الأحد، 7 يوليو 2013

نداء الى جميع الوطنيين في البلدان العربية



تحية طيبة

لقد شكل الشعب المصرية  في ثورته انعطافة تاريخية مهمة في تاريخ شعوب المنطقة من خلال تلاحم قواه الوطنية والتقدمية مع جيش مصر الذي حمى الثورة وتطلعات الشعب  مرة اخرى في وجه التطرف والتغييب ومصادرة الحقوق  وسياسات تعويم وتعميم البشر التي تسود المنطقة اليوم، وقد شكلت هذه الثورة الخطوة الاولى والقوية في تعرية وكسر شوكة تلك التيارات  المتطرفة والتي تتلقى دعما غربيا  كبير ماليا ومعنويا .

اننا في هذه اللحظة التاريخية علينا جميعا تحمل مسؤولياتنا في دعم واسناد الثورة المصرية وشعب مصر والدفاع عن تطلعات شعوبنا وقواها الوطنية  في وجه سياسات تقسيم المنطقة ، في وجه المشروع الطائفي  وغيره من تلك المشاريع التي تطمح لها قوى الهيمنة ومطاياها في المنطقة.

انني اتوجه بهذه الدعوة للجميع من اجل تشكيل لجان وطنية شعبية تطوعية في كل بلد من اجل دعم تطلعات الشعوب في منطقتنا على اساس  بناء مستقبلها دون وصاية من احد  ودون تدخل من احد وعلى اساس المواطنة  و القانون  الذي يمنع العنف  ويجرمه  ويعاقب عليه ، دون اي تمييز على اساس ديني او قومي او عرقي  او اي وجهة اخرى ، غير وجه المواطنة  والحقوق  والواجبات التي  قدمت من اجلها البشرية الكثير والكثير من الضحايا .  

نعم من اجل دعم الحوار وتحريم العنف اي كان نوعه وايا كانت المبررات التي يقف خلفها من يدعو لهذه الاساليب البربرية.

للتواصل حول هذه المبادرة على الايميل التالي:


كريم الربيعي

الوهم الديمقراطي..


ليس هناك اشد نفاقا في هذا العالم من الحركات السياسية العربية ومنها بالذات المتاسلمة والاسلامية  في  صراخها حول الديمقراطية والشرعية.  هذه الجماعات لا يتعدى فهمها للديمقراطية الفوز او الخسارة في الانتخابات !! على الرغم لو قسم كل عضو من هذه الحركات او حزب على جميع الكتب المقدسة التي يؤمنون بها هم  بانهم لم يزور في الانتخابات ، بالتاكيد سيكون قسمهم مزور قبل التزوير بتلك الانتخابات  والامثلة كثيرة من معرة هنية مرورا  بالعراق  وصولا لمصر . ان الاحزاب العقائدية والتي تنظر للحياة من وجهة نظرها فقط ، لايمكنها الا ان تتبع تلك الاساليب الخبيثة وغيرها من اجل المزيد من الاصوات.

وبغض النظر عن هذا او ذاك فان هذه القوى تفتقد للوعي ان الدولة الديمقراطية تبنى على اساس مؤسسات ، وهذه المؤسسات يجب ان يحترمها من يفوز بهذه الانتخابات او تلك، وان اي هدم لتلك المؤسسات هو هدم للدولة  وبالتالي لا يبقى هناك معنى للديمقراطية، على اساس ان هذه المؤسسات للجميع وليس لهذه  الفئة او تلك. وبالاضافة للمؤسسات هناك القضية الاهم ايضا وهي الحريات والتي يجب ان تبقى مصانه بغض النظر عن الحزب الذي ياتي للسلطة... هذا ما لا تريد لا بل وترفض، الاحزاب السياسية والاسلامية بشكل خاص ، فهمه، لا بل انها تريد ان تتحول من الشرعية الى احكام السلطة تحت شعار "الشرفيه" من تشريف والبقاء للابد  هذا ما فعله واراده الاخوان في مصر  ولذلك فهم لم ولن يفهموا لماذا  اقالهم " صاحب السلطات – الشعب " من المهمة، وسيبقون يصرخون ..الشرعية.... وسيقفون بكل قوة  لا بل سيواصلون دورهم كمطية  للتخريب بكل انواعه.

ان الانتخابات تشكل الى جانب المؤسسات وصيانة وكفالة الحريات والحقوق  ارضية للديمقراطية ولا يمكن تجزئتها او الغاء جزء منها.

ان العجيب الغريب لدى العديد من المثقفين العرب والسياسيين كذلك، انهم حال ما يحصل حدث فقي بلداننا نراهم يهرعون للبحث في صفحات التاريخ الفرنسي او الايطالي او الاسباني او غيره لايجاد ما يشبهه او يقيمه ، هذا ليس خطاء ولكنه عجز  يتمثل بان هؤلاء لايمكنهم من قراءة الحالة  وبالتالي تقيميها. ان ما قدمه الشعب المصري خلال هذين العامين ليس فقط التاكيد على الثورة السلمية في خلع الانظمة، وانما روح التسامح ، الوحدة بالاضافة الى امر مهم قدمه للشعوب الا وهو ان هناك اقتراع سري مباشر  يمارس عبر صناديق الاقتراع وهناك انتخاب علني مباشر يمارسه الشعب كما مارسة في 30 يونيو، هذا ما يجب اضافته للعلوم السياسية ومفاهيمها وهذا ما يجب ان يعيه سياسييننا ومثقفييننا بشكل جيد اليوم.
كريم الربيعي

قصص الاطفال


حين يفكر المرء عن ماذا يكتب الكاتب والمختص بكتابات الاطفال ، على الرغم من قلة العاملين بهذا الاختصاص ، عن ماذا  ستدور احداث القصص لهؤلاء البراعم !! وهل حقا اطفالنا لازالوا براعم ويكركون كركرات الاطفال ، وليس ابطال لرواية البؤساء!؟!

هل سيحصل اطفالنا على قصص، او حتى قصة، او اوراق وقلم رصاص ليرسموا بها ، هل هم في الحضانات ام في براميل النفط  يلهون وبالنفط يسعرون، هل لديهم اماكن للعب وفيها العاب ، ام كسروا غصن شجرة ليمثلوا اللص والشرطي او العسكري والمحتل او الطائرة الحربية والمضاد الجوي، هل هناك حدائق يمرحون بها كما هي العصافير هنا امامي، وهل لازالت هناك عصافير تزقزق بعد كل هذا السواد والرصاص والانفجارات وصوت الحوامات والطائرات  ...

اطفال عشعشع في اذانهم صراخ الموت ونحيب الامهات والاخوات  او الجدادت  وغيرها من اصوات الحزن والمرارة  التي تمسح صوت الطفولة وحلمها...

اطفال نصفعهم رغم برائتهم  وبراءة الحاحهم من اجل معرفة شيء ما  بالاسئلة المتعددة التي تستفز " الكبار " ، الكبار ليس كبار عقل وانما اكملو نصف دينهم وبالتالي لابد من استمرار ذريتهم لهذا انجبوا  فهم كبار جسد فقط... الكبار  المتعبين  .. لا .. وربما الذين اصابهم جنون البقاء ... في ظل كل هذا الموت ... الهواء قاتل  سوات قاتل ... الرئيس قاتل .. الوزير قاتل .. المفخخات والارهاب قاتل... الحكومة  ... النوم على سطح المنزل ... ذو اللحية ... ذو الكوية ... ذو المدفع او السكين او الرشاش او الانسانية ... جميعهم شركاء بكلمة واحدة قتله قتله ...هل هو فساد الامية القانوني ، ام حكم البقر  الدولي  الذين  تاجروا  بنا بشتى اللغات واللهجات ...

سيكبرون بعد حين لتلاقي خدودهم يد المعلم ربما او الاسطة او الشرطي او المحقق او المؤذن او ذو الكوية واللحية  او شيخ المشخخة   ... لا اعرف ... حين ياتي الكف .. هل هو كف النوايا الحسنة ام كف الثواب والعقاب ، ام النهي عن المنكر، كف يصنع الرجال !!!! نعم  لا يصبحون رجالا  الا بالضرب  والاهانة على باب الدولة الموظفة!؟! من رجل الشرطة حتى  خاتم الاوراق  وعشاق حواري  العين  على الارض... من الذين يضربون  الاعمار، فماذا ستكتب ياعزيزي الكاتب ..

قصة عن من اكل قلب الجندي  ام عن ذباحي النساء او عن سبي النساء اللواتي اخذهن خليفة المسلمين في مشخخة  عرعره !! ترى هل سنكتب عن برقيات التهنئة من خادم الحرمين له، ام عن انين النساء وعذاب  الاسر والاغتصاب ... قصة عن راية لا الله الا الله التي خطفت طفلة من اجل صلب والدها لتموت بعد حين ، او من يلعبون كرة قدم برأس جندي او طفل مذبوح، او عن ذبح اصحاب الراية  للاطفال مهللين بصراخهم "الله اكبر"  عبارات تحملها اعلام الدول الرسمية ... نعم اعلام دولنا المعلقة على صواري الامم المتحدة   تحمل تلك العبارات تاكيدا لما يفعله  ابناء الامم ، اليس هذا ما نريد، ان يحترم الجميع تقاليد بعضهم البعض  من يقتل ذبحا  او اغتصابا او سبيا او تجارة بالاعضاء او بقنابل النابالم او القنابل الذرية او الكيمياوي او الفسفور الابيض .. نعم حكومات لكل منها تقليد وهي تحترم تقاليد بعظها البعض  وفقا للفصل السابع وميثاق العلم الازرق .. لم تكتفي تلك الامم بهذا بل فرخت لنا جمعيات مدنية تنشط لعلاج ذوي الامراض الدائمة،  لايريدون القول انهم يريدون اعضاء ذوي الامراض الدائمة !! كلا انهم يريدون علاجهم... نعم حين يموتون فهذا علاج ايضا .. ايقاف الالم .. نعم علاج..  يلهثون خلف الاخضر " الكلاء" والماء، اولئك معهم، الذين خلعوا "البردي"  ولبسوا الفضي وختموا الجبين بعد ان ازاحوا قلم الجيب الجانبي ...

هل ستكتب قصصا عن زهرة اكبر من حجمها مرات عديدة وحبة طماطا تزن كيلوا وعن اطفال يولدون برءاسين او بدون اطراف  في البصرة او الفلوجة او اربيل ... عن ماذا  تكتب ... ربما كيف تستخدم الزنجيل دون الم ، وكيف الوضوء بالدماء، ودعاء الخلاص او ازاحة منظر الجثث من الذاكره ... ثم تختم قصتك... وركضا نلطم  الصدر   نتعثر بالحفر  وعلب الماء الفارغة والكولا  واكياس النايلون  سيوفنا مشرعة من اجل  وجبة او كاس لبن يوزعه ذلك الذي سرق الان... الان ملايين من اموالي  واموالكم.....

كريم الربيعي

يافشلتنا


بشرى الهلالي
السبت، 6 تموز، 2013

كغيري من الملايين في مصر والبلدان العربية وربما العالم، ترقبت يوم الثلاثين من حزيران، توقعت ان تكون التظاهرات حاشدة وأن تستمر لفترة طويلة.. لكني أبدا لم أتوقع ان تضع نهاية لحكم الرئيس محمد مرسي في أقل من اسبوع. كنت أقضي كل ليلة مسمرة أمام شاشة التلفاز أتابع هذا السيل الجارف من الجماهير التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم وأتساءل عما يدفعهم.. هل هي شحة رغيف الخبز وأزمة الوقود اللتان حشد الاعلام كل جهوده بأقلامه وشاشاته لهما؟

ماذا لو كان لديهم مالدينا من أزمات نتعايش معها منذ عشر سنوات ومازالت تتفاقم؟ وأية أزمة أكبر من الموت المجاني؟ مالذي كان سيفعله المصريون لو تبعثرت اشلاء ابناءهم كل يوم بالمئات؟ ربما كانوا سيأكلون مرسي واخوانه أحياءا...

لكن الحقيقة هي ان الازمات ليست وحدها من أخرج المصريون الى الشوارع، بل هي حبهم لبلدهم الذي أنساهم الفرقة والخوف.. انها الوحدة الوطنية وليس التوافق او المصالحة او المحاصصة رغم ان هذه المصطلحات انتشرت في قاموسهم السياسي في الآونة الأخيرة.

شغلت الثورة المصرية وسائل الاعلام العربية والاجنبية.. بعضهم من أطلق عليها انقلابا عسكريا وهي ليست بانقلاب.. فأي انقلاب عسكري ذاك الذي يرفض فيه العسكر تسلم السلطة ويضعون خارطة طريق لتطبيق الديمقراطية وفق ارادة الشعب؟ وأي وعي ذاك الذي يدفع قائد عسكري لتحدي السلطة من اجل الشعب فلا يسيل لعابه أمام الكرسي ويقدم غيره على نفسه من أجل مصلحة البلد؟

لحظة انتصر المصريون وأعلنوا بيان اقالة مرسي، بكيت كالكثيرين غيري.. بكيت فرحا لان العالم مازال بخير وفيه شعب يمتلك كل هذا الوعي والقوة وحب الوطن.. ياالهي.. هنالك حياة على هذا الكوكب.. هنالك بشر.. أحدهم قام.. مسيح هذا الزمان؟ 

 أطرقت خجلا أمام مشهد أبناء مصر وغالبيتهم من الفقراء والمسحوقين وهم يتركون أعمالهم ويرتضون التضحية بحياتهم من أجل حياتهم ومستقبل أبناءهم.. وتساءلت بذهول ومازلت.. من نحن؟ لم لسنا مثلهم؟ أما زلنا نياما.. مخدرون.. متعبون.. خائفون.. من نحن وما نحن؟

يوم بدأت الاعتصامات في المناطق الغربية، نما بعض الأمل في ان الحياة ستدب في هذا الشعب وربما تعلو الصرخة في انحاء أخرى من البلد الجريح أبدا، لكنها ظلت محصورة في تلك المناطق لأنها تمحورت حول حقوق ابناء السنة ومطاليبهم التي شعر الجميع انها تخصهم فقط حتى وصل الأمر الى المطالبة باقليم سني. وبين فترة واخرى تعلو صرخات خجولة في ذي قار والديوانية.. تجمعات هنا وهناك حول ازمة الكهرباء وغيرها وأيضا تكون خاصة بشيعة تلك المحافظة، أما بغداد فقد مزقها الخوف من ارهاب المفخخات حتى صار ت الحركة فيها محفوفة بالمخاطر وحياة ابناءها مرتهنة بلعبة نرد... فعلى من يقع اليوم اختيار الموت، ومن سيكون التالي غدا.. صرنا نرتعب من صوت الباب او انفجار بالون ونتلفت حولنا ونحن نسير في الاسواق خشية ان نصبح طعاما لأحد المتشددين او التكفيريين او – كثيرة هي اسماؤهم- ومصر هي منشأهم.. مصر التي طوت اسطورة اثنان وثمانون عاما كان فيها الاخوان المسلمين شبحا يظهر بين الفينة والأخرى ويرتدي قناع النضال ضد الانظمة ليسقط في اول سنة حكم.

الاسلاميون او المتأسلمون ومن لف لفهم.. اورام تكبر باسم الله، لكن الله صرخ بهم في لحظة غضب، فمتى يصل صدى صوته الى أرضنا؟ وهل سيصل يوما؟

لاأرى ذلك.. لأننا لم نعد شعبا واحدا.. بل لم نعد شعبا أصلا، نحن شراذم من مسحوقين، ومنتفعين، موالين ومعارضين، يفرح بعضنا بوظيفة حرم منها، وآخر بسيارة وغيره بمنصب وذاك ببدلة خاكية، وآخر بجنسية اوربية.. فتشوا في تاريخنا المزيف.. تعفنت ادمغتنا لكثرة ماقرأنا عن ثورات ونضال شعبنا، وفي الحقيقة كانت كلها انقلابات من قبل فئة معينة لمصلحة معينة.

بعض مثقفينا الاشاوس يرفض المقارنة بيننا وبين شعب مصر، فعلا، لاتوجد أية أوجه مقارنة، فأي من هؤلاء المثقفين يمكنه ان يفعل مافعله ابراهيم يسري او باسم يوسف او لميس الحديدي؟ وأية قناة من قنواتنا التي تجاوزت الخمسين لاتعمل لمصحلة او موالاة أحدهم؟

لاأريد لوم عامة الشعب، فهو شعب أنهكته الحروب والقتل والخوف والدكتاتورية حتى دجن واكتفى بلقمة عيش وزيادة في الراتب. لكن ماذا عن العسكر والمثقفين والقضاة ورجال الدين والسياسيين؟

هؤلاء لايشبهون أبدا اولئك الذين وقعوا على خارطة الطريق بعد اقالة مرسي، فعساكرنا تحت امرة القائد العام، ومثقفينا ينظرون الى الشعب من ابراجهم العالية باستعلاء ويتحينون الفرص للهروب خارج هذا البلد – الذي يقتل الابداع- ورجال القضاء تقلقهم الاغتيالات، ورجال الدين.. هؤلاء وحدهم مصيبة لم يبتلي بها بلد مثلا ابتلينا نحن، اما السياسيين فحدث ولا حرج، فهم يمتلكون كل شئ الا الضمير والاحساس بالواجب.

فحتى لو صرخ الوطن.. فمن سيفيق ومن سيلبي نداءه؟

يافرحتنا لشعب مصر.. ويا(فشلتنا) أمام الدماء التي تسقي شوارعنا كل يوم..

Alhelali_bu@yahoo.com



كتابات/ النور

ثورة أم انقلاب؟


عماد رسن

لقد وصفت صحيفة الجارديان البريطانية مايحدث في مصر بأنه ثورة ثانية فعلها المصريون خلال سنتين. على العكس من ذلك, وصفت صحيفة الاندبيندنت البريطانية أيضا ً مايحدث بأنه انقلاب عسكري, وفي محتوى كل صحيفة تجد الكثير من التقارير بوصف مايحدث بأنه ثورة تارة وتارة أخرى انقلاب أو ربما تدخل عسكري, حتى أن الكثير من الدول الغربية توجست خيفة من التدخل العسكري في الشأن السياسي بإقالة رئيس منتخب بشكل ديمقراطي. كيف يمكن فهم ماحدث بين الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو من خروج الملايين من المصريين من كل طبقات المجتمع وأدياه وطوائفه وكل الأعمار ومن كلا الجنسين في أضخم مظاهرة في العصر الحديث وتدخل الجيش في عزل أول رئيس منتخب من قبل الشعب المصري. هل هي ثورة أسقطت شرعية الرئيس الذي ذكرها عشرات المرات في خطابه أم هو انقلاب عسكري على الشرعية التي أوصلت الرئيس إلى دفة الحكم؟

تجسدت المظاهرات المليونية للمعارضة بشعار واحد هو: أرحل, بينما رفع مؤيدو الرئيس المصري شعار: الشرعية التي ذكرها الرئيس المقال عشرات المرات في خطابه. ولكن, ماهي الشرعية وكيف نفهما وهي التي تبرر تشبث محمد مرسي بكرسي الرئاسة؟ يقول فلاسفة السياسة أن الشرعية السياسية هي القبول الشعبي لسلطة القانون والسلطة السياسية المتمثلة بالنظام السياسي. ولكن, يوجد هناك فهمان لهذا التعريف, فالأول هو فهم وصفي ويلخصه ماكس فيبر بالقبول الشعبي من خلال صناديق الإقتراع في النظم الديمقراطية, أو الأعراف والتقاليد في النظم التقليدية كالأسر الحاكمة والملوك, أو القبول الجماهيري لشخصية كارزمية. أما التعريف الثاني وهو تعريف قيمي أو معياري أخلاقي والذي يذهب أليه جون لوك, جون رولز, ويرغان هابيرماس بأن الشرعية ليست فقط القبول الشعبي فحسب بل يضاف لها تقييم الأداء للنظام السياسي والذي يتم بموجبه أقرار استمرار الشرعية لمن أعطيت له. فبينما يعبر عن الشرعية في شقها الأول بالقبول العلني عبر صناديق الإقتراع, يعبر عنها في الشق الثاني بشكل ضمني من خلال التعبير الصامت لأداء النظام السياسي إذ تسقط به الشرعية الممنوحة إذا ما كان تقييم الأداء سالبا ً. ولكن, كيف يمكن معرفة أن الأداء الحكومي سالبا ً؟ يقول المفسرون السياسيون أن الأداء الحكومي يكون سالبا ً عندما يتم خرق القانون الطبيعي في الدولة وهو تقييد الحريات السياسية وعدم المساواة في أمتلاك السلطة السياسية على حد جون لوك, أما جون رولز فقد طورها بأنها انتهاك لفكرة المساواة في الحقوق المدنية. وعلى هذا الأساس لايكون هتلر رئيسا ً شرعياً ولا موسيليني بمجر أنهما جاءا بطريقة ديمقراطية, فأدائهم العنصري المتمثل بالفاشية والنازية كفيل بإسقاط الشرعية عنهم.

ماذا فعل الأخوان المسلمون في عام واحد؟ نعم, لقد دخل الرئيس المقال مرسي في صراعات قانونية جعلته يكتب أعلانا ً دستوريا ً يمنحه صلاحيات استثنائية ومن ثم تراجع عنه بإعلان ثان, شكلوا الجمعية التأسيسية مرتين والتي كانت غالبيتها من الإسلاميين بعد إنسحاب العلمانيين منها حيث وضعوا دستورا ً لم يقبله الجميع من السياسيين بالرغم من تمريره بإستفتاء شعبي, إثارة النعرة الطائفية التي أنتهت بوصف الشيعة بالروافض والأنجاس وهم أقلية في مصر مما أدى لمقتل حسن شحاته وأربعة من رفاقه بطريقة بشعة, إعلان تأييد الجهاد في سوريا بعد قطع العلاقات مع سوريا في خطوة بررها الرئيس المقال مرسي في خطابه الأخير بأنه جهاد في الخارج وليس الداخل وكأنه خليفة للمسلمين وليس رئيس لدولة كبيرة لها دستور وقوانين وعليه الإلتزام بهما. تخبط في السياسة الخارجية من زيارة لطهران والصين وروسيا في الوقت الذي أصطف بجانب الولايات المتحدة بقطع العلاقات مع سوريا. لقد أراد الأخوان تغيير وجه مصر من العلمانية إلى الدينية بتشريعات بدأت تدريجيا ً وخطاب طائفي عنيف سيطر على أغلب القنوات الدينية. وعلى حد قول محمد حسنين هيكل, كان الأخوان مستعدون لخطة يعتقلون بها كل رموز المعارضة لكن السيسي فاجئ الجميع بمهلة اليومين وفاجئهم أكثر هو خروج المليونة في الثلاثين من يونيو حيث جعل الأخوان يفكرون كثيرا ً قبل أي خطوة بإقالة السيسي او أي عمل آخر ضد المعارضة.

إذن, سقطت شرعية الرئيس المقال مرسي فهل هي الشرعية الثورية التي تحل محلها؟ في الحقيقة لاتوجد شرعية ثورية إلا في فكر أقصى اليسار الذي يؤمن بالثورة كسبيل للإستيلاء على السطلة, ولكن, نفسه الرئيس مرسي صار رئيسا بالشرعية الثورية التي أنتجت شرعية دستورية, فمن حق الآخرين أن يقيلوه بنفس الطريقة التي جاء بها! إذن بين الشرعية الثورية الرومانسية التي طبعت المرحلة الراهنة والشرعية الدستورية الواقعية التي لم تتأهل لتحول مصطلح الشرعية إلى مؤسسات شرعية وليس مجرد سلطة كما كان يفهما الرئيس المقال مرسي فقد كان الجيش المصري أكثر واقعية من الجميع!

هل نسمي ماقام به الجيش المصري انقلابا ً على الشرعية؟ بالتأكيد لا! فالانقلاب هو استيلاء الجيش على السلطة ولم يفعلها الجيش المصري, والانقلاب هو الاستيلاء على السلطة ومن ثم إخراج الجماهير لتأييد سلطة الجيش ولم يحدث هذا في مصر, فقد خرجت الجماهير المليونية الغفيرة وبعدها تدخل الجيش للحيلولة دون حصول أي أصطدام بين معسكري المتظاهرين. لقد تعلم الجيش درسا ً من الثورة الأولى أن الجماهير لايمكن كبحها بالقوة العسكرية مهما كانت مسلحة. لايمكن أن يكون انقلابا ً أيضا ً وقد أنذر بإعطاء مهلة أسبوع ومن ثم يومين لكافة الأطراف إذا ماعرفنا بأن الانقلابات عادة تحاك في الغرف الظلماء وتخرج ببيان رقم واحد للقوات المسلحة في صبيحة اليوم التالي بعد أن تطوق الدبابات القصر الرئاسي ووزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون. إذا ً, مايمكن أن نسمي حركة الجيش المصري؟ نعم, أنه تدخل وليس انقلاب, ولكن, رغم أنه تدخل في مصلحة الجماهير في تحقيق إرادتها تبقى تلك الحركة سابقة خطيرة في العمل السياسي يجب الحيلولة دون تكرارها بضبطها دستوريا ً, فعواقبها ستكون وخيمة على المدى البعيد.

أذن, ماذا يمكن أن نسمي التظاهرات المليونية في الثلاثين من يونيو في مصر! نعم, إنها ثورة تصحيحية. فقد كانت الثورة الأولى قبل سنتين من أجل تصحيح أخطاء الماضي بإزالة الدكتاتورية, أما الثورة الثانية فكانت لرسم صورة المستقبل برفض أسلمة الثورة التي لم تبدأ إسلامية لتنتهي إسلامية كما في إيران, لقد كانت الثورة الثانية لحسم كيف سيكون شكل الدولة والمجتمع المصريان في المستقبل. فالثورة بدأت مدنية ولكنها تحولت إلى إسلامية بحكم أن الإسلاميين أكثر تنظيما وإستعدادا ً لتولي مقاليد الأمور, لكن الثورة الثانية أعادت وعي الشعب المصري إلى فكرة الدولة المدنية الذي سيطبع وجه مصر وكل المنطقة إذا ماتمت على أكمل وجه.

عماد رسن


 

 

الانهيار المالي العالمي.. سوريا .. أم حرب عالمية.


 

الاخوة والاخوات الاعزاء:

 

بعد التحية،

كعادتي في إرسال آخر المستجدات التي تخص التطورات التي لھا

تأثيراتھا المباشرة على الجميع أنتھز ھذه الفرصة لكي ارسل لكم آخر

التطورات بھذا الشأن.

تعقيبا لما نشرته في البحوث السابقة فيما يخص الازمة المالية /

الاقتصادية المتسارعة عالميا، لايسعني في بداية ھذا البحث إلا

التنويه الى الخطورة الغير المسبوقة في ھذا الشأن نتيجة تسارع ھذا

الانھيار والمعايير الحكومية التي بدأ تطبيقھا في قبرص منذ " آذار "

الماضي واعلان البنوك المركزية في الغرب بأن نموذج قبرص سيطبق

في الدول الغربية في حال فشل المصارف مستقبلا ... مضمون

النموذج اعلاه سيفاجأ ويصدّم الجميع ! لأنه ولأول مرة في التاريخ

الحديث يتم تجميد وسرقة ودائع ومدخرات المواطنين في محاولة

لإنقاذ نظامھم المالي المفلس..!.

نحن بصدد متغيرات متسارعة على مدار الساعة واسابيع حُبلى

بمفاجئات كبرى على مختلف المحاور، ومفترق طرق... ولكن الاخطر

في ھذه الحقبة التاريخية ليس الانھيار المالي بل خطر إندلاع حرب

شاملة بدأ بسوريا تتورط فيھا دول اقليمية مما سيجر اليھا روسيا

وحلفائھا في مواجھة محور مجموعة " لندن 11 " نحو حرب عالمية.

ارجوا النقر على الرابط الالكتروني أدناه لمعرفة التفاصيل ويرجى نشره

بين إصدقائكم ومعارفكم للنفع العام

في حال عدم فتح الرابط ادناه يرجى فتح المرفق والنقر على الرابط ضمن ملف " PDF " .

 


تقبلوا مني كل الاحترام

سليمان يوحنا
sy@cecaust.com.au