الثلاثاء، 28 مايو 2013

مجموعة قصص


د.ماجدة غضبان المشلب


الأبواب لا تغلق إلا بعد ان توصد القلوب بوجه الحب ، و يقفل الوطن برتاج الظلم كوة سجنه الكبير...

 

الباب (1)

_مالذي تذكر؟

_الجدار

_و ماذا بعد؟

_شرخ فيه؟

_و ايضا ؟

_خيوط العنكبوت

_و بعد؟؟؟؟؟

_هذا كل شيء....

جلس بإعياء و قد انتابه اليأس..

_انا ايضا...لا أذكر أكثر من هذا

_صوت صفير الفراغ..يملأ جوفينا..

_لا جدار يعيد الصدى..، لا أرض تتلقفنا ، لا سماء فوق رأسينا؟؟.

غادرت دموعه المحجرين بصمت..تركها تنتشر على خديه و تضيع بين تجاعيد وجهه..

_لا جدوى من رفقة تائهين..سأسير بأتجاه مغاير..

اغلقتُ باب المدى..و حملتُ الطريق الوهمي على كتفي..

 

 

الباب (2)

الغيوم تتضرع لقطرات المطر ان تثقل و تهزها الريح لتجهض اخر حمل لها...

ارتعشتُ غيظأ..

صهوة مسرجة تقتنص حلم الرحيل في انتشاء كسول..و انا انتظر ان تنمو ارجل الحصان المفترضة..

قيود ما تربطني بغيمة عاجزة عن النبض في عروق السماء المتشابكة مع جفاف الارض و تشققها..

رميت بكل كلمات التوسل و الرجاء على عتبة الوداع......

اغلقت باب الدنيا.......

و عانق الدهليز جسدي ببرودة قبر مجهول......

 

 

الباب (3)

انحنت ثلاث مرات و التقطت الكثير من حبات البـَرَد....

_انها تباشير قطن السماء.....

ضحكنا.. ثم التقت عبراتنا..

_يا لسذاجة سنين البراءة

لم تمنحني كف رفيق طريق ، و لا كلمة راعدة بحجم السنوات الضوئية التي احتازت شجرة التوت عند المفرق ، حيث كان للمطر مليون عذر ليغرق ملابسنا بطيشه ، و يعري الشهوات المتبرعمة بخجل تحت تضاريس جسدين فتيين..

الان لا اشجار هنا تشبه شجرتنا تلك ، ولا البـَرَد يشبه حالوبنا*

_هل تعلمين ان المواسم لا تتكرر؟؟؟

_و لا اي شتاء يشبه شتاء سبقه!!.

اغلقنا بابين مختلفي اللون و الاتجاه..

كلانا لم يقف خلف ستارة النافذة مترقبا الآخر!!!.

 

 

الباب (4)

صغيرة قرب البنايات الكبيرة..لم تعرف شغف الطفولة ، خوفها من الشارع..من المارة ..من السيارات..من البنايات الضخمة..يرتسم كجدول رقراق في عينين واسعتين..

_خالة اتشترين علكة؟؟

_نعم حبيبتي هات العلبة كلها..

ابتسمت..

كان القاطعان الاماميان قد سقطا ، فعلمت انها بسن المدرسة..

_اين تقطنين؟؟

_انني هناك في الحواسم..

ابتعدتْ كما اقتربتْ بخوف و توجس..

_اي اسم غريب هذا لموطن الفقراء؟؟؟.

ركلت بقدمي كل الأبواب المفتوحة على الجروح المتقيحة..و انشغلتُ بالبحث عن موضع جديد لسيارتي بين زحام المفرزة.

_____________________________

*حالوبنا ، الحالوب باللهجة العراقية هو البـَرَد


 

 

 

العراق يفوز بتصميم أول (طابع بريد ) لدول الشرق الاوسط ـ تخليدأ لميثاق حقوق الانسان العراقي ..... ؟!

  


  شه مال عادل سليم


 أصدرت الحكومة العراقية  أول طابع إيرادات يحمل اسم ( حقوق الانسان ) وذلك في حفل نظمته وزارة الإتصالات العراقية  في بغداد العاصمة  احتفاء بإنجازات البريد العراقي .
وقال وزير الاتصالات في حكومة السيد نوري المالكي : ( أصدرنا طابعا مكتوب عليه حقوق الانسان وباللغتين العربية والكردية  , بعد ان تم  اقرار اللغة الكردية جنبا الى جنب اللغة العربية في الوثائق العراقية الرسمية  و سوف يتم استعمال الطابع  في جميع دول الشرق الاوسط  , وأوضح الوزير أن إصدار الطوابع الداخلية التي تحمل اسم (حقوق الانسان , حقوق الطفل  , حقوق المرأة  )  سيتم في المرحلة القادمة .......

ومن جانبه، أشاد دولة رئيس الوزراء العراقي الذي شارك في الحفل، بأداء وزارة الإتصالات  وجهودها الجبارة والمتميزة،وبإنجازات البريد العراقي وقال في كلمة ألقاها : إن إصدار أول طابع باسم( حقوق الانسان  ) يحمل العديد من الدلالات والمعاني العميقة والمباشرة لمفهوم ( السيادة وإرساء دعائم حقوق الانسان العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام كواقع على الأرض وبداية لحصول العراقيين على حقهم في العيش بحرية وكرامة وامان في بلدهم العظيم .......!! .
اخيرأ اقول :

مبروك للعراق والعراقيين على هذا الانجاز الكبير والى الامام  لتحقيق انجازات كبيرة اخرى  في ظل الحكومة العراقية الحالية والتي تشرع ببناء (عراقنا الجديد الديمقراطي الفيدرالي الموحد)....  !!





 

الخميس، 16 مايو 2013

تعليق: بيان التحالف الكردستاني حول جريمة القتل في بغداد

اصدر التحالف الكردستاني بيان اليوم حول الجريمة المروعة  والتي  استهدفت بعض الاخوة الزيديين  في بغداد على يد العصابات المسلحة المدعومة!! وباعتقادي ان هذا البيان بادرة جيدة من قبل التحالف الكردستاني  اعلاميا لما له من دلالة على مشاركة ومسؤولية ايضا،  ومطلوب من التحالف  المزيد من المشاركة والمسؤولية  في ما يحصل داخل العراق  والتعاطي بمصداقية اكثر على اننا نعيش في بلد واحد وليس خيم متصارعة.، وان لا تقتصر بياناته على   ما يخص الاخوة من القومية الكردية فقط، بل ان يتحمل مسؤوليته كتيار جزء من الحركة الساسية العراقية.
ان جريمة استهداف  ابناء الاقليات او اي كان، لسبب العرق او الدين او الاتجاه السياسي  او غيره ،هي جريمة بحق الانسانية  لا يجروء على ارتكابها الا   الوحوش ، ويجب ان تدان وان يعاقب من قام بها.
والحكومة بشكل عام كسلطة تنفيذية  ووزارتها المختصة بالاضافة الى السلطتين التشريعية والقضائية مطالبة الان  وبشكل جاد  باعلان موقف واضح من كل جرائم القتل والتفجيرات التي تسود العراق ... وان تعلن للجميع ... أما  ان تستقيل  واما ان تضبط تلك العصابات المدعومة!! واقولها مدعومة  .. نعم وعصابات شرعية  ولها غطاء حكومي وبرلماني  وديني وسياسي..... ان صمت العراقي  .. ثمنه هذه  الطوابير من القتلى والدماء التي  تسفك في كل مكان  بالاضافة الى الخوف والقلق اليومي الذي سيؤدي بنا جميعا الى الجنون لامحال......

مجموعة قصص


د.ماجدة غضبان المشلب

الأبواب لا تغلق إلا بعد ان توصد القلوب بوجه الحب ، و يقفل الوطن برتاج الظلم كوة سجنه الكبير...

 

الباب (1)

_مالذي تذكر؟

_الجدار

_و ماذا بعد؟

_شرخ فيه؟

_و ايضا ؟

_خيوط العنكبوت

_و بعد؟؟؟؟؟

_هذا كل شيء....

جلس بإعياء و قد انتابه اليأس..

_انا ايضا...لا أذكر أكثر من هذا

_صوت صفير الفراغ..يملأ جوفينا..

_لا جدار يعيد الصدى..، لا أرض تتلقفنا ، لا سماء فوق رأسينا؟؟.

غادرت دموعه المحجرين بصمت..تركها تنتشر على خديه و تضيع بين تجاعيد وجهه..

_لا جدوى من رفقة تائهين..سأسير بأتجاه مغاير..

اغلقتُ باب المدى..و حملتُ الطريق الوهمي على كتفي..

 

 

الباب (2)

الغيوم تتضرع لقطرات المطر ان تثقل و تهزها الريح لتجهض اخر حمل لها...

ارتعشتُ غيظأ..

صهوة مسرجة تقتنص حلم الرحيل في انتشاء كسول..و انا انتظر ان تنمو ارجل الحصان المفترضة..

قيود ما تربطني بغيمة عاجزة عن النبض في عروق السماء المتشابكة مع جفاف الارض و تشققها..

رميت بكل كلمات التوسل و الرجاء على عتبة الوداع......

اغلقت باب الدنيا.......

و عانق الدهليز جسدي ببرودة قبر مجهول......

 

 

الباب (3)

انحنت ثلاث مرات و التقطت الكثير من حبات البـَرَد....

_انها تباشير قطن السماء.....

ضحكنا.. ثم التقت عبراتنا..

_يا لسذاجة سنين البراءة

لم تمنحني كف رفيق طريق ، و لا كلمة راعدة بحجم السنوات الضوئية التي احتازت شجرة التوت عند المفرق ، حيث كان للمطر مليون عذر ليغرق ملابسنا بطيشه ، و يعري الشهوات المتبرعمة بخجل تحت تضاريس جسدين فتيين..

الان لا اشجار هنا تشبه شجرتنا تلك ، ولا البـَرَد يشبه حالوبنا*

_هل تعلمين ان المواسم لا تتكرر؟؟؟

_و لا اي شتاء يشبه شتاء سبقه!!.

اغلقنا بابين مختلفي اللون و الاتجاه..

كلانا لم يقف خلف ستارة النافذة مترقبا الآخر!!!.

 

 

الباب (4)

صغيرة قرب البنايات الكبيرة..لم تعرف شغف الطفولة ، خوفها من الشارع..من المارة ..من السيارات..من البنايات الضخمة..يرتسم كجدول رقراق في عينين واسعتين..

_خالة اتشترين علكة؟؟

_نعم حبيبتي هات العلبة كلها..

ابتسمت..

كان القاطعان الاماميان قد سقطا ، فعلمت انها بسن المدرسة..

_اين تقطنين؟؟

_انني هناك في الحواسم..

ابتعدتْ كما اقتربتْ بخوف و توجس..

_اي اسم غريب هذا لموطن الفقراء؟؟؟.

ركلت بقدمي كل الأبواب المفتوحة على الجروح المتقيحة..و انشغلتُ بالبحث عن موضع جديد لسيارتي بين زحام المفرزة.

_____________________________

*حالوبنا ، الحالوب باللهجة العراقية هو البـَرَد


 

 

 

من يدلّني على لون الكذب وشكله؟


قبل ايام صادفت صديق لي يدرس في احد معاهد الرسم في الدنمارك، واستغليت رحلتي واياه بالقطار لاسأله سؤالا حيرني منذ فترة، وهو ان كان للكذب لون معين أو شكل معين؟ فنظر اليّ متعجبا لسؤالي الغريب هذا خصوصا وانا لا اتعاطى المخدرات بكل انواعها كما وانني كنت في طريقي الى عملي وهذا يعني عدم تناولي لاي منكر، وقد شاهدت ذهوله من قسمات وجهه وهو يحدق في عيني بنظرة استغراب. ولكي اقطع طريق اي تفكير سيء حول سؤالي قلت له ان الامر مرتبط بامر ما بعيدا جدا عن الرسم، الا انني سألت سؤالي معتمدا على مقولة عراقية تصف الكذب بلهجتنا المحكية (هو شنو قابل الكذب لونه احمر اصفر؟) عندها ضحك صديقي قائلا اطمئن يا عزيزي فلم يصل اي رسام ولا نحات لليوم الى معرفة لون الكذب وشكله كي يرسموه وينحتوه ولكنني واثق ان سؤالك هذا ليس بسؤال بريء.

 

وللبحث عن اجابة تشبع فضولي توجهت الى العم (غوغل) بنفس السؤال لابدأ من خلاله رحلة بحث مضنية دون جدوى، وبدا لي ان (غوغل أدام الله ظله) قد فهم من الحاحي حول هذا السؤال الغريب من انني عراقي، لانه بدأ يسألني عن سبب سؤالي وتاريخ ميلادي ومحل ولادتي ومستواي العلمي وهل انا شيعي ام سني ، كردي ام عربي وهل اعيش في الجنة العراقية ام خارجها، اي والله  وكأنه يريد ان يستخرج لي الجنسية العراقية المحروم منها لليوم. وبعد ان ملأت النموذج الذي ظهر على شاشة الحاسوب بعد استجوابي الدقيق، تنهد العم (غوغل) بعمق ليسألني سؤالا اخيرا وهو ان كنت ابحث عن شيء اسمه خدمات في العراق، ولما اجبته بنعم، ضحك العم الطيب (غوغل) قائلا لي استخدم عقلك للاجابة ضمن دائرة تسمى "دولة القانون".

 

عندها اكتشفت سذاجتي حالي حال الملايين من العراقيين الذين يصدقون كل ما يقال لهم بسرعة قياسية خصوصا اذا ما جاءت الاقوال من احزاب وقوائم دينية كدولة "القانون" وشكرت العم (غوغل) على نصيحته، وبدأت رحلة بحثي مع اكبر مشكلة في عراق الاسلاميين والتي صرفوا عليها عشرات المليارات من الدولارات دون جدوى، اي الكهرباء وما ادراك ما الكهرباء. واستنادا الى النصيحة المقدمة لي بدأت حصر المعلومات عن علاقة الكذب بالكهرباء محاولا الوصول الى الاجابة التي تهم كل عراقي، اي لون الكذب وشكله. وكم كانت دهشتي كبيرة بعد ان وصل بحثي الصبور الى نتيجة ادهشتني وستدهش القاريء بلا شك، وهو ان الكذب له لون وشكل ولسان واعضاء ويتحرك ويزوّر ويسرق ويأكل، ببساطة اكتشفت انه "انسان" لكنه من طينة اخرى لانه استمرأ الكذب حتى تحول بصفاته "البشرية" الى قطعة من الكذب تتحرك هنا وهناك وتصرح هنا وهناك، نعم ايها القاريء الكريم لقد استطعت بمساعدة العم (غوغل) ان احدد الشكل النهائي واللون النهائي للكذب في العراق "حول مسألة الكهرباء"، انه بكل بساطة مسؤول اسمه "حسين الشهرستاني".

 

فالشهرستاني هذا لم يكف منذ سنوات عن كذب اتعبنا ولم يتعبه اهلكنا حرا ولم يهلك منه لا هو ولا بقية قاطني المنطقة الخضراء "قدس سرها". قال مرة ان مشكلة الكهرباء ستنتهي ويبدأ العراق بتصدير الكهرباء الى دول الجوار نهاية الثلث الاول من العام 2013 ، وانتظرناه حتى باب الدار كما يقول المثل العراقي، وقال قبل اشهر من ان العراق سيحقق الاكتفاء الذاتي بالطاقة الكهربائية واذا بنسب التحقيق لم تتجاوز ال 40% مما قاله!! ما جعل مقرر لجنة النفط والطاقة النيابية السيد قاسم محمد ان يتساءل حول كيفية تصدير الشهرستاني للكهرباء!!

وختاما ولكي اثبت لاعضاء "دولة القانون " كذبهم وكذب شهرستانيهم هذا اذكرهم بما قاله السيد "باتريك كوكبيرن" مراسل صحيفة انديبندت البريطانية في تقرير مطوّل له تحت عنوان "العراق لصوصي وازمة الكهرباء ستستمر ثلاثين سنة" عزا فيه الاسباب الى الفساد وتحويل الاموال المسروقة الى الخارج مع استثمار جزء ضئيل منها في سوق العقارات. السيد الشهرستاني احتراما لنفسك ولدولة "قانونك" كفى تصريحات حول ازمة الكهرباء لانك وحكومتك اصغر من ان تستطيعوا حلها، اتعرف لماذا لانكم لستم برجال دولة بل رجال سلطة همّها النهب باسم الطائفة والملايين من ابناء طائفتكم يعانون شظف العيش، لانكم تسيرون بالبلد الى الهاوية وبقية المتحاصصين، لانكم لن تستطيعوا ان تضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب.

 

وين الكهرباء يا دولة "القانون" وين الكهرباء؟

 

زكي رضا

الدنمارك

12/5/2012

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد، 12 مايو 2013

نظرية المؤامرة .. ومؤامرة نفيها..


منذ تفكك المعسكر الاشتراكي  وليومنا  راجت الكثير من المفاهيم بين اوساط المهتمين في السياسة  وخصوصا في البلدان العربية  وشعوبها على تنوعهم. هذه المفاهيم التي تصاعدت وهي تماما تشبه  تصاعد الغبار المرافق لانفجار ضخم، ففي بلدان العالم المصنف" درجة اولى"   نفخت مراكز الدراسات والبحث ووكالات امن تلك البلدان ايضا الروح في الكثير من هذه المفردات والمفاهيم ، والتي لم تطلقها عبثا او دون هدف ما ، تلك المفاهيم جرى تلقيها من مهتمي السياسة في بلداننا كما يتلقى العطشان جرعة الماء! ذلك العطشان الذي يعاني من وهن القوى وضعف الفكر  وقلة الحيلة، وظهر العديد من الذين انقلبوا في ليلة سوداء على قناعاتهم وتاريخهم ووهنهم ذلك ليتغنوا بهذه المفاهيم ، وحقا كان هذا عزائهم الوحيد لانفسهم، بعد ان اطلقوا على انفسهم مصطلح " ليبراليون" واشك لانهم وعيا وممارسة بعيدين كل البعد عن هذا المفهوم ايضا.

احدى تلك المفاهيم التي تبناها هذا الوسط هو نفي نظرية المؤامرة ،  على الرغم من  ان الامر ليس بالجديد وانما كلما طرح تحليل سياسي لقضية او رؤية لحالة ما  ، يعتلي صراخهم " كفى  تعلقون كل شيء على المؤامرة". هذا الوسط صراحة له كل الحق بان يتصور ما يرى  وما يحلو له، ولغيرهم الحق ايضا ان يقول ما يراه والقرائن هي الحكم بين الجميع.

ان قولي هذا لم ينساق الى الموقع التبريري  وسلخ مسؤوليتنا عما يحدث ، اطلاقا ، لا، ان ما حدث ويحدث في بلداننا هو مسؤوليتنا الاولى والاخيرة، ان حبنا لاوطاننا والدفاع عنها ، واحترامنا لبعضنا البعض  ولتنوعنا  والاحترام لتعددية الراي ولمسؤولية الفرد عن ذاته  وغيره من المبادي الاخرى التي تضمن بناء الانسان ذو الكرامة وليس تلك  التي تسليب الارادة والكرامة، كما ان وعي الواجبات والحقوق،  كل هذا يجعل الوطن قويا ومحميا من اي مؤامرة او تدخل ، عبر قوة ذلك الانسان المبني على الحدود الدنيا لتلك الاسس كاضعف الايمان. بينما العكس من تلك القضايا سيعبد الطريق امام اي قوة اخرى تطمع او تريد ان تخضع هذا المواطن او تلك الارض لها، ولربما حتى في تلك الاسس التي تبني المواطن القوي  يمكن لمن يطمع ان يكسر ارادة هذا او ذلك البلد او الشعب ، اذن هنا يبقى عامل القوة وتنوعها هو الاساس في هذا الموضوع، وهذا لا ينفي تفكير الاخر بما تملك انت كفرد او قبيلة او مدينة او بلد .. الخ.

المتابع للشركات الاقتصادية الكبرى ، عابرة القارات  تلك، يمكنه ان يلمس ما حققته  هذه الشركات من افقار للعديد من الشعوب  في الوقت ذاته تتزايد فيه ارباحها  وهيمنتها  اقتصاديا وسياسيا، من لم يرى هذا ، ليس مصابا بعمى الوان وانما  بانعدام الحواس، ولا اود سرد الامثلة الكثيرة على هذا الامر الا اني اذكر فقط في القارة السمراء  الفقيرة، هذه القارة التي تسمى فقيرة في جميع التقارير الدولية بما فيها تقارير ذوي القبعات الزرق!! على الرغم من انها قارة غنية الى ابعد الحدود بجميع الثروات ، الا انها لازالت تعاني الحروب والتخلف ومصادرة الارادة وهذا مازرعه الاستعمار السياسي  واليوم القراصنة الاقتصاديين، فهل تلك الافعال هي اخلاق حميدة، ومن ضمن القانون الدولي  ومباديء حقوق الانسان!! كي نقول عنها ليس مؤامرة ! اليس نفي المؤامرة  هو اسهام في قتل ارادة الشعوب  وما وقع عليها من عدوان  ومصادرة لحقها في الامن على امتداد سنوات طويلة. فماذا نقول في اعدام بومببا قرب علم الامم المتحدة!!! وماذا نقول عن تشيلي بينوشيت؟؟ وعن  رئيس بنما  عمر توريخوس واربينز رئيس غواتيمالا والمنتخبين شعبيا ، الذين قتلتهم المخابرات الاميركية وبترتيب ومن الحكومة ذاتها والتي كان الكثير من اعضائها هم من يسيطرون على شركة الفواكه المتحدة واحدهم جورج بوش الاب  وغيرها من الشركات الكبرى المستفيدة من قناة بنما   والحرب ضد العراق ، ان الكوربوقراطية هي من تضع الخطط للمؤامرات على الشعوب ، الكوربوقراطية التي تمثل الشركات العابرة للبحار وصندوق النقد والبنك الدوليين  محميان بمخابرات العم سام وجيشه وحلفائهم، اليس هم من يشجع الدول على الاقتراض ومن ثم مقايضتها على ثرواتها !! ومن لا يخضع  يصفى اما بسقوط طائرته او الاغتيال او الانقلاب او الاحتلال وكلها تحت شعار الامن القومي والمصالح القومية العليا!! اليس هذا هو شعار المؤامرة  دائما، نعم ان الكلمة اقوى من القنبلة ، وان نفيكم للمؤامرة  مشاركة في طمس الحقيقة وتشويه وعي البشر ومشاركة في الجريمة التي جرت ولازالت بحق الملايين  من ابناء  الكرة الارضية.

كريم الربيعي

 

الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة


ضياء الشكرجي

لا بد من توضيح مجموعة حقائق، أرى بيانها غاية في الأهمية، خاصة في مرحلة ما بعد (ثورة الربيع السني العراقي)، وخاصة وبدرجة أكثر خصوصية، من حيث التوقيت، لا من حيث الأهمية، ما بعد نشرنا نحن اللامنتمين لطائفة إعلاننا الموسوم «إعلان براءة من الطائفتين».

الحقائق التي أريد أن أبينها رأيت أن أجعلها في حلقتين، أو في مقالتين، تمثل حقائق، على أقل تقدير وفقا لوجهة نظري، والتي أعلم أنها تمثل على النحو العام توجهات الأكثرية من الذين وقعوا على إعلان البراءة المذكور، أو حتى من شريحة واسعة من غير الموقعين، لكن من المنسجمين فكريا ونفسيا بقدر كبير مع روح وجوهر (الإعلان).

أبدأ في هذه الحلقة ببيان الحقائق المتعلقة بشكل مباشر بإعلان براءتنا من الطائفتين، والتي نعني بها إعلان عدم انتمائنا لأي منهما، وليس معاداتنا، كما اتهمنا البعض.

 1.        يجب أن نقر - وهذا ما قلته وكررته منذ سنوات وغيري كثيرون مرارا - أن حقيقة وجود طائفتين، سنة وشيعة، يمثل اليوم أكثر من أي وقت مضى مشكلة حقيقية.

 وأرجو ألا ينطلق أحد المتربصين ليتهمني بأني أدعو إلى إبادة الطائفتين، وإنما أسجل حقيقة وحسب.

 2.        يجب أن  نميّز بين ثلاثة فرق من المولودين من أبوين من هذه أو تلك الطائفة، أي المولودين من أبوين سنيين، أو أبوين شيعيين، أو من أبوين، أحدهما من هذه الطائفة والثاني من الأخرى، أو أحدهما من إحدى الطائفتين والثاني من دين آخر.

 
فهناك الفريق السيئ وهو فريق الطائفيين، والفريق المقبول، وهو فريق العقلاء واللاطائفيين من أبناء الطائفتين. والفريق الثالث هو نحن الذين لا ننتمي لا للطائفة الشيعية ولا للطائفة السنية، لأننا نرفض أن تحدد الصدفة التي ولدنا عليها هويتنا، بل وحدها إرادتنا الحرة، ووعينا ورشدنا، بعد بلوغنا الرشد العقلي، ولو حسب تقديرنا، دون وصم الآخرين باللارشد، هو ما يحدد لنا هويتنا وعقيدتنا ومسارنا وانتماءنا.

 
3.        حتى الطائفيون فهم درجات، فالطائفيون الأخف طائفية، فيما هي الطائفية السياسية، هم المنغلقون على أبناء طائفتهم، بانتمائهم إلى حزب، أو قائمة انتخابية، أو كتلة نيابية، كل أعضائه أو أعضائها من الشيعة، أو كلهم من السنة، باستثناء بعض التزويق.

 
ثم هناك الطائفيون الأشد طائفية، هم الذين يحملون حساسية تجاه الطائفة الأخرى، وأشدهم من تصل حساسيته إلى درجة الكراهة، دون أن يترجم حساسيته أو كراهته إلى فعل طائفي.

 

والأشد والأخطر من كل هؤلاء هم الطائفيون الذي يمارسون العنف والقتل ضد أبناء الطائفة الثانية، أو يحرضون عليه، أو يقبلون بممارسته ضد الطائفة الثانية، أو هم مستعدون نفسيا لممارسته، إذا أوتيت لهم الفرصة.

 4.        نحن - وهذا ما أدعو له - لا نكره ولا نعادي أحدا، ربما باستثناء القتلة، وإنما لا نحب طائفية الطائفيين أبدا، أرجو أن تدققوا بالعبارة، قلت «لا نحب»، ولم أقل «نكره»، وقلت «طائفية الطائفيين»، ولم أقل «الطائفيين».
 
ولا نقبل لأنفسنا أن نكون سنة أو شيعة، ولكن دون أن نمنح أنفسنا حق اتخاذ القرار عن غيرنا، ونحترم السني اللاطائفي والشيعي اللاطائفي، فهما الأقرب إلينا، ونرجو منهما أن يحترمانا، بوصفنا نمثل فريق (اللاسنيين واللاشيعيين) غير المعادين لا للسنة ولا للشيعة.

 
5.        نرفض ما اتهمنا به البعض بأننا طائفيون أيضا، لأننا ندعو إلى تشكيل طائفة ثالثة تعادي الطائفتين. فنحن لسنا ضد أحد، سوى أننا ضد الطائفية والطائفيين، ولسنا ضد الطائفتين، وإن كنا كما بينت، ضد أن نحسب أنفسنا أو يحسبنا أحد على هذه أو تلك الطائفة، كما نسجل تشخيصنا بأن وجود الطائفتين يشكل مشكلة.

 

6.        عندما نقول كمولودين من منحدر شيعي لسنا شيعة، وعندما نقول كمولودين من منحدر سني لسنا سنة، فهذا لا يعني أبدا، كما حاول البعض أن يلمز به أو يصرح، بأننا ضد الشيعة وضد السنة. فكوني لست مسيحيا لا يجعلني ضد المسيحيين، وكوني لست ملحدا لا يجعلني ضد الملحدين، وكوني لست دينيا - على سبيل المثال - لا يعني أني ضد الدينيين، وهكذا كوني لست شيوعيا، لا يجعلني ضد الشيوعيين. فإعلان البراءة لا يعني إلا أننا نريد أن نمارس حقنا في حرية العقيدة بإعلاننا أننا لسنا شيعة ولسنا سنة.
 
7.        كذلك باطلة هي تهمة الإلحاد أو اللادينية الموجهة ضد الموقعين على إعلان البراءة. فهؤلاء الذين وقعوا معلنين لاشيعيتهم ولاسنيتهم، فيهم، كما بينت في مقالتي السابقة «لماذا وقعت على إعلان البراءة من الطائفتين»، فيهم الملحد، الذي لا يؤمن بالله، مع ملاحظة أن ليس كل الملحدين لاطائفيين، بل - وهذه هي المفارقة التي لا نملك تفسيرا لها - بعض الملحدين يبقون طائفيين، ويشعرون بانتمائهم اجتماعيا وسياسيا للطائفة، ويتبنون الدفاع عن طائفتهم أولا، وتمثيل مصالحها. وفيهم - أي الموقعين على الإعلان - الإلهي اللاديني، وبعض اللادينيين أيضا - كما ذكرت مع الملحدين - غير متخلصين من الطائفية.

 وفيهم المسلم اللامتمذهب، أي الذي يؤمن بالإسلام وفق رؤية تجعله في حل من الانتماء إلى أي من المذاهب أو الطوائف. وربما فيهم - اي الموقعين - الشيعة والسنة الذين طلقوا التمذهب على الصعيد السياسي فقط، مع بقائهم في العقيدة والعبادات شيعة أو سنة.

انطلقت بعض الأقلام لتحرض ضدنا، بل بعضها لا يخلو من التحريض على العنف والقتل ضمنيا.

فمنهم من اتهمنا بالعمالة والتنفيذ لأجندات الغرب والصهيونية، بينما يستدلون هم على وطنيتهم وعدم عمالتهم، كونهم يدعون للإقليم الشيعي، أو الدولة الشيعية، كما يدعو الطرف الآخر للإقليم السني أو الدولة السنية.

فلا أدري هل اللاطائفية والدعوة لوحدة العراق في ظل دولة ديمقراطية لاطائفية ولادينية، تؤمن بالمواطنة، وتلتزم بمبدأ المساواة، هل هذا يمثل تنفيذا لأجندة خارجية غربية وصهيونية، أم تقسيم العراق لدولة شيعية، ودولة سنية، ودولة كردية، ودولة للمناطق المختلطة مذهبيا وقوميا، متحاربة بين مكوناتها على هوية الدولة.

هذا بالرغم من أننا لا يمكن لنا ولا يحق لنا أن نتهم حتى أصحاب الدعوة للتقسيم بأنهم منفذون لأجندات خارجية، مع عدم نفي الاحتمال للبعض منهم، بل كل ما في الموضوع، نرفض هذا الحل، لأننا نرى ضرره، وليس لتقديسنا للحدود والجغرافية، لاسيما السياسية.

مع العلم إن بعض الرافضين للطائفية يدعون أيضا للتقسيم، مما أرفضه شخصيا، بالرغم من رفضي لتقديس الوحدة الوطنية، والحدود السياسية للوطن، فالمقدس عندي هو الإنسان وكرامته وحريته وحقوقه، بل لأني أرى في التقسيم هدما لحلم قيام دولة ديمقراطية إنسانية تحتضن التنوع بكل محبة وسلام واحترام للخصوصيات، فالتقسيم يعني فشلنا في أن نكون إنسانيين وعقلانيين، في ظل دولة واحدة موحدة ديمقراطية اتحادية حديثة.

واليوم أصبحت تعلو الأصوات مسموعة أكثر من أي وقت مضى منذ التاسع من نيسان عام 2003، بالإقليم السني والإقليم الشيعي، بل أخذنا نسمع الدعوات الصريحة للدولة الشيعية والدولة السنية.

ثم كوننا أعلنا، وهذا ما أعلنته شخصيا منذ سنوات من على أكثر من فضائية، ولم يكن ذلك من يوم توقيعي على المبادرة الرائعة والشجاعة للصديق أحمد عبد الحسين، بإطلاق إعلان البراءة، كوني أعلنت أني لست شيعيا، مع تأكيدي أني أيضا لست سنيا، لا يعني عدم مبالاتي بما يمكن أن يصيب الشيعة من ظلم، أو ما يصيب السنة. لكني عندما أدافع عن الشيعة على سبيل المثال، فليس لكوني شيعيا، لأني منذ وقت غير قصير لم أعد أشعر ولا بنسبة واحد بالمئة بانتمائي للتشيع كعقيدة، وللشيعة كمكون، فتماما كما أدافع عن المسيحي، وأنا لست مسيحيا، وهكذا عن الصابئي والإيزيدي والبهائي، وأدافع عن الملحد، وأنا لست ملحدا، ولن أخاف من أحد لو كنت ملحدا في إعلان ذلك، لكني لست ملحدا، بل أعتبر إيماني بالله أرقى وأنقى من إيمان الدينيين مع احترامي لهم، وهكذا أدافع عن السني، وأنا لست سنيا، وأدافع عن الشيوعي، وأنا لست شيوعيا.

وأتناول بقية الحقائق، التي أرى وجوب تأكيدها، لا المطلقة أو مدعية احتكار الصواب، بل الحقائق من وجهة نظري، ومن يتفق معي كليا أو جزئيا، لإيماني بنسبية الحقائق.

 
8.        أول دعوة لإقليم قائم على الأساس الطائفي كانت دعوة شيعية أطلقها عام 2006 عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (قبل تغيير الاسم).

 
9.        أول موقف طائفي متشنج ورافض لسقوط صدام وللتغيير كان هو الموقف السني الرافض للتغيير من قبل سنة العراق العرب، ومن قبل المحيط العربي السني الطائفي، فكادت تكون كل الدول العربية المحيطة بالعراق معادية بدرجة أو أخرى لعملية التغيير في العراق.

 10.    المكون الذي لم يسجل موقفا واضحا بفرحه بسقوط الديكتاتورية البعثية الصدامية كان مكون السنة العرب.

 11.    أول استفزاز للسنة العراقيين وللمحيط الإقليم العربي السني كان استفزاز إيران في تدخلها السافر في الشأن الداخلي العراقي، وفي تعاون القوى السياسية الشيعسلاموية مع إيران، وسكوتها عن تدخلاتها.


12.    أول استفزاز طائفي كان استفزازا شيعيا، حيث صيغ الدستور عام 2005 بصبغة شيعية صارخة ومستفزة، استفزتني يومذاك، يوم كنت ما أزال شيعيا، فكيف لا تستفز السنة، وكذلك طرح السياسيين الشيعة لمفهوم الأكثرية في النظام الديمقراطي بطريقة مشوهة وناقضة لأهم ركن من أركان الدولة المدنية الديمقراطية، ألا هو مبدأ المواطنة، فجعلوا مفهوم الأكثرية السياسية، هو مفهوم المكون الأكبر، وبالنتيجة مفهوم الطائفة الأكبر، مما يعني أن الديمقراطية تعني بالنسبة للعراق حكم الشيعة.
 
13.    أول حاضنة للإرهاب كانت الحاضنة السنية حيث عمليات تنظيم القاعدة، الذي وجد في المحافظات السنية أرضية خصبة لعمله الإرهابي.

 
14.    أول مواجهة فاعلة وحادّة من موجة الإرهاب ضد القاعدة كانت مواجهة سنية، حيث تشكلت الصحوات من السنة العرب لمواجهة القاعدة وسائر التنظيمات والعمليات الإرهابية.

 15.    أول حملة قتل طائفي كانت حملة القتل الطائفي السني ضد الشيعة، حيث كان الشخص يذبح على الهوية وعلى الاسم، ولا ننسى مذابح اللطيفية.

 16.    أول رد فعل للقتل الطائفي السني ضد الشيعة على الهوية، بقتل طائفي شيعي ضد السنة على الهوية، كان القتل الذي مارسه جيش المهدي في 2005 و2006، والكل يعرف قصة الجثث للضحايا السنة التي كانت ترمى وراء السدة.
 
17.    حملة القتل الطائفي الشيعي الثانية ضد السنة على الهوية كانت تلك التي انطلقت بعد تفجير القبتين في سامراء، حيث انطلقت فرق قتل طائفي شيعية تنتسب للكيانين السياسيين اللذين يلعبان اليوم دور المعتدلين اللاطائفيين، ألا هما المجلس الأعلى وبدر - قبل افتراقهما وتحول رئيس بدر إلى جبهة المالكي -، ألا هما فرق القتل الطائفي التي انطلقت من مسجد براثا، وفرق القتل لجيش المهدي، وعصائب الحق.
 
18.    محاكمة صدام وإعدامه كانت محاكمة شيعية محضة وحفل إعدام شيعيا محضا، مما مثل استفزازا آخر لمشاعر السنة في داخل العراق، وفي المحيط الإقليم، وأعطى المبرر للطائفيين السنة في حكومات المحيط الإقليم العربي لاتخاذ مواقف أكثر تشنجا وأشد طائفية.
 
19.    أول عملية حد من التطرف الإسلامي والشيعي من نفس الطائفة قام بها المالكي، عندما أطلق ما أسماه بصولة الفرسان ضد جيش المهدي وعصائب الحق وغيرهما، مما أكسبه شعبية كبيرة، انقلب من بعد ذلك على صولته، وبعدما حصد أصوات المخدوعين، من أجل تكريس سلطته واستجابة للتوجيهات الإيرانية.

20.    تحويل النواب الشيعة مجلس النواب إلى حسينية شيعية في كل مناسبة دينية شيعية ينم عن عدم احترام لمشاعر أبناء المذهب الآخر، وأبناء الديانات الأخرى، بل وأبناء نفس الطائفة الشيعية من غير المؤمنين ببعض تلك الشعارات، أو غير المنسجمين مع تلك اليافطات الشيعية الصارخة والمستفزة، التي تملأ مجلس النواب في المناسبات الدينية الشيعية.

21.    المواقف من تدخلات دول المحيط الإقليمي المضرة بالعراق من جانب إيران وسوريا والسعودية وتركيا وقطر، كانت مواقف طائفية من الجهتين، فالسياسيون السنة يسكتون عن تدخلات السعودية وسوريا ما قبل الربيع العربي وغيرها بل ينسقون اليوم بشكل واضح مع قطر والسعودية وتركيا، والسياسيون الشيعة يسكتون عن تدخلات إيران المضرة والمهينة، بل ينسق الكثير من القوى الشيعية مع إيران وينفذون أجنداتهم.

22.    أول استفزاز طائفي بمقاضاة المتهمين بأعمال العنف أو حتى الإرهاب والفساد، كان من قبل المالكي، عندما بدأ بقضية طارق الهاشمي ثم رافع العيساوي، وهو يعلم أن في الوسط السياسي الشيعي أيضا من هو متورط بالعنف وبالفساد وسرقة المال العام، وسمعت مرة منه شخصيا ذكر اسم أحد السياسيين الشيعة ووصفه بـ(القاتل) وذكره اسم سياسي شيعي ثان ووصفه إياه بـ(السارق)، فسكت عن القتلة الشيعة، وفتح ملفات القتلة السنة، بينما كل قاتل مجرم، وأسوأ القتلة هو الطائفيون، لكن المالكي عمل على مقاضاة المتورطين السنة دون الشيعة، وتستر حتى على المتورطين الشيعة منهم، ناهيك عن موقفه من سراق المال العام من الشيعة.

23.    أول انتفاضة شعبية واسعة تشبه الثورة بمنطلقات طائفية، هي انتفاضة المحافظات السنية بشعارات سنية، وأعلام بعثية، دون أن ننفي وجود العقلاء اللاطائفيين، لكن صوتهم يكاد لا يسمع في صخب الأصوات الطائفية، كما إن صوت عقلاء الشيعة غير مسموع.

24.    حزب الدعوة حزب طائفي، المجلس الأعلى حزب طائفي، التيار الصدري حزب طائفي، تيار الإصلاح الوطني حزب طائفي، حزب الفضيلة حزب طائفي، الحزب الإسلامي العراقي حزب طائفي، أكثر نواب العراقية السنة نواب طائفيون، أكثر نواب التحالف الوطني نواب طائفيون، انتفاضة المحافظات السنية انتفاضة طائفية، علماء السنة في ساحات الاعتصام علماء طائفيون.

25.    بعض الطائفية تمثل فعلا طائفيا، وبعضها يمثل رد فعل طائفي، وكلاهما ظالمان، وإن كان البادئ أظلم. والفعل الطائفي الأشد طائفية، والبادئ بالفعل الطائفي، لا يبرئ الفعل الأخف طائفية نسبيا، أو الذي مثل رد فعل أكثر مما هو فعل طائفي ابتداءً من الطائفية.

26.    على طول التاريخ الطائفية السنية أشد وأكثر تطرفا من الطائفية الشيعية، لكن هذا لا يبرر للطائفية الشيعية ولا يبرئ الطائفيين الشيعة من طائفيتهم.

27.    دائما كان هناك عقلاء ينبذون الطائفية ويعملون على إنهاء الفرقة بين المسلمين من الطائفتين. لكن الفعل الطائفي هو الأكثر تأثيرا.

28.    المتدينون السنة، أعني غير العراقيي، يتدخلون أكثر في صلاة ووضوء وعبادات المسلم، عندما يرونها على غير مذاهبهم السنية، فأنت تكاد لا تجد شيعيا يستنكر على سني وضوءه أو طريقة وقوفه في الصلاة، لأنها مغايرة للقواعد الفقهية للشيعة، بل تتكرر حالات التدخل والاستنكار والاستغراب دائما من قبل متدينين ودعاة دين سنة، عندما يرون من يصلي مسبلا يديه، حتى لو كان مالكيا، أو يمسح في الوضوء على قدميه، أو يسجد على قطعة من الطين المجفف، المعروف في العراق بالتربة، وفي لبنان بالسجدة، وفي إيران بالمُهر، لكون الطينة ممهورة أي مختومة برسمة أو عبارة تؤكد شبهة عبادة الأئمة، مما يرفضه عقلاء المتدينين من الشيعة حتما، لكنه التشيع الصفوي الذي أدانه مفكرون إيرانيون قبل العرب، كعلي شريعتي.

29.    المكفّرون للشيعة من السنة، لاسيما الوهابيون أكثر بكثير، لكن هناك من خطباء المنبر الحسيني من الشيعة أيضا المكفرون للسنة والمسيئون لرموزهم التاريخية والمستفزون للشيعة، بل المكفرون للشيعي الذي يرفض سب الصحابة والخلفاء وزوجات النبي.

30.    السنة يسمون أولادهم بأسماء شيعية (علي، حسن، حسين، فاطمة، زينب، عمار)، بينما الشيعة لا يسمون أولادهم بأسماء سنية (أبو بكر، عمر، عائشة، حفصة)، ولو إنهم قد يستخدمون أسماء لرموز سنية غير مركزية، مثل (عثمان، خالد، وليد، مروان).

ذكرت هذه النقاط، مع تسجيل احترامي لعقلاء السنة وعقلاء الشيعة، واعتذاري، إذا كنت مسست مشاعر هؤلاء أو هؤلاء، فإني أردت أن أسجل الحقائق التي لمستها، وربما فاتتني أشياء.