الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

اجتماع مجموعة الـ20 .. وخطاب اميركا الحربي!!!


هل كان خطاب اوباما  التهديدي  اعلان رسمي لحرب باردة جديده ام انها صرخة نابعة من الخسائر والضغط الذي يتعرض له سياسيا و اقتصاديا بسبب الموقف الروسي الصيني ومجموعة البريكس ، هذه المجموعة التي  يتنبأ لها ان تلعب دور كبير في الحياة الاقتصادية الدولية  وتوصف بانها" دول كبيرة ومهمة في العالم، من حيث: عدد السكان (الصين 1.3 مليار نسمة، الهند 1.2 مليار نسمة، البرازيل 193 مليون نسمة، روسيا 140 مليون نسمة، جنوب أفريقيا 49 مليون نسمة)، والمساحة الجغرافية، والثروات الطبيعية الهائلة، والطاقة الإنتاجية القوية. فحالياً تستحوذ الدول الخمس على نحو 18% من الاقتصاد العالمي بناتج محلي إجمالي يقارب 10 تريليونات دولار أمريكي سنوياً. فحسب احصائيات عام 2010، بلغ إجمالي الناتج المحلي لهذه الدول الآتي: الصين 5 تريليونات ونصف تريليون دولار، والبرازيل 2 تريليونات دولار، وكل من الهند وروسيا تريليون و600 مليار دولار، وجنوب أفريقيا 285 مليار دولار. كما تستحوذ الدول الخمس على 15% من إجمالي التجارة العالمية وأكثر من ثلث السوق العالمي وربع مساحة الأرض ونحو 42% من تعداد سكان العالم. وستتجاوز نسبة مساهماتها الإجمالية 50% من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي في عام 2020. "*  اي انها تشكل "   30% من مساحة اليابسة في العالم، وتضم 40% من مجموع سكانه. كما يصل حجم الناتج الاقتصادي لها ما يقرب من 18% من الناتج الاقتصادي في العالم، إضافة إلى 15 % من حجم التجارة الخارجية، كما تجذب نصف الاستثمارات الأجنبية في العالم "** وكذلك التحالف الجديد بين بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة والذي سيعتمد التعامل بالعملات الوطنية وليس الدولار، هذا الامر توج ورغم العقوبات ضد روسيا بعقد لبيع الغاز الروسي الى الصين بقيمة 400 بليون دولار، بالاضافة الى التحركات العسكرية الروسية  ومنها  ما يخص القوة في المحيط الهاديء ونية روسيا التواجد في خليج المكسيك وتحليق الطائرات القاذفة الروسية في الاجواء الدولية القريبة من الحدو الاميركية ،وطرد الدبلوماسيين المتبادل مع المانيا وبولونيا ، وربما يشمل دول اخرى، كل هذا وغيره هل يشير الى اعلان رسمي لحرب باردة جديدة ام انه اعلان الخطوط العريضة  للحرب القادمة  والذي تجلى  " بالصراخ الحربي " في خطابات اوباما  " بخصوص الصين وروسيا وسوريا  والتواجد في افريقيا  ايضا بحجة مكافحة مرض ايبولا متوج ذلك  باعلانه بانهم قد يرسلون قوات بريه للعراق؟؟؟ متراجعا عن جميع تصريحاته التي نفى بها انه لن يرسل قوات برية للعراق من جديد.
الخطاب الذي القاه اوباما   امام طلاب جامعة كوينزلاند ببريزبين  في استراليا قبيل افتتاح  اجتماعات مجموعة الدول  20  ونشرته السي ان ان    تحت عنوان ("عضلات" ***او قوة  اميركا واموالها وثقلها تتحول نحو اسيا ،  ما قاله اوباما في G20 )، مقتطفة بعض النصوص، منها" سوف نستمر وبثبات في تدعيم دورنا  باستخدام جميع مانملكة من عناصر قوتنا الاميركية – دبلوماسية ، عسكرية ، اقتصادية ، التطوير و سلطة قيمنا و مثلنا "، مضيفا " في نهاية  العقد ستكون مرور غالبية اساطيلنا الحربية البحرية