الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

اي حسين نتذكر!!


 

كل عام تهب الملايين لاحياء ذكرى استشهاد وولادة  الائمة في العراق . وبهذه المناسبات  تنحب النساء والرجال  شيوخا ونساء ويلطمون صدورهم  ومنهم من يزحف  كل هذا اسفا على وفاة او استشهاد  الائمة ؟؟
لقد توفى النبي  ذاته واصحابه، ولم تخرج له تلك الجموع نادبة !! واغتيل من اغتيل وقتل من قتل من العشرة المبشرين في الجنة ولم تلطم الناس صدورها او تزحف ندما، واذا اتفقنا ان من يفارق الحياة سيقابل ربه، فهل هذا يوم حزن ام فرح ؟؟ لان الشهيد الامام سيقابل ربه في ذلك اليوم ، وعليه يجب ان يكون ذلك اليوم يوم فرحا !! فماذا لو بقى الامام الحسين حيا بيننا! هل سيكون امام جامعا الان او مرجعا يدعوا الاحزاب للاسراع بتشكيل الحكومة؟؟

اصبح الكثير يتبارى اليوم  بتعذيب النفس كي يثبت للاخر  انه حزين على وفاة او استشهاد هذا الامام او ذاك! ومتضرعا ان ينال ثوابا على ما يفعل لابل ويكفر عن الذنوب!!انهم يريدون ابراز حزنهم، وليس الاستفادة من الحدث او التجربة .
اين نحن منه واين هو منا؟؟
لقد اتى الامام الحسين  مع اهله  مطالبا بورث ابيه في الحكم، غير ابها للمخاطر التي تحيق به!!والتي دفع حياته وافراد عائلته ثمنها فيما بعد!! دون ان يزور اوراق كي يحصل على تقاعد او يثبت انه مفصول سياسي ! او انه يحتاج شموله بالرعاية الاجتماعية؟؟ او يقدم خمس شهادات علمية ويضع امام اسمه " د " الخيبة وكل ذلك مزور،  ولم ياخذ مرتبين او ثلاث مرتبات  كما لم يسكن بيتا او يصادر قصر ، ولم يهديه والي الكوفة انذاك قطعة ارض على دجلة او الفرات!!  ولم ينهب  الاخضر واليابس  كما يفعل الكثير من اصحاب العلامات الثلاث الفارقة الا وهي  كوية الجبين ومحابس الفضة والمسابح!!!! والكثير منهم من يحيي تلك المناسبات لا وربما يتصدرالجموع باكيا !! وليس له رابطا بالحسين.... الشجاعة والاخلاق والجراة  والامانة والوفاء.

لقد وصل صراعه الى السلاح ولكنه لم يصدر فتوى او رسائل   وخطب بمقاتلة طائفة اسلامية اخرى ولم يقتل البشر على اسمها!! ولم يشتم خليفة من الخلفاء الراشدين او يسيء لاحدى  نسائهم كما هو الحال اليوم!! ولم ولم كثيرة  تلك الامثلة  على العكس مما يصدره الذين يريدون مصادرة تاريخ الامام الحسين او التخفي بعبائته!!




التزوير يملاء يومنا! عدم الامان واتقان العمل اصبح جزء من الاخلاق ! السرقة ، وسرقة المال العام اكبر جرما من سرقة شخص معين !! حين تسرق المال العام يعني انك قمت بسرقة 32 مليون مواطن عراقي !! اما من يسرق عباس او عمر او حميد فهذه السرقة ضد شخص واحد  وزنها ...عقوبتها تختلف عن الاخر الذي سرق الشعب !!
تراه يجلس خلف كرسيه  الوظيفي ويرتشي ، لا ينجز عملا الا بعد ان يجبر المراجع على الدفع!! ولكنه اول اللطامين !! كما ترى الطرقات مزروعة بعلب الببسي كولا وقناني البلاستك الاخرى ! ولا احد يفتينا هل ان هذا التلوث والخراب هو من مظاهر احياء الذكرى؟؟
متى يعي هذا الكم من البشر ان من سرق وغش وكذب وفسق لا تمسح افعاله هذه لانه ذهب للطم او لزيارة الامام ، ان الحساب عند الله اولا! وثانيا اذا قتلت  شخصا وذهبت بعدها زحفا الى حضرة الامام كي يمحوا ذنبك ! هل سيرجع الشخص الذي قتل ؟؟ او الحق ايا كان لاصحابه؟؟
ان الذكرى واحيائها لها من اللوازم مالم يتوفر بنا حقيقة واي   ذكرى، وفاة الاب او الام او الاخ او الزواج او اي ذكرى اخرى !! فهي تحتاج منا الصدق مع النفس قبل كل شيء ! والامانة مع النفس  وحبنا الخير لبعضنا البعض ورفض القتل ومحاسبة القتلة واحقاق الحق  والثورة على الفساد ، اليس هذا اجدر بنا فعله من لطم الخدود والصدور !!

اليس العمل  من اجل تحسين اقتصاد البلد  بدلا من تعطيله،  والذي ستعم فائدته على الجميع افضل وبها ثواب  لمن يصبوا له وخدمة للامام والدين !  لا بل واشغال طاقات كبيرة وتكاليف هائلة  تحرق ميزانية البلد الذي يعاني الديون والبطالة ونقص الموارد وزيادة اعداد الفقراء ، فهل يرضى الامام   والدين  هذا الحال!!
لماذا لا نحيي وفاة الائمة والانبياء و ولاداتهم ايضا   بزرع شجرة ،  بسقاية نبته ، بتنظيف شارع،  بمساعدة جار،  بالحفاظ على الامن والنظام والمال العام ، اليس بهذا تقربا الى الله بدلا من مهرجانات الاعتراض على ما اراده الله وهو استشهاد او وفاة هذا الامام او ذاك!! ان اتفقناعلى ان الوفاة هي قدر مكتوب وبامر من الله تعالى. ام ان العشرة ملايين دينار ثمن الموكب هي الاهم وبها يثبت صحة القول " اللطم على الهريسة مو على ...." هذا الثمن اذا ضرب بعدد المواكب في السنة فسيكون ما يتقاضاه المسؤول عن الموكب هو راتب يوازي راتب وزير ان لم يكن اكثر!!!!!!!!!
كريم الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق