السبت، 18 يونيو 2022

الانقلابات وثورات الربيع!؟؟!

 


اسئلة لابد من اثارتها، ليس لخلط الاسئلة وارباك الفكر ، اكثر مما هو عليه، وانما هي محاولة لطرح السؤال في زمن جديد ، أخر، عما حصلت فيه الانقلابات، لا سيما والكثير تابع تطورات ثورات الربيع،  بما لها وما عليها، ان لم يكن له مساهمة هنا او هناك!!.
كل الاحداث تترك خلفها تغيرات ، وهذا امر طبيعي، احيانا تتجاوز تلك التغيرات حجم تلك الاحداث، وهذا يرتبط نوعا ما بحالة تماسك المجتمع من عدمه!! من قوة الوعي للحدث من عدمه.. الخ، و يبقى السؤال ليس العرش فقط وانما من يقف خلف العرش!؟

ماهي اوجه الشبه بين الانقلابات التي حصلت في الخمسينات وبين ثورات الربيع؟
هل كان المخرج والكومبارس هم ذاتهم، أو ذات البيئة، في الحالتين مع فارق قوة الاعلام والمعرفة بما كان يحصل سابقا على عكس الوضع الحالي!؟
وهل كان الكومبارس هم ذاتهم ممن أحاطتهم تلك الاجهزة التي دفعت وغذت لمدد زمنية طويلة الكثير من قوى ثورات الربيع ؟؟ التي جذبت جميع القوى في ظلها وظلالها، دون اي تمييز، فيما كانت النتائج حليفة لتلك القوى التي كانت مدعومة من الخارج، لا بل وكلاء الخارج كما هو في العراق وليبيا وفي تونس، الذي يختلف عن غيره بحاله ربما تفرد بها حتى في ظل حكومة زين العابدين بن علي … الا وهي وجود اتحاد الشغل الذي له قوته في الشارع التونسي و باعتقادي مثل ولازال قوة توازن في الوضع التونسي. وهنا لابد من الاشارة الى  ان المحركين الدوليين لم يقتصروا علاقاتهم على قوة او حركة سياسية بعينها بل وعلى عكس الخمسينات  يتمتعون الان بعلاقات مع جميع القوى تقريبا ويدعمونها،باختصار انهم يمدون الخيوط بكل الوانها مع الجميع.
هل كان الهدف من وراء الانقلابات انذاك اجهاض قوى حركات التحرر الوطني الناهضة انذاك ، لاحلال نتائج الانقلابات، بدلا من نتائج قد تحققها تلك الحركات ، كبديل لتحريك المياة الراكده من جانب وامتصاص غضب الناس من جانب اخر!؟! او بشكل اخر اجهاض التطور المجتمعي السلمي الذي نمت فيه حركات وطنية ورثت تقاليد الاستقلال والسيطرة على الثروات والروح الوطنية من سوح العمل المناهض للاستعمار والتوق للاستقلال!؟! تلك الحركات التي قفزت فوقها الانقلابات، لتبقي الاحتلال باشكال متعددة في تلك الدول  اقتصاديا وثقافيا وقانونيا. ان مراجعة سريعة لقوانين العراق سنجدها تدور بذات الصياغات منذ عام 1920 وليومنا، وهذا اسند بثقافة الزحف التي تعتمد على نسيان الحدث وتدور في فلك تحليل و تبرير ومعايشة نتائجه، بشكل اخر اشاعة ثقافة تسمح لهذه النخب بالاستمرار لا بل وتبرر بقائها وقبل ذلك وجودها.
ورغم الفارق الزمني، لكن،  ما حصل بثورات الربيع الذي تعددت الاهداف منها، ان اّخذت بسياقاتها بعد  ما حصل في الجزائر واحتلال العراق وبعدها فاتحة ثورات الربيع في تونس التي جلبت اشبه بتحالف قوى مختلفه عمودها كان اخوان المسلمين وهو مشابه لما حصل في مصر ايضا وقبل قطع الجيش! الطريق على حكم تلك القوى الفعلي، فيما غابت قوى كان صوتها عاليا في احداث الشارع أنذاك..!؟
ان القاسم المشترك بين فترة الانقلابات  وثورات الربيع باعتقادي!! هي بقاء الاقتصاديات مرهونة بسيطرة قوى النفوذ الخارجية!! استمرار القمع ضد الصوت الوطني، تجييش الشارع، وتطور الامر باحداث جيوش مليشاوية وشركات امنية لا علاقة لها بالامن الوطني لتلك البلدان ، بل على عكس مرحلة الانقلابات اصبحت حالة الارتهان بدلا من حاكم الى حالة ارتهان متعددة الاطراف افقيا وعموديا ، يجري فيها تخديم الارتهان من غالبية القوى التي فرضت هيمنتها على مقاليد الحكم، بالاضافة للكثير من المنظمات تحت شعارات ومسميات انسانية واغاثية ومساعدات وتطوير اجتماعي.

لقد برزت يد القوى الخارجية التي دعمت وساعدت الكثير من تلك القوى اثناء تلك الاحداث، بامرين على اقل تقدير الاول التنظيم للمظاهرات!! وتحرك بورصة الشعارات والمطالب اليومي بشكل تصاعدي وضع الحكومات في موقع متاخر في مواكبتها! والامر الثاني هو غياب قوى كان لها صوت قوي في تلك المظاهرات فيما بعد! ناهيك عن التنظيم والاتفاق على الشعارات في ساحات المظاهرات خصوصا مصر  وتونس  وسورية لاحقا... والذي يثير الشك، في زمن تفتقر فيه جميع الاحزاب في البلدان العربية الى المرونة والتنازلات لايجاد القاسم المشترك، او لمصلحة القاسم المشترك الوطني، في ظل غياب كامل لوعي من جانب ومطلب صيانة الامن الوطني من جانب اخر... والذي يدل عليه واقع الحال بما نعيشه من ارتهان يكاد ان يكون شامل.

ك. شنشل

 18-6-2022


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق