الجمعة، 3 يناير 2014

سوريا من غلق السفارة في لندن الى كيمياوي الغوطة .... والفاعل ابن العم!!!!


تازمت العلاقات الدبلوماسية بين لندن ودمشق في الثمانينات  وتوجت باغلاق السفاره السورية بحركة، على طريقة افلام هوليود، قامت بها المخابرات الاسرائيلية، بمعاونة احد المتعاونين معها وهو فلسطيني يدعى"أبو" . وكان اغلاق السفارة بسبب الاتهامات المتكررة  من اولاد العم !! ومن يحميهم بان سوريا تدعم الارهاب ... على الرغم من السياسة الرسمية السورية  المعلنة  انذاك والداعية الى محاربة الارهاب. لكن الارهاب في منظورنا ليس الارهاب في منظورهم؟؟؟  لانهم يريدون شرعنة الاحتلال وبالتالي قبول الشعوب فيه ، والشعوب ترفض هذا الاحتلال والغزو.. وبالتالي ماهو بمصلحتنا  يعدونه ارهاب وما بمصلحتهم نعده ارهاب  والمصالح مختلفة كاختلاف طريقة الكتابة.

حين كانت سوريا تعاني من افعال الاخوان وغزواتهم في التفجيرات والقتل واستهداف المؤسسات الحكومية في الثمانينات  ... كان صوتها يدعوا لمكافحة الارهاب وعبر تعاون دولي ، ولكن بسبب اصرارها على موقفها من الاحتلال الصهيوني  فما كانت تدعوا له لا يعد صوى صراخ ، لطالما المستهدف مدللة الدول الراسمالية  التي تريد بدعمها وحمايتها تلك  تحسين صورتها  بسبب ما ارتكبته بحق اليهود تاريخيا.

القصة بدأت  بمنح نزار هنداوي ابن عم[1]" أبو " مبلغ 10 الاف دولار مقابل زج فتاة ايرلندية، كان على علاقة حب معها وحامل منه ايضا، بطريقة  ترغيبها بان عائلة نزار تريد رؤية الفتاة والهدف من ذلك هو مباركة الزواج وفقا للعادات والتقاليد العربية... هذا الامر دفع الفتاة للموافقة على السفر ومنحها  نزار جزءا من المبلغ مع تذكرة السفر على خطوط العال الصهيونية بتاريخ 16 نيسان 1986  ، وابلغها ان هناك هدية لوالديه سيسلمها لها صديقا له يعمل داخل المطار،  وبعد اجراءات التفتيش في المطار بالاضافة الى  الاستجواب الخاص من الامن التابعين لشركة العال وصلت الفتاة الى  صالة الانتظار لصعود الطائرة ، وهنا سلمها صديق نزار الهدية  وبعد اختفائه ، جرى استدعائها مرة ثانية للتفتيش فوجدوا بداخل الحقيبة مادة متفجرات ..... اما هنداوي فقد استقل واسطة نقل تابعة للخطوط الجوية السورية وابلغ سائق الحافلة بعد وصولها لندن بوجوب التوجه الى السفارة السورية وانه لديه سلطه تخوله توجيه هذا الامر ... بعد وصوله الى السفارة طلب منهم الحصول على اللجوء السياسي بحجة انه خائف من ان تعتقله الشرطة البريطانية لانه اراد تفجير طائرة للعال .

التحقيقات مع  الفتاة الايرلندية "  أن ماري " واعترافها عن ما ابلغها فيه صديقها هنداوي  واعتقال هنداوي فيما بعد والاتهامات الصهيونية  وجه الانظار تجاه سوريا.... وعليه لم يكن امام تاتشر الا ان تصدر قرارها باغلاق السفارة السورية  في لندن لتتحقق رغبة اولاد العم. وكان حينها تعليق شمعون بيرز حول الحادث[2]" ان ماحدث عادة ما يكون معروفا للذين ينبغي ان يعرفوا. اما اللذين لا يعرفون فينبغي ان يظلوا كذلك" .

هكذا ثارت الثورة ضد سوريا كونها تدعم الارهاب وبالجرم المشهود في ظل اعراس الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى التي نسجت الكثير من القصص وكما تمليها العقول التي تعمل " وفق حرب الاعلام النفسية".ومضت اللعبة كما كان مخطط لها لا المتفجرات كانت مواد حقيقية  ولا مخابرات بريطانيا كشفت الامر ان لم يكن هناك ترتيب مشترك  بهذا الامر!!.

هذه اللعبة هي ذاتها اعيدت قبل شهور بما يخص الكيمياوي السوري ولكن بدعم وتاييد شهادات الكثير من طابور معارضات الرتل الخامس وحكومات عربية اسلامية للنخاع الصهيوني... وبتغطية من وسائل الاعلام العالمية التي تحترم الحريات!!! بحيث اصبح صوت الحقيقة في ظلها لا يمكن سماعه...... وبتلك العملية التي تمت في 21-8-2013  في غوطة دمشق والتي جاء رد فعل واشنطن عليها سريعا وعلى لسان اوباما بان الحكومة السورية هي  المتهمة بذلك الفعل  وبنصه "نعرف أن خبراء الأسد المختصين في الأسلحة الكيميائية أعدوا هذا الهجوم في المكان المخصص لإنتاج غاز السارين، ووزعوا الأقنعة الواقية على جنودهم. ومن ثم أطلقوا صواريخ من مناطق تسيطر عليها الحكومة على 11 منطقة، كان النظام يحاول تطهيرها من قوات المعارضة"[3]، تمت بهذه  العملية "ضربة ذاتية" ليتحقق للعدو الصهيوني حلمه في تدمير ترسانة السلاح الكيمياوي السوري والتي طالما اقلقته.

هكذا تدار اللعبة على شعوبنا  وبهذه الاساليب القذرة المدعومة بحرب الاعلام النفسية وكثافة الخبر والتكرار واللعب على العواطف الانسانية.... في وقت لازالت حركاتنا السياسية تشكو من ضعف الادوات ، كثرة العملاء بداخلها، التعصب والقبلية وركاكة الوعي السياسي..... وهوالامر الذي يساهم في تعميق ضعف و غياب الارادة الوطنية، التي  ساهمت في فرض حقيقة  كل فعل يهدد احتلالهم للارض  او غزوهم الاقتصادي والثقافي يعد ارهاب .. بالمقابل كل فعل يتصدى لهذا الاحتلال والغزو يعدونه ارهاب، وعلينا دفع ثمنه.

 كريم الربيعي



[1]  كتاب جواسيس في الرمال  التاريخ السري للموساد الاسرائيلي تاليف جوردان توماس ترجمة ابراهيم البغداداي /مكتبة الساقي بغداد ص315
[2]   المصدر السابق ص 318
[3]  جدل في الولايات المتحدة حول خدعة أوباما المتعلقة بالسارين السوري 10.12.2013http://arabic.rt.com/news/636739/ :روسيا اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق