الأربعاء، 1 مايو 2013

المالكي وحزبه يضربون شعبنا ووطننا "دَبّه"

لم يتعرض شعب للاحتيال والخديعة من قبل حزب ما وهو يبحث عن حريته وكرامته كما تعرض اليه شعبنا على يد القوى الاسلامية والشيعية تحديدا وعلى رأسها حزب الدعوة الاسلامية. شعبنا الذي ناضل لسنوات طويلة ضد نظام البعث القمعي وعقد الامال الكبيرة على احزاب المعارضة العراقية حينها لتغيير الواقع السياسي الاكثر من مر من اجل غد افضل لابناءه ووطنه وللتحرر من نير البعث الفاشي. يُصدم اليوم بنرجسية المالكي وحزبه ودولة لاقانونه ومماراساتهم المشينة ومعهم باقي عناصر التحالف الشيعي،  الذين اثبتوا ان بينهم وبين مصلحة الوطن والمواطن واحتياجاته بون كبير لن تستطيع ديماغوجية هذه الاحزاب المتعكزة على الطائفية من النهوض بها مطلقا حتى وان تعكزوا على مرجعية دينية جاءت بهم الى السلطة.

 

وكما ذكر التاريخ وسيذكر جرائم البعث بحق العراق والعراقيين لسنوات طويلة ويوصمها بابشع واشنع العبارات والاوصاف، فان هذا التاريخ نفسه قد بدأ بعد مرور فترة قصيرة على الاحتلال الامريكي للعراق ولليوم بوصم القوى الاسلامية العراقية التي عقد شعبنا وعلى الاقل شيعته عليهم الامال لتغيير بؤس واقعهم المعاش تحت ظل البعث "المقبور" باوصاف لاتفرق كثيرا عن فترة البعث الدموية. فهذه الاحزاب وعلى رأسها حزب الدعوة الحاكم قدمت اسوأ نموذج للحكم طيلة تاريخ العراق المعاصر، وقفزت من خلال سياساتها الرعناء والبعيدة عن مفهوم الوطن والمواطنة على شعاراتها التي رفعتها اثناء مقارعتها لنظام المجرم صدام حسين، لتسيء بذلك الى تاريخها وقوافل شهدائها بعد ان تنكرت لمثلها وقيمها واخلاقها.

 

فسرقة المال العام الذي جرى ويجري على قدم وساق من قبل قياديي واعضاء وانصار هذه الاحزاب وعوائلهم، وحجم الفساد المستشري بعلمهم وبمساهمتهم فيه والذي ادى الى تعطيل العديد من المرافق المهمة بالبلد وتدميرها، وضياع مليارات الدولارات من خلال عقود وهمية لشركات وهمية يديرها متنفذون منهم وغيرها الكثير. تشير بمجملها الى ان هذه الاحزاب قد خدعت ابناء شعبنا واحتالت عليهم وهي تسّوق نفسها كمنقذ و  مخّلص لهم من ارث نظام صدام وحزبه. وآخر جريمة بشعة ارتكبها المالكي وحزبه ودولة لاقانونه كانت مكافأة مجرمين عتاة قتلوا الالاف من خيرة شباب العراق بطرق هي اقرب الى الهمجية اي فدائيي المجرم صدام حسين، هؤلاء القتلة الذبّاحين هم الذين اعاد لهم المالكي وحزبه الاعتبار تاركا ضحاياهم واولئك الذين قارعوا نظام العهر البعثي كالانصار الشيوعيين الذين قدموا اعدادا كبيرة من الشهداء وهم يقاتلونه في سبيل غد افضل لوطنهم وشعبهم ومعهم كل الشرفاء في هذا البلد المبتلى بحكم الاحزاب الطائفية، مصابين بالذهول لهذا القرار "القرقوشي" الكارثي والذي ترجمه المالكي على انه قرار انساني اكثر مما هو سياسي. ولنتساءل بدورنا عن المانع في ان يصدر المالكي قرارا يمنح فيه الانصار الشيوعيين نفس امتيازات القتلة من فدائيي صدام على ان يكون انسانيا لاسياسيا، لخطورة انصار الحزب الشيوعي العراقي على العملية السياسية!!!!

 

اذا اردنا ان نكون منصفين في مقارنتنا بين المجرم صدام حسين وحزبه منذ وصولهم الاول للسلطة في 8 شباط الاسود 1963 ولحين رحيلهم غير المأسوف عليه عنها، وبين المالكي وحزبه منذ وصولهم للسلطة الى يومنا هذا، علينا ان نشير الى ان المجرم صدام وحزبه لم يحتالوا او يخدعوا شعبنا بشيء، لانهم ببساطة سليلو منظمات الجريمة، والتي ابدعوا فيها ليصل البلد بعد عقود من حكمهم الى ما هو عليه الان، علما انهم كانوا صريحين مع شعبنا، فجلادهم الاكبر قال علنا من انهم جاءوا ليبقوا وان تركوا السلطة سيكون العراق بلا شعب ولا موارد. اما المالكي وحزبه فانهم خدعوا شعبنا واحتالوا عليه وساهموا ويساهمون مثلما ذكرنا بسرقة ثرواته بشكل منظم ومبرمج معتمدين على استفحال الظاهرة الطائفية والتي يغذونها باستمرار لهدف رسم لهم في مطابخ دول اقليمية وغربية، واثبتوا انهم تلاميذ مهرة لهذه المطابخ التي تريد العراق ضعيفا على اقل تقدير. فالمالكي وحزبه وهم في المعارضة بل وحتى قبل كل انتخابات يحولون العراق بثرواته الهائلة "المسروقة" الى جنات تجري من تحتها الانهار، وبعد ان استفردوا بالسلطة عن طريق نظام دكتاديموقراطي، تنصلوا من كل تلك الشعارات وليدفع شعبنا نتيجتها ثمنا باهضا.

 

وعودة لعنوان المقالة فان كلمة "دَبّه" تعني في اللغة العراقية المحكية الاحتيال والخديعة، " وانضرب دَبّه" كناية بغدادية عمن خدعوه واحتالوا عليه. ومن خلال سياسة المالكي وحزبه " واشقيائية دولة لاقانونه" وطيبة وبالاحرى سذاجة جزء كبير من ابناء شعبنا الطيب يشير الى ان شعبنا " انضرب من الاسلاميين مو خوش دَبّه" وينطبق عليه قول الشاعر الملا عبود الكرخي:

 

ظل السرسري يسبّه ............ والف وسفه انضرب دَبّه

چان امقّر .....................................................

زكي رضا

الدنمارك

14/4/2014

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق