الاثنين، 5 نوفمبر 2012

حيرة



31/10/2012

عِبر المسافات، تربكني الدهشة حنيناً.. يترنّح صوتك.. عابر سبيل يختصر طُرُقاً يباباً.. يطويها بلهفة عاشق.. ليفتح للفرح أبوابه الموصدة..

.. أتلفّت يميناً ويساراً.. هل تسمعني الجدران.. أم هو قلقي يسوق غيماته لتنثّ حزناً عبر نافذة الخوف؟ بل هي يدك تتلقّف نتف الروح المتساقطة من فرط الدهشة. وأحار فيك.. تسكنني أو أسكن في أحلامك؟

..لا تعجب.. إن سألتك أن تتوقف قليلاً.. فكلمات الشوق تحتاج الى ترجمة وذاكرتي نسيت كل اللغات.. اللحظة..

.. افتقدتك.. مرت ايامي حزينة من دون نبضك يبث الحياة في بدني المنهك.. وكنت كلما افتقدتك.. تقلصت ابتسامتي في زوايا الفم لتسخر من رعونة احلامي.. ولسعتني سياط الشوق. تصفعني صرختها: ألا تتعبين؟ ألا تنتهين؟ محطات الذاكرة مغلقة بشريط أصفر، لم تعد تحتمل حقائب المسافرين.. عيناك نزفت كل ما لديها من دمع فلم يتبق سوى الأسود..

.. لا أخفيك.. ليس لدي ما اشاركك به سوى حيرتي واحاديث كثيرة عن عمر يتعلق باطراف ثوبك ان تلتفت اليه.. فالطريق ملغوم بالوحشة.. واخاف الوقوف على مجهول الزمن القادم..

.. من يفتح لي إن أسقطت مفاتيح الوقت؟ وأين سأجد أيامي؟ في لوحة اعلان منسية تعلن عن العثور على سنوات ضائعة تناشدك التعرف عليها لتنتشلها من.. من ماذا؟

أرهقتني علامات السؤال تنهي كل ما يتعلق بك.. متى تأتي النقطة.. لا احتمل حتى الفوارز، وانت تكثر منها..

.. إلى متى؟ هائمة تظل ارواحنا ابداً.. تتنقل بين جزر لانعرفها.. تمرق فوق غيمات حزن اسقط الدمع من حساباته..

.. اعذرني إن تبعثر كياني وعدت الى بدء التكوين.. فجحافل الحنين ترهبني عندما تجتاح قلاع الصبر في صفنة حب. فانت.. تطل كمطر عراقي يصوم سنوات عن عشق الصحارى ليعود ثانية ينثّ دموع حزنه شحة، فلا يروي ارضاً ولا يشفي جرحاً..

.. ريبة.. والليل سفر.. والانتظار قشعريرة .. وحدها كلماتك تسحب خيوط الشمس نحو صباح جديد.. ليطوي النهار محطات الاحلام وأبحر في عالم النسيان ثانية علّي أرسو على جزيرة ابعد من الخيال ادفن فيها ذاكرتي المتخمة بك.

.. تعبت من الحراثة في ارض بور وارهقني هذا الحبل السري الذي يربط بين خطين متوازيين لا يلتقيان.. افقدني توازني.. الى متى؟ لا اعلم.. جردتني من كل شيء....... فاعد لي (الأنا) لأجد ما أتوكأ عليه..

.. تعلم ان عصافير الاحلام تظل تزقزق على شرفات الايام وان خبت انوارها.. فلا تغلق نافذتك طويلا.. ولا تخش مني فانا مثلك تماما اخشى من ظلي ان يفضح امري..

.. اشتقت اليك كثيراً.. ولما تعبت.. اشتقت الى نفسي ونسيت أني ضيعتها على عتبة الانتظار. بحثت عنها بين قسمات وجهي.. لم تعرفني المرآة.. فقد اودعتك روحي فتكور الجسد في هيكل مجوف.

.. لا يفزعك ارتباكي، فالشوق رمح في خاصرة جريح، واللهفة سجين اطلق سراحه بعد حبس انفرادي.. وأنت! تأتي في الدقيقة الأخيرة من ساعة الصبر.. تسألني الحرية؟ أو تطلب اللقمة من متسول؟

(تتشابه البدايات دائماً يا ابنتي).. قالت لي أمي مرة..

.. لكنه لا يشبه الآخرين يا أمي!

(كلهم مختلفون اول الامر.. فطريق العشق موحش.. لايسلكه إلا المجانين)..

..كنتِ على حق.. هجر الجنون أيامنا الرتيبة.. عقولنا المبرمجة.. ارواحنا الخاوية.. اعلم.. كل البدايات مختلفة وكل النهايات متشابهة.. أعلم يا أمي.. لكني وإن علمت.. فأنا عاجزة عن تأديب أولاد شوقي اليه.. أعلم بل..

أجهل لم أشتاقه.

 

الخميس، 25 أكتوبر 2012

رواه ابو نخله: تحشيشة بدون شيشه !!!!!!!!!!( 1)

تكثر المطالبات للحكومات بضرورة احترام القوانين وحقوق الانسان!! هذه الدعوة او المطالبة هي مطالبة  تراعي   بروتوكولية الاعلانات او البيانات  اكثر مما هي امر او امنية لدفع تلك الحكومة لاحترام الديمقراطية او حقوق الانسان ، اي ما اقصده انها مطالبة اعلامية ليس الا.
ان برلمان  نصب بعملية  انتخابات مزوره   ولجان هيئت تلك الانتخابات اعتمدت على المحاصصة بين القوى ، والمحاصصة هي جزء من الفساد، كل هذه المقدمات ادت لولادة الحكومة ولادة قيصرية  ، صورة تجميلية لعملية تدمير بلد " اطلق عليها تحريرا" . المتامل ان العم سام لا يقوم بتغيير انظمة الدول من اجل مصالحة  فقط ولكنه يقوم ايضا بتغيير المفاهيم التي تجد الكثير من الطرش يرددونها ويتغنون بها ، ومنها التحرير، وضربة الحذاء :  التي وصفها  بوش الابن بحرية  التعبير!!! والقتل  : دفاع عن النفس !!!!!!!! الخ  اقول  ما حدث صورة لعملية تدمير وطن لان المستشار الاميركي لازل هو الذي يقرر بالنهاية ولازالت الاوامر تاتي من السفارة ؟؟ لا بل من سفارتين على اقل تقدير.
في ظل كل هذا الحال يوجد لدينا اكثر من 40 ناطق رسمي في الحكومة و 320 ناطق صحفي في البرلمان، كل هؤلاء الناطقين لم يلامسوا يوما المشكلة التي يعشها البلد ولا المواطن بل هم نسيج جاهز لخلق ازمات واثارات نعرات طائفية وقومية  وغيرها كثير من اجل استمرار سيل الدم العراقي  لخدمة من جندهم او دفع لهم!!
بلد ...المخدرات وصلت به الى المدارس ، والتفجيرات تحصد الاخضر واليابس  وحقول النفط تسرق ونفط يسرق ويباع بالاسود واموال عامة تسرق  وبشر يمارسون حق طبيعي الا وهو التظاهر يجري اعتقالهم والاعتداء عليهم ، ارهابيون يهربون من السجون ، وزارات لا تعرف ميزانياتها ، انصاف الاميين والاميين  يشغلون مناصب هامة وقسم منها دبلوماسي ، بلد تطال كواتم الصوت به من يفترض انهم يحافظون على الامن ، لكن ما نراه ان الحكومة الموقرة تقوم بغزوات متعددة لتجمعات مدنية ثقافية  وتغض الطرف عن استهداف الصحفيين ؟؟؟  وكانها بهذه الانفعالات تريد ان تثبت انتصار وهميا ، وتغطي  عجزها  ورغبة من يدعمها او نصبها!!!
 هل تعرف او تدرك تلك الاصوات التي تطالب الحكومة بالديمقراطية مغزى هذا الامر ؟ اعتقد انها تدرك!
وافترض انها تدرك ، واتمنى انها تدرك ويجب عليها ان تدرك ، ان  سياسة التضييق على الثقافة ومصادرها خطوة خطوة عملية ليس اعتباطية ولاهي  بمزاج هذا او ذاك من المسؤولين ولكنها عملية مدروسة كي يسود الظلام على الشارع العراقي!! حين سمحوا لانفسهم بان يحاسبوا البشر،  وسلب الرب قدرته على هذا الامر ، او سابقين الرب على محاسبة البشر، وفي الدنيا !!ان هكذا تقافة لا يمكن اطلاقا ان ينتج عنها تجربة ديمقراطية او احترام لحقوق الانسان عدى عن كونها تشويه للدين ،ان فوهات البنادق والحروب  لا يمكن ان ينتج عنها تجربة صحيه للديمقراطية ووجهها الاخر حقوق الانسان ، نعم ان ذلك يخلق مجتمع مشوه ، مجتمع امي ، مجتمع يسيطر على عقله  منطق الاقصاء والقوة فقط.
ان الديمقراطية تولد من رحم الحياة الامنه وعلى يد رجالات  متعلمة تعي اهمية ما تقوم به بالنسبة للبلد... الدولة والمجتمع والمستقبل ، بالاضافة الى كونها عملية تربوية ، اما  حكومة انصاف  المتعلمين والاميين واصحاب الشهادات المزورة ، فهؤلاء لم يدركوا ولم يعوا اطلاقا ما تعنية الديمقراطية ولا حقوق الانسان وهذا ما تشير له اعمالهم ومنها على سبيل المثال  التمويه على رئيسة عصابة في وقت يقتحمون به شارع المتنبي !! يقطعون الاشجار في ذات الوقت يزرعون البلاستك في الشوارع!!! نحن كشعب بحاجة الى النهوض ، الصمت امام سياسة الخطوة  بعد خطوة  .. هو هزيمتنا ايضا خطوة بعد خطوة.

رواه ابو نخله: تحشيشة بدون شيشه !!!!!!!!!!( 1)

تكثر المطالبات للحكومات بضرورة احترام القوانين وحقوق الانسان!! هذه الدعوة او المطالبة هي مطالبة  تراعي   بروتوكولية الاعلانات او البيانات  اكثر مما هي امر او امنية لدفع تلك الحكومة لاحترام الديمقراطية او حقوق الانسان ، اي ما اقصده انها مطالبة اعلامية ليس الا.
ان برلمان  نصب بعملية  انتخابات مزوره   ولجان هيئت تلك الانتخابات اعتمدت على المحاصصة بين القوى ، والمحاصصة هي جزء من الفساد، كل هذه المقدمات ادت لولادة الحكومة ولادة قيصرية  ، صورة تجميلية لعملية تدمير بلد " اطلق عليها تحريرا" . المتامل ان العم سام لا يقوم بتغيير انظمة الدول من اجل مصالحة  فقط ولكنه يقوم ايضا بتغيير المفاهيم التي تجد الكثير من الطرش يرددونها ويتغنون بها ، ومنها التحرير، وضربة الحذاء :  التي وصفها  بوش الابن بحرية  التعبير!!! والقتل  : دفاع عن النفس !!!!!!!! الخ  اقول  ما حدث صورة لعملية تدمير وطن لان المستشار الاميركي لازل هو الذي يقرر بالنهاية ولازالت الاوامر تاتي من السفارة ؟؟ لا بل من سفارتين على اقل تقدير.
في ظل كل هذا الحال يوجد لدينا اكثر من 40 ناطق رسمي في الحكومة و 320 ناطق صحفي في البرلمان، كل هؤلاء الناطقين لم يلامسوا يوما المشكلة التي يعشها البلد ولا المواطن بل هم نسيج جاهز لخلق ازمات واثارات نعرات طائفية وقومية  وغيرها كثير من اجل استمرار سيل الدم العراقي  لخدمة من جندهم او دفع لهم!!
بلد ...المخدرات وصلت به الى المدارس ، والتفجيرات تحصد الاخضر واليابس  وحقول النفط تسرق ونفط يسرق ويباع بالاسود واموال عامة تسرق  وبشر يمارسون حق طبيعي الا وهو التظاهر يجري اعتقالهم والاعتداء عليهم ، ارهابيون يهربون من السجون ، وزارات لا تعرف ميزانياتها ، انصاف الاميين والاميين  يشغلون مناصب هامة وقسم منها دبلوماسي ، بلد تطال كواتم الصوت به من يفترض انهم يحافظون على الامن ، لكن ما نراه ان الحكومة الموقرة تقوم بغزوات متعددة لتجمعات مدنية ثقافية  وتغض الطرف عن استهداف الصحفيين ؟؟؟  وكانها بهذه الانفعالات تريد ان تثبت انتصار وهميا ، وتغطي  عجزها  ورغبة من يدعمها او نصبها!!!
 هل تعرف او تدرك تلك الاصوات التي تطالب الحكومة بالديمقراطية مغزى هذا الامر ؟ اعتقد انها تدرك!
وافترض انها تدرك ، واتمنى انها تدرك ويجب عليها ان تدرك ، ان  سياسة التضييق على الثقافة ومصادرها خطوة خطوة عملية ليس اعتباطية ولاهي  بمزاج هذا او ذاك من المسؤولين ولكنها عملية مدروسة كي يسود الظلام على الشارع العراقي!! حين سمحوا لانفسهم بان يحاسبوا البشر،  وسلب الرب قدرته على هذا الامر ، او سابقين الرب على محاسبة البشر، وفي الدنيا !!ان هكذا تقافة لا يمكن اطلاقا ان ينتج عنها تجربة ديمقراطية او احترام لحقوق الانسان عدى عن كونها تشويه للدين ،ان فوهات البنادق والحروب  لا يمكن ان ينتج عنها تجربة صحيه للديمقراطية ووجهها الاخر حقوق الانسان ، نعم ان ذلك يخلق مجتمع مشوه ، مجتمع امي ، مجتمع يسيطر على عقله  منطق الاقصاء والقوة فقط.
ان الديمقراطية تولد من رحم الحياة الامنه وعلى يد رجالات  متعلمة تعي اهمية ما تقوم به بالنسبة للبلد... الدولة والمجتمع والمستقبل ، بالاضافة الى كونها عملية تربوية ، اما  حكومة انصاف  المتعلمين والاميين واصحاب الشهادات المزورة ، فهؤلاء لم يدركوا ولم يعوا اطلاقا ما تعنية الديمقراطية ولا حقوق الانسان وهذا ما تشير له اعمالهم ومنها على سبيل المثال  التمويه على رئيسة عصابة في وقت يقتحمون به شارع المتنبي !! يقطعون الاشجار في ذات الوقت يزرعون البلاستك في الشوارع!!! نحن كشعب بحاجة الى النهوض ، الصمت امام سياسة الخطوة  بعد خطوة  .. هو هزيمتنا ايضا خطوة بعد خطوة.

نظرية (اللوفة)


 
بشرى الهلالي
 الخميس، 25 تشرين الأول، 2012
صباح جميل.. هواء منعش، وجو غائم شفاف لم تقلل بوادر الغبار من صفائه. كأي انسان عادي في معظم بلدان العالم، شعرت بالتفاؤل والنشاط وانا في طريقي الى عملي، وارتفع مقياس الفرح وأنا اجتاز شوارعاً بدت قليلة الزحام، واتساءل عن سبب هذه الاخلاق المرورية المنعشة التي اختصرت مدة وصولي الى عشر دقائق فقط. وما أن صرت على مشارف الجامعة حتى ادركت ان العالم ليس مكانا دائما للفرح، فهنالك دائما (حجر عثرة) قد تتسبب في اطفاء وهج الصباحات الوردية. وحجر العثرة لا يمكن رؤيته احيانا، لكنه عادة يوضع من قبل شخص سواء بقصد او بغيره لاعاقة ضحية قد تتعثر به وتسقط ارضا. اما في هذه الحالة فقد وضع الحجر بقصد وعمد مع سبق الاصرار حيث تم بناؤه وتدبيره بليل، ليكون مصيدة (رقيقة) لكل من يضبط متلبساً بالسعادة الصباحية في وطن كانت تحية الاستعداد هي اول ما تعلمناه في اول يوم مدرسي لنا.
هو لم يكن حجراً واحداً، بل مجموعة احجار ومنصة وبضعة شباب مرقطين يزهو احدهم بآلته المعدنية التي تستوقف طابور السيارات المعذب، و(وينفش) الآخر ريشه وهو يستوقف السيارات واحدة تلو الاخرى ليسألهم عن السبب الذي دفعهم للمجيء الى الجامعة: عندي دوام غير! كان هذا جواب استاذة في اواسط عمرها تستقل سيارة اجرة استخرجت لها (باج) باسمها. وبرقة عنيفة اجابها الشاب المتبختر: ممنوع دخول السيارة. اصرت وهي تريه الباج: لكن لدي باج خاص بها. قال: وإذا؟ هاي تكسي مو سيارتج، بس اذا باسمج تدخل. ثارت ثائرة الدكتورة العجوز، فكيف ستسير مسافة كيلومتر وهي التي تعاني من امراض المفاصل، وان وصلت فالمسافة من باب الجامعة الى الداخل (تكسر الظهر) اضافة الى السلم. لم ينفع اعتراضها، فصرخت موبخة الجندي الشاب.
تكرر هذا المشهد كثيرا، وبعد نصف ساعة من السباحة ضد التيار لعبور مفرزة (اللوفة) الجديدة، استطعت الوصول الى الجامعة لأجد ان قصة الاستاذة قد تكررت مع كل النساء، فراحت كل منهن تحكي قصة (عركتها) مع رجال نقطة التفتيش، بينما تذمر بعض الاساتذة الرجال وصمت البعض الآخر على مضض.
في هذا اليوم، تنقلت في اكثرمن مكان في العاصمة، فلاحظت ان ولادة المفرزة الميمونة في الاستدارة القريبة من الجامعة لم تكن حجر عثرة غير مقصود، بل خطة امنية جديدة بنيت على نظرية (اللوفة)، فقد تم توزيع نقاط تفتيش جديدة على شكل كشك خشبي مربع في اماكن غاية في الحساسية المرورية كون معظمها (لوفات)، فعلى الخط السريع جثمت واحدة في الوسط، وعند الاستدارة القريبة من وزارة الصحة وضعت اخرى، وكانت اكثرهن رقة تلك التي وضعت في (لوفة) الطريق الفرعي النازل من الخط السريع تجاه ساحة الاندلس، فهذه الاستدارة هي من اشد الاستدارات ازدحاما في الايام العادية، وبعد ان تم وضع حجر الاساس للمفرزة الجديدة، اصبح اجتيازها أشبه بمصيبة تيتانيك، ما يوحي بأن من فكر بها تأثر باجواء الفلم حيث ينشطر طابور السيارات الى نصفين منهم من يصعد الرصيف وآخر من يستنجد بالطريق الترابي وصولا الى بر الامان المتمثل بنهاية الاستدارة.
وعودة الى زميلاتي التدريسيات وثورتهن الناعمة ضد قوانين المفرزة الجديدة الواقعة في الاستدارة القريبة من الجامعة، شعرت بجدية احداهن وهي تطالب الجميع بالنزول الى الشارع والتظاهر احتجاجا على زيادة عدد نقاط التفتيش وتوزيعها حسب نظرية (اللوفة) النابعة من مبدأ (حجر عثرة) الهندسي. وسرح خيالي وهو يرسم صورا لمسيرة احتجاج تهدر كالسيل الجارف لتزيح من الطرقات كل انواع نقاط التفتيش التي لا تنفع ولا تضر سوى انها تطبق دعاء عادل امام في احدى مسرحياته (ربنا يحطلك اي حاجة في اي حته يا شيخ)!
وسرت إليّ عدوى غضب الزميلات، فتبخر الصباح الوردي وصدى صوت فيروز، وضربت مطارق الافكار رأسي وهي تحاول الوصول الى سر نظرية (اللوفة) ومكتشفها ومدى تأثيرها على الامن ودعمها للخطط الامنية الخلاقة، حتى توصلت الى حل النظرية التي بنيت على اساس فرضية (العراقي يحتاج الى اكبر عدد من احجار العثرة ليتعلم الصبر)، والمطلوب اثباته هو (قدرته على التحمل وعدم الانفجار)، اما النتيجة فستكون (اكبر عدد ممكن من القتلى) اذا فكر انتحاري ظريف بزيارة الرسول الكريم وقد اختار (المفرزة ام اللوفة) لتكون الطريق الاسرع!.
 

 

نظرية (اللوفة)


 
بشرى الهلالي
 الخميس، 25 تشرين الأول، 2012
صباح جميل.. هواء منعش، وجو غائم شفاف لم تقلل بوادر الغبار من صفائه. كأي انسان عادي في معظم بلدان العالم، شعرت بالتفاؤل والنشاط وانا في طريقي الى عملي، وارتفع مقياس الفرح وأنا اجتاز شوارعاً بدت قليلة الزحام، واتساءل عن سبب هذه الاخلاق المرورية المنعشة التي اختصرت مدة وصولي الى عشر دقائق فقط. وما أن صرت على مشارف الجامعة حتى ادركت ان العالم ليس مكانا دائما للفرح، فهنالك دائما (حجر عثرة) قد تتسبب في اطفاء وهج الصباحات الوردية. وحجر العثرة لا يمكن رؤيته احيانا، لكنه عادة يوضع من قبل شخص سواء بقصد او بغيره لاعاقة ضحية قد تتعثر به وتسقط ارضا. اما في هذه الحالة فقد وضع الحجر بقصد وعمد مع سبق الاصرار حيث تم بناؤه وتدبيره بليل، ليكون مصيدة (رقيقة) لكل من يضبط متلبساً بالسعادة الصباحية في وطن كانت تحية الاستعداد هي اول ما تعلمناه في اول يوم مدرسي لنا.
هو لم يكن حجراً واحداً، بل مجموعة احجار ومنصة وبضعة شباب مرقطين يزهو احدهم بآلته المعدنية التي تستوقف طابور السيارات المعذب، و(وينفش) الآخر ريشه وهو يستوقف السيارات واحدة تلو الاخرى ليسألهم عن السبب الذي دفعهم للمجيء الى الجامعة: عندي دوام غير! كان هذا جواب استاذة في اواسط عمرها تستقل سيارة اجرة استخرجت لها (باج) باسمها. وبرقة عنيفة اجابها الشاب المتبختر: ممنوع دخول السيارة. اصرت وهي تريه الباج: لكن لدي باج خاص بها. قال: وإذا؟ هاي تكسي مو سيارتج، بس اذا باسمج تدخل. ثارت ثائرة الدكتورة العجوز، فكيف ستسير مسافة كيلومتر وهي التي تعاني من امراض المفاصل، وان وصلت فالمسافة من باب الجامعة الى الداخل (تكسر الظهر) اضافة الى السلم. لم ينفع اعتراضها، فصرخت موبخة الجندي الشاب.
تكرر هذا المشهد كثيرا، وبعد نصف ساعة من السباحة ضد التيار لعبور مفرزة (اللوفة) الجديدة، استطعت الوصول الى الجامعة لأجد ان قصة الاستاذة قد تكررت مع كل النساء، فراحت كل منهن تحكي قصة (عركتها) مع رجال نقطة التفتيش، بينما تذمر بعض الاساتذة الرجال وصمت البعض الآخر على مضض.
في هذا اليوم، تنقلت في اكثرمن مكان في العاصمة، فلاحظت ان ولادة المفرزة الميمونة في الاستدارة القريبة من الجامعة لم تكن حجر عثرة غير مقصود، بل خطة امنية جديدة بنيت على نظرية (اللوفة)، فقد تم توزيع نقاط تفتيش جديدة على شكل كشك خشبي مربع في اماكن غاية في الحساسية المرورية كون معظمها (لوفات)، فعلى الخط السريع جثمت واحدة في الوسط، وعند الاستدارة القريبة من وزارة الصحة وضعت اخرى، وكانت اكثرهن رقة تلك التي وضعت في (لوفة) الطريق الفرعي النازل من الخط السريع تجاه ساحة الاندلس، فهذه الاستدارة هي من اشد الاستدارات ازدحاما في الايام العادية، وبعد ان تم وضع حجر الاساس للمفرزة الجديدة، اصبح اجتيازها أشبه بمصيبة تيتانيك، ما يوحي بأن من فكر بها تأثر باجواء الفلم حيث ينشطر طابور السيارات الى نصفين منهم من يصعد الرصيف وآخر من يستنجد بالطريق الترابي وصولا الى بر الامان المتمثل بنهاية الاستدارة.
وعودة الى زميلاتي التدريسيات وثورتهن الناعمة ضد قوانين المفرزة الجديدة الواقعة في الاستدارة القريبة من الجامعة، شعرت بجدية احداهن وهي تطالب الجميع بالنزول الى الشارع والتظاهر احتجاجا على زيادة عدد نقاط التفتيش وتوزيعها حسب نظرية (اللوفة) النابعة من مبدأ (حجر عثرة) الهندسي. وسرح خيالي وهو يرسم صورا لمسيرة احتجاج تهدر كالسيل الجارف لتزيح من الطرقات كل انواع نقاط التفتيش التي لا تنفع ولا تضر سوى انها تطبق دعاء عادل امام في احدى مسرحياته (ربنا يحطلك اي حاجة في اي حته يا شيخ)!
وسرت إليّ عدوى غضب الزميلات، فتبخر الصباح الوردي وصدى صوت فيروز، وضربت مطارق الافكار رأسي وهي تحاول الوصول الى سر نظرية (اللوفة) ومكتشفها ومدى تأثيرها على الامن ودعمها للخطط الامنية الخلاقة، حتى توصلت الى حل النظرية التي بنيت على اساس فرضية (العراقي يحتاج الى اكبر عدد من احجار العثرة ليتعلم الصبر)، والمطلوب اثباته هو (قدرته على التحمل وعدم الانفجار)، اما النتيجة فستكون (اكبر عدد ممكن من القتلى) اذا فكر انتحاري ظريف بزيارة الرسول الكريم وقد اختار (المفرزة ام اللوفة) لتكون الطريق الاسرع!.
 

 

السبت، 20 أكتوبر 2012

انتاج الازمات

قيل ان الحياة دون مشاكل  غير ممكنه، وقيل ان الحياة كفاح بين الواقع والمستقبل وقيل الكثير بهذا االخصوص، ولكن وعلى الرغم من اننا امة  يمكن ان تسمى " امة ..قيل " لكثر ما نطلق من الاوصاف والتغني بالاشياء من جانب وقلة الفعل من جانب اخر!!! ان العاقل هو من يتامل بما يحيطة او لديه من المشاكل والعمل على وضع الحلول لعلاجها ، اي باختصار جدولة المشاكل وجدولة للحلول التي يراها الانسان قادرة للتخلص من تلك المشاكل.
هذا الامر  يخالفه من هم بسدة الحكم في العراق ، جملة وتفصيلا، على الرغم من معالجة المشاكل وتذليل العقبات امر تسير عليه جميع الدول التي بنيت على اساس دولة قانونية ، وليست دولة فافونية!!.
في العراق خلق لنا السادة السياسيين الاميين دستورا يصلح ان يكون ناسور !! لكثرة مابه من متضادات ومواد لا يمكن لمعدة كائن عاقل من هضمها، حينها جرم هؤلاء السادة كل من اعترض او انتقد، وختموهم بانه بقايا البعث الصدامي ، على الرغم من ان تلك الاسماء كانت معروفة بمعارضتها للنظام لا بل لم تضع يدها لا على كتف السيد النائب ولا " بحزامه".
الساسة الاميين في السياسة بدلا من حل المشاكل العالقة مثلا في مجال الامن ، نراهم يغزون النوادي الاجتماعية!! وبدلا من رفع مستوى التعليم ووضع ضوابط لذلك نراهم بقدمون 13 الف طالب للامتحانات باشراف الوقف الاسلامي !! وكان البلد لا يوجد بها وزارة تربية وتعليم عالي؟؟ بدلا من حل المشاكل العالقة مع الاقليم  نراهم يتبارون من الصوبين لتازيم الوضع من خلال التصريحات الطنانة والتي لا تعرف منها من هو الرسمي والمخول ومن هو الحالم المتهور؟؟؟ وبدلا من سن قانون الثروات الطبيعية  نراهم يشرعنون السرقة لها؟؟ وبدلا من اجراء احصاء سكاني ؟؟ يتسابفون على قانون ترسيم حدود المحافظات؟؟؟  لا اعرف اي عقول ابتلى بها العراق  وشعبه ؟؟ ولماذا في كل حقبة زمنية يخرج علينا الرعاع ليحكموا شعبا ورث الكثير من الحضارة  العظيمة؟؟

ياسادة  يا كرام من اي كتلة او ائتلاف ، ان كنتم من حكومة الشراكة او من الداعين لحكومة الاغلبية او من االراغبين بالحل النهائي الا وهو حكومة اغلبية الشراكة الوطنية!!!!!!!!!!!!!! ان الشعب يريد الامن اولا وقبل كل شي ، بعدها تعالوا نجلس لنتفاهم على حدود ميسان ودهوك  ومناطقكم العراقية المتنازع عليها،!! نعم انها عراقية وليس ملكا لحزب او زعيم ما  انها مناطق عراقية فاخجلوا قليلا واتركوا انتاج الازمات واكتفوا بما سرقتم ، لا تجعلوا الشعب وقودا لازماتكم واحلامكم المريضة.
19-10-2012

انتاج الازمات

قيل ان الحياة دون مشاكل  غير ممكنه، وقيل ان الحياة كفاح بين الواقع والمستقبل وقيل الكثير بهذا االخصوص، ولكن وعلى الرغم من اننا امة  يمكن ان تسمى " امة ..قيل " لكثر ما نطلق من الاوصاف والتغني بالاشياء من جانب وقلة الفعل من جانب اخر!!! ان العاقل هو من يتامل بما يحيطة او لديه من المشاكل والعمل على وضع الحلول لعلاجها ، اي باختصار جدولة المشاكل وجدولة للحلول التي يراها الانسان قادرة للتخلص من تلك المشاكل.
هذا الامر  يخالفه من هم بسدة الحكم في العراق ، جملة وتفصيلا، على الرغم من معالجة المشاكل وتذليل العقبات امر تسير عليه جميع الدول التي بنيت على اساس دولة قانونية ، وليست دولة فافونية!!.
في العراق خلق لنا السادة السياسيين الاميين دستورا يصلح ان يكون ناسور !! لكثرة مابه من متضادات ومواد لا يمكن لمعدة كائن عاقل من هضمها، حينها جرم هؤلاء السادة كل من اعترض او انتقد، وختموهم بانه بقايا البعث الصدامي ، على الرغم من ان تلك الاسماء كانت معروفة بمعارضتها للنظام لا بل لم تضع يدها لا على كتف السيد النائب ولا " بحزامه".
الساسة الاميين في السياسة بدلا من حل المشاكل العالقة مثلا في مجال الامن ، نراهم يغزون النوادي الاجتماعية!! وبدلا من رفع مستوى التعليم ووضع ضوابط لذلك نراهم بقدمون 13 الف طالب للامتحانات باشراف الوقف الاسلامي !! وكان البلد لا يوجد بها وزارة تربية وتعليم عالي؟؟ بدلا من حل المشاكل العالقة مع الاقليم  نراهم يتبارون من الصوبين لتازيم الوضع من خلال التصريحات الطنانة والتي لا تعرف منها من هو الرسمي والمخول ومن هو الحالم المتهور؟؟؟ وبدلا من سن قانون الثروات الطبيعية  نراهم يشرعنون السرقة لها؟؟ وبدلا من اجراء احصاء سكاني ؟؟ يتسابفون على قانون ترسيم حدود المحافظات؟؟؟  لا اعرف اي عقول ابتلى بها العراق  وشعبه ؟؟ ولماذا في كل حقبة زمنية يخرج علينا الرعاع ليحكموا شعبا ورث الكثير من الحضارة  العظيمة؟؟

ياسادة  يا كرام من اي كتلة او ائتلاف ، ان كنتم من حكومة الشراكة او من الداعين لحكومة الاغلبية او من االراغبين بالحل النهائي الا وهو حكومة اغلبية الشراكة الوطنية!!!!!!!!!!!!!! ان الشعب يريد الامن اولا وقبل كل شي ، بعدها تعالوا نجلس لنتفاهم على حدود ميسان ودهوك  ومناطقكم العراقية المتنازع عليها،!! نعم انها عراقية وليس ملكا لحزب او زعيم ما  انها مناطق عراقية فاخجلوا قليلا واتركوا انتاج الازمات واكتفوا بما سرقتم ، لا تجعلوا الشعب وقودا لازماتكم واحلامكم المريضة.
19-10-2012

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

حقوق الإنسان ) في تركيا بين النظرية والتطبيق ....؟!


 

                

    شه مال عادل سليم


 

استوقفني بعض المشاهد المؤلمة وانا انظر اليها من خلال صور نشرت في الفترة الاخيرة على الإنترنت ووسائل الاعلام الاخرى لجنود اتراك وهم يمثلون بجثث مقيدة الأيدي خلف الظهور, ويلتقطون الصور التذكارية لهم الى جوار تلك الجثث المشوهة والمضرجة بالدماءلمقاتلي حزب العمال الكوردستاني سقطوا خلال اشتباك مسلح مع قوات الامن التركي ....... , وتظهر في احدى الصور جثث ممزقة و(عارية )  يقف إلى جوارهم جنود اتراك (افترشت البهجة والفرحة ملامحهم ... ،رافعين إشارات النصر الكاذب  بجوار العلم التركي)......!! 

وانا اشاهد هذه الصور المؤلمة تذكرت الخبر الذي قرأته قبل ايام حول تنديد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا (Leon Panetta ) بشدة سلوك جنود أميركيين التقطت لهم صور مع جثث متمردين أفغان ونشرتها صحيفة لوس انجلوس تايمز. حيث قال  الوزير الأميركي : إن هذه الصور لا تمثل في شيء (القيم أو المهنية) لدى القسم الأكبر من القوات الأميركية التي تخدم اليوم في أفغانستان، مبديا أيضا (خيبة أمله ) لقيام الصحيفة الأميركية بنشر هذه الصور رغم طلب البنتاغون عدم نشرها....!! , وشدد على أن الجنود الضالعين في (هذا السلوك غير الإنساني)ينبغي أن يحاسبوا أمام القضاء العسكري  الاميركي......؟!

نعم ....ان ما يتم من إهانة لجثث القتلى والقضاء على الجرحى  والاسرى الحرب في دولنا العربية والاسلامية امر مرفوض شرعا وقانونا واخلاقا وعرفا دوليا , بالاضافة الى ان الإسلام سنّ للحروب أخلاقيات إنسانية سبق بها مواثيق حقوق الإنسان الحديثة والمعاصرة ... . وعليه يجب على تركيا التي تسعى جاهدأ إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي  أن تراعي هذه الأخلاقيات، وأن تحافظ على حقوق الاسرى وكرامة الموتى ، والتي هي من فرائض دينية، وأعراف إنسانية........

 

اخيرأ اسأل : اين منظمة العفو الدولية من انتهاكات الحكومة التركية بحق الانسان وحرمة الميت وقتل أو إساءة معاملة أسرى الحرب  و اخضاعهم للتعذيب وغيره من الممارسات الوحشية واللاإنسانية في المستشفيات التركية التي تحولت الى مراكز ومسالخ  لقمع المعارضين والناشطين السياسيين , بالاضافة الىإنعدام الشفافية في المحاكم التركية.........(راجع اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام من قبل المؤتمر الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحروب المعقود في جنيف خلال الفترة من 21 نيسان/أبريل إلي 12 آب/أغسطس 1949تاريخ بدء النفاذ: 21 تشرين الأول/أكتوبر 1950 وفقا لأحكام المادة 138 ) 

   نعم ....ان التمثيل بالجثث هو الوجه الآخر للظلم والإقصاء الاستبدادي التركي ضد الشعب الكوردي الذي يناضل من اجل كسر قيود الظلم والاستبداد والاستعباد  ..............!!

 

        

Santiago     

 

(حقوق الإنسان ) في تركيا بين النظرية والتطبيق ....؟!


 

                

    شه مال عادل سليم


 

استوقفني بعض المشاهد المؤلمة وانا انظر اليها من خلال صور نشرت في الفترة الاخيرة على الإنترنت ووسائل الاعلام الاخرى لجنود اتراك وهم يمثلون بجثث مقيدة الأيدي خلف الظهور, ويلتقطون الصور التذكارية لهم الى جوار تلك الجثث المشوهة والمضرجة بالدماء لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني سقطوا خلال اشتباك مسلح مع قوات الامن التركي ....... , وتظهر في احدى الصور جثث ممزقة و(عارية )  يقف إلى جوارهم جنود اتراك (افترشت البهجة والفرحة ملامحهم ... ،رافعين إشارات النصر الكاذب  بجوار العلم التركي)......!! 

وانا اشاهد هذه الصور المؤلمة تذكرت الخبر الذي قرأته قبل ايام حول تنديد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا (Leon Panetta ) بشدة سلوك جنود أميركيين التقطت لهم صور مع جثث متمردين أفغان ونشرتها صحيفة لوس انجلوس تايمز. حيث قال  الوزير الأميركي : إن هذه الصور لا تمثل في شيء (القيم أو المهنية) لدى القسم الأكبر من القوات الأميركية التي تخدم اليوم في أفغانستان، مبديا أيضا (خيبة أمله ) لقيام الصحيفة الأميركية بنشر هذه الصور رغم طلب البنتاغون عدم نشرها....!! , وشدد على أن الجنود الضالعين في (هذا السلوك غير الإنساني)ينبغي أن يحاسبوا أمام القضاء العسكري  الاميركي......؟!

نعم ....ان ما يتم من إهانة لجثث القتلى والقضاء على الجرحى  والاسرى الحرب في دولنا العربية والاسلامية امر مرفوض شرعا وقانونا واخلاقا وعرفا دوليا , بالاضافة الى ان الإسلام سنّ للحروب أخلاقيات إنسانية سبق بها مواثيق حقوق الإنسان الحديثة والمعاصرة ... . وعليه يجب على تركيا التي تسعى جاهدأ إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي  أن تراعي هذه الأخلاقيات، وأن تحافظ على حقوق الاسرى وكرامة الموتى ، والتي هي من فرائض دينية، وأعراف إنسانية........

 

اخيرأ اسأل : اين منظمة العفو الدولية من انتهاكات الحكومة التركية بحق الانسان وحرمة الميت وقتل أو إساءة معاملة أسرى الحرب  و اخضاعهم للتعذيب وغيره من الممارسات الوحشية واللاإنسانية في المستشفيات التركية التي تحولت الى مراكز ومسالخ  لقمع المعارضين والناشطين السياسيين , بالاضافة الى إنعدام الشفافية في المحاكم التركية.........(راجع اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام من قبل المؤتمر الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحروب المعقود في جنيف خلال الفترة من 21 نيسان/أبريل إلي 12 آب/أغسطس 1949تاريخ بدء النفاذ: 21 تشرين الأول/أكتوبر 1950 وفقا لأحكام المادة 138 ) 

   نعم ....ان التمثيل بالجثث هو الوجه الآخر للظلم والإقصاء الاستبدادي التركي ضد الشعب الكوردي الذي يناضل من اجل كسر قيود الظلم والاستبداد والاستعباد  ..............!!

 

        

Santiago