه. فهنا أصبحت وظيفة النكتة معيارية وليست وصفية فقط حين تعيد إنتاج الواقع والفوارق بين العالمين الآنفي الذكر بطريقة ما من أجل تغييره. ومثل على ذلك النكتة السياسية التي سببت وتسبب أرق للسلطات الحاكمة, ويكفي لذلك ذكر أن نكتة واحدة كفيلة لترسل ملقيها لحبل المشنقة في زمن النظام السابق في العراق, وأيضا ً مايفعله باسم يوسف هذه الأيام في نقد الرئيس مرسي في برنامجه البرنامج الذي أثر على الأوساط الثقافية والشعبية والسياسية, ليس في مصر وحدها بل في دول كثيرة. فالنكتة أصبحت مظاهرة بحد ذاتها من أجل تغيير الواقع وليس للضحك والتهكم فقط.  

 

أعود لبرنامج أكو فد واحد. نعم, يمكن أن تتحقق المتعة المصبو إليها في هذا البرنامج في لحظة معينة لكنها تأتي على حساب أشياء كثيرة, كالسخرية من الآخرين في العرق واللون والطبقة والمنطقة من غير الأخذ بنظر الإعتبار مشاعر فئة معينة من الناس. ففي أحيان كثيرة يتندر بعض الضيوف على قومية معينة أو طبقة أو منطقة معينة من أجل السخرية لتحقيق المتعة. فلايمكن للنكتة أن تؤدي دورها مالم يتم وضعها في سياقها الطبيعي وهنا يفقد الملقي التحكم بمشاعره فيما يقال وما لايقال. ولم يتعد البرنامج الحالة الوصفية التي ذكرتها سابقا ً إذ لايمت لأي شكل من أشكال النقد للواقع من أجل تغييره, وللأمانة لم يكن هدف البرنامج أصلا ً تغيير الواقع إذ هو للمتعة فقط, ولكن, ليس من أجل المتعة نقوم  بإختزال النكتة في أطر ضيقة هدفها الضحك فقط. فالشعب العراقي معروف بمداولته النكته للسخرية من الواقع وقد عرفها في الألف الثاني قبل الميلاد عندما كان السومريون يسخرون ممن يخرج الريح ويتناولنه بالسخرية. فالنكتة كانت إحدى أسلحة الشعب العراقي في مواجهته للظلم ومازال يستخدمها يوميا ً من أجل تغيير واقعه المرير. أما تقديم النكات بهذا الشكل للضحك فقط وبإختيار ضيوف من طبقة ومناطق محددة وجمهور يصفق خلف الضيوف, بعد كل فاصل بأغان شعبيه من لون واحد, حيث يسطع عليهم لون الاستوديو الأزرق وكأنهم أشباح يتطايرون مع كل نغمة للرقص فهذا شكل بائس فعلا ً.

 

هذا كان مايتعلق بشكل البرنامج, أما ملائمة مادته مع مايقدم في الفضاء العام فتلك كارثة كبيرة. نعم, نؤمن بالحرية في التعبير التي هي رديف للديمقراطية, ولكن بعض الديمقراطية تؤدي للفوضى على حد قول والدي رحمه الله. إذ يتندر علينا الضيوف بنكات فيها من السب والشتم, وفيها من السخرية من جنس أو نوع أو قومية أو منطقة بما لايتلائم أن يطرح على وسائل الإعلام. فلوسائل الإعلام وظيفة معينة أخلاقية في جوهرها إذ لاتنسجم مع تقليل شأن بعض الناس كالسخرية من المنغولي او الأعمى. نعم, يمكن لذلك أن يحدث بصورة طبيعية في الشارع ولكن أن يظهر على شاشة التلفزيون فهذا يعطيه شرعية معينة ويمرر الكثير من القيم الخاطئة على إنها صحيحة ومتعارف عليها ويمكن تداولها بين الناس.

 

لست ضد برنامج أكو فد واحد, ولكن على القائمين على هذا البرنامج أن يعيدوا النظر فيه وفي محتواه وشكله وربما حتى هدفه بأن يكون مادة دسمة لتغير الواقع من خلال إعادة إنتاجه بالسخرية منه والتهكم على أبطاله المفترضين, إذ تصبح وظيفة البرنامج هي نقد الواقع وليس للمتعة فقط. على القائمين على البرنامج مشاركة أكبر عدد من فئات عمرية مختلفة ومن ضيوف من مناطق ولهجات مختلفة كي لايحسب البرنامج على فئة معينة من الناس, وأخيرا ً وليس آخرا ً, عليهم إعادة النظر بمكان الجمهور بوضعهم أمام الضيوف وليس خلفهم, أي عدم تجاهلهم!

 

عماد رسن
https://www.facebook.com/imad.rasan

صفقة تبرئة مشعان الجبوري أكتملت ...؟!


   شه مال عادل سليم



 مشعان الجبوري , المحكوم غيابيا بـ (15 )عاما مع أسقاط الحصانة عنه بتهم الأختلاس والإرهاب وشموله بمادة (4 أرهاب)(1 ) أصبح طليقا بأمر من رئيس الحكومة العراقية (نوري المالكي) ....حيث كانت هناك تهمتان موجه اليه  :
1 ـ  انطباق المادة (4 ارهاب) باعتباره كان من اشد المحرضين و المروجين للارهاب والقتل والتدمير و كان يشجع وعبر قناة الرأي الفضائية على اشاعة اساليب التدريب والتعليم على صنع( العبوات الناسفة و المتفجرات والكواتم والسيارات المفخخة) لقتل الابرياء في العراق , وبث خطابات ارهابية شوفينية عنصرية ,بالاضافة الى اجتماعاته المتكررة مع الملثمين والارهابيين القتلة تحت اسم ( المقاومة الشريفة ) .

2 ـ  صدور امر القاء القبض بحقه على خلفية فساد مالي كبير تجاوز الـ (200 )مليار دينار للفساد الحاصل في العقود الوهمية في تغذية الجيش العراقي و حماية انابيب النفط و التي كانت تفجر بين الفينة والأخرى ,و قد تم تعميم حكم القاء القبض عليه على الشرطة الدولية ( الانتربول ).


المادة السابعة من الدستور العراقي :

تنص المادة السابعة من  الدستور العراقي على :

 اولاً :ـ يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير أو التطهير الطائفي، او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.
ثانياً : ـ تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً أو ممراً أو ساحةً لنشاطه.

و هنا نسأل : أين القضاء واين الإدعاء العام العراقي من خروقات وتعطيل الدستور ؟  كيف يتمكن المالكي من تبرءة مشعان الجبوري واخرين امثاله الذي يحظر الدستور العراقي من نشاطهم  التخريبي لكونهم تبنوا  نهج العنصرية والارهاب بتمام معنى الكلمة ...؟  كيف تمكن قاضي التحقيق (المستقل والنزيه )ان يبرء الجبوري من هذه الاتهامات الخطرة التي ترتبط (بدماء و اموال الشعب العراقي المظلوم )  ؟.

صفقة تبرئة مشعان اكتملت ...ولكن ؟! :

نعم .....ان تبرئة اكبر الارهابيين والمجرمين و ابرز المدافعين عن صدام المقبورمن كل التهم الموجه اليه بين ليلة وضحاها لا يأتي ولن يأتي من فراغ وانما جاء حسب( اتفاق تبرئة المجرم ) مقابل دعم الشيوخ العربية من السنة في مناطق الموصل وتكريت والانبار لمساندة ومساعدة سلطة المالكي لبسط سيطرته على عموم العراق في المرحلة الاولى باستثناء اقليم كوردستان,  وكلنا نعرف الجبور من اكبر العشائر العربية السنية  ......!

ولكن السيد المالكي  نسى او تناسى بان مشعان الجبوري  ليس عنصر توازن المعادلة العراقية  ...بل العكس هو الصحيح  تمامأ  .....!!

والاكثر من هذا لا استبعد اطلاقأ ان نرى  وبعد فترة مشعان يقود (ملثمين من ايتام سيده الشهيد ) ويشكل قيادة عمليات ( الفتنة ) لعرض العضلات خصوصأ في المناطق المستقطعة من اقليم كردستان والتي سميت زورأ وبهتانأ بالمناطق ( المتنازع عليها ) لتصعيد الخلافات بين الإقليم والمركز وزرع الفتنة وتاجيج الصراعات الطائفية والقومية المقيتة , وبحجة حماية حقوق الشعب العراقي وحرياته وصيانة كرامته......؟!

اخيرأ ..... ادعوا الجميع لمشاهدة الرابط المرفق ,والذي يكشف حقيقة المهرج البعثي والارهابي مشعان الجبوري, وعلى الهواء مباشرة , ونترك لكم التعليق... !!


 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـتحتوي المادةُ الرابعة على بندين أطلقَ عليهما (العقوبات) : البند الأول  : يُعاقبُ بالإعدامِ كل من ارتكبَ بصفتِهِ فاعلاً أصلياً أو شريكاً في الأعمالِ الارهابية، ويُعاقبُ المحرضُ والمخطط والممولُ وكلُ من مكن الإرهابيينَ من القيامِ بالجريمةِ كفاعلٍ أصلي .

البند الثاني :  يعقابِ بالسجنِ المؤبدِ كلِ من أخفى عن عمد أي عملٍ إجرامي أو تستَّرَ على شخص إرهابي  .