الثلاثاء، 6 مايو 2014

المصادفات تقرر من يموت او يحيا في العراق


هذه هو عنوان لتقرير كتبته  بوك دامسكو مراسلة قناة التلفزيون الدنمركي - الدي ار – في الشرق الاوسط ، بتاريخ 27-4-2014.
كان تقريرها تغطية لمهرجان انتخابي اقامته" عصائب الحق " او كما اطلقوا على انفسمهم اسم الصادقون....كان ذلك  يوم جمعه وهو يوم ديني  وعلى العكس من  ازدحام السير في بغداد الا " اننا تمكنا من المرور سريعا من حاجز التفتيش الذي يقف به بعض الجنود المدججين بالاسلحة وبسترهم الواقية وخوذات الراس، محاولين فرض النظام والامن في مدينة تعد القنابل  غذائها اليومي،  بعدها وصلنا الى  الملعب الذي يقام فيه ذلك المهرجان."
وكما وصفت " فان الصادقون هم تنظيم شيعي جديد متطرف  ارادوا  التعريف عن مرشحيهم للبرلمان والتي ستجري يوم الاربعاء...، اتتني الاشارة للذهاب الى الصف الخاص بتفتيش النساء حيت فتشت حقيبتي امراة ترتدي السواد من راسها حتى اخمس قدمها وكان التفتيش بشكل دقيق حتى دفتر ملاحظاتي تعرض للتفتيش خوفا من وجود  شيء ما بين الورق، ومحفظة نقودي ايضا وكذلك علبلة العلكة...... بيما زميلي المصور بقي واقفا في الصف الخاص بتفتيش الرجال،  وهناك امام مدخل الملعب تقف عربة مدرعة وقربها مجموعة مسلحة من القوات الخاصة " سوات".
الحشود تتدفق الى مكان المهرجان نساء واطفال وشباب الذين كانوا يرتدون الزي الخاص  بعصائب الحق حتى الاطفال جرى الباسهم ذلك الزي.
هذه التنظيم الذي  يود دخول العمل السياسي  يدعم رئيس مجلس الوزراء الحالي نوري المالكي، انه حزب ناشيء جديد  وسمعته سيئة  بسبب ما ارتكبه من اعمال مسلحة ضد الجيش العراقي والاميركي وكذلك المسلمين السنة. ومهرجانهم  هذا دليل يثبت حجم النفوذ الايراني في الوضع السياسي العراقي .
لقد هز المكان ثلاث انفجارات  يومها،  الاول قرب منصة الخطابات  حيث بدأ  بعده رجال الامن وغيرهم من المسلحين باطلاق النار في الهواء ومنهم من اطلق النار بشكل افقي  بعدها بقليل دوى الانفجار الثاني  بواسطة سيارة بيضاء ثم دوى الانفجار الثالث بواسطة حزام ناسف .....  لقد سعى الكثير للهروب باتجاه منحدر قريب  باتجاه مجرى مائي وسخ ... وقد اتجهت هاربة باتجاه الشارع العام ،   ركضت بشارع عريض ابحث عن سيارة تكسي، رجل مر بي راكضا صرخ علي وبعصبية ، ان ارتدي حجابي، الذي سقط على كتفي في مكان ما من رحلة الهروب.
لقد فقد 30 شخص حياتهم وضعف هذا العدد من الجرحى ، فالمصادفات وحدها  تقرر من يحيا ومن يموت في العراق .
وتختتم تقريرها " الآن أعرف ما هو عليه أن تعيش في مدينة تنفجر بها القنابل فجاة وتمزق شمل العوائل عن بعضها البعض، حيث لا يمكن للانسان الذهاب إلى الانتخابات أو الى السوق دون الحاجة للخوف على حياته. "
اعداد ك. الربيعي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق