الأربعاء، 13 مارس 2013

لقاء مع صديق يهودي قديم


عماد رسن
 
أسميه صديقي القديم بالرغم من أني لم أعرفه ولم ألتق به من قبل, أما فارق العمر بيننا فيتجاوز الثلاثون عاما ً لكنه بالرغم من ذلك يبقى صديقي لأني أحسست بأن هناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا, أولها لون البشرة الحنطي, وثانيها اللغة العربية التي يتقنها بالرغم من غيابه عن الوطن لأكثر من خمسين عاما ً, وأخيرها وليس آخرها قصة الهجرة المشتركة بيننا, فكلانا هاجر أو هجر رغماً عنه, وكأن هذا الوطن يفرط بنا, نحن أبنائه الذين نفترق عند طرقات الأرض, نسئل عن وطن ضاع منا, لكننا في الحقيقة نحمله في حقائبنا, أنا حللنا, ونفترشه على أرصفة المحطات الثلجية فنشعر بالدفء حين يغطينا.

 

لقد جاء ضيفاً على الجامعة يلقي محاضرة عن الديمقراطية في تركيا وإمكانية تطبيقها في مصر, لقد كان عالم الإجتماع العراقي البروفيسور سامي زبيدة واسع المعرفة مطلع على التفاصيل السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية في الشرق الأوسط, وكان يجيب على الأسئلة المطروحة بطريقة تنم عن سعة في الإطلاع ونظرة ثاقبة للمستقبل. في وقت الإستراحة وقبل وقت طرح الأسئلة سئلته هل تتقن العربية فقال بأنها لغته الأم, وقرأ أبيات من الشعر من قصيدة نهج البردة لكعب بن زهير بلسان عربي طليق بعد أن سئله أحدهم عن التشدد والإنفتاح في الرؤية الإسلامية لجسد المرأة بين الماضي والحاضر. سألته مجددا ً عن العراق فقال أنا من بغداد ولكن تركتها منذ زمن بعيد. في تلك اللحظة رأيت نفسي بلا وطن في العشرين أو الثلاثين سنة القادمة من عمري أبحث عنه في صور قديمة ولغة يتحدث بها شخص هنا أو هناك. وكما قرأت عنه, فالرجل يهودي الأصل ذو ميول يسارية, أو ربما هو من أولئك اليهود اليساريين الذين رفضوا الذهاب إلى إسرائيل وفضلوا العيش في لندن ونيويورك. قلت له هل ستذهب إلى بغداد يوما ما, فقال لا, كيف والوضع السياسي لم يستقر بعد ولايبدو بأنه سيستقر في الوقت الحالي. قلت له ستأتي معي إلى البيت حيث ستأكل الدولمة فضحك كثيرا ً وقال في فرصة قادمة فأنا مدعوا من الجامعة وهم تكفلوا بكل شيء.

 

في هذا اللقاء القصير, تجتمع هناك قصتان, قصة الوطن الجريح وقصة الهجرة التي جمعتنا. كل يوم في رحيل, نحن كالطيور نهاجر إلى كل مكان إلا الوطن. ولكن, حتى الطيور لها أعشاش كما يقول مظفر النواب. لقد رحُل اليهود بحجج واهية وبلعبة سياسية حقيرة ليتركوا وطننا عمروه حين عاشوا فيه آلاف من السنين, خسروا الوطن وخسرهم الوطن بخسارة تراثهم وعقولهم ورؤوس أموالهم. أما ما بعد ذلك, فقد بدأ موسم الهجرة إلى كل مكان من هذا الوطن بحجج كثيرة, وكأن هذا الوطن يطرد أبنائه. لم يكن موسما ً واحدا ً للهجرة ولاكانت هناك وجهة واحدة كالشمال, لم تكن تلك الهجرات كهجرة الطيب صالح في روايته موسم الهجرة إلى الشمال حيث يبحث عن الإنتقام بطريقته الخاصه. رحُل كل من يحمل جنسية تبعية بحجة الإنتماء لإيران وهم أهل البلد حيث عاشوا فيه مئات السنين. هُجر بعدهم الأكراد الفيلون ليتركوا على الحدود الإيرانية وهم عشرات الآلاف بعد أن جردوا من ممتلاكاتهم في ليلة ظلماء غابت بها نجوم السماء واختفى بها القمر ليموت منهم المئات في البرد القارص. هُجر أكراد الشمال من مناطقهم من أجل تغيير الخارطة الديمغرافية وكأنهم مصابون بمرض خطير معدي ولابد من التخلص منهم. هُجر الشيعة من مناطقهم وهُجر السنة كذلك من مناطقهم وهُجر الصابئة والمسيحيون أهل البلاد الأصليون وهُجر الناس جميعا ً على حد قول عاد الإمام في مسرحية الود سيد الشغال.

 

لا أعرف من منا يريد أن يعيش وحده في هذا البلد حتى يبدأ بتهجير الآخر! لماذا نريد أن نتشابه في الطعام والشراب والملبس والمأكل والثقافة والعادات والتقاليد, ألا يكفينا بإننا نتشابه بحجم أنوفنا الكبيرة رغم عدم فاعليتها, فغالبية من ألتقيهم من العراقيين مصابون بالجيوب الأنفيه معطلة أنوفهم. لماذا نريد أن نكون متشابهين وقد خلقنا الله مختلفين, أليست تلك مفارقة عجيبة! هل سنهجر أبناء قبيلتنا حين ينفذ منا أصحاب القوميات والأديان والمذاهب الأخرى كما ينفذ الغاز السائل فنضطر حينها بالإستعانة بالخشب ليمنحنا بعض الدفء.

هذه قصة وطننا الواحد الذي لانعرف أن نعيش فيه ونحن عدة قليلة من الأديان والمذاهب والقوميات المختلفة التي تناغمت في عيشها منذ الآف السنين. كيف لا وأنا أعيش في مدينة صغيرة في شمال أوربا فيها أكثر من مئة وعشرين جنسية بمختلف أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وثقافاتهم, لكنهم رغم ذلك وجدوا طريقة للتفاهم فيما بينهم وعاشوا عيشة سعيدة بقليل من المشاكل. حتى عندما يركب أحدنا باص النقل وإذا بكل ممثلي الدول يركبون في هذا الباص وكأنه الجمعية العامة للأمم المتحدة. تلك هي قصة الوطن الذي لم نستطع أن نتفاهم ونتقاسم فيه معيشتنا فهل نتعظ من قصص الماضين, قصص من هجروا وهم لايزالون يحملون في قلوبهم اللوعة, نعم, لوعة العودة إلى الوطن والعيش بسلام مع الآخر المختلف في الدين والعرق والقومية.  

عماد رسن


 

مستقبلكم بين أيديكم ... اختاروا الأفضل ..؟!


                                                                                            

    شه مال عادل سليم


 

لقد حان الوقت لنقول كلمتنا بوجة الفساد والمفسدين ...نعم حان الوقت لاختيار الافضل من اجل مستقبل العراق والعراقيين .

ان  (صناديق الانتخابات)  هى الحل الوحيد وهى الحكم والفيصل فى أى صراع سياسى نزيه , وانها مفتاح التغيير وأساس التقدم ...

لقد حان وقت  التغيير والإصلاح بصورة سلمية وحضارية.... فلاتترددوا ...تقدموا الى الامام بثبات واختاروا الافضل ... ولا تنسوا  هذه الصور وما وراءها :

 

1 ـ أن هيمنة الاحزاب العراقية الحاكمة على المؤسسات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص , ادت إلى قلة توفر فرص العمل .

                            

                           

2 ـ الفساد الاداري والمالي المستشري في مفاصل الدولة , أدى إلى سرقة مبالغ كبيرة من المشاريع والعقود التجارية المبرمة ( واغلبها وهمية ) مما ترك أثره على دخل الاسرة العراقية ..

        

            

  3 ـ  أن حكومات العراقية المتعاقبة و تحديدأ ( بعد سقوط الصنم ) كانت غير مخلصة وغير أمينة  على مصالح الشعب , كان همها الوحيد نهب و( فرهدة ) خيرات وثروات العراق  وتقاسم الموارد بين المتطفلين على حساب الشعب العراقي مما انعكس سلبأ على الواقع المعيشي للشعب   .....  

                                                       

 

4  ـ ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش بسبب عدم وجود سياسة اقتصادية واضحة المعالم تكمن الدولة من السيطرة على الاقتصاد , الأمر الذي لعب دورا في قلة المردود الاقتصادي وبالتالي تقليل الدخل الشهري للعائلة ...

 

      

5 ـ فقدان كثير من الأسر لمعيلها بسبب القتل والانفجارات مما حرمها من مصدر معيشتها وتركها تواجه مصاعب الحياة بدون معيل لها ...

                                        

 

6 ـ انعدام الخدمات دفع العائلة العراقية إلى الاعتماد على نفسها في تامين جزء من هذه الخدمات التي القت بضلالها على المعيشة اليومية ..                                
 

 

7 ـ اصبحت التعيين في الدوائر الحكومية مقتصرة على المعارف والحزبية والمحسوبية والمنسوبية مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة ...        

 

اخيرأ لم يبقى لي الا ان اقول : ان  مستقبل البلد  بين أيديكم ... اختاروا الأفضل ..

فانهض ايها االناخب وقل كلمتك الفاصلة ...فصناديق الاقتراع هي المحك ...ولاتنخدع بالبطانيات والهدايا (المسروقة اساسأ من ثروات الشعب العراقي) المظلوم ,ولاتنخدع بالوعود الكاذبة والشعارات البراقة ولا بالولائم والجلسات العشائرية ...!!

ارفع رأسك ...و انظر الى واقع حال العراق واختار الافضل من اجل بناء عراق ديمقراطي مزدهر يرفل شعبه بالعزة والكرامة والحرية....

نعم .. اختار الافضل من اجل العدالة والديمقراطية ونبذ المحاصصة الطائفية ....

 

بيني وبينك


                    بشرى الهلالي                                                                    
 
أحاول أن أقول شيئا.. منذ مدة.. ولا أستطيع..                                                                              
لماذ يصعب علينا الكتابة عن الفرح بينما يسهل الكتابة عن الألم؟
أدمنّا الحزن؟ أم اننا بتنا نخجل من مجرد الاعتراف بلحظة سعادة نسرقها في غفلة من الزمن؟
أعصر الكلمات.. افتش فيها عن نسمات (عصاري) الصيف البنفسجية.. كيف للكلمات ان تتحرر من رأس تعودت عيناه مرأى مفارز التفتيش والحواجز؟
أحمل لحظاتي معك في قارورة عطر.. وأهرب حتى من نفسي.. من شرطي يجري خلفي بسياط الرعب..
وهج أعمدة النور.. أضواء السيارات الكاشفة تتحدى ظلام الليل.. لكني أفقد الرؤيا.. فأشباح الخوف تغتال النور..
أريد أن أقول لك شيئا.. هو شئ بسيط لكنه أكبر مني.. فهناك في أعماق الروح أوجاع تتراخى بكسل.. تدير ظهرها وهي تغادر مسكنا أستأجرته طويلا دون عقد ايجار.. ليتها ترفع يدها مودعة فيكون الوداع الأخير..
سأكمل ما أنوي قوله.. ألا ترى اني أحاول؟ ليس ذنبي إن كان لساني مقيدا بحزام أمان.. وخطواتي تقودها اشارات المرور.. لقد علمونا ان الضحك (فأل شر)، والبكاء يطهر الروح.. علمونا ان الحزن رقي.. والفرح سذاجة. مازلت أتذكر ماقالته أمي لي مرة: (الناس تحسد عالضحكة.. فلا تضحكي كثيرا).. لكني لا أملك غير الضحك ياأمي.. وهل يملك الفقراء غير أجسادهم وحواسهم؟ انها المساحات الوحيدة التي تعطيهم حق السيادة.. لا أريد سوى أن أمارس حقي في السلطة على جسدي وحواسي.. وها أنذا أجرب الفرح.
لن أدعي البطولة.. فأنا لم أقاتل بحثا عنه.. هو من هطل مع أمطار هذا الشتاء.. أدرك أن أعشاش الحزن أحكمت أساساتها في محيط الروح.. فلم ينث بركاته بل اندفع سيلا جارفا في شقوق أرض بور..
هو ذاك ما أبكاني؟ خوفي من أن يطرف جفني فلا أراك، فيهجرني الفرح؟
نعم بكيت.. غسلت دموعي بقع الحزن المتراكمة على نسيج أيامي..
هه.. بكيت أيضا.. في كل مناسبة نبكي!! حقا لسنا حتى تلاميذ في روضة الفرح.. فمنذ بدء الخليقة عقدت شمس بلدي ظفائرها بشرائط سوداء.. وتعودت الامهات أن يترقبن الغائبين منذ الغروب بفأل الخوف من مجهول.
هل أبالغ؟ هناك في صندوق اسمه الماضي يغفو أطفال الذكريات، وبين أجفانهم رقدت براءة أيامنا.. هنــــــــــــــــــــــاك.. حيث كانت صباحاتنا عذراوات ومساءاتنا عرائس وليالينا ملونة. كنا نطارد الفرح كفراشات في حقل ذهبي السنابل.. حتى عندما تلوثت حقولنا برائحة البارود، لم نكف عن الحلم.
اعلم.. قلت الكثير.. ولم أقل لك ماأريد قوله.. أخبرتك اننا لانجرؤ على لمس الفرح.. قد يتهموننا باغتصابه، فهو لم يعد من مستلزمات المرحلة، لذا وضعوه في صندوق زجاجي في متحف ما أو ربما في قبو..
 ان أردت الحق.. فلأننا جبناء.. جنود مهزومون.. نحارب من أجل كل شيء، الوطن، القائد، الدين، العقيدة، الخبز، المال.. كل شئ الا حقنا في أن نفرح؟ هل تعلم لماذا؟
بالطبع تعلم، فأنت من علمني ذلك.. لأننا نسينا اننا بشر، وعندما تذبح انسانيتك لا تعود بحاجة للفرح لأنك لن تعرف قيمته.
أظنني قلتها.. أخيرا.. حتى وان خرجت ضمن الكلام.. من اللاوعي ربما.. لكنها ليست (زلة لسان)..
..انت.. لم تعلمني الفرح.. بل وهبتني الشجاعة على النزول الى القبو بحثا عنه..
هل تظن ان علي ان أقول، أكتب ذلك؟ لا أظن.. فلم يستطع أحدا يوما فك طلاسم الروح.. ظلت لغزا أبديا.. والنزول الى قبو الفرح يحتاج الى روح محارب.. .. وحدك من يمتلك هذي الروح..
 
 

 

 

أننا في العراق بحاجة الى صرختك يا أبا ذر


لا اريد هنا بابي ذر ذلك العابد والناسك ولا ذلك القائم في محراب صلاته قارئا قرآنه متهجدا ليله، بل اريده ذلك الثائر الذي وقف امام طغيان معاوية بن ابي سفيان وهو وال على الشام من قبل عثمان بن عفان الذي منحه وغيره من المقربين اليه ومن حزب بني أمية بيوت مال المسلمين حينها، ليتنعموا بها ويبنوا بها القصور الفارهة كقصر(الخضراء) الذي بناه بن ابي سفيان لنفسه هناك في الشام، ويا لها من مصادفة تاريخية حيث قصور حزب معاوية اليوم في بغداد تقع في منطقة تحمل اسم قصر معاوية اي المنطقة (الخضراء).

 

وابا ذر لم يرضى لنفسه ان يكون عابدا فقط  لذا نراه يقف امام الجوع رغم غنى الدولة والسلطة ليزرع فيهم الرعب وليحرك في الوقت نفسه في الفقراء روحهم الثورية لنيل حقوقهم، صارخا فيهم بعنفوان الثائر العارف من ان لا طريق امامهم الا ان يحملوا قضيتهم بانفسهم بعيدا عن الدين ورجالاته واحزابهم، صارخا صرخته التي خلّدها التاريخ (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج للناس حاملا سيفه). نحن بحاجة اليوم الى تلك القبضة وذلك الصوت المدوّي لذلك العملاق وهو يجوب الطرقات والشوارع مشيرا الى اللصوص وسارقي قوت الناس ليصيبهم في مقتل وهو يتلو آية (والذين يكتنزون الذهب والفضة).

 

تعال الينا يا ابا ذر فما احوجنا اليوم في العراق الى رجل مثلك، رجل صلب لا يهاب سراق مال الفقراء ولا ميليشياتهم المسلحة، رجل شجاع يشير الى احزاب السلطة الطائفية القومية ومافياتهم بجرأة صارخا بوجوههم، لصوص لصوص لصوص، قتلة قتلة قتلة، خونة خونة خونة. رجل يقود جموع الفقراء الى حيث قصور ، كقصور بني امية في كافة ارجاء العراق ليدكها على رؤوسهم بعد ان طغوا في البلاد والعباد. رجل يزأر بوجه تجار الدين ان (أتتكم القطار بحمل النار، اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له، اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له).

 

تعال الينا ايها المنفي الى الربذة، فقد تحوّل بلدنا الى ربذة، وحوّل اللصوص من ذوي الجباه المكوية كذبا ودجلا روحنا الى ربذة، بل حوّلونا كبشر الى ربذة، فالاخلاق في بلدنا ربذة، والتعليم في بلدنا ربذة، والصحة في بلدنا ربذة، كل شيء يا ابا ذر فينا امسى ربذة. الا الفساد فانه جنة، والرشوة جنة، وسرقة اموال الشعب جنة، والطائفية النتنة جنة، اتعرف يا ابا ذر ان الخيانة وبيع الوطن اصبحت عندنا جنة؟ أتدري ان ارضنا التي قتل عليها الامام علي والحسين وآله سيقتلها الطائفيون لانهم لم يستطيعوا لليوم قتل قتلتهم!!، أتدري وانت تدري ان الحسين "ع" لو جاء اليوم واتجه لاصلاح الامر الى المنطقة الخضراء بدل الكوفة لحاصروه واعتقلوه بتهمة الارهاب (4 أ) وابشرك فان مختارهم جاهز كي ينتقم له بعد قتله واسرته واصحابه.

 

تعال ابا ذر لاروي لك قصة حقيقية من بلدي الذي تنهشه الارضة الطائفية القومية، على ان لا تتعجب من جغرافية المكان ولا قدسيته لانني اعرف مدى عشقك للذي قتل على ترابها، أوَ  لست من مريدي ابا تراب والسائرين على دربه حتى ساعة قتلك "وفاتك" في تلك الصحراء القاحلة (الربذة). تعال ومعك كلماتك عسى ان تحرك فينا شيئا من الكرامة ان بقى منها شيئا، وسيفك عسى ان تعيد فينا جزءا من رجولة قد تركناها عند اولي الامر ليوظفوها في انتخاب اللصوص، ولكن لا تأتينا ومعك صبرك فسيلنا قد بلغ الزبى.

 

تعال معي ابا ذر لاعرفك على ارملة من بلدي الذي بلغت ميزانيته 118 مليارد دولار أسمها (الحاجة نعيمة محسن راضي) تعيل ثلاث يتيمات صغيرات هن احفادها بعد وفاة والديهم، كانت تسكن واياهن ب "دار" عبارة عن غرفة طينية واحدة (تذكر رقم ميزانية السلطة) التي انهارت بسبب الامطار لتبقى واليتيمات الثلاث (لماذا تبكي يا ابا ذر فلنا من امثالهن في عراق الاسلاميين الكثير) دون مأوى حتى جاء بعض ممن لازال يحمل شيئا من بقايا انسان في داخله ليبنوا لهن غرفة من الواح لا يحميهن من حر ولا برد وتدخل اليها الريح الباردة ليل نهار. تصور يا ابا ذر اطفال يعيشون هذا الفقر المدقع في بلد يقوده شيعة الامام علي (ع) ويتاجرون باسم سبط نبيهم ليضحكوا فيه على عقول البسطاء ومنهم للاسف الشديد الارملة البائسة هذه.  

 

 هذه الارملة يا نصير الفقراء تعيش في احد اكثر الاماكن قدسية في العراق اي كربلاء حيث ضريح الامام الحسين (ع)، ولكنني لا اعرف بالتحديد اين تعيش من مكان الضريح المقدس هل على بعد 200 م أو 1000 م أو 4000 م لا أدري، ولكنني ادري واعرف جيدا ان رجال "الدين" القائمين على هذا الضريح المقدس استخدموا قبل ايام ما يقارب من 120 كغم من الذهب و 4600 كغم من الفضة في تجديده!! الحسين ابن بيت النبوة والتي كانت الآية التي كنت تلهج بها في الشام تُقرأ في بيته ليل نهار يضعون على ضريحه الذهب والفضة وشيعة ابيه ومنهم ارملة كربلاء لا تملك سقفا يؤويها واليتيمات القاصرات، هل يرضى الحسين بذلك؟ لكنها تجارة  احزاب الاسلام السياسي والمؤسسة "الدينية" لكسب اصوات الناس في كل انتخابات ليحموا شيعة العراق وكأن ارملة كربلاء ويتيماتها لسنَ من شيعة الامام علي "ع".

 

صدقيني ايتها الجدة الكربلائية ويتيماتك ، ان شسع نعلكن ان كانت لكنّ نعال لهي اشرف واسمى واعلى من قامات مافيات المنطقة الخضراء ومجلس محافظة كربلاء، ان سلطة ترى بؤسكّن ولا تتحرك لتغيير واقع البلاد ليست سلطة بل ماخور، ان رجل دين يرى ما تعانين ولا يتحرك ضميره الديني للوقوف بوجه اللصوص بل يشاركهم لانهم من طائفته ليس برجل دين بل .......... . ان رجال يشاهدون بؤس شعبهم وينتخبون نفس الوجوه الكالحة واحزابها ليسوا سوى اشباه رجال.

 

أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم مكاره الدهر ( الامام علي "ع")

  


رابط مع صور ارملة كربلاء ويتيماتها.

 

زكي رضا

الدنمارك

10/3/2013

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قوائم التيار الديموقرطي سفن نجاة العراق


هل ستتغير اللوحة السياسية للبلد بعد اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراءها في العشرين من نيسان القادم؟ وما هي حظوظ قوى التيار الديموقراطي للتأثير في هذا التغيير؟ وهل تملك قوى التيار الديموقراطي الآليات التي تجعل الناخب ان يدلي بصوته لصالحها؟ اسئلة ارى من الضروري ان تكون لها اجابات واضحة وسليمة كي لا نصاب نحن معشر الديموقراطيين ودعاة الدولة المدنية بخيبة امل اعمق واشد بكثير من خيبة امل نتائج انتخابات 2010 البرلمانية، خصوصا واننا نعرف جيدا ان نتائج هذه الانتخابات ستوضح لنا شكل البرلمان القادم والحكومة التي ستبثق عنه.

 

قبل الاجابة على الاسئلة التي طرحناها علينا ان نؤمن بان وعي الناخب هو الفيصل الاساسي في تغيير شكل اللوحة السياسية في اية انتخابات "وفي اي بلد بالعالم"، هذا الناخب الذي يدفعه وعيه بما يدور بالبلد من احداث لانتخاب الافضل والاكفأ ليمثله سواء في الانتخابات البرلمانية او في مجالس المحافظات. والوعي هذا يدفعنا هنا الى سؤال آخر وهو اي وعي نعني، هل هو الوعي الايجابي لدى الناخب الذي يذهب الى صندوق الانتخاب وامامه تجربة قوى مارست الحكم لعشر سنوات ولم تمنحه لليوم الحياة الكريمة التي كان يحلم بها ساعة انهيار النظام الدكتاتوري السابق؟ ام الوعي السلبي للناخب الذي يذهب الى صندوق الانتخابات وهو محمّل بحالة مرضية اسمها المظلومية كي ينفضها عن نفسه بفعل احزاب طائفية ليحملها الى جهة اخرى والتي تشعر هي الاخرى اليوم بثقل المظلومية ولنستمر بنفس الدوامة؟ ان سياسة المحاصصة الطائفية القومية والشد الحاصل بين اطرافها قلصت من مساحة الوعي الايجابي مقابل ازدياد مساحة الوعي السلبي، ليس فقط بين اوساط الاميين وانصاف المتعلمين وهم الاغلبية بل حتى بين الكثير من "المثقفين" الذي تركوا سفنهم الى سفن الطائفية والقومية مراهنين عليها لبناء الدولة المدنية وسيادة القانون!!

 

ان فشل القوى المهيمنة على السلطة اليوم في كافة المجالات دون استثناء دفعها ولحسم نتائج الانتخابات مبكرا الى التصعيد السياسي فيما بينها، هذا التصعيد الذي ينذر اليوم بانفجار حرب اهلية طائفية قد تمزق البلد اذا لم يعمل العقلاء من داخل احزاب السلطة نفسها والمسؤولة تاريخيا واخلاقيا عن الكارثة بلجم صقور التصعيد من رفاقهم. ان الوضع السياسي المعقد اليوم والذي لا يحمل تباشير مطمئنة لبلدنا وشعبنا يجعلنا مجبرين ان نضع التشاؤم والتفاؤل في كفتي ميزان ولنفسر بقراءة منطقية وبعيدا عن الامنيات كفتي الميزان هذا واين ستميل "ان لم تكن قد مالت" هل للتشاؤم من امكانية التيار الديموقراطي بحلته الجديدة القديمة في كسب موطيء قدم له في الانتخابات القادمة، ام للتفاؤل وهو يحمل مشروعه الوطني ليس لتلبية حاجات الناس اليومية فقط والتي هي جوهر شعاراته بل لانقاذ البلد الذي اوصله المتحاصصون الى فوهة البركان.

 

هل ستتغير اللوحة السياسية؟

 

كمتابع للوضع السياسي وما افرزته من احداث خلال الفترة القريبة الماضية ناهيك عن السنوات العشر المنصرمة، اعتقد ان شكل اللوحة السياسية سيبقى على ما هو عليه - مع تغيير طفيف - ليس لنجاح القوى المهيمنة على السلطة اليوم في تنفيذ برامجها الانتخابية التي رفعتها قبل كل انتخابات!! علما انها لم تملك برامجا سياسية، وان ملكتها فانها فشلت في تنفيذها فشلا ذريعا، وليس لقصور في قانون الانتخابات او سوء اداء المفوضية العليا "المستقلة" للانتخابات، وليس لتردد القضاء في تنفيذ قرارات اتخذها بنفسه تحت ضغط قوى سلطوية، وليس لدور مافيا المال والسلطة في شراء ذمم الناس واستغلالها لمرافق الدولة واعلامها فقط ، بل لسبيين مهمين جدا يضافان الى الاسباب التي ذكرناها وهما زيادة الشحن الطائفي والعمل بخطة مدروسة على تصعيده من قبل الاحزاب المهيمنة حتى ساعة الانتخابات، والسبب الثاني هو عزوف الكثير من الناخبين عن التوجه الى صناديق الانتخاب نتيجة حالة اليأس والاحباط من تغيير الواقع بعد تجربة السنوات العشر الماضية. مما يمنح القوى الطائفية مجالا واسعا ورحبا ليس لكسب الانتخابات - ستكسبها - بل لانحسار الفرص امام التيار الديموقراطي، لان الجماهير التي عزفت عن التصويت في الانتخابات السابقة وغالبيتها محسوبة على قوى التيار قد "مارست" حقها بشكل سلبي بعدم اشتراكها في الانتخابات وبالتالي حرمان القوى الديموقراطية من مقاعد اكيدة كانت ستحصل عليها رغم سوء القانون الانتخابي حينها.

 

ان حظوظ التيار الديموقراطي ليست كبيرة في هذه الانتخابات ولكنها في الوقت نفسه ليست معدومة، ان استطاعت ان تقنع الجماهير الصامتة ودفعتها للادلاء باصواتها في العشرين من نيسان القادم. فللتيار الديموقراطي جذور عميقة في العراق رغم الانتكاسات الكبيرة التي واجهته ورغم طغيان المد الديني، وما محاولة السلطة مثلا في منع العمل السياسي بين الطلبة في الجامعات الا دليلا على خوف السلطة من زيادة الوعي الديموقراطي بين صفوف الطلبة والذي يؤدي بالضرورة الى زيادة الوعي الوطني وانحسار مساحة الطائفية. ان الضعف في الجانب الاعلامي لقوى التيار الديموقراطي يجب تعويضه ميدانيا، فمرشحو قوائم التيار عليهم التواجد اليومي ومخاطبة الجماهير في اماكن تجمعهم في الاسواق والساحات والشوارع ليس ببرامج التيار واهدافه فقط وهو امر بالغ الاهمية، ولكن بالاشارة المباشرة الى المشاكل الحياتية التي تواجه الناس وفشل احزاب السلطة في تلبيتها، وهذا لا يحتاج بنظري لاستفحال الامية الى صحف ومنشورات بل الى الحديث المباشر الى الناس بلغتهم اضافة الى عرض افلام وتوزيع صور تذكرهم دوما بعدم توفر الخدمات وتحميل السلطة باحزابها سبب عدم توفرها. ان توزيع صور غرق العاصمة مؤخرا مثلا له تأثير اكبر من منشور او مقال في جريدة، وكذلك صور المدارس الطينية مثلا او تلك الآيلة للسقوط وغيرها. كما وعلى مرشحي التيار ان امكن دعوة منافسيهم من احزاب السلطة الى مناظرات تلفزيونية ومناقشتهم امام الجماهير عن برامجهم وعما حققوه خلال السنوات الاربع الماضية لناخبيهم.

 

ان الشخصيات الوطنية والديموقراطية النزيهة المنضوية بقوائم التيار الديموقراطي هم اشبه اليوم بربابنة سفن تريد ان تصل بالعراق الى بر الامان، واصواتكم هي الاشرعة التي بهديها تسير سفن العراق لتخرج من بحر الدم الطائفي.

 

ايها الناخب، صوتك غال فلا تبيعه بدم اطفالك.

 

زكي رضا

الدنمارك

7/3/2013

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

السبت، 2 مارس 2013

يا لبؤسنا في احترام حرية التعبير والراي الاخر وحق الملكية


انتشرت محطات الاعلام العربي والشرق اوسطي العنكبوتية  بحدة  تفوق حالة الوعي التي يتمتع بها االشارع في هذه البلدان بل حملت معها امراض الحزبوية والمنفعية وغيرها من الامراض التي لا ينفع بها كي او لقاح  لتنشره على الشبكة العنكبوتية ، امراض يصعب حصرها  وتحتاج الى مجلدات  فقط لوصفها وليس لكتابة المعالجات لها.

ما يدفعني للكتابة هو سؤال الى متى نبقى بهذه الغيبوبة؟؟ الى متى يبقى المتصدي للمشاكل امتداد للمشاكل وليس حرف او فاصلة او نقطة على طريق حلها؟؟ الى متى نبقى نردح ونمدح ونهلل بالشعارات،  والشعارات والواقع براء منا ؟؟ الى متى نبقى نحمل تلوثنا متبرجين به  وندور لا نختلف بشيء عن الحمى القلاعية او وباء انفلونزة الطيور؟؟ هل هناك امل ؟؟ هل هناك  حياء او خجل  او رأفة بالشعارات والتسميات التي تحملها تلك المواقع  والاحترام لجهود الاخرين  وهذه تشمل الكثير من المواقع العراقية وغيرها من العربية.

قبل عامين كتبت على صفحات النشرة الالكترونية سنابل  تعليقا حول موضوع  وجوه وناشطات عراقيات، الموضوع كان يتحدث عن بعض الشخصيات النسائية  العراقية منذ العشرينات وليومنا من كانت شاعرة  او وزيرة او سياسية بارزة الخ، هذا الامر لم يكلف احد كثير العناء من اجل ابراز تلك الشخصيات بالصورة وبعض الاسطر التعريفية، اعجبني الموضوع الذي وصلني عبر احدى الاخوات عبر الايميل ، وكنت اود ان اذكر مصدره ومن كتبه لانشره على صفحات سنابل الالكترونية ، وحين سالت الاخت اجابتني بانها لا تعلم من هو كاتب المقال وانما مقال يدور عبر الايميلات، الموضوع اضطرني للبحث عمن كتبه فوجدت للموضوع اكثر من 11 كاتب عراقي فابيت ان يكون اسمي يحمل الرقم 12 !! ، وبعض المعلومات في ذلك المقال  استقت حتى من موقع للجيش اللبناني!!   ونشرته صحف كتب عليها بالخط العريض " حقوق الطبع محفوظة" لا اعرف هل قصدهم بالتسمية التي كنا نطلقها على الاناشيد ونسميها محفوظة ام ماذا!! هناك مواقع تنشر ولكنها تحذف الهوامش ، ماذا تعني الهوامش ، حين لاتعني لهم شيئا ، فانهم ورب الكعبة براء من صراخهم بانهم اعلاميين و في احترام حق الانسان وجهده، لان الكاتب ايا كان  حين يستشهد باقوال كتاب وباحثين اخرين وعدم ذكرهم او حذفهم حين النشر يعني ختم الكاتب بالسرقة  اولا وهي مردودة لعدم وعي الناشر بحقوق ملكية الكلمة التي ادت الى استقالة وزراء في بلدان  اخرى.

احترم كل موقع وكل وسيلة نشر لها شروطها بالنشر ، ولكن التجاوز على عدم ذكر الكاتب وحذف الهوامش هو جهل، والمضحك ان بعضها ينشر ارقام  تسلسل الهوامش في قلب الموضوع لكنه لم ينشرها في اسفله لهذا يسقط اسم قائلها عمدا في المهملات " انه عالم الحوسمة" الغريب،  ان يد جماعات " المنح  والحوسمة والتموين " امتدت للكلمة والراي  بعد ان افسدت الكثير من مجالات العمل  وخصوصا الانساني والخيري منها على وجه التحديد.

احدى هذه المواقع هو " زاد الاردن" لا اعرف احقا هو زاد ام سموم!! موقع اخر المنتديات العربية  على موقع روسيا اليوم والامة نيوز  وغيرها كثر ، مواقع تعد بحق لصوصية  لسببين اولا انها تاخذ من مواقع اخرى  وتحذف صاحب المقال وما تود والثاني انها على الرغم من التنوية لها بضرورة التصحيح،  الا انها لا تصحح ولا ترد اصلا وهذا امعان بالجهل  وبابسط الشروط  التي تخص حق الملكية بغض النظر عن هذه الملكية.

الامر الاخر انه لمجرد احتواء مقال ما على  تسمية ان الاميركان احتلوا العراق، وهذا ليس بدعة وانما هو قراراهم واعترافهم وجاء بقرار اممي ايضا  فلماذا، يزعل البعض ويمتنع من النشر ؟ هل لاعتقادهم بانهم هم من اسقط نظام صدام حسين؟ ربما وحدة المعارضة العراقية وبرنامجها الوطني واستقلال قرارها واحترامها لتطلعات الشعب العراقي، هي التي كانت خلف انهيار النظام ونحن نيام؟؟ ان معارضة كانت تجني لصناديق ماليتها  اموال من اعضائها في تجديد جوازاتهم وبيع جوازات مزورة لهم لا يمكن ان تسمى معارضة او تضطلع بمشاكل بلد وشعب والواقع اليوم دليل دامغ ايها الاخوة على ما اذكر ؟؟ لا زلنا احيا ولازلنا شهود على  انها  لم تكن معارضة وطنية  بل تلبست هذا القميص لجنى الارباح ولتعضيد كراسي  كانت اشبه بالوهم واصبحت اليوم كراسي مدعومة قوائمها بقوى دولية وليس ابناء الشعب، اخلاقها وسلوكها عفلقي بامتياز، وخلافها ليس الشعب وحقوقه وانما السلطة والمال ! لازلنا احياء وشهدنا كيف كانت ما تسمى قيادات القوى الوطنية " مطايا" لاجهزة مخابرات دولية  ولا زالت  وقسم منها لم يصل او ينال هذه المرتبة حتى،  بل كان تحت رعاية قائد لواء عسكري  في جيش هذه الدولة المجاورة اوتلك !!   بحق اقول هنيئا لنا اعلامنا الحر ! وهنيئا لنا  صراخنا باننا نحترم الراي الاخر؟؟ وهنيئا لنا محاولة تزوير التاريخ  وشهوده لازالوا احياء ففي عالم يحكمه اللصوص من الغباء التعجب بكثر السرقات!! لهذا عذري للكلمة  التي سرقت او حجبت  تحت اليافطات السوداء لمطايا الحزبوية والمخابراتية  والجهل.

كريم الربيعي

27-2-2013