الجمعة، 14 يناير 2011

الارهاب ومجازر الايام السوداء


الارهاب  ومجازر الايام السوداء
تتسع الهوة بين الكتل الكونكريتية في العراق على سبل الخروج بهذا البلد من الازمة السياسية التي يعيشها منذ زمن طويل والتي يتبدل حالها تارة بانقلاب واخرى بدكتاتورية واخرى بحروب طائفية وانتخابية ، قوائم ام كتل ام احزاب ، وبعضها بأقاليم واخرى بدساتير متعدده، ازمة سيادية وخدمية  و قانونية  والجميع يرفع شعار " اذا لم العب سأخرب الملعب " بينما يعيش المواطن حالة من الذعر والتهديد اليومي لحياته وفي كل لحظة واينما كان . ليس امينا من يجلس في بيته ، لطالما هناك مطعم  او فرن او مقهى او مخفر  بالقرب منه  وربما وبعيدا عن كل هذه الاشياء يسقط عليه صاروخ  وينفق كما تنفق الاغنام.
وليس امانا ان تجلس في سيارة في ظل المتفجرات اللاصقة  او المزروعة على جوانب الطرق  وما يحمله الميتمون بحواري  الجنة !!، ولم يسلم من ذلك العبث الموظف او الطالب او غيره من عمال الاجرة اليومية الذين يتجمعون هنا وهناك  في صباحات  بغداد والعراق  بشكل عام .
انها لغة واحدة ، الهدف منها التخريب واثارة الرعب قدر المستطاع من خلال اثارة النعرات القومية والطائفية  وبالتالي تعطيل الحياة  وابعاد هذا البلد وشعبه عن اي حياة طبيعية ودور له في المنطقة والعالم .
ان تباعد وتصلب مواقف القوى السياسية التي تحول الى مواقف كونكريتية ساهم في خدمة ذلك الهدف وتدعيمه شاء ت ام ابت تلك الكتل ومن يقف خلفها، وهذا ما يدل عليه الواقع اليومي الذي يعيشه البلد من الشمال وحتى الجنوب ممثلا بالحالة الامنية اولا وتطبيق القوانين ثانيا  وتشظي روح الانتماء  التي يحملها المواطن في البلد ” وهذا احد المهمات او الجوانب المطلوبة!“..
ان القتل  والتفجيرات التي تطال الامنين وتستهدف المواطن والمال العام هي فعل لنفوس مريضة وشاذه  سوى كانت تلك النفوس قوى لها اهداف سياسية او دينية او قومية او امنية او غيرها قبل كل شيء ، ناهيك عن عدم انتمائها للإنسانية بشي بل هي تنتمي لعالم الحيوان المفترس  ليس اكثر .
ان هذه الافعال يجب ان لا  توقفنا بحدود الادانة والتنديد فقط،  بل يجب ان نقف جميعا  موقفا واحد في التصدي لفكرها ولأسلوب عملها ولمن يدعمها  بخطى عملية محسوبة ومدروسة  تعتمد وتبنى على قناعات ووعي المواطن ورفض روح الخنوع للأمر الواقع والاكتفاء بأطلاق اللعنات .
ان ما يتعرض له الشعب اليوم من ارهاب  وقتل يومي لا يمكن حصره او اختزاله بفئة واحدة محددة بل انه فعل شاذ وموجه ضد ابناء العراق جميعا وضد العراق  وتقف خلفه قوى منظمة تنظيما جيدا بالمال والسلاح مستغلة ومعتمدة على الانقسامات التي تسود الشارع العراقي بالإضافة الى الارتباطات الخارجية للكثير من الجماعات والقوى السياسية وحرصها على تنفيذ اجندة تلك الدول واعلاء مصالحها الشخصية والحزبية اولا واخيرا وهذا ما تنافح به البعض في مؤتمر اربيل من خلال الدعوات الصريحة لبناء  علاقات جيدة وطبيعية مع دول حوض الجوار!!! ان هذه الدعوات تأتي  بالوقت الذي يموت فيه العراقي يوميا، وتعد دول الجوار وحوضها جزء من اسباب ذلك الموت. بالإضافة الى ضياع الثقة والحقوق والخدمات  التي تمثلت بدستور متناقض المواد وعدم دقة الكثير منها .
لقد عبر الامين العام للأمم المتحدة عن ذلك بصراحة في تقريره المقدم لمجلس الامن عملا بالفقرة من القرار 1830 (2008)  ويحمل تاريخ 20-2-2009  بالنص التالي" اذ يبدو ان تشريد حوالي 2400 اسرة مسيحية في معضمها، من الموصل في اواخر تشرين الاول اكتوبر 2008، كان حملة مخططة بدقة ومنهجية، وبدافع سياسي وليس اجرامي."
ان هذه الجمل التي يجب ان تكتب بخط كبير وتعلق على ابواب الكنائس والمدارس والوزارات وبوابات الطرق كي يفكر المواطن بما تحمله من معنى ، يجب ان تدع المثقف والناشط والسياسي الوطني  والوطني فقط التفكير جيدا في ضرورة عدم الاستمرار بالصمت  ، ان احد اساليب محاربة تلك القوى ومواجهتها هو فضحها وتسميتها بالاسم دون خوف ،  الخوف الذي اوصل العراقي الى ابعد اطراف هذه المعمورة وادخل البلد بحروب وصراعات حسب اهواء هذا او ذاك من الساسة الذين غرقوا بارتباطاتهم ومصالحهم الشخصية حتى النخاع. لهذا فان القول بان ما يوجهه الشعب العراقي اليوم هو ارهاب سياسي منظم ومدعوم وله اهداف مرسومة بدقة وتشترك فيه قوى كثيره، وما تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية  ووزرائها الا الثوب الذي تتغطى به تلك القوى في تنفيذ جرائمها البشعة.
ان المسيحي ليس مؤجرا في العراق ، ليس شخصا عابرا في هذا البلد وليس ضيفا ، امنه وحياته وبقائه ليس منة  او مكرمة من احد ، ومن يظن ذلك واهم. ان المسيحي والصابئي يعيش في بلده،  البلد الذي وجد به منذ الاف السنين، فان اردنا ان نحيي تراثنا  وتاريخنا وعلمنا وغيره يجب ان يكون المسيحي على راس الحاضرين، وليس المنة عليه بتلك الدعوات التي صدرت  بالفترة 



الاخيرة أيا كان مصدرها. وعليه فان المطلوب من ابن البلد العراقي ان يقف الى جانب اخية العراقي لمواجهة المحنة التي نمر بها وفضح  القوى التي تقف خلفها ،وان نرفع شعار" اكشفوا عن القتلة الاشباح "  وهو الشعار الذي رفعه ناشطي تجمع  اربعاء الرماد في الثالث من اكتوبر 2009 ، نعم  ان نقف جميعا خلف هذا الشعار ومطالبة القوى الامنية ومن خلفها السياسية  بالإعلان عن ذلك دون مواربة،  والا فل يتركوا سدة الحكم لغيرهم.
ان نشطاء المجتمع المدني  والاحزاب الوطنية والنقابات على اختلافاتها  المهنية  وتعددها مدعوة اليوم لتشكيل صف واحد لمواجهة اهداف محددة وواضحة دون اي تجاوز على استقلالية تلك القوى والجمعيات وغيرها، نعم ان هدف التنسيق ووضع الاليات لمواجهة الارهاب  وفضح القوى التي تموله وتمده  وتساهم بتسهيل تنفيذه  يجب ان يكون الهدف الاول لتلك القوى على اساس وطني ، وحدة العراق وطمس جميع المخططات البايدينية،  عمل يصل بنا الى بر الامان والحياة الامنة التي تضمن لنا العمل وذهاب الاطفال الى مدارسهم بأمان وبعدها من يريد يحكم ويريد وزارة سيادية او خدمية او هوائية  فل يقدم برنامجه وعليه يجري التفاضل والتكليف على اساس الكفاءة وما سيقدمه وبروح سلمية وبلغة الحوار وليس لغة اذا لم نلعب نخرب الملعب او اذا لم تقبل سيادتي افجرك.
نعم ان الصمت على تلك الافعال  يعد مشاركة بها ، ان من يصمت عن مرتشي او يبيع اسرار بلده او غيرها من الاعمال التي تسهل اعمال التخريب والقتل للعراقي ولأمنه فهو مشاركا  بتلك الافعال ويجب ان تطاله يد العدالة كما هو الحال بالنسبة للقتلة من منفذي ومخططي تلك الجرائم.
ان الصمت على استمرار القتلة ومن خلفهم  هو بصمة عار ومساهمة عملية في ذات الفعل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق