الأربعاء، 1 مايو 2013

التدخل بشؤون المواطن


التدخل بشؤون المواطن العادي لاسيما ملبسه مثل الحجاب وملابس المرأة ، الغاية منه هي جس نبض الشارع لعله يندس بين الناس ليلهيها عن متاعبها ومطالبها المهمة .

قصور الاعلام العراقي  وضعفه او خضوعه لاجندات الاحزاب المتنفذة، يعني تيتي تيتي مثل مارحت اجيتي!

ان الوسيلة المتبعة من قبل المسئولين في بلداننا الا وهي التدخل في الشؤون الشخصية جدا لاسيما الملبس .. فيها عدة ابعاد اولها تدجين المواطن وتحويله من انسان يفكر وفاعل بالمجتمع الى مجرد كائن يسير وفق اوامرهم ومصالح المتنفذين لضمان عدم رفضه لكل ماسيصدر عنه خاصة ما يمس مصلحة المسئول والحاكم والمتنفذ الشخصية طبعا.

والبعد الثاني هو لاشغال الناس عن ما هو مهم واهم وما يمس حياتهم اليومية وبالتالي يمس المجتمع بشكل مباشر ويعطل عجلة تطوره ونموه وازدهاره.

والبعد الاخر، هو الغطاء الذي تحاول تلك المؤسسات ان تضعه على بالوعات الخدمات المهمة والحياتية والتي فاحت نتانة التقصير والتراخي والمماطلة بتنفيذها وتحسينها بما يعيد الاعتبار للمواطن وكرامته.

فهل ملابس الموظف اهم من ادائه الوظيفي؟ اهم من تعطيله معاملات المواطنين؟ خاصة الذين ليس لديهم الامكانية لدفع الرشاوى.

هل الحجاب اهم من رفع بعض المتاعب او تخفيها عن كاهل المراة والمواطن بشكل عام بتحسين الكهرباء وتوفير الغاز وما تتطلبه الحياة اليومية ؟ على الأقل لضمان إخلاصه بالعمل وانجازه الواجبات بشكل يؤثر بالمجتمع بشكل ايجابي وهذا مردوده سيعم الجميع..لكن المسئولين المتنفذين خاصة (دعاة الدين) لا يهمهم من المناصب غير الأرباح التي يجنوها والأموال التي يكنزوها فالسلطة والوظيفة هي مغانم اكتسبها بحربه (الانتخابية) العشائرية الطائفية، ليعيد مهازل ايام داحس والغبراء!؟

فالحجاب كتبت عنه سابقا لاعلاقة له بالدين، بقدر صلته بالعادات والتقاليد..اضافة الى ان الحجاب اذا غلف بغلاف الدين، فيه نوع من الكفر! كيف؟ لأنه ينتقص من قدرة الخالق وكمال صنعه للإنسان امرأة كان أو رجل "وخلقنا الإنسان بأحسن تقويم" .

اذن هي وسيلة رخيصة تتبناها الحكومات الضعيفة والمسئولين الذين بالإمكان وصفهم(ضمير سز). لعلهم يفلتوا من الحساب والعقاب.

في الدول المتقدمة الحضارية.. يعاقب من يتدخل بشؤون الفرد الخاصة لاسيما الملبس...حتى لو كان الانتقاد موجه ضد الجماعات التي قد تهدد المجتمع الأوربي مثل المنقبات أو ذوي الدشاديش القصيرة النشاز! من الذين يتخذون من الارهاب وسيلة لنشر اسلامهم!؟

لكن الإعلام وحتى المواطن الأوربي العادي، يبادر قبل المسئول لإدانة واستنكار والمطالبة بتغيير أي قرار قد يضر البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. بل الكل يقف بوجه أي تقصير او تخريب تتعرض له مؤسسات الدولة او الخدمات التي قد تؤذي المواطن.
ابتسام الطاهر

 

تعلموا من أوباما


 
الاثنين، 29 نيسان، 2013
كان انفجار بوسطن حدثا مفاجئا للعالم كله.. تصدر النشرات الاخبارية والصحف في كل مكان تقريبا. ولم يمض على الانفجار ساعات حتى ظهر الرئيس الامريكي أوباما ليتحدث الى شعبه أمام وسائل الاعلام. ومن شاهد خطاب اوباما الاول، لاحظ بالطبع انه لم يلقي اللوم على أحد، بل أدان الارهاب الذي روّع المشاركين العزل في سباق الماراثون، رغم ان اوباما وكل من وراءه من ساسة أميركا، وفي مناسبات عديدة اعتادوا اتهام القاعدة والدول التي تقوم بدعمها والمتشددين وغيرهم بالارهاب. لكن أوباما الذي كسا وجهه الحزن وطغت على ملامحه الجدية، لم يهدد أو يتوعد، بل قدم تعازيه الى اهالي الضحايا واكتفى بالتعبير عن بشاعة الارهاب وعبر عن ادانته ورفضه وأكد سعي حكومته للقبض على الجناة، و(نفذ وعده في أقل من اسبوع). أما ماجذب انتباهي الى الرئيس الامريكي، فهو ملامح اخرى حاول اوباما اخفاءها بصرامته وجديته، فالانسان يمكن أن يتظاهر بالحزن، خصوصا السياسيين الذي تعودوا ارتداء الاقنعة حسب المناسبات، لكن لايمكن اخفاء ملامح الخجل بسهولة، فهي تطفو في لحظة ضعف قد لايشعر بها الانسان، فلا يمكنه تزويقها أو تداركها. فهل كنت واهمة أم خيل الي مالاحظته من ارتباك اوباما ونظراته التي تتراقص هربا من التركيز على نقطة محددة؟ لست من معجبي اوباما ولن أدعي معرفتي بسايكولوجية الرجل او نواياه، لكن من يتابع أخبار هذا العالم المسمى ب(الغربي) سيفهم تماما ماأعنيه، فأي مسؤول في تلك الدول يعتبر نفسه مسؤولا حقا –ليس بالاسم والامتيازات- وانما بتحمله لأمانة أرواح المواطنين الذين منحوه أصواتهم، بل وحتى احتياجاتهم وهمومهم وكل مايتعلق بحياتهم لذا يشعر بالخجل من أن يتسبب لهم بخيبة أمل.
قتل في انفجار بوسطن ثلاثة أشخاص وجرح أو اصيب مايقارب 170 شخص، كما ذكرت وسائل الاعلام، وقتل في أحداث الحويجة 120 شخص وجرح العشرات، وقتل في نفس اليوم والذي يليه في الرمادي وديالى والموصل والنجف عشرات. وصار من الطبيعي ان يطل علينا رئيس الوزراء بنبرة لاتختلف عن سابقاتها.. تهديد ووعيد واتهام لفلول البعث والقاعدة، وفي كل مرة تزداد نبرته قسوة وحدة وكأننا سنشهر السلاح لدحر الارهاب. وعوضا عن التعبير عن الأسف او الاعتذار او الخجل، يجد رئيس الوزراء واعضاء حكومته والبرلمان في المذابح الجماعية للشعب فرصة لتسقيط بعضهم وتبادل الاتهامات والمطالبة بمكاسب خاصة، ولسان حالهم يترجم خطاباتهم الى: الميت الله وياه.. المهم احنه نعيش ونحكم.. وفدوه ياعراقيين تروحون لجيوب ساستكم وكراسيهم.
وعادة يبدأ الخطاب أو ينتهي بتقديم التعازي الى أهالي الضحايا واطلاق الوعود بتعويضهم رغم ان معظم من سبقهم من شهداء الارهاب لم يتسلم اهاليهم التعويضات حتى الآن، أما من تسلمها منهم فقد تبعثرت كرامته على ابواب دوائر المحافظات لسنوات.
كلنا بات يعلم ان الارهاب لن ينتهي بتهديد أو وعيد، ففي بداية الامر، أي في العام 2005 تقريبا، كان معظم مقاتليه من العرب والاجانب الذين جاوؤا بحثا عن الجهاد ، لكن هؤلاء رحلوا اما الى احضان الرسول وطمعا في مائدته أو الى بلدان اخرى، بعد ان زرعوا جنينا في رحم (بنت البيت) فأنجبت افرادا وقبائل من القاعديين والحامضيين من كل الاطراف، فأصبح عدونا (منّا وبينا). فماذا سيكون رد فعل أوباما لو ظهر بأن منفذي التفجيرات هم من الاميركان وليسوا شيشانا مهاجرين؟ هل سيغوص في بدلته الانيقة خجلا، أم يعتكف في غرفة نومه طالبا من ميتشيل أن (تكابله) لطما على الخدود؟ وقد يهرع الى مكتبه فورا لكتابة استقالته قبل ان يتعرض الى مساءلة مجلس الشيوخ وكل المجالس المركزية والمحلية.
في صغري، كانت جدتي تكرر دوما: الخجل قطرة تنور الجبين اذا وكعت ينغسل البشر ويسوي ويضيع المستحى. ورغم ان اوباما داكن البشرة، الا ان تلك القطرة كانت تضئ جبينه، ومن الغريب ان حكومتنا تربت في احضانه ولم تتعلم منه ذلك؟؟
مجلة سطور/ كتابات/ مركز النور

 

 

نحو مؤتمر وطني لدرء المخاطر عن بلدنا


لم يمر العراق طيلة تاريخه السياسي الحديث بوضع معقد وقابل للانفجار وتشظي الدولة كما هو عليه اليوم، ولكي يكون المرء واضحا وصادقا مع نفسه وشعبه عليه في هذه الاوقات العصيبة  تحديدا ان يبتعد كليا عن المجاملة السياسية، وهذا ما لا نجده في اوساط السياسيين والكثير من المثقفين العراقيين الذين اصبح ديدنهم هو توجيه التهم الى اطراف تتقاطع معه اما طائفيا او قوميا، بعد ان انزوت الروح الوطنية نتيجة فشل القوى السياسية المهيمنة في حل مشكلات البلد بعيدا مقابل نمو النزعات الطائفية والقومية.

 

ان الازمة الشبه مستعصية اليوم ليست وليدة اللحظة قدر ما هي تراكم كمي ونوعي لسلسلة من المشكلات اوجدتها ظروف سياسية معقدة مرت بها البلاد لقرابة التسعة عقود من عمرها، ولترسم خلال العقد الاخير نتيجة الاحتلال وتدخلات الدول الاقليمية خارطة جديدة حملت تباشير تدمير الدولة بعد ان عجزت القوى السياسية المتنفذة عن تبني مشروع وطني عابر للطوائف والقوميات، لتعود بطبيعة علاقاتها مع مجموع الشعب العراقي الى عصر ما قبل الدولة لتحتمي بطوائفها وعشائرها ومؤسساتها الدينية بعد ان كرست نظاما سياسيا لم تستطع لليوم ايجاد تعريف حقيقي له، في ما اذا كان نظاما للشراكة الوطنية ام نظاما للمحاصصة الطائفية القومية.

 

ان الابتعاد عن المجاملة السياسية المؤذية جدا في هذا الظرف الحساس من عمر الوطن يدعونا ان نشير الى عناصر الازمة بصوت عال ونحملها المسؤولية عما حدث ويحدث، فكلنا مسؤولون بهذا القدر او ذاك عما يجري، وكلنا مسؤولون بهذا القدر او ذاك عن الدم العراقي الذي يراق يوميا. ولكن حجم المسؤولية ومساحتها  يختلفان من طرف الى آخر. وتبقى القوى المهيمنة على المشهد السياسي العراقي اليوم بما لها من امكانيات عززتها تواجدها في السلطة تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية.  وهي قوى الاسلام السياسي الشيعي على الرغم من خلافاتها الظاهرية، والقائمة العراقية "المفككة" بتياراتها الاسلامية السنية والقومية والبعثية، والكورد في اقليمهم شبه المستقل، يضاف اليهم  قوى التيار الديموقراطي التي بقيت خلال السنوات العشر الاخيرة ممثلة للنخبة الحالمة بالتغيير دون  ان توفر لنفسها مساحات الحركة في المجتمع الذي كان ولا يزال بحاجة ماسة الى صوته في التغيير الحقيقي بالعملية السياسية، لتخطوا نهاية الامر خطوة جريئة جنت ثمارها وان كانت دون الطموح المطلوب والمشروع.

 

لقد اثبتت الاحداث وبشكل ملموس ان القوى المتنفذة الثلاث لن تستطيع ايجاد مخرج للازمات المتعددة التي يمر بها البلد، كونها وببساطة شديدة مستنسخة  لهذه الازمات وتغذيها في منعطفات سياسية تنتقيها بدقة. ولم يحدث ان اتفقت هذه القوى فيما بينها على اية مسألة وغالبا ما كان الاتفاق بينها على شكل اثنين ضد واحد، فاذا تحالف الكورد والشيعة كان السنة خارج اللعبة، واذا تحالف الشيعة مع السنة كان الكورد خارج اللعبة وهكذا، في عملية سياسية اشبه ما تكون بلعب الصبيان في الحواري. وكنتيجة للصراع العقيم بين هذه القوى وخصوصا الشيعية والسنية وتاثيرها على حياة الناس بل وتهديد وجودهم رأينا مقاطعة واسعة من الجماهير وصلت لاكثر من 50% لانتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، والذي يعتبر بحد ذاته استفتاءا شعبيا رافضا لوجود هذه القوى في السلطة مستهزءا بها وبانتخاباتها على الرغم من خطأ عدم مشاركتها وتصويتها لبديل عنها.

 

واليوم والعراق على مفرق طرق خطيرقد يؤدي الى حرب طائفية جديدة اكثر بشاعة وقسوة ووحشية من سابقتها، فان انعقاد مؤتمر وطني واسع يضم اضافة الى احزاب السلطة التي فشلت لليوم في الجلوس الى دائرة مستديرة ، قوى التيار الديموقراطي وممثلين عن النقابات والمكونات العراقية  والمؤسسات الدينية، وجميع القوى السياسية المؤمنة بالعملية السياسية وتطويرها اصبح امرا ضروريا بل ومطلوبا على وجه السرعة. ان تعالي بعض الاحزاب ورفضها لمثل هذا المؤتمر والذي دعت اليه بعض القوى السياسية منذ فترة ليست بالقصيرة واصرارها على ان تكون الاجتماعات بين احزاب السلطة نفسها، اثبتت فشلها الكبير في عدم فهمها لحركة الواقع السياسي، واستمرار هذا الرفض والتعالي لن يخدم العملية السياسية المهددة بالانهيار في اية لحظة نتيجة فعل احمق من اي طرف. ان عقد المؤتمر الوطني الواسع يعتبر اليوم ضرورة ملحة من اجل تجاوز المخاطر التي تهدد بلدنا وشعبنا، فلنعمل جميعا من اجل هزيمة قوى الشر التي تكالبت على بلدنا وتقوده نحو الهاوية.

 

زكي رضا

الدنمارك

29/4/2013

 

   

 

   

 

انتخبوني


بشرى الهلالي
الثلاثاء، 16 نيسان، 2013
لم أرشح للانتخابات.. ولاأنوي ذلك.. فلم أحب الخوض في السياسة يوما الا من خلال متابعة الاخبار.. الا انني قررت اليوم أن أرشح نفسي من أجلكم.
يجب أن يكون لي برنامج انتخابي بالطبع.. مالذي تريدونه؟
زيادة في الرواتب؟ لقد رفعوا رواتبكم من 3000 الاف دينار كانت لاتكفي لشراء كيلو لحم في زمن الطاغية الى مئات الالاف والملايين، وحتى لو ارتفعت اسعار كل الاشياء، فانتم بحاجة الى ممارسة (كي لاننسى) احد برامج النظام السابق، والترف المبالغ فيه قد يفسدكم.. وانتم شعب يركن الى مبدأ (القناعة كنز لايفنى).
نفط وغاز وبنزين؟.. لقد اختفت الطوابير منذ سنوات.. فما الضير لو تضاعف سعر اللتر عشرات المرات؟
مدارس ونظام تعليمي ومجانية.. و.. و؟ مشاريع طلاء المؤسسات التعليمية مستمرا، ولاأظنهم يرون حاجة الى بناء المزيد طالما ان لدينا صفوفا تكفي لسبعين او تسعين طالبا، فليس هنالك اكثر أصالة من أن يجلس الطالب في نفس المقعد الذي جلس عليه قبله والده وربما جده. كما ان لكل نظام انجازاته التي تميزه وهم ساعون بجدية الى بناء نظام الدروس الخصوصية لدعم المدرس الفقير واختراع قوانين تربوية لانجاح الطالب بالقوة ضمن دور ثاني وثالث وربما رابع.
مستشفيات وادوية.. و.. و.. و؟..  الم تسمعوا عن عشرات المشاريع عن مستشفيات المانية وايرانية وربما هندية، وادوية من مختلف المناشئ حتى أدمن نصف مرضانا المخدرات.
جوامع وحرية العبادة.. و ..؟ أظنكم لن تطلبوا شيئا أكثر، فأيام اللطم منحتكم عطلا رسمية تفوق أيام (الفاو) و (النصر العظيم ) و (توكلنا على الله ثانية و ثالثة) وعيد ميلاد الريس. ثم ان الحظر رفع عن ارتداء العمائم واطلاق اللحى والنقاب وال(بوشي) وكل المحظورات في الزمن الغابر حتى تزعم العديد من رجال الدين الحكومة والمعارضة.
حرية اعلام وفن؟ لاأظن انكم ستجرؤون على طلب الكثير.. لديكم اكثر من 100 صحيفة و50 قناة تلفزيونية واكثر من15 الف عضوا في نقابة الصحفيين التي لم يكن اعضاءها يتجاوزون الثلاثة آلاف. لكنكم مازلتم في فترة الرضاعة وتحتاجون الى تعلم المشي في أروقة حرية الاعلام، لذا يتمتع جمهوركم بانجازات العهد الجديد الذي اتاح له الاسترخاء مع حسناوات الفن التركي والسوري و(ختلات) الفيس بوك.
حرية وديمقراطية؟ انكم ترفلون بها منذ عشر سنوات.. لديكم برلمانا يحمل معظم افراده جناسي اجنبية.. الا يكفي انهم ضحوا بحياتهم العائلية فأودعوا عوائلهم في بلدان اوربا ليكرسوا وقتهم لخدمتكم بين اسوار المنطقة الخضراء؟
ثم ان لكل مواطن الحق في عبور الرصيف عندما يشتد الزحام حتى وان حطم مقرنصات أمانة العاصمة الوردية.. ومن حقكم ارتكاب أية مخالفة مرورية كتعويض عن غلق معظم الطرق الرئيسية والمنافذ والافرع وزرع الاف المفارز والكتل الكونكريتية.
مالذي تبقى لي اذن؟ انكم تنعمون بمنجزاتهم ولم يتركوا لي ماسأدعي انجازه فيما لو رشحت نفسي.
هي الاخيرة.. مايظنونه انجازا.. وماتمخض عن خطة فرض القانون الشهيرة التي وضعت نهاية لما أطلقوا علي حربا اهلية.. رغم انها كانت حربهم ولم يشترك الاهالي فيها سوى كونهم ضحايا.
المفارز.. سيكون برنامجي الانتخابي هو الدعوة لرفع المفارز والحواجز وكل اشكال الكتل الكونكريتية.. فلم يتبق في شوارع بغداد خمسين مترا دون مفرزة.. لاننكر انهم وفروا فرصة للمواطن المجهد ان يغفو لبعض الوقت، ولبعض الشباب بأن يجدوها فرصة لمغازلة الحبيبات في مكالمة خلوية. لاننكر ان المفارز كانت اعظم تمرين (يوغا) لتدريب العراقي على ضبط الاعصاب والتحمل والصبر. ولاننكر ايضا انها وفرت فرصة في اوقات كثيرة لعمليات الارهاب وقتل الجنود وافراد الشرطة. هم يعلمون والكل يعلم بأن مفارزهم ليس لها دور او اهمية في قمع الارهاب بل وجدت لقمع المواطن الذي تخللته دون أن يعلم، فغرست جذورها في عقله ومخيلته حتى بات مسكونا بهاجس الامان.
لن أعدكم بأني سانجح في تحقيق برنامجي الانتخابي.. ولن يكون جديدا عليكم.. فما أكثر وعود المرشحين، ولن اكون بأفضل منهم. لكني أحتاج دعمكم.. أحلم بأن أترجل يوما من سيارتي واحمل معولا لاحطم هيكل مفرزة.. فيتبعني كل الغافين في الطابور لنقضي على كل الهياكل ونسقطها كما أسقطوا الصنم في يومهم المشهود. ولا اخفي عليكم اني فكرت بفعل هذا.. فكلما اقتربت من مفرزة أشعر بدمي يغلي وبرغبتي في تنفيذ حلمي.. لكني أخشى من ان احمل معولي والتفت حولي فلا أسمع سوى صوت منبهات السيارات وأصواتهم (يمعودة مو وكتها.. عطلتينا).. تطالبني بالابتعاد عن الطريق، وربما سيطالبون حرس المفرزة بابعادي، وسيجد هؤلاء عذرا لاقتيادي بتهمة (4) أرهاب.
كتابات

 

 

قصص قصيرة


 
د.ماجدة غضبان المشلب



عند تلك المسترخية كغيمة ، الرحبة كسماء ، الدامية كأصيل ، الفضية كفجر جديد ، تقيم كل ايامي التي بجهلها تأريخي المشرد بين سطور افتراضية.

  

يوم في مقبرة "قلعة سكر"

اهل قريتي يسمونني العمياء ، و حين يضلون السبيل ، و يستعصي عليهم امر تضيق غرفتي الطينية بهم ، و ينصتون لما اقول فحسب.

ما طلبت منهم ان يطهوا لي طعامي او يغسلوا ثيابي في نهر الغراف ، لي يدان و ساقان قويتان ، استطيع اكتشاف اين يختبيء الفطر ، كذلك استدل على اماكن نمو "التولة"* لأصنع منها صحني المفضل ، تنوري الطيني يشهد اني اضع حطبي فيه و اصنع الخبز ، كما انني اسلق بيض دجاجاتي و اطعمها ، و يشق علي احيانا حمل احداهن لغرض ذبحها ، و حين تفوح رائحة اللحم يتحلق حول مائدتي اطفال اجهل وجوههم ، اوزع عليهم قطع اللحم ، و اصنع الثريد باطباق كبيرة الحجم ، رغم ذلك لم ينادني احد باسمي الحقيقي "علاهن" ، و انا لم اغضب بسبب ذلك ، فغالبا ما ارى في الغراف كائنات لا يراها احد غيري ، ملونة و تسبح بحرية تامة ، أوان المغيب تحلق المخلوقات في حضن الاصيل ،  مشكّلة تضاريس لا يفك شفرتها غيري ، فأصفها لمن لا يجدون سبيلا للتسلية سوى الاستماع الى اوهامي ، اوهام العمياء.

جدي الاعلى دلني ذات يوم على كنز قديم ، لم اسرف في بيع حطامه ، بعيد شجرة في البرية ، تقيم دولة سومرية اثرية ، اخذ منها ما احتاجه من الذهب بين الحين و الحين ، و لأنني العمياء فقد ايقنوا ان والدتي قد تركت لي اساورها و قلائدها ، و إنني دفنتها في حوش الدار ، و لم يشغلوا أنفسهم كثيرا في مصدر اموالي ، فانا غالبا ما اتناول طعامي من عطاء الأرض ، لا مما يبيعونه في سوق المدينة.

قبل ان يدفونني جوار الشجرة البعيدة ، نصحت الشيوخ ان يجعلوا القصب متاريس لهم في الاراضي المنخفضة من الاهوار ، و ان يرتدوا الشوك دروعا ، و يقيمون من "المطّال"** حزاما حول القرية.........

حين الغروب رأيت غمامات جهنم ، و قوس الموت الاسود ، و في الغراف لمحت عند القعر اجتماع الافواه العظيمة باسنان لا تحصى......

_علينا بدفن العمياء.

_ان فاهك اسود يا هذا ، و انت من اهل قعر الغراف!.

_يا شيخنا ، احتملنا كثيرا هراء العمياء!

_اني ارى قومك و ما ستفعلون بالغراف و أهله!.

 

عند الشجرة البعيدة ، و انا اتنفس تراب قلعة سكر ، و اثار السومريين و عظامهم تضطرب لأضطرابي ، سمعت معهم ، مع اقوام اخرى دفنت كما دفنت انا صراخ اهل قريتي و و وقع اقدامهم :

_لنجعل من كوخ علاهن متراسنا ، من دخل بيتها فهو آمن.

 

 

يوم بلا لون

قطرات حمراء على زغب الريشة يتأرجحن ، رنوت بعيدا ، القرية تصاهر أفول نهار آخر ، و انا لم اصل بعد ، كل عدة الرسم معي الا النهر و النخيل و اشجار الرمان و النساء الرائحات الغاديات ، رجوت الليل ان لا يلقي بدهمائه على البيوت الهادئة البعيدة ، القطرات معلقة ، و ادوات الرسم كلها معي...الا هم..هؤلاء الذين اردت ان يرحلوا معي بالوانهم.

الليل يحصد اشتات ضياء الشمس الراحلة ، و ستارة مسرح مدلهمة تهبط من السماء.....، الان ادركت ليس بين يدي سوى الريشة و القطرات الحمراء...

 

 

يوم ثورة الخزف

اضحت اصابعها صلبة كالطين المفخور حتى انها عجزت عن تمييزها مما احاط بها من الوان الخزف ، حمل الرجل مقتنياته الخزفية ليضعها في خزانة زجاجية تشرف على الشارع.

_مقلتاها تلتمعان بدمع غريب..!!!!.

اضطرب قلبها ، انها المرة الثانية التي يتأملها فيها ، اعتادت العري في هذ المخزن ، ثوبها الرث ملقى هناك بين كثير من امتعتها التي فخرت او تحولت الى قطع زينة تضاف الى قطع الخزف الاخرى.

_لعل امرأة اخرى في الدولاب تتقن همس الخزف سوى تلك التي اصبحت بعيدة؟؟؟...

هذا الرجل الاصم لا يسمعها ، و هي متصلبة في مكانها تحاول ان لا تحطم جسدها بحركة غير مقصودة.

_حان دورك لتري الشارع.

سورتها هالة حياء ، اضطربت الخزانة الزجاجية حتى تشققت كطين لم يلامسه المطر ، تكورت على نفسها يلفها وشاح صرخة مؤلمة ، و تناثرت اجزاء جسدها الخزفي على الرصيف مختلطة بشظايا زجاج الخزانة.

 

 

يوم اينشتاينيّ

في حضرته توقفت العيون في محاجرها دون ان تطرف ، انتحب الضوء مرائيا ، و انتحى الظلام جانبا ، ثيابنا الممزقة رفت كرايات حمقاء ، و ارجلنا الخشبية اصدرت صوت تحطمها ارتجافا و ارهاقا و خجلا...

من منا يجرؤ على نطق الحرف الاول كمدخل لانبهارنا؟؟؟؟؟.

تجنبنا النظر الى بعضنا الآخر ، تنفسنا عبراتنا و كلماتنا المتحجرة بشكواها سرا...

في قبضته و على يمينه بضع غيمات و تشكيلة قوس قزح..، ربما هذا ما خيل لنا اننا قد رأيناه..

في حجره شمس و نثار نجوم ، على كتفيه اراض تشبه ارضنا في كتاب الجغرافية...

_أكان ذلك حقيقيا؟؟؟؟

_إن اتفقنا على وصفه سنؤمن اننا رأيناه معا.......

_ هل رأيت الزنابق العملاقة؟؟؟

_لا لم ار ، تلك كانت بضع مجرات معلقة امامه...

_ايها الاحمق انها زنابق لا اكثر..

_الاحمق من يظن المجرات زنابق..

_الاحمق من يظن ان بإمكانه رؤية مجرات على هيئة باقة زنابق...

_بل الأحمق من يظن ذلك مستحيلا...

_كلاكما من الحمقى...انا لم أر شيئا

 

يوم اينشتايني اخر

التقطتُ عينه بملقط كبير ، و وضعتُها في محجري المجوف ، و اعدتٌ النظر الى ذات البقعة ، التفتٌ اليه:

_ويحي ، ان ما قلته انت كان حقا!

_هات عينك لأرى ما رأيت..

حمل عيني و وضعها في حفرة عينه الفارغة:

_ويلي ، انت ايضا لم تكذب ، قد قلت حقا!!

_ماذا علينا الان ، هل نتبادل الأعين؟؟.

_لا ، عليك ان تصدقني فقط ، حين اصف لك ما ترى..

_اظن ان عليك انت ان تصدقني اولا...

قال صاحب المتجر ضجرا:

_هل عدتما للشجار؟؟؟؟؟
لم لا انسخ لكما عينين متشابهتين تماما ، لتتفقا ابدا؟؟؟؟؟.

*التولة هي نبات بري ، يعرف لدى المصريين بالملوخية ، و تسمى في العراق بالخباز ايضا ، اسمها العلمي Malva sylvestris

** المطّال هي اقراص تصنع من فضلات البقر و تجفف تحت الشمس بغية استخدامها كوقود لنار التنور

 

يا للهول ايها الكرد الفيليون الا زلتم تناشدون، ومن تناشدون؟


منذ ان هوى ذلك التمثال الكريه للمجرم صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 لينهي حقبة من احلك ما مرّ به العراق وشعبه حتى ساعته من سنوات، واذا بالكرد الفيليين يتنفسون حالهم حال باقي مكونات شعبنا المضطهد وخصوصا من الذين خارج المحافظات الاربع البيضاء الصعداء. حالمين بغد افضل لبلدهم في ظل نظام ديموقراطي حقيقي راهنوا عليه لاكثر من عقدين، ليعيد لهم كرامتهم المهدورة وحقوقهم المغتصبة وانسانيتهم التي امتهنت على يد جلادي بغداد. حالمين بمعرفة مصير ابنائهم الذين اختطفتهم عصابات الجريمة المنظمة البعثية والذين ضاع اثرهم ولليوم. وكيف لا يحلمون، بل وكيف لا يحولوا حلمهم هذا الى حقيقة لينسجوا منه آمالا كبيرة في ان يعيد حكام بغداد الجدد من الذين قاسموهم شظف العيش والغربة وقساوتها  جزءا ولو يسيرا مما فقدوه، كيف لا يحلمون وكانوا حتى ساعة رحيل الطغاة رقما وقاسما مشتركا بين الاحزاب والقوائم التي حكمت وتحكم بغداد لليوم. كيف لا يحلمون وهم كردا وشيعة اي من الذين ورثوا حكم العراق. فهل تحقق الحلم الفيلي بعد ان اصبحت المحافظات البيضاء كردية وشيعية؟

 

قبل ان استمر بمقالتي - بمرارة - مما آل اليه الوضع الفيلي اليوم بفضل عدم انتهاج الفيليين انفسهم سياسة حكيمة تنجيهم من عذاب ذوي القربى الاليم، الذين برعوا وابدعوا ايما ابداع في الضحك على ذقونهم منذ 9 نيسان 2003 ولليوم. اود ان اذكّر الفيليين ببعض مواقفهم البطولية وهم يواجهون طغيان البعث بل وحتى النظام الملكي في عقر دارهما. فلكم ايها الفيليون مواقف كتبها تاريخ العراق الحديث بحروف من ذهب وستظل تشع ضياءا رغما عن انف الحاقدين، فقد كنتم من المساهمين البارزين في نضالات شعبنا العراقي بعد ان انخرط شبابكم حينها في اتون المعترك السياسي، ولتقدم حينها مناطق سكناكم في شارع "غازي " الكفاح لاحقا اروع صور البطولة عندما قاومتم حكومة ارشد العمري وحرقتم مركزي شرطة باب الشيخ وقنبرعلي واسكتّم نيران الشرطة التي حصدت ارواح 12 شهيدا وقتها. وفي العام 1963 وعندما ساهم الاخرون بشكل مباشر وغير مباشر في اجهاض تجربة 14 تموز الخالدة وكانوا شهود زور على اعدام خيرة من انجب العراق من زعماء  وهو الشهيد النزيه عبد الكريم قاسم، كان ابن لكم وهو الشهيد "هاشم غلام علي" اول من يستشهد دفاعا عن الثورة في باب وزارة الدفاع، لتتمترسوا بعدها في منطقة "عگد الاكراد" وتقاوموا قطعان الحرس القومي ببطولة نادرة وباسلحة بسيطة قواتهم المدججة بالاسلحة الخفيفة والدبابات، ولتكونوا آخر من يرمي رصاصة في وجوههم وصدورهم التي حملت تجاهكم الحقد والضغينة، والتي ترجموها بعد 7 سنوات في اول عملية ترانسفير في منطقة الشرق الاوسط بالعصر الحديث على غرار صهاينة اسرائيل. ولم تتوقف بطولاتكم حتى وانتم اسارى زنازين اسوأ سجون العراق واكثرها رعبا، حين انتفضتم في الواحد من أيار 1980  ضد آلة البعث الهمجية في سجن ابو غريب اثر تهجير عوائلكم المسالمة الطيبة وسجنكم فيه، مجبرين سلطات البعث على التفاوض معكم واطلاق سراح قسم لا يستهان به منكم، في وقت لم يكن يجرؤ فيه سجين واحد (وله الحق لدموية السلطة) في ان ينبس في ذلك السجن الرهيب ببنت شفة.

 

بعد كل هذا النضال المجيد وانتم حملة هذا التراث الوطني الثر وهذه البطولات النادرة وبعد عشر سنوات على انهيار نظام القرية البعثي اراكم وللاسف الشديد قد نسيتم تاريخكم هذا، وها انتم اليوم كما العام الماضي والذي قبله ومنذ عشر خلت، وكما العام القادم وبعده على ما يبدو تتوسلون ساسة خانوا بكم الامانة، تناشدون ساسة يضحكون ملأ اشداقهم على سذاجتكم - اعذروني على هذا الوصف الذي هو اقرب الى الواقع - وانتم ترفعون اليهم نفس المطالب في نفس التاريخ من كل عام. عجبي لماذا لا تسألونهم عن مصير ابنائكم ولماذا لا يوجد لهم اثرا بين عشرات المقابر الجماعية التي اكتشفت لليوم؟ اسألوهم اين وجدتم رفات شهدائكم كي تشيعوهم بين الحين والحين في مواكب رسمية وشعبية ودينية؟ فهل ابنائكم خلقوا من صلصال بينما خلق ابنائنا من ماء فتبخروا؟ اسألوهم كيف استعدتم اموالكم وممتلكاتكم ولازلنا ننتقل من دائرة الى اخرى ومن وزارة الى اخرى ومن موظف مرتش كحكومته الى موظف مرتش آخر؟ قولوا لهم الم يقل (مالكيكّم) ان ما صودر بقرار سياسي يعود بقرار سياسي؟ اسألوه واسألوا تحالفه الشيعي الذي تصوتون لهم ان كان الساقط صدام حسين قد صادر اموالكم وممتلكاتكم بقرار سياسي ام برلماني؟ اسألوا التحالف الكردستاني الذي له تصوتون  اين انتم من سن القوانين التي تنصفنا عندما شكل (التحالف الكردستاني) والشيعة اغلبية كبيرة "ولا زالوا" وفي شهر عسل على سواحل دجلة المنطقة الخضراء؟ اسألوهم اين رفات شهدائنا وهل بخلنا يوما بارواحنا في سبيل قضية الكرد؟ 

 

اعذروني ايها الاحبة من انني لم اكتب مقالتي بصيغة "انا" كوني كرديا فيليا وهذا ليس لهروبي من ارومتي بل على العكس فمثلي من له الحق ان يتباهى كونه فيليا، وانا كما انتم ابن اولئك الرجال البواسل الذين سطروا آيات البطولة في سجون العراق ومعتقلاته وذرى جبال كردستان ليرسموا غدا افضلا لشعبهم ووطنهم. ولكنني كتبت بصيغة انتم لأميز نفسي "وهذا من حقي" مع القلة من الفيليين الذين لم يمنحوا ولن يمنحوا اصواتهم في اية انتخابات للذين خانوا قضيتنا، لن اتوسل الى لصوص وقتلة وسيسأل اكثركم من هم اللصوص والقتلة. لأقول ان اللصوص هم من لا يريدون اعادة اموالكم وممتلكاتكم لكم بعد ان استعادوا اموالهم وممتكاتهم ونهبوا كما البعث خزائن العراق، والقتلة هم من قتلوا الامل في صدور المرأة الفيلية وهي تبحث عن عظام ابن واخ وزوج وحبيب. شخصيا سأقطع اصابع يديّ لو صوتت يوما الى من قتل الامل في صدر اية امرأة فيلية، فانتخبوا من تشاؤون على ان لا تتوسلوا او تناشدوا احدا بعد اليوم. 

 

ما أقبح الغدر من السلطان "الامام علي -ع-"

 

زكي رضا

9/4/2013

الدنمارك