الجمعة، 14 ديسمبر 2012

١٢/ ١٢/ ٢٠١٢

   شه مال عادل سليم
اذا كانت لغة الحرب تتصاعد وتيرتها والتحشدات العسكرية والتحضيرات تتواصل بين المركز واقليم كردستان  , فعلى الجانب الأخر من المشهد تعمل العديد من دول الاقليمية المعنية بالملف العراقي منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا لاشعال الحرب و بث التفرقة والفتنة الطائفية المدمرة بين الشعوب والطوائف العراقية ...

نعم ...لايخفى تاثير هذه القوى الاقليمية في تخريب الواقع العراقي الحالي ...., فتركيا , عضو حلف الاطلسي , لها مصلحة مشتركة مع ايران وسوريا رغم مشاكلها الداخلية في مواجهة ( العدو ) الكردي ..!!, وايران , تخشى ما تخشاه تركيا وسوريا , بالاضافة الى محاولتها الجادة في استنساح النموذج القائم في طهران ...اما النظام السوري يصر باستمرار على الوقوف ضد الامن والاستقرار فى العراق , حيث كان يصدر الاف المقاتلين الانتحارين من الارهابين العرب الى العراق  وكانت  الهدف من هذة الحملات التخريبة  افشال تجربة العراق الديمقراطية  حفاظاً على كرسي حكمه, وخاصة بعد ان ادرك الاسد ان نظامه الدموي سينهار عاجلأ أو أجلأ ...........اما الأردن ,فالسعودية , ودول الخليج الاخرى , فانها سخرت جميع طاقاتها لتشويه صورة الواقع  العراقي وإيصال رسالة تخويف إلى شعبها  مفادها ان التجربة العراقية الجديدة ، منحت للعراقيين الجوع والقتل والارهاب والتقسيم  .....؟!

وهذا بالضبط ما يضع العراق في الزاوية الحرجة....وخاصة بعد ان  تصاعد نذر الأزمة بالعراق بعد عام تقريبا من رحيل القوات الأميركية، في ظل مؤشرات من الممكن أن تؤدي إلى تفجر نزاع عسكري بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان .....على الرغم من دعوات دولية لإجراء حوار لتهدئة الوضع حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في زيارته الاخيرة للعراق  ,عن قلقه من زيادة التوترات السياسية التي تعرقل الجهود الرامية لدفع العراق نحو التقدم والازدهار، مؤكداً أن استمرارها يؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلد.
جدير ذكره ان مشاحنات ومشاكل المالكي مع الاقليم  تفاقمت بعد ان انسحبت القوات الأميركية العام الماضي و التي كانت تعمل كعازل بين حكومة بغداد الاتحادية وكردستان..
يذكر أن قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة بقيادة عبد الامير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، وانضمت إليها في ما بعد محافظة صلاح الدين، أثار حفيظة الكرد بشكل كبير، إذ اعتبروه (لعبة) سياسية وأمنية وعسكرية هدفها مزيد من هيمنة الحكومة المركزية، في ظل مخاوف من نشوب حرب لا يمكن التنبؤ بمجرياتها واحداثياتها وساحة النزال فيها................. ,حيث قامت الحكومة العراقية بنشر قواتها في المناطق المتنازع عليها ,ودافع المالكي عن قرار حكومته بنشر القوات الحكومية، مشيرا إلى انه من حق الجيش الاتحادي التواجد في أي بقعة من العراق. وتصاعدت حدة التوترات والتصريحات النارية بينهما، ما أنذر بـ(حرب أهلية) وفق توقع المراقبين، كما اتهم كل طرف الآخر بتحشيد قواته، رغم تتالي المبادرات لحل الأزمة، وتدخل وساطات عدة لتقريب وجهات النظر وحل فتيل الأزمة لتفكيك النزاع. لكن بوادر التهدئة وحل الأزمة لم تنعكس حتى الآن على الأرض، في الوقت الذي لا تزال فيه القوات العراقية والبيشمركة في مواقعها، ولم تصدر أي أوامر لا من حكومة المركز ولا الإقليم بالانسحاب.

واعتبر مراقبون أن تصريحات المالكي الاخيرة واستخدامه مصطلح (المناطق المختلطة) بدل(المناطق المتنازع عليها ) مخالف للدستور , بالاضافة الى حديثه عن منع المسؤولين الأكراد من مغادرة البلاد وان الحكومة العراقية لن تمنح البيشمركة ميزانية خاصة لهذا العام لانها لا يحق لأي إقليم أو محافظة إنشاء جيش مستقل عن وزارة الدفاع , وان  البيشمركة لا تزال ميلشيا بحسب القانون لأنها لا ترتبط بوزارة الدفاع وتصريحات كثيرة استفزازية اخرى التي عقدت الازمة اكثر فاكثر...

ومن جهة أخرى يرى المراقبون والمعنيون بالشأن العراقي ان زيارة رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني إلى محافظة كركوك في 10 ديسمبر ـ كانون الاول الجاري لتفقد القطعات العسكرية للبيشمركة (تصعيدية) وتبث رسالة بعدم نيته بالتهدئة ...!!  حيث أكد البارزاني خلال الزيارة أن القبول بالمادة( 140 )لا يعني وجود أي شك لدى الكرد بكردستانية كركوك .والاكثر من هذا اصدر رئاسة الإقليم بيانأ رسميأ يطلب من المالكي تقديم استقالته بعد ان أعلنت منظمة الشفافية العالمية وهي منظمة دولية غير حكومية معنية بالفساد أسست في عام 1993 لكشف الفساد ومعالجته في أحدث مسح عالمي لمستويات الفساد في العالم لعام 2012 , أعلنت أن العراق يحتل المرتبة الثالثة في الفساد بين دول العالم بعد الصومال والسودان .....!!

وعليه يرى الكثيرون  بان الانفصال واعلان اسقلال كردستان هو الحل الافضل والجذري لانهاء المشاكل بين المركز والاقليم ....فيما ينفي رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني أن يُقدم الأكراد على الانفصال عن العراق، رغم المشكلات المتكررة التي تعصف بين حكومة الإقليم وحكومة المركز. . وذكر فخامته أن الشعب الكردي صوت على الدستور بأكثرية قام عليها الحكم الاتحادي الحالي في العراق، كما أن الشعب الكردي بإرادته وافق على الدستور حين عرض عليه بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ......!

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : مادام  لاتوجد اي نية او مسعى للقيادة السياسية في اقليم كوردستان للانفصال عن العراق  ...اما ان الأوان لتبادر الحكومتين الى توحيد صفوفهم , تعيد النظر في برامجهم, ليتسنى لهم بوضوح استقراء افاق مستقبل العراق وشعبه الذي لايزال يعاني من الخوف واحتمال وقوع الحرب بين ( الاخوة الاعداد) ؟ !


 الا متى ستبقى حكومة المركز تراهن على معطيات بعيدة عن الواقع , وتدور في حلقات مفرغة , لايستفيد منها سوى كل اعداء الشعب العراقي القدامى والجدد .....؟!
 اخيرأ  ...........

12 / 12 /2012  الذي يصادف اليوم , تاريخ لن يتكرر.....هذا الموعد الذي يحمل رمزية تكرار رقم 12 قد يكون تاريخأ لاينسى ....... فهل يحمل ايضأ رمزية لدى الحكومتين (المركز والاقليم)  , ام يمر علينا مرور الكرام ويصبح يومأ كبافي ايام السنة   ...!!


    اربيل

١٢/ ١٢/ ٢٠١٢

   شه مال عادل سليم
اذا كانت لغة الحرب تتصاعد وتيرتها والتحشدات العسكرية والتحضيرات تتواصل بين المركز واقليم كردستان  , فعلى الجانب الأخر من المشهد تعمل العديد من دول الاقليمية المعنية بالملف العراقي منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا لاشعال الحرب و بث التفرقة والفتنة الطائفية المدمرة بين الشعوب والطوائف العراقية ...

نعم ...لايخفى تاثير هذه القوى الاقليمية في تخريب الواقع العراقي الحالي ...., فتركيا , عضو حلف الاطلسي , لها مصلحة مشتركة مع ايران وسوريا رغم مشاكلها الداخلية في مواجهة ( العدو ) الكردي ..!!, وايران , تخشى ما تخشاه تركيا وسوريا , بالاضافة الى محاولتها الجادة في استنساح النموذج القائم في طهران ...اما النظام السوري يصر باستمرار على الوقوف ضد الامن والاستقرار فى العراق , حيث كان يصدر الاف المقاتلين الانتحارين من الارهابين العرب الى العراق  وكانت  الهدف من هذة الحملات التخريبة  افشال تجربة العراق الديمقراطية  حفاظاً على كرسي حكمه, وخاصة بعد ان ادرك الاسد ان نظامه الدموي سينهار عاجلأ أو أجلأ ...........اما الأردن ,فالسعودية , ودول الخليج الاخرى , فانها سخرت جميع طاقاتها لتشويه صورة الواقع  العراقي وإيصال رسالة تخويف إلى شعبها  مفادها ان التجربة العراقية الجديدة ، منحت للعراقيين الجوع والقتل والارهاب والتقسيم  .....؟!

وهذا بالضبط ما يضع العراق في الزاوية الحرجة....وخاصة بعد ان  تصاعد نذر الأزمة بالعراق بعد عام تقريبا من رحيل القوات الأميركية، في ظل مؤشرات من الممكن أن تؤدي إلى تفجر نزاع عسكري بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان .....على الرغم من دعوات دولية لإجراء حوار لتهدئة الوضع حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في زيارته الاخيرة للعراق  ,عن قلقه من زيادة التوترات السياسية التي تعرقل الجهود الرامية لدفع العراق نحو التقدم والازدهار، مؤكداً أن استمرارها يؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلد.
جدير ذكره ان مشاحنات ومشاكل المالكي مع الاقليم  تفاقمت بعد ان انسحبت القوات الأميركية العام الماضي و التي كانت تعمل كعازل بين حكومة بغداد الاتحادية وكردستان..
يذكر أن قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة بقيادة عبد الامير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، وانضمت إليها في ما بعد محافظة صلاح الدين، أثار حفيظة الكرد بشكل كبير، إذ اعتبروه (لعبة) سياسية وأمنية وعسكرية هدفها مزيد من هيمنة الحكومة المركزية، في ظل مخاوف من نشوب حرب لا يمكن التنبؤ بمجرياتها واحداثياتها وساحة النزال فيها................. ,حيث قامت الحكومة العراقية بنشر قواتها في المناطق المتنازع عليها ,ودافع المالكي عن قرار حكومته بنشر القوات الحكومية، مشيرا إلى انه من حق الجيش الاتحادي التواجد في أي بقعة من العراق. وتصاعدت حدة التوترات والتصريحات النارية بينهما، ما أنذر بـ(حرب أهلية) وفق توقع المراقبين، كما اتهم كل طرف الآخر بتحشيد قواته، رغم تتالي المبادرات لحل الأزمة، وتدخل وساطات عدة لتقريب وجهات النظر وحل فتيل الأزمة لتفكيك النزاع. لكن بوادر التهدئة وحل الأزمة لم تنعكس حتى الآن على الأرض، في الوقت الذي لا تزال فيه القوات العراقية والبيشمركة في مواقعها، ولم تصدر أي أوامر لا من حكومة المركز ولا الإقليم بالانسحاب.

واعتبر مراقبون أن تصريحات المالكي الاخيرة واستخدامه مصطلح (المناطق المختلطة) بدل(المناطق المتنازع عليها ) مخالف للدستور , بالاضافة الى حديثه عن منع المسؤولين الأكراد من مغادرة البلاد وان الحكومة العراقية لن تمنح البيشمركة ميزانية خاصة لهذا العام لانها لا يحق لأي إقليم أو محافظة إنشاء جيش مستقل عن وزارة الدفاع , وان  البيشمركة لا تزال ميلشيا بحسب القانون لأنها لا ترتبط بوزارة الدفاع وتصريحات كثيرة استفزازية اخرى التي عقدت الازمة اكثر فاكثر...

ومن جهة أخرى يرى المراقبون والمعنيون بالشأن العراقي ان زيارة رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني إلى محافظة كركوك في 10 ديسمبر ـ كانون الاول الجاري لتفقد القطعات العسكرية للبيشمركة (تصعيدية) وتبث رسالة بعدم نيته بالتهدئة ...!!  حيث أكد البارزاني خلال الزيارة أن القبول بالمادة( 140 )لا يعني وجود أي شك لدى الكرد بكردستانية كركوك .والاكثر من هذا اصدر رئاسة الإقليم بيانأ رسميأ يطلب من المالكي تقديم استقالته بعد ان أعلنت منظمة الشفافية العالمية وهي منظمة دولية غير حكومية معنية بالفساد أسست في عام 1993 لكشف الفساد ومعالجته في أحدث مسح عالمي لمستويات الفساد في العالم لعام 2012 , أعلنت أن العراق يحتل المرتبة الثالثة في الفساد بين دول العالم بعد الصومال والسودان .....!!

وعليه يرى الكثيرون  بان الانفصال واعلان اسقلال كردستان هو الحل الافضل والجذري لانهاء المشاكل بين المركز والاقليم ....فيما ينفي رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني أن يُقدم الأكراد على الانفصال عن العراق، رغم المشكلات المتكررة التي تعصف بين حكومة الإقليم وحكومة المركز. . وذكر فخامته أن الشعب الكردي صوت على الدستور بأكثرية قام عليها الحكم الاتحادي الحالي في العراق، كما أن الشعب الكردي بإرادته وافق على الدستور حين عرض عليه بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ......!

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : مادام  لاتوجد اي نية او مسعى للقيادة السياسية في اقليم كوردستان للانفصال عن العراق  ...اما ان الأوان لتبادر الحكومتين الى توحيد صفوفهم , تعيد النظر في برامجهم, ليتسنى لهم بوضوح استقراء افاق مستقبل العراق وشعبه الذي لايزال يعاني من الخوف واحتمال وقوع الحرب بين ( الاخوة الاعداد) ؟ !


 الا متى ستبقى حكومة المركز تراهن على معطيات بعيدة عن الواقع , وتدور في حلقات مفرغة , لايستفيد منها سوى كل اعداء الشعب العراقي القدامى والجدد .....؟!
 اخيرأ  ...........

12 / 12 /2012  الذي يصادف اليوم , تاريخ لن يتكرر.....هذا الموعد الذي يحمل رمزية تكرار رقم 12 قد يكون تاريخأ لاينسى ....... فهل يحمل ايضأ رمزية لدى الحكومتين (المركز والاقليم)  , ام يمر علينا مرور الكرام ويصبح يومأ كبافي ايام السنة   ...!!


    اربيل

ديمقراطية في (الآخرة)

13/12/2012

عند مشاهدتها لريبورتاج حول حياة ووفاة الفنان الأميركي (مايكل جاكسون) في احدى القنوات العربية بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على وفاته، تساءلت ابنتي ببراءة: لماذا كل هذا الإهتمام بموت شخص واحد بينما يموت العشرات منا كل يوم دون أن نعرف حتى من هم؟ أثار انتباهي ما قالته طفلة عراقية، لاتدرك معنى السياسة ولا يعنيها مايدور على الساحة، وفجرت كلماتها في داخلي أنهارا من الألم والتساؤلات والغضب. لقد هيمن الحدث على كل القنوات العربية والعالمية وحتى العراقية في حينها، واستمر حزن بعضها لأربعين يوما.

وكبرت القصص والاستنتاجات حول أسباب وفاة جاكسون وتحدث المحامون وخضعت الجثة للتشريح.. الخ.. برغم أن الكل كان يعلم أن سبب وفاته كانت تعاطيه للأدوية. ولولا (ستر الله) لتدخلت الأمم المتحدة كما تدخلت سابقا في قضية مقتل (الحريري) لتكشف عن ملابسات الحادث الذي لا توجد فيه ملابسات. ولا أقصد انتقاد ما حدث، بل العكس، فالإهتمام الكبير بشخصية مشهورة سواء كانت سياسية أو فنية أو ثقافية هو سمة الدول المتقدمة. ولكن ألم يسيل الدم العراقي انهارا، ويمر مجرد خبر في نشرة الساعة الثامنة؟ فأين هو الإعلام والحكومات والأمم المتحدة من إغتيال العلماء والأطباء والسياسيين ورجال الدين وكل العقول العراقية التي تلاشت على رصيف الحروب المجهولة الهوية...ولم يجد غيابها أي صدى يذكر؟ وهل ستوضع أخبار الإنفجارات والموت الذي طحن ومازال ابناءنا لسنوات مضت في خانة الحرب (الديمقراطية) التي يعيشها البلد، ليحصد من راح ضحيتها (الشهادة) فقط؟ هل فكر الإعلام بجرح طفل قضى يومه بانتظار والده ليتلقى أشلاؤه في المساء؟ وهل سلط ادواته على امرأة تحار في قوت يومها بعد ان قتل زوجها في غفلة منها وهو يكد في عمله اليومي؟ ورغم كل الإجراءات الأمنية المشددة التي يحصد تشديدها المواطن العراقي في الزحام المروري وحرب الاستفزاز التي تعلنها المفارز التي يقلقها قدوم الموت مع كل من يجتازها ، مازال هنالك اختراق بل اختراقات للانظمة الأمنية، ومازال الموت (قسمة) العراقي، لكننا لم نشاهد مظاهرة احتجاج او قرار دولي او حتى كلمة تعاطف عربية.

في اميركا التي بذرت الموت في بلدي، تحول موقع برجي التجارة الى رموز، فقد تم اعادة بناءهما ليس كبرجي تجارة بل كشواهد تذكارية تحمل صور كل الذين قتلوا في هجمة الحادي عشر من ايلول، فهل يختلف لون دماؤنا عنهم؟

لقد خلق الله الناس سواسية، وليس ثمة فرق في قيمة الدم، بيد أن المساواة بين البشر اصبحت مجرد أفكار تطرح في فنادق الدرجة الأولى على لسان ضيوف المؤتمرات الذين لا يعنيهم من قوانين الحقوق والمساواة سوى التمتع بامتيازات مالية (متساوية) مع منافسيهم. وبما أن ليس من المعقول أن يتساوى دم عامل نظافة مع دم وزير أو فنان مشهور في الحياة الدنيا، فليس أمام العراقي من أمل سوى إنتظار المساواة الإجبارية في العالم الآخر حيث يمكنه هناك فقط أن يجد الحرية والديمقراطية.

 

 

ديمقراطية في (الآخرة)

13/12/2012

عند مشاهدتها لريبورتاج حول حياة ووفاة الفنان الأميركي (مايكل جاكسون) في احدى القنوات العربية بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على وفاته، تساءلت ابنتي ببراءة: لماذا كل هذا الإهتمام بموت شخص واحد بينما يموت العشرات منا كل يوم دون أن نعرف حتى من هم؟ أثار انتباهي ما قالته طفلة عراقية، لاتدرك معنى السياسة ولا يعنيها مايدور على الساحة، وفجرت كلماتها في داخلي أنهارا من الألم والتساؤلات والغضب. لقد هيمن الحدث على كل القنوات العربية والعالمية وحتى العراقية في حينها، واستمر حزن بعضها لأربعين يوما.

وكبرت القصص والاستنتاجات حول أسباب وفاة جاكسون وتحدث المحامون وخضعت الجثة للتشريح.. الخ.. برغم أن الكل كان يعلم أن سبب وفاته كانت تعاطيه للأدوية. ولولا (ستر الله) لتدخلت الأمم المتحدة كما تدخلت سابقا في قضية مقتل (الحريري) لتكشف عن ملابسات الحادث الذي لا توجد فيه ملابسات. ولا أقصد انتقاد ما حدث، بل العكس، فالإهتمام الكبير بشخصية مشهورة سواء كانت سياسية أو فنية أو ثقافية هو سمة الدول المتقدمة. ولكن ألم يسيل الدم العراقي انهارا، ويمر مجرد خبر في نشرة الساعة الثامنة؟ فأين هو الإعلام والحكومات والأمم المتحدة من إغتيال العلماء والأطباء والسياسيين ورجال الدين وكل العقول العراقية التي تلاشت على رصيف الحروب المجهولة الهوية...ولم يجد غيابها أي صدى يذكر؟ وهل ستوضع أخبار الإنفجارات والموت الذي طحن ومازال ابناءنا لسنوات مضت في خانة الحرب (الديمقراطية) التي يعيشها البلد، ليحصد من راح ضحيتها (الشهادة) فقط؟ هل فكر الإعلام بجرح طفل قضى يومه بانتظار والده ليتلقى أشلاؤه في المساء؟ وهل سلط ادواته على امرأة تحار في قوت يومها بعد ان قتل زوجها في غفلة منها وهو يكد في عمله اليومي؟ ورغم كل الإجراءات الأمنية المشددة التي يحصد تشديدها المواطن العراقي في الزحام المروري وحرب الاستفزاز التي تعلنها المفارز التي يقلقها قدوم الموت مع كل من يجتازها ، مازال هنالك اختراق بل اختراقات للانظمة الأمنية، ومازال الموت (قسمة) العراقي، لكننا لم نشاهد مظاهرة احتجاج او قرار دولي او حتى كلمة تعاطف عربية.

في اميركا التي بذرت الموت في بلدي، تحول موقع برجي التجارة الى رموز، فقد تم اعادة بناءهما ليس كبرجي تجارة بل كشواهد تذكارية تحمل صور كل الذين قتلوا في هجمة الحادي عشر من ايلول، فهل يختلف لون دماؤنا عنهم؟

لقد خلق الله الناس سواسية، وليس ثمة فرق في قيمة الدم، بيد أن المساواة بين البشر اصبحت مجرد أفكار تطرح في فنادق الدرجة الأولى على لسان ضيوف المؤتمرات الذين لا يعنيهم من قوانين الحقوق والمساواة سوى التمتع بامتيازات مالية (متساوية) مع منافسيهم. وبما أن ليس من المعقول أن يتساوى دم عامل نظافة مع دم وزير أو فنان مشهور في الحياة الدنيا، فليس أمام العراقي من أمل سوى إنتظار المساواة الإجبارية في العالم الآخر حيث يمكنه هناك فقط أن يجد الحرية والديمقراطية.

 

 

الخميس، 6 ديسمبر 2012

انتاج وتفعيل الازمات


قيل ان الحياة دون مشاكل غير ممكنه، و قيل ان المشاكل ملح الحياة، وقيل ان الحياة صراع بين الواقع والمستقبل، قيل .. وقيل الكثير بهذا الخصوص، للحد الذي يمكننا تغيير اسم امتنا ودون ندم الى  " امة ..قيل " لكثرة  ما نطلق من الاوصاف والتغني بالاشياء من جانب وقلة الفعل من جانب اخر!!!.

ان العاقل، هو من يتامل بما يحيطة او لديه من المشاكل والعمل على وضع الحلول لعلاجها، اي باختصار جدولة المشاكل وجدولة للحلول التي يراى الانسان انه قادرا  للتخلص بواسطتها من تلك المشاكل.

هذا الامر يخالفه من هم في " فتحة او سدة  " ، لم يعد هناك فرق،  الحكم في العراق ، جملة وتفصيلا، على الرغم من ان معالجة المشاكل وتذليل العقبات، من مباديء السياسة، وامر تسير عليه جميع الدول التي يحكمها القانون والمؤسسات، وليس الفافون والمافيوزات.

السادة السياسيين الاميين في العراق "خلقوا" لنا دستورا*( أتصفـّحُ الدستورَ. بإسم الشّعب أقرأ ُ. ثمّ أضحكُ.ثمّ أعذر للعصابة ما تُخطّط؟ في الظلام؟ مخافةً من يوم غدْ!.) ، دستور كان يجب ان يسمى ناسور !! لكثرة مابه من متضادات ومواد لا يمكن لمعدة كائن  ما كان من هضمها،  وحين اعترض البعض من اجل لفت الانتباه الى  النواسير فيه، جرى تجريمهم انذاك، وختموهم بانهم بقايا البعث الصدامي!! على الرغم من ان تلك الاسماء كانت معروفة بمعارضتها للنظام لا بل لم تضع يدها لا على كتف السيد النائب ولا " بحزامه" ولم تتراسل سرا معه.

المشكلة .. من هي بقايا البعث الصدامي ؟؟اليس بقايا البعث هم الذين يسرقون المال العام وبذات الوقت يتحاربون على بعض الكيلومترات من الارض !!ويدعي كلا منهم انها تعود لهذه القرية او لتلك!! اليس بقايا البعث هم من يريدون بقاء الوضع الامني بائسا كي يثبتوا للقاصي والداني بان من عارضهم لايفقه بقيادة الدول ولا بالسياسة؟؟ اليس بقايا البعث هم من يعتاشون على حساب الملايين من الفقراء الذين يبحثون  عن بقايا طعام " في قمامة نادي المبدعات والمبدعين" !! ياسادة وسيدات ماذا يؤخر بحدود قراكم لو جرى تبليط شارع!! او بناء مدرسة ، او مستوصف او دار حضانه!! ان كنتم حقا كما تدعون انكم تعملون لمصلحة الشعب ؟؟ ثم لماذا لا تتصايحون وتزعقون هكذا  مثلا على محطة كهرباء في بابل  افتتحت مرتين بسبب الفساد وكانها زواج متعة او مسيار!! او على شارع الشمسية في ديالى الذي يعاني من كثرة الحفر قبل تسليمة للمحافظة او على تلوث هور الزركة بفضل العلم الخارق  لاحد اعضاء مجلس ذي قار!! او على تغييب نتائج لجان التحقيق منذ عام 2003 وليومنا!! او عن مصير المفقودين قبل وبعد  زراعة الديمقراطية في العراق!!   او غيرها من البلاوي الكبيرة ومنها مثلا الحسابات الختامية للسرقات" عفوا الموازنات " السنوية!!

الم يضمن " الناسور" الذي صوت عليه الشعب بالفتاوي ودواهي العتاوي !! الحقوق للجميع ؟؟ ترى ماذا سيحدث لو اجلتم  نفخ عضلاتكم العسكرية ، واطلقتم حملة لمحو الامية !! هل تخافون من استتباب الامن والمعرفة !!

الساسة الاميين في السياسة بدلا من حل المشاكل العالقة مثلا في مجال الامن ، نراهم يغزون النوادي الاجتماعية!! وبدلا من رفع مستوى التعليم ووضع ضوابط لذلك نراهم يقدمون 13 الف طالب للامتحانات باشراف الوقف الاسلامي !! كي يدخلوا الجامعات ، امنين سالمين، وكان البلد لا يوجد فيها وزارة تربية وتعليم عالي؟؟ بدلا من حل المشاكل العالقة مع الاقليم نراهم يتبارون من الصوبين لتازيم الوضع من خلال التصريحات الطنانة والتي لا تعرف منها من هو الرسمي والمخول  والمنور ومن هو الحالم المتهور؟؟؟ وبدلا من سن قانون الثروات الطبيعية نراهم يشرعنون السرقة لها؟؟ وبدلا من اجراء احصاء سكاني ؟؟ يتسابفون على قانون ترسيم حدود المحافظات، في ذات الوقت يصمتون كما الحجر عن الحدود الدولية ؟؟؟ لا اعرف اي عقول ابتلى بها العراق وشعبه ؟؟ ولماذا في كل حقبة زمنية يخرج علينا الرعاع ليحكموا شعبا ورث الكثير من الحضارة العظيمة؟؟

ياسادة يا كرام من اي كتلة او ائتلاف ، ان كنتم من حكومة الجاي والنعناع اوالشراكة او من الداعين لحكومة  الاغلبية من الدبس والراشي والدشداشة او من االراغبين بالحل النهائي الا وهو حكومة اغلبية الشراكة الوطنية!!!!!!!!!! ان الشعب يريد الامن اولا وقبل كل شي ، بعدها تعالوا نجلس لنتفاهم على حدود ميسان ودهوك ومناطقكم العراقية المتنازع عليها !!

اخجلوا نعم اخجلوا قليلا ان كنتم تعملون للعراق فهذه المناطق عراقية وليس ملكا لحزب او زعيم ما انها مناطق عراقية، اوصلوا لها الكهرباء والماء الصالح للشرب اولا، اخجلوا قليلا واتركوا انتاج الازمات واكتفوا بما سرقتم ، لا تجعلوا الشعب وقودا لازماتكم واحلامكم المريضة.

كانون اول 2012


 
*من قصيدة " تفاصيل" للشاعر التونسي محمد الصغير ولد احمد.

 

انتاج وتفعيل الازمات


قيل ان الحياة دون مشاكل غير ممكنه، و قيل ان المشاكل ملح الحياة، وقيل ان الحياة صراع بين الواقع والمستقبل، قيل .. وقيل الكثير بهذا الخصوص، للحد الذي يمكننا تغيير اسم امتنا ودون ندم الى  " امة ..قيل " لكثرة  ما نطلق من الاوصاف والتغني بالاشياء من جانب وقلة الفعل من جانب اخر!!!.

ان العاقل، هو من يتامل بما يحيطة او لديه من المشاكل والعمل على وضع الحلول لعلاجها، اي باختصار جدولة المشاكل وجدولة للحلول التي يراى الانسان انه قادرا  للتخلص بواسطتها من تلك المشاكل.

هذا الامر يخالفه من هم في " فتحة او سدة  " ، لم يعد هناك فرق،  الحكم في العراق ، جملة وتفصيلا، على الرغم من ان معالجة المشاكل وتذليل العقبات، من مباديء السياسة، وامر تسير عليه جميع الدول التي يحكمها القانون والمؤسسات، وليس الفافون والمافيوزات.

السادة السياسيين الاميين في العراق "خلقوا" لنا دستورا*( أتصفـّحُ الدستورَ. بإسم الشّعب أقرأ ُ. ثمّ أضحكُ.ثمّ أعذر للعصابة ما تُخطّط؟ في الظلام؟ مخافةً من يوم غدْ!.) ، دستور كان يجب ان يسمى ناسور !! لكثرة مابه من متضادات ومواد لا يمكن لمعدة كائن  ما كان من هضمها،  وحين اعترض البعض من اجل لفت الانتباه الى  النواسير فيه، جرى تجريمهم انذاك، وختموهم بانهم بقايا البعث الصدامي!! على الرغم من ان تلك الاسماء كانت معروفة بمعارضتها للنظام لا بل لم تضع يدها لا على كتف السيد النائب ولا " بحزامه" ولم تتراسل سرا معه.

المشكلة .. من هي بقايا البعث الصدامي ؟؟اليس بقايا البعث هم الذين يسرقون المال العام وبذات الوقت يتحاربون على بعض الكيلومترات من الارض !!ويدعي كلا منهم انها تعود لهذه القرية او لتلك!! اليس بقايا البعث هم من يريدون بقاء الوضع الامني بائسا كي يثبتوا للقاصي والداني بان من عارضهم لايفقه بقيادة الدول ولا بالسياسة؟؟ اليس بقايا البعث هم من يعتاشون على حساب الملايين من الفقراء الذين يبحثون  عن بقايا طعام " في قمامة نادي المبدعات والمبدعين" !! ياسادة وسيدات ماذا يؤخر بحدود قراكم لو جرى تبليط شارع!! او بناء مدرسة ، او مستوصف او دار حضانه!! ان كنتم حقا كما تدعون انكم تعملون لمصلحة الشعب ؟؟ ثم لماذا لا تتصايحون وتزعقون هكذا  مثلا على محطة كهرباء في بابل  افتتحت مرتين بسبب الفساد وكانها زواج متعة او مسيار!! او على شارع الشمسية في ديالى الذي يعاني من كثرة الحفر قبل تسليمة للمحافظة او على تلوث هور الزركة بفضل العلم الخارق  لاحد اعضاء مجلس ذي قار!! او على تغييب نتائج لجان التحقيق منذ عام 2003 وليومنا!! او عن مصير المفقودين قبل وبعد  زراعة الديمقراطية في العراق!!   او غيرها من البلاوي الكبيرة ومنها مثلا الحسابات الختامية للسرقات" عفوا الموازنات " السنوية!!

الم يضمن " الناسور" الذي صوت عليه الشعب بالفتاوي ودواهي العتاوي !! الحقوق للجميع ؟؟ ترى ماذا سيحدث لو اجلتم  نفخ عضلاتكم العسكرية ، واطلقتم حملة لمحو الامية !! هل تخافون من استتباب الامن والمعرفة !!

الساسة الاميين في السياسة بدلا من حل المشاكل العالقة مثلا في مجال الامن ، نراهم يغزون النوادي الاجتماعية!! وبدلا من رفع مستوى التعليم ووضع ضوابط لذلك نراهم يقدمون 13 الف طالب للامتحانات باشراف الوقف الاسلامي !! كي يدخلوا الجامعات ، امنين سالمين، وكان البلد لا يوجد فيها وزارة تربية وتعليم عالي؟؟ بدلا من حل المشاكل العالقة مع الاقليم نراهم يتبارون من الصوبين لتازيم الوضع من خلال التصريحات الطنانة والتي لا تعرف منها من هو الرسمي والمخول  والمنور ومن هو الحالم المتهور؟؟؟ وبدلا من سن قانون الثروات الطبيعية نراهم يشرعنون السرقة لها؟؟ وبدلا من اجراء احصاء سكاني ؟؟ يتسابفون على قانون ترسيم حدود المحافظات، في ذات الوقت يصمتون كما الحجر عن الحدود الدولية ؟؟؟ لا اعرف اي عقول ابتلى بها العراق وشعبه ؟؟ ولماذا في كل حقبة زمنية يخرج علينا الرعاع ليحكموا شعبا ورث الكثير من الحضارة العظيمة؟؟

ياسادة يا كرام من اي كتلة او ائتلاف ، ان كنتم من حكومة الجاي والنعناع اوالشراكة او من الداعين لحكومة  الاغلبية من الدبس والراشي والدشداشة او من االراغبين بالحل النهائي الا وهو حكومة اغلبية الشراكة الوطنية!!!!!!!!!! ان الشعب يريد الامن اولا وقبل كل شي ، بعدها تعالوا نجلس لنتفاهم على حدود ميسان ودهوك ومناطقكم العراقية المتنازع عليها !!

اخجلوا نعم اخجلوا قليلا ان كنتم تعملون للعراق فهذه المناطق عراقية وليس ملكا لحزب او زعيم ما انها مناطق عراقية، اوصلوا لها الكهرباء والماء الصالح للشرب اولا، اخجلوا قليلا واتركوا انتاج الازمات واكتفوا بما سرقتم ، لا تجعلوا الشعب وقودا لازماتكم واحلامكم المريضة.

كانون اول 2012


 
*من قصيدة " تفاصيل" للشاعر التونسي محمد الصغير ولد احمد.