الأربعاء، 1 مايو 2013

التدخل بشؤون المواطن


التدخل بشؤون المواطن العادي لاسيما ملبسه مثل الحجاب وملابس المرأة ، الغاية منه هي جس نبض الشارع لعله يندس بين الناس ليلهيها عن متاعبها ومطالبها المهمة .

قصور الاعلام العراقي  وضعفه او خضوعه لاجندات الاحزاب المتنفذة، يعني تيتي تيتي مثل مارحت اجيتي!

ان الوسيلة المتبعة من قبل المسئولين في بلداننا الا وهي التدخل في الشؤون الشخصية جدا لاسيما الملبس .. فيها عدة ابعاد اولها تدجين المواطن وتحويله من انسان يفكر وفاعل بالمجتمع الى مجرد كائن يسير وفق اوامرهم ومصالح المتنفذين لضمان عدم رفضه لكل ماسيصدر عنه خاصة ما يمس مصلحة المسئول والحاكم والمتنفذ الشخصية طبعا.

والبعد الثاني هو لاشغال الناس عن ما هو مهم واهم وما يمس حياتهم اليومية وبالتالي يمس المجتمع بشكل مباشر ويعطل عجلة تطوره ونموه وازدهاره.

والبعد الاخر، هو الغطاء الذي تحاول تلك المؤسسات ان تضعه على بالوعات الخدمات المهمة والحياتية والتي فاحت نتانة التقصير والتراخي والمماطلة بتنفيذها وتحسينها بما يعيد الاعتبار للمواطن وكرامته.

فهل ملابس الموظف اهم من ادائه الوظيفي؟ اهم من تعطيله معاملات المواطنين؟ خاصة الذين ليس لديهم الامكانية لدفع الرشاوى.

هل الحجاب اهم من رفع بعض المتاعب او تخفيها عن كاهل المراة والمواطن بشكل عام بتحسين الكهرباء وتوفير الغاز وما تتطلبه الحياة اليومية ؟ على الأقل لضمان إخلاصه بالعمل وانجازه الواجبات بشكل يؤثر بالمجتمع بشكل ايجابي وهذا مردوده سيعم الجميع..لكن المسئولين المتنفذين خاصة (دعاة الدين) لا يهمهم من المناصب غير الأرباح التي يجنوها والأموال التي يكنزوها فالسلطة والوظيفة هي مغانم اكتسبها بحربه (الانتخابية) العشائرية الطائفية، ليعيد مهازل ايام داحس والغبراء!؟

فالحجاب كتبت عنه سابقا لاعلاقة له بالدين، بقدر صلته بالعادات والتقاليد..اضافة الى ان الحجاب اذا غلف بغلاف الدين، فيه نوع من الكفر! كيف؟ لأنه ينتقص من قدرة الخالق وكمال صنعه للإنسان امرأة كان أو رجل "وخلقنا الإنسان بأحسن تقويم" .

اذن هي وسيلة رخيصة تتبناها الحكومات الضعيفة والمسئولين الذين بالإمكان وصفهم(ضمير سز). لعلهم يفلتوا من الحساب والعقاب.

في الدول المتقدمة الحضارية.. يعاقب من يتدخل بشؤون الفرد الخاصة لاسيما الملبس...حتى لو كان الانتقاد موجه ضد الجماعات التي قد تهدد المجتمع الأوربي مثل المنقبات أو ذوي الدشاديش القصيرة النشاز! من الذين يتخذون من الارهاب وسيلة لنشر اسلامهم!؟

لكن الإعلام وحتى المواطن الأوربي العادي، يبادر قبل المسئول لإدانة واستنكار والمطالبة بتغيير أي قرار قد يضر البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. بل الكل يقف بوجه أي تقصير او تخريب تتعرض له مؤسسات الدولة او الخدمات التي قد تؤذي المواطن.
ابتسام الطاهر

 

تعلموا من أوباما


 
الاثنين، 29 نيسان، 2013
كان انفجار بوسطن حدثا مفاجئا للعالم كله.. تصدر النشرات الاخبارية والصحف في كل مكان تقريبا. ولم يمض على الانفجار ساعات حتى ظهر الرئيس الامريكي أوباما ليتحدث الى شعبه أمام وسائل الاعلام. ومن شاهد خطاب اوباما الاول، لاحظ بالطبع انه لم يلقي اللوم على أحد، بل أدان الارهاب الذي روّع المشاركين العزل في سباق الماراثون، رغم ان اوباما وكل من وراءه من ساسة أميركا، وفي مناسبات عديدة اعتادوا اتهام القاعدة والدول التي تقوم بدعمها والمتشددين وغيرهم بالارهاب. لكن أوباما الذي كسا وجهه الحزن وطغت على ملامحه الجدية، لم يهدد أو يتوعد، بل قدم تعازيه الى اهالي الضحايا واكتفى بالتعبير عن بشاعة الارهاب وعبر عن ادانته ورفضه وأكد سعي حكومته للقبض على الجناة، و(نفذ وعده في أقل من اسبوع). أما ماجذب انتباهي الى الرئيس الامريكي، فهو ملامح اخرى حاول اوباما اخفاءها بصرامته وجديته، فالانسان يمكن أن يتظاهر بالحزن، خصوصا السياسيين الذي تعودوا ارتداء الاقنعة حسب المناسبات، لكن لايمكن اخفاء ملامح الخجل بسهولة، فهي تطفو في لحظة ضعف قد لايشعر بها الانسان، فلا يمكنه تزويقها أو تداركها. فهل كنت واهمة أم خيل الي مالاحظته من ارتباك اوباما ونظراته التي تتراقص هربا من التركيز على نقطة محددة؟ لست من معجبي اوباما ولن أدعي معرفتي بسايكولوجية الرجل او نواياه، لكن من يتابع أخبار هذا العالم المسمى ب(الغربي) سيفهم تماما ماأعنيه، فأي مسؤول في تلك الدول يعتبر نفسه مسؤولا حقا –ليس بالاسم والامتيازات- وانما بتحمله لأمانة أرواح المواطنين الذين منحوه أصواتهم، بل وحتى احتياجاتهم وهمومهم وكل مايتعلق بحياتهم لذا يشعر بالخجل من أن يتسبب لهم بخيبة أمل.
قتل في انفجار بوسطن ثلاثة أشخاص وجرح أو اصيب مايقارب 170 شخص، كما ذكرت وسائل الاعلام، وقتل في أحداث الحويجة 120 شخص وجرح العشرات، وقتل في نفس اليوم والذي يليه في الرمادي وديالى والموصل والنجف عشرات. وصار من الطبيعي ان يطل علينا رئيس الوزراء بنبرة لاتختلف عن سابقاتها.. تهديد ووعيد واتهام لفلول البعث والقاعدة، وفي كل مرة تزداد نبرته قسوة وحدة وكأننا سنشهر السلاح لدحر الارهاب. وعوضا عن التعبير عن الأسف او الاعتذار او الخجل، يجد رئيس الوزراء واعضاء حكومته والبرلمان في المذابح الجماعية للشعب فرصة لتسقيط بعضهم وتبادل الاتهامات والمطالبة بمكاسب خاصة، ولسان حالهم يترجم خطاباتهم الى: الميت الله وياه.. المهم احنه نعيش ونحكم.. وفدوه ياعراقيين تروحون لجيوب ساستكم وكراسيهم.
وعادة يبدأ الخطاب أو ينتهي بتقديم التعازي الى أهالي الضحايا واطلاق الوعود بتعويضهم رغم ان معظم من سبقهم من شهداء الارهاب لم يتسلم اهاليهم التعويضات حتى الآن، أما من تسلمها منهم فقد تبعثرت كرامته على ابواب دوائر المحافظات لسنوات.
كلنا بات يعلم ان الارهاب لن ينتهي بتهديد أو وعيد، ففي بداية الامر، أي في العام 2005 تقريبا، كان معظم مقاتليه من العرب والاجانب الذين جاوؤا بحثا عن الجهاد ، لكن هؤلاء رحلوا اما الى احضان الرسول وطمعا في مائدته أو الى بلدان اخرى، بعد ان زرعوا جنينا في رحم (بنت البيت) فأنجبت افرادا وقبائل من القاعديين والحامضيين من كل الاطراف، فأصبح عدونا (منّا وبينا). فماذا سيكون رد فعل أوباما لو ظهر بأن منفذي التفجيرات هم من الاميركان وليسوا شيشانا مهاجرين؟ هل سيغوص في بدلته الانيقة خجلا، أم يعتكف في غرفة نومه طالبا من ميتشيل أن (تكابله) لطما على الخدود؟ وقد يهرع الى مكتبه فورا لكتابة استقالته قبل ان يتعرض الى مساءلة مجلس الشيوخ وكل المجالس المركزية والمحلية.
في صغري، كانت جدتي تكرر دوما: الخجل قطرة تنور الجبين اذا وكعت ينغسل البشر ويسوي ويضيع المستحى. ورغم ان اوباما داكن البشرة، الا ان تلك القطرة كانت تضئ جبينه، ومن الغريب ان حكومتنا تربت في احضانه ولم تتعلم منه ذلك؟؟
مجلة سطور/ كتابات/ مركز النور

 

 

نحو مؤتمر وطني لدرء المخاطر عن بلدنا


لم يمر العراق طيلة تاريخه السياسي الحديث بوضع معقد وقابل للانفجار وتشظي الدولة كما هو عليه اليوم، ولكي يكون المرء واضحا وصادقا مع نفسه وشعبه عليه في هذه الاوقات العصيبة  تحديدا ان يبتعد كليا عن المجاملة السياسية، وهذا ما لا نجده في اوساط السياسيين والكثير من المثقفين العراقيين الذين اصبح ديدنهم هو توجيه التهم الى اطراف تتقاطع معه اما طائفيا او قوميا، بعد ان انزوت الروح الوطنية نتيجة فشل القوى السياسية المهيمنة في حل مشكلات البلد بعيدا مقابل نمو النزعات الطائفية والقومية.

 

ان الازمة الشبه مستعصية اليوم ليست وليدة اللحظة قدر ما هي تراكم كمي ونوعي لسلسلة من المشكلات اوجدتها ظروف سياسية معقدة مرت بها البلاد لقرابة التسعة عقود من عمرها، ولترسم خلال العقد الاخير نتيجة الاحتلال وتدخلات الدول الاقليمية خارطة جديدة حملت تباشير تدمير الدولة بعد ان عجزت القوى السياسية المتنفذة عن تبني مشروع وطني عابر للطوائف والقوميات، لتعود بطبيعة علاقاتها مع مجموع الشعب العراقي الى عصر ما قبل الدولة لتحتمي بطوائفها وعشائرها ومؤسساتها الدينية بعد ان كرست نظاما سياسيا لم تستطع لليوم ايجاد تعريف حقيقي له، في ما اذا كان نظاما للشراكة الوطنية ام نظاما للمحاصصة الطائفية القومية.

 

ان الابتعاد عن المجاملة السياسية المؤذية جدا في هذا الظرف الحساس من عمر الوطن يدعونا ان نشير الى عناصر الازمة بصوت عال ونحملها المسؤولية عما حدث ويحدث، فكلنا مسؤولون بهذا القدر او ذاك عما يجري، وكلنا مسؤولون بهذا القدر او ذاك عن الدم العراقي الذي يراق يوميا. ولكن حجم المسؤولية ومساحتها  يختلفان من طرف الى آخر. وتبقى القوى المهيمنة على المشهد السياسي العراقي اليوم بما لها من امكانيات عززتها تواجدها في السلطة تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية.  وهي قوى الاسلام السياسي الشيعي على الرغم من خلافاتها الظاهرية، والقائمة العراقية "المفككة" بتياراتها الاسلامية السنية والقومية والبعثية، والكورد في اقليمهم شبه المستقل، يضاف اليهم  قوى التيار الديموقراطي التي بقيت خلال السنوات العشر الاخيرة ممثلة للنخبة الحالمة بالتغيير دون  ان توفر لنفسها مساحات الحركة في المجتمع الذي كان ولا يزال بحاجة ماسة الى صوته في التغيير الحقيقي بالعملية السياسية، لتخطوا نهاية الامر خطوة جريئة جنت ثمارها وان كانت دون الطموح المطلوب والمشروع.

 

لقد اثبتت الاحداث وبشكل ملموس ان القوى المتنفذة الثلاث لن تستطيع ايجاد مخرج للازمات المتعددة التي يمر بها البلد، كونها وببساطة شديدة مستنسخة  لهذه الازمات وتغذيها في منعطفات سياسية تنتقيها بدقة. ولم يحدث ان اتفقت هذه القوى فيما بينها على اية مسألة وغالبا ما كان الاتفاق بينها على شكل اثنين ضد واحد، فاذا تحالف الكورد والشيعة كان السنة خارج اللعبة، واذا تحالف الشيعة مع السنة كان الكورد خارج اللعبة وهكذا، في عملية سياسية اشبه ما تكون بلعب الصبيان في الحواري. وكنتيجة للصراع العقيم بين هذه القوى وخصوصا الشيعية والسنية وتاثيرها على حياة الناس بل وتهديد وجودهم رأينا مقاطعة واسعة من الجماهير وصلت لاكثر من 50% لانتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، والذي يعتبر بحد ذاته استفتاءا شعبيا رافضا لوجود هذه القوى في السلطة مستهزءا بها وبانتخاباتها على الرغم من خطأ عدم مشاركتها وتصويتها لبديل عنها.

 

واليوم والعراق على مفرق طرق خطيرقد يؤدي الى حرب طائفية جديدة اكثر بشاعة وقسوة ووحشية من سابقتها، فان انعقاد مؤتمر وطني واسع يضم اضافة الى احزاب السلطة التي فشلت لليوم في الجلوس الى دائرة مستديرة ، قوى التيار الديموقراطي وممثلين عن النقابات والمكونات العراقية  والمؤسسات الدينية، وجميع القوى السياسية المؤمنة بالعملية السياسية وتطويرها اصبح امرا ضروريا بل ومطلوبا على وجه السرعة. ان تعالي بعض الاحزاب ورفضها لمثل هذا المؤتمر والذي دعت اليه بعض القوى السياسية منذ فترة ليست بالقصيرة واصرارها على ان تكون الاجتماعات بين احزاب السلطة نفسها، اثبتت فشلها الكبير في عدم فهمها لحركة الواقع السياسي، واستمرار هذا الرفض والتعالي لن يخدم العملية السياسية المهددة بالانهيار في اية لحظة نتيجة فعل احمق من اي طرف. ان عقد المؤتمر الوطني الواسع يعتبر اليوم ضرورة ملحة من اجل تجاوز المخاطر التي تهدد بلدنا وشعبنا، فلنعمل جميعا من اجل هزيمة قوى الشر التي تكالبت على بلدنا وتقوده نحو الهاوية.

 

زكي رضا

الدنمارك

29/4/2013

 

   

 

   

 

انتخبوني


بشرى الهلالي
الثلاثاء، 16 نيسان، 2013
لم أرشح للانتخابات.. ولاأنوي ذلك.. فلم أحب الخوض في السياسة يوما الا من خلال متابعة الاخبار.. الا انني قررت اليوم أن أرشح نفسي من أجلكم.
يجب أن يكون لي برنامج انتخابي بالطبع.. مالذي تريدونه؟
زيادة في الرواتب؟ لقد رفعوا رواتبكم من 3000 الاف دينار كانت لاتكفي لشراء كيلو لحم في زمن الطاغية الى مئات الالاف والملايين، وحتى لو ارتفعت اسعار كل الاشياء، فانتم بحاجة الى ممارسة (كي لاننسى) احد برامج النظام السابق، والترف المبالغ فيه قد يفسدكم.. وانتم شعب يركن الى مبدأ (القناعة كنز لايفنى).
نفط وغاز وبنزين؟.. لقد اختفت الطوابير منذ سنوات.. فما الضير لو تضاعف سعر اللتر عشرات المرات؟
مدارس ونظام تعليمي ومجانية.. و.. و؟ مشاريع طلاء المؤسسات التعليمية مستمرا، ولاأظنهم يرون حاجة الى بناء المزيد طالما ان لدينا صفوفا تكفي لسبعين او تسعين طالبا، فليس هنالك اكثر أصالة من أن يجلس الطالب في نفس المقعد الذي جلس عليه قبله والده وربما جده. كما ان لكل نظام انجازاته التي تميزه وهم ساعون بجدية الى بناء نظام الدروس الخصوصية لدعم المدرس الفقير واختراع قوانين تربوية لانجاح الطالب بالقوة ضمن دور ثاني وثالث وربما رابع.
مستشفيات وادوية.. و.. و.. و؟..  الم تسمعوا عن عشرات المشاريع عن مستشفيات المانية وايرانية وربما هندية، وادوية من مختلف المناشئ حتى أدمن نصف مرضانا المخدرات.
جوامع وحرية العبادة.. و ..؟ أظنكم لن تطلبوا شيئا أكثر، فأيام اللطم منحتكم عطلا رسمية تفوق أيام (الفاو) و (النصر العظيم ) و (توكلنا على الله ثانية و ثالثة) وعيد ميلاد الريس. ثم ان الحظر رفع عن ارتداء العمائم واطلاق اللحى والنقاب وال(بوشي) وكل المحظورات في الزمن الغابر حتى تزعم العديد من رجال الدين الحكومة والمعارضة.
حرية اعلام وفن؟ لاأظن انكم ستجرؤون على طلب الكثير.. لديكم اكثر من 100 صحيفة و50 قناة تلفزيونية واكثر من15 الف عضوا في نقابة الصحفيين التي لم يكن اعضاءها يتجاوزون الثلاثة آلاف. لكنكم مازلتم في فترة الرضاعة وتحتاجون الى تعلم المشي في أروقة حرية الاعلام، لذا يتمتع جمهوركم بانجازات العهد الجديد الذي اتاح له الاسترخاء مع حسناوات الفن التركي والسوري و(ختلات) الفيس بوك.
حرية وديمقراطية؟ انكم ترفلون بها منذ عشر سنوات.. لديكم برلمانا يحمل معظم افراده جناسي اجنبية.. الا يكفي انهم ضحوا بحياتهم العائلية فأودعوا عوائلهم في بلدان اوربا ليكرسوا وقتهم لخدمتكم بين اسوار المنطقة الخضراء؟
ثم ان لكل مواطن الحق في عبور الرصيف عندما يشتد الزحام حتى وان حطم مقرنصات أمانة العاصمة الوردية.. ومن حقكم ارتكاب أية مخالفة مرورية كتعويض عن غلق معظم الطرق الرئيسية والمنافذ والافرع وزرع الاف المفارز والكتل الكونكريتية.
مالذي تبقى لي اذن؟ انكم تنعمون بمنجزاتهم ولم يتركوا لي ماسأدعي انجازه فيما لو رشحت نفسي.
هي الاخيرة.. مايظنونه انجازا.. وماتمخض عن خطة فرض القانون الشهيرة التي وضعت نهاية لما أطلقوا علي حربا اهلية.. رغم انها كانت حربهم ولم يشترك الاهالي فيها سوى كونهم ضحايا.
المفارز.. سيكون برنامجي الانتخابي هو الدعوة لرفع المفارز والحواجز وكل اشكال الكتل الكونكريتية.. فلم يتبق في شوارع بغداد خمسين مترا دون مفرزة.. لاننكر انهم وفروا فرصة للمواطن المجهد ان يغفو لبعض الوقت، ولبعض الشباب بأن يجدوها فرصة لمغازلة الحبيبات في مكالمة خلوية. لاننكر ان المفارز كانت اعظم تمرين (يوغا) لتدريب العراقي على ضبط الاعصاب والتحمل والصبر. ولاننكر ايضا انها وفرت فرصة في اوقات كثيرة لعمليات الارهاب وقتل الجنود وافراد الشرطة. هم يعلمون والكل يعلم بأن مفارزهم ليس لها دور او اهمية في قمع الارهاب بل وجدت لقمع المواطن الذي تخللته دون أن يعلم، فغرست جذورها في عقله ومخيلته حتى بات مسكونا بهاجس الامان.
لن أعدكم بأني سانجح في تحقيق برنامجي الانتخابي.. ولن يكون جديدا عليكم.. فما أكثر وعود المرشحين، ولن اكون بأفضل منهم. لكني أحتاج دعمكم.. أحلم بأن أترجل يوما من سيارتي واحمل معولا لاحطم هيكل مفرزة.. فيتبعني كل الغافين في الطابور لنقضي على كل الهياكل ونسقطها كما أسقطوا الصنم في يومهم المشهود. ولا اخفي عليكم اني فكرت بفعل هذا.. فكلما اقتربت من مفرزة أشعر بدمي يغلي وبرغبتي في تنفيذ حلمي.. لكني أخشى من ان احمل معولي والتفت حولي فلا أسمع سوى صوت منبهات السيارات وأصواتهم (يمعودة مو وكتها.. عطلتينا).. تطالبني بالابتعاد عن الطريق، وربما سيطالبون حرس المفرزة بابعادي، وسيجد هؤلاء عذرا لاقتيادي بتهمة (4) أرهاب.
كتابات