الأربعاء، 26 فبراير 2014

بطاقة الاتنخاب الذكية وبيعها في كركوك......

تناقلت الاخبار اليوم  بيع العدد من سكان المناطق الشعبية في كركوك لبطاقاتهم الذكية المخصصة للانتخابات و الخبر نقلا عن المفوضية  المستقله للانتخابات..... حيث تراوحت الاسعار للبطاقة بين 100 الف دينار و 500 دولار!!!!!!!!!!!!!!!!

وهنا لابد من التساؤل ....
لماذا لم تعلن المفوضية عن الجهات التي  قامت بشراء تلك البطاقات؟؟
ولماذا لم يكون الحل لردع هذه الحالة " الظاهرة" بعقوبات قاسية تسقط حق القائمة التي تتعاطى بهذا الامر من الانتخابات  ناهيك عن الاجراءات العقابية الاخرى الجنائية....؟
 

الاثنين، 24 فبراير 2014

نسوان ستان إزاء سنيستان و شيعيستان

د.ماجدة غضبان المشلب

 ملاحظة مهمة : المقالة موجهة حصرا لنساء العراق لإنشاء دولة خاصة بهن ، تدعى نسوان ستان..

 

أصبح الحديث جهرا ، ليل نهار ، و دون مواربة ، أو خجل يجري كأنه أمر واقع حول تقسيم وطننا الجميل العراق الى مجرد قطع أراض دون انتماء لحضارة وادي الرافدين..

و لصالح من يا نساء العراق؟ ، لصالح مذاهب صنعها الذكور ، لا نحن..

كل يوم نودع قلوبنا أمانات في أجساد أولادنا لتتمزق مع تمزقهم ، و تحولهم الى أشلاء ، فبين المدرسة ، و العمل ، و البيت تقيم المفخخات اللعينة راصدة زهورنا اليانعة ، لتقطفها قبل الأوان أمام أعيننا النازفة دمها لا دمعها ، و ما صنعها غير ذكور لا رجولة فيهم..

 

كل يوم نودع ايتها الحانيات أولادنا ، و كأنهم ذاهبون بمشيئتهم نحو الموت.. ليس اليوم فحسب ، بل منذ حرب ايران و ما سبقها من تأريخ مشؤوم ، و الذكور يتصارعون على كراسيهم ، و يدوسون على قلوبنا ، و دموعنا ، حتى أصبحنا من سكان المقابر جوار أحبتنا....

نحملهم وهنا على وهن تسعة شهور ، و نضعهم كرها ، و ألما ، و صراخا ، و بعض من النساء يلفظن أنفاسهن الأخيرة مع صرخة خروج المولود الى الحياة...

نرضعهم ، و ننسى حلاوة النوم كي يشبعوا من صدورنا حليبا ، و يكبروا كأجمل حلم ، و أمل لنا ، نخاف عليهم من نسيم الهواء البارد كي لا يمرضوا ، نقلق إن اقتربت منهم بعوضة ، و امتصت بعض دمهم ، يحلو في أعيننا نموهم ، و ضحكهم ، و نجاحهم ، و فرحهم ، و يبكينا مجرد إرتفاع درجة حرارتهم ، و مرضهم ، يدمي قلوبنا بكاؤهم إن لمحوا لعبة نعجز عن شرائها لهم ، نحزن إن لم يوفقوا في الدراسة ، نسهر الليل قلقا ان بلغهم ظلم الدنيا ، و جورها الذي لا يرحم..

و حتى يشب من يصل الى سن الشباب فيهم ، يكون شعر الرأس فينا قد شاب ، و نخرت أجسادنا أمراض الضغط و القلب و السكر..

 

الذكور الظالمون لا يدركون ان أولادنا ، و إن أصبحوا راشدين ، فهم قطع من قلوبنا تمشي على الأرض ، لذلك لا يعنيهم ان تحولوا برمشة عين الى عدم ، و قبور تجلس عندها أمهات ثكلى تبكيهم..

 

القطة التي لا تمتلك عقلا بشريا تحارب من أجل صغارها الى درجة يخشى فيها الانسان أن يفكر بمجرد الإقتراب منها ، و هي تزأر كأسد هصور رغم ضعفها ، و صغر حجمها ، و معاناتها بعد الولادة و الإرضاع ، و تنتقل بهم من مكان الى آخر خوفا من أن يأكلهم الهر _ابوهم بايولوجيا_ و هو جائع ، فما الذي يمنعنا نحن الأمهات عن حمل أولادنا بعيدا عن الهررة الذكور من البشر ، كي لا يصبحوا زادا لهم ، و هم الجائعون أشد الجوع الى المال ، و السطوة ، و العرش على حساب دمائهم؟

 

ستقوم دولة سنيستان لتنأى بالسنة عن الشيعة ، و تقوم دولة الشيعة بعيدا عن السنة ، اما كردستان فقد قامت مع صمت الصامتين ، و كأن الحدود الجديدة ستمنع حربا بين ذكور لا تتوقف أطماعهم عند حد ، و لا تسعهم عروش حتى تسقط غيرها ، و من منا لا يعلم ان هذا تم عبر مؤامرة طويلة جدا ، و عبر أجيال تشردت ، و قتلت ، و عذبت في السجون ، و أعدمت ، و الأمهات تنزف ألما و حسرة لعقود مرت عليهن كأزل لا ينتهي لشدة ما ظلمت هذه القلوب الأنثوية الرقيقة ، لا لشيء الا لأن هناك عوالم عبر البحار تشيد حضارة لا يمكن أن تستمر دون النفط الذي في أراضينا.

انظرن خارطة الشرق الأوسط الجديدة المعلن عنها في نيويورك تايمز:


الطامعون في نفطنا ذكور ، و من يبيعون الشعوب لصالح حضارة الغرب المشيدة بدم الأبرياء ذكور ، الموضوع كله يدور حول الذكر و سلطته ، و دوامها ضد مشيئة الإنسان و سلامته و أمنه ، فما شأننا نحن الأمهات و أكبر آمالنا أن يعيش أولادنا بسلام؟..

 

ان الذكور من العراقيين اليوم يحققون أحلام (رالف بيترز ، اليهودي المتطرف) في خارطة الشرق الأوسط الجديدة ، المسماة بحدود الدم ، شيعة و سنة ، و بحماقة شديدة ، و تعصب أعمى بين منتقم لضحايا السنة ، و آخر لضحايا الشيعة ، و الشيعة و السنة براء من دم بعضهم البعض ، انما هي لعبة الدين المسيس ، او ما يسمى بالإسلام السياسي الذي فرق الناس تحت رايات الطوائف ، و الأعراق ، و الأديان كي لا يكون بينه ، و بين السرقة ، و السلطة المطلقة من ينتفض بوجهها ، و لذلك في بغداد بالذات التي لا يستحقها المفرطون بها من السنة و الشيعة أدعو النساء لإقامة جمهورية نسوان ستان ، و كما تفعل القطط سنفعل ، نحمل السلاح كي نحمي الصغار من شر الرجال و صمتهم على الظلم ، و دورانهم في دوامة عمر بن الخطاب ، و علي بن أبي طالب منذ 14 قرنا ، رغم ان عليا لم يقتل عمر ، و عمر لم يقتل عليا ، بل لشدة تعاونهما مع بعض من أجل المسلمين قيل "لولا علي لهلك عمر".

 

هل فكر المتناحرون من الرجال كم من أم سنية في العراق و أولادها من الشيعة؟ ، كم من أم شيعية و أولادها من السنة؟ ، كم من عربية و أولادها أكراد؟ ، و تركمانية و أولادها عرب ، و كردية و اولادها عرب أيضا؟ ، و كم ؟ و كم ؟ ، و كم؟ ، و الأمثال لا تحصى؟...

 

هل تسكن الشيعية في شيعيستان تاركة زوجها و اولادها في سنيستان؟ ، أم تسكن السنية في دولة سنيستان تاركة اولادها في شيعستان؟ ، و هذا المثلان ينطبقان على كل العوائل العراقية التي اختلط دمها بدم البعض... ، فهل من منكر ان هناك مسيحيات بأولاد مسلمين ضاقت بهن بلاد الرافدين فغادرن نحو بلاد الغربة في زمن القتل على الهوية و المذهب و العرق و الدين؟.

 

 يستحيل علي أن أسرد في مقالة كل قصص الحب التي قامت تحت النخيل على ضفاف دجلة و الفرات ، و كونت هذه الأسر الملونة الجميلة كلوحة فنان مبدع..

 

بعد هذا الإمتزاج الذي لا فكاك منه ، يأتي القتلة من بلاد كانت ملكا للهنود الحمر فأبادوهم ، و كونوا قوة عبرت المحيطات نحونا لتبيد أولادنا ، تمنح بعض خونتنا سطوة التلاعب بنا ، فيفجرون مراقد الأئمة ، و الجوامع ، و الحسينيات ، و الكنائس ، و بيوت عبادة الصابئة المندائيين ، و الأيزيديين ، و يجعلون منا مجرد وحوش لا يردعنا دين ، و لا مذهب عن ذبح بعضنا البعض ، و اسرائيل على مقربة منا ترقص فرحا و طربا لإنتصارها العظيم؟

 أين الرجال مما حل فينا يا نساء و في أولادنا؟..

اليهود على إختلاف عروقهم إتحدوا في وطن لا يملكونه ، و نحن العراقيون نقسم وطنا واحدا منذ بدء التأريخ تحقيقا لحلمهم في دولة تمتد بين الفرات و النيل؟..

ما سر خضوع الذكر الشرقي خضوع العبد لذكر الغرب؟ ، و في بيته يغدو ملكا لا تجادله المرأة في قوامته عليها؟ ، علام هو قوام و حاله حال ربات الحجال أمام عدوه؟ ، يتذكر الدين حين يتزوج أربع ، و ينساه حين تستباح الأرض ، و يقتل الإنسان البريء ، و تؤكل أموال اليتامى ، و حق الفقراء في زكاة الأغنياء؟ ، إذا كان بعض الساسة و دعاة الدين قد قدموا مع الدبابات لنهب ثروات الشعب ، و وضعوا أقدار العراقيين في أيدي من لا يود لهم الخير ، فما بال الفقراء منهم يتبعون لصوصهم تحت رايات مذهبية ، و حزبية ، و هم لا يملكون قوت اليوم القادم ، و لم يمنحهم حزب ، و لا معمم حصتهم في عوائد بحيرة نفط يعوم فوقها العراق؟ ، يجهلون في أية لحظة ستنفجر مفخخة ما تخطف أعمارهم ، و أعمار أولادهم ، و تهدم وطنا ليس هناك على الأرض مثيلا له؟ ، أهناك وطن في العالم تمتد فيه الأنهار من شماله الى جنوبه و تتفرع كأغصان الشجر ، و كل فرع منها قامت عليه حضارة ما ، في زمن ما تحت ظلال النخيل؟ ، أهناك وطن فيه خير الكون كله ، و يستورد حتى الماء من أهل الصحراء في الجوار؟.

 

يا أمهات العراق ، لنقل كلمة حق لابد من قولها ، مامن أمل في ذكور ماتت رجولتهم يفرطون بأرضهم مجانا و دون ثمن من أجل عدو دفع بهم الى حرب لم تخطر على بال سنية تزوجت من شيعي ، او شيعية تزوجت من سني فأنجبت أولادا لا يعلمون لأي أرض ينتمون..........و كذا الحال بالنسبة لكل الوان الطيف العراقي.

و لا يتبع التفريط بالأرض سوى التفريط بالعرض ، فهل ننتظر متى سيقيمون سوق عكاظ مجددا ليبيعونا شرعا وفق فتاوى دينية و مذهبية لصالح بني اسرائيل ، و بلاد العم سام؟..

علينا مواجهة الحقيقة المرة ، لا رجال في العراق ينتصرون لدموعنا ، و نحن نرى الى نثار اللحم بعد كل إنفجار دون أن نعرف أية قطعة لحم منها تعود لولد كان يوما جنينا في بطن واحدة منا تنتظر ولادته بشوق.

 

اني أدعو جميع نساء العراق الى تكوين دولة نسوان ستان في بغداد نفسها ، تحفظ حق أرامل الحروب بدءأ من حرب الخليج الأولى و انتهاء بحرب الطائفية التي لم تضع أوزارها بعد ، و حقوق الأطفال جميعا ممن ينتمون للعراق كله بسبب الزيجات التي كانت تحدث بشكل طبيعي بين مختلف الأعراق ، و الأديان ، و الطوائف ، و تمخضت عن ولادتهم ، فوجدوا أنفسهم مشتتين بين كردستان ، و شيعيستان ، و سنيستان ، و لم يبلغوا بعد سن الرشد ليقرروا مع من سيقيمون ، مع آبائهم من السنة؟ ، أم مع أمهاتهم من الشيعة؟ ، و بالعكس ، و هذا ينطبق على فسيفساء الوطن كله ، فلا ذنب لهم بأطماع دول الغرب ، و أزمة الطاقة و الرأسمال العالمية ، و عملائهم المقيمين تحت حماية جيوش معولمة ، نظرا لحجم و نوع غنائم العراق التي أباحت للعالم كله احتلالنا ، و توزيع ما نملك وفق جهودهم في حربهم ضدنا.

 

لنزأر كإناث القطط قبل أن يقترب القتلة ممن تبقى من فلذات أكبادنا ، و نرفع السلاح بوجه من لم يرحم قلوب الأمهات ، لنشرع ببناء جمهورية لا ذكور حمقى فيها مع أولادنا حتى يصبحوا بالغين لهم خيار الإلتحاق بدول الذكور العدوانية ، أو البقاء في جمهورية تحكمها النساء بإسم الامومة المقدسة و ، شرعها العادل.

 

انتفضن لأجل أطفالنا و أمانهم ، لنجعل من بغداد جمهوريتنا المصانة بقوة حب الام لجنين ينمو في أحشائها ، و لتكن بذرتها حشودنا الثائرة تحت راية جواد سليم في ساحة التحرير ، فهو لم ينس المرأة و ثورتها و حصتها في منحوتاته.. ، نحن أحق ببغداد من القتلة.. ، إشحذن المخالب ، و حاربن لأجل حق الطفولة في الحياة الآمنة المستقرة ، نظفن بذات الأسلحة التي حرمت أولادنا حياتهم المناطق التي تعفنت ، و أسنت ، و كثرت فيها الطحالب حتى أصبحت خضراء ، و سميت كذلك ، دعن بغداد تصبح جمهورية حب تضع حق النساء في حياة كريمة من أولوياتها ، و تؤمن مستقبل بنات الضحايا في الحروب الذكورية التي لا تنتهي ، يبتعد فيها الأطفال عن رؤية الدم ، و العنف اليومي ، نسوان ستان حلنا الوحيد إزاء مصير دموي و حتمي ، اني لا أراها مجرد حلم ، بل ضرورة يفرضها الواقع ، الأم أولى بالحكم من ذكر لا يثأر ضد ظلم ، و لا تأخذه غيرة على وطن ، و لا يرى أبعد من شهواته ، و ليس له من دافع لحماية أولاده ، نحن من أنجبنا كل من يمشي على الأرض ، و مامن رجل كان أو يكون دون تضحياتنا التي لا يقدم عليها سوى مخلوق شجاع اسمه المرأة ، و لأنها من صنعت الحياة فليست بقاصرة عن إدارة شؤونها دون سطوة الذكور ، و إن كان حملهم للسلاح لغرض قتل الإنسان ، فليس سوانا من يحمل السلاح لأجل البقاء و الحرية و العدل.

 

هذه سطور كتبت بدوافع خلقتها جرائم الذكور بحق الإنسانية ، و مادامت قد ظهرت الى الوجود بحكم أسبابها ، فاني على ثقة كاملة ان ملايين من النساء بلغن و سيبلغن ما ذهبت اليه ، و يفتحن مغالق الطرق التي أفضى اليها عنف الذكر ، و استحواذه على السلطة نحو عودة مفاتيح الفردوس لمالكتها الأولى ، المرأة الجميلة ، الأم الحنون ، إن غدا لناظره قريب يا أمهات العراق ، و مؤسسات جمهورية نسوان ستان على ضفاف دجلة ، و مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة ، و الخطوة الأولى قد بدأت بمقالتي هذه ، و سيليها حتمية الثورة النسوية مع استيفاء كل مقومات نشوئها ، و نجاحها في الوصول لأهدافها دون شك ، لنا بغداد و ما فيها ، لتعلو أصواتكن الرائعة في ساحة التحرير بهتاف واحد ، لأجل هدف واحد ، فمن إرتضوا التقسيم بخضوع شديد ، عليهم أن يستجيبوا لإرادة النساء ، قد عدمت الخيارات أمامنا ، و من هنا عليكن السير نحو نسوان ستان بخطى ثابتة و واثقة ، في سبيل ما أنجبت البطون نجعل المستحيل ممكنا ، و للجبناء أن يكسروا حدودنا القائمة تحت شعار:

( شحده اليوصل يم حدنا)*......

_____________________________________

*مثل عراقي يعني لن يستطيع أحد بلوغ حدودنا.

 

 

شبح الإفلاس في إقليم كردستان العراق يهدد بإعلان التقشف ؟!

                     
شه مال عادل سليم

 قررت حكومة إقليم كردستان العراق وبقرار المرقم (1018 ) تخفيض النفقات الزائدة للحكومة، واتباع  إجراءات تقشفية للخروج من العجز المالي الذي يهدد المواطن الكردستاني واستقراره ,وعليه وقّع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق( المنتهية ولايتها )نيجيرفان بارزاني قرار تخفيض رواتب كل من رئيس الحكومة ونائبه والوزراء بنسبة 50 في المئة.

ومن الجدير بالذكر أنه تم خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي بين كل من وزير المالية السيد (بايز طالباني) ، ووكيل وزارة المالية السيد (رشيد طاهر) إقرار تخفيض نفقات المؤسسات الحكومة، كما بحث مقترح بقطع المخصصات المالية لبعض الدرجات الوظيفية.

وأكد وكيل وزارة المالية السيد (رشيد طاهر) بان حتى الآن لم يتم تحديد أي الدرجات الوظيفية سوف يتم قطع مخصصاته المالية، بل كل ما هنالك أننا نرغب في تخفيض نفقاتنا ...........!!

ويرى بعض المراقبين بان على حكومة الإقليم ان توقف عمليات تصدير وتهريب النفط من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي لحل الازمة بين الاقليم وبغداد بدل (سيناريو التقشف ) و تخفيض النفقات,وتعمل ايضأ من اجل توحيد الإيرادات وتوزيع الثروات الطبيعية وتحقيق الإنصاف والعدالة والمهنية في الإدارة لصالح كل الشعب العراقي ........لان ليس من المعقول بان  تبذر اموال الشعب على مشاريع وهمية واخرى رديئة و الشعب يعيش في حالة تقشف ... !!

كما تجدر الإشارة إلى أن هناك عجزاً سنوياً في ميزانية إقليم كردستان، يبلغ تريليوني دينار عراقي !!

وهنا نسأل :هل قرار تخفيض النفقات والرواتب يشمل رئيس الإقليم واعضاء البرلمان المعطل ايضأ أم لديهم حصانة ومناعة ضد التقشف   ؟

 

21 شباط

 اربيل

 

على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى


كل المؤسسات في العراق بحاجة الى اصلاح او اعادة بناء ومن ضمنها بالتأكيد المؤسسة الدينية، فانتشار الامية والجهل اللذان يفضيان الى التخلف بين صفوف غالبية المجتمع، لايمنح احدا مهما على شأنه الحق فردا كان أم حزبا أم مؤسسة في استغلالها من اجل تكريس واقع تحلم بديمومته لآجال غير معلومة خصوصا ونحن نتحدث عن دولة يراد لها ان تكون ديموقراطية الا انها لاتستطيع في كل الاحوال تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء. واهم هذه الخطوط الحمراء هي طبقة رجال الدين ومؤسستهم الدينية والتي تعمل على تكريس سيطرة احزاب الاسلام السياسي ورعايته. من خلال تدخلها المباشر بالشأن السياسي لصالح طائفة معينة ليس كجمهور وهذا ما نلمسه من فقر قطاعات واسعة من ابناء هذه الطائفة، بل كأحزاب ومنظمات اصبح لدى الكثير من رجال الدين نتيجة تدخلهم في الشأن السياسي بصفتهم الدينية مصالح اقتصادية ومالية معها تقدر بالمليارات ولتشمل من اجل استمرار دعم هذه الطبقة لهم "الاحزاب" المساهمة بالتوسع المستمر للاوقاف الاسلامية وخصوصا الشيعية التي من الممكن ان تتحول في ظرف معين الى دولة داخل دولة ان لم تكن هي كذلك اليوم.   

 

ان التدخلات المستمرة لمرجعية النجف الاشرف بالشأن السياسي لصالح الاسلام السياسي الشيعي تحديدا يجعلها ان تتقاطع في مواقفها مع بناء الدولة، وهذا ما اشار اليه المفكر "نصر حامد ابو زيد " حينما كتب قائلا " الدولة  ليست المجتمع، بل هي الجهاز الاداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. واذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو أيضا ليس المجتمع، أذ المجتمع جماعات واديان. ومن حق هذه المجتمعات على الدولة أن تحمي بعض الجماعات من الافتئات على حقّ الجماعات الاخرى. من هنا فدور الدولة كجهاز منظم لسير الحياة في المجتمع – المتعدد الاديان بطبيعته- يجب ان يكون محايدا، بأن لايكون للدولة دين تتبناه وتدافع عنه وتحميه. أن دورها حماية الناس لا حماية العقائد"*. لكن ما نراه في العراق اليوم هو ليس الانحياز للدين فقط بل هو الانحياز لابشع نتاج للدين والذي سبب على مدى التاريخ الاسلامي وليومنا هذا بكوارث من الصعب تحديد آثارها المدمرة على الانسان والمجتمع وتطورهما اي الطائفية،  التي اصبحت في بلدان اسلامية عديدة ومنها العراق عاملا اساسيا لتفتيت الاواصر الاجتماعية بين ابناء شعبنا ووسيلة لوصول سياسيين الى السلطة " بصكوك غفران " طائفية من قبل المؤسسة الدينية وتسويقهم بفتاوى بعضها علني والاخر مبطّن.

 

هناك من يريد جاهدا ان يبعد اي دور لمرجعية النجف في حث البسطاء من الناس على انتخاب لصوص اليوم حينها، ولكن التصويت الاخير على الفقرة 38 من قانون التقاعد الموحد الخاصة بامتيازات كبار المسؤولين " الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب وذوي الدرجات الخاصة" والاحراج الكبير الذي أحدثه التصويت هذا لراعيهم "مرجعية النجف" أمام جموع مقلديها الذين اكتشفوا ان المرجعية الدينية اخطأت كثيرا "ان لم تجرم" بدفعهم لانتخاب هؤلاء "النواب". جعلت استاذا في الحوزة العلمية بالنجف ومقربا جدا من المرجعية الدينية الشيعية كحيدر الغرابي ان يصرح لصحيفة الشرق الاوسط عن انزعاج المرجعية ل " مستوى الخديعة الذي مارسه النواب الذين ما كان لهم ان يصلوا الى البرلمان لولا تأييد المرجعية لهم"، أذن فأن من اوصل هؤلاء الفاشلين والمتاجرين باموال وثروات شعبنا هي مرجعية النجف وليس غيرها!!!

 

وبدلا من ان تعتذر مرجعية النجف عن تدخلها بالشأن السياسي الذي كان وصول اللصوص الى البرلمان من اهم نتائجه احتراما لتاريخها وحياديتها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الاطراف كما صرحت مرارا!! نراها ونقلا عن الغرابي تعود لممارسة نفس اللعبة والتي ان نجحت ثانية او ثالثة بالاحرى سندخل في اماكن اكثر ظلمة من النفق الذي دفعتنا اليه ووطننا من خلال توصياتها الاولى والثانية. عندما نقلت الشرق الاوسط عن الغرابي قائلا أن " هناك مشروعا حوزويا تتبناه المرجعية وتمت مناقشته مع طلبة الحوزة بدعم أشخاص مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة وأن يكونوا تحت وصاية المرجعية من اجل ان ينتخبهم الجمهور بعد ان ثبت ان اعضاء البرلمان العراقي لم يكونوا لمستوى المسؤولية التي انيطت بهم" ، وبعد ان يحث الغرابي "نقلا عن المرجعية" الناخبين بالتوجه لصناديق الاقتراع وانتخاب ممثليهم ممن تزكيهم المرجعية في تدخل واضح "اثبت فشله مرتين لليوم"، يؤكد على وجود مشروع خاص للحوزة الدينية بالعراق وهذا المشروع لايخرج بالتأكيد عن أسلمة المجتمع و بالاحرى تكريس طائفيته حينما يقول أن " المرجعية تشعر انها حيال مسؤولية كبرى لأنها لاتريد ان تفشل ويفشل مشروعها حين يتصدى للمسؤولية الفاسدون وأضرابهم الى السلطة ثانية".

 

من خلال حديث الغرابي ومن خلال مزاج الجماهير بعد فشل ممثلي المرجعية في جميع الملفات التي تصدوا لها لليوم وبعد ان اصبح السلم الاهلي في خطر والوطن باكمله على فوهة بركان، على المرجعية في النجف الاشرف ان تبعد نفسها هذه المرة عن التدخل في تزكية هذه الطرف او ذاك او هذا الشخص او ذاك بعد فشلها في ايصال ممثلين حقيقيين الى البرلمان من جهة واحتراما لمؤسستها العريقة وابعادها عن دهاليز السياسة من جهة اخرى، كون السياسة خداع ومصالح وعلى المرجعية ان تتنزه عن مثل هذه الاوصاف.   

 

أن الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم "الامام علي -ع-" لقد جاروا على فقراء شيعتك وفقراء المسلمين يا ابا الحسن.

 

 * الفزع من العلمانية: فصل الدين عن الدولة لنصر حامد ابو زيد، الحوار المتمدن العدد 3054 

 

زكي رضا

الدنمارك

15/2/2014

 

 

 

 

 

 

الأربعاء، 12 فبراير 2014

الملابس والازياء الرسمية



مجرد اسئلة ليش... لما تشوف شرطي اوربي او ببعض دول اسيا وكذلك في اربيل  منا وبينا تشوف ملابسه مرتبه ومهتم هو بنظافتها وقياسها على جسمه.... وبعض دول اوربا يعجبك بس تباوع!!!

وليش عود شرطتنا لو تلكي النطاق مشدود هواي والبنطلون طالع زرك من الخواصر لو من كدام... والبيريه  ماكو... ومرات تشوفه بلباس الشرطة ولابس نعال ... والقميص بكيفة يدكم  يلبس ربطه فاتح صدر وحاط جفيه على ركبته ... ليش مو يعني الاخ كرهان شغلته ... اذا كرهانه خويه روح سويلك دكتوراه من مريدي من الحوزة   من اي وقف ، الاوقاف الشيعية والسنية تسوي امتحانات وتنطي شهادات  وتعين والدولة تقبل التزوير روح صير نائب  يا يابه...  عامل النظافة بدلته تخزي والعسكري ما ادري شلون .. وخصوصا حاطين على راسهم هاي مثل الناظور فيكات بس شكل هيه سعرها 30 او 40 الف ما الها اي مهمه  بس هيج  فيكه امنيه. ديكور!!.. يمعودين والله خربانه يعني  اشو من يروح واحدكم  لفاتحة شو يلبس الدشداشة مكوية والعباءة  الخفيفة مطركه...  ومعدل الرصيد بوجه،  واحد اسيا سيل والثاني عراقنا ....، شوكت نحترم مهنتنا...وشغلنا يومها نصير شعب....

كريم الربيعي

 

اجور النقل بباصات وزارة النقل


حين تخرج من مطار بغداد باتجاه المدينة هناك باص بخمسة الاف وهناك سيارات بعشرة الاف .... المشكلة  ان الباصات  مخصصة لنقل المسافرين  مجانا ،  وطبعا اجورها مضافة على التذكرة كما اعلمني موظف في البصرة.... هذه الباصات يجب ان تنقل الركاب مجانا دون اي تكاليف... لكن السائق وخلفه من ينظم السير كنقابة او لا اعرف ما هو دوره يجمع من كل مسافر 5000 دينار عراقي.

تاتي للبصرة  النفر خمسة الاف ايضا وهناك سيارات 25 الف .... لماذا هذا النصب  والسرقة للمسافر يا اخوة التراب..

حين تاتي لاربيل  تخرج من المطار تنتظر دقائق وياتي الباص ان لم يكن هناك ، لم يتحدث السائق بهذا الموضوع ولم اسمع من  احد دفع مبلغ لانه ملتزم بالتعليمات ان الباص للنقل المجاني... بس بيني وبينكم ما شفت السايق باربيل لابس محابس لو حافر بيذنجانه على كصته لو بيده مسبحة لو حاط صورة مرجع لو امام  لو شيخ.... يعني الواحد يكول الامانه هاي دنيا وبيها حساب  تعرفون...
كريم الربيعي

افشاءات فضيعة حول حرب الخليج



لا مستقبل لنا ان استمر حال اطفالنا هكذا!!!




انتخابات مين ياعم


تحطيم الامل



الاسرى العراقيين...

ربع قرن مضى  على نهاية الحرب العراقية الايرانية...  ربع قرن مضى على نهاية السنوات الثمانية .. في تبادل  رسائل ايقاف الحرب قال  الرؤساء لبعضهم البعض... انه الشيطان ... الشيطان من كان خلف اندلاع الحرب... بين الجارين المسلمين...

لا اعرف لماذا يتلحف الجميع بلحاف الدين ولماذا يغطي الجميع وساخاتهم وعهرهم ونذالتهم في كل مرة ومن اصغر الاشياء الى اكبرها بلحاف الدين.. وهم لا يمتون لما فيه من الاخلاق  خلقا...

ربع قرن ولازال هناك اسرى لم يعرف مصيرهم.....

ربع قرن ولازال هناك ضحايا لم يكشف عن قبورهم....

ربع قرن وضحايا الحرب... من الاسرى العراقيين  تداس حقوقهم وجراحهم باحذية التوابين ومن كان يرعاهم دون حساب...

لا بل يتمتع من عذب وقتل  وانتهك القوانين الدولية في قضايا الحرب ، يتمتع بالسلطة والجاة والقرار اليوم لابل ويضفي على حالة  البركة والرحمة والاحسان وكفالة اليتيم والارامل  وغيرها من صفات الاحسان... ويستمر بذات الافعال...

لا من هلال احمر انصفهم ولا من صليب احمر  نشر تقريرا او اتهم احد على اقل تقدير بانتهاك اتفاقيات الحرب ... الجميع عبدوا مصالحهم خاشعين...

منذ سنوات  قام احد عراقيي المنفى من الفنانين باخراج فلم عن حالات عراقية .. تروي حكاية البعض ممن تعرض للتعذيب والاسر وكذلك التشريد... وكان من شخوص الفلم احد اسرى الحرب العراقية الايرانية ... الذي تحدث عن المعاملة القاسية التي كانوا يتعرضون لها في الاسر والعروض التي كان بعض من مسؤولي الجماعات العراقية  يعرضها عليهم وبرعاية ايرانية... حينها طرقت مسامعي وعلى لسانه كلمة التوابين .... نعم التوابين .. كلمة تعود تاريخيا للبعيد الى اكثر من 1400 سنه او اقل  ولكنها احيت ونفخت بها الحياة في القرن العشرين ...قرن الوطاويط.... قال  قايضونا بحياة اخرى مقابل ان نصبح توابين... وحين اخترت التوابية  نقلوني بعدها مع مفرزة على طول الحدود حتى  المناطق المحاذية للسليمانية ومنها ادخلت الى الاراضي العراقية لاصل الى تلعفر ...التي اختفيت فيها سنوات قبل سقوط بغداد...

لم اعرف ان الصدفة تقودني لا لتقي احدهم في عاصمة من عواصم هذا الكون... يتشبث بكل قوة في هذه الحياة .... بقايا امل .. رغم الاسى  على ما وصلنا له  تحدث باسى  ومرارة عن تلك السنوات العجاف التي مرت عليه....لم يكن متطوعا بالجيش ولكنه من الذين طلبت مواليدهم للالتحاق ... به ....كان موظفا ... يقول كان سبب اسرنا هو انهيار من كانوا بالخطوط الامامية من قوات شعبية وعشائرية اي  من لم يكونوا عسكريين بالاساس... وقعنا في الاسر .. وفي معسكرات الاسر ... كان ياتي احدهم لابسا الكفن " زعيم احدى الجماعات العراقية المعارضة"   وتكرر مجيئه مرتديا الكفن ليلقي بنا الخطب الرنانة والشاتائم وغيرها وليقايضنا اما ان نكون  من فصائل التوابين .... او سنلقى عذابا اليم.....

اشعر به حين كان يحدثني بان  ذكرياته المؤلمة تلك تكاد ان تغلق  مساحة الحنجرة  .. يختنق بها فيشيح بوجه.... ويرمي بعينية بعيدا....  بعيدا  وكانه في تلك اللحظة التي علق بها بالمقلوب طوال النهار  لرفضة الانظمام للتوابين.  يتحسر  ويتقطع الكلام  لقد كانت ايام صعبة ، ايام لم احصل بها على الدف من شدة البرودة  ، كان قصدهم اذلالنا وكسر عزيمتنا في رفضنا للعمل كتوابين، كنا نضع تحت حالة من التجويع القسري .. والعمل القاسي  ولكننا رفضنا   رغم قبول الكثير هذا الامر والانتقال للعمل معهم كتوابين وبالتالي يزجزن بهم باسم تلك الجماعات كمقاتلين في الجبهة  للقتال ضد الجيش العراقي" اشراكهم بالحرب" تحت لواء بدر او غيرهم...... من يقوم بذلك  ليس ممن حاربته بل اعوانهم ...وكلائهم ومن العراقيين  نعم هم عراقيون!! الذين كانوا يعذبوننا ... الا ان الكثير تحمل العذاب على ان يصبح توابا... كي يرسلوه من جديد وتحت رايتهم للحرب .... وهناك من دفع حياته ثمنا ومات تحت التعذيب.. اما ذو الكفن الابيض فكان في كل مرة ياتي يتوعدنا  بما ينتظرنا من عذاب اليم  ان لم  نركع ونصبح بفيلق التوابين..

شاهد اخر يذكر بموضوع منشور على الانترنت ما نصه*" إن معظم قيادات ومنتسبي "فيلق بدر" هم ممن تلطخت أيديهم بدماء العشرات من الأسرى العراقيين، وما فعلوه بحقهم من قتل وتعذيب، خاصة ما شاهدته في معسكر "آراك" الذي اعتبره الحكيم قلعة التوابين الأبطال، من تعذيب وقتل. وقد دفن الشهداء في مقبرة الغرباء في مدينة آراك. أما حادثة كركان، فقد قتل فيها 30 أسيرا عراقيا على مرأى أعضاء من لجنة الصليب الأحمر الدولية." هذا ما يذكره عبد الجبار ناصر  وهو من القلائل جدا الذين كتبوا عن هذا الموضوع..

وهناك من يذهب بقصص اخرى الا وهي اشتراك البعض من التوابين بفرق القتل والذبح في الجزائر متسائلا  ماذا يفعل جمع من الاسرى العراقيين التوابين في الجزائر ؟

الشيء المؤسف اليوم ان ليس هناك من يسلط الضوء على معاناة هذه الفئة الواسعة من العراقيين  ، وانصافهم ، انصافهم ليس بالتعويض وانما بمحاسبة  المتهمين الذين قامو بتعذيبهم ومن اشرفوا على ذلك التعذيب اثناء الاسر ومسؤولية الحكومة الايرانية  عن ما تعرض له الاسرى ...

والكارثة الاعظم انهم والكثير ممن تعرض لهذه الانواع من التنكيل  يخشى البوح بها علنا .. حيث لا توجد مؤسسات مستقلة تلتزم باضعف معايير الحياد وحفظ  سرية المعلومة من جانب ومن جانب غياب المؤسسات التي تضمن حياة من يبوح ويكشف  عن هذه الجرائم .. التي يتمتع الكثير من مرتكبيها بالسلطة.... وبدعم من اوساط مختلفة..

ترى هل هذا دليل على حالة من نفاق المجتمع ام هي حالة من تطويع المجتمع على القبول بالقتله!!!

اليس انتخاب  ممن قام بهذه الجرائم ويقوم اليوم بها ايضا  من هذه القوى هو مشاركة بهذه الجرائم !! وعلى طريقة من كل قبيلة  اختاروا واحدا ليقوموا بالقتل كي يضيع الدم بين القبائل؟؟؟؟؟؟

كريم الربيعي /12-2013

 

المالكي وتظاهرات التحرير والكيل بعشرة مكاييل



نتيجة لسوء الخدمات واستشراء الفساد الاداري والمالي ومن اجل احالة المفسدين للقضاء ولتصحيح مسار العملية السياسية، كان الناشطون في منظمات المجتمع المدني قد حددوا بعد اجتماعات علنية عدة ومنذ فترة ليست بالقصيرة وبعلم السلطات، يوم الخامس والعشرين من شهر شباط 2011 موعدا لانطلاق تظاهرات من اجل الضغط على سلطات المنطقة الخضراء بالالتفات لحاجات الناس اليومية وتحقيقها، وكانت ساحة التحرير ببغداد هي مركز تجمع الجماهير لرفع مطالبها تلك " قال المالكي في كذبة صلعاء انه سينفذها خلال مئة يوم!!!" نقطة التقاء الجماهير للانطلاق بتظاهراتها.

حينها استنفرت الاجهزة القمعية للحكومة من قوات الشرطة الاتحادية وشرطة مكافحة الشغب ومختلف الاجهزة الامنية والاستخبارية معزّزين بقوات الجيش والطائرات السمتية وشقاوات حزب الدعوة القادمين بسيارات الدولة من بعض المحافظات بعصّيهم وسكاكينهم بالهجوم على المتظاهرين كونهم لم يحصلوا على موافقات الاجهزة الامنية التابعة لوزراة الداخلية!

تحركت آلة حزب الدعوة الاعلامية بشخص زعيمها وكتّابه بمهاجمة المتظاهرين على انهم بعثيون وهدفهم هو اسقاط النظام المنتخب شرعيا، علما ان جميع اللقاءات التي اجريت مع العديد من الناشطين والمشتركين في تلك التظاهرات أكّدت على شعار "اصلاح النظام". وقد تراجع رأس السلطة حينها عن اتهامه ومعه المؤسسة الدينية مؤكدين على احقية الشعارات التي رفعتها الجماهير في بغداد وبقية المحافظات وضرورة تحقيق مطالبهم المشروعة، على الرغم من محاولة البعض وفي محافظات محددة حرف التظاهرات عن وجهتها الحقيقية برفعهم صورا للمجرم صدام حسين واعلام البعث.

واليوم وفي شباط ايضا ولكن في العاشر منه انطلقت تظاهرات لتنظيم ارهابي هو عصابات "عصائب أهل الحق" في ساحة التحرير ببغداد من دون موافقات الاجهزة الامنية! كون هذه العصابات قد حددت بالأمس فقط "بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي" من انها ستتظاهر في ساحة التحرير، ليس من اجل تحقيق مطالب الناس من خدمات مفقودة أو بائسة، وليس من اجل اصلاح العملية السياسية المتعثرة، وليس من اجل الغاء أمتيازات اعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة وغيرها. بل من اجل مهاجمة حرية الرأي والنشر التي نص عليها الدستور العراقي في مادته السادسة والثلاثون بتهديد هذه العصابات لصحيفة عراقية نشرت صورة "بورتريه" لشخصية سياسية - دينية ايرانية وهو المرجع الشيعي ورئيس جمهورية ايران الاسبق السيد على خامنائي! في تهديد واضح لكل منتقدي الدور الايراني المكشوف كما السعودي وغيره، من ان يد ايران طويلة جدا في العراق وانهم اي العصابات هم مخلب قط " لا نعرف" لليوم بقية امثاله ومخالبهم. وما تفجير بوابة مقر الصحيفة (على الرغم من اعتذارها ومخاطبتها لسفارة ولي الفقيه الحاكمة في بغداد) بعبوة ناسفة الا اشارة لقوة وسطوة هذه العصابات التي شجعها المالكي واطلق سراح قيادييها المتهمين بالارهاب نكاية بالتيار الصدري من جهة، واشارة الى دور ايران القوي وتدخلها بالشأن العراقي على الرغم من محاولات التكذيب المستمرة من قياداتها في هذا الشأن. كما وانها رسالة الى كل القوى المدنية العراقية بتوخي الحذر من حدود الخطوط الحمراء المرئية منها وغير المرئية لعصابات السلطة الطائفية وتهديها بهم بل وتهديد السلم الاهلي والمجتمعي عند الضرورة. خصوصا وان اعضاء من هذه العصابات "العصائب" ستدخل المنافسة الانتخابية مدعومة بالكامل من ايران ماديا ومعنويا واعلاميا، ولا ارى هنا سببا يدعو المفوضية العليا للانتخابات بالسماح لقوى وعناصر ارهابية بخوض السباق الانتخابي.

ان عدم منع تظاهرات غير مرخصّة من السلطات الامنية في ساحة التحرير ببغداد على الرغم من انها مخالفة صريحة للدستور اضافة الى كونها دفاعا عن شخص اجنبي " قد تحذو قوى طائفية اخرى غدا حذوها"، وقمع تظاهرات عراقية طالبت باصلاح النظام السياسي وفي نفس المكان، يضع السيد المالكي وحكومته "بأعضائها الشيعة كونهم المسؤولين عن الامن" امام سؤال نحن بامس الحاجة للاجابة عليه ويتعلق بطريقة تعامله وتمييزه وانحيازه الى القوى الدينية "حتى الارهابية منها" مقابل قمعه للقوى المدنية التي لا تمتلك غير الكلمة مقابل سلاح السلطة في وجهها. والتي عليها اليوم بعد سماح السلطة للعصابات بالتظاهر ان تتقدم بطلب للمالكي واجهزته الامنية بالسماح لها بالتظاهر في ساحة التحرير تحديدا من اجل الغاء امتيازات لصوص الشعب اي "نوابه".

في عرف المالكي وسلطته فأن تظاهرات القوى المدنية في ساحة التحرير من اجل تحقيق مطالب شعبهم حرام ما بعده حرام، أما تظاهرات العصابات الاسلامية بالدفاع عن ايران وزعاماتها السياسية وتدخلها بالشأن الداخلي العراقي فهي حلال است. 


 زكي رضا

الدنمارك
11/2/2014 

 

انقلابي 8 شباط و 28 مرداد وما بينهما




لم يكن سيناريو انقلاب الثامن من شباط الدموي في العام  1963 الذي اطاح بحكومة عبد الكريم قاسم بعيدا من حيث اسبابه وآليات وظروف نجاحه عن انقلاب 28 مرداد " 19 آب 1953 " في طهران والذي اطاح بحكومة مصدق.  بل نستطيع ان نجد بينهما بعض الاحداث المتطابقة تقريبا الى حد بعيد والتي تشير بوضوح الى ان الانقلابين طبخا في مطبخ واحد وهو مطبخ المخابرات الغربية وبالتحديد اجهزة مخابرات كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، بمساعدة المؤسستين الدينيتين والقوى المتضررة من الحكومتين في البلدين.

ومن الامور المهمة والتي علينا ان نتوقف عندها طويلا هو نجاح القوى الدينية "التي وقفت الى جانب الانقلابيين ممثلة بمرجعيات دينية" في البلدين وبعد عقود من نجاح الانقلابين بالوصول الى قمة الهرم السياسي ودورهما في ترسيخ حكم اسلامي ليسد فراغا سياسيا بمنطقة انهارت فيها تجربة القوميين التي يبدو ومن خلال احداث ما بعد انتهاء الحرب الباردة انهم كانوا ينفذون سياسة مرسومة لهم بدقة في دوائرغربية.

فانقلاب شباط 1963 لم يكن انقلابا عاديا كما الانقلابات في بلدان اخرى بالمنطقة بل كان طريقا معبّدا لاحداث جسام مرّت وتمرّ بالعراق والمنطقة وقد يكون تقسيم العراق وسوريا بداية لسلسة جديدة من الاحداث ستغير الجغرافية السياسية لبلدان عديدة فيها.

 

من اهم الاسباب التي دفعت الغرب للاطاحة بنظام مصدق الذي وصل الى السلطة عبر الانتخابات هي تأميمه لنفط بلاده في آيار 1951 ، وهي نفسها دفعت الغرب للاطاحة بنظام عبد الكريم قاسم وثورة تموز بعد اعلان قاسم عن القانون رقم 80 والذي استرجعت به البلاد معظم الاراضي غير المستثمرة من الشركات النفطية الاجنبية والتي قدرت حينها ب 95% من مساحة العراق، ومن المصادفات "الغريبة" ان الانقلابين حدثا بعد مرور سنتين من اعلان حكومتي البلدين عن تحرير ثروة بلادهما النفطية من هيمنة شركات النفط الاجنبية! وهذا لا ينفي وجود اسباب اخرى ساهمت الى جانب عامل النفط في تهيئة الارضية المناسبة للمتضررين من حكم الزعيمين في كلا البلدين بالمساهمة الفاعلة مع جهاز المخابرات البريطاني والسي . آي . ايه الامريكي لاسقاط نظامي الحكم في البلدين . فمصدق بدأ حال استلامه السلطة بأدخال عددا من الاصلاحات الاجتماعية، منها انشاء صناديق لتوزيع بدلات البطالة للعاطلين عن العمل وسن قوانين تجبر ارباب العمل على دفع جزء من رواتب العمال اثناء المرض والاصابة و التفات حكومته الى فقراء الريف عن طريق بدء برامج الاسكان لفقراء الفلاحين وتحرير الفلاحين من عمل السخرة في مزارع الاقطاعيين.

وعلى الجانب العراقي كانت قوانين الاصلاح الزراعي والاحوال الشخصية اضافة الى قوانين تحرير العملة العراقية من دائرة الاسترليني والخروج من حلف بغداد وغيرها من القوانين. هذا الاسباب مجتمعة وخصوصا فيما يتعلق منها بالارض والاقطاع وقانون الاحوال الشخصية والمد الشيوعي في البلدين "حزبي توده والشيوعي العراقي" دفعتا المؤسسة الدينية في البلدين والتي في الحقيقية هي واحدة تقريبا،  الى التعاون الوثيق مع الانقلابيين المدعومين من اجهزة استخبارات الغرب، يضاف اليهما في العراق القوى القومية العربية والكردية وحركة الاخوان المسلمين ممثلة بالحزب الاسلامي العراقي وحزب البعث ورؤساء العشائر من الاقطاعيين الذين تضرروا كثيرا من قوانين الاصلاح الزراعي. 

 

في ايران كانت لحزب توده "الشيوعي" معلومات عن المحاولة الانقلابية التي تأجلت عدة مرات من قبل الانقلابيين بعد اجتماعات عديدة مع اجهزة مخابرات بريطانيا وامريكا التي بعثت "كيرميت روزفلت وهو حفيد روزفلت" لادارة خطة نجاح الانقلاب، والتي توّجت بقرار للشاه قبل مغادرته ايران يعزل فيه  مصدق من مركز رئاسة الوزراء ويعيّن في الوقت ذاته الجنرال زاهدي محله.

وفي يوم الانقلاب حرّك حزب "توده" الشارع الايراني للدفاع عن شرعية مصدق ولمواجهة الانقلابيين الذين اشاعوا نية مصدق بعزل الشاه "الذي كان قد غادر طهران الى بغداد  فروما" وتعيين نفسه رئيسا للجمهورية اضافة الى الاشاعات التي تناقلتها المساجد حول تهديد رجال الدين واهانة المقدسات، وبدلا من ان يقف مصدق الى جانب حزب "توده" الذي ظل يدافع عنه حتى اللحظات الاخيرة نراه يتراجع امام الانقلابيين معتقدا ان المظاهرات ستخدمهم ويصدر مرسوما يمنح فيه قوات الشرطة والجيش بمنع المظاهرات المؤيدة له.

وقد كتبت بعد نجاح انقلاب "مرداد 1953 " الكثير من الدراسات والابحاث التي اكدّت ان خطأ مصدق قبل الانقلاب واثناءه هو غياب الثقة  بالنفس وعدم اتخاذ موقف جدي من الخطر الذي بدت ملامحه كارثية اضافة الى الضعف في اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة الحاسمة. ولم تمر ساعات على بدء الانقلاب حتى كانت الغوغاء الذين حركتهم المؤسسة الدينية ممثلة بآية الله كاشاني والبلطجية واتباعهم بل وحتى النساء سيئات السمعة في الشوارع خلف الدبابات التي قصفت بيت مصدق الذي امر قوات حمايته بعدم الرد ليلتجأ الى بيت جار له ، ليحاكم بعدها ويظل رهن الاقامة الجبرية حتى ساعة وفاته بعد ان سلّم نفسه للانقلابيين في اليوم الثاني للانقلاب. أما أقرب مساعدي مصدق كوزير خارجيته "حسين فاطمي" فقد تم اعدامه على الرغم من مرضه بعد ان تعرض قبلها لمحاولة اغتيال طعنا بالسكاكين في وضح النهار من قبل الشقي "شعبان بي مخ"، أما " أمير مختار كريم بور شيرازي" رئيس تحرير صحيفة شورش "الثورة" كثيرة الانتقاد للشاه فقد تم حرقه حيّا في مركز اعتقال وتعذيب خاص بالسجناء السياسيين وخصوصا اعضاء حزب "توده".

 

اما في العراق فان خطوات انقلاب 8 شباط  الدموي لم تختلف كثيرا عن سابقتها في طهران فالمؤسسة الدينية ممثلة بالسيد محسن الحكيم وقفت بكل قواها ضد قاسم ونظامه،  مقدمة فتاوى القتل التي احتاجها المجرمون البعثيون ومن خلفهم شركات النفط الاحتكارية. 

كما اتخذت القيادة الكردية موقفا انسجم كليا مع اهداف الانقلابيين الذين قلبوا للكرد والمرجعية الشيعية ظهر المجن ولينتهي زواج متعتهم مع الطرفين بعد اشهر قلائل من نجاح انقلابهم الاسود. 

وكما حزب "توده" فأن الحزب الشيوعي العراقي كان على علم بالمؤامرة التي خططت لها الاجهزة الاستخبارية الغربية وقادها الملحق بالسفارة الامريكية ببغداد "ويليم ليكلاند" الا ان قاسم وكما مصدق لم يستقبل تحذيرات الشيوعيين له والتي كانت تصله عن طريق اقرب مساعديه بلاأبالية فقط ، بل انه امر بعدة تنقلات في صفوف الجيش صبّت بالنهاية في صالح الانقلابيين.  وكما مصدق ايضا فانه رفض تسليح الجماهير التي قادها الشيوعيون دفاعا عنه وعن الثورة ، لتتم محاصرته في مبنى وزارة الدفاع وليسلم نفسه كما "مصدق" الى الانقلابيين بعد يوم واحد من نجاح الانقلاب. وعلى عكس مصدق الذي سجن ثم اصبح قيد الاقامة الجبرية لحين وفاته فان قاسم اعدم في 9 شباط بمبنى الاذاعة اثر محاكمة صورية قصيرة بمعية مقربيه من خيرة ضباط الجيش العراقي، واعدم في تلك الايام السوداء الالاف من الشيوعيين والوطنيين وكما ابتكر انقلابيو مرداد تلك القتلة السادية لرئيس تحرير صحيفة شورش "الثورة" فان انقلابيي شباط قتلوا الشهيد "ابو سعيد" صاحب اشهر عمود في صحيفة اتحاد الشعب بشكل سادي ايضا. ولتزرع بعدها فرق الموت البعثية المعروفة بالحرس القومي برفقة بعض الميليشيات الدينية كجماعة الخالصي الموت والرعب في جميع ارجاء العراق خصوصا بعد انهيار المقاومة المسلحة للشيوعيين الذين كانوا يفتقدون الى السلاح. وليدخل العراق منذ تلك اللحظة الى جمهورية للخوف والرعب حتى ساعة رحيل الشباطيون في التاسع من نيسان 2003.

 

أن وقوف القوى الرجعية المتمثلة بالمؤسسة الدينية والاقطاع والاحزاب القومية وتعاونها مع أجهزة المخابرات الغربية ضد الحركة الوطنية في العراق وايران حينها كانت تعبر عن تحالف واسع للدين وتكامل مصالح البرجوازية الوطنية مع السياسات الغربية.  حيث ان القوى اليسارية التي تنشد بناء دولة مدنية كانت تعترض على ادارة شكل الدولة التي اختزلت بشركات متعددة الجنسية كانت هي الحاكم الفعلي بالبلدين وليس بناء نظام شيوعي كما روّجت له المؤسسة الدينية وعواصم الغرب.

 

ان من المهام الملحة للقوى الديموقراطية ونحن نستذكر احداث ذلك اليوم المشؤوم من عمر وتاريخ الوطن، ان تعرف جيدا من انها لازالت "على الرغم من ضعفها" الضد النوعي لسلوك البرجوازية الوطنية التي تشكلت بعد الاحتلال. وكونها ضدا نوعيا لهذه البرجوازية التي لم تصل الى ما هي عليه اليوم عن طريق طي مراحل تطورها الطبيعي، بل انها بدأت كمافيا نهبت حتى المساعدات الدولية التي كانت ترسلها الدول المانحة لفقراء شعبنا واستمرت لليوم كمافيا بعد ان نهبت مئات مليارات الدولارات. فان مهمة تصديها لنضالات شعبنا لنيل حقوقه وفضح سراق المال العام يجب ان تكون من المهام الاولى في نضالها اليومي والعصيب، ولن تنجح في مهمتها الوطنية هذه من دون جر اكثر فئات الشعب تضررا من سياسة حكامه الجدد الى ساحة النضال المطلبي. كون استمرار الاحداث وتوزيع مراكز القوى بالشكل الذي عليه اليوم سيفرز حتما اوضاعا سياسية تستكمل المهام المؤجلة لانقلاب شباط 1963 وهو ايجاد خارطة جديدة للمنطقة تبدأ من وطننا.

 

هل هي صدفة ان تقطف احزاب الاسلام السياسي في العراق وايران ثمار الانقلابين ضد قاسم ومصدق قبل عقود؟ أم ان وثائق المخابرات الغربية ستكشف لنا كما كشفت بعد 60 عاما على اسقاط نظام مصدق عن الجهات المستفيدة من انقلاب شباط 1963؟ وما هي مهام احزاب الاسلام السياسي الموكلة له من الشيطان الاكبر !؟

 

زكي رضا

 

الدنمارك

6/2/2014