الجمعة، 15 سبتمبر 2017

#استفتاء_ ام_ استفساء!!



سليمان فاتح دارالله

ان لم تؤمن بحق غيرك فلا يمكن لك ان تقنعني بانك تؤمن بحقك. بهذه الجملة ألخص موقفي من حق الشعب الكوردي بتقرير مصيره ، وهنا اقول الشعب الكوردي ، وليس الشعب الاسير، والاسر هنا هو الشعب العراقي بكاملة عربا وكوردا واقليات اخرى  الجميع اسير ، لا احد يملك ارادته حتى اولئك الذين اعلنوا التوئمة مع شاشات التلفاز باعتبارهم  قادة واصحاب قرار، لا اليوم ولا في الامس.
يكاد يكون الجميع قد ادلى بدلوه في موضوع الاستفتاء!! وحقيقة انه وبكل المعايير التي تحكمه والقوى التي تدفع به ، لم يكن سوى استفساء تاريخي بحق!! خسر وسيخسر به الشعب الكردي الكثيرن كما في كل مرة .  الثمن لم يدفعه هؤلاء المحقونين امثال مسعود  وعائلته  او قيادة اغا جلال  ومقاطعته، بل الثمن سيدفعه ابن الشعب  البسيط الذي يعمل من اجل قوته اليومي ، الذي سيضيع معه في اتون خلافات ومقاصد ومصالح واهداف الكبار... كما في كل مرة . لكن لكل عرس مصفقين ودبيكه،  ومن يطلقون الرصاص في وجه السماء.
احمق من يفصل معاناة اقلية ما او فرد او الشعب بكاملة عن بعضه البعض. احمق ويكفر بجميع الدماء التي هدرت على تراب العراق  في اي بقعة منه. انها معاناة واحدة وتراب واحد لم الجميع،  والرصاص واحد والدافع خلف ذلك القمع والحروب والمعاناة قوى مختلفة لها مصالح واحدة..... لم يدركها جيدا ممن تصدوا لتلك القضية  " قضية الحق العام"  بل ولم يتقدموا بحلول  عملية وممكنة على الرغم من توفرها وفقا لامكانيات العراق في جميع المجالات... التي يمكن ان توفر لكل مواطن حياة كريمة تفوق حياة من يعيشون في مدن سويسرا وهذا ليس مبالغة، بل على من يشك ان يحسب كلفة الحروب وما ضاع عليها من ثروات تراكمية  وما هدرنا من القوة البشرية وكم عطلنا من مناحي الحياة ليصل الى قناعه بما اقول.
لم يكن احد بريئا في العراق من الاحزاب الى الحكومات. الجميع ارتكب حماقاته  بهذا البلد ، وتبقى الحكومات على حق في بعض الاحيان، فاما ان تترك الحال للفوضى او ان تقوم بما هو سريع لحفظ الامن ... ، خصوصا ان كان لديها دليل بان من يقوم بتلك الافعال هو اداة مسخرة بيد دول وقوى اخرى ويرتدي ثوب الشعب وحقوقه زيفا، تلك السرعة تتطلب العنف في الكثير من الحالات! فكيف ان كانت تلك الحالات هي انتقال القوى المتصدية  من قوى تطالب بالحق العام للشعب وعيش كريم الى مطية  تركبها وتسوقها مصالح دول وقوى خارجية اخرى  لا علاقة لها اطلاقا   بتلك الحياة الكريمة للشعب ولا بالحق العام الا ما يخدم مصالحا  . وهنا لابد من التاكيد بانه لا توجد اي دولة في هذا العالم تقبل لا بل وتمنح لحركات ارتهنت لقوى خارجية وقامت باعمال تخريب وقتل   وتعطيل للحياة ، ان تشاركها السلطة ، الا في العراق، وهذا حقا كرم حاتمي ربما ان لم يكن خلفه امرا اخر!!
وهنا  ارد على السيد مسعود بزراني  بتبريراته جميعها حول الاستفتاء ، واسمحولي ان اسمية الاستفساء!! ليس سخرية من شعب قدم الكثي،ر ولكن من مطية مركوبه كمسعود يريد ان يركب الشعب العراقي بكل الوانه ، وهذا خارج قانون المطايا التي  وظيفتها ان  تمتطى ولا تمتطي.
لذا اقول ان القيادات القومية الشوفينية الكردية والتي ومنذ الستينات  نسيت هموم شعبها الكوردي كجزء من هموم  الشعب العراقي العامة،  واختارت طريق عدو عدوي صديقي!! فقامت برمي نفسها في احضان الموساد وسافاك الشاه ومع الوقت ادمنت تلك اللعبة التي بقى فيها حق الشعب شعارا بينما تنفيذ اجندة تلك القوى ، اصبح هو الهدف .
لو ارجعت السيد ملا مصطفى البرزاني الى الحياة اليوم  وسألته السؤال التالي، ماذا سيحدث لو تحملت ومعك وقتها جزء كبير من الشعب العراقي  بعض الخروقات للحكم الذاتي في السبعينات؟
ماذ سيحدث لو اعلنت بانك تريد حياة كريمة للشعب الكردي  في العراق دون ان تضع يدك بيد عدو العراق انذاك؟؟
ماذا لو رفضت  برنامج التمويل  السري لكيسنجر والشاة في 30 ايار 1972  الهادف لافشال الحكم الذاتي الذي لم يحصل عليه الكورد في تركيا او سوريا او ايران؟؟ اليس البناء على شيء ملموس  كان افضل من البناء على  الحروب والعمالة وما تحمله من مجهول؟؟
ترى ماهو حالنا  جميعا الان في العراق دون تلك الحروب؟؟؟ ولكن هذا لم يروق لاسياد االاغوات الذين يلعبون دور قطاع طرق الان لا في الامس  ولا حتى اليوم ، وهم اصحاب ثأر من بقايا التاريخ الاشوري والبابلي ، اصحاب ثأر من الجيش العراقي.  وهكذا كنت اداة ، انت ومن غسلت ادمغتهم بانك تريد  لهم التحرير.  اولئك الذين روت دمائهم قمم الجبال والسهول التي تتخذها الان مقاطعات لحياتك الشخصية بينما اولادهم  ، ليس لديهم  قطاع نقل عام!! وبيشمركة برزان يدخلون  بناية التقاعد ولا يعرفون من اين يخرجون!! رجال انهكتهم الحياة والاجراءات الانسانية للدولة التي تريد ان تبنيها والتي تربعت على قمم جبالها منذ عام 1991.  وانابيب النفط التي تمتد الى تركيا دون ان يعرف عنها احد....  هل مدت لتحرير الشعب ام خوزقته جيدا؟؟ واين مصير ملايين براميل النفط التي بيع البرميل منها بعشر دولارات يا سيادة مالك الصخول!! فحسابات الصخول ليس هي حسابات البيدر، فما بالك وانت لا تجيد الحساب. ربما تازم الوضع اليوم  او حتى بعد عام.... ولكن لا احد سيستفيد منه الا اسيادك وهم فقط. وهنا لابد من تذكيرك بان من دعمكم وخرب فرص السلام الاجتماعي في السبعينات ، شاه ايران ونكسون وكيسنجر وال صهيون، باعوكم باتفاق الجزائر فكانت  في حينها 30 الف مهاجر الى ايران وعلى راسهم والدك.... ولتستمر تلك الماساة  ، التي اختاروك لها اليوم كي تستمر بها الى مالانهاية، فهل يعي الكوردي هذه الحقيقة اليوم ويتمعن بما تقول!!

ان شعب اسير لا يمكن ان يحرره مطية لقاعدة ابارتيد صهيونية في المنطقة... لهذا سميت هذا استفساء !! وسيدفع الشعب الكردي ثمن  ثقتهم بك ، كما كان دوما.  الشعب  ثمن ، تدفع دمائهم انت وامثالك  لتخلص حاجاتك  للحفاظ على كرسيك، والدليل الساطع على ذلك انقاذ الجيش العراقي وبامر من صدام لكرسيك في قتالك مع العميل الاخر في التسعينات!! وتعطيلك للحياة  البرلمانية  فقط لغرض ان تحفظ به دكتاتوريتك التي ارادها لك او انتدبك لها من استمطاك  منذ سنوات طويلة. وكما ادعو لتحرير العراق فاني ادعو ان يتحرر الشعب الكردي في العراق من نير مطايا الاقطاع الصهيوني متمثلا بك  وب الاغا جلال  واقطاعيته.... ان يعي الشعب العراقي والكوردي منه هذا الامر فهو الخطوة الاولى للنصر والتحرر....

ويبقى الموقف  ان كان هذا هو خيار الشعب الكردي فعلى الحكومة العراقية  ان تحدد  حقه بالتصويت والانفصال في المحافظات الثلاث  مع ضرورة تشريع اتفاقات  تخص الكثير من القصايا الاخرى منها الاقليات في تلك المحافظات ومصيرها والثروات  وغيرها من القضايا الضرورية ... مع ابقاء حق اي مواطن في تلك المحافظات بحقة بالاحتفاظ بجنسيته العراقية  وما يترتب عليها ان اختار هو ذلك، بالاضافة لمواجهة كل من يتجاوز على القوانين المعمول بها الان  بحزم ووفقا للقانون ايا كان موقعه او من يدعمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق