الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

هل يحق لنا مقارنة ابن الشعب البار قاسم بالمالكي؟



تخرج علينا بين الحين والاخر مقالات تحاول ان تضع ثاني انزه زعيم سياسي حكم العراق على مر تاريخه بعد الامام علي ابن ابي طالب وفق آراء كتاب وباحثون كثيرون اي الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم في مقارنة ظالمة مع المالكي "هبل العراق الجديد"، الذي وصل الفساد في دائرته المقربة جدا وحزبه ودولة قانونه ناهيك عن الدولة التي يقودها الى مستويات مرعبة. لا يغض الطرف عنها ومحاولة ايجاد التبريرات لها الا متملقين من العيار الثقيل ولانهم يعرفون جيدا مدى تملقهم نراهم يؤكدون في كل مقال يدبجوه في مدح رأس الفساد "لانه رأس السلطة التنفيذية" من انهم لا يدافعون عنه لمصلحة شخصية ولا طائفية بل لان الظرف السياسي الذي يمر به السيد المالكي هو نفسه الذي مرّ ابن الشعب البار قاسم "اللي جوه ابطه عنز يمعمع"، وهذا يعني بشكل او بأخر بأن الظروف الموضوعية من وجهة نظرهم التي تحيط بالمالكي اليوم هي نفسها التي كانت تحيط بالزعيم المغدور سنوات حكمه، ولأن جغرافية العراق لم تتبدل فاننا سنناقش موقف دول الجوار من الزعيمين على ان نتناول مواقف القوى "الوطنية" والغربية منهما في مكان آخر من المقالة.

 موقف دول الجوار

 

 أيران غربا: لقد اجهز الزعيم الشهيد قاسم بقرارات سريعة وثورية على اهم حلف استعماري كبّل لعقود شعوب المنطقة وهو حلف بغداد، ما دفع دول الحلف المجاورة للعراق كتركيا وايران على اتخاذ مواقف عدائية تجاه الثورة وتحشيد قوى الردة المرتبطة بها للاجهاز عليها عن طريق تحريك تلك القوى التي تضررت كثيرا من نجاح الثورة وقراراتها الشعبية. ولان المواقف التركية تجاه العراق "والمالكي" هي نفسها تقريبا تلك التي اتخذتها انقرة تجاه العراق وزعيمه قاسم أي حنينها للعب دورها العثماني فاننا سنتجاوز موقفها لنتعرف عن كثب على موقف دولة  عادت قاسم وثورة العراق حتى اللحظة الاخيرة لثورة 14 تموز اي ايران، التي حرّكت المرجعية الدينية ممثلة بالسيد الحكيم لمعاداة الثورة وزعيمها اللذان انصفا وللمرة الاولى في تاريخ العراق المكون الشيعي من خلال احترام الثورة وقادتها المخلصين لجميع مكونات شعبنا، وقد شجع الشاه بشكل غير مباشر بعد وفاة البروجردي السيد الحكيم ليكون مرجعا للشيعة، لتخليص ايران من مركز ثقل ديني كان يشكل ارقا لنظامه عندما بعث اليه ببرقية تعزية رسمية، كما غض النظر عن تأسيس حزب اسلامي في العراق على ان لا يكون له فرع  في ايران ليتم بعدها تأسيس حزب الدعوة الاسلامية في تواريخ متضاربة حتى في ادبيات الحزب نفسه. فهل موقف ايران من المالكي اليوم هو نفس موقفها من قاسم حينها!؟ وهل يستطيع عبيد المالكي ان يفسروا لنا لماذا تعسّر تشكيل الحكومة العراقية برئاسة "هبل العراق" لحين اجتماعه وغرمائه بالبيت الشيعي في ايران وتحت رعاية دولة ولي الفقيه وفيلق القدس؟ ان أعمى البصيرة فقط هو الذي لا يرى الدعم الايراني غير المحدود وعلى مختلف الصعد للمالكي والذي كان يقابله عداء غير محدود لقاسم اثناء ثورة تموز، فهل ظروف قاسم هي نفس ظروف "هبل" التي يعمل عابدوه على تسويقها لنا اليوم على رغم معرفتهم انها بضاعة لا تسوى فلسين في بازار السياسة؟

 

سوريا والاردن شرقا: لقد كان موقف الدولتين تجاه الثورة مختلفا من الناحية المبدئية الفكرية الا انه كان متطابقا من الناحية العملية، فالعائلة المالكة الهاشمية كانت تشعر بالمرارة ليس لرحيل ابناء عمومتها عن الحكم خصوصا وان رحيلهم كان تراجيديا فقط بل ولفقدانها المساعدات العراقية على قلّتها ايضا، ما دفعها لان تضع كامل ثقلها للاجهاز على الثورة ورجالاتها وخصوصا الشهيد قاسم، عن طريق تنسيقها وتعاونها غير المحدود مع مختلف اجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، كما كان لها محاولة للسيطرة على رتل الهادي "اللواء المدرع السادس" المرابط على اراضيها وتحريكه لمواجهة الثورة مستفيدا من انزال بريطاني محدود على اراضيه اضافة الى انزال الجنود المارينز الامريكيين في لبنان. أما سوريا والتي كانت جزءا من الجمهورية العربية المتحدة بزعامة جمال عبد الناصر وعلى اثر رفض قاسم الوحدة الفورية معها فانها قامت وبأوامر مباشرة من عبد الناصر بتحريك الشارع القومي والبعثي ضد الثورة وتوجتها بتدخلها المباشر بتهيئة مستلزمات انقلاب الشواف وعلى رغم فشلها في تلك المحاولة الا انها نجحت بعد 4 سنوات في القضاء على الثورة وقاسم ليدخل العراق حمام دم بعثي لازال لليوم طريا. فهل موقف الاردن الذي يضخ اليها المالكي النفط بالمجان مرات وأخرى باسعار رمزية منه "المالكي" اليوم وسكوتها المشروط وعدم تدخلها الرسمي العلني بمواجهة المالكي يمكن مقارنتها بموقفها من تموز وقاسم!؟ أما موقف سوريا من المالكي فانه لم يفرق بشيء عن موقفها من الشهيد قاسم سوى ان المالكي ولحسابات طائفية ليس الا وقف الى جانب نظام بشار الاسد، وابسط مثال على ذلك هو عدم اتخاذه اية خطوات عملية لمواجهة الاسد واجهزة مخابراته التي عاثت بارض العراق فسادا عن طريق مساعدة بهائم القاعدة للوصول الى العراق وتقتيل شعبه واتخاذهم دمشق كمحطة للعبور والتدريب، وهذا ما صرّح به المالكي نفسه وهدّد بجعجة فارغة بكشف ادلة وملّفات يمتلكها ضد النظام البعثي المقبول من ايران راعي المالكي وتحالفه الحاكم وهذا ما منعه من اظهارها.

 

ويبقى الموقف السعودي اليوم من العراق وتأثير تدخله بشؤونه الداخلية اكبر من زمن قاسم نتيجة التطور الكبير في الموقف السعودي على الصعيدين العربي والعالمي لما تمتلكه من رساميل ضخمة، استخدمتها بخبث كبير في انتشار المذهب الوهابي الراعي لجميع الحركات الارهابية في المنطقة والعالم وممولها. أما الكويت والتي كانت تمتلك في 8 شباط الاسود اذاعة تبث من خلالها اسماء الوطنيين العراقين من شيوعيين وقاسميين وهذا ما صرح به الملك حسين في مقابلة له مع محمد حسنين هيكل، فان المالكي اشترى عدم تدخلها الرسمي بشؤون العراق الداخلية ومعاداته شخصيا بتفريطه باراض ومياه العراق الدولية. والسؤال هنا هل موقف الكويت من المالكي هو نفسه من قاسم؟

 

الموقف الدولي

 

كانت كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وباقي الدول الغربية في حالة الصدمة اثر نجاح ثورة تموز وقد أوضحنا قبل قليل جزء من الدورين العسكريين للدولتين في محاولة منهما لاحتواء نتائج الثورة، وبقيت هاتان الدولتان تلعبان ادوارا اساسية لتخريب الجبهة الداخلية العراقية عن طريق زيادة العناصر الناقمة على الثورة ودعمها، خصوصا بعد انسحاب العراق من حلف بغداد وخروجه من دائرة الاسترليني وسن قانون النفط "رقم 80" الذي بموجبه حرر واستعاد قاسم ما يقارب من 95% من الاراضي التي كانت مشمولة بامتيازات شركات النفط متعددة الجنسية، كما لعبت الدولتان ادوارا قذرة في محاصرة ثورة تموز دبلوماسيا. كل هذا وغيره الذي لا مجال لذكره في مقالتنا هذه حاكتها الدولتان ضد قاسم، فما هو موقف هاتين الدولتين من المالكي؟ سؤال اطرحه على عبيده مذكرا اياهم بفتح المالكي حقول النفط العراقية واراضيه غير المستكشفة لليوم امام جولات التراخيص لصالح الشركات الغربية دون وجود قانون للنفط والغاز يحمي ثروات شعبنا الايلة للنضوب. ان بناء شرق اوسط جديد على مقاسات امريكية بحاجة ماسّة الى ساسة من امثال المالكي وليس قاسم، ولذا فمن المعيب مقارنة عملاق مثل الشهيد قاسم مع سياسي كان مغمورا حتى الامس القريب ومن الصف الرابع في حزبه كالمالكي، ولكن يبدو ان للدولار رائحة نفّاذة وان كانت على الضد من اشرعة سفن الوطن والناس.

 

الموقف الداخلي

 

لو تتبعنا قرارات ثورة تموز فاننا نستطيع ان نصل بسهولة ويسر كبيرين الى فهم طبيعة القوى التي ناهضت الثورة واتحدت على رغم تباين مصالحها لتدمير تلك التجربة التي برحيلها بدأ ناقوس الخطر يدق بصوت عال، ليصيب "الساسة" الفاشلين وعبيدهم من "كتاب وصحفيين ومثقفين" بالصمم والعمى والخرس وهم يشاهدون بلدهم يجري تدميره في سوق نخاسة الطائفيين وتنهب ثرواته، وشعبهم يتجرع الموت اليومي لنجاح الارهابيين وفشل الحكومة التي يقودها "هبل" في محاربتهم رغم الامكانيات المادية الهائلة للمالكي وحزبه. فالمؤسسة الدينية وقفت ضد الشهيد قاسم بكل ما تملك من قوة بعد اصدار حكومة الثورة قانون مساواة المرأة بالرجل ، رغم احترام قاسم الكبير لرجال الدين ومنحهم الوظائف الرسمية خصوصا في سلك التعليم. كما وقفت العشائر بشخوص رؤسائها  ضد الشهيد قاسم بعد الغاءه قانون العشائر وملحقاته وتعميم القانون المدني للفصل في جميع القضايا.

 

أما المؤسسة الدينية اليوم فهي التي اوصلت المالكي وتحالفه الى سدة الحكم بفتاواها التي تعمل اليوم على تخفيف وطأتها بعدم استقباله وغيره من اللصوص سارقي قوت الشعب والمتاجرين بارضه ولكن بعد ان سبق السيف العذل، حيث فساد المالكي ورهطه يزكم الانوف حتى وصلت الاموال المنهوبة من ميزانية العراق في عهده الاسود الى مئات مليارات الدولارات وليحتل العراق في عهد الاسلاميين وعن جدارة ولسنين عديدة احد اهم المراكز المتقدمة بالفساد، فهل موقف المؤسسة الدينية التي ساهمت في اغتيال قاسم هو نفس موقفها من ابنها الطائفي المدلل المالكي؟ اما العشائر التي ناصبت قاسم العداء فانها اليوم تأتي لتقمع المتظاهرين في ساحات التظاهر بأوامر رسمية ولتصرخ في مؤتمرات العشائر التي ينظمها حزب الدعوة والمالكي ان لا تنطيها في شد طائفي واضح لا يود عبيد "هبل" ان يروه.

 

اما الكرد الذين ساهموا ايضا في اغتيال ثورة تموز فهم الذين اوصلوا المالكي للسلطة ثانية من خلال مؤتمر اربيل، وسيذهبون بعيدا في تأييده لولاية ثالثة اذا ما منحهم وعودا حول بعض المسائل العقدية ليتملص منها لاحقا كما تملص من اللواتي قبلها. فهل موقف الكرد من قاسم هو نفسه من المالكي "هبل" أيها الساجدون قياما وقعودا. ويبقى العامل الاكثر اثارة في العداء لقاسم وللعراق ارضا وشعبا وثرواتا وقيما واخلاقا أي البعثيين القتلة، حيث نراهم اليوم وبأمر من المالكي ورجالات حزبه في مفاصل عديدة ومهمة من "الدولة" العراقية لانهم شيعة لا اكثر ومنهم اعداد كبيرة من اعضاء دولة "القانون". فعن اية مقارنة يبحث عبيد المالكي هؤلاء عندما يقارنوه بنجم لن يأفل مطلقا من ذاكرة شعبنا والتاريخ!

 

والمالكي المتعطش للسلطة من اجل استمرار نهب ثروات البلد من قبل حزبه وقائمته الانتخابية والعمل على تفتيته اسوة بشركائه في ما يسمى بالعملية السياسية لا يمكن مقارنته  مطلقا بقاسم الذي لم يمتلك لا حزبا ولا قائمة انتخابية وهو الذي كان يردد دوما "انني فوق الميول والاتجاهات"، قاسم الذي يشهد بنزاهته حتى اعداءه اللدودين لهو اعلى قامة من كل الساسة الطائفيين اليوم وليس هبل العراق الجديد وحده الذي فشل في ادارة "بلده" فشلا ذريعا لليوم.

 

واذا كان لقب الزعيم الاوحد اطلق على قاسم لانه اصبح صانعا للقرار كونه رئيس للوزراء ووزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، فان المالكي اضاف الى تلك المهام ترؤسه لوزارة الداخلية والامن الوطني واجهزة الاستخبارات ومحاولاته المستمرة للسيطرة على القضاء والبنك المركزي والعديد من المؤسسات المرتبطة بالبرلمان وغيرها ليهيء نفسه لدورة رئاسية ثالثة. ان انتخاب "هبل" العراق لدورة ثالثة سيكون خطرا جدا على الحياة السياسية مستقبلا لان البطانة التي اوجدها حزب الدعوة ودولة القانون حوله تحولت الى مافيات والتي ستتحكم ان لم تردعها قوانين الشفافية والمحاسبة الى حكومات داخل الحكومة، عندها فقط ستشعر القوى السياسية التي تسهل امر رئاسته للوزراء مرة ثالثة بفداحة خطأها ولكن بعد فوات الاوان.

 

نهاية اود القول وطبقا للاحداث التاريخية التي سادت زمن قاسم ومقارنتها بزمن "هبل" من قبل البعض لاتخاذها مطية بالدفاع عن المالكي، ستكون مقارنة غير ناضجة فكريا ولكنها ناضجة جدا اذا ما ارتبطت بالدولار.

 

من يريد ان يكفر فليقارن الشهيد عبد الكريم قاسم بهبل "المالكي".

 

للتعرف اكثر على الفرق بين العهدين يرجى مراجعة مقال لمصلحة من هذا الهجوم على الحزب الشيوعي؟ وهو على حلقتين.

 


 


 

زكي رضا

الدنمارك

24/9/2013

 

 

     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

مجزرة بشت اشان، عن لسان شاهد حي !


                 

 


                    
 

                                        (مصطفى حسن كه وره – اذار 1983)

 

من اعداد ـ شه مال عادل سليم

ترجمة ـ شيرزاد شير

 

ليس من السهل تصديق كل ما يروى عن احداث ووقائع وروايات، ولكن حينما يرويها شخص عايشها او شَهِدها بأم عينيه، لا تقوى على عدم تصديقه، فيمكنك بأمانة تدوين كلامه للتأريخ!

نعم، فنحن والى يومنا هذا لم نسمع شيئا عن "كارثة بشت أشان الاجرامية" سوى ما يرويه قادة وانصار الحزب الشيوعي العراقي، وجرى في مناسبات عديدة تسلیط الضوء عليها وعلى تفاصيلها كثيرا وتقييمها بهذا الشكل او هذاك..!
بكلمة اخرى، جرى تغطية تلك الأحداث المأساوية من جانب واحد فقط وهو المعتدی علیە، وفي اطار حلقة محدودة ومغلقة، اي بين الانصار الشيوعيين وقادة الحزب واهل وذوي الضحايا وحدهم...
!

ولكن هذه المرة، وفي سابقة غير مألوفة ومختلفة كليا عما معروف، يستجيب "البيشمركة السابق للأتحاد الوطني الکوردستاني، الأخ مصطفى حسن كه وره" مشكورا لدعوتنا له، وبكل نبل وصدق لإعطائنا صورة حية من مشاهداته لما جرى في  مجزرة بشت أشان، حینما هاجمت قوات تابعة للأتحاد الوطني الکوردستاني وبشکل مباغت في ١ آیار ١٩٨٣ مقرات تابعة للحزب الشيوعي العراقي في قری بشت أشان وقرناقۆ الجبلیة مرتکبة جرائم حرب بقتل الأسری وعلی الهویة العربیة. عسى ولعلّ ان يحذوا اخرون حذو جرأة الأخ مصطفى حسن كه وره، لكسر حاجز الصمت وكشف الحقائق وازالة الضباب عن تفاصيلها، لإسدال الستار على صفحاتها الدامية ووضع النقاط على الحروف، ولكي تندمل جراحها التي لازالت اثارها بادية على جسد الحزب الشيوعي ومسيرته النضالية...!

جدير بالذكر هنا ان الأخ "مصطفى حسن كه وره" هو كاتب وناشط في مجال "تعريف العالم بجريمة حلبجة والابادة الجماعية " الجينوسايد" والأنفال السيئة الصيت"، وان هذا اللقاء معه قد تم تسجيله علي شريط، محفوظ حاليا في ارشيف رابطة الآنصار الشيوعيين، كشهادة وملاحظات حية ومصارحة شجاعة، تنم عن شعور عال بالمسؤولية لشخص شارك فعليا في احداثها وفي حرب الاقتتال المنبوذة، كونه من بيشمركة القاطع الثالث للأتحاد الوطني الکوردستاني، منتهزا هذه الفرصة لكي يقدم اعتذاره الشديد لعوائل وذوي الشهداء..!

اجرى اللقاء/شمال عادل سليم

* شه مال عادل سليم:
اهلا ومرحبا بك اخ مصطفى حسن كه وره ...! لقد اشرت في احدى كتاباتك الى ان معركة "بشت آشان" يمكن اعتبارها من اكبر معارك الاقتتال الداخلي في فترة الكفاح المسلح، قياسا بعدد ضحاياها...! فهل بالامكان توضيح ذلك والحديث عن هذه الكارثة الدموية بإسهاب، لكونك احد المشاركين فيها وشاهد حي على جزء غير قليل من احداثها؟


- مصطفى حسن كه وره
: جزيل الشكر لكم على اتاحتي لهذه الفرصة، سأحاول ان اتحدث عن الكارثة بكل صراحة وامان، كشاهد لها ومشارك في احداثها، لأننا جميعا نعرف بأن "بشت آشان" هي حقبة تأريخية مريرة ويجب ان تدوّن بكل صدق، للتعرف عليها عن قرب، ولكي لا تتكرر هكذا مآسي ثانية..!
وهنا لابد من الاشارة الى انني سوف اعتمد في حديثي هذا على مذكراتي الشخصية كبيشمركة في تلك الفترة، تلك المذكرات التي تحتوي على مشاهداتي للوقائع عند حدوثها..!
لأعود الى صلب الموضوع واجيب على سوألكم!
 كان ذلك في ربيع عام 1983، وكنت حينئذ بيشمركه في القاطع الثالث لأوك في منطقة ورتي، وكان عمري 21 عاما... في 18 نيسان من نفس السنة، توجهنا "انا والأخ ابراهيم جلال والشهيد مصطفى سلطانه يي والأخ اسماعي ورتي" من مقر القاطع بإتجاه وادي خانقا..! وعند وصولنا الى هناك التقينا بعدد من المسؤولين والاصدقاء والمؤازرين، منهم امر الفرقة 12 في منطقة سوران، الشهيد حسن كويستاني، والأخ قادر خبات، امر الفرقة 74 في منطقة بالك..! وزرنا بعض الاماكن ومررنا ببعض المناطق، ومن ثم عدنا الى مقر الفصيل التنظيمي في جومان!  

وهنا، واقولها بكل صراحة، بأن هذه الزيارات واللقاءات والجدالات الحامية بين مسؤول فصيل التنظيم في جومان والأخ ابراهيم جلال قد خلقت لدي، انا البيشمركه الجديد والقليل الخبرة تساؤلات وملاحظات جدية كثيرة، حيث اصبحت شاهدا لأحاديث حامية وانتقادات تم توجيهها مباشرة للأخ ابراهيم جلال.. وللتأريخ اقول، لابد لي هنا ان اشير الى كلام مسؤول تنظيم جومان، الذي كان يتحدث بحرقة قلب ويقول – نحن اعضاء عصبة الكادحين تربينا في تنظيمات المدينة على مبادئ سامية واسس سليمة في النظام داخلي، تختلف كليا كالأرض والسماء عما نشاهده في الجبل، وكأننا في عالم اخر...!!
وكان النقاش يزداد توترا وشدة شيئا فشيئا ووجهات النظر تتباين والانتقادات تتضاعف، ولتجنب سماعنا نحن البيشمركة البسطاء لما يقال اتفق الطرفان على الانتقال الى غرفة اخرى لتكملة الحديث! وهكذا بقينا تلك الليلة هناك!
واود ان اضيف هنا بأنني ولأول مرة احسست بأن هناك تذمر لدى البعض ممن هم في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني او من المحسوبين عليهم، وهم يعلنون عن ذلك صراحة وينتقدون سياسة حزبهم بكل جرأة! 

وفي اليوم التالي زرنا بعض الاماكن الأخرى، وفي الطريق ونحن عائدين الى "ورتي" سألت الأخ ابراهيم جلال عن الهدف من زياراتنا هذه..؟ في الجواب ذكر لي الأخ ابراهيم جلال بكل صراحة – "في الأيام المقبلة ستكون هذه المنطقة مسرحا لمعارك شرسة، ولكن لا تقل لأحد...!!!؟" وهذا يؤكد بجلاء ان "قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني كانت قد خططت للحرب سلفا"!!

ان هذه المعلومة، بالاضافة الى انها كانت جديدة علي، تركت لدي تساؤلات عديدة، ولكني فضلت السكوت وعدم الاستفسار عن شيء....!

كانت اصوات طبول الحرب تقترب منا رويدا رويدا، فتقرر بتأريخ 26 نيسان ثانية ان نتوجه الى وادي خانقا..
وفي 28 نيسان وصلنا نبأ استيلاء بيشمركة جود والحزب الشيوعي العراقي على مقر القاطع "الرابع" في منطقة باليسان، ما لم نكن حقا نتوقعه، فخلق لدينا حالة من القلق والامتعاض..! وحسب معلوماتي، لحين الاستيلاء على مقر القاطع الرابع في باليسان لم يكن اوك قد قرر بعد القتال ضد بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي!
ولتأكيد هذه الحقيقة، كان بإمكان بيشمركة الحزب الشيوعي وحدهم التحرك بسهولة وحرية في مناطق سيطرة اوك ووادي خانقا والمناطق الأخرى، بعكس مسلحي الأطراف الأخرى، الذين كان يجري تجريدهم من السلاح فورا..!

بتأريخ 27 نيسان توقف جهاز الارسال اللاسلكي التابع للقاطع الثالث، وكما ذكرنا تم الاستيلاء في اليوم التالي على مقر القاطع الرابع، مما تسبب في انقطاع الاتصال بين هذين القاطعين ومقر قيادة اوك..!
وحينئذ علمنا بأن قوة كبيرة قد تحركت من مقر القيادة بإتجاه "جبل قنديل ووادي قلاتوكان ورزكه واشقولكه" لضرب قوات "حشع وباسوك وسوشياليست"..
وعندئذ طلب الأخ "ابراهيم جلال" من شقيقي الشهيد "محمد حسن كه وره" التوجه سريعا الى مقر القيادة لجلب جهاز لاسلكي اخر، لمعاودة الاتصالات مع القواطع الأخرى..!
ولتنفيذ هذه المهمة سلكنا "انا واخى الشهيد محمد وابن عمي الشهيد حسن" طريق "وادي بلينكان"، وبسبب المرض اضطررت انا ان ابقى في "قرية دولي"، اما اخي وابن عمي فقد واصلوا المسير عبر "دربند رانية ودشت بوسكين وبه سته ستين" للوصول الى مقر القيادة والالتقاء بملازم عمر لذلك الغرض..! يجدر الاشارة هنا الى ان القوة التي كانت قد تحركت بإتجاه " بشت آشان"، تعرضت في طريقها الى قصف مدفعي من جانب قطعات جيش البعث في منطقة قلاتوكان، مما ادى الى استشهاد عدد من البيشمركة وتدمير جهاز الارسال الذي كان معهم..! ولذا، قررت القيادة بدلا عن تزويد القاطع الثالث بالجهاز، ارساله بيد اخي الشهيد محمد الى الأخ نوشيروان مصطفى، الذي كان يقود القوة..

يجدر الذكر هنا بأن اخي الشهيد "محمد" كان حينئذ امرا لفصيل وكان نشطا وذكيا في الكثير من المجالات ولكنه كان معاديا لإقتتال الاخوة، وقد سبق ان  قال ل "ملازم عمر" بأنه سينفذ الأمر ولكنه سوف لن يشارك بأي شكل من الأشكال في القتال، مشيرا الى انه، لم يلتحق بالحركة لكي يقتل البيشمركة..!!
واود ان اذكر هنا بأن احدى افضل صفات اخي الشهيد كانت بالذات معاداته للإقتتال الداخلي، وكان يكرر بإستمرار انه سوف لن يقاتل البيشمركة، وانه قد التحق لمقاتلة الجحوش والبعثيين...!
وعودة لحديثنا اقول، هذا وان اذاعة صوت الشعب الكوردستاني (التابعة
للاتحاد الوطني الكوردستاني) كانت قد اذاعت برقية، واعادتها لعدة مرات قائلة – (على كل البيشمركة المرافقين للرفيق "محمد حسن كه وره" العودة الى مقرهم)، وانا مع سماعي للنداء التحقت سريعا بمقر القاطع في قرية "ورتي"...! مع وصولي الى هناك لاحظت ان المقر مهجور ولم اجد اثرا هناك، وسألت احدا عن السبب!؟
فعرفت بأن المقر ولغرض قيادة العمليات قد تم نقله الى "وادي خانقا"، ونحن بدورنا توجهنا في الصباح الى هناك!

كانت المعارك تشتد من يوم لأخر و تستعرّ اكثر فأكثر وباتت اكثر دموية... فقد هجمت قوات القيادة بإدارة الأخ "نوشيروان مصطفى" من جانب وفرق القاطع الثالث من جانب اخر على بشت أشان...! فالقوة القادمة من القيادة وبقيادة "كاك نوشيروان" من طرف، وفرق القاطع الثالث من الطرف الاخر كانت قد هَجُمت على بشت أشان... وهنا لا بد لي وللتأريخ ان اقول، بأن فرق القاطع الثالث لم تواجه قتالا شديدا، وان معظم الأسرى كانوا قد وقعوا في قبضتهم، بعكس قوة القيادة التي كانت تضم بيشمركة كرميان وبشدر وكويسنجق، الذين كانوا حاقدين فعلا وجاءوا للثأر والانتقام!!!
وفي 4 آيار وصلنا خبر وقوع قوة تابعة لنا في منطقة "زينوي سران" الواقعة بين جبلي هندرين وكاروخ في طوق لقوات "الحزب الشيوعي وزحمتكيشان"، وللوصول الى هذه القوة توجهنا (انا وسيد احمد وشورش كويي) وعدد اخر من بيشمركة القاطع الثالث بإتجاه قرية "
درگەڵە" الواقعة خلف "زينوي سران"... وعند صعودنا السفح الى هناك تعرّضنا مرات عديدة الى رشقات نارية، مما اجبرنا على التراجع والعودة الى الوراء..!

 وبعد ذلك، وصلتنا من القاطع قوة يقودها "الأخ فؤاد جلبي"لنفس الغرض وتم تزويدنا بقطعة قماش بيضاء لربطها على الكتف بغية التمييز عن القوات الأخرى، وبعد اجراء الاتصال بقواتنا تمكنّنا من تحديد مكانهم في منطقة "زينوي سران"!

فبعد قتال ومقاومة شديدة وصلنا ولحسن الحظ سالمين الى قواتنا، الذين واصلوا القتال منذ الصباح ورفضوا الاستسلام رغم نفاذ الطعام والعتاد..! ولذا تقرر ان نعود انا و أحد البيشمركة الى قرية درگەڵە لجلب المؤونة والماء والعتاد، والتهيوء للقتال فيما بعد..!

وبعد ليلة قاسية ومريرة وصلنا في الصباح الى قرية درگەڵە واستقلينا سيارة نحو القاطع، وهناك التقينا ب "سيد مجيد"، فأبلغته بتحيات وطلب الأخ فؤاد للسلاح والعتاد والمؤونة...! وفي عضون ساعة واحدة تم تهيئة ما هو مطلوب وسُلِّم الينا...!
وبسبب التعب والارهاق قررت ان لا اعود الى هناك، فكلِّف بيشمركة اخر لإيصال المؤونة والعتاد الى زينوي سران! وبعد راحة قصيرة عدت الى قرية درگەڵە وبقيت هناك في الانتظار! وفي تلك الحين كانت تردنا بإستمرار انباء القتال والاستيلاء على مقر قيادة الحزب الشيوعي واماكن اخرى...!

وعلمنا بتأريخ 06 أيار بنبأ أسر "احمد باني خيلاني"، ومن ثم اسر "قادر رشيد"... وقُبيل ذلك كان قد وصلنا نبأ اسر "كريم احمد"..!!!
خلال هذه الأثناء كانت وحدات قواتنا تعود الى مقر القاطع شيئا فشيئا، وبصحبة اعداد من الأسرى... وفي فترة وجيزة تجمّع في هذه المنطقة اكثر من الفي بيشمركة، وعدد الأسرى كان يتزايد بإضطراد..!

وبعد يوم من من هذا التوتر والزحام طُلب مني ان اتوجه الى "فصيل التنظيم" لجلب الأسرى، وعند وصولي الى هناك التقيت "اربع فتيات شيوعيات"، احداهن كانت ترتدي معطف وسروال خاكي وصدرها مدمي، فترك ذلك اثرا قويا لديّ...! اردت ان اسألهن، ولكن جوبهت بحِقد وحدّية  ونظرات تنم عن الكراهية لم تترك لي اي مجال للسؤال..!!! وعندما قُدّم لهن الشاي، رفضن الشرب تماما!
اقتربت منهن وقلت: جئت لكي ارافقكن، فقلن نعلم! وشعرت حينئذ بخجل لا يوصف، فأخفيت وجهي وهذا المنظر المؤلم جدا بدأ يتراقص امامي، وتوجهت احداهن لي بمايلي:

ان ما تراه من دم على صدرها هو لخطيبها الشهيد وهي سبق ان فقدت كل اهلها اخيرا...!!!

وهكذا تم تجميع الأسرى وقد بلغ عددهم اكثر من 40 اسيرا وبدأنا السير نحو قرية ورتي... وفي الطريق حاولت كثيرا ان اتحدث اليهم، ولكن من دون جدوى، بل انهم كانوا يشتمون بإستمرار...
فقلت لأحد البيشمركة السوشياليست: صحيح إنّي من بيشمركة اوك ولكني مستاء جدا مما جرى من قتال، ولكن ما باليد حيلة ولا يمكنني ان اعمل شيئا..! فأجابني،( ان ما فعلتموه لم يفعله البعث بنا ) ..!!!

وفي الصباح عدت ثانية الى خانقاه، وبعد يوم او يومين وصلنا عدد من اسرى قيادة الحزب الشيوعي، ومن ضمنهم (قادر رشيد واحمد باني خيلان وكريم احمد)... ولكن تمت معاملتهم معاملة خاصة، كتقديم الأكل الخاص وقناني البيبسي لهم! وبصراحة اقول بإني قد تأثرت كثيرا  والّمني ذلك حقا..! فقلت لذاتي: لماذا هكذا..؟؟ خدمة خاصة لأسرى القيادة، ولا شيء للبيشمركة البسطاء ..!؟

وفي 7 ايار تجمّعت كل القوات المشتركة في القاطع، فزار الأخ نوشيروان اعضاء قيادة الحزب الشيوعي الأسرى، الذين وضعوا في غرفة حجز خاصة في القاطع، وبعد لقاء طويل معهم تم الإفراج عنهم، وبعد فترة اخرى اطلق سراح كافة الأسرى....!!

*شه مال عادل سليم: هل تعتقد بأن حيادية الحزب الشيوعي وعدم المشاركة في الهجوم الثلاثي لجبهة "جود" على مقر القاطع الرابع لاوك في باليسان بتأريخ 1983.04.28 كانت ستمنع ما جرى في بشت أشان..؟؟؟

مصطفى حسن كه وره: اعتقد بأن ذلك كان سيخفف من حدة التوتر وسفك الدماء بهذا الشكل، ولكن اشتراك الحزب الشيوعي في هجوم "جود" على مقر القاطع الرابع، كان كصب الزيت على النار، مما ضاعف الحقد عليه و تأثرنا به كثيرا..!!! لأنه وكما ذكرت قبل قليل، فإن اوك لم يكن قد اتخذ بعد قرارا بالقتال ضد الحزب الشيوعي، الاّ بعد الاستيلاء على مقر القاطع الرابع في باليسان..! وللتأكيد على ذلك اقول، كان يسمح فقط للبيشمركة الشيوعيين الذهاب الى وادي خانقاه والتجول في كل المناطق الأخرى، بعكس الأطراف الأخرى الذين كان يجري تجريدهم من السلاح فورا، وكما تطرقت الى ذلك سابقا..!

*شه مال عادل سليم: من اين لك هذه الصورة شخصية لهذا النصير الشيوعي واين وقعت بين يديك؟

مصطفى حسن كه وره: نعم وكما يعلم الجميع فإن عدد الضحايا كان كبيرا بحيث ان "حليجة" او حقيبة ظهر من الصور والهويات الشخصية والجوازات والوثائق المختلفة، التي بلغت 173 وثيقة، بقيت لدي لعدة ايام، وبعد تسجيلها في قائمة خاصة سلّمتها الى مقر القاطع...
وبعد توقف القتال في بشت اشان، حصل بيشمركة كرميان وكويه، الذين اشتركوا في القتال ثأرا وانتقاما لمقتل كل من "شمال وسرباز" في سهل كويه ومشاركة الشيوعيين في الهجوم الثلاثي لقوات جبهة جود على مقر القاطع الرابع لأوك، حصلوا على الكثير من الوثائق والصور والهويات والأوراق، وكانوا يتداولونها فيما بينهم عند مجيئهم الى القاطع...
وعند اطلاعي عليها، كنت اجمع الصور والمذكرات واحتفظ بها عندي.. وحينئذ وقعت الصورة التي تتحدث عنها بين يدي، وقد كتبت قبل مدة مقالا عنها مرفقا بصورتي الشخصية ... وقد كتب عليها ( بغداد / الزوراء / یوم الخطوبە والتأريخ)...
ولازلت احتفظ بهذه الصورة ولكن وللأسف الشديد فأن معظم الصور والمذكرات الأخرى فقدتها خلال السنين التي تلت تلك الأحداث...
وبكل صدق اقول، ان هذه الصورة قد هزتني بشدة وتأثرت بها كثيرا، سيما وانها كانت لشاب وسيم يمسك يد خطيبته كلوحة جميلة،
هذا الشاب الذي فرّ من بغداد تاركا خطيبته ليقتل في بشت اشان وبيد الكورد؟؟؟ لقد قدم الى كوردستان ليحتمي بهذه الجبال كملجأ آمن له ويشارك في الكفاح ضد الفاشية، فكيف لي ان اقتله؟؟؟

اجل، لقد مسّت هذه الصورة مشاعري بقوة واصابت ضميري في العمق واحزنتني كثيرا، بالاضافة الى تدهور وضعي النفسي، مما خلق لدي تساؤلات كبيرة، وكنت بين الحين والأخر احدِّث نفسي واقول – لماذا نتقاتل نحن؟ وكيف لي ان اقتل شخصا هنا، فرّ من بغداد ونجا بجلده من بطش البعث؟

شه مال عادل سلیم: هل تولد هذا التساؤل عندك فقط، أم عند غیرك ایضا؟
مصطفی حسن گەورە:
کان قسم من البيشمەركە یشارکني آرائي، لاسیما اولئك من بيشمەركە القاطع (٣)، لکن التعبیر عن الاستیاء هذا لم یکن بشکل علني. قسم آخر کانوا، بخلاف هؤلاء، یأتون الي لیقولوا: (لماذا انت "مخبوص" هکذا، الم نأتي الی هنا لقتل العرب)؟!!!
وفي جوابي کنت اقول: (نعم انا اتیت لقتال البعثیین، ولکني لست ضد العرب)....!!

*شه مال عادل سلیم: بعد انتهاء المعارك ماذا فعلت وماذا قررت؟

مصطفی حسن گەورە: کما قلت، معارك (پشتئاشان) بشکل عام وبشکل خاص صورة تلك (الفتاة البيشمركة العربیة)، التي کانت قد اختلطت بدماء خطیبها، تلك الصورة الماثلة امام عیني حتی الیوم، هي التي جعلتني ان العن القتال واترك حیاة البيشمركة والقي السلاح وان اسلم نفسي....!!!

قلتها بصراحة واکررها هنا، القتال الداخلي کان بمثابة الآلیة لتفکیك اواصر المجتمع الکردي. کان متاجرة بدماءنا وبمقدساتنا، وکان الخیانة بکل معاني الکلمة.     

*شه مال عادل سلیم: لماذا یجري تسمیة نوشیروان مصطفی کمتهم رئیسي في معارك (پشتئاشان)، في حین ان قرار الاعتداء علی الشیوعیین قد صدر عن کل قیادة الاتحاد الوطني ومن ضمنهم جلال الطالباني؟  

مصطفی حسن گەورە: ارید ان اؤکد بأن الأخ نوشیروان مصطفی لیس بالمجرم الاول في تلك المعارك. صحیح هو من قاد قوات الاتحاد الوطني فعلیا ومیدانیا وبشکل مباشر في تلك المعارك، لکن في الحقیقة قرار شن هذە المعارك الدامیة کان قرارا سیاسیا للاتحاد الوطني الکوردستاني. الکل من جلال الطالباني وصولا الی البيشمركة العاديون المشارکون في تلك المعارك الغیر مرغوب بها، ومنهم انا، یتحملون مسؤلیة تلك الجریمة ...!!

*شه مال عادل سلیم: في احدی کتاباتك تطلب الصفح من عوائل شهداء (پشتئاشان)، لماذا؟

 مصطفی حسن گەورە: نعم انا اعتذرت وما زلت افعل ذلك، لانني ایضا کأحد البيشمركة ساهمت في تلك الکارثة. آنذاك کنت في الـ (٢١) من عمري، ولم تکن لي ایة تجربة سیاسیة، رغم انني کنت شعوریا ضد هذە المعرکة، وخاصة لانها کانت ضد الحزب الشیوعي العراقي ...!!

نعم انا ایضا، کغیري من البيشمركة العاديون، لم تکن لدینا ایة سلطة. قیادات الاحزاب المتقاتلة قرروا شن هذە المعارك المقرفة. هؤلاء هم تجار الحرب الحقیقیون ونحن الضحایا.    

لذا یجب محاکمة الجمیع بدون استثناء. نحن کادوات الشطرنج نفذنا القرارات. لم اکن ادري آنذاك، لکنني الآن وبعد کل تلك السنوات اطلب العفو من ذوي ضحایا هذە المعارك الغیر مرغوب فیها ...!!. تلك المعارك المقرفة التي قتل فیها ابناء عمومة واصدقاء وحتی اخوة، في الخنادق المختلفة للاحزاب المتقاتلة، بعضهم بعضا....!! لماذا ولخدمة من؟!

*شه مال عادل سلیم: تلك الصورة التي عندك للفتاة الشیوعیة وخطیبها الذي استشهد في مذبحة (پشتئاشان)، والتي مازلت محافظا علیها في ارشیفك. لو طلبوا منك ذلك، فهل انت مستعد لتسلیمها لجمعیة الانصار (البيشمركة )  القدامی للحزب الشیوعي؟

 مصطفی حسن گەورە: نعم، بالتأکید... انها ملکهم وساعیدها الیهم ...!!

انتهى

 

ملحق اللقاء:

١ – اسماء لکوکبة من شهداء مجزرة پشتئاشان: (عميدة عذیبي حالوب , علي حسين بدر ,رسول صوفي منكَوري , عبدلله حسن دركلي , قادر حسن دركلي , عبدالمحسن احمد , كاظم طوفان , محمد فؤاد عبدالهادي , مجيد رسن , ملازم وهاب عبدالرزاق , حامد الخطيب , دكتور بهالدين طارق , صلاح حميد , توفيق رشاد, سمير مهدي شلا , علي عبدالكريم النعيمي , يحيى موسى مرتضى و خضركاكيل و ,نصير محمد صباغ , نياز رسول ,دكتور غسان عاكف الوسي , نزار ناجي يوسف , زهير عمران موسى , سعد علوان هادي , حسين حميد ,سائر عبد الرزاق أحمد , حسين حمد , ناصر عواد , سمير يوسف كامل , حسن احمد فتاح , صباح مشرف ,سيد خلو يزيدي, وعد عبدالمجيد يوسف , طارق عودة مزعل , عبدالوهاب عبدالرحمن سالم , انورالحاج محمد , هاشم كاظم , هيوا مغديد عمر , ازاد عزيز صالح , رعد يوسف , ابراهيم عبدلله شمس , ازاد اغوك نادر , احمد بكر ابراهيم , خالد كريم علي , محمدأمين عبدالله , علي مردان , محمد نبي , باسم الساعدي , ستار مصطفى اسماعيل , ناصر احمد كانبي , مؤيد عبدالكريم , مازن موسى كمال الدين , عطوان حسين عطا , محمد صالح الساعدي , عبدالاميرعباس علي , عيسى عبدالجبار , نعيم شيخ فاضل , جبو سلام , محمد عودة عامر , عبد علي جبر ) .

٢ –صورة للبيشمەركه الشهید الشیوعی التي تمکث لـ ( ٣٠ )عاما في الأرشیف الشخصي لـ (مصطفی حسن گەورە) ووقعت بأیدي مقاتلي الاتحاد الوطني الکوردستاني خلال مجزرة پشتئاشان مع جملة من وثائق وهویات شخصیة ووثائق سفر وصور .....!!



 

 

 

راغب علامة يستنكر والمالكي ايضا يستنكر!!!


 
لايختلف صباح بغداد اليوم عن صباحات كثيرة غيرها كان قاسمها المشترك انفجارات عدة تضرب مختلف مناطقها مخلفة العشرات ان لم يكن المئات من الضحايا، ودمارا يضاف الى دمار مدينة تعودت على الموت والخراب لتتوقف فيها الحياة نتيجة نجاح الارهاب وفشل المتصدين له، من الذين لايملكون الا كلمة "نستنكر" "ونحمل قوى الارهاب والبعثيين"، ليبدأوا مباشرة بقطع الشوارع والطرقات محمّلين المواطنين اعباءا اضافية على اعبائهم. ومن ثم تبدأ تصريحات "المسؤولين" حول بدأ عمليات نوعية ضد اوكار ارهابية افتراضية كونها تفتقر الى الجهد الاستخباري الذي يساعد في تحديد معرفة الجناة، والتي تؤدي الى حملة اعتقالات تطال في جزء لابأس منها العديد من المواطنين الابرياء لتساهم في تحويل عوائلهم الى متعاطفين مع الارهاب للاسف الشديد ومن حاضنيه، ولنكتشف بعد ايام او اسابيع على الاكثر ان تلك العمليات لم تكن الا للاستهلاك المحلي بعد ان يقدم الارهابيين على جرائم جديدة .

 

الا ان ما يميز انفجارات صباح اليوم الاثنين 30/9/2013 هو ان الاستنكار جاء هذه المرة قبل الحكومة على ما يبدوا، فالمطرب راغب علامة الذي زار اقليم كردستان مؤخرا في جولة فنية، استنكر على صفحته في الفيس بوك انفجارات بغداد واربيل مقدما تعازيه للشعب العراقي ليضيف "والله ينصركم على الارهاب والاجرام".

 

ان التفاتة الفنان راغب علامة هذه وتعاطفه مع ابناء العراق على الرغم من انه لم يولد على ارضه ولم تكن له زيارات سابقة لبلدنا لهي جديرة بالاحترام والتقدير، على الرغم من ان الله لن ينصرنا ايها الفنان راغب على الارهاب والاجرام اذا لم ننصر نحن انفسنا عليه، فقد جاء في الذكر الحكيم " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم". ونحن على ما يبدوا قد قطعنا على انفسنا عهدا بعدم العمل بهذه الاية الكريمة وترك الامر للسفهاء منّا في ادارة شؤون البلاد والعباد ليعم الخراب ما تبقى من ارض الرافدين.

 

ومع جلّ احترامي للفنان راغب علامة الا انني ساكون ولعظمة مصاب شعبنا مجبرا للمقارنة بين موقفه وموقف سياسي يقال انه رئيس وزراء بلدي  ومن مهامّه حفظ امنه واستقلاله لاخاطبه قائلا، وبحچايات اهلنه الطيبين:

 

"عيني ابو اسراء يابه صدك جذب اشو تره الارهاب دامرنا دمار وانت بس تستنكر وتتوعد حالك حال ابوحسنين "وكيل وزارة الداخلية" وگاظيهه مؤتمرات عشاير ونقابات معلمين، مرة ماتنتطيها ومرّة اترد ردود على شعار البعث بالروح بالدم نفديك يانوري، زين ما تشوف اللي گبلك اشجراله او وين صار مچانه، او لو هيه بس بالاستنكار حجي چا شنهي فرقك عن راغب علامة مو انت ابن البلد الله يچرم"

 

والصدگ چذاب!!

واصبرلك بعد عشره وعليهن زود

عودك .. عود يابس

أبد ما بيه فود.    " ابيات من قصيدة خضر الياس لعريان السيد خلف"

 

زكي رضا

الدنمارك

30/9/2013

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

السيره الذاتيه لمواطن عراقي مكرود وعاش طول عمره يمشي بصف الحايط .....

¤ وصل عبر الايميل


إنقلاب، ثورة ، سحل،عدنان القيسي، أبو طبر، تصفيات ، حوادث، مخابرات ،أمن، لتحجي عالنائب، يا سيف يا رايه يا فكر وعقيده، سفروهم تبعية، انذبوا جوة، إنكطع الخيار بالسوك، إعدام، بالروح بالدم،سره على اورزدي ، ازمه بيض ازمه طماطه، الأجهزة الدقيقة جابت حاسبات
...


حرب إيران، غاره، مسيرة ،نوط شجاعة، خائن، ديوزعون لحم، وين وكع الصاروخ ؟، أسرى، معوقين، دا أكله الفاو راحت، شهداء ، طابور خامس ،افرار، ملفوف بعلم، ميتسوبيشي 82 مال نواب ضباط كاعدين بيهه إثنين يقرون جرايد الظهر بتموز ، العياده معزله الطبيب أخذوا جيش شعبي، زوجي وفردي، دينطون طبقتين بيض لكل واحد، تقشف، المؤتمر القطري السابع، ماليبو مال شهيد، عدي،قصي ، لؤي، دفتر خدمه، ارهاصات، سياره مماشية مال طبيبه ساكنه بشقه فوك العياده مالتهه، ثقافة قومية، الفايدة، سنجار، عين زالة، كوبونات، خلصت الحرب .. انتصرنه ؟...


 


لك إفتح الراديو طبينه بالكويت... ببسي قواطي، كيت كات، بس لا يضربونه نووي... حصار إقتصادي واحتصار نفسي ، حرب الكويت... انتو وين بالنجف ؟ احنا بالسليمانية...خالو بالفلوجة لا يظل بالكم ، ماكو كهرباء ، عشر درجات صديق, جواز باربعميه حضر البدل لو تخدم


احموا ألمي، يكلون بغداد إنهجمت، أكيد حيطيروه، مذكرة تفاهم، عدموا تجار ، حملة ايمانية ، أبو سياف، فدائيين، يدز لاهله ميت دولار بالشهر وامورهم زينة الحمدلله، ابيش اليوم ؟ الدولار إبالفين وخمسمية، فريق التفتيش......


 


هو خريج علوم بس يشتغل سايق بل... UNأسلحة الدمار الشامل ، ترى الأمريكان جايين جديات هالمره ... لا بابه خو جان سووهه بحرب الكويت ، ألفين وتلاثه...، أمريكا ..قاتلوهم...الزيتوني بالشوارع...


 


لاسنه ولا شيعه هذا الوطن حنبيعه... يمكن يرجعون الملكية... بابا أمريكا ما احتلت بلد إلا وتطور،.. مجلس حكم و12 رئيس جمهورية خلال سنه .. انتخابات الشمعه لو 555 ... حواسم ... ، ملشيات , مفخخة، حرب أهلية لو أهل حربية ، طكت ومن التمت العالم طكت اللخ،...


 


حرب الدريلات .. شسمك ؟ أني علي بس يدلعوني عموري... تكنوقراط، إنتخابات، الوحدة الوطنية، إستحقاقات انتخابيه، عنق الزجاجه ..خمط مرعب ، طكوك،مولده , احترك ابو ال..... إنعدام كلي للخدمات ،إنحدار مخيف بالذوق العام ...


 


اشو إتحوسمنه ديمقراطياً وانعلسنه دستورياً وانخطفنه أخلاقياً... اشتعلت الوطنيه ؟! ... انطفت الوطنيه للابد... وأهم فقره بالموضوع كله أنه الوطنيه أنطفت وبس لا للأبد...

 

 

هلهوله للدعوة الصامد


على ضوء ما يجري في العراق اليوم من تمركز للسلطات عند فرد واحد وتفرده بالكثير من القرارات الهامة والمصيرية مستغلا مراكزه السياسية العديدة التي ورث بعضا منها نتيجة عدم تشكيل الحكومة لليوم "مع صمت غريب لمناوئيه"!! وبعضا منها من خلال "حق" منحه له دستور تشكلت لتعديل العديد من بنوده لجان حتى قبل ان يجف حبره دون جدوى لليوم، هل هناك امكانية فعلية لظهور طاغية جديد في العراق الذي يراد له أن يكون "ديموقراطيا" ومن سيصنع هذا الطاغية؟

بداية علينا الاعتراف بأن الديموقراطية بركائزها الثلاث أي فصل السلطات والرقابة الجماهيرية أو الشعبية على الدولة و خضوع الدولة ومؤسساتها للقوانين التي تسنها ويشرعها برلمانها ليست بالمهمة السهلة حتى في البلدان الاوربية التي اصبحت نموذجا للانظمة الديموقراطية اليوم ، والتي لم تصل الى ما هي عليه اليوم الا بعد انهيار المنظومات الشمولية كالنازية والفاشية أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحديدا. وهذا يدفعنا الى ان معرفة ماهية النظام الديموقراطي بحاجة الى معرفة وفضح المرتكزات التي قامت عليها الدكتاتورية وهي السلطة والمال "القوة" والتي من خلال كشفها ومعرفتها نستطيع ان نخطو الخطوات الاولى في السير بدرب الديموقراطية الطويل والشائك، علما ان تغييب وليس غياب الوعي - لان تغييب وتوجيه الوعي باتجاه معين بدأ بداية الحرب الصدامية الخمينية لليوم - هو العامل الاساسي في صنع الطاغية والذي يحتاج الى عامل مهم جدا وهو الجهل الناتج بسبب ارتفاع مستوى الامية بين افراد الشعب. ولو تتبعنا الخط البياني للجهل والامية فاننا نستطيع الاشارة الى بداية استفحالهما بعد الحصار الامريكي على العراق وبدء ما يسمى بالحملة الايمانية للدكتاتور صدام حسين، والتي اعتبرها الاسلاميون - دون ان يعلنوا عن ذلك علنا وفرحوا له - بداية لعملية تجهيل المجتمع الذي كانوا يطمحون به ، وهذا يعني ان الطاغية صدام حسين قد قطع لهم اكثر من نصف الطريق كي يهيمنوا به على عقول الناس.

ان اهم مظاهر الاستبداد اليوم يعتمد على الايديولوجيا الدينية بابشع صورها اي الطائفي منها والتي ساهم فيها واستفاد منها ساسة طائفيون شيعة وسنة ، كون الجماهير الشيعية والسنية ومعها بقية جماهير شعبنا بغالبيتها العظمى لازالت تعاني الامرين من السياسات الرعناء لهؤلاء الساسة الذين لم يتركوا شيئا قابلا للسرقة دون ان يسرقوه. ولان المتحاصصين لازالوا يعتبرون الدستور العراقي غير ناضجا وكاملا ومحل خلاف لليوم وهو كذلك ، ولان القوانين يتم تفسيرها وفق نفس هذ الدستور الذي لم ينجح لليوم في ارساء دولة المؤسسات فأن امكانية صناعة دكتاتور من خلال كل هذه المعضلات واهمها تمركز المال عند مافيات القوى الدينية واقطاب سلطة المحاصصة يصبح امرا يسيرا.

ليس غريباً ان تفشل محاولة فرض الديموقراطية عنوة على مجتمع في بلد نسبة الامية والجهل والايمان بالغيبيات فيه فوق حدود المعقول كالعراق ، اضافة الى طبيعة السلطة التي تعمل دوما على تشديد الازمات وسيطرتها على ثروات البلد ومن خلالها على ارزاق الناس والتعامل معهم بعلاقات بدوية تشبه الى حد بعيد تلك التي كانت سائدة في المجتمعات القبلية العربية منذ قرون سحيقة ، والتي يوزع فيها رأس الدولة "القبيلة" المنح والهدايا والعطايا على رعيته دون الاحتكام الى مؤسسات دستورية وقوانين واعراف وبنفس الطريقة التي كان ينتهجها الطاغية صدام حسين ويسيرعليها المالكي اليوم باعتبارهما ابوين للشعب العراقي!!

أقول ان فرض مثل هذه الديموقراطية ستفشل بالضرورة خصوصا وانها فشلت لليوم في ترسيخ واحدة من اهم مباديء استمرارها بالحياة اي توفير الامن ، وهذا ما اشارت اليه صحيفة ستيتسمان جورنال الامريكية قائلة "ان حقن ديمقراطية على الطراز الغربي امر اثبت انه لا يحقق الأمن" والذي بعدم تحقيقه تتوقف كل مشاريع بناء الدولة ، والتي تساهم في صناعة اكثر من دكتاتور في مناطق نفوذها تلك التي تتحكم بمناطقها ذات الطبيعة الطائفية والقومية المتمايزة.

وكأمتداد لمسيرة طويلة من الاستبداد والهيمنة الشخصية والحزبية ومحاولة لتقليدها بعد وراثتها بغالبية موبقاتها ومنها الهتافات والهوسات من عهد البعث المجرم رغم مساوئها والنضال ضدها في فترة ما ، نرى المالكي اليوم وهو يوزع الهدايا والعطايا على من يريد ومتى ما يريد خصوصا عندما تقترب مواسم الانتخابات مستفيدا من مركزه على اعلى سلطة تنفيذية في البلد ، يسير على خطى الطاغية صدام حسين حيث نراه منتشيا بهوسات العشائر له ومديح الشعراء والكتاب المأجورين لتتجسد نرجسته التي ستقود العراق الى الهاوية ، بظهوره بمظهر الدكتاتور والراعي والاب بقاعة المسرح الوطني وهو يتقلد "بدرع الوفاء" من قبل نقابة المعلمين هاتفين له كما كانوا يهتفون للطاغية الذي سبقه "بالروح بالدم نفديك يا مالكي".

ان هتافات المعلمين "وغيرهم" الذين فشلوا لليوم في بناء نظام تعليمي وتربوي بعيدا عن الجهل والتخلف من الذين اساءوا كثيرا لتاريخ المعلم والتربوي العراقي وهم يبيعون الاسئلة الامتحانية ويساهمون بتزوير الشهادات الدراسية لأميي السلطة ، تسيء الى هذه المؤسسة العراقية الاصيلة التي تحمّلت وبفخر بناء اجيال عديدة ساهمت مساهمة فعالة في بناء وطنها الذي استباحه البعثيون والاسلاميون. وليس من الغريب ان تخرج علينا هذه النقابة او غيرها غدا ولتكريس دكتاتورية المالكي وحزبه هاتفين كما في عهد الطاعون البعثي بهتاف كان الدعاة كباقي معارضي الطغاة يشمئزون منه ليغيروا منه قليلا ليناغم العهد الدعوي الجديد هاتفين :

"هلهوله للدعوة الصامد، هلهل هلهل هلهل".



كل رجال عهد الاستبداد لا اخلاق لهم ولا حمية فيهم ولا يرجى منهم خير مطلقا .... "الكواكبي"

 
زكي رضا

الانترنت تعرف عنك اكثر مما تعرف عنك عشيقتك او رفيقة حياتك


برنامج الاخ الكبير وكوكل والفيس بوك يعرفون حتى الان كل شيء عنك  وقريبا تسجل ماكنة القهوة ايضا كم كوب من القهوة قد احتسيت.
بهذا العنوان والمانشيت اشارت جريدة ميترو اكسبريس الدنمركية بعددها اليوم الاربعاء 26-6-2013 الى ما تسجلة تلك البرامج  عن رحلاتك اليومية من خلالها  يوميا  في الانترنت.

كانت السمعة السيئة على المخابرات الالمانية الشرقية ستاسي انها فرضت مراقبتها على جميع سكان المانيا الشرقية  اثناء الحرب الباردة. اما اليوم فما قامت به ستاسي هو شيء لا يذكر " او نعمة بما عليه سكان العالم اليوم من مراقبه. هذا ماحذر  من تاثيراته  الخبراء في عالم الانترنت  ، والتي تتسع رقعتها اليوم.

انه شي جميل وخارق ان توجد قطعة الكترونية في ملابس الشخص تقوم على اساس اوامرها غسالة الملابس بغسل قطعة الملابس تلك، ولكن هذه القطعة الالكترونية تفتح المجال ايضا على تتبع حرجتك من المحيطين بك كما يقول ستيفن انكبيرك مالك شركة امنية لمعلومات الحاسوب "بريواي".

المثال الثاني هو ماكنة القهوة والتي يمكنها ان تحصي عدد الرمرات التي تقوم بها باعداد القهوة، برامج الانترنت هذه ستكون    عيون واذان للشركات و للحكومات التي ستعرف الكثير قريبان عما نفعله نحن  سوا كان هذا في حالة الاتصال بالانتر نت او لا

" of  or online" والتي ستسجل  وتخزن والى الابد. السؤال الوحيد هو، من سيملك الحق بالدخول على هذه المعلومات وما هي القواعد التي ستتحكم بهذا الامر" هذا ما كتبه احد خبراء المعلومات الاميركيين بروك سجينير في مداخلة على مدونة له.

" عندما تجمع هذه المعلومات الكثيرة  يبقى فقط السؤال عن الوقت  ، قبل وقوعها باليد الخطاء، هذا ما قاله فردرك كورت باك منسق  في احد شركة للشبكات الدنمركية والذي يقلق من سرقة الكثير من المعلومات الشخصية".

وكي يمكننا مواجهة هذه التحديات على الحكومات ان توجد منج  يمكن المستخدمين من معرفة   حجم المعلومات التي يجري تخزينها عنهم.

برامج الانترنت او اجزاء الانترنت او ما هو مرتبط بالانتر نت يتسع يوما بعد يوم من ناحية الاستعمال فهناك اجزاء في السيارات ووالهواتف   وبعض البرامج المتعلقة بالصحة والادوية  والكثير من البرامج  الاخرى التي تستخدم الانترنت  والتي يمكن من خلالها معرفة ما يقوم به الشخص خلال حياته اليومية.

مترجم