الخميس، 28 فبراير 2013

تحية للذكرى  الـ 22
تحية للذكرى الـ22 للانتفاضة العراقية  عام 1991 والتي هب بها ابناء الشعب العراقي من شماله لجنوبه في هبة جماهيرية شعبية ضد نظام القمع والاعتقالات العشوائية  والقتل  والمقابر الجماعية. شعب انتفض ضد سياسات كم الافواة وكبت الحريات والصمت الدولي  حول تلك الجريمة. الا ان سبوت القيادات السياسية انذاك  وخوف القوى الدولية من حكم الشعب  هو الذي دفع الاميركان حينها لحماية النظام الدكتاتوري ، حينها بقيت اذنابهم ومطايا الدوائر الغربية الامنية  من الساسة العراقيين صامتة لتنتهي انتفاضة شعب وجيش  بمجازر واكبر عملية  نزوح  لخارج الحدود من جميع المحافظات العراقية  منها  الى شبه الجزيرة العربية ومنها الى تركيا من المحافظات الشمالية.
تحية لجميع الماضلين المجهولين في هذه الانتفاضة
تحية وسلام لشهداء الشعب العراقي
تحية  وسلام ومحبة للامهات اللواتي تقدمن الصفوف  في العديد من المعارك
 العار كل العار لمطايا السياسات الخارجية والذين  باعو ا البلاد والعباد
سنابل

الأربعاء، 27 فبراير 2013

بيني وبينك


                                                                    بشرى الهلالي
 
أحاول أن أقول شيئا.. منذ مدة.. ولا أستطيع..
لماذ يصعب علينا الكتابة عن الفرح بينما يسهل الكتابة عن الألم؟
أدمنّا الحزن؟ أم اننا بتنا نخجل من مجرد الاعتراف بلحظة سعادة نسرقها في غفلة من الزمن؟
أعصر الكلمات.. افتش فيها عن نسمات (عصاري) الصيف البنفسجية.. كيف للكلمات ان تتحرر من رأس تعودت عيناه مرأى مفارز التفتيش والحواجز؟
أحمل لحظاتي معك في قارورة عطر.. وأهرب حتى من نفسي.. من شرطي يجري خلفي بسياط الرعب..
وهج أعمدة النور.. أضواء السيارات الكاشفة تتحدى ظلام الليل.. لكني أفقد الرؤيا.. فأشباح الخوف تغتال النور..
أريد أن أقول لك شيئا.. هو شئ بسيط لكنه أكبر مني.. فهناك في أعماق الروح أوجاع تتراخى بكسل.. تدير ظهرها وهي تغادر مسكنا أستأجرته طويلا دون عقد ايجار.. ليتها ترفع يدها مودعة فيكون الوداع الأخير..
سأكمل ما أنوي قوله.. ألا ترى اني أحاول؟ ليس ذنبي إن كان لساني مقيدا بحزام أمان.. وخطواتي تقودها اشارات المرور.. لقد علمونا ان الضحك (فأل شر)، والبكاء يطهر الروح.. علمونا ان الحزن رقي.. والفرح سذاجة. مازلت أتذكر ماقالته أمي لي مرة: (الناس تحسد عالضحكة.. فلا تضحكي كثيرا).. لكني لا أملك غير الضحك ياأمي.. وهل يملك الفقراء غير أجسادهم وحواسهم؟ انها المساحات الوحيدة التي تعطيهم حق السيادة.. لا أريد سوى أن أمارس حقي في السلطة على جسدي وحواسي.. وها أنذا أجرب الفرح.
لن أدعي البطولة.. فأنا لم أقاتل بحثا عنه.. هو من هطل مع أمطار هذا الشتاء.. أدرك أن أعشاش الحزن أحكمت أساساتها في محيط الروح.. فلم ينث بركاته بل اندفع سيلا جارفا في شقوق أرض بور..
هو ذاك ما أبكاني؟ خوفي من أن يطرف جفني فلا أراك، فيهجرني الفرح؟
نعم بكيت.. غسلت دموعي بقع الحزن المتراكمة على نسيج أيامي..
هه.. بكيت أيضا.. في كل مناسبة نبكي!! حقا لسنا حتى تلاميذ في روضة الفرح.. فمنذ بدء الخليقة عقدت شمس بلدي ظفائرها بشرائط سوداء.. وتعودت الامهات أن يترقبن الغائبين منذ الغروب بفأل الخوف من مجهول.
هل أبالغ؟ هناك في صندوق اسمه الماضي يغفو أطفال الذكريات، وبين أجفانهم رقدت براءة أيامنا.. هنــــــــــــــــــــــاك.. حيث كانت صباحاتنا عذراوات ومساءاتنا عرائس وليالينا ملونة. كنا نطارد الفرح كفراشات في حقل ذهبي السنابل.. حتى عندما تلوثت حقولنا برائحة البارود، لم نكف عن الحلم.
اعلم.. قلت الكثير.. ولم أقل لك ماأريد قوله.. أخبرتك اننا لانجرؤ على لمس الفرح.. قد يتهموننا باغتصابه، فهو لم يعد من مستلزمات المرحلة، لذا وضعوه في صندوق زجاجي في متحف ما أو ربما في قبو..
 ان أردت الحق.. فلأننا جبناء.. جنود مهزومون.. نحارب من أجل كل شيء، الوطن، القائد، الدين، العقيدة، الخبز، المال.. كل شئ الا حقنا في أن نفرح؟ هل تعلم لماذا؟
بالطبع تعلم، فأنت من علمني ذلك.. لأننا نسينا اننا بشر، وعندما تذبح انسانيتك لا تعود بحاجة للفرح لأنك لن تعرف قيمته.
أظنني قلتها.. أخيرا.. حتى وان خرجت ضمن الكلام.. من اللاوعي ربما.. لكنها ليست (زلة لسان)..
..انت.. لم تعلمني الفرح.. بل وهبتني الشجاعة على النزول الى القبو بحثا عنه..
هل تظن ان علي ان أقول، أكتب ذلك؟ لا أظن.. فلم يستطع أحدا يوما فك طلاسم الروح.. ظلت لغزا أبديا.. والنزول الى قبو الفرح يحتاج الى روح محارب.. .. وحدك من يمتلك هذي الروح..
 
 

 

 

ابراج الحكومة الاتحادية

ليس مبالغة القول بان جميع المفردات عجزت و تعجز عن وصف ما يحدث في العراق ، ولا يجد اي باحث في جميع القواميس كلمة يمكن وصف هذا الحال. هذه الحالة دفعتني للهروب الى الابراج عل الحل او الوصف بها، وحتى الابراج احترت بها، هل استخدم اسماء الابراج العادية اي الثور والسرطان .. الخ ام تقلب باسم الوزارات!! واعتقد ان احدى الفضائح الفضائية التي تداولتها بعض الصحف قبل ايام حسمت الامر لاختار برج الوزارات ، وبالتاكيد ليست جميعها، وانما البعض منها  والا سياخذ الامر الكثير من الكتابة والوقت .

برج النقل:

صفقة طائرات  غير معروفة كلفتها!! تعاقد عليها الوزير  دون ان يعلم او يعرف او يدرك او ربما عن قصد  ان هذه الطائرات لايوجد طواقم فنية وادارية متدربة عليها في العراق  ولكنه اشتراها  والخسارة 180 مليون دولار سنويا !! ميهم سلامة لحيتك .. بس رحمه للملائكة شوفوا الوزير كم مره راح للحج وكم مسبحه بجيبه وكم محبس واكو طمغه بكصته لولا وكم موكب سير للجنوب لو للشمال  لو للغرب !!!

برج  التجارة والثروة الحيوانية

لحوم هندية ملوثة واخرى صالحة بفتوى ، واخرى متوقفه لعدم دفع المعلوم ، صفقه على الطريق لشراء حيوانات نادرة من بلدان عديد منها الاسود والفيله والنمور والقرود ، واعتقد ستترك خلف السده لعدم وجود حديقة حيوانات صالحة لها، الصفقة ربما تسجل من انجازات المئة يوم.

برج الزراعة والثروة السمكية

عضو مجلس قضاء محلي سيحفر بيده وجهوده العلمية بئر  سيربطة بقناة الفيحاء  وحتما ينفخوه شويه اعلاميا بقلم د. " او" ا.د. م.  ليصب في النهاية في مشروع اعادة الاهوار . هناك علماء من الصحراء الكبرى سيقدمون استشارات قيمه بزراعة الموز والخيار العرطوزي  في محافظات الوطن. اما في بحر النجف فستوزع الاراضي وباسعار زهيده على اعضاء مجلس المحافظة  والاقضية ومن حولهم بركه.

برج البلديات

قطع زفتيه متطايره ، وحفر عديده في الشوارع  تحضيرا  لمرثون التظاهرات، وتجنبا لغرق الشوارع في مياه الامطار.

مسائلة وعدالة

ستصرف مرتبات ناظم كزار منذ عام 1972 وليومنا هذا، وسيحول منزله الى متحف ، كما ستسترد  جميع الاموال التي منحت لمن يسمى سجناء وشهداء  واعادتهم الى السجون لقضاء محكومياتهم.

اما المتقاعدين وتحت شعار الجميع بعثيين وان لم ينتموا " الشعار الذي اطلقه الاب القائد في منتصف السبعينات" ستعتبر على اساسه  الفترة المتدة منذ اطلاق الشعار وليومنا هذا خدمة بجانبين الاول وظيفية والثانية حزبية لابناء الشعب وعلية احالة من بلغ الستين وما فوق للتقاعد لاعتبارين الاول ان خدمته الوظيفية استوفت الشروط ليتقاعد والثاني انه اصبح بمرتبة استحقاق كعضو فرقة  في "الحزب القائد" ولهذا ينطبق عليه قانون التقاعد ومطالب المتظاهرين ايضا . اما من ترك وظيفته بسبب الهروب من الاعتقال فعليه تقديم الادلة والشهود والمعاملات المترجمة والغير مترجمة  وقسم اليمين  والانتظار لحين صدور القرار الذي ربما يكون ادانته "بتهمة هدر المال العام" لترك مكان وظيفته دون اذن مسبق وبالتالي تحمل ما يترتب على ذلك من عقوبات.

مجلس الوزراء

وزارت  تعقد صفقات ، والصفقات جميعها فاسدة  ولا اثر لا لمحولة كهرباء او دبابة او مدفع او حتى لوح خشب او تابوت ،عطارد تسال ترى لماذا يجتمع الوزراء وماذا يناقشون في تلك الاجتماعات!!!

كريم الربيعي

15-01-2013

 

ثلاث (أنا) بين المالكي والملاكم كلاي


يعرف عن الملاكم محمد علي كلاي بطل العالم للملاكمة في الوزن الثقيل والمتربع على عرشها لسنوات طويلة، من انه كان دائم الحديث عن نفسه في اللقاءات التلفزيونية قبل اي نزال عما سيفعله بخصومه وفي أية جولة سيحقق عليهم الانتصار قائلا دوما (أنا الاقوى، أنا الاجمل، أنا الاسرع). وعلى الرغم من انه أحد افضل ملاكمي العالم واقواهم فعلا الا انه سقط امام منافسيه لمرات خمس كانت آخرها امام الملاكم تريفودرد بشر هزيمة، وعلى الرغم من انه الاسرع كما كان يردد دائما الا انه بدا بطيئا وهو يستقبل لكمات جو فرايزر التي طرحته ارضا عدة مرات، اما مسألة انه الاجمل فاعتقد انه يقصد جمال لعبه ولا شك لاحد في جمالية لعبه حتى عندما كان يخسر نزالاته. اذن فلكلاي الحق في وصف نفسه بتلك الصفات على الرغم من انها تعتبر شكلا من اشكال النرجسية التي هي عشق الذات بشكل يفوق الوصف.

 

ويبدو ان كلاي ليس الوحيد الذي اشتهر بثلاث (أنا) سيخلدها التاريخ، فها هو المالكي يخرج علينا ومن البصرة خلال اجتماع رؤساء مجالس محافظات الوسط والجنوب "الشيعية" بثلاث (أنا) ليدخل من خلالها التاريخ!! علما ان هذه ال (أنا) الثلاث بحاجة الى وقفة مع المالكي الذي فشل بعد ما يقارب الستة اعوام من وجوده على سدة الحكم في تقليل شقة الخلاف مع خصومه السياسيين من اجل مصلحة البلد، اضافة الى فشله وطاقمه الحكومي من تنفيذ اي من عهوده التي قطعها على نفسه، او تحقيق جزء من برامجه الانتخابية ان كانت له برامج انتخابية. مستثنين منها ما حققه لشيعة العراق من حريات في ممارسة طقوسهم الدينية وتطويرها بشكل افضل بكثير من شيعة ايران وغيرهم، والتي اثبت فيها انه ( الاكفأ والاقوى والاقدر) ونستطيع ان نضيف اليها في هذه الحالة والاعظم والافضل على الاطلاق.

 

دعونا ان نعود الان الى (أنا) المالكي الثلاث التي طرحها في مؤتمر البصرة وهي (أنا الأكفأ، أنا الأقوى، أنا الاقدر)، والتي اختصر فيها المالكي حزبه وقائمته الانتخابية وتحالفه الانتخابي الذي لولاه ما كان سيصل الى كرسي رئاسة الوزراء(بدعم امريكي- ايراني) بشخصه تحديدا، متبنيا جميع النجاحات التي تحققت للآن (لا ادري اين هي) ومحمّلا خصومه ومنهم من يعمل معهم في التحالف الشيعي وزر جميع الاخطاء التي رافقت العملية السياسية لليوم. مطالبا في نفس الوقت وبشكل مباشر بانتخاب اعضاء قائمته وحزبه تحديدا كي تكون له اليد الطولى في ممارسة صلاحياته الدستورية وغير الدستورية بعد ان يهيمن بشكل واسع على البرلمان القادم، حيث ان انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجرائها في العشرين من نيسان القادم - حسمت نتائجها مبكرا- سيعطينا صورة واضحة عن خارطة القوى السياسية التي ستشكل البرلمان القادم. ووصول المالكي الى سدة الحكم مرة اخرى وباغلبية مريحة وبمستوى الانتاج النفطي واسعاره التي عليها اليوم، سيحول المالكي الى قائد ضرورة جديد وحزبه وقائمته الانتخابية الى حزب بعث جديد.    

 

ان ما يقارب الستة أعوام من حكم المالكي للبلد اثبتت لنا انه الاقوى فعلا بين السياسيين العراقيين الفاعلين، ولكن "قوته" هذه ليست قوة حقيقية قدر ما هي ناتجة عن ضعف وتشرذم خصوم يتجرعون اليوم سمّا كان مدسوسا بعسل صنعوه بانفسهم، هذا السم هو الثقة التي منحوها له لينقلب عليهم بعد ان عمل بهدوء يحسد عليه على قضم اجهزة الدولة الامنية والعسكرية وهي الاهم لصالح حزبه تحديدا، اضافة الى صراعه المستميت لضم الهيئات المستقلة والمرتبطة دستوريا بمجلس "نواب الشعب" الى صلاحياته الشخصية الكثر. ان السذّج فقط في عالم السياسة اليوم هم من يمنحون الثقة لخصمهم السياسي، خصوصا اذا كان الخصم هذا وقبل الجلوس اليه جاء اليهم بعد ان رشّح من خلال تحالف شيعي رعته دولة كأيران كانت طرفا في حرب طويلة وقاسية مع العراق. ومن هؤلاء السّذج هم القائمة العراقية والكرد والصدريون، فالكرد الذي نأوا بانفسهم عما يجري خارج اقليمهم من سياسات وتقاطعها مع ما يدّعونه من علمانية في بناء العراق تجرعوا سمّا صنعوه بانفسهم في عاصمة اقليمهم تحديدا اي مؤتمر اربيل، وها هي المادة 140 الدستورية ستصبح اثرا بعد عين بعد ان تلكأ حليفهم الثقة "المالكي" بالالتزام بها مستفيدا كعادته بعامل الوقت وانضمام قوى جديدة الى رفض المادة كالعراقية البيضاء "صنيعته" والضغوط التي قد يتعرض لها الكرد من خلال المحيطين الاقليمي والدولي اضافة الى شحنه "المالكي" المستمر لعرب كركوك وتركمانها للوقوف بوجه الاحلام الكردية في ضم مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها الى اقليم كردستان.

 

والقائمة العراقية ليست بعيدة عن الوقوع في شباك الثقة نفسها التي نصبها لهم المالكي وهم يمنّون النفس بمنصب لرئيسها علاوي (مجلس السياسات الاستراتيجية) على رغم معرفتهم المسبقة بعدم امكانية تحقيق ذلك المنصب لتعارضه مع الدستور، وعدم امكانية وجود منصبين سياديين بصلاحيات تنفيذية كما جاءت به اتفاقية اربيل في اي مكان بالعالم، اضافة الى عدم دراستهم الدقيقة لكيفية تفسير رجال الدين للنصوص، اذ ان رجال الدين ومن اجل مصالحهم الشخصية والطائفية قادرين على تفسير حتى نصوص القرآن المقدسة بما يتناغم ومصالحهم تلك أو ليس (القرآن حمال وجوه). علما ان سلاح المالكي في مواجهتهم لم يكن ولليوم بحاجة الى جهد كبير، فوجود وجوه بعثية عديدة في قائمتهم وارتباط العديد منهم بدول اقليمية -على غرار المالكي- اضافة الى اصوات لازالت لليوم تتهم شيعة العراق بالصفويين منحت المالكي ورقة مهمة "جوكر" وهو يلعب معهم القمار لبيع العراق على طاولة حمراء بلون الدم في المنطقة الخضراء. وقد نجح المالكي نجاحا منقطع النظير في تفتيت اوصال القائمة العراقية التي انقسمت وانشطرت عدة مرات على يديه الكريمتين. ولم يسلم من "قوة " المالكي حتى حلفائه في البيت الشيعي، فها هو المالكي يضعف التيار الصدري الى حد كبير بعد ان جرده من الكثير من عناصر قوته باحتضانه للعناصر المنشقة والمتمردة على الصدر كعصابات عصائب اهل الحق وغيرهم، ونجاحه في شق المجلس الاعلى ليهيمن على اصوات منظمة بدر باسم الحفاظ على وحدة الصف الشيعي.

 

ان القوى السياسية العراقية المتمثلة بالبرلمان والتي خارج البرلمان على حد سواء ستدفع ثمن تهاونها وتشرذمها وعدم اتفاقها على الحد الادنى من التفاهمات غاليا، نتيجة عنجهية المالكي الذي يعتبر نفسه منزّها عن ارتكاب الاخطاء وانه فوق مستوى الشبهات والنقد ما يجعله ان يعتقد بتفاهة منتقديه من "شركائه" في العملية السياسية، والتي تشير الى حالة نرجسية مرضية عبر عنها العديد من مريديه واتباعه الذين حددوا استمرار العراق كدولة ببقاء المالكي في منصبه الى ما شاء الله.

 

اما قوله (أنه الأكفأ والأقدر وهي شكل من اشكال النرجسية) فان ما مرّ به العراق ويمرّ به اليوم تثبت واثبتت دجل ما يقوله، فاين كفاءته في مكافحة رشوة المقربين منه ولا نقول الرشوة بشكل عام، واين كفاءته في محاربة الفساد عند المقربين منه ولا نقول الفساد بشكل عام، واين كفاءته في توفير الخدمات وغيرها الكثير. اما قدرته فاننا نستطيع لمسها من فشل مسؤوليه الامنيين وهو على رأسهم في توفير الامن في البلد منذ جلوسه على عرش العراق لليوم.

 

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه (النبي محمد).

 

زكي رضا

الدنمارك

24/2/2013

 

 

 

الأحد، 24 فبراير 2013

ماهو السر خلف قتل الاكاديميين في العراق وسوريا



شهدت السنوات التي تلت احتلال الجيش الاميركي وحلفائه للعراق عام 2003 ، ظاهرة  القتل المنظم للعلماء والاطباء والاساتذة الجامعيين وباختصار الاكاديميين العراقيين بالاضافة الى موجة قتل الطيارين وضباط الجيش الكبار. هذه الظاهرة التي اتت كمرحلة ثالثة في مشروع  قتل العقل العراقي والذي بدا في اعتقال الكثير من الاكاديميين العراقيين في السنوات التي سبقت الاحتلال ، تلك الاعتقالات التي كانت السبب الاساسي في هروب وهجرة الكثير من العقول العراقية خارج البلاد كمرحة ثانية  في المشروع المشار له، لنصل بعد عام 2003 الى المرحلة الثالثة منه الا وهي القتل ، الذي دفع ايضا الى التهجير،  ولا يمكن التنبوء  بما سينتهي عليه الحال ، هل هو اعادة البلد الى مراحل الظلام  ام هناك اجندة اعقد من ذلك.

لقد كانت الاداة المنفذة قبل 2003 هي النظام واجهزته الامنية تحت شعار التبعيث، أما  من كان خلف تلك الاداة ومن دفع لتلك السياسة  لم يكشف عنه ان وجد حتى اليوم.  تذكر الكاتبة اسراء البدر في مقال لها  قائله " وتحتضن بريطانيا أقدم الجاليات العراقية في أوروبا والمهجر. وأظهرت الإحصائيات إن نسبة المتعلمين من هذه الجالية عالية جداً، حيث نسب الشهادات الجامعية 75 في المائة، ونسبة الذين يحملون شهادات عليا هي 33 في المائة للذكور و9 في المائة للإناث وهو مؤشر على ارتفاع هجرة أصحاب الكفاءات العالية, وان أكثر من 2000 طبيب عراقي يعملون في مستشفيات بريطانيا.[1]" وتذكر ذات الكاتبة في مقالها  نقلا عن بحث للدكتور ظاهر محمد  على ان " الفترة من 1991 - 1998 بلغ عدد المهاجرين العراقيين من أصحاب الكفاءات إلى الولايات المتحدة وكندا وأوربا الغربية فقط (3750) عالماً[2]"  وتضيف " وشهدت الموجة الثالثة والأخيرة من الهجرة التي حدثت بعد 2003 مغادرة أكثر من ثلاثة آلاف أستاذ جامعي، وان 10% من إجمالي عدد الأطباء في العراق والبالغ (32) ألف هاجروا في نفس الفترة.[3]" كما وتعتمد ايضا في مقالها على ماقاله الدكتور نورالدين الربيعي  الامين العام لاتحاد المجالس النوعية للابحاث العلمية " أن العراق فقد 5500 عالم منذ الغزو الأنجلوأميركي في أبريل/نيسان 2003، معظمهم هاجروا إلى شرق آسيا وشرق أوروبا والباقي تم اغتياله"[4].

 

 اما بعد عام 2003، كانت الكثير من عمليات القتل  والخطف والتهديد تتم على يد جماعات تتدعي وتلبس لباس المقاومة والاسلام  في العلن، تلك العمليات ادت الى اغتيال اكثر من"  200  عالم واكاديمي عراقي [5] " وشملت عمليات القتل  ايضا علماء عرب منهم العالم المصري الأصل محمد الأزميرلي داخل سجن في قاعدة أمريكية ببغداد في عام 2004. يؤكد على ذلك السيد قاسم يحيى علاوي مدير دائرة الاعلام في وزارة الصحة لوكالة انباء" اصوات العراق" يقول "  شهد عام 2006 اعمال عنف كثيرة ادت الى هجرة الاطباء والاختصاصيين ومن الدرجة الاولى الذين يعتمد عليهم العراق.." واضاف " تراوح عدد الاطباء  الذين هاجروا من العراق على مدار الشهور القليلة الماضية  مابين  الفين وثلاثة الاف طبيب..[6]" كما اكد المدير الاداري لرابطة التدريسيين العراقيين - منظمة تتبع منظمات المجتمع المدني تطلع بمهمة جمع وتوثيق الاحصاءات لاساتذة الجامعات الذين تم استهدافهم-  ان " اكثر من 185 استاذا جامعيا اغتيلوا حتى الان..[7]" اي لحد عام  2006 ،  بينما يشير وكيل وزارة الصحة العراقية السابق الدكتور صباح الحسيني ان الوزارة خسرت حتى الان اكثر من ( 720)[8] طبيبا بين قتيل وجريح منذ دخول القوات الاجنبية الى العراق" ، بينما تشير تقارير اخرى وتقديرات اخرى الى " بعض الاحصاءات غير الرسمية أن شهر أيار 2003 شهد مقتل / 458 / عالماً وباحثاً عراقياً، وأن العدد ارتفع إلى / 751 / في حزيران ثم إلى / 872 / في آب وقد استقر متوسط عدد هذه الاغتيالات على / 650 / ضحية في الشهر اعتباراً من آب 2003 حتى أوائل العام 2004.[9]" ويمكن الاطلاع على الكثير من الاسماء على الرابط التالي : http://www.brusselstribunal.org/academicsList.htm

ان هذا العرض الموجز لما حدث ويحدث في العراق  لا يمكن فصله عما يحدث اليوم في سوريا والتي لديها بنية تحتية جيدة بما فيها الصناعات الدوائية والاجهزة الطبية  والتي جرى تدمير الكثير من تلك المعامل في مناطق النزاع على يد الاسماء المتعددة الجنسيات للجماعات التي تحمل الراية السوداء ! ففي تصريح لوزير الصحة السورية سعد النايف يقول" ان 32 مشفى وطنيا اضحى اليوم خارج الخدمة  واخرها مشفى السلمية مشيرا الى اقفال 6 معامل دوائية نهائيا نتيجة تدميرها فيما تعمل باقي المعامل الوطنية ال 68 بنحو 50% من  طاقتها.[10]" بينما نشر موقع الحقيقة السوري نقلا عن  تقرير دولي قيد الاعداد " في تقرير قيد الاعداد لمنظمة الصحة العالمية في جنيف ان مسلحي المعارضة في سوريا دمروا 48 مشفى معظمها حكومي  وقتلوا وجرحوا اكثر من 150 طبيبا ودمروا و / او نهبوا اكثر من عشرة معامل ادوية في ثلاث محافظات سورية " ويضيف التقرير الى ان المسلحين دمروا 400 سيارة اسعاف  منها مئتا سيارة جرى تدميرها تدمير بشكل كامل ومئتان أخريان بشكل جزئي ، وقتلوا 52 طبيبا وطبيبة من القطاعين المدني والعسكري ، وجرحوا وخطفوا حوالي مئة وخمسين آخرين ، فضلا عن حوالي سبعين عاملا وعاملة في القطاع الصحي معظمهم ممرضون وممرضات [11]" علما وحسب التقرير ان الصناعات الدوائية تغطي 90% من احتياجات السوق المحلية. ولم يتوقف الامر بهذا الحد بل شملت عمليات القتل والخطف علماء  وطيارين  وشخصيات عسكرية متقاعدة ليس لها يد في النزاع الدائر مثال على ذلك العسكري  نعيم مطانيوس الذي رفع علم سوريا فوق جبل الشيخ في حرب تشرين، والذي قتل في تفجيرات كفر سوسة !!

وبغض النظر عن التكاليف المالية لاعداد دكتور او حامل شهادة جامعية، وماهي تاثيراتها على اقتصاد بلد نامي ، وهي تكاليف  باهظة وكبيرة ، تقدم بشكل مجاني للبلدان التي تهاجر لها تلك الكفاءات، هناك اسئلة كثيرة  منها ماهو الهدف من قتل الاطباء والعلماء والعسكريين ومن له المصلحة في ذلك؟؟ ماهو السر في تخريب المستشفيات ومعامل الاجهزة الطبية ؟؟ وماهو السر خلف تهجير هذه الكفاءات او دفعها بالقوة للهجرة؟؟ واذا كانت التقارير بشكل مطلق تشير الى ان هناك ايادي اسرامريكية  خلف هذا الفعل ، ترى ماهو السر خلف صمت الحكومات  الوطنية عن هذه الجريمة وعدم كشف خيوطها ؟؟ وما هو سر  صمت الاحزاب السياسية ايضا بكل الوانها ؟؟ وصمت القوى الدينية بما فيها مراجعها ؟؟ بما فيها شيخ النفط الغازي قرضاوي!! واين هي هيئات الامم المتحدة؟؟ واين هي هيئات الجامعة العربية وامينها العربي!؟ ولماذا يجري التعتيم حتى اعلاميا على هذه الجرائم؟؟ هل ان حكوماتنا وجميع الهيئات الانفة الذكر مشاركة من خلال صمتها بهذه الجريمة؟؟

كريم الربيعي

21-2-2013

 

 

 

 

 

 



[1] استهداف علماء العراق مابين القتل واجتذاب وتهجير  - موقع المسلم- الكاتبة اسراء البدر، 19-7-2008
[2]  المصدر السابق
[3] المصدر السابق
[4] المصدر السابق
[5] محمد عارف – مستشار في العلوم والتكنلوجيا- من المسؤول عن مجزرة علماء العراق
[6]  شبكة النباء المعلوماتية – الخميس 4-كانون الثاني  2007
[7]  المصدر السابق
[8] المصدر السابق
[9] د. رحيم الشمخي – جرائم اسرائيل واميركا في العراق – من قتل العلماء العراقيين ، المختصر للاخبار، 14-9-2012
[10] http://www.breakingnews.sy/ar/wiki/136.html " عاجل الاخبارية بتاريخ 4-2-2013-
[11] الحقيقة- جنيف- خاص من د. عمر كيالي ، احصائيات دولية

الجمعة، 22 فبراير 2013

خارج اوقات العمل الرسمية// بشرى الهلالي


 
   اتصل بي صديق خارج اوقات العمل الرسمية ليسألني سؤالا بدا غريبا لأول وهلة.. قال: مالذي يجب ان نقدمه للشهداء، وأي منهم هو الشهيد؟ الذي كان شهيدا في زمن النظام السابق ليصبح عميلا الآن، أم الذي كان عميلا آنذاك فأصبح شهيدا الآن؟ وهل كان لاستشهادهم فائدة لنا نحن الذين نحلم بالتغيير؟

هممت بأن اقول له بأنهم منحوه (تويوتا ياباني ام التبريد) ومبالغ مالية، والآن توجد مؤسسة الشهداء تمنح عائلته 500 الف دينار راتبا وقطعة ارض حصل بعضهم عليها والبعض... قاطعني قبل أن أنطق: اعلم بما ستقولين ولاأظن بأنه كاف.

حقا.. لقد تحولت (التويوتا) الآن الى ركام وتم ترحيلها بعد ان غزت السيارات (الصينية) الصنع شوارع البلد. وانفق المال الذي كان ثمن رؤوس (حراس البوابة الشرقية)، لكن ابن الشهيد مازال حيا دون أب، بل حتى انهم سلبوا والده لقب (الشهيد). أما من مزقت اجسادهم المفخخات والحروب الطائفية فما زال اهاليهم يلهثون خلف التعويضات.

وماذا ان وقف الشهيد بين يدي ربه يسأله عن معنى استشهاده، معظمهم لم يكن مخيرا، وحتى من كان مخيرا او مسيرا او مجبرا فقد دفع دمه قربانا لهذا الوطن وترك أما ثكلى او اطفالا أيتام أو زوجة أرملة. مالذي سيطلبه الشهيد لو قيض له الوقوف بين يدي الرب، هل سيكون فرحا بالسيارة والمال وقطعة الارض والتعويضات؟

نساء، رجال، اطفال، اشلاء كلهم سيصرخون: ليس هذا ثمن دماؤنا، نريد ثمنا افضل يعادل الشهادة.. نريد حياتا افضل لمن بعدنا.. حلمنا بالتغيير من اجل مدارس افضل لابناءنا.. وظائف.. سكن.. حياة تشبه حياة ابناء البلدان المجاورة في اغنى بلد في العالم.

...ثم استدرك بغضب: قضيت نصف شبابي في الحرب.. عشت الحصار.. وها انذا دون عمل ومستقبل وقد تجاوزت الخمسين.. حتى وان غدا البلد يابانا أخرى بعد سنوات.. ليهنأ اولادي ولكن ماذا عني.. لم اجرب الحياة بعد.. قولي لهم اني اريد أن أعيش فلم يتبقى لي الكثير..

من سيجيب ان كان لا أحد يصغي؟ اضم صرختي الى صرخة الشهداء؟ أسأل الرب؟

ربما استجاب الرب لصرخة الشهداء، بكى لبكائهم.. فقرر الانتقام .

وقبل أيام.. أرسل شهابا مذنبا قيل ان له قوة تدميرية تعادل 30 مليون طن من النابالم.. فهو اشارة. خبير تحدث من على قناة CNN وقال: انه تحذير من الطبيعة يشير الى ان الارض في خطر، فان مر بقربها هذه المرة دون اضرار فقد لايبقي منها ولا يذر في المرة القادمة.

لكن ساسة هذا البلد لم يفهموا الاشارة.. بعضهم هلل لقدوم المذنب كونه احد علامات الساعة التي تسبق ظهور (الامام المهدي)، لكنه لم يفكر بتوزيع بعض مما جمعه (صدقة) فما زال هنالك وقت طويل قبل أن تقوم الساعة. وبعضهم خشي أن يصدع الكويكب كرسيه فقرر أن يستغفر ربه ويتوجه نحو الشعب فيوفر له الخدمات والوظائف والحياة الرغيدة، واقسم البعض ان ينبذ الخلافات والطائفية ويحرق اسلحته ويعلن توبته عن الفساد وسرقة مال الفقراء والمؤامرات. بينما ترقب بعضهم الاخبار وفي نفسه شماتة ورغبة بأن لايكتفي الكويكب بالمرور قرب الكويت والسعودية بل يلقي ببعض شرره على أراضيهن. 

وبمجرد ان انتهت ساعات الترقب ورحل الكويكب جارا اذيال الخيبة واليأس من أن يستطيع اصلاح هذا البلد او غيره.. تنفس الساسة الصعداء وعادوا ليضربوا اقدامهم بقوة على الأرض التي امتلكوا ناصيتها، فركعتا صلاة لبعضهم كانت كافية لشكر الرب.

.. وبعد يومين فقط من هروب الكويكب خائبا، تسلل الموت بسياراته المفخخة ليخطف ارواح العشرات.. وصعد الى الرب شهداء جدد انضموا الى السابقين وقبل ان تبرد دماؤهم سألوا الرب: ماهو الثمن الذي يعادل هذه الدماء؟ لانريد مال ياسيدي، نريد حـــــــــــــــــــــياتا افضل لمن بعدنا، نريد حـــــــــــــــــــــياتا افضل لمن بعدنا...

 أطرق الرب حزينا، استحالت دماؤهم الى نهر دموع.. هدر صوته مواسيا: لم يفهموا الاشارة يا أبنائي..

أيها المفكرون العراقيون اطلبوا اللجوء وعوائلكم الى الغرب!!


زكي رضا

 

طالما اصاب البعض رؤوسنا بالصداع وهو يروّج لديموقراطية الحكومة العراقية المتمثلة بالاسلام السياسي صنيعة حكومة ولاية الفقيه الايرانية بمشاركة طائفيي الطرف الاخر المتمثل بتوجيهات البترو دولار السعودي القطري، طالبين منّا التريث "بعد عشر سنوات" في الحكم على طبيعة السلطة الاستبدادية وطائفيتها ونهجها المدمر للوطن، ومنحها الوقت الكافي لتجاوز الاوضاع الاستثنائية والتي لم تتغير استثنائياتها منذ ان بدأت العملية السياسية لليوم. دون ان يستطيعوا ان يحددوا لنا الفترة الزمنية لهذا الوقت، او تحديد بدء العملية الديموقراطية كي تخطو خطوتها الاولى وان بطريقة سلحفاتية، اذ من غير المعقول ان تبقى اية عملية سياسية تراوح مكانها لمدة تقارب العشر سنوات كما في العراق اليوم، علما اننا نتمنى ان تكون هذه العملية "الديموقراطية" لازالت تراوح مكانها، لا كما هي عليه اليوم حيث نذر الدكتاديموقراطية تطل برأسها في كل مفصل من مفاصلها المصابة بالتكلس.

 

ان دور المثقف عادة ما يكون تنويريا ليساهم في ايجاد وترسيخ فضاءات تسمح لشعبه بممارسة حريته وفق اسس ديموقراطية، اقول تنويريا كي يكون هناك تمايزا بينه وبين المثقف الذي يشعر في منعطف تاريخي معين بالتعب والارهاق ما يجعله ان يراهن على قوى هي ابعد ما تكون عن التنوير والحداثة. لا بل تعمل جاهدة وبشكل علني على اشاعة ثقافة التخلف والجهل لتتخذهما رأس حربة في ضرب نفس المثقف بالصميم من معتقداته التي يخزنها في عقله الباطن بعد ان قرر بشكل طوعي التنازل عنها.

 

لقد جاءت عملية اعتقال المفكر ورجل الدين السيد احمد القبّانجي في مدينة قم الايرانية دون اي ردة فعل من حكومة بغداد للان، لتعبر بشكل واضح عن تواطيء هذه الحكومة مع سلطات دولة اجنبية لاعتقال احد مواطنيها الذي لا يتفق معها فكريا. واذا كانت الطبيعة الطائفية لمثل هذه السلطة او الجسم الاقوى فيها تحديدا يشعر بالرضا لعملية الاعتقال هذه ان لم يكن مساهما فيها، فان ردة فعل بعض "المثقفين" الموالين لمثل هذه السلطة جاء خجولا رغما عن عبارات الثناء والمديح التي كيلت للقبّانجي منهم والتي يستحقها القبّانجي فعلا. وبدلا من ان يطالب هذا البعض باطلاق سراحه وعودته الى العراق ليستمر في نشاطه التنويري الذي نحن بأمس الحاجة اليه، نراه يعمل ولغاية في نفس يعقوب على حرمان شعبنا من امثاله، بمطالبته السلطات الايرانية اطلاق سراحه و فسح المجال امامه لطلب اللجوء السياسي وعائلته الى الغرب لممارسة حريته في التعبير عن رأيه!!

 

وهنا تحديدا وبعيدا عن الاطالة فان "المثقف"هذا ونتيجة لعدم تحميله السلطات العراقية ولو جزءا يسيراً من المسؤولية التي تقع على عاتقها في العمل على اطلاق سراح السيد القبانجي، يكون قد اعطانا المبرر لاتهامه بأمرين اثنين. اولهما عقم كل محاولاته السابقة والتي ستأتي لاحقا بلا شك في دفاعه عن سلطة لا تحترم مواطنيها، وانعدام حرية التفكير والرأي والمعتقد التي تدّعي السلطات العراقية الالتزام بها وفقا للدستور الذي كتبته بنفسها ثانيا.

 

ان حرمان اي مفكر او اي مثقف في حقول الثقافة المختلفة من التعبير عن آرائه في ظل حماية دستورية، يسحب البساط من هذه الحكومة كونها ديموقراطية، وان دفاع اي "مثقف"عن مثل هذه الحكومة او جزء منها وبالاحرى فرد منها بشكل مستميت يفقد هذا المثقف حجته في  الدفاع عن المثقفين ومعاناتهم. لان القوى الدينية وعن لسان هذا البعض لا تحترم حرية التعبير والتفكير وحقوق الانسان، والقوى الدينية حسب فهمنا البسيط لممارساتها فانها لا تختلف عن بعضها البعض اينما كانت الا بتطور اساليبها في تغييب العقل وتجلياته لصالح التخلف كأكسير حياة لها.

 

ايها المثقفون العراقيون، ايها المفكرون، يا دعاة الحرية، اتركوا العراق لاجئين الى الغرب وعوائلكم كي تمارسوا حرية التفكير. وهذا بالضبط ما يريده البعض البائس منكم لحماية سلطة دينية اكثر بؤسا منه.

 

اذا لم تستحي فاكتب ما شئت.

 

 

الدنمارك

19/2/2013

 

عقد مؤتمر حقوق إنسان ضرورة ملحة وتاريخية


سمير اسطيفو شبلا

 في العام الماضي وبالتحديد في 24 و 25 تشرين 2012 كان موعدنا مع عقد مؤتمر للاتحاد – مركز – منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط الذي كان يضم في وقتها 32 منظمة حقوقية، بمعية والدته "الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان مابين النهرين الأصليين والاصلاء" وتم تأجيله لأسباب لسنا في محل عرضها الآن! واليوم أصبح عدد المنظمات المنضوية تحت خيمة المركز الحقوقي 45 بات أكثر إلحاحا عقد مؤتمرنا الحقوقي داخل العراق، لتكون قراراته خارطة طريق لنسير بموجبها ومعنا كافة العراقيين النجباء نحو مستقبل واضح وآمن للعراق والعراقيين

 العراق في خطر

بات لزاماً على جميع العراقيين، الذين يحملون ذرة وطنية وغيرة إنسانية ان يبادروا ويجلسوا على مائدة حوار مستديرة لتقديم تنازلات شخصية وطائفية ومذهبية وقومية لصالح إنقاذ العراق من السقوط إلى هاوية التقسيم والتفتيت، اليوم هناك خطر كبير يحدق بالعراق الجديد أكثر من دوي السقوط في 2003 لسبب تكابر وتعنت القادة السياسيين وخاصة المرتبطين بقادة دينيين في داخل وخارج العراق، وسبب فشلهم في إيجاد حل هو عدم قراءتهم للواقع كما هو، إضافة إلى اعتبار انتماءهم المذهبي والقومي أعلى من انتماءهم للعراق ومياهه وترابه! لذا نرى ضباب سياسي كثيف نحتاج إلى مولدات جبارة لإزالته وهذه المولدات الجبارة متوفرة لدى القادة الكورد بالدرجة الأولى لأنهم لعبوها – العملية السياسية - بمهارة فأصبحت مولدات الدفع جبارة خلال 8 سنوات الأخيرة، لسبب بسيط وواقعي ألا هو: استعمالهم لمفتاح باب التوجه الديمقراطي بحذر لكي لا يهب الهواء الداخل بقوة ويكنس الأمن والأمان والخدمات، بالرغم من وجود انتهاكات لحقوق الإنسان داخل الإقليم وباعتراف القادة والمسئولين الأكراد أنفسهم

 القادة لا يعترفون بالفشل

 لم يعترف القادة – طبعاً ليس الجميع – في السلطات الثلاثة غير المستقلة (التشريعية والتنفيذية والقضائية)  يوماً بفشلهم في قيادة المرحلة بالرغم من أنهم أوصلوا العراق ليرابط في ذيل القائمة العالمية لانتهاكات حقوق الإنسان – الفساد – الفقر – الإرهاب – القتل – السجون والمعتقلات – غياب الأمن والأمان، وبالرغم من عدم اعترافهم هذا كونهم يلمحون إلى وجود انجازات هنا وهناك، وكأن الشعب مجرد خرفان او جنود مشاة جهلة ليس إلا، وتناسوا أننا في زمن الانترنيت والعلم والتطور والاتصالات الحديثة والدراسات الأكاديمية التي تؤكد "لا انجاز تحت ظل المحاصصة الطائفية لسبب ابسط ما يكون، ألا هو : لا يمكن ان يحدث أي تغيير حقيقي في ظل المحاصصة لأنه لا يكون هناك إنسان مناسب في المكان المناسب! وهذا ما موجود كفعل وكواقع معاش على الأرض " لهذا السبب نحن الكلدان ومعنا شعبنا العراقي بكافة أطيافه ومكوناته فرحنا وتهللنا لاختيار مار لويس روفائيل الأول ساكو لمنصب بطريرك بابل على الكلدان! لماذا فرحنا؟ لأننا متأكدين انه إنسان المرحلة في المكان المناسب

 حتى الفساد مصدره فكري لكن ينبع من نفس السبب "عدم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب"

 قصة تنطبق على حال العراق اليوم

 في السبعينات من القرن الماضي قص علينا احد الزملاء الحكاية التالية: في عهد الاتحاد السوفيتي السابق وما كان يضم حلف وارشو من دول منها جيكوسلوفاكيا (آنذاك) حيث طلبت الأخيرة من الاتحاد السوفيتي مساعدتها لكشف مؤامرة او جاسوس داخل قيادتها لسبب تدني إنتاج محصول الزراعة عندها لسنتين متتاليتين

وبعد التحري والمراقبة الشعبية تبين ان احد المدراء العامين في وزارة الزراعة اعترف بعد التحقيق معه ان اختصاصه كهرباء وعُيّن في منصب مدير عام في وزارة الزراعة لكي يضع الإنسان المناسب في المكان الغير مناسب، وهكذا حدثت فوضى إنتاجية وفساد إداري ومالي مما أدى إلى تدني الإنتاج حتماً – فلما تغير سيادة المدير العام واستقالة الوزير المختص تم رفع سقيفة الإنتاج إلى الضعف

 وعليكم التحليل كواقع حال العراق اليوم

 عقد مؤتمر حقوق إنسان ضرورة ملحة وتاريخية

 بعد هذا التحليل الواقعي نجد ان هناك ضرورة تاريخية ملحة لعقد مؤتمر دولي لحقوق الإنسان لوضع خطط وبرامج علمية (سنوية ورباعية) لإخراج العراق من الأزمة لا بل من الأزمات العالقة في جسمه تبدو كأمراض مستعصية، ولكننا نحن نشطا حقوق الإنسان نراها أمراض وأزمات تفرزها المرحلة لكنها قابلة للحل بسواعد الأخيار من زميلاتنا وزملائنا في حقوق الإنسان ومعهم نخبة الأخيار والكفاءات الذين سيلتئمون حتماً داخل العراق في الشهور القليلة القادمة لوضع النقاط على الحروف ووضع قطار العراق على سكة الانفراج والأمل والأمن والأمان واحترام كرامة الشخص البشري بالاعتراف بالتنوع والتعدد وقبول الآخر داخل بستان مزهر يسمى " عراق الأمل والحقوق"

19 شباط 2013 

 

راعي 8 شباط الاسود وراعي 9 نيسان هو نفس راعي البقر


ان قراءة متزنة وهادئة وحيادية لاحداث العراق منذ نجاح ثورة 14 تموز" 1958"  لحين نجاح انقلاب الثامن من شباط الاسود "1963"  تثبت لمتابعي احداثها وما جرى خلال تلك السنوات القصيرة لكنها الطويلة جدا من عمر العراق لما ستترشح عنه من احداث لاحقا، ان نظام ثورة تموز قد حمل منذ اليوم الاول للسلطة بذور انهياره المفجع والذي اوصل العراق لما عليه اليوم من تناحر بين مكوناته الطائفية والقومية. تلك التي تسير اليوم كي تطوي بصراعاتها هذه الطريق سريعا الى اعلان نهاية العراق كدولة وتشييعه الى مثواه الاخير، بعد ان رهنت القيادات الطائفية مصير البلد نتيجة ضيق افقها وتبعيتها الى اجندة خارجية اقليمية ودولية، اضافة الى الضعف الكبير للاحزاب والشخصيات الديموقراطية والليبرالية التي ضاعت اصواتها بين صرخات الموت العالية للطائفيين نتيجة عدم قراءتهم الصحيحة لما ستؤول اليه الامور منذ اشتراكهم في العملية السياسية لليوم.

 

لقد نجحت ثورة تموز بتوجيه ضربة كبيرة جدا للرجعية المحلية متمثلة بالاقطاع وحلفائهم من رجال الدين حين اصدرت قوانين الاصلاح الزراعي لتنصف الفئات الاكثر تهميشا في المجتمع وهم الفلاحون، والتي نجحت في تحريرهم من نير الاقطاع فيما فشلت في الوقت نفسه بتحريرهم من سطوة العلاقات العشائرية على الرغم من اصدار العديد من القرارات التي تحد من سلطة القبائل وزعمائها وحلفائهم من رجال الدين، الذين وقفوا بكل قوتهم ضد الثورة ورجالاتها المخلصين لوطنهم نتيجة انصاف المرأة العراقية باصدار قانون الاحوال الشخصية. ونتيجة للقرارت الوطنية السريعة للثورة في عمرها القصير كرّست الرجعية العربية ومصر ودول حلف بغداد "السنتو" مع رجعيي الداخل والبعثيين والقيادات الكردية بعد اندلاع القتال بينهم وبين الحكومة المركزية، كل امكانياتهم بالتعاون مع القوى الغربية التي تم اضعافها بشكل كبير في اكثر المناطق اهمية لها في العالم حيث منابع الطاقة من اجل اسقاط تجربة تموز . ويبقى القرار رقم 80 لسنة 1961 الذي استعاد العراق بموجبه معظم اراضيه غير المستثمرة من قبل شركات النفط الغربية والمقدرة بنحو 95% من مساحة العراق، هو المنعطف الاهم والاكبر التي ستقود من خلالها الولايات المتحدة الامريكية جميع الفئات المتضررة من نجاح الثورة وترعاهم لحين انضاج الظروف الموضوعية المناسبة للاجهاز عليها، ونجحت فعلا بعد عدد من المحاولات في ايصال البعثيين والمتعاونين معهم الى الحكم بقطار امريكي صبيحة الثامن من شباط الاسود 1963  وهذا ما اشار اليه السياسي البعثي علي صالح السعدي.

 

ويبدو من تسلسل الاحداث منذ ذلك اليوم المشؤوم ان سيناريو ما يجري في العراق اليوم ليس وليد الصدفة قدر ما هو مخطط له من اعلى المستويات في واشنطن، عن طريق ادوات محلية واقليمية لتغيير الواقع الجيوسياسي في المنطقة عن طريق اضعاف وتهميش والغاء العراق كدولة آخر المطاف. فالوصول الثاني للبعثيين الى الحكم في تموز 1968 جاء لاستكمال ما عجزوا عن تنفيذه في انقلابهم الاول، معمقَين الخلاف الطائفي من خلال حزبهم اولا بعد ان اصبح البعث حزبا سنيا من حيث قياداته الفاعلة بعد ان انطبعت السمات السنية والتكريتية عليه كما يقول حنا بطاطو، ومن خلال تهميشهم وقمعهم للمكونات العراقية الاخرى كالشيعة والكرد وغيرهم من ابناء شعبنا ثانيا. ويبدو ان القطار الامريكي الذي جاء العراق في شباط 1963 كان يسير بخطى حثيثة للوصول الى محطته التاريخية الثانية بركاب جدد بعد انتهاء دور ركاب القاطرة الاولى واستهلاكهم - بعد ان نفذوا ما هو مطلوب منهم - بوصول قطارهم بشعاراته القومية الى محطته الاخيرة في التاسع من نيسان 2003 .

 

وبعد ان اتم ركاب القطار الاول ما عليهم من ادوار، انطلق القطار الامريكي الثاني في التاسع من نيسان 2003  ,وهو يعي جيدا درس قانون رقم 80 الذي وأد ثورة تموز وقتل خيرة قادتها فتراه - وهو جزء من اتفاق مسبق على ما يبدو- يمنح الامريكان كل ما يحتاجونه لنهب الثروة النفطية والتنقيب عنها في جميع  اراضي العراق،  حاملا " القطار" مشروعين متناقضين في الوقت نفسه، اولهما المشروع الديموقراطي الذي فشلوا لليوم في تسويقه خلافا لوعودهم بتحويل العراق الى نموذج يحتذى به  في المنطقة !! وهو المشروع العلني الذي روّج له الامريكان حتى قبل انطلاق القطار، والثاني -غير العلني مثلما يتخيلون -  هو مشروع تقسيم العراق عن طريق ركاب القطار هذا بتبني الطائفية والقومية كنهج للحكم، على الرغم من تقاطع المشروعين مع بعضهما البعض. وبعد فشل المشروع الاول منذ لحظاته الاولى كشفت الولايات المتحدة ومن يأتمر بأمرتها من ساسة العراق عن الوجهة الحقيقية لقطار نيسان 2003 ، وهو السير بسرعة لم يكن يتوقعوها حتى انفسهم بقطارهم هذا الى محطته الاخيرة. واذا كانت محطة قطار شباط الاخيرة بغداد في ظل حكم ديكتاتوري شرس، فان القطار الثاني سيصل الى محطاته الاخيرة عن طريق ثلاث سكك لا تنتهي ببغداد، بعد  ان تملأ الدماء ارض العراق ويصل صراخ ابناءه الى عنان السماء.

 

 

لقد علمنّا الانكليز المشي نحو الموت اما اليانكي فانهم علمونّا الركض نحوه.

 

زكي رضا

الدنمارك

10/2/2013