الجمعة، 12 أكتوبر 2012

وجهاً من الازمة العراقية


ان ما حصل في العراق قبل  حرب 2003 واثناء الحرب وبعدها  من اسقاط للنظام، من  قتل وتدمير وقمع وسرقات  وتغييب للعقل والانسان، والذي وصل حد التجهيل اليومي، يفرض على القوى التي قامت به وساعدت عليه، ان تجد وسائل كثيرة، كي لا يصل الشعب يوما الى حقيقة ما حصل،  او معرفة  ذلك وادراك نتائجه، خوفا من هزةٍ شعبيةٍ ، قد تفرض المطالبة بمحاسبة الجميع ، والتي ربما لم تكن نتائجها "حميدة" على تلك القوى التي عاثت ولازالت ...فسادا.

 ان جزء من "علاج" هذا الامر اي تجنب حالة الثورة الشعبية او الوعي الشعبي لعمق الجريمة التي ارتكبت بحق العراق كدولة وتاريخ وشعب، والتي لا تقل خطورة عما ارتكبه النظام ومن دعمه قبل ذلك، هو ابقاء دوامة العنف مستمرة بالاضافة الى دوامة الازمات السياسية، ناهيك عن ادخال الشعب وعلى ارضية العنف الى حالة من الصراعات الدينية  وتثوير الفتاوي والدعاوي بهذا الاتجاه او ذاك ، متأملين ان تؤدي  النتائج من تلك الوسائل الى حالة كبيرة من الاحباط  وفقدان الامل في صفوف من يتصدر حركات التغيير وبالتالي الاثر سيكون ابلغ واعمق على مستوى المواطن العادي، وهذا هو المطلوب، حيث سيقوم غالبية الناس والفقيرة منها بترديد عبارة " عمي انريد انعيش "...  " خليهم شيريدون يسوون.... يسوون"" اني شعليه"  تمام كما تمكنوا من قبل من دفع الناس لترديد عبارة " لياتي شارون ويخلصنا من صدام" او نوافق حتى اذا اتى شارون واسقط صدام" هذه الشعارات التي ادخلوها الى عقول البشر من خلال عملية العصر الاقتصادي  وربط الاحزمة على البطون من جانب و اطلاق يد النظام بالحروب والقمع والتنكيل، من جانب اخر واكتمل المشهد  "بمخبرت" الاحزاب التي كانت ترفع شعار معارضة النظام، "اي ربط الكثير منها باجهزة مخابرات دولية"، من خلال كل هذا تمكنوا، من  زرع  حالة القنوط والياس بروح الانسان العراقي، ولا زالو .

ان غوص " ما يسمى بالقوى السياسية " في العراق في وحل مصالحها الذاتية وخدمة مصالح الدول الاخرى،  متمثل في الفساد  والقتل والقمع والتفجيرات ، اي حالة الا استقرار" ، يدفع بتلك القوى للعمل على فرض هيمنها السياسية بكل الاشكال، بما فيها لوي عنق الدين  وتلبس البعض دور الله !! والتبرج بعبائته  من اجل خدمة تلك المصالح ، وبقائهم  كشركة حراسة لمصالح من عينهم ، وكي لا يجري الاطاحة بهم ، وكي لا يصيبهم الامر المحتوم،  الا وهو العقاب على الطريقة العراقية !! وهم يدركون تلك الطريقة جيدا.

اضع  " ما يسمى بالقوى السياسية" بين قوسين لان السنوات الماضية، اي منذ ظهور الازمة في العراق، منذ نهاية السبعينات تقريبا وحتى يومنا هذا  تشير  الى خلو العراق من القوى السياسية بالمفهوم العلمي للكلمة، والسبب ببساطة ان القوى السياسية يجب ان تكون مكونه او قائمة على اساس وعي  سياسي مدني  وليس مليشياوي مسلح او  عشائري او ديني، او تابعة لخارج الحدود وتدار من هناك!! لديها برامج سياسية وطنية ورؤى مستقبلية، وتمتلك بعض المصداقية تجاه ما تطرحه من شعارات ، ولا اريد القول مصداقية كاملة!!، ناهيك عن الامر المهم جدا هي معرفة العمل في السياسة والتحالفات، ووعي الجميع بوجود الخط الاحمر الا وهو الامن الوطني او القومي للبلد والذي لا يمكن لاحد تجاوزه او اللعب عليه ايا كانت الاسباب.

وهناك حقيقة اخرى، وعلى خلفية الامراض الاجتماعية والسياسية التي تعيش في مجتمعنا العراقي ، لا يمكن ان تعطى، اي  قوة سياسية شهادة تثبت خلوها من الامراض.  اذا كان الفساد على المستوى الشعبي ، فكيف  سيكون الصوت الانتخابي نزيه مثلا!! او من جرى انتخابه نزيها!!  الم يخلق هذا على سبيل المثال لا الحصر قضية التوظيف مقابل 100 او 2000 دولار مقابل التوظيف  " اي الدفع نقدا للحصول على وظيفة " مطبقين اغلب ما نصت عليه الاية 12 من سورة المجادلة "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "، خصوصا بعدما فوضوا انفسهم بمسؤوليتهم على الشعب!!، في الامس كانت مسؤولية الفرد مصادرة بقوة الحزب القائد والاب القائد واليوم صودرت باسم الرب والدين ورسوله!! ، بالاضافة الى شراء المواقع العسكرية والتي يقرها البرلمان، وربما حتى مواقع  اخرى في الدولة ، اقول ربما لان هناك شخصيات كانت بالامس مع النظام ومقربة من الاب القائد!! ولكنها تتمتع بمواقع حساسة اليوم؟؟؟ وهناك شخصيات لا تفقه بعلم الفصم!! شيئا وهي اليوم بمواقع ايضا مسؤولة في الدولة ومهمة لقربها من الاميركان او هذه او تلك من دول التحالف!!!! او الجوار او ما شابه. لهذا فان " القوى السياسية " مفهوم اجوف في العراق وخصوصا حين تغادر تلك الاحزاب العقل الجماعي لجمهورها و ترتبط بشيخ دين يفتي لها!! او جهة مخابراتية لدولة قريبة او بعيدة!! او تعتمد العشيرة اساس لها!! وتبقى بعض القوى ذات النفوذ الضعيف  والتي لا يمكنها ان توصل قناعاتها وافكارها للجميع  ولا تاثيرها بسبب من التغييب والجهل في المجتمع، والذي تدفع غالبيته دفعا للحرب على خلافات مضى عليها قرون، حيث تحتاج هذه القوى لوقت طويل كي يؤثر، اذا احسنت الحفاظ على نفسها والحفاظ باختيار من ينشطون فيها.

اعتقد ان ادراك حالتنا واسبابها يعد امر اساسي لوضع طرق واساليب عمل جديده تتناسب مع واقعنا، كما تقلل ان لم نقل تبعد عن حالة التطير والجزع التي تصيبنا في بعض الاحيان. ان ماعليه مجتمعنا اليوم لا يمكن الغائه بفتوى او مقال وانما الفتوى والمقال وغيرهما ان وظفتا جديا قد تساهم بالاتجاه الافضل لتطوير الوعي ، نحو مجتمع افضل متطور وهذا لا يتم اساسا الا بتطوير التعليم وتوسيع رقعة الحرية وكف ايدي الظلام والمشايخ التي تحكم زورا باسم الاسلام، عن تهديد العباد.

28-9-2012

صرخة (رباب)




 
بشرى الهلالي

11/10/2012

لعشرات النهارات، مررت بهذا التقاطع، لكنها المرة الثانية او الثالثة التي قادني فيها دربي اليه ليلاً. كانت الساعة السابعة مساءً تقريبا، والشوارع يكسوها الظلام الا من أضواء مصابيح السيارات واشارات المرور. وكالعادة ما أن يتوقف السير حتى يهجم باعة التقاطع من كل الاعمار، يحملون بضائع متواضعة من المناديل الورقية والعلكة وهم يعلمون جيدا انها لا تستهوي المشتري الذي غالبا مايردها اليهم وقد يمنح البائع الف دينار او 500 او حتى ربع، فالجميع يعلم ان بائعي التقاطعات ونقاط التفتيش ماهم الا وجه آخر للتسول. اعتدنا وجودهم وقرعهم زجاج نوافذ السيارات وصراخهم حتى اختفت مشاعر التعاطف لدى اغلبنا ولم يعد يشغلنا سوى ابتعادهم والكف عن اعاقة السير.

... وجودها في هذا المكان وفي هذه الساعة كسر رتابة الانتظار، كانت تتلفع بعباءتها فتبدو اشبه بشبح يتحرك في الظلام. اقتربت من السيارة التي امامي، وانحنت لتحدث سائقها وهي تمد يدها اليه بما احتوته من علبة لبيع العلكة. بالطبع لم اسمع مادار بين الفتاة والسائق، لكني امعنت النظر فيها عندما التف جسدها الممشوق وهي تتوجه نحوي، فلاحظت انها كانت تحمل في يدها اليسرى كيسا بلاستيكيا يضم ملابس، كما خمنت. تصاعدت دهشتي اكثر عندما انار مصباح السيارة الامامي وجهها فبدت شابة في العشرينات من العمر تقريبا وعلى قدر لابأس به من الجمال، فمن ذا الذي تجرّأ على طردها في تلك الساعة حتى باتت بلا مأوى؟ هل هو زوجها.. ضربها والقى بها خارج الدار، ام هم اهلها؟ لايعقل ان تكون (مقطوعة من شجرة).. ربما تكون جزءا من عصابة تسول او دعارة من تلك التي انتشرت في البلد وتحول بعضها الى مافيات تتاجر بكرامة الانسان والجسد؟

... بيد حذرة قرعت زجاج السيارة لكنها تراجعت فلم تكن تتوقع ان تجيبها امرأة.. اعطيتها بعض المال.. بدت مترددة او ساخرة، وبدا واضحا ان ماتبحث عنه هذه الفتاة هو ليس الالف دينار او الربع.

- ما اسمك؟

ضايقها السؤال كأنها تقول، وماشأنك انت؟ الا انها اجابت على مضض: رباب.

- الا تخافين من التجول وحدك بين السيارات يا رباب.. قد تتعرضين للخطف او الاعتداء و أنت شابة جميلة؟

ادارت ظهرها لي في خطوة لتبتعد غير آبهة بالسؤال.. مددت يدي، أمسكت بيدها لاستوقفها.

- لاتنزعجي يا رباب، لا اقصد التدخل في شؤونك، لكني امرأة مثلك ويؤلمني ان أرى أخرى في هذا الحال؟ أليس لديك اهل، ولم تحملين صرة ملابسك، اين تقضين ليلتك، اليس لديك فراشا او بيتا تأوين اليه؟

- اسئلتك كثيرة يا سيدة؟ اجابت رباب بعصبية وهي تنقل نظرها بيني وبين السيارة بنظرة ساخرة كمن تقول: وما ادراك بحالي، مايهمك من امري.

- لست مترفة يارباب، انا امرأة كادحة، وربما كنت في مكاني الآن لو ان ظروفك ساعدت، فلا تبتعدي.. كلنا يحمل جراحا، وكلنا تعرض للسرقة، سرقوا براءة جسدك ومازالوا يسرقون ايامنا.. احلامنا.. اصواتنا..

- ليتك تأخذيني معك.. القي بي من على الجسر او تحت عجلات السيارات فقط لاتخلص من جلدي فلم يعد فيه بقعة لم تتلوث ببصمات ايديهم.

.. لااعرف من الذي انهمر اولا دموعها ام الحروف، وهل شاركتها البكاء؟ لا اتذكر سوى اني افقت من ذهولي على صوت منبهات السيارات الذي رافق تثاؤب الضوء الاخضر، لأجدني اقف وحدي بين جنون زحف السيارات، بينما تكومت رباب على الرصيف.

- اعذريني يارباب.. علي الذهاب..

نهضت ..انتفضت صارخة:

- كلكم تذهبون.. تعتذرون وتذهبون، دون ان تدركوا ان ماتخلفونه وراءكم هو دمي الذي استبيح على ارض لم تمنحني سوى جنسية متهرئة وشوارع يطويني في وحشتها ظلام الليل.. لاتعتذري فمهما ابتعدت ستظل قدمك مربوطة الى قدمي بسلسلة واحدة.. فكلنا سبايا...

مركز النور/ جريدة الناس

صرخة (رباب)




 
بشرى الهلالي

11/10/2012

لعشرات النهارات، مررت بهذا التقاطع، لكنها المرة الثانية او الثالثة التي قادني فيها دربي اليه ليلاً. كانت الساعة السابعة مساءً تقريبا، والشوارع يكسوها الظلام الا من أضواء مصابيح السيارات واشارات المرور. وكالعادة ما أن يتوقف السير حتى يهجم باعة التقاطع من كل الاعمار، يحملون بضائع متواضعة من المناديل الورقية والعلكة وهم يعلمون جيدا انها لا تستهوي المشتري الذي غالبا مايردها اليهم وقد يمنح البائع الف دينار او 500 او حتى ربع، فالجميع يعلم ان بائعي التقاطعات ونقاط التفتيش ماهم الا وجه آخر للتسول. اعتدنا وجودهم وقرعهم زجاج نوافذ السيارات وصراخهم حتى اختفت مشاعر التعاطف لدى اغلبنا ولم يعد يشغلنا سوى ابتعادهم والكف عن اعاقة السير.

... وجودها في هذا المكان وفي هذه الساعة كسر رتابة الانتظار، كانت تتلفع بعباءتها فتبدو اشبه بشبح يتحرك في الظلام. اقتربت من السيارة التي امامي، وانحنت لتحدث سائقها وهي تمد يدها اليه بما احتوته من علبة لبيع العلكة. بالطبع لم اسمع مادار بين الفتاة والسائق، لكني امعنت النظر فيها عندما التف جسدها الممشوق وهي تتوجه نحوي، فلاحظت انها كانت تحمل في يدها اليسرى كيسا بلاستيكيا يضم ملابس، كما خمنت. تصاعدت دهشتي اكثر عندما انار مصباح السيارة الامامي وجهها فبدت شابة في العشرينات من العمر تقريبا وعلى قدر لابأس به من الجمال، فمن ذا الذي تجرّأ على طردها في تلك الساعة حتى باتت بلا مأوى؟ هل هو زوجها.. ضربها والقى بها خارج الدار، ام هم اهلها؟ لايعقل ان تكون (مقطوعة من شجرة).. ربما تكون جزءا من عصابة تسول او دعارة من تلك التي انتشرت في البلد وتحول بعضها الى مافيات تتاجر بكرامة الانسان والجسد؟

... بيد حذرة قرعت زجاج السيارة لكنها تراجعت فلم تكن تتوقع ان تجيبها امرأة.. اعطيتها بعض المال.. بدت مترددة او ساخرة، وبدا واضحا ان ماتبحث عنه هذه الفتاة هو ليس الالف دينار او الربع.

- ما اسمك؟

ضايقها السؤال كأنها تقول، وماشأنك انت؟ الا انها اجابت على مضض: رباب.

- الا تخافين من التجول وحدك بين السيارات يا رباب.. قد تتعرضين للخطف او الاعتداء و أنت شابة جميلة؟

ادارت ظهرها لي في خطوة لتبتعد غير آبهة بالسؤال.. مددت يدي، أمسكت بيدها لاستوقفها.

- لاتنزعجي يا رباب، لا اقصد التدخل في شؤونك، لكني امرأة مثلك ويؤلمني ان أرى أخرى في هذا الحال؟ أليس لديك اهل، ولم تحملين صرة ملابسك، اين تقضين ليلتك، اليس لديك فراشا او بيتا تأوين اليه؟

- اسئلتك كثيرة يا سيدة؟ اجابت رباب بعصبية وهي تنقل نظرها بيني وبين السيارة بنظرة ساخرة كمن تقول: وما ادراك بحالي، مايهمك من امري.

- لست مترفة يارباب، انا امرأة كادحة، وربما كنت في مكاني الآن لو ان ظروفك ساعدت، فلا تبتعدي.. كلنا يحمل جراحا، وكلنا تعرض للسرقة، سرقوا براءة جسدك ومازالوا يسرقون ايامنا.. احلامنا.. اصواتنا..

- ليتك تأخذيني معك.. القي بي من على الجسر او تحت عجلات السيارات فقط لاتخلص من جلدي فلم يعد فيه بقعة لم تتلوث ببصمات ايديهم.

.. لااعرف من الذي انهمر اولا دموعها ام الحروف، وهل شاركتها البكاء؟ لا اتذكر سوى اني افقت من ذهولي على صوت منبهات السيارات الذي رافق تثاؤب الضوء الاخضر، لأجدني اقف وحدي بين جنون زحف السيارات، بينما تكومت رباب على الرصيف.

- اعذريني يارباب.. علي الذهاب..

نهضت ..انتفضت صارخة:

- كلكم تذهبون.. تعتذرون وتذهبون، دون ان تدركوا ان ماتخلفونه وراءكم هو دمي الذي استبيح على ارض لم تمنحني سوى جنسية متهرئة وشوارع يطويني في وحشتها ظلام الليل.. لاتعتذري فمهما ابتعدت ستظل قدمك مربوطة الى قدمي بسلسلة واحدة.. فكلنا سبايا...

مركز النور/ جريدة الناس

الخميس، 11 أكتوبر 2012

امير الاخوان.. ,.وزعيم دولة الخروف الاسود .... الطيب اوردغان!!!


حين تختلط السياسة بالدين، وحين نلبس السياسة ثوب الدين، فهذا يعني لمن لديه الحس والعقل، بان منظومة القيم الاخلاقية والاجتماعية لهذا المجتمع ستبدا بالانهيار، عبر طريق بسيط جدا الا وهو غسل العقول وتعميمها واعادة كل واردة او شاردة الى الرب ، وكما علق مرة احد اعضاء البرلمان العراقي ، بان البرلمان لا يمكنه محاسبة المتغيبين، وحسابهم عند الله!! فمن هذه المفاهيم يجري حشو الادمغة وعبر اساليب عديدة اخرى، تعمل تلك النخب من خلالها على تحويل البلد الى اسطبل .

يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد- عن دار النفائس- " ما من مستبد سياسي الى الان الا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، او تعطيه مقام ذي علاقة مع الله، ولا اقل من ان يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله، واقل ما يعينون به الاستبداد تفريق الامم الى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضا"ص48

ان من يضع نفسه اميرا لاخوان المسلمين، وهذه التسمية تفترض امر مهم جدا وغير قابل للمساومة او النقاش او التجاوز الا وهو ان المسلمين اخوه!، والامر الاخر يجب ان يكون المسلم صادقا ولا يكذب ولا يقبل المال الحرام وهنا ياتي قوله تعالى "  وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون ( 60 ) يونس  " ، اي ان الصدق من القيم الاساسية لهذا الدين والايمان به وعليه فان تقبل المال الحرام  يعد من الكبائر فيه.

 

فالسيد امير الاخوان الذي ردد عام 1998 حسب ما منشور في الشبكة العنكبوتية مقاطع شعرية لشاعر تركي

 

مساجدنا ثكناتنا

قبابنا خوذاتنا

مآذننا حرابنا

والمصلون جنودنا

هذا الجيش المقدس يحرس ديننا 1

وهذه المقاطع اعتبرت  تحريض على الكراهية الدينية ، وعلى اساسها جرى زجه في السجن.

لقد منح  امير الاخوان من قبل مملكة نفط ال سعود " جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 - 1430 هـ). وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها في ذلك الوقت ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً". وقد تم منحه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 1431 / 3 / 23 هـ."2

 

كما وجرى منحة جائزة القذافي لحقوق الانسان  بتاريخ 29 -11-2010 بطرابلس –ليبيا والتي وصلها بدعوة رسمية من القذافي.3

وهنا تاتي الاسئلة له ولمن يدافع عنه اليوم لا بل  ويعتبره قائد للعالم الاسلامي خصوصا بعد حفلة  دافوس 2009.

كيف ان يكون في عصبة الاخوة والاخوان وهو يحارب اخوة له في الدين!!! وهذا الامر لا يعطيه الحق بمحاربة الاخر ليضع نفسه في موقع محاربتهم وبما يدعيه،  وفقا لقوله تعالى"( فلا تزكوا انفسكم ) النجم 32-  .

 

الامر الاخر، ان كان اوردغان محبا لمصلحة وقضايا الشعوب وقضيتنا المركزية! والديمقراطية وحقوق الانسان ، لماذا يتقبل جائزة الملك فيصل وشهادة الدكتوراة من مملكة لازالت تحكم بالرجم وقطع الايدي وتكم الافواه وتكبت الحريات؟؟؟

والسؤال الثاني: اين مصداقية السيد اوردغان وشعاراته حتى التي يطرحها من باب الدين!! حين يقبل جائزة معمر القذافي لحقوق الانسان!! وبعد شهور يشارك باكبر حملة عسكرية وسياسية واقتصادية لاقتلاع نظام القذافي لا بل وقتله على طريقة رعاة البقر!! باسم الديمقراطية وحقوق الانسان؟؟ وان كان اوردغان امير الجماعة!! الى هذا الحد مسلحا ومعبئا ومدافعا عن حقوق الانسان!! والقذافي على العكس منه؟؟ لماذا تقبل الجائزة؟ ولماذا ان هو اكتشف متاخراامر القذافي، لم يعيد الجائزة له او للدولة الليبية؟؟؟

ويجب ان اسال ايضا اليس هذا من النفاق  والكذب واللعب بعقول الناس ، ان يقوم اورغان قبل بدأ الازمة السورية بتوقيع اكثر من اربعين بروتكول واتفاقية تعاون مع سوريا، وبعدها ينقلب ليطق تصريحاته ان اهالي سورية امانة في عنقه من ايام الاجداد!! تبا لك ولاجدادك ايها الرجل المنافق، بسبب اجدادك  نامت شعوبنا وسلب يا اخوة التراب طويلا.

اذا كانت هذه اخلاق امير الجماعة !!! فكيف هياخلاق وقيم اتباع هذا الامير او جماعته!!! ولابد من تذكير السيد رئيس الاخونجية والسلفية وتلميذ النجيب لاسياده بان دينه وكتابه يقول " ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ﴿١٨﴾-هود 18

 

 

1-3 منشور وفق مصادر مثبته على الرابط التالي:

http://ar.wikipedia.org

امير الاخوان.. ,.وزعيم دولة الخروف الاسود .... الطيب اوردغان!!!


حين تختلط السياسة بالدين، وحين نلبس السياسة ثوب الدين، فهذا يعني لمن لديه الحس والعقل، بان منظومة القيم الاخلاقية والاجتماعية لهذا المجتمع ستبدا بالانهيار، عبر طريق بسيط جدا الا وهو غسل العقول وتعميمها واعادة كل واردة او شاردة الى الرب ، وكما علق مرة احد اعضاء البرلمان العراقي ، بان البرلمان لا يمكنه محاسبة المتغيبين، وحسابهم عند الله!! فمن هذه المفاهيم يجري حشو الادمغة وعبر اساليب عديدة اخرى، تعمل تلك النخب من خلالها على تحويل البلد الى اسطبل .

يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد- عن دار النفائس- " ما من مستبد سياسي الى الان الا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، او تعطيه مقام ذي علاقة مع الله، ولا اقل من ان يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله، واقل ما يعينون به الاستبداد تفريق الامم الى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضا"ص48

ان من يضع نفسه اميرا لاخوان المسلمين، وهذه التسمية تفترض امر مهم جدا وغير قابل للمساومة او النقاش او التجاوز الا وهو ان المسلمين اخوه!، والامر الاخر يجب ان يكون المسلم صادقا ولا يكذب ولا يقبل المال الحرام وهنا ياتي قوله تعالى "  وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون ( 60 ) يونس  " ، اي ان الصدق من القيم الاساسية لهذا الدين والايمان به وعليه فان تقبل المال الحرام  يعد من الكبائر فيه.

 

فالسيد امير الاخوان الذي ردد عام 1998 حسب ما منشور في الشبكة العنكبوتية مقاطع شعرية لشاعر تركي

 

مساجدنا ثكناتنا

قبابنا خوذاتنا

مآذننا حرابنا

والمصلون جنودنا

هذا الجيش المقدس يحرس ديننا 1

وهذه المقاطع اعتبرت  تحريض على الكراهية الدينية ، وعلى اساسها جرى زجه في السجن.

لقد منح  امير الاخوان من قبل مملكة نفط ال سعود " جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 - 1430 هـ). وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها في ذلك الوقت ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً". وقد تم منحه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 1431 / 3 / 23 هـ."2

 

كما وجرى منحة جائزة القذافي لحقوق الانسان  بتاريخ 29 -11-2010 بطرابلس –ليبيا والتي وصلها بدعوة رسمية من القذافي.3

وهنا تاتي الاسئلة له ولمن يدافع عنه اليوم لا بل  ويعتبره قائد للعالم الاسلامي خصوصا بعد حفلة  دافوس 2009.

كيف ان يكون في عصبة الاخوة والاخوان وهو يحارب اخوة له في الدين!!! وهذا الامر لا يعطيه الحق بمحاربة الاخر ليضع نفسه في موقع محاربتهم وبما يدعيه،  وفقا لقوله تعالى"( فلا تزكوا انفسكم ) النجم 32-  .

 

الامر الاخر، ان كان اوردغان محبا لمصلحة وقضايا الشعوب وقضيتنا المركزية! والديمقراطية وحقوق الانسان ، لماذا يتقبل جائزة الملك فيصل وشهادة الدكتوراة من مملكة لازالت تحكم بالرجم وقطع الايدي وتكم الافواه وتكبت الحريات؟؟؟

والسؤال الثاني: اين مصداقية السيد اوردغان وشعاراته حتى التي يطرحها من باب الدين!! حين يقبل جائزة معمر القذافي لحقوق الانسان!! وبعد شهور يشارك باكبر حملة عسكرية وسياسية واقتصادية لاقتلاع نظام القذافي لا بل وقتله على طريقة رعاة البقر!! باسم الديمقراطية وحقوق الانسان؟؟ وان كان اوردغان امير الجماعة!! الى هذا الحد مسلحا ومعبئا ومدافعا عن حقوق الانسان!! والقذافي على العكس منه؟؟ لماذا تقبل الجائزة؟ ولماذا ان هو اكتشف متاخراامر القذافي، لم يعيد الجائزة له او للدولة الليبية؟؟؟

ويجب ان اسال ايضا اليس هذا من النفاق  والكذب واللعب بعقول الناس ، ان يقوم اورغان قبل بدأ الازمة السورية بتوقيع اكثر من اربعين بروتكول واتفاقية تعاون مع سوريا، وبعدها ينقلب ليطق تصريحاته ان اهالي سورية امانة في عنقه من ايام الاجداد!! تبا لك ولاجدادك ايها الرجل المنافق، بسبب اجدادك  نامت شعوبنا وسلب يا اخوة التراب طويلا.

اذا كانت هذه اخلاق امير الجماعة !!! فكيف هياخلاق وقيم اتباع هذا الامير او جماعته!!! ولابد من تذكير السيد رئيس الاخونجية والسلفية وتلميذ النجيب لاسياده بان دينه وكتابه يقول " ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ﴿١٨﴾-هود 18

 

 

1-3 منشور وفق مصادر مثبته على الرابط التالي:

http://ar.wikipedia.org

فضيحة جديدة للمؤمنين وللمخابرات راعية الديمقراطية


 
تفجرت قبل يومين في الدنمرك فضيحة جديدة على صعيد الجماعات المؤمنة وبعض اتباعها من الدنمركيين، لم تكن هذه المرة الاولى ولا اعتقد انها ستكون الاخيرة.

الفضيحة  باختصار هو اعتراف احد الدنمركيين لصحيفة يولاند بوستن الدنمركية بانه اعتنق الدين الاسلامي  وعمل مع المخابرات الدنمركية وهو من اوصل لها خبرا بتواجد احد ابرز قيادات منظمة الارهاب القاعدة في اليمن والذي جرى قتله بصواريخ لطائرة بدون طيار في اليمن السعيد!!

هذا الاعتراف شكل فضيحة على مستوى الاساليب التي مورست من قبل هذا المؤمن ومن رعاه من تلك الجماعات المؤمنة في بلاد المهجر!! ومن تلك الاساليب هي الدعوات التي كان يطلقها هذا الشخص في محاربة اليهود وواجب قتلهم وكذلك دعواته للشباب بالثورة على المجتمع الدنمركي.

 

المواطن الدنمركي الاصل مورتن ستروم والذي غير اسمه ليصبح مراد ستروم  مواليد 1976  وذو سلوك اجتماعي سيء  ارتكب عمليات سطو مسلحة حين كان بعمر13 عام  ومضى على هذا االدرب لينظم بعدها الى جماعات الغوكا " وهي جماعات تشتهر بالاتجار بالممنوعات  ولها مشاكل لا تعد او تحصى ، انتمى الى احدى الجماعات الدينية ليعلن ايمانه ، ثم تزوج من امراة مغربية ، تعرف بها عبر مواقع الزواج الالكترونية ،ليغادر الى اليمن ويدرس في احدى مدارس القران التي ساعدته في التقرب الى تنظيم القاعدة هناك.

الجماعات المؤمنة حين لاحظت تدينه واهتمامه الكبير وثقت به وفسحت له المجال ليتصدر المراكز المسؤولة بها والتي استغلها لتوجية دعواته المتطرفة والحربية للشباب ومنها مقاتلة اليهود والثورة على المجتمع الدنمركي وكذلك تقديم الدعم المالي للجماعات الدينية المتطرف والمسلحة!!هذه الدعوات تثير سخط اهل البلد طبعا على جميع الاجانب  وعلى دين المؤمنين !! وكان امره طبعا مجاب الى حين كشفه هو عن عمله لصالح جهاز المخابرات الدنمركية. هذا الامر ليست بالغريب بل ان جريدة الاخبار الدنمركية نشرت مقال قبل سنة من الان اشارت به الى ان جميع ائمة مساجد المؤمنين في الدنمرك تعقد معهم لقاءات دورية من قبل المخابرات الدنمركية ، هذا الموضوع لم يثير ردة فعل لدى ائمة المخابرات!! غدا واح فقط علق بالقول  بما معناه بدلا من حصول المخابرات على معلومات غير صحيحة فنحن نعطيهم الملعومات الصحيحة...!!! وعلى هذا النغم لا يسع المرا الا القول من هل المال حمل جمال!!!!

ملاحظة: استخدمت كلمة المؤمنين لان كلمة مسلم ومسلمين كانت تطلق على اصحاب الديانات التوحيدية في مكة وغيرها من المناطق قبل نزول القران على النبي محمد.
9.10.2012

فضيحة جديدة للمؤمنين وللمخابرات راعية الديمقراطية


 
تفجرت قبل يومين في الدنمرك فضيحة جديدة على صعيد الجماعات المؤمنة وبعض اتباعها من الدنمركيين، لم تكن هذه المرة الاولى ولا اعتقد انها ستكون الاخيرة.

الفضيحة  باختصار هو اعتراف احد الدنمركيين لصحيفة يولاند بوستن الدنمركية بانه اعتنق الدين الاسلامي  وعمل مع المخابرات الدنمركية وهو من اوصل لها خبرا بتواجد احد ابرز قيادات منظمة الارهاب القاعدة في اليمن والذي جرى قتله بصواريخ لطائرة بدون طيار في اليمن السعيد!!

هذا الاعتراف شكل فضيحة على مستوى الاساليب التي مورست من قبل هذا المؤمن ومن رعاه من تلك الجماعات المؤمنة في بلاد المهجر!! ومن تلك الاساليب هي الدعوات التي كان يطلقها هذا الشخص في محاربة اليهود وواجب قتلهم وكذلك دعواته للشباب بالثورة على المجتمع الدنمركي.

 

المواطن الدنمركي الاصل مورتن ستروم والذي غير اسمه ليصبح مراد ستروم  مواليد 1976  وذو سلوك اجتماعي سيء  ارتكب عمليات سطو مسلحة حين كان بعمر13 عام  ومضى على هذا االدرب لينظم بعدها الى جماعات الغوكا " وهي جماعات تشتهر بالاتجار بالممنوعات  ولها مشاكل لا تعد او تحصى ، انتمى الى احدى الجماعات الدينية ليعلن ايمانه ، ثم تزوج من امراة مغربية ، تعرف بها عبر مواقع الزواج الالكترونية ،ليغادر الى اليمن ويدرس في احدى مدارس القران التي ساعدته في التقرب الى تنظيم القاعدة هناك.

الجماعات المؤمنة حين لاحظت تدينه واهتمامه الكبير وثقت به وفسحت له المجال ليتصدر المراكز المسؤولة بها والتي استغلها لتوجية دعواته المتطرفة والحربية للشباب ومنها مقاتلة اليهود والثورة على المجتمع الدنمركي وكذلك تقديم الدعم المالي للجماعات الدينية المتطرف والمسلحة!!هذه الدعوات تثير سخط اهل البلد طبعا على جميع الاجانب  وعلى دين المؤمنين !! وكان امره طبعا مجاب الى حين كشفه هو عن عمله لصالح جهاز المخابرات الدنمركية. هذا الامر ليست بالغريب بل ان جريدة الاخبار الدنمركية نشرت مقال قبل سنة من الان اشارت به الى ان جميع ائمة مساجد المؤمنين في الدنمرك تعقد معهم لقاءات دورية من قبل المخابرات الدنمركية ، هذا الموضوع لم يثير ردة فعل لدى ائمة المخابرات!! غدا واح فقط علق بالقول  بما معناه بدلا من حصول المخابرات على معلومات غير صحيحة فنحن نعطيهم الملعومات الصحيحة...!!! وعلى هذا النغم لا يسع المرا الا القول من هل المال حمل جمال!!!!

ملاحظة: استخدمت كلمة المؤمنين لان كلمة مسلم ومسلمين كانت تطلق على اصحاب الديانات التوحيدية في مكة وغيرها من المناطق قبل نزول القران على النبي محمد.
9.10.2012

السبت، 6 أكتوبر 2012

رعاية دولة المخابرات الديمقراطية



الازمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية بقدر ما  لها  من نتائج سلبية على المجتمع، الا انها من جانب اخر لها بعض الفوائد ايضا ، لمن يراقب ويتامل احوال الحالة السياسية  في هذا البلد اوذاك، كعملية متكاملة ، من الكلمة مرورا بالشعار الى الفعل  الممثل بالقرار  والقانون.

هذا الامر مدهش حقيقة في البلدان الاوربية والتي تؤكد دوما على عراقتها بالديمقراطية  واحترامها لحقوق الانسان تلك الكلمات التي اصبحت  نشازا، لكثر ما حشرت ورددت في اماكن وجمل، ليس لها علاقة بالكلمة. فمن جانب يجري قبول اللاجئين، وجانب اخر تشارك هذه الدول وباسم حقوق الانسان، في المجازر السياسية والانسانية التي يقومون بها، ولكن بايدي نظيفة تماما أمام شعوبهم وابسط الامثلة على ذلك " دعم الدكتاتوريات، العمل المخابراتي  ومخبرت المعارضات، تسليح الجماعات المتطرفة  الحصار الاقتصادي وغيرها من اساليب الخنق التي يدفع المواطن ثمنها اولا واخيرا، وكانهم يقولون للمواطن .. عليك ان تدفع ثمن صمتك او ضعفك، وهنا لا بد من التاكيد بان الدعم المقدم لهذا الطرف او ذاك يعتمد طبعا على اي الطرفين يخدم مصالح هذه الدول افضل ، والقصد هنا المصالح السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها ".

حين اتناول الموضوع هنا، اود النظر له من زاويتين هما حرية التعبير والخصوصية الشخصية كونهما يعدان من اساسيات حقوق الانسان ، هذه الجملة  التي تحولت الى غزل بمعشوق ، لم يعرف متى يظهر او يعود، تقارب الخيال احيانا اكثر مما هي واقع.

علق احد الشخصيات السياسية مرة قائلا بما معناه  اننا متساوون جميعا بالحقوق  مع تفضيل او استثناء لبعض منا فلديهم حقوق اكثر! وهذا تعبير ذو دلائل، ان من يضع القوانين حتى على المستوى الدولي اليوم وفي مؤسسات الامم المتحدة هي النخبة والدول ذات النفوذ وبالتالي خلفهم اصحاب الشركات ورؤس الاموال ، وان قلت انهم يتنكرون لمصالحهم فيما يرسمون لنا من مستقبل فساكون كاذبا افاق ! ليس الا، فعلى الرغم من ان السنتهم تتحدث عنا وعن مشاكلنا الا ان محركها الداخلي هو  مصالحهم او فهمهم للكون المتكون على اساس مصالحهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي هي حجر الزاوية في نظرتهم او رؤيتهم المستقبلية! باختصار فان القوة " قوتهم " هي التي تضع او تصنع القانون اليوم!!.

وكي اعود الى الموضوع وقضية حرية الراي والخصوصية ، كتبت مرة مقال بعنوان الدولة الرقمية والدولة الشرطية ، وهو مقارنة بسيطة بين دول العالم الثالث ودول اوربا مثلا وخصوصا في المطارات ففي دولنا في الشارع او المؤسسات ترى اعداد هائلة من الشرطة باسلحتها ، هذا المشهد على الرغم من ان الصورة المفترضة منه هو حفظ ا من المواطن!!! الا انه وبال على هذا المواطن ، والوبال ناتج من الابتزاز بالاضافة الى حالة الازعاج او تضييق فضاء فكر الانسان، بهذه الاعداد من الشرطة التي تعطي انطباع، ان شخصين لا يمكن ان يتحدثا الا وكان الشرطي ثالث لهما!! ومن الجانب الاخر الدول الاوربية التي فيها اقل عدد من رجال شرطة وامن في الشوارع ، حتى يخيل للفرد انها دول دون شرطة !! الا ان  هناك الاف من كاميرات المراقبة والتي يمكنها من التقاط الصور على بعد اكثر من 40 كم ، تدار هذه الكاميرات عن طريق غرف مراقبة  ترصد من خلال الكاميرات الشاردة والواردة ولكنها ترفع الازعاج والتضييق على فكر او فضاء المواطن قيزيائيا ان صح التعبير !.

الامر لم يتوقف عند هذا الحد، فعلى سبيل المثال تشتهر لندن بالضباب و ايضا بكاميرات المراقبة واصبحت كاميرات المراقبة في الشوارع والاحياء السكنية والمحلات التجارية صغيرة او كبيرة شيء مالوف جدا ، حتى ان حي من احياء العاصمة الدنمركية لا يتجاوز سكانه الستة الاف هناك 1100 كامرة مراقبة في الشوارع، وعلى المستوى الوطني للبلد هناك 350 الف كامره اي لكل 15.7 مواطن كامرة مراقبة. ولكن الادهى من ذلك ان الاحصاءات الدنمركية اشارت خلال هذا العام الى ان اجهزة المراقبة بالبلد قد سجلت في عام 2010 ما مجموعة 550 مليار تسجيل، قامت به السلطات المختصة، موزع بين " تسجيل لاتصالات هاتفية ، رسائل بريدية ، انتر نت وغيرها من ماله علاقة بالاتصالات" اي بمعدل 100 الف تسجيل لكل مواطن " علما ان عدد سكان الدنمرك يقارب 5مليون ونصف تقريبا.

هذه التسجيلات طبعا يمكن اضافة لها الوسائل الحديثة فا لسلطات التنفيذية يمكنها معرفة متى دفعت على بطاقة الائتمان ومتى دخلت الى البنك  ويمكنها ايضا تتبع اثرك اما على رقم هاتفك او على بطاقتك الصحية او على  بطاقة البنك  او كل كارت او بطاقة رسمية ممغنطة، اي انهم يستطيعون تتبع حركتك ان ارادو حتى داخل المنزل  ان كانت تلك البطاقات في جيبك مثلا.

واذا انتقلنا لحرية الراي فهي ايضا تخضع على الرغم من الاعلان العام عنها انها مطلقة وليس لها حدود الا انها تخضع لثقافة اجتماعية اولا والى قوى النفوذ في المجتمع، ومثال قبل سنوات قليله لنشر الرسومات حول النبي محمد  ارادو نشر رسومات مسيئة للبني موسى الا انها منعت، ولم يثير المنع ردة فعل او مظاهرات او حديث اخر منع والسلام ومر الامر بهدوء جدا، بعدها  قام احد تجار الصنادل بطبع صورة مريم اوالنبي عيسى على صندل ، وعرض هذا الصندل في احدى محلات البيع الكبيرة الا ان تعليق الكنسية عليه ادى الى سحبة وبهدوء جدا لا يتجاوز ورده كخبر في نشرات الاخبار لمرتين او ثلاث.

ومن الامثلة الكثيرة ما حصل ابان تشكيل الحكومة الدنمركية بعد الانتخابات في 2011، ابعد احد المرشحين  لحقيبة وزارية عن التشكيلة الوزارية لسبب عدم تصديق جهاز المخابرات على ترشيحه او تسميته في التشكيلة الوزارية، اي ان كل مرشحي الوزارة تعرض اسمائهم على جهاز المخابرات اولا وقبل الاعلان عنها رسميا، ثم عرضها كتقليد على جلالة الملكة لتعلن رسميا بموافقتها كتقليد متبع  !!

السؤال ماذا لو حدث لدينا كل هذا،  ماذا ستطلقون علي لو كنت انا رئيس جمهورية لبغداد مثلا ووضعت 3مليون كامرة مراقبة  بالاضافة الى اجهزة تنصت وتسجيل الشاردة والواردة من اتصالاتكم الهاتفية والالكترونية!! هل ستهتفون لي " ماكو زعيم الا كريم" ويازعيمنا الديمقراطي او لو طلب موافقة جهاز المخابرات الوطني على ترشيح كل وزير او من هم بمنصب عال  ماذا ستكتب اقلامنا ، هل سنسمع جملة لا يتفق مع الدستور! او ديكتاتورية او حكم مخابراتي  او او .... الخ!!!!!!!!!!!!!.

 

15-9-2012

رعاية دولة المخابرات الديمقراطية



الازمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية بقدر ما  لها  من نتائج سلبية على المجتمع، الا انها من جانب اخر لها بعض الفوائد ايضا ، لمن يراقب ويتامل احوال الحالة السياسية  في هذا البلد اوذاك، كعملية متكاملة ، من الكلمة مرورا بالشعار الى الفعل  الممثل بالقرار  والقانون.

هذا الامر مدهش حقيقة في البلدان الاوربية والتي تؤكد دوما على عراقتها بالديمقراطية  واحترامها لحقوق الانسان تلك الكلمات التي اصبحت  نشازا، لكثر ما حشرت ورددت في اماكن وجمل، ليس لها علاقة بالكلمة. فمن جانب يجري قبول اللاجئين، وجانب اخر تشارك هذه الدول وباسم حقوق الانسان، في المجازر السياسية والانسانية التي يقومون بها، ولكن بايدي نظيفة تماما أمام شعوبهم وابسط الامثلة على ذلك " دعم الدكتاتوريات، العمل المخابراتي  ومخبرت المعارضات، تسليح الجماعات المتطرفة  الحصار الاقتصادي وغيرها من اساليب الخنق التي يدفع المواطن ثمنها اولا واخيرا، وكانهم يقولون للمواطن .. عليك ان تدفع ثمن صمتك او ضعفك، وهنا لا بد من التاكيد بان الدعم المقدم لهذا الطرف او ذاك يعتمد طبعا على اي الطرفين يخدم مصالح هذه الدول افضل ، والقصد هنا المصالح السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها ".

حين اتناول الموضوع هنا، اود النظر له من زاويتين هما حرية التعبير والخصوصية الشخصية كونهما يعدان من اساسيات حقوق الانسان ، هذه الجملة  التي تحولت الى غزل بمعشوق ، لم يعرف متى يظهر او يعود، تقارب الخيال احيانا اكثر مما هي واقع.

علق احد الشخصيات السياسية مرة قائلا بما معناه  اننا متساوون جميعا بالحقوق  مع تفضيل او استثناء لبعض منا فلديهم حقوق اكثر! وهذا تعبير ذو دلائل، ان من يضع القوانين حتى على المستوى الدولي اليوم وفي مؤسسات الامم المتحدة هي النخبة والدول ذات النفوذ وبالتالي خلفهم اصحاب الشركات ورؤس الاموال ، وان قلت انهم يتنكرون لمصالحهم فيما يرسمون لنا من مستقبل فساكون كاذبا افاق ! ليس الا، فعلى الرغم من ان السنتهم تتحدث عنا وعن مشاكلنا الا ان محركها الداخلي هو  مصالحهم او فهمهم للكون المتكون على اساس مصالحهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي هي حجر الزاوية في نظرتهم او رؤيتهم المستقبلية! باختصار فان القوة " قوتهم " هي التي تضع او تصنع القانون اليوم!!.

وكي اعود الى الموضوع وقضية حرية الراي والخصوصية ، كتبت مرة مقال بعنوان الدولة الرقمية والدولة الشرطية ، وهو مقارنة بسيطة بين دول العالم الثالث ودول اوربا مثلا وخصوصا في المطارات ففي دولنا في الشارع او المؤسسات ترى اعداد هائلة من الشرطة باسلحتها ، هذا المشهد على الرغم من ان الصورة المفترضة منه هو حفظ ا من المواطن!!! الا انه وبال على هذا المواطن ، والوبال ناتج من الابتزاز بالاضافة الى حالة الازعاج او تضييق فضاء فكر الانسان، بهذه الاعداد من الشرطة التي تعطي انطباع، ان شخصين لا يمكن ان يتحدثا الا وكان الشرطي ثالث لهما!! ومن الجانب الاخر الدول الاوربية التي فيها اقل عدد من رجال شرطة وامن في الشوارع ، حتى يخيل للفرد انها دول دون شرطة !! الا ان  هناك الاف من كاميرات المراقبة والتي يمكنها من التقاط الصور على بعد اكثر من 40 كم ، تدار هذه الكاميرات عن طريق غرف مراقبة  ترصد من خلال الكاميرات الشاردة والواردة ولكنها ترفع الازعاج والتضييق على فكر او فضاء المواطن قيزيائيا ان صح التعبير !.

الامر لم يتوقف عند هذا الحد، فعلى سبيل المثال تشتهر لندن بالضباب و ايضا بكاميرات المراقبة واصبحت كاميرات المراقبة في الشوارع والاحياء السكنية والمحلات التجارية صغيرة او كبيرة شيء مالوف جدا ، حتى ان حي من احياء العاصمة الدنمركية لا يتجاوز سكانه الستة الاف هناك 1100 كامرة مراقبة في الشوارع، وعلى المستوى الوطني للبلد هناك 350 الف كامره اي لكل 15.7 مواطن كامرة مراقبة. ولكن الادهى من ذلك ان الاحصاءات الدنمركية اشارت خلال هذا العام الى ان اجهزة المراقبة بالبلد قد سجلت في عام 2010 ما مجموعة 550 مليار تسجيل، قامت به السلطات المختصة، موزع بين " تسجيل لاتصالات هاتفية ، رسائل بريدية ، انتر نت وغيرها من ماله علاقة بالاتصالات" اي بمعدل 100 الف تسجيل لكل مواطن " علما ان عدد سكان الدنمرك يقارب 5مليون ونصف تقريبا.

هذه التسجيلات طبعا يمكن اضافة لها الوسائل الحديثة فا لسلطات التنفيذية يمكنها معرفة متى دفعت على بطاقة الائتمان ومتى دخلت الى البنك  ويمكنها ايضا تتبع اثرك اما على رقم هاتفك او على بطاقتك الصحية او على  بطاقة البنك  او كل كارت او بطاقة رسمية ممغنطة، اي انهم يستطيعون تتبع حركتك ان ارادو حتى داخل المنزل  ان كانت تلك البطاقات في جيبك مثلا.

واذا انتقلنا لحرية الراي فهي ايضا تخضع على الرغم من الاعلان العام عنها انها مطلقة وليس لها حدود الا انها تخضع لثقافة اجتماعية اولا والى قوى النفوذ في المجتمع، ومثال قبل سنوات قليله لنشر الرسومات حول النبي محمد  ارادو نشر رسومات مسيئة للبني موسى الا انها منعت، ولم يثير المنع ردة فعل او مظاهرات او حديث اخر منع والسلام ومر الامر بهدوء جدا، بعدها  قام احد تجار الصنادل بطبع صورة مريم اوالنبي عيسى على صندل ، وعرض هذا الصندل في احدى محلات البيع الكبيرة الا ان تعليق الكنسية عليه ادى الى سحبة وبهدوء جدا لا يتجاوز ورده كخبر في نشرات الاخبار لمرتين او ثلاث.

ومن الامثلة الكثيرة ما حصل ابان تشكيل الحكومة الدنمركية بعد الانتخابات في 2011، ابعد احد المرشحين  لحقيبة وزارية عن التشكيلة الوزارية لسبب عدم تصديق جهاز المخابرات على ترشيحه او تسميته في التشكيلة الوزارية، اي ان كل مرشحي الوزارة تعرض اسمائهم على جهاز المخابرات اولا وقبل الاعلان عنها رسميا، ثم عرضها كتقليد على جلالة الملكة لتعلن رسميا بموافقتها كتقليد متبع  !!

السؤال ماذا لو حدث لدينا كل هذا،  ماذا ستطلقون علي لو كنت انا رئيس جمهورية لبغداد مثلا ووضعت 3مليون كامرة مراقبة  بالاضافة الى اجهزة تنصت وتسجيل الشاردة والواردة من اتصالاتكم الهاتفية والالكترونية!! هل ستهتفون لي " ماكو زعيم الا كريم" ويازعيمنا الديمقراطي او لو طلب موافقة جهاز المخابرات الوطني على ترشيح كل وزير او من هم بمنصب عال  ماذا ستكتب اقلامنا ، هل سنسمع جملة لا يتفق مع الدستور! او ديكتاتورية او حكم مخابراتي  او او .... الخ!!!!!!!!!!!!!.

 

15-9-2012

الخميس، 4 أكتوبر 2012

عرض شيق (للموت)


بشرى الهلالي

                                                                          الاربعاء، 3 تشرين الاول، 2012، الساعة 00:00

يا له من عرض ممتع، شاشة كبيرة على عرض حائط الاستديو، مذيعة تحشر نفسها بجينز ضيق وترفرف خصلات شعرها مع حركاتها الرشيقة وهي تؤشر بـ(عصا) رقيقة لتحدد المواقع الجغرافية على العارضة او شاشة العرض. عرض يشبه عرض الأنواء الجوية الذي نشاهده في قنوات عربية وعالمية مثل (بي بي سي) و(سي ان ان) وغيرها. لكن الفرق هو ان العرض الذي تقدمه هذه المذيعة الـ(المودرن) من على شاشة احدى القنوات الفضائية العراقية هو عرض لحصيلة القتلى (كما صار اسمهم) في كل محافظة من محافظات العراق. حتى الآن، قد يبدو الأمر طبيعياً، فقد انتشر القتلى في كل محافظات العراق خلال الشهر الماضي، وربما يصبح من الضروري شرح توزيعهم الجغرافي على خارطة، ليفهم المشاهد الاعداد قبل ان يخطأ ويتهم احدى المحافظات بالزيادة اوالنقصان، وايضا لمساعدة الارهابيين على معرفة الاعداد الحقيقية لحصادهم (إن لم يكن هنالك مبالغة من بعض القنوات، وتعتيم من قنوات أخرى). لكن ماشاهدته أمامي هو ليس خارطة جغرافية، بل هو مجسمات وصور متحركة على طريقة الالعاب الالكترونية (البلي ستشن) و(الاكس بوكس)، حيث يتم تصوير القتلى والارهابيين او المواجهات التي حصلت بين الطرفين وانفجار السيارات المفخخة بشكل مثير يجعلك تشعر انك امام لعبة (آكشن) مجسمة ولا ينقصك سوى ان تمسك بيدك (الجويستك) لتحريك الشخوص ومقاتلة احد الطرفين، حتى اني التفت وانا أشاهد هذا (الشو) قلقا من ان يكون ابني قد شاهده، وهو المدمن على العاب (الاكس بوكس) فيطالبني باقتناء فترات الاخبار اليومية لهذه القناة.

لا أريد ان انتقد اسلوب القناة في بث الخبر، فلعلها تبحث عن التفرد في بث الخبر من خلال استخدام التكنلوجيا الحديثة التي سبقتها في استخدامها معظم القنوات الاجنبية والعربية، ولكن ليس مع الموت... فما شاهدته كان يعطي المشاهد فكرة دقيقة عن حصاد العمليات الارهابية لذلك اليوم، لكنه يعكس استخفافا بقدسية الدم. فمن قتلوا صباح ذلك اليوم لم يكونوا جنودا في معركة ـ اذا افترضنا ان الموت هو من حصة الجنود ـ بل هم اطفال ونساء ورجال وشباب ابرياء. وبدا ذلك واضحا في اليوم التالي عندما استعرضت القناة في عرضها الاخباري المشوق عن الموت العراقي ماحصل في سجن تكريت، حتى بدت عملية اقتحام السجن ومقتل الاثني عشر شرطيا مثيرة للضحك وليس فقط للمتعة!

ربما علي أن أشد على يد مخترع هذا (الشو) الاخباري الذي يصدر فكرة القتل باسلوب طريف لكي يقنع العراقيين ان الدم صار (ميّة)، وأن الارهاب لعبة يتسلى بها القابعون خلف سواتر المنطقة الخضراء، وأن (صداري الفتيات والقمصان البيض) في اول يوم دوام غسلت بالدم قبل ان تتسخ في مذبحة المدرسة لا لشيء الا لغرض استمرار هذا (الشو) الممتع للموت. وبهذا تكون هذه القناة قد ساهمت في إراحة اعصاب العراقي من احتقان وجه المذيع وارتجاف شاربه وهو يتكلف مسحة الحزن ليذيع اخبار القتل، لينقذه المخرج بفاصل دعائي يضع خاتمة لحزن لا يدرك حجمه الا اهل القتيل او (الذي كان اسمه شهيد).

في صباح اليوم التالي، لم اذهب للعمل لوعكة صحية، اوقظني اتصال زميل لي يسألني عن سلامتي، فقد حدث انفجار في احدى الساحات التي غالبا ما أمر بها في طريقي الى عملي، شكرت زميلي واخبرته بأني ولحسن الصدف، للمرة المائة بعد الالف، لم اذهب للعمل، واني سأتابع بث خبر السيارة المفخخة التي انفجرت في هذه الساحة ليلا في عرض شيق للموت العراقي...


كتابات/ جريدة الناس

عرض شيق (للموت)


بشرى الهلالي

                                                                          الاربعاء، 3 تشرين الاول، 2012، الساعة 00:00

يا له من عرض ممتع، شاشة كبيرة على عرض حائط الاستديو، مذيعة تحشر نفسها بجينز ضيق وترفرف خصلات شعرها مع حركاتها الرشيقة وهي تؤشر بـ(عصا) رقيقة لتحدد المواقع الجغرافية على العارضة او شاشة العرض. عرض يشبه عرض الأنواء الجوية الذي نشاهده في قنوات عربية وعالمية مثل (بي بي سي) و(سي ان ان) وغيرها. لكن الفرق هو ان العرض الذي تقدمه هذه المذيعة الـ(المودرن) من على شاشة احدى القنوات الفضائية العراقية هو عرض لحصيلة القتلى (كما صار اسمهم) في كل محافظة من محافظات العراق. حتى الآن، قد يبدو الأمر طبيعياً، فقد انتشر القتلى في كل محافظات العراق خلال الشهر الماضي، وربما يصبح من الضروري شرح توزيعهم الجغرافي على خارطة، ليفهم المشاهد الاعداد قبل ان يخطأ ويتهم احدى المحافظات بالزيادة اوالنقصان، وايضا لمساعدة الارهابيين على معرفة الاعداد الحقيقية لحصادهم (إن لم يكن هنالك مبالغة من بعض القنوات، وتعتيم من قنوات أخرى). لكن ماشاهدته أمامي هو ليس خارطة جغرافية، بل هو مجسمات وصور متحركة على طريقة الالعاب الالكترونية (البلي ستشن) و(الاكس بوكس)، حيث يتم تصوير القتلى والارهابيين او المواجهات التي حصلت بين الطرفين وانفجار السيارات المفخخة بشكل مثير يجعلك تشعر انك امام لعبة (آكشن) مجسمة ولا ينقصك سوى ان تمسك بيدك (الجويستك) لتحريك الشخوص ومقاتلة احد الطرفين، حتى اني التفت وانا أشاهد هذا (الشو) قلقا من ان يكون ابني قد شاهده، وهو المدمن على العاب (الاكس بوكس) فيطالبني باقتناء فترات الاخبار اليومية لهذه القناة.

لا أريد ان انتقد اسلوب القناة في بث الخبر، فلعلها تبحث عن التفرد في بث الخبر من خلال استخدام التكنلوجيا الحديثة التي سبقتها في استخدامها معظم القنوات الاجنبية والعربية، ولكن ليس مع الموت... فما شاهدته كان يعطي المشاهد فكرة دقيقة عن حصاد العمليات الارهابية لذلك اليوم، لكنه يعكس استخفافا بقدسية الدم. فمن قتلوا صباح ذلك اليوم لم يكونوا جنودا في معركة ـ اذا افترضنا ان الموت هو من حصة الجنود ـ بل هم اطفال ونساء ورجال وشباب ابرياء. وبدا ذلك واضحا في اليوم التالي عندما استعرضت القناة في عرضها الاخباري المشوق عن الموت العراقي ماحصل في سجن تكريت، حتى بدت عملية اقتحام السجن ومقتل الاثني عشر شرطيا مثيرة للضحك وليس فقط للمتعة!

ربما علي أن أشد على يد مخترع هذا (الشو) الاخباري الذي يصدر فكرة القتل باسلوب طريف لكي يقنع العراقيين ان الدم صار (ميّة)، وأن الارهاب لعبة يتسلى بها القابعون خلف سواتر المنطقة الخضراء، وأن (صداري الفتيات والقمصان البيض) في اول يوم دوام غسلت بالدم قبل ان تتسخ في مذبحة المدرسة لا لشيء الا لغرض استمرار هذا (الشو) الممتع للموت. وبهذا تكون هذه القناة قد ساهمت في إراحة اعصاب العراقي من احتقان وجه المذيع وارتجاف شاربه وهو يتكلف مسحة الحزن ليذيع اخبار القتل، لينقذه المخرج بفاصل دعائي يضع خاتمة لحزن لا يدرك حجمه الا اهل القتيل او (الذي كان اسمه شهيد).

في صباح اليوم التالي، لم اذهب للعمل لوعكة صحية، اوقظني اتصال زميل لي يسألني عن سلامتي، فقد حدث انفجار في احدى الساحات التي غالبا ما أمر بها في طريقي الى عملي، شكرت زميلي واخبرته بأني ولحسن الصدف، للمرة المائة بعد الالف، لم اذهب للعمل، واني سأتابع بث خبر السيارة المفخخة التي انفجرت في هذه الساحة ليلا في عرض شيق للموت العراقي...


كتابات/ جريدة الناس