الجمعة، 14 يونيو 2013

اهِ يا أبقر........................اط *


 
لم تتزعزع ثقتي يوما بمستوى الطب في العراق، رغم جميع  الظروف التي ادخلو فيها البلاد والعباد،  من حروب وحصار وقمع واغتيالات للعقول ... و عشق البعض للسفر لاوربا للعلاج ، الا ان كل هذا لم يقلل يوما من ثقتي بالمستوى العلمي لاصحاب المهنة في العراق. اقول واكرر اصحاب المهنة  الذين اقسموا بحب وبصدق وبجد بقسم  أبقراط، هذه الثقة لا تعني ابدا ان هذه المهنة لم يتسلل لها البعض من محبي الصركلة والمشيخة والاغواتية وتجار االحوم ...............!

هناك دكتور ينتبه لمريضة حين يدفع " المعاينة .. خرده" فيرفض ان ياخذها ، تقديرا منه  لحالة  مريضه الاقتصادية ، وهناك من يمص دمه، هناك من يعين يوما مجانيا للمراجعات وهناك من يسلك طرق كثيرة  لسرقة اعضاء مرضاه، الحياة موقف واي انسان حين يذكر، يذكر بمواقفه.

قررت في وقت ما ان اراجع دكتور مختص للاطمئنان على حالة الكلي لدي، وبعد ان شرحت له الحالة التي اعانيها اوصى ان اقوم بعمل " سونار" فذهبت الى اقرب عيادة  لاجراء اللازم....استقبلي رجل الاستعلامات  بعد ان سلمته ورقة الدكتور المختص بالقول عليك ان تدفع 25000 الف دينار  وان تشرب من السوائل كي يكون التصوير واضحا.... ، دفعني هذا للانتظار بعض الوقت وافادني بان اتامل الاشياء المحيطة وحركة الناس ونظافة العيادات الطبية الاخرى  والكثير من الامور التي انستني انني انتظرت لمدة ساعة ونصف تقريبا....، وحين ابلغتهم انني جاهز الان للفحص، اجابني رجل الاستعلامات الضخم ..... انتظر قليلا اخي !!!!!!!!!!!!   مر القليل!! وانهت الطبيبة صلاتها ، وفرغت غرفة الفحص  ايضا، وهنا كانت المفاجاة .. بان الطبيبة ومساعدتها لا يمكنهن من اجرء الفحص دون وجود محرم معهن داخل غرفة الفحص!!!!!!!!!!!!!! نعم، موظف  محرم ...  موظف معهن في العمل  .. حيث قامت الطبيبة بتوجيه الكلام له بصوت منخفض.. وهو بدوره يبلغني ماذا افعل ... انقلب جانبا، اتنفس بعمق..... على الرغم من انها هي التي تمسك بذراع الجهاز وتمرره على الجزء الاسفل من البطن؟!!! وحين قارب وقت العمل على الانتهاء  قام  جمع " سكرتاريي العيادات الطبية" باشعال  انواع مختلفة من البخور في الممرات الفاصلة بين العيادات .... لطرد الحاسدين والطامعين وغير المصلين على نعمتهم.................!! ويا ليتني اطفئت حرملهم بما تحرملت به كليتاي.

هذا هو عراقنا الجديد !! وهذا هو البعض ممن اقسموا قسم أبقر.............اط.....، ليثبتوا  ان هناك شتان بين قسم أبقراط و بقر...............اط.

*للاطلاع على قسم ابقراط يرجى زيارة الرابط التالي:


 

حتى نسبة المئة بالمئة لا تكفي ايها السيد الشبوط


نشرت صحيفة الصباح الحكومية والمقربة من السيد رئيس الوزراء امس (11/6/2013 ) مقالا افتتاحيا تحت عنوان 17 بالمئة بقلم رئيس تحريرها السيد الشبوط، حيث تناول فيها بعد عودته الى بغداد الوضع الاقتصادي والخدمي في مدينة السليمانية التي كان في زيارة لها مؤخرا. ويبدو ان السيد الشبوط قد صدمه واقع المدينة الكردية التي كانت وغيرها من المدن والبلدات الكردية في الاقليم عبارة عن مدن وبلدات مهملة لا تعرف الخدمات اليها طريقا ناهيك عن واقعها الصناعي والزراعي البائس خصوصا في عهد الديكتاتورية البعثية. ما حدا به وهو على حق طبعا في طرح تساؤلات منطقية جدا مقارنا من خلالها بتطور المدينة "السليمانية" مع بقية مدن العراق في الوسط والجنوب والغرب على حد قوله، من حيث توفر الطاقة الكهربائية ونظافة المدينة ومجالات الاستثمار الاجنبي والتي لاحظها في المشاريع العملاقة ومنها مجمعات سكنية على احدث طراز، وكان عليه لايضاح الصورة لنا نحن العراقيون خارج الاقليم وخارج البلد ان يتناول الواقع الصحي والتعليمي والسياحي والزراعي ومنه احياء الغابات وغيرها الكثير وفي المقدمة منها استتباب الامن في مقالته الانفة الذكر، كي نكون قريبين جدا مما يريد السيد الشبوط الوصول اليه ونحن معه بكل تأكيد.

 

لقد كتب السيد الشبوط في نهاية مقالته بعد ان تناول واقع الخدمات مثلما ذكرنا بشكل سريع متسائلا (المقارنة بين الاقليم وبين بقية مناطق العراق مشروعة، مثلها في المشروعية التساؤل عما حققته الـ83 بالمئة من الميزانية، وهي حصة الوسط والجنوب والغرب، في هذه المناطق. لماذا لم تحقق هذه النسبة نفس ما حققته الـ17 بالمئة في كردستان؟ اين يكمن الخلل؟ البحث عن اجابات علمية وموضوعية لهذه الاسئلة وما شابهها ليس ترفا فكريا ولا ينطوي على مضيعة للوقت. لا بد ان تتم الاجابة بالشكل الذي يساعد على جعل سكان مناطق الـ83 بالمئة ينعمون بنفس مستوى الحياة الذي يتمتع به سكان مناطق الـ17 بالمئة. فهم ليسوا من جنس اخر!).  يبدو من خلال اسئلة الشبوط المشروعة هو بحثه عن اجابات علمية وموضوعية لتساهم في ان يكون العراق "العربي" - دون الاقليم - والذي يتمتع بنسبة 83 بالمئة من ميزانية البلد التي وصلت الى ما يقارب المئة وثمانية عشر مليار دولار وهي الاضخم في تاريخ العراق لليوم، كما الاقليم من حيث الخدمات المقدمة لابنائه والتي جعلت السيد الشبوط ان يكتب من اجلها مقالته. ولان السيد الشبوط كاتب محترف ويرأس مؤسسة اعلامية ضخمة ممولة من السلطة فانني اتعجب من سؤاله حول الاجابات العلمية والموضوعية لاسئلته. لان المعروف ان الاجابات العلمية يجب ان تكون لنظريات علمية او احداث تاريخية وسياسية كبيرة وغيرها العديد مما يتعلق بالاقتصاد وفروعه والزراعة والصناعة والفلك والطب وبقية العلوم على سبيل المثال، اما طلب اجابات علمية عن بديهيات تشاهد بالعين المجردة فانه امر غير منطقي بالمرّة، ولكي اقرب الامر للسيد الشبوط اقول، ان سؤال شخصا ما عند الساعة الثانية عشر ليلا والقمر يتوسط السماء الذي تنيره الالاف من النجوم حول حالة اليوم ان كان نهارا ام ليلا ساعتها ومكانها علاوة على انه لا يحتاج الى اثبات علمي لانه بديهي، فانه يحمل نوعا من السذاجة الفكرية مع جلّ احترامي للسيد الشبوط ووجهة نظره هذه.

 

ولان السيد الشبوط قد تناول في مقالته ويتفق معه الكثيرون المشاكل العديدة والكثيرة التي في الاقليم خصوصا السياسية منها، ونستطيع ان نضيف اليها واقع حقوق الانسان والعنف ضد النساء والرشاوى والفساد وغيرها مما هو موجود في بقية انحاء العراق لحدود معينة لن تتجاوز ما هو في المركز مطلقا، فاننا سنتجاوز مشاكل الاقليم العديدة هنا لنبحث مع السيد الشبوط وبعيدا عن اي ترف فكري عن اسباب تقدم العراق "الكردي" ان جاز التعبير عن نظيره "العربي" الذي  لم يقر فيه لليوم قانون النفط وقانون الاحزاب وقانون انتخابات منصف للجميع وغير لصوصي وغيرها من القوانين التي نحن بأمس الحاجة اليها للنهوض بواقع البلد والوصول به الى واقع الاقليم الكوردي ذو السبعة عشر بالمئة.

 

السبب ايها السيد الشبوط ومن دون الدخول في متاهات النظريات العلمية والتجارب المخبرية ولا حتى قراءة معمقة ولا بسيطة للتاريخ والحركات الاجتماعية وبعيدا عن نظريات الاقتصاد والفلسفة وبعيدا حتى عن "الخيرة" و"الفال" و" التخته رمل"،  السبب هو العشائرية التي تغذي طائفية مقيتة تبنتها احزاب "اسلامية" طائفية تعتمد في حل مشاكل البلد على طبقة رجال الدين الذين يسعون الى بناء مجتمع وفق مقاسات محددة بعيدة كل البعد حتى عن الاسلام قريبة كل القرب من الطائفة والمذهب، وما لهذا البعد والقرب من خطرعلى البلد وعلى النسيج الاجتماعي العراقي نتيجة احترابها المستمر بأعتمادها على ميليشيات مرئية وغير مرئية وتوظيف المال العام وهو جزء من الثلاثة وثمانون بالمئة التي تتحدث عنها لنشاط هذه المليشيات، اضافة الى توظيفها "اموال الشعب" في مشاريع وهمية تسرقها الحيتان الطائفية لتتقاسم حتى "الفضلات الباقية" كمنح وقروض ميسرة وقرطاسية نعم ايها السيد الشبوط نواب برلماننا شبه الاميين تخصص لهم اموال لشراء القرطاسية!!! السيد الشبوط انت تعلم ان البلدان تتقدم بالعمل الذي قال عنه النبي محمد (ص) انه عبادة فكم هي عدد الساعات التي تهدر في مناسبات طائفية كل عام؟ وبالامس القريب وفي طقس طائفي تباهت الاحزاب الطائفية بتعداد زائريه الذي وصل وفق الاعلام الى سبعة ملايين انسان، ولو فرضنا ان كل واحد منهم قد خلّف كيلوغراما واحدا من الازبال في المدينة لكانوا قد تركوا سبعة آلاف طن من الزبالة وهنا اعرف تحديدا حجم دهشتك بنظافة مدينة السليمانية مقارنة ببقية مدن العراق "العربي". السيد الشبوط اعمل والاخرين من اجل حظر ومنع تأسيس احزاب على اساس ديني وطائفي عندها ترى بلدنا اكثر جمالا واكثر بهاءا من مدن الخليج وغيرها.

 

السيد الشبوط صدقني لو اعطيت حكومة المنطقة الخضراء اليوم ميزانية العراق كاملة ولو ضاعفتها حتى فان الوضع سيبقى على ما هو عليه، لان - وهذه بديهية ايضا - شهية لصوص المنطقة الخضراء كبيرة جدا.

 

"ايها الناس، انما انا واحد منكم، لي ما لكم وعليّ ما عليكم، والحق لا يبطله شيء" ... الامام علي.

 

زكي رضا

11/6/2013

الدنمارك

 

 




 

 

أرشح نفسي لرئاسة إقليم كردستان ...!!

      

شه مال عادل سليم

 
ينتخب مواطنو كردستان- العراق ـ بالاقتراع العام السري المباشر رئيسا للاقليم يمثلهم ويتحدث باسمهم على الصعيدين الداخلي والخارجي ويتولى التنسيق بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم.

وبما ان لكل شخص الحق بالترشيح لرئاسة الاقليم بشرط ان تتوفر فيه  الشروط القانونية المطلوبة ومنها :

 اولآ ـ ان لايقل عمره عن اربعين سنة عند الانتخاب , ثانيأ ـ ان يكون من مواطني كردستان- العراق ـ  وساكناً فيها , ان يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية. 

قررت ان ارشح نفسي لهذه المهمة المباركة لاكون خادمأ فعليأ لشعبي ووطني وان احافظ على حقوق ومكتسبات ووحدة ومصالح مواطني كردستان وان اؤدي مهامي بصدق واخلاص ...... , وارى باني الأنسب لقيادة الاقليم في المرحلة الحالية , وسوف امارس مهامي الرئاسي من بيت جدي (الحاج سليم الاربيلي) الواقع في محلة (خانقا)  وسط مدينتي أربيل الحبيبة والقريب من السوق الكبير( القيصري) , وساتواجد يوميأ في الاسواق الشعبية والشوارع والمساجد والكنائس والأديرة والتقى بالمواطنين لمعرفة وحل مشاكلهم الاجتماعية ,واقسم باني سوف اختار ان اعيش وسط الفقراءوالمحرومين واعمل بكل جهد واخلاص من اجل سعادتهم وحل مشاكلهم , وعليه قررت مناظرة السيد مسعود البارزاني ولا اخشى من شعبيتهم ....!!

 

 نسعى في برنامجنا لنقدم  :

حرية حقيقية ـ يصونها النظام الديمقراطى الحقيقي ...

أن الديمقراطية السياسية هى أول الطريق لنهضة الإقليم ، فلا تطور بدون بناء نظام سياسى حقيقي يرسخ قيم الديمقراطية والشفافية والمحاسبة واقرارقانون ( من اين لك هذا ) ...لوضع الحد من (الكسب غير المشروع )... , ويعتبر (الكسب غيرالمشروع) بحسب القانون كل مال منقول أو غير منقول يحصل عليه أي شخص بسبب استغلال منصبه أو وظيفته أو المركز الذي يشغله..... وسوف يطبق على جميع المسؤولين الكبار وعلى اموالهم وعقاراتهم واراضيهم واولادهم وزوجاتهم واقربائهم بدون استثناء .... !!

2 ـ نسعى إلى بناء إقليم  مدني ديمقراطي حضاري، يكون الشعب هو مصدر السلطات ، إقليم  يساوى بين المواطنين ويجرم التمييز على أى أساس ، ويضمن سيادة القانون ، ويؤمن التكافؤ فى الفرص لجميع الكردستانيين وفي جميع المجالات  .

3 ـ نسعى لتوفير الدعم والحماية و تهيئة الاجواء المناسبة (للقضاة ) كي يمارسوا عملهم بما يسهم في اشاعة مفهوم العدل  والمساواة بين جميع المواطنين امام القانون... , كما نسعى لتشديد الرقابة القضائية وتثبيت البنية التحتية للأنظمة والقوانين المسترشدة  بروح  الدستور والعمل على تطبيقه على الجميع وبدون استثناء ...

4 ـ نسعى لنظام سياسى يحقق الفصل بين السلطات الثلاثة ,وممارسة البرلمان لدوره فى الرقابة والتشريع ، والإستقلال الكامل للقضاء,وفصل الحزب عن جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ....

 نسعى لإطلاق الحريات العامة ، وضمان الحقوق السياسية وفى مقدمتها حق الاعتقاد والرأى والتعبير بالسبل السلمية وحقوق التظاهر والاضراب والاعتصام ، وضمان الحق فى تأسيس الأحزاب والصحف وحرية وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات والنقابات المستقلة .

6ـ نسعى لضمان نزاهة وديمقراطية وشفافية الإنتخابات بدءا من موقع رئيس الإقليم  ومرورا بالبرلمان والمجالس المحلية وإتحادات الطلاب ووالشبيبة ، مع تأمين حق الكردستانيين فى المهجرفي المشاركة الحقيقية و التصويت  .

7 ـ نسعى لإصدار قانون محاسبة رئيس الإقليم ورئيس الوزراء والوزراء أثناء الخدمة ، وتقليص الإنفاق الرئاسى والحكومى على أن تكون بنود هذا الإنفاق معلنة ومفصلة فى الموازنة العامة .

8 ـ نسعى لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ( الاسايش )  ودورها فى المجتمع وضمان رقابة قضائية تمنع تدخلها فى الحياة السياسية وتركيز دورها على حماية حفظ الأمن وخدمة المواطن وتعقب الجريمة وإحترام حقوق الإنسان فقط .

9 ـ نسعى إلى ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن والتي هي المكمل للحقوق السياسية والمدنية والتي تشمل (الحق فى الغذاء , الحق فى السكن , الحق فى الرعاية الصحية , الحق فى التعليم ,  الحق فى العمل , الحق فى الأجر العادل , الحق فى التأمين الشامل ، بالإضافة إلى الحق فى بيئة نظيفة ...)

10 ـ نسعى لتخليص إقتصاد الإقليم  من الفساد والجشع والإحتكار ، وذالك بالإعتماد على قطاعات رئيسية للنهوض بالإقتصاد المحلي منها الزراعة ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة وتشريعات تواجه الفساد والإحتكار وقوانين تضمن أداء الرأسمالية الوطنية لواجبها الاجتماعى والاخلاقي , وكما نسعى لوضع  خطة محكمة  للنهضة بوضع الصناعة ، خاصة الصناعات الاستراتيجية مثل (الأسمنت والسماد والحديد والغزل والنسيج ) ، ودعم المنتج الكردستاني لتطبيق شعار( صنع في إقليم كردستان )  ، مع ضمان حقوق العمال من خلال قانون جديد للعمل وتطوير قدراتهم الانتاجية وتدريبهم  .

11 ـ  نسعى لجذب الإستثمارات العربية والأجنبية ورؤوس الأموال الكردستانية المهاجرة للمساهمة فى خطط التنمية والإستثمار.

12ـ نسعى لتطوير الزراعة ورفع مستوى الفلاح و الإهتمام بمشروع تعمير وتنمية الريف الكردستاني , و العناية بأوضاع الفلاحين وتلبية إحتياجاتهم الضرورية للقيام بدورهم الرئيسى فى نهضة الاقتصاد  ، والعمل على رفع إنتاجية الأراضى الزراعية باستخدام التكنولوجيا لإستحداث أنواع جديدة من البذور ، وتأمين المستقبل الغذائى لاقليم عبر تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية ، فضلا عن إطلاق مشروعات للإكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية لضمان التنمية المستقلة ومنها ( القمح والشعيروالذرة  )  .

 

13 ـ نسعى لأرتقاء بالمناهج التعليمية وإرساء قواعد نظام تعليمى حديث وكفؤ مجانى يعتمد على الإبداع والإبتكارهدفه بناء شخصية وعقل الإنسان الكردستاني  ، ووضع آليات خاصة لتحويل المدارس الي مؤسسات صحية وتربوية حقيقية .

 

14 ـ نسعى لتبنى مشروع ثقافى وحضاري ومدني للنهضة يعيد لأقليم كردستان وجهه الابداعى الرائد والمستنير .

15 ـ نسعى لتطوير المستشفيات الحكومية ، والاهتمام بتطوير أوضاع الأطباء وتوفير الدواء وخاصة للأمراض المزمنة عبر شبكة التأمين الصحي , كما نسعى لتجهيز الكوادر الطبية، وشراء أجهزة كافية لمتابعة عملية الفحص الادوية المستوردة الى إقليم كردستان  و حصر استيراد الأدوية بالمتخصصين فقط ، كما يحصل في العاصمة بغداد , حيث هناك شركات متخصصة ومعروفة لديها خبرة كبيرة وتمتلك وكالات من شركات ادوية عالمية رصينة، هي من تتولى عملية الاستيراد، على العكس تماما من اقليم كردستان الذي تتواجد فيه( 65 )شركة، (25)  منها فقط لديها نشاط معروف، فيما لا يعرف احد (كيف تعمل)  هذه الشركات المتبقية، ولا ماذا تستورد واين ؟ .

16 ـ نسعى لعمل شبكة تأمين اجتماعي شامل ، وإصدار التشريعات القانونية اللازمة التي تضمن استقلال هيئة التأمينات الاجتماعية ، وضمان حق كل مواطن في الحصول علي معاش كريم يكفي احتياجات الحياة بعد خروجه من العمل ، وأن ترتبط التأمينات بالأجر المتغير وربط المعاشات بسياسات الأجور ، وكذلك دعم وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية في رعاية الأيتام والمسنين والمعاقين ، وتفعيل حق المعاقين القانوني في نسبة من العاملين في كافة مؤسسات الإقليم العامة والخاصة .

17 ـ نسعى لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع مصادر التلوث ومنها ( استراد السيارات القديمة  ) لتوفير بيئة نظيفة وصحية تكفل التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية .

 18 ـ نسعى لإهتمام الجدي بحقوق المضحين والمناضلين الذين أهُدرت حقوقهم على مدار سنوات طويلة ، مثل المحاربين القدامى( البيشمركة) والسجناء السياسيين وعوائل المؤنفلين  والمعاقين والمرأة المعيلة وأطفال الشوارع والخ .........

19 ـ نسعى لتوجه نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية (الجيولوجيا الحرارية أو الطاقة الجيوحرارية ومحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية) والإسراع في تطوير هذا القطاع الجديد، الذي سيؤدي إلى زخم مستمر يعتمد عليه في الأعمال التجارية المستقبلية و فى المساكن و تدفئة المباني وانارة الشوارع والسياحة والمجتمعات العمرانية الجديدة ومجالات كثيرة اخرى ....

 20 ـ نسعى لتوفير فرص العمل والتدريب عن طريق المشروعات الصناعية والعمرانية ورفع كفاءة العمالة الكردستانية وربط الأجر بالتدريب وضمان أجر عادل وإقرار إعانة للبطالة ...

21 ـ نسعى لحق المواطن فى بيئة نظيفة وشارع منظم وآمن وحياة مدنية وحضارية سليمة.

22 ـ نسعى لأطلاق دعوة جادة لعودة (العقول المهاجرة) من الكردستانيين المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن للاستفادة من خبراتهم وعقولهم وعلمهم واستثماراتهم فى تحقيق خطة النهضة والتنمية .

23 ـ  نسعى لتأسيس (صندوق وطني ) من موارد النفط باشراف حكومة الإقليم لضمان حصة من النفط بالنقد وبالعدالة والشفافية لكل مواطن كردستاني اينما كان  وباستمرار كحق من حقوق المواطنة لتوفير حياة حرة وكريمة لكل فرد .

 

نعم ...لانستطيع تحقيق هذه الاهداف الا من خلال الاصلاحات الجذرية السياسية والتخلي عن المكايدات والمزايدات السياسية وفتح المجال امام المجتمع للمشاركة الحقيقية في صناعة القرار, وعليه كنا ولازلنا نؤمن بأن الشعب الكردي هو القائد والمعلم والقادر على التغيير الجدي والجذري نحو الديمقراطية  , وليس إقليم  ولا شعبه بأقل أبدا من شعوب دول ناهضة عديدة القريبة فى ظروفها وأوضاعها من إقلم كردستان .....

اخيرأ لم يبقى لي الا ان اقول : ان هدفي الاول والأخير كمرشح لرئاسة الإقليم  هو : وضع إقليم كردستان العراق على أول طريق النهضة الشاملة من خلال مزيد من الإصلاحات الداخلية العامة (الإصلاح السياسي , الإصلاح الاجتماعي,  الإصلاح الاقتصادي و الإصلاح الثقافي) , وفصل هيمنة وسلطة الحزب عن سلطة الدولة وتطوير المناهج التعليمية واعداد الناشئة ابتداء من رعاية الطفل تربويأ وتعليميأ وصقل مهارات الشباب فنيأ مهنيأ مرورأ بانشاء المراكز المختصة لمحو الامية والقضاء عليها عند كل اطياف المجتمع الكردستاني وخاصة في القرى والقصبات  .

 

 

Ottawa

 

 

مو كل التصخم صار حدّاد



الثلاثاء، 4 حزيران، 2013

لم يكن أبي يجيد تثبيت مسمار في حائط، كان موظفا لايعرف سوى الجلوس خلف مكتبه وانجاز المعاملات، لكنه في بعض الأحيان كان يجرب مواهبه في تصليح بعض أجهزة البيت الكهربائية عند تعرضها لعطل ما، وخصوصا الراديو والمسجل (كاسيت) ولم يجرؤ على الاقتراب من التلفاز الا مرة واحدة، فقد كانت الاجهزة الكهربائية شحيحة وباهظة الثمن. وفي حقيقة الأمر، فان والدي كان بارعا في تفكيك أي جهاز عاطل، فيقضي ساعات المساء في محاولة اصلاحه، وقد تكومت قربه كل أنواع الادوات من مفكات وسكاكين و و.. وويل لمن يقترب منه خلال انهماكه في صراعه مع الجهاز، فلن يلوم الا نفسه. وبعد ان يأخذ منه التعب والغضب مأخذا، يصرخ طالبا (العلاكة)، حتى ان والدتي تعودت ان تحضرها له في نهاية كل صولة ليجمع فيها أجزاء ماكان يدعى جهازا، فيودعها في دولابه الخاص مع سابقاتها حتى كاد الدولاب أن يمتلأ بالاكياس التي تحوي اجهزة منسية،  فعادة ما كان أبي يقنع نفسه بأنه سيأتي عليه وقت يكون فيه اكثر تركيزا واستعدادا لايجاد الخلل.
لم أكن افهم سر اصرار والدي على ان يتولى بنفسه عملية التصليح رغم انه لايمتلك أية خبرة، بينما يمكنه ايكال الأمر الى مصلح شانه شأن الاخرين؟ الآن بت أرى ان تكراره للمحاولة يعود الى كونه لم يلق نظرة على ماتكدس في الدولاب من الاكياس التي لم يجد لها حلا بعد تقادم الزمن الا رميها في سلة المهملات.
.. وأنا أشاهد اجتماع القادة العراقيين (الرمزي)، فكرت في (الجارور) الذي ستخزن فيه تفاصيل هذا الاجتماع بعد ان يتحول الى ذكرى. غالبية الآراء اتفقت انه جاء في وقته بعد ان خاضت البلاد في حمام من الدم راح ضحيته اكثر من الف قتيل و2700 جريح في شهر آيار. وكعادتها، طبلت بعض وسائل الاعلام والسياسيين للاجتماع بوصفه المفتاح السحري للازمة الحالية. بينما تعالت بعض الأصوات (الغير متفائلة) هنا وهناك لتقول بأنه غير ذي جدوى. احد النواب وصف صلح السيدان المالكي والنجيفي على انهما "اتفقا حول نوع الشاي الذي شرباه والحلويات التي تناولاها في الاجتماع، وان الرجلين في واد والشعب في واد آخر"، وهذه الجملة الأخيرة هي اقرب الى الحقيقة، لأنهما لو كانا في واد واحد مع الشعب لما استطاعا ابتلاع أي نوع من البسكويت أو حتى شرب الماء.
وفي تعليق آخر، انبرى احد النواب بتحليل (لذيذ) للّقاء بقوله "ان دعم هذه المبادرة يحتاج الى اصلاحات مثل اطلاق سراح المعتقلين وحل الميليشيات والمادة كذا والمادة كيت".. و(تيتي تيتي.. مثل مارحتي اجيتي).
وكحال أبي، يضع السياسيون كل المشاكل العالقة في الدولاب.. ليصبح الصلح بين المالكي والنجيفي هو كل ماينتظره الشعب وكأنه صلح بين عدوين على أمل عقد هدنة ستحقن الدماء لفترة من الزمن.. قد يستأنف الصراع بعدها، أو قد تبقى حالة الود قائمة طالما ان جون بايدن (يصرف رصيد) ليعبر عن خيبة امله ويمعن في تقريع السياسيين بسبب تخريبهم لمشروع امريكا الوردي في دولة العراق الديمقراطية التي كان من المفروض ان تكون الانموذج المستقبلي لدول الشرق الاوسط فكانت (تميمة الشيطان) التي قلبت الانظمة والشعوب والحياة كلها حتى تحول نصف العالم الى هرج ومرج تحت عنوان (الربيع) الذي تحول الى اوربي وليس فقط عربي.
يذكرني تفاؤل بعض البسطاء وغير البسطاء من الشعب باحتفالاتهم عند فوز كلينتون بانتخابات الرئاسة الاميركية للعام 1992، وكأنه سينتقم لهم من بوش، ليكتشفوا خيبتهم بعد ذلك.
لاأريد أن أبدو متشائمة.. لكني أرى ان الأمر لايحتاج الى فلسفة. ليس عيبا أن يعترف الانسان بعجزه وفشله ويطلب العون والخبرة من اهلها، لكن العيب أن يستمر، وليس ذنب الشعب ان تولت اموره نخبة ليست لها خبرة أو تاريخ سياسي، ورغم عشر سنوات لم تتعلم بعد. مالضير ان اعتمد الساسة على مستشارين حقيقيين لا (ديكور) مهما كانت اصولهم وانتماءاتهم، على الأقل كي لاينكشف عريّ القادة وجهلهم أمام الجميع، وهذا سياق متبع في معظم دول العالم، فمشاكل البلد التي كادت او قد تقوده الى ابادة جماعية أو حرب طائفية أو أي نوع من الدمار لاتحتاج في حلها سوى الى ادارة محنكة، وليس هواة..
كتابات

 

هل كان صدام حسين بطلا ً تاريخيا ً


عماد رسن

لكل قصة أبطالها, هكذا يقول المثل, فكم قصة عاشها العراق كان بطلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟ سؤال ما أردت طرحة لإثارة موضوع ربما هو في ذمة التاريخ, أو أن طرحه لايجلب منفعة بل العكس ربما يثير الضغينة بين أبناء البلد الواحد في الوقت الذي نحن بحاجة فيه لرص الصف لمواجهة خطر الحرب الطائفية, فالموقف تجاه الرئيس السابق يقسم أبناء الوطن الواحد أكثر مما يجمعهم. من هنا, سوف لن أجيب عن هذا السؤال بشكل صريح ولكني سأتاخذ هذا العنوان الذي أعترف بأنه إستفزازي لطرح فكرة البطل ومعناها في الثقافة الشعبية, صفاتها ودلالاتها الرمزية وما تترك من أثر في الذاكرة الجمعية, وذلك لتحفيز سؤال إعادة تقيم ثقافتنا من خلال مراجعة رموزها وأبطالها!

سأطرح سؤالا ً من نوع ثان, لماذا يختلف أثنان, أو مجموعتان أو حتى شعبان على شخصية معينة فتصفها مجموعة بالبطلة بينما تصفها مجموعة أخرى بالمجرمة؟ ومثل صدام واضح وصريح, ففي اللحظة التي أكتسبت تلك الشخصية صفة البطولة في جزء كبير من العراق وصفها الجزء الأكبر من المجتمع بالمجرمة. ليس هذا فحسب, بل أن شخصية صدام حسين البطل مازالت حية في ذاكرة الكثير من المجتمعات العربية في الوقت الذي تصف تلك المجتمعات طواغيتها بالمجرمين وهم  الذين لم يفعلوا عشر مافعل صدام حسين بشعبه. هل نحن أمام ازدواجية في المعايير أم حول فكري وثقافي أم هي مجرد مفارقة تاريخية!

علينا أن نعرف أن لكل مجتمع ذاكرة جمعية, فهي الخزين المعنوي الذي يزود ذلك المجتمع بالهوية الجمعية إذ تتشكل من خلال ذلك القيمة المعنوية لوجود ذلك المجتمع في تلك اللحظة التاريخية. علينا أن نعرف أيضا ً بأن ذلك المجتمع بذاكرته وهويته البارزة يتكون من مجموعة من الثقافات والإثنيات والطوائف المختلفة والتي تمتلك كل منها ذاكرة وهوية جمعيتان خاصتان بها. فأحيانا تتماهى تلك الثقافات والإثنيات والطوائف في ذكرة جمعية شبه متجانسة فتشكل هوية وطنية واحدة لها ذاكرة جمعية شبه مشتركة, وأحيانا أخرى لاتتجانس فتختفي تلك الهوية الواحدة لتظهر هويات فرعية مختلفة تتصارع فيما بينها لتشغل حيزا ً مكانيا ً بارزا ً لتقوي به ذاكرتها وهويتها الجمعيتنان على حساب الهوية الوطنية.

إذن, وراء كل هوية جمعية ذاكرة جمعية تحكي قصص سردية متواصلة لشعب أو مجتمع معين. تتماهي تلك القصص المختلفة بطريقة تاريخية تسلسلية فتعكس مجموع الذاكرة الفردية وتعيد صياغتها على شكل ذاكرة شعبية تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل. فلا نتعلم في المدارس إلا النزر اليسير من تلك القصص لكن آبائنا وأجدادنا يحكوها لنا لتعطينا المعنى الحقيقي لوجودنا وماهي قيمتنا بين باقي الشعوب. ربما تكون تلك القصص غير حقيقية وعبارة عن أساطير أو وقائع متوهمة أو محرفة عن الحقيقة ولكنها مهمة جدا ً لكل مجتمع وشعب ومجموعة فهي التي تعطي لذلك الشعب أمتداده وسبب بقائه وإستمراره في الوجود. علينا أن نعلم أن في كل قصة أبطال ورواة, جناة وضحايا, وفيها البارزون والمهمشون وفيها أيضا ً ابطال وهميون ومصطنعون. السؤال هو: ماذا تحكي تلك القصص السردية التي تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل؟ 

نعم, أن تلك القصص المتناقلة تحكي قصة كل شعب, كيف وجد ومن أين أتى, كيف أستوطن تلك الأرض وكيف بقي فيها على قيد الحياة, تحكي قصة الإستقلال والثورة على المحتل, تحكي قصص المؤامرات والإنقلابات والخيانات السياسية, تحكي قصص المجاعات والقحط والفيضانات, تحكي قصص الإنتصارات والاحباطات, التعايش السلمي والتسامح أو التهميش لفئات اجتماعية معنة. أن كل ذلك الخزين يحمله الأفراد على شكل ثقافة تعلمهم طريقة التفكير وماهو صح وماهو خطأ في تقييم الأمور.

لتلك الثقافة سماتها وصفاتها ورموزها التي تعبر عن نفسها من خلال سلوكيات أبنائها أو ذوقها الفني والأدبي. فالنصب والتماثيل والبناء المعماري يحكي قصة ذوق ثقافة ما وأهتمامها بالقيم الجمالية. أن لكل ثقافة وذاكرة جمعية بطل له صفات يعبر عن قيم تلك الثقافة. فالبطل هو رمز لمجتمع معين يعبر عنها وهي بدورها تقدمه وكأنه الأفضل والأحسن والأسمى, فهو المثل الأعلى بكلمات أخرى. ولكن, عندما تجد هوية مشتتة لمجتمع ما فهذا يعني بأن هناك أكثر من ذاكرة وثقافة شعبية تتصارع لشغل الحيز المكاني وهو تراب الوطن. وفي هذه الحالة سيتم التعبير عن صفة البطل بشكل مختلف إذ يصبح بطل ما لمجموعة مجرما ً أو جبانا ً لمجموعة أخرى. بل أكثر من ذلك, فالثقافات والمجموعات والإثنيات المتصارعة التي لم تنسجم في بناء هوية جمعية واحدة تخلق أبطالا ً بالضد من أعدائها ومنافسيها, وعلى الأغلب تخلق أبطالاً وهميين نرى صورهم على وجه القمر. ومن سخرية القدر, أن تلك الثقافات المتناحرة تتقاسم الشخصيات التاريخية لتجعل منهم أبطالا ً مفترضين, فالحجاج بن يوسف الثقفي تراه مجرما ً عند مجموعة وبطلا ً تاريخيا ً عند أخرى.

إذن, وببساطة شديدة وبلا تكلف, أبطالنا الذين نعرفهم ونقدمهم لغيرنا يعبرون عن ثقافتنا وطريقة تفكيرنا. فعندما نكون طائفيين يكون أبطالنا طائفيون أيضا ً, وإن كانوا مجرمين, وعندما نكون وطنيين يكون أبطالنا كذلك, فنغفر لهم حينها خطاياهم. أن أبطالنا على شاكلتنا إذ يعبرون عن ذوقنا في من هو مثلنا الأعلى, فإن كنا متطرفين فسيكون أحد شيوخ الدين الذي يقتل بإسم الدين بطلنا, وإن كنا متسامحين فسيكون صانع السلام بطلنا, وإن كنا ماضويون فسنلجأ للتاريخ نبحث عن أبطالنا, وإن كنا حداثويون فسوف نبحث من يصنع لنا مستقبلا ً فنتخذه بطلا ً. فلكل مجتمع بطله الذي يعبر عن ثقافته. ولكن, حتى تلك الثقافة تتغير فتتغير بذلك أبطالها. فالثقافة أشبه بالكائن الحي القابل للتطور, حيث تموت وتحيا وتمر بالأزمات. فعندما تمر ثقافة ما بأزمة حقيقية, تراوما, يفكر أبنائها ويعيدون طرح سؤال الهوية: من نحن ولماذا نشعر بالإحباط؟ ماهي رموزنا ومن هم أبطالنا الحقيقيون؟ وهل صنعنا لأنفسنا أبطال وهميون نتخذهم قدوة؟ تلك الأسئلة المنسية التي لانفكر فيها عادة في حياتنا اليومية ونقبلها كالمسلمات تعيد طرح نفسها في الأزمات. فكم أزمة مر بها المجتمع العراقي وثقافته, لكنه لازال يفكر بنفس الطريقة القديمة. كم قنبلة ومفخخة أنفجرت بقربه لكنها مع الأسف لم تعد له وعيه ليعيد طرح سؤال الهوية ويعيد تقييم ثقافته بما فيها أبطاله الوهميون والحقيقيون.

 فثقافتنا العربية التي تحترم القوي وتحتكر الضعيف, التي تعتبر الذكورة رمزا ً للقوة والعنفوان فتحتقر المرأة والصغير, التي تعتمد على الغلبة في التنافس مع الآخرين وبأي ثمن, التي تعشق العبودية وتمجد الجلاد إذ تبحث عن قائد ومخلص يرفع عنها همومها وإن كان دكتاتورا ً أو مجرما ً, بالتأكيد سيكون أبطال تلك الثقافة على شاكلتها. فالثقافات التقليدية تبحث عن رموزها وأبطالها في الماضي السحيق وترى مدى ما يتطابق من شخصيات حاضرة مع تلك الرموز الماضوية. فالقائد الفذ الفلاني يشبه البطل الفلاني الذي حرر القدس, والشيخ الفلاني يشبه الإمام الفلاني قبل ألف سنة ونيف. أما المستقبل ففي ذمة التاريخ عند أولئك الذين يبحثون في الماضي. من هنا, نحن نبحث دوما ً عن أبطال تاريخيين ومخلصين مفترضين لأننا أمة تعيش في الماضي وتكره المستقبل.

 

عماد رسن