والجوية  من المحيط الهاديء، لان الولايات المتحدة كانت وستبقى قوة المحيط الهاديء"  محذرا بذات الوقت الصين  تحذيرا ناعما  يختلف عن اللهجة التي تحدث بها تجاه روسيا مؤكدا على "ضرورة  احترام الدول الاخرى "،  ولم يتوانى  اوباما من اتهام روسيا باسقاط الطائرة الماليزية وكعادة افلام الاكشن... غير منتظرا اعلان التحقيقات الدولية  بهذا الخصوص !؟! وهكذا اتهامات حقيقة تشير الى مستوى بائس لرؤساء الدول وللحالة الدبلوماسية ايضا التي تفترض الحكمة وبالتالي الدليل!!! وعلى الرغم من اعتراف حلف الناتو اليوم بانه وسع انتشار قواته على الحدود  الروسية، وعودتها للعراق من جديد وتسليح الارهابيين في سوريا تحت يافطة المعارضة المعتدلة" او اعداد المعارضة" الا ان اوباما اعتبر روسيا  تشكل تهديدا للعالم!!
اوباما توج فتاوي الحرب اليوم بفتوى جديدة  بعد ان اكد على العزم بعزل روسيا  عبر العقوبات الاقتصادية التي قال عنها بوتين في لقاءه مع قناة المانية  "أنه وفقا للجنة الأوروبیة ھناك أضرارا على الاقتصاد 5-6 ملیار يورو بسبب الإجراءات الروسیة المضادة"****، معترفا ان الاضرار تطال الجانبين ، وما قاله السيد اوباما بفتواه الجديدة التالي" إن عزل روسیا أمر حتمي" وقال خلال مؤتمر صحفي "نفضل روسیا مرتبطة بشكل كامل بالاقتصاد الدولي... لكننا متمسكون بضرورة الالتزام بالمباديء الدولیة الأساسیة. ومن بین ھذه المباديء ألا تغزو دولة دولة أخرى أو تمول وكلاء أو تساندھم بوسائل تؤدي إلى تفكك دولة لدیھا آلیات للانتخابات الدیمقراطیة"***** فتوى تفصيل لتغطية جميع اعمال اميركا  العدوانية وبالتالي تختم كل دولة تتدخل فيها القوات الاميركية بانها دول ليس لديها اليات للانتخابات الديمقراطية!!! اي ان اعتبرنا ان سوريا ليس لديها اليات انتخابات "ديمكرية" !! فان ما قاله اوباما دليل ايضا على ان حكومته قد غزت سوريا ومولت وكلائها هناك وساندتهم بوسائل عديدة وهذا اعتراف رسمي على لسان رئيس دولة، امام  الدول الكبار المتخومة في الازمات والديمقراطية ايضا.
ان تصريحات واعلانات الرؤساء الاميركان والبعض من حلفائهم لا تختلف بشيء عن فتاوي مشايخ التطرف الطائفي، لا بل تمنحهم الحق وفق ما يؤمنون به بصحة اساليبهم ايضا،  ولا تخرج من منهجية البوشية الجديدة   على ارضية " اما معنا او ضدنا " وبالتالي الاجابة تحدد على اساس، ان كنت تشكل تهديدا او نصيرا!! ونسى السيد اوباما والكثير ممن معه في قمة مجموعة العشرين انهم كانوا ولازالوا الاساس في تدمير دول وانتهاك اعراض حيواناتها وليس شعوبها فقط، وما يستحضره السيد اوباما من لغة حرب  ماهو الا جزء من رهن العالم للمزيد من الاضطراب السياسي والاقتصادي   ان لم تتوجها الالة الصناعية العسكرية الغربية والاميركية بشكل خاص بحرب بشعة جديدة، وهو دليل اخر تقدمه راعية الارهاب في العالم بانه لا يوجد اي قانون دولي تحتكم له الدول ، فكل ما يتعارض مع رغبة بائعات الهوى في اميركا فهو تهديد لامنها ومصالحا القومية وبالتالي يجب ان يدمر.
*انترنت البريكس ، تكتل القوى الصاعدة /ملف الاهرام الاستراتيجي/ بقلم احمد ذياب
***http://edition.cnn.com/2014/11/15/world/asia/g20-summit-start/index.html?hpt=hp_t1

16-11-2014

 كريم الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق