الاثنين، 21 يناير 2013

ولايه الخليفة المعز والتضحيه

                                                                                      //وصل عبر الايميل من شاكر
 
لما انتهت ولاية الخليفه المعز لدين الله نوري المالكي كان لابد من مبايعة احد اقطاب الحكم انذاك ..
وكان الناس لا يعرفون غير اربعة من الصالحين ,
هم المعز لدين الله نوري المالكي
و المعتصم بامر الله جلال الطالباني
و الواثق بدين الله اياد علاوي
و القائم بامر الله صالح المطلك ..
فاجتمعوا في حجرة من حجر قصر السجود ، وهو قصر بناه الرعيه لولاتهم تثمينا لعدلهم , فجلس الاربعه يفترشون الارض ، وبينما هم كذلك كان الرعية قد جائوا من ارض العراق من كل حدب وصوب ، ينتظرون من سيتولى عليهم ، و هم يطوقون القصر من كل ناحية .

فلما صار وقت الاختيار ..
تحدث المالكي ، فحمد الله و اثنى عليه ، ثم قال : انني و قد حكمت اربع سنين ، فلست ادري ان كنت قد اغضبت ربي يوما او ظلمت احد رعيتي نقيرا ، فلست بمحتملٍ اربع سنين اخرى ، فاعصبوها برأسي و قولوا جبن المالكي و لا تولوني ، فانني لا اريد الحكم و لا المنصب ،
وان بلادا فيها مثل اياد علاوي اولى بان يحكمها هو ، فهو عادل محنك ، و ناصح مؤمّن ، فلا ابقاني الله في بلاد فيها مثلك يا اياد علاوي ..
فبكى علاوي لما سمع ..
ولما فرغ من بكاءه
قال : يانوري ، قد اعزنا الله بك اربع سنين فهل لا حكمتنا اربعا اخر ؟

فرد جلال طالباني : اما والله قد قرت بكم عيناي ، لكنني ادعوكم الى ان لا تختاروني ، فلولا المطلك لهلك الطالباني ،
و اني اخترتك يا صالح فانما هي اربع سنين احكم بها و اري الناس عدلك ..
فنهض المطلك و اتكأ على احدى حوائط الحجره ، وثغب ثغبةً سقطت منها احدى لالات القصر ، و اجهش الاربعه بالبكاء ،
كل منهم يدفع الحكم عن نفسه و يؤثر اخاه عليها .
فقال المالكي بعد ان فرغ من البكاء : ماتقولون في ان نحكّم اول المارين بالقصر بالامر و نرى ما يقول ؟
فرضي الجميع ..

فمرت جارية في حديقة القصر فنادوها فجائت ..
فقال علاوي : من ترينه اعدلنا لحكم امر الرعيه ؟
قالت: من كان للناس نكته ، و لايديهم سبحه ، وبكلامه كحه ، و بزعله كثيرا ..
فعلموا انها قصدت بالاولى الطالباني .. و بالثانيه المالكي .. و بالثالثه علاوي .. و بالرابعه المطلك
فاجهشوا جميعا بالبكاء حتى اغشي على الطالباني فنقلوه لابن سينا ..
ولما افاق و عاد منها
قال المالكي : ساحكم انا حفظا لصحة اخي الطالباني.. كي ارد عنكم شرها .. فحمدوا الله و فرحوا .. وبايعوا ابو اسراء على السمع و الطاعه .. و صلوا صلاة الجماعه ..
و ولي ابو اسراء ولاية اخرى .. واحتفل الرعيه .. فكانت اربع سنين من العدل و الانصاف مالا عين رات ولا اذن سمعت ..ولا خطر ببال بشر .

رواه
عزت الشابندر

"
مآثر الاباء للابناء في عدل ولاة المنطقة الخضراء ج2" صفحة ٣

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق