الأحد، 20 أبريل 2014

ما بعد إنقراض الرجل الأخير



د.ماجدة غضبان المشلب

                         أجل..

هو من إرتقى عرشه حيث ترتفع الأبصار فلا ترتد إلا و الصبا رحيق بقائها ، و رعشة النبض في شريان جنين يولد..

 و قد بدا و كأنه للسحاب رفيق ، و حِجر تتلاطم فيه ذروات طيشه و عبثه..

 بزته الموغلة في نزقها جعلت من زغب جسدي ينتصب ما أختال أمام ناظري..

أيمكنني الإدعاء بعد يقين أبهرني بإتقاده انه ما كان بهيئة يسيل لها اللعاب؟؟..

 أبرقت عيناي ، و أستبشر شوق أمطاري بجذل الهطول..

 تأرجحت العروق في بدني ، و شهق النسغ في مسراه ، و أنا أستشعره يجتاحني لبرهة من الزمن.. فأمد لقلوعي نسيجها اللامتناه حتى يقظة عطائه المتفجر..

إقتربت منه فدانيت قدسية تفرده ، و آنتحت بي رغبة اقتطاف محرماتها..

بين أضلاعه تقيم الملائكة طقوسها ، و تمرغ وجوهها بطراوة عشب الربيع الغَرور..

إستكانت ديباجة بزوغه دون حراسة.. دون تحذير يمنعني أو يمنع غيري من الطامعين في إغتنام فرصة إمتلاكه..

من سيجرؤ على إتهامي بالإثم لو أنني الساعة قد غرقت فيه لأعرف معنى الإرساء عند موانئه الشبقة؟؟

 أتراه قبس لأعين أجهلها.. ام أنه لم يلوث بعد بمطامع البصر دون البصيرة؟؟..

سافرت بحدقتين يكسوهما التوق حتى آخر خيط ضوء مرئي.. و ترقبت أذناي إلتقاطها لومضة صوت غريب..

كان للفضاء أن يدعوني للإختلاء به.. و للشمس أن تبارك وجودي معه..

الطبيعة بكل مقتنيات خالقها تحولني الى كتلة رغبة لا مناص من طاعتها..

رغم جذوره الضاربة في عمق إحمرار الأصيل.. لم تر عيناي غبار القـِدم الذي إكتنف زفيره العطر.. مثلما لم ألمس ترفا على محياه..

 رائحته تشد أي طارق لسبيله.. و قد ولهني حتى قبل أن اشتهي إصطفاءه لنفسي..

جمر يتقد كدأب موقد شتاء على تحدي نثيث الثلج يغمرني بدفء لذيذ.. تموج في جسد النسيم يحملني كبذرة لقاح تفوح ذكورة ، و تسعى ذائبة في فرط حبورها نحو الإتحاد بميسم لزج..

تلمست تناقض الغسق على هضيباته ، و رباه الناضحة بأغصانها الغضة.. و قدح في جسدي بركان صهواته المتأرجحة بين فردوس و آخر..

أمرت جسدي بالإذعان لهواه.. و ترنحت بين صباه و كهولته.. أطلقت العنان لفحيح المسامات ، و هي تستنشق هوام أفيونه..

تنحى قوس قزح عن مواضع سحبي النديفة.. و آستقر بزهوه بين نهدين ضجرين من مداعبات بحر مأسور عند شطآن أنوثة..

تدفق وجده من سرة الكون حتى معصم الشبق.. و طفا الشهد على سندس عشق يذوب بين إستبرق و آخر حتى بطون الأرائك..

الباب الذي فتح ذات صراط مستقيم بين شرنقة ، وعزف جناحي فراشة ، قد أغلقته ساق الريح العارية عن موبقات خريف..

العرش ، و الفضاء يكسوان طريقي نحوهما بخطى عودة مستباحة.. و الغلمان ينكبون على فوهة ثورة..

الذبول يضطجع كطريق خرف لا تتخطاه قوافل الحجيج حتى ينال ما أخضر منها و ما أينع..

دبت أناملي في توحدي المستديم به.. دب الحياء من ماض لم تفارق جاهليته حرير ثوب الشمس قبل إرتمائها بين زندي الغروب..

صغائر الرمال تتحدى السيوف القائمة على قلاع عيني ، فتقتلع منابت النجوم.. و شتلات الضوء اليانعة عند الرايات الحمراء..

تنهدت الكثبان في روحي.. و تجعدت أهلتي في سماوات تتلاشى خلف غضب آلهة لم تمنحني تربة عبادتها.. و لا سديم حريتها..

أطلقت تنهيدة قريش الأولى ، ثم الثانية ، و توزعت ذراتي بين ذراعي جماع مدنس بجبروت إبليس..

ترجل السائل المرتضى بين فخذي الغسق ، و مس نهايات نهار مقدس ، فَتِح كل فرج يسيل بغيثه نحو الغد.. و دَسَّت أعواد القصب بين اثداء هور يمور..

إستنفذ الشهيق كل هوى يمتطي أكاذيبه.. و أرخت القلوع تعنتها عند كل مرسى..

خبا الضوء.. إبتلت لوحة المفاتيح بشاطيء فرات توسد الشاشة.. همدت ساقان.. قذف القلب صلواته.. و لقح فؤاد إعرابية.. و اغلق حاسوب بين متاهات الأقمار الصناعية..

سأنتخب كي لا أساهم في بيع وشراء وأغتصاب القاصرات "قانونيا"



يوم الجمعة الماضي 11/4/2014 كان اليوم المدرسي الاخير لطلبة المدارس بالدنمارك قبل بدء عطلة عيد الفصح. وكانت المدينة الصغيرة التي أعيش فيها تعجّ بطلبة المدارس خصوصا الابتدائية منها كون دوامهم اليومي ينتهي قبل الاخرين. وأثناء تجولي في أحد الشوارع القريبة من محل سكني حيث احدى هذه المدارس رأيت العشرات من التلاميذ الصغار بنينا وبناتا وهم فرحون ببدء عطلتهم هذه، وكانوا مع معلمّيهم في رحلة درّاجات الى احدى الغابات القريبة من المدرسة مع حقائبهم وخوذهم الواقية، وما شدّني اليهم فرحا بطفولتهم البريئة للحظات فقط قبل ان أنتقل بتفكيري كلّه الى طلبة وطني الصغار، هم آباء وأمهات هؤلاء البراعم الصغيرة والبانية لمستقبل بلدهم لاحقا، الذّين وضعوا ثقتهم بالسياسيين الذّين انتخبوهم لبرامجهم وتعهدهم ببناء نظام تربوي وتعليمي وصحي يمنح اولادهم الثقة بالنفس ويضعهم على اول الطريق لبناء انفسهم ووطنهم مستقبلا.

حينها فقط قررت أن أتجاوز تعهدي لنفسي ، ذلك الذي قطعته بعدم اشتراكي بالانتخابات، ليس لثقتي بالقانون الانتخابي، ولا بنزاهة المفوضية "المستقلة" للانتخابات، ولا بقانون الاحزاب الذّي لم يرى النور لليوم، ولا ثقتي بعدم أستغلال المال العام من قبل الاحزاب المتنفذة، ولا ثقتي بعدم تجيير الاعلام "الحكومي" لصالح أحزاب السلطة، ولا أطمئناني بعدم تزوير نتائج الانتخابات والتلاعب بها، لا أبدا. لانني اعرف جيدا من ان القانون الانتخابي فُصٍّلَ على قياسات أحزاب السلطة لاستمرار هيمنتها على المشهد السياسي، وأعرف جيدا ان المفوضّية "المستقلة" للانتخابات فقدت استقلاليتها بعدما هيمنَ عليها حزب معين، وأعرف جيدا أن لا قانون احزاب بالبلد لان هذه الاحزاب لا تريد الاعلان عن مصادر تمويلها. كما وأعرف جيدا استغلال اموال الدولة وامكانيات الوزارات للمصالح الشخصية والحزبية التي يراها الجميع الا اعضاء مفوضية الانتخابات!، كما وأعرف جيدا ان هناك صناديقا للاقتراع ستبدّل بالكامل بعد أغلاقها أضافة الى الغاء الالاف من الاصوات الانتخابية بأتلافها أو العبث بها لتكون باطلة، وأعرف جيدا ان الاعلام الحكومي هو اعلام حزبي وفئوي، وأنا متأكد من ان القانون الانتخابي شهد الكثير من الشد والجذب والتهديد بعدم المشاركة بالانتخابات من قبل احدى الكتل التي تتربع وتهيمن على مقدرات البلد الا اذا تمت الموافقة على أملاءاتها وهذا ما حصل بالفعل. أذا لماذا غيّرت رأيي فجأة وقررت الادلاء بصوتي في انتخابات الثلاثين من نيسان الجاري أن جرت؟

الذي جعلني أن أغيّر رأيي فجأة هو مشاهدتي لاولئك الطلبة الصغار ومقارنتي لاولياء أمورهم الذين منحوا اصواتهم لساسة يحفظون طفولة اطفالهم من عبث العابثين ويعاملونهم كأطفال ليس الا ، موفّرين لهم كامل الرعاية حتّى بلوغهم سن الرشد، بأولياء أمور تلامذة بلدي الصغار الذّين يمنحون أصواتهم لساسة فاشلين لم يستطيعوا توفير سبل العيش الكريم لهم لدورتين انتخابيتين على الاقل ليتوجوها بأغتصاب طفولة بناتهم الصغيرات القاصرات تحت اسم ديني وطائفي هو ، القانون الجعفري. غيّرت رأيي لانني اريد ان اكون صادقا مع ضميري الانساني اولا ومع اطفال بلدي ثانيا عسى ان اساهم مع بقية شرفاء العراق بألغاء هذا القانون الذي يغتال الطفولة ليشبع شهوات رجال لا أظنهم سالمين سلوكيا، غيّرت رأيي لانني لا اريد ان اكون شاهد زور على استغلال قاصرات بلدي جنسيا تحت اي مسمى كان. غيّرت رأيي لابريء نفسي وانزهّها مما قد يثقل كاهلي من شذوذ اصحاب هذا القانون والذين سيصوّتون عليه جنسيا.

سأشترك بالانتخابات من اجل هذه الفتيات الصغيرات وامنح صوتي للقوى الوحيدة التي تحلم ببناء مجتمع مدني يحفظ لهنّ طفولتهنّ وكرامتهنّ ويؤمن لهنّ ولعوائلهنّ سبل العيش الكريم ويمنع بيعهنّ وشرائهنّ كجواري لاغتصابهنّ قانونيا تحت بند الدين والمذهب، ولشعبنا الأمن ولوطننا السلام والتقدم. سأمنح صوتي لقوى التيار الديموقراطي وقائمتهم الرقم 232 البديل الوحيد المنشود لعراق معافى
.


زكي رضا
الدنمارك
14/4/2014 

 

الأربعاء، 9 أبريل 2014

الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية تنطلق في يوم الكذب العالمي ....؟!



شه مال عادل سليم

في حين يحتفل في العديد من الدول في الأول من شهر إبريل باطلاق النكات وخداع بعضهم البعض وتحصل مواقف كثيرة ‏معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم , بدأ في العراق اليوم 1 نيسان ( يوم كذبة ابريل ) الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 30 أبريل (نيسان) الحالي بعدما كادت البلاد تدخل في فراغ قانوني لولا عدول مجلس مفوضية الانتخابات عن قرار استقالته مساء أول من أمس, واعلن  سربست مصطفى، رئيس مجلس المفوضية، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المفوضية بحضور أعضاء مجلس المفوضية وممثل الأمم المتحدة في العراق( نيكولا ميلادينوف )إنه : استجابة للدعوات الرسمية وغير الرسمية والمحلية والدولية التي وجهت إلى مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، قرر أعضاء المجلس سحب استقالتهم) ......والتي كانوا قد قدموها الثلاثاء الماضي، مبينا أننا (لم ولن نكون سببا في تدمير الوضع الأمني وسياسة العراق أكثر وأكثر) . وأضاف مصطفى ( لقد كيلت لنا اتهامات كثيرة لكن هذا لم يمنعنا من الاستمرار في عملنا وفق القانون) ، مبينا ( استنادا للدعوات التي وجهت للمفوضية وتقديرا للدور الذي تقوم به الأمم المتحدة بدعم مفوضية الانتخابات وزيارة ميلادينوف لنا اليوم قررنا سحب استقالتنا الجماعية) ....

و يرى بعض الخبراء في كشف  الخداع الإستراتيجي لكيانات والمرشخين بان  يجب على العراقيين على الاقل التمعن في معرفة مكر و خداع وكذب بعض السياسيين اللذين سيضعون لهم السم في العسل من اجل مصلحتهم الشخصية حيث نرى برامج  اتتخابية كثيرة حبلى بالوعود والالتزامات ولكن اثبت التجارب السابقة بانها غير واقعية وغير قابلة للتحقيق ....!!

وعليه يجب على الناخبين ان يتذكروا  (كذبة نيسان ) لكي لا يستغفلوا وتنطلي عليهم الاكاذيب كما كذب البعض في حملاتهم السابقة.

وعليه يجب ان نكون حذرين ونختار الاصلح والأكفاء ....وان نختار الشخصيات المعتدلة والواقعية والتي تتمتع بالمصداقية الشعبية .....

اخيرا .....

السؤال الذي يطرح نفسه في هذا اليوم هو : هل سيتمكن البعض من تمرير كذبة نيسان على بعض المواطنين المحتاجين والمتمسكين بالوعود من قبل النفوس الضعيفة ؟

هل يمكن للأحزاب العراقية أن تقوم بحملات نظيفة وصادقة في مستوى المرحلة الراهنة في يوم الكذب العالمي ....؟!

 

 

 

قرچ نيسان ... حنان الفتلاوي مثالا


 
كأي أول من نيسان كنت قد هيأت نفسي لاستقبال مزحة ثقيلة من صديق ما، كوني ومعي الكثيرون بالتأكيد قد عانينا من هذا اليوم الذي اصبح الاول منه "عيدا" للكذب البريء ولكنه لايخلوا احيانا من مصيبة قد تأتي بشكل عرضي بعد ان يتم تصديق كذبة ما. ويبدو أن استنفار حواسّي بأكملها والتهيؤ لكذبة نيسان العام الجاري هذه المرّة كانت في غير محلّها، فبدلا من ان يكون خبر أحد الاصدقاء كذبة وبالتالي استطيع التجاوز عليها ضاحكا عليها كوني قد هيأت نفسي لها، اكتشفت أن ما نقله لي الصديق وبعد نقاش قصير ورابط فيديو أنها لم تكن كذبة بل كانت حقيقة، ولكون تلك الحقيقة كانت مؤلمة وغير قابلة للتصديق فانني كنت اتمنى ان تكون كذبة حتى وان كانت مزحة من النوع الاكثر من ثقيل.

 

لقد قال لي صديقي هذا ان السيدة "حنان الفتلاوي" قالت في برنامج تلفزيوني بُثّ من على قناة السومرية " أشو آني أريد توازن باليستشهدون من ينقتلون سبعة شيعة أريد گبالهم سبعة سنّة ليش أولادنا ينذبحون شنهو الثمن اللي ايحصلون عليه – الحديث عم احداث الرمادي-". فلم اتمالك نفسي وذهبت في ضحكة طويلة قائلا له: كفاك يا رجل انني اعرف ان اليوم هو الاول من نيسان وان كذبتك هذه لن تنطلي عليّ ولا على أي عاقل في بلدنا. أيعقل أن السيدة حنان الفتلاوي النائب"ة" عن دولة القانون بقيادة السيد المالكي والحالم ببناء وطن لجميع العراقيين بغضّ النظر عن اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم تصّرح مثل هذا التصريح؟ ماذا ابقت وقائمتها الانتخابية للارهابيين والطائفيين أذن؟ لا لاأصدّق "فحنان الفتلاوي" المحجبة والمؤمنة والقيادية في قائمة انتخابية يقودها حزب قدّم الكثير من الشهداء من اجل الاسلام، أيعقل أنها لم تقرأ سورة فاطر في القرآن الكريم " ولا تزر وازرة وزر اخرى"!؟ ماذا تقول، "حنان الفتلاوي" التي تريد وقائمتها بناء دولة القانون والمواطنة تعالج مشكلة القتل بالقتل هل هي متخلفة وطائفية الى هذا الحد!؟ أتركني يا رجل أمن الممكن أن يقود العراق ساسة بهذا النفس الطائفي وينتمون الى دولة القانون بقيادة حزب الدعوة الاسلامية!، اتركنا من هذا الهراء؟ لا أظن أنها قالت ذلك حتى ولو على سبيل المقارنة فهي تعرف جيدا ان للمقارنة حدود لايمكن تجاوزها وخصوصا من ساسة يقودون البلد؟ أنني واثق من أنها لم تقل ما نقل عن لسانها حتى لو تم تصوير الامر كدعاية انتخابية، لانها وورائها دولة القانون من غير الممكن ان يستخدموا دعاية انتخابية معمّدة بالدم!. ولكن صديقي هذا اقسم بأغلظ الايمان من أن ما جاء به عن لسان "حنان الفتلاوي" حقيقة وليست كذبة نيسان ولكي يؤكد لي الامر قام بارسال رابط يؤكد الواقعة!!

 

بعد مشاهدتي الرابط وبغض النظر عن المناسبة التي طالبت فيها "حنان الفتلاوي" تطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن العشائري القبلي كما زعيم قائمتها رحت ابحث عن صفة يمكن اطلاقها على هذه المرأة "السياسية"، فلم أجد مستميحا القراء الكرام وبعد مشاهدة العديد من الروابط وهي تعارك هذا وتتجاوز على ذاك بلسان سليط الا صفة "قرچ" و"القرچ" كلمة تركية تستخدم بنفس المعنى في العراق ولسنا هنا بصدد تعريف الكلمة فهي معروفة للعراقيين وكثيرة الاستخدام.

 

أن التحريض على القتل والعنف يضّران بأمن وسلامة المجتمع ويحاسب عليهما القانون الجزائي في كل دول العالم، ولم يبحث القانون عن الاسباب التي تدفع المحرضين لتحريضهم هذا أن كانت قومية أو دينية أو طائفية كما تحريض النائب "ة" حنان الفتلاوي ولا عن طريقة بث التحريض ان كانت عبر لقاء تلفزيزني او كتاب او مقالة أو عبر أية وسيلة أخرى، بل حددت العقوبات وفق القوانين الجزائية المرعية بكل بلد. والان والانتخابات على الابواب وشاهدنا همّة المفوضية "المستقلّة" العليا للانتخابات التي تديرها شخصيات حزبية قريبة جدا من الحكومة وهي تمنع البعض من الترشيح للانتخابات كونهم انتقدوا السيد رئيس الوزراء، فهل تستطيع هذه المفوضية أن تطعن بترشيح السيدة "حنان الفتلاوي" كونها تحرض على القتل والعنف والكراهية بين ابناء شعبنا، أم لها رأيا آخر كونها مقرّبة من السيد رئيس الوزراء وقيادية في قائمته وتتصدر كل المعارك الكلامية التي تخوضها دولة القانون كما رفيقها السابق والحالي "علي الشلاه".

 

كم اتمنى أن يكون الرابط مفبركّا ويكون الحديث كله كذبة نيسان

 

رابط حديث السيدة "حنان الفتلاوي"


 

زكي رضا

الدنمارك

1/4/2014

 

 

 

 

      

 

 

 

 

 

 

 

 

حين يقتل الاف الجنود انفسهم


كان هذا عنوان مقال كتبه روني لوكبيرغ، محرر الشؤون الثقافية في جريدة السياسة الدنمركية "politikken "بتاريخ 5-4-2014 تناول فيه حالات الانتحار، و القتل بين الجنود الاميركيين، ممن شاركوا  في الحروب، على يد زملائهم . وهنا نص المقال:

حين يقتل الالاف انفسهم...

 هناك اكثر من  100.000 جندي اميركي انتحر منذ 11-9-2001  . قام ايفان لوبيز يوم الاربعاء الماضي بقتل ثلاث جنود امريكيين في قاعدة فروت هود في تكساس ثم قام بالانتحار. لوبيز  صنف من " الجنود الاقل خطرا "،حيث تزوج وللمرة الثانية  ويسكن  قرب القاعدة العسكرية في شقة مع زوجته وطفلته الصغيره. يصفه اصدقائه وفقا للواشنطن بوست بانه شاب هاديء من بورتو ريكو حيث كان من عازفي الالات الايقاعية المهرة. ولكن وعلى الرغم من امكانية انتهاء الحروب  في ساحات المعارك، الا ان اثارها تستمر طويلا بعد ذلك في قتل الناس .

  لوبيز  الذي كان في العراق مصاب بنوبات من الخوف، شيء ما بداخله قد انكسر، ولكن لايمكن للاخرين رؤية هذا في الفحص الذي اجرى له قبل شهر من  حادث وفاته. لقد كان  يعاني من انقباض وكأبة وهو تحت المعالجة الدوائية،  ولكن هذا بصراحة لم يدق جرس الانذار في قاعدة فروت هود.

لم تكن المرة الاولى التي  يقتل بها جندي اميركي زملائه، عام 2009 قتل 13 جندي على يد الميجور نضال حسن اثناء خدمته كمعالج نفسي ، الا انه اصبح متطرفا اسلاميا وله علاقات مع القاعدة. وفي الوقت الذي عين فيه  في الجيش الاميركي ، اصبح هو عدوا و يتوجب عليه العمل بالضد منا، وقد صدر عليه الحكم بالموت .

وبشكل عام حدثت الكثير من عمليات القتل في القواعد العسكرية الاميركية ، مما دعا وزير الدفاع الاميركي"  تشاك هاغل " للقول قبل اسابيع ، ان التهديدات ضد الرجال والنساء في الجيش في حالة تصاعد وتاتي من داخل الجيش."

وبعد احدى حوادث القتل العمد التي حصلت في واشنطن عام 2013 ، حيث قتل 12 جندي  على يد زميلهم . ، خلصت احدى التحقيقات  التي اجرتها وزارة الدفاع الى انه لامر صعب على الدفاع ان " تجد ، او تمنع و تتفاعل فى  ذات اللحظة، عندما يكون البعض  ممن  يعملون معنا ، موظف حكومي، شخص عسكري   او صله اخرى،  يقرر ان يرتكب جناية  تجاه مؤسسته و شعبه" بكلمة اخرى الدفاع توفر اعدائها الذين لا تستطيع حماية نفسها منهم، وبطريقة ما اصبح الجيش الاميركي بحالة حرب مع ذاته.

اكثر الارقام التي تصدم  هي عدد الاشخاص المنتحرين ممن خدموا في الجيش الاميركي، و كمعدل ينتحر جندي واحد منهم كل 65 دقيقة. هذا يعادل 22 جندي ينتحر في اليوم اي اكثر من 8000 في السنة.

هناك اكثر من  100.000 جندي اميركي انتحر منذ 11-9-2001  ، في ذات الوقت يجب الاشارة الى  ان الاف من الجنود الذين كانوا في الخدمة  هم ايضا مشردين دون ماوى  ويعيشون في الشوارع  وحالات الموت بينهم ليس بالضروري  يتم تسجيلها وبعض الولايات تتحفظ على  فتح سجلاتها .

لم يعد الامر من التابوات او الممنوعات ، لقد جرى ذكر رؤوساء امريكيين مختلفين هذه المشكله عدة مرات ، بقولهم ان هذه الارقام  عاليه  ويجب ان نفعل شيء تجاه هذه الامر. كما واقيمت هناك لقاءات عامة مع اضاءة الشموع ووقفات تذكر رسمية ايضا.

ثقافيا  كانت هناك قصص معروفة وخلال العشرة سنوات  شاهدنا فلم حول الحياة البائسة ، حياة الجنود حين يعودون الى اوطانهم من شدائد الحروب التي لا تطاق الى عدم الاكتراث الغريب وحياة لا تحتمل.

نحن نعرف ان الانقباض النفسي لا ياتي مباشرة بعد الخدمة ، الكثير من الجنود الاميركيين  في الحرب الفيتنامية  شعروا اولا  في حالة الانقباض او الصدمة النفسية  10-12 سنة بعد عودتهم الى الوطن.

ان اكثر المنتحرين  هم من الرجال ومن الاعمار مافوق الخمسين . هذا يعني ان التكاليف البشرية من حرب العراق وافغانستان سوف تكون اكبر واكبر بعد العشر سنوات القادمة. وهكذا وببساطه عاديه عرفت  ولكنها لم تناقش كجانب جدي حين جرت مناقشة ذهابنا للحرب  كان التركيز ينصب عن ماذا ننجز في الحرب هناك  واين تكون، ولكن نحن لا نتحدث حول كيف ستدمر الحرب حياة الالاف من البشر الذين يجري ارسالهم كجنود.

الصحقي الاميركي نيكولاس  كريستوف  قام بعملية حسابية  مفادها ، مقابل كل جندي اميركي سقط في الحرب هناك 25 جندي ينتحر بعد الحرب ، ويجب  علينا ان نتذكر حين تبداء لحظات الحشد العسكري  تتصاعد معها حمى التاييد وحين تنتهي  ينسى اولئك  ماحدث. الحرب لا تصيب من تشن ضدهم فقط ، انها تصيب كذلك قاعدة عريضة وبعمق في االدول التي قررت ان تكون قائدة لهذه الحرب.

ترجمة : ك. الربيعي عن البوليتكن" السياسة " الدنمركية

*ملاحظة يبقى  كاتب المقال يعبر بمقالته عن تاثيرات ووقع الحرب ونتائجها على مجتمعات الدول التي تقود الحرب ولكنه اطلاقا لم ياتي بكلمة واحدة عن ماهو حال البلدان التي تقع عليها الحرب!! الخسائر المنظورة من البشر والثروات؟ التاخير الذي تسببه الحرب على التمنية!! الامراض النفسية والصحية الاخرى التي تتركها! المشاكل الاجتماعية التي تتركها! ثقل هذه المشاكل على واقع المجتمع المستقبلي !! اخراج  اعداد القتلى والمعوقين والجرحى الاخرين من مسار المشاركة التنموية الى ثقل على المجتمع  من خلال العلاج والاعالة وغيرها.... وغير ذلك الكثير.... لم يرحم الكاتب هذه الشعوب في كلمة واحدة.