الثلاثاء، 11 مارس 2014

الانفصال ليس هو الحل يا سيادة الرئيس ....؟!

                               
شه مال عادل سليم

قال رئيس اقليم كردستان في  كلمته الحماسية يوم الخميس 6 اذار  في مطار أربيل الدولي خلال مراسيم اعادة رفات (93) شهيد  من ابناء العشيرة البارزانية الذين اعتقلوا في( 31 تموز عام 1983 )في حملة ظالمة سميت بـ(أنفلة البارزانيين ) حيث تم اعتقل  حوالي 8 الاف منهم (اغلبهم من الذكور) وتم  تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية في صحراء السماوة على الحدود العراقية السعودية بيد جلاوزة صدام والبعثيين القتلة , قال رئيس اقليم كردستان: ان القيادة الكردية ستتخذ موقفا لن يتوقعه اي احد، اذا ما استمرت بغداد بسياستها العدائية تجاه اقليم كردستان , وقال نصأ  : لااريد ان اهدد، ولكن اذا ما استمرت حكومة المالكي في سياستها العدائية، فسنتخذ موقفا لن يتوقعه اي احد، وعلى المشككين في كلامنا هذا ان ينتظروا.  .......!!  
واضاف بارزاني في كلمته الارتجالية قائلا:" سبق وان حذرت قبل سنوات من ان العراق امام خطر كبير، وان لا قيمة ظلت لمفهوم الشراكة والتعايش، والازمة الراهنة ازمة قديمة ...!!
كما اشار رئيس اقليم كردستان الى ان الازمة الراهنة ليست ازمة (النفط والموازنة)، ولكن المشكلة تكمن في ان هؤلاء يريدون النيل من هيبة الكرد واقليم كردستان، ويريدون ان لا نكون اصحاب قرارنا وان يتعاملوا مع اقليم كردستان كمحافظة، هؤلاء يريدون ان يقرروا ونحن ننفذ وننسى كل التضحيات التي قدمها الشعب الكردي، وهذا هو اصل المسألة .... !!

ويرى بعض المراقبين بان الازمة بين الحكومة الاتحادية  واقليم كردستان ناتجة عن ثلاث نقاط رئيسية ، وهي :1 ـ  أن الإقليم يريد تسويق نفطه من خلال شركة النفط الكردية  (كومو) , 2 ـ إيداع إيراداته في بنك التنمية العراقي في الولايات المتحدة الأمريكية برقم حساب خاص بإقليم كردستان ، 3 ـ أن يكون حق تحريك هذه الأموال بيد رئيس الإقليم حصراً.....!!وبغداد ترفض هذه الشروط جملة وتفصيلا ....

ومن هنا يرى الكثيرون بان (الانفصال ) لايساعد الاكراد على فتح الأبواب المغلقة بين الاقليم وبغداد  , وليس هو الحل لتجاوز الازمات والمشاكل والصراعات الداخلية , وان  طرح هذه القضية بين فينة واخرى لا تعدو اكثر من كونها دعائية وورقة للضغظ السياسي يخدمها الظرف الذي تمر به دول المنطقة التي تضم مواطنين أكراد , بالرغم من انه حلم يسعى الاكراد إلى تحقيقه، لاسيما وانهم يمثلون واحدة من اكبر القوميات في المنطقة، ومن حقهم أن تكون لهم دولة موحدة ....وخاصة ان  كل مواطن كردي في اي دولة من دول العالم يتمنى أن تكون له دولة، ولكن التمنيات شيء والحقائق شيء اخر......!!, بالاضافة الى ان الاقليم  محاصر ومهدد من دول معادية للتجربة الكردستانية  , ثم أن دول الجوار وتحديدا ( (تركيا وايران) ترفض رفضًا قاطعًا مشروع الانفصال.

وهنا نسأل كل من يهمه الامر: ما جدوى الانفصال بدون احياء القطاع الصناعي والزراعي  والإنتاج الحيواني بما يخدم جميع الفئات على مستوى القطاع ويضمن في تحقيق دخل إضافي واكتفاء ذاتي للأسر وزيادة المساحات الخضراء وتحسين الأمن الغذائي وتوفير  فرص العمل  للعاطلين عن العمل....؟ ماجدوى الانفصال في ظل احتكارالسلطة وجميع قطاع ومفاصل اقليم الحكومية ومنها قطاع النفط والغازمن قبل الحزبين الرئيسيين في الاقليم  وتخويل رئيس الاقليم في تحريك اموال بيع نفط اقليم كردستان حصرأ , رغم ان الجميع يعلم ان النفط هو ملك لكل الكردستانيين وليس ملك الرئيس ..!!

ما جدوى  الاستقلال في ضل سياسة التقشف وعدم وجود خطة لدى حكومة الاقليم فيما يتعلق بتنظيم الموازنة وفق العجز الحاصل وعدم أخذ الاحتياطات وافلاس البنوك و عدم وجود السيولة النقدية وعجز الميزانية والخ ...؟

 ما جدوى الانفصال وحكومة اقليم كردستان عجزت وتعجز  عن دفع رواتب مئات الاف الموظفين الذين يعملون في مؤسساتها بسبب رفض الحكومة المركزية في بغداد دفع الحصة المقررة للاقليم من الموازنة ؟ ما جدوى الانفصال في ظل الصراع والتنافس  على المناصب والمكاسب الحزبية الضيقة في الاقليم وعدم الشفافية في عقود النفط  المبرمة بين الاقليم ودول الجواروالتلاعب  بالثروة النفطية وتصديرها واستحواذها من قبل الحزبين الرئيسيين في كردستان ؟ .

نعم .... ان الانفصال في ظل هيمنة الحزبين الرئيسسين على جميع مفاصل الحياة  وتفشي الفسادو المحسوبية والمنسوبية وتنسى المصالح العامة للشعب وغياب المساءلة وعدم الشعور بالانتماء للارض والوطن لا يسوى شيء ....!!

ماهو الحل :

ان الحل يكمن في عدة نقاط نذكر منها :

1 ـ  ايجاد نظم قانونية ,اجرائية و ديمقراطية شفافة تذوب في داخلها التمايزات والفوارق لصالح المواطنة المتساوية والانتماء للدولة العراقية الوطنية الفيدرالية وليس العكس ... !!

2 ـ العمل على استثمار ثروات البلد  في مشاريع تسهم في خلق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والتنمية المتكافئة التى تحقق نقلة نوعية لجميع العراقيين دون استثناء .

3 ـ  الخروج من عقدة فوبيا المؤامرة و الضيم والغبن والازدواجية السياسية......

4 ـ الاعتراف بالاخر وبالشراكة الحقيقية واستقامة الحياة السياسية والتمسُك بالدستور والقوانين لقيام دولة فيدرالية فعلية بكامل إداراتها  .....

5 ـ   العمل الجدي والتجاوب الفعلي مع الحكومة الاتحادية في مسالة تصدير النفط العراقي .

لذلك يا سيادة الرئيس فلا اراكم قد لامستم الواقع بشئ جديد يستحق الذكر في خطابكم  يوم امس في حضورعوائل الشهداء الابطال  ...وعليه اقول:  إن من مصلحة العراقيين ( عربأ وكردأ وتركمانأ واشوريين )وغيرهم الحفاظ على وطنهم الفيدرالي  والاستفادة من الدروس السابقة  التي  برهنت كل وقائعه بان (الانفصال) حاليأ لايمكن ان يكون هو الحل الامثل مهما كان بريق هذا الانفصال.. كما ان من مصلحة العراقيين جميعأ ان يعملوا على معالجة المشاكل بإنصاف وعدل ومصداقية وبما ينهي المظالم ويعيد الاعتبار لاصحابها ويشيع ثقافة الشراكة والتعايش والتسامح الضاربة في اعماق تاريخ  بلدنا العريق  ...

 

           اربيل

 يوم المرأة العالمي

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق