الخميس، 27 نوفمبر 2014

مهرجان ايبولا ... ودروشة " سي اي ايوله"


بعيد عن التوصيفات  والمقدمات عن الامراض والاوبئة التي تهدد حياة البشر والتي لم يمر عام الا وجرى احياء احداها وسلط الاعلام جل اهتمامه عليها مستندا الى المؤتمرات  الدولية والخطابات السياسية لرؤساء  الدول حولها ، وكأن المطلوب هو وضع البشرية دوما في دائرة الفزع او " استدامة الفزع" هو الامر المطلوب من ساسة الدول ومؤسساتها صانعة الحدث والقرار بالتالي.
لقد وصل الامر الى تدخل الجيش الاميركي  من اجل محاربة وباء ايبولا في افريقيا وهو امر  ربما له مآرب اخرى  لا يجهلها الطفل الافريقي الجائع او الذي تمزقة الحروب السرية لـ " سي اي ايوله !"  في الوقت الذي تشير له اعداد الوفيات بسبب هذا المرض والتي اعلنتها منظمة الصحة الدولية في اخر تقارير لها في تشرين الثاني 2014  بان عدد الوفيات وصل الى* 5177 وفاة من اصل 14113 حالة اصابة  في ثماني دول ظهرت فيها حالات الاصابة.
هذه الحالة من الاصابات لا تسترعي الاستنفار الدولي او مؤتمر الكبار الـ 20 للحديث عنها ولا للجيش الاميركي للتدخل وغيرها بل يمكن معالجتها ضمن الاطر الوطنية والتنسيق عبر الحدود ايضا للحد من انتقال الاصابة وربما تقديم المساعدات من قبل منظمة الصحة العالمية دون الحاجة الى هذه المؤتمرات السياسية والصحفية والاخبار اليومية التي تصب في دائرة " استدامة الفزع" للقبول بسياسة " الودع ".
ان حالات اكبر من هذه الامر   هددت وتهدد حياة البشر كان يجب ان تلاقي اهتمام وتسليط الضوء عليها ، الا انها لم ولن تحظى باي اهتمام دولي على مستوى اعلامي كما هو ايبولا  او لمكان على جدول اعمال قمة الكبار، ومن تلك القضايا الحروب الاهلية التي تمزق السودان وبلدان افريقية عديدة وما خلفه معسكر اصدقاء سوريا  في اعداد المعارضة وتسليحها  لاطالة النزاع الذي حصيلته مرعبة  حتى الان في التهجير والنزوح والقتل واشاعة ثقافة النحر والتطرف الديني ، وكذلك ما عاناه العراق ويعانية على يد وكلاء وباء " سي اي ايوله " من قتل يومي وضحايا جلهم سيبقى معاقا طوال الحياة... وما شهده اخيرا من موجة نزوح   لقرابة  2 مليون مواطن  وما رافقها من مظاهر قتل وسبي  وظلامية لا توصف ، تلك الجماعات التي كانت تتلقى تدريبا وسلاحا من ذات المعسكر معسكر اصدقاء سوريا وبرعاية دول الجوار التي رهنت حياة الشعوب في بلدين  لتجريب اسلحتهم وكذلك عصاباتهم والتصدي لها، دون ان يخسروا شيئا  طالما دفع قادة ومماليك النفط ووكلائهم ثمن ذلك  .
وبالاضافة الى تلك الملايين من النازحين والالاف من الضحايا... فهناك الالاف من ضحايا طالبي اللجوء الذين  تبتلعهم المياه بين ضفتي المتوسط في طريقهم الى شواطي اوربا الجنوبية، فقد غرق 3300 انسان** خلال  الشهور المنصرمة من عام 2014 والكثير في الاعوام الماضية ،ولم تكلف بريطانيا العظمى نفسها العناء حتى بالمساهمة في انقاذ الغرقى حيث كتبت " وزيرة الدولة للشؤون الخارجية جويس انيلاي الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين الأول: "لن ندعم عمليات البحث والإنقاذ المقررة في البحر المتوسط "*** لاعتقادها بان عمليات الانقاذ تشكل عملية جذب للاجئين ، كل هذا لن يحرك ساكنا للكبار الـ 20 ، هذه بعض اوجه وباء " سي اي ايوله " تضاف الى  وباء الجوع الذي ينحر اطفال افريقيا وغيرها الكثير والتي يموت بسببه الملايين من الاطفال سنويا... فقط مراجعة لبعض تقارير الامم المتحدة ستعطي صورة مفزعة عن عالم لا يخيفنا فيه ايبولا وانما وباء الحروب السرية التي تديرها " سي اي ايوله" وحليفاتها من اجل الحفاظ على مصالح وثروات الشركات الصناعية العسكرية واخواتها. فهل بعد هذا  يخيفنا ايبولا ام انه ذر رماد بعيون اعشاها القهر..........!!
* http://arabic.rt.com/news/764877-5177-%D9%84%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%8A%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%…
** http://arabic.rt.com/news/764910-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%…
***.http://arabic.rt.com/news/762951-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7/

نوفمبر 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق