الأحد، 10 نوفمبر 2013

هل المالكي يريد خوض حرب عالمية ضد الارهاب بقيادة حمّودي وابو حسنين!؟


كل شيء في العراق فاشل، فالخدمات فاشلة، والصحة فاشلة، والتعليم فاشل، والزراعة فاشلة، والصناعة فاشلة، ولكي لانستمر بتعداد أوجه الفشل فاننا سنطوي  صحارى العراق السياسية الفاشلة الى اكبر فشل تترتب عليه جبال نفايات الفشل مجتمعة اي الفشل الامني. والذي بسببه توقفت عملية اعادة بناء البلد لان الفشل هذا فتح شهية الساسة الفاشلين وفتح لهم ابواب الاثراء غير المشروع عن طريق سرقة ونهب ثروات البلد تارة بقوانين يصدرها لهم برلمانهم "الفلتة" وتارة بالسرقة العلنية ودون اي حياء. على اساس ان الحياء قطرة ومن الممكن تجفيفها بورقة من فئة المئة دولار التي كانت حلما يراودهم رؤيتها قبل ان تفتح لهم خزائن العراق عن طريق كلمة السر الجديدة "افتح يا عمو سام" بعد الاحتلال.

 

والفشل السياسي بالعراق يراد له ان يكون فشلا مستديما عن طريق ما يسمى بنظام المحاصصة سيء الصيت والسمعة بنفس "ابطالها" الذين فشلوا ويفشلون وسوف يفشلون في ترتيب البيت العراقي ليكون قادرا على الوقوف بوجه الارهاب الدولي او الاقليمي او الداخلي. هذا الارهاب الذي طلب الحاج ابو اسراء من الرئيس الامريكي اعلان حرب عالمية ثالثة عليه دون ان يخبرنا عن الحربين العالميتين السابقتين ضده، الا اذا كان يعتبر الحربين العالميتين الاولى والثانية كانتا ضد الارهاب!!، حينها يكون الحاج ابو اسراء قد افتى بفتوى اغرب من الخيال وتنطوي على جهل كبير بتاريخ حربين ضروس التهمتا عشرات الملايين من البشر بسبب حلم التوسع الامبريالي وليس الارهاب مثلما يعتقد، واذا اردنا ان نكون مجاملين مع الحاج فدعونا نقول انها زلّة لسان  ليس الاّ متمنين من جيش مستشاريه لاحقا ان ينتبهوا الى زلّات لسان الحاج قبل وقوعها.

 

ان محاربة الارهاب بحاجة الى مستلزمات عديدة منها جهاز استخباري وطني وقوي وفعّال، واسلحة ومعدات ذات تقنيات عالية ومتطورة، واموال كافية لتمويل اقامة دورات منتظمة وعلى مستوى عال لمنتسبي الاجهزة الامنية لزيادة فاعليتها، اضافة الى تعاون مشترك مع الاجهزة الامنية للبلدان التي تعاني من الارهاب او من تلك التي لها مصلحة حقيقية بمحاربة الارهاب. واذا كانت هناك بلدان ترفض ان تتعامل مع دولة ما بشكل مباشر فانها تتعامل معها بشكل غير مباشر عن طريق طرف ثالث سواء بعلمها او بدونه خصوصا ان كان الطرف الثالث بلدا كاميركا. ويبقى العامل الاهم عند الاجهزة الامنية هو الادارة وكفاءتها ونوعية الرجال القائمين عليها.

 

ولو اخذنا جهاز مكافحة الارهاب في عراق اليوم على سبيل المثال لاكتشفنا فشله حتى قبل مناقشة موضوعه، فالاختراقات الامنية والتفجيرات التي باتت تطال مختلف المدن العراقية وبنفس الاسلوب تقريبا توضح لنا بؤس الاجهزة الامنية وضعفها وعدم فاعليتها كونها تفتقر الى الاجهزة والمعدات المتطورة التي تستخدم بالعديد من دول العالم، وعلى الرغم من توفر اموالا طائلة عند الحكومة الا ان فسادها بدد الكثير من هذه الثروات ومن اشكال الفساد هذا شراء لعب اطفال على انها اجهزة كشف متفجرات راح ضحيتها اضافة الى المال العام ارواح الالاف من العراقيين الابرياء. ولضعف جهاز الاستخبارات العراقية نتيجة اختراقها من بلدان عديدة فان الثقة به اصبحت ضعيفة ان لم تكن معدومة، خصوصا وان القائمين عليه اثبتوا لشعبنا قبل الاخرين افتقادهم للحنكة والكفاءة لانهم اساسا يعملون باوامر ادارة غير مهنية ولا تعرف عن هذا العالم المخابراتي الواسع اي شيء تقريبا.

 

على الرغم من كل هذا الفشل المدوي في الحد من العمليات الارهابية بالعراق وليس القضاء عليه، وعلى الرغم من ان العراق يفