كريم الربيعي
لقد سبقت هذه الحرب حروب اخرى
ومشاريع كثيرة ومؤتمرات منها
"قانون تحرير العراق الذي اقره الكونغرس في سنة 1998 وخصصت مئة مليون دولار
الى وزارة الخارجية لانفاقها على السعي الى انهاء صدام" [4] و سبقتها اطر سياسية في تنظيم الجماعات
العراقية من مؤتمر فينا شباط 1992 مرورا بمؤتمر صلاح الدين 31 تشرين الاول 1992
والذي اعلن للملاء عن وجه وقباحة القوى المتعارضة ! من خلال تبني سياسة المحاصصة
والطائفية لعراق المستقبل، هذا المؤتمر توج فيما بعد بمؤتمر نيويورك 1999 و مؤتمر
لندن14 ـ15 ديسمبر 2002 ، وبهذه المؤتمرات اكملت مؤسسة القرار الانكلو اميركي اعداد وتحصين لاعبيها على الساحة العراقية بشكل
جيد.
ماهي مصلحة الامن القومي الاميركية
وحلفائها..!!
ان مصلحتهم تكمن بامن البلدان التي
تشكل حلف الناتو وبالدرجة الاولى الدولة المتحالفة مع الناتو ومدللته " دولة
الاحتلال الصهيوني" حيث كانت الحرب بمثابة الدفاع عن مصالحها الستراتيجية
وتقوية شوكتها في المنطقة من خلال تدمير البنى التحتية للبلدان المجاورة واضعاف ان
لم يكن تدمير مؤسساتها وخصوصا العسكرية منها وهذا ما حصل في العراق .. لتتبعه دول
اخرى في المنطقة ومن دول المواجهة .
كما ان الطاقة وتامينها باستمرار وبارخص الاسعار تعد احد الاسباب الرئيسية في تلك الحرب. ان ما
تبينه الاحداث وبعد هذه السنوات هو اعادة المنطقة الى حالتها في بدايات القرن الماضي،
وربما ابعد من ذلك، الى سنوات الاحتلال وتقاسم النفوذ مع الحفاظ على الحصة الاكبر للاخ الاكبر !!
لقد حقق ابطال العم سام ومحركيهم لهذه الحرب اهدافهم في تدمير البنى التحتية
للعراق وكذلك تدمير مؤسسات الدولة " الخاوية " نتيجة الدكتاتورية
والحصار والحروب وعلى الخصوص منها تدمير المؤسسة العسكرية تماما ليحل ماكنها جيش
مليء بعناصر الطاعة المخابراتية وفيالق
المليشيات المندمجه وروح الطائفية ايضا.. ناهيك عن ما حل بالمؤسسات الاخرى في
الدولة والتي بنيت على اساس المحاصصات
وليس الكفاءات وروح المواطنة. كما بقت الوزراة الوحيدة التي جرى حمايتها والقطاع
الوحيد الذي يجري تطويره هو قطاع النفط مقارنة بالقطاعات الاخرى ..حيث وصل انتاج
النفط اكثر من 2 مليون برميل يوميا...و
بهذا قد حقق الفريق الاول " رب العمل" في الحرب الامريكية على العراق
اهدافه بشكل جيد ... اما الفريق الثاني في
هذه الحرب هم الموظفين " من العراقيين " الذين يشكلون غالبية احزاب
المعارضة ... والذين ان لم اقل عنهم كانوا خدمة اصلا لتلك المشاريع ، فانهم ارتضوا ان يكونوا الواجهة لتنفيذ
المشروع الانكلواميركي في العراق بوعي او دونه .
ابرز المشكلات السياسية التي واجهت
العراقيين في السبعينات وقبلها
ليس غريبا ان قلنا ان ابرز تلك
المشاكل كانت هي مصادرة الحريات وكم الافواة والتي تمثلت بتغييب حرية العمل
السياسي والنقابي والانتقال السلمي للسلطة، والمِلل التي لم تتمكن يوما من وعي
الانتماء الوطني، ومن جانب اخر كانت هناك المشكلة الكردية التي لم تجد لها حلا
فكانت ارض خصبة لاستغلالها من قبل قوى عديدة ضد العراق بشكل عام وضد الشعب الكردي
بشكل خاص، حيث كان حل هذه المشكلة يثير الرعب بالدول المجاورة ومن لهم مصلحة
بانشغال العراقيين بحرب داخلية وخصوصا دولة ايران وعلى راسها الشاه انذاك
والاحتلال الصهيوني، مضافا لتلك القوى العديد من البلدان العربية الاخرى المحيطة
المغرقة بالرجعية والتخلف والقمع والتي كانت ترتعب من تاثيرنجاح تجربة سياسية
منفتحة تقودها القوى التقدمية والوطنية في العراق، وكان مقال في جريدة يدعو مملكة
ال سعود لتحريك وزير خارجيتها للاتصال مع الخارجية والحكومة العراقية، فكيف لو
نجحت تجربة سياسية، مستمدة من تاريخ العراق الذي اسقط شعبه العديد من مشاريع
الرجعية ورعاتهم!! هذه المشاكل جميعها وغيرها الكثير كانت تطفو على سطح النفط،
وهنا .....ضاع الكثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق