الأربعاء، 19 مارس 2014

ماذا حقق ابطال حرب العراق؟في الذكرى الحادية عشر لاحتلال العراق // الورقة الثانية



كريم الربيعي
 
لم ولن يكن سرا للمطلع على ان اسباب الحرب على العراق كانت وكما اعلنها مرارا التحالف الانكلوامريكي " الولايات المتحدة الاميركية تمتلك السلطة التشريعية لاستخدام القوة في ضمان امنها القومي" [1]، وبانها شنت لغرض المصلحة القومية والامن القومي لاميركا وحلفائها بالدرجة الاولى تارة  وتارة اخرى  لتهديد العراق الامن والسلم الدوليين. هذا الحق الذي  لو طبقته الدول الاخرى لشنت حروب لا متناهية على اميركا لما  قامت به من اعمال عدوانية لا تعد ولاتحصى على شعوب العالم كرد لا بد منه على دولة عصابات المال.  جميع المسببات التي اعلنها  التيار البوشي العالمي جرى دحضها من رجالاته ذاتهم فيما بعد فهذا تنت يقول "" دعوني اقول ثانية : لم تجد السي اي ايه اي ارتباط على الاطلاق بين صدام و 11/9"[2] ولم يكن ايضا هناك ارتباط بين العراق وبين القاعدة " في اواسط سنة 2002، علمنا ان اقساما من الهيكل القيادي للقاعدة انتقلت الى ايران، وقد اصبح ذلك اكثر اثارة للمشاكل، ما ادى الى مفاتحة الايرانيين والتباحث معهم في النهاية وجها لوجه في كانون الاول /ديسمبر 2002 واوائل 2003، وفي النهاية وضع قادة القاعدة في ايران تحت الاقامة الجبرية على الرغم من ان الايرانيين رفضوا ترحيلهم الى مواطنهم الاصلية كما طلبنا"[3].  وادعاءات اخرى لاعادة حقوق الشعب العراقي وبناء الديمقراطية ؟!! والتي كشفت السنوات التالية كما التي سبقتها  ولازالت، وفي تجارب اخرى في بقع اخرى من هذا العالم  على زور وبطلان هذه الادعاءات، لا بل واعلن العديد من ابطالها  كذب تلك الحجج وكانت امثلتها بان يطلق رمز البوشية على الضرب بالحذاء وامام الملايين بانه جزء من حرية التعبيرعن الراي!! في اسوء وصف وتشويه  لاساليب التعبير عن الراي وحقوق الانسان، وكانت امثلة نشر الديمقراطية  تلك مفزعة كما بينتها فضائح ابو غريب  وجريمة حديثة وجريمة بلاك ووتر في قلب بغداد  واساليب التعذيب والسجون السرية ونقل السجناء خارج العراق وغيرها من اساليب اشاعة الفوضى وتسويف القيم والمباديء الانسانية ناهيك عن التشريعات والفساد  وعشوائية الاعتقالات وكانهم يريدون القول للشعب العراقي ترحموا على ايام الدكتاتور .. وهذا ما يحصل لدى الكثير اليوم.

لقد سبقت هذه الحرب حروب اخرى  ومشاريع كثيرة ومؤتمرات  منها "قانون تحرير العراق الذي اقره الكونغرس في سنة 1998 وخصصت مئة مليون دولار الى وزارة الخارجية لانفاقها على السعي الى انهاء صدام" [4]   و سبقتها اطر سياسية في تنظيم الجماعات العراقية من مؤتمر فينا شباط 1992 مرورا بمؤتمر صلاح الدين 31 تشرين الاول 1992 والذي اعلن للملاء عن وجه وقباحة القوى المتعارضة ! من خلال تبني سياسة المحاصصة والطائفية لعراق المستقبل، هذا المؤتمر توج فيما بعد بمؤتمر نيويورك 1999 و مؤتمر لندن14 ـ15 ديسمبر 2002 ، وبهذه المؤتمرات اكملت مؤسسة القرار الانكلو اميركي  اعداد وتحصين لاعبيها على الساحة العراقية بشكل جيد.

ماهي  مصلحة الامن القومي الاميركية وحلفائها..!!

ان مصلحتهم تكمن بامن  البلدان التي تشكل حلف الناتو وبالدرجة الاولى الدولة المتحالفة مع الناتو ومدللته " دولة الاحتلال الصهيوني" حيث كانت الحرب بمثابة الدفاع عن مصالحها الستراتيجية وتقوية شوكتها في المنطقة من خلال تدمير البنى التحتية للبلدان المجاورة واضعاف ان لم يكن تدمير مؤسساتها وخصوصا العسكرية منها وهذا ما حصل في العراق .. لتتبعه دول اخرى في المنطقة ومن دول المواجهة .

كما ان الطاقة وتامينها باستمرار وبارخص الاسعار  تعد احد الاسباب الرئيسية في تلك الحرب. ان ما تبينه الاحداث وبعد هذه السنوات هو اعادة المنطقة الى حالتها في بدايات القرن الماضي، وربما ابعد من ذلك، الى سنوات الاحتلال وتقاسم النفوذ مع الحفاظ على  الحصة الاكبر للاخ الاكبر !!

لقد حقق ابطال العم سام ومحركيهم لهذه الحرب اهدافهم في تدمير البنى التحتية للعراق وكذلك تدمير مؤسسات الدولة " الخاوية " نتيجة الدكتاتورية والحصار والحروب وعلى الخصوص منها تدمير المؤسسة العسكرية تماما ليحل ماكنها جيش مليء بعناصر الطاعة المخابراتية  وفيالق المليشيات المندمجه وروح الطائفية ايضا.. ناهيك عن ما حل بالمؤسسات الاخرى في الدولة  والتي بنيت على اساس المحاصصات وليس الكفاءات وروح المواطنة. كما بقت الوزراة الوحيدة التي جرى حمايتها والقطاع الوحيد الذي يجري تطويره هو قطاع النفط مقارنة بالقطاعات الاخرى ..حيث وصل انتاج النفط  اكثر من 2 مليون برميل يوميا...و بهذا قد حقق الفريق الاول " رب العمل" في الحرب الامريكية على العراق اهدافه بشكل جيد ...  اما الفريق الثاني في هذه الحرب هم الموظفين " من العراقيين " الذين يشكلون غالبية احزاب المعارضة ... والذين ان لم اقل عنهم كانوا خدمة اصلا لتلك المشاريع  ، فانهم ارتضوا ان يكونوا الواجهة لتنفيذ المشروع الانكلواميركي في العراق بوعي او دونه .

ابرز المشكلات السياسية التي  واجهت العراقيين في السبعينات وقبلها

 ليس غريبا ان قلنا ان ابرز تلك المشاكل كانت هي مصادرة الحريات وكم الافواة والتي تمثلت بتغييب حرية العمل السياسي والنقابي والانتقال السلمي للسلطة، والمِلل التي لم تتمكن يوما من وعي الانتماء الوطني، ومن جانب اخر كانت هناك المشكلة الكردية التي لم تجد لها حلا فكانت ارض خصبة لاستغلالها من قبل قوى عديدة ضد العراق بشكل عام وضد الشعب الكردي بشكل خاص، حيث كان حل هذه المشكلة يثير الرعب بالدول المجاورة ومن لهم مصلحة بانشغال العراقيين بحرب داخلية وخصوصا دولة ايران وعلى راسها الشاه انذاك والاحتلال الصهيوني، مضافا لتلك القوى العديد من البلدان العربية الاخرى المحيطة المغرقة بالرجعية والتخلف والقمع والتي كانت ترتعب من تاثيرنجاح تجربة سياسية منفتحة تقودها القوى التقدمية والوطنية في العراق، وكان مقال في جريدة يدعو مملكة ال سعود لتحريك وزير خارجيتها للاتصال مع الخارجية والحكومة العراقية، فكيف لو نجحت تجربة سياسية، مستمدة من تاريخ العراق الذي اسقط شعبه العديد من مشاريع الرجعية ورعاتهم!! هذه المشاكل جميعها وغيرها الكثير كانت تطفو على سطح النفط، وهنا .....ضاع الكثير .

 ** ما مكتوب على البوستر هو: اما معنا او ضدنا قول بوش الشهير وفي الاسفل الحرب تاوي الارهاب.



[1]  مقتطفات من خطاب لبوش في 7 اذار /مارس 2003 يوردها تشومسكي بكتابه في ص44 ف2  .
[2]  مذكرات جورج تنت/ في قلب العاصفة /  الفصل  18  ص 353.
[3]   مذكرات جورج تنت / في قلب العاصفة  /  الفصل الثالث عشر  ص  260 .
[4]  مذكرات جورج تنت / ص314 الفصل 16 /سبب الحرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق