الأربعاء، 12 فبراير 2014


الاسرى العراقيين...

ربع قرن مضى  على نهاية الحرب العراقية الايرانية...  ربع قرن مضى على نهاية السنوات الثمانية .. في تبادل  رسائل ايقاف الحرب قال  الرؤساء لبعضهم البعض... انه الشيطان ... الشيطان من كان خلف اندلاع الحرب... بين الجارين المسلمين...

لا اعرف لماذا يتلحف الجميع بلحاف الدين ولماذا يغطي الجميع وساخاتهم وعهرهم ونذالتهم في كل مرة ومن اصغر الاشياء الى اكبرها بلحاف الدين.. وهم لا يمتون لما فيه من الاخلاق  خلقا...

ربع قرن ولازال هناك اسرى لم يعرف مصيرهم.....

ربع قرن ولازال هناك ضحايا لم يكشف عن قبورهم....

ربع قرن وضحايا الحرب... من الاسرى العراقيين  تداس حقوقهم وجراحهم باحذية التوابين ومن كان يرعاهم دون حساب...

لا بل يتمتع من عذب وقتل  وانتهك القوانين الدولية في قضايا الحرب ، يتمتع بالسلطة والجاة والقرار اليوم لابل ويضفي على حالة  البركة والرحمة والاحسان وكفالة اليتيم والارامل  وغيرها من صفات الاحسان... ويستمر بذات الافعال...

لا من هلال احمر انصفهم ولا من صليب احمر  نشر تقريرا او اتهم احد على اقل تقدير بانتهاك اتفاقيات الحرب ... الجميع عبدوا مصالحهم خاشعين...

منذ سنوات  قام احد عراقيي المنفى من الفنانين باخراج فلم عن حالات عراقية .. تروي حكاية البعض ممن تعرض للتعذيب والاسر وكذلك التشريد... وكان من شخوص الفلم احد اسرى الحرب العراقية الايرانية ... الذي تحدث عن المعاملة القاسية التي كانوا يتعرضون لها في الاسر والعروض التي كان بعض من مسؤولي الجماعات العراقية  يعرضها عليهم وبرعاية ايرانية... حينها طرقت مسامعي وعلى لسانه كلمة التوابين .... نعم التوابين .. كلمة تعود تاريخيا للبعيد الى اكثر من 1400 سنه او اقل  ولكنها احيت ونفخت بها الحياة في القرن العشرين ...قرن الوطاويط.... قال  قايضونا بحياة اخرى مقابل ان نصبح توابين... وحين اخترت التوابية  نقلوني بعدها مع مفرزة على طول الحدود حتى  المناطق المحاذية للسليمانية ومنها ادخلت الى الاراضي العراقية لاصل الى تلعفر ...التي اختفيت فيها سنوات قبل سقوط بغداد...

لم اعرف ان الصدفة تقودني لا لتقي احدهم في عاصمة من عواصم هذا الكون... يتشبث بكل قوة في هذه الحياة .... بقايا امل .. رغم الاسى  على ما وصلنا له  تحدث باسى  ومرارة عن تلك السنوات العجاف التي مرت عليه....لم يكن متطوعا بالجيش ولكنه من الذين طلبت مواليدهم للالتحاق ... به ....كان موظفا ... يقول كان سبب اسرنا هو انهيار من كانوا بالخطوط الامامية من قوات شعبية وعشائرية اي  من لم يكونوا عسكريين بالاساس... وقعنا في الاسر .. وفي معسكرات الاسر ... كان ياتي احدهم لابسا الكفن " زعيم احدى الجماعات العراقية المعارضة"   وتكرر مجيئه مرتديا الكفن ليلقي بنا الخطب الرنانة والشاتائم وغيرها وليقايضنا اما ان نكون  من فصائل التوابين .... او سنلقى عذابا اليم.....

اشعر به حين كان يحدثني بان  ذكرياته المؤلمة تلك تكاد ان تغلق  مساحة الحنجرة  .. يختنق بها فيشيح بوجه.... ويرمي بعينية بعيدا....  بعيدا  وكانه في تلك اللحظة التي علق بها بالمقلوب طوال النهار  لرفضة الانظمام للتوابين.  يتحسر  ويتقطع الكلام  لقد كانت ايام صعبة ، ايام لم احصل بها على الدف من شدة البرودة  ، كان قصدهم اذلالنا وكسر عزيمتنا في رفضنا للعمل كتوابين، كنا نضع تحت حالة من التجويع القسري .. والعمل القاسي  ولكننا رفضنا   رغم قبول الكثير هذا الامر والانتقال للعمل معهم كتوابين وبالتالي يزجزن بهم باسم تلك الجماعات كمقاتلين في الجبهة  للقتال ضد الجيش العراقي" اشراكهم بالحرب" تحت لواء بدر او غيرهم...... من يقوم بذلك  ليس ممن حاربته بل اعوانهم ...وكلائهم ومن العراقيين  نعم هم عراقيون!! الذين كانوا يعذبوننا ... الا ان الكثير تحمل العذاب على ان يصبح توابا... كي يرسلوه من جديد وتحت رايتهم للحرب .... وهناك من دفع حياته ثمنا ومات تحت التعذيب.. اما ذو الكفن الابيض فكان في كل مرة ياتي يتوعدنا  بما ينتظرنا من عذاب اليم  ان لم  نركع ونصبح بفيلق التوابين..

شاهد اخر يذكر بموضوع منشور على الانترنت ما نصه*" إن معظم قيادات ومنتسبي "فيلق بدر" هم ممن تلطخت أيديهم بدماء العشرات من الأسرى العراقيين، وما فعلوه بحقهم من قتل وتعذيب، خاصة ما شاهدته في معسكر "آراك" الذي اعتبره الحكيم قلعة التوابين الأبطال، من تعذيب وقتل. وقد دفن الشهداء في مقبرة الغرباء في مدينة آراك. أما حادثة كركان، فقد قتل فيها 30 أسيرا عراقيا على مرأى أعضاء من لجنة الصليب الأحمر الدولية." هذا ما يذكره عبد الجبار ناصر  وهو من القلائل جدا الذين كتبوا عن هذا الموضوع..

وهناك من يذهب بقصص اخرى الا وهي اشتراك البعض من التوابين بفرق القتل والذبح في الجزائر متسائلا  ماذا يفعل جمع من الاسرى العراقيين التوابين في الجزائر ؟

الشيء المؤسف اليوم ان ليس هناك من يسلط الضوء على معاناة هذه الفئة الواسعة من العراقيين  ، وانصافهم ، انصافهم ليس بالتعويض وانما بمحاسبة  المتهمين الذين قامو بتعذيبهم ومن اشرفوا على ذلك التعذيب اثناء الاسر ومسؤولية الحكومة الايرانية  عن ما تعرض له الاسرى ...

والكارثة الاعظم انهم والكثير ممن تعرض لهذه الانواع من التنكيل  يخشى البوح بها علنا .. حيث لا توجد مؤسسات مستقلة تلتزم باضعف معايير الحياد وحفظ  سرية المعلومة من جانب ومن جانب غياب المؤسسات التي تضمن حياة من يبوح ويكشف  عن هذه الجرائم .. التي يتمتع الكثير من مرتكبيها بالسلطة.... وبدعم من اوساط مختلفة..

ترى هل هذا دليل على حالة من نفاق المجتمع ام هي حالة من تطويع المجتمع على القبول بالقتله!!!

اليس انتخاب  ممن قام بهذه الجرائم ويقوم اليوم بها ايضا  من هذه القوى هو مشاركة بهذه الجرائم !! وعلى طريقة من كل قبيلة  اختاروا واحدا ليقوموا بالقتل كي يضيع الدم بين القبائل؟؟؟؟؟؟

كريم الربيعي /12-2013

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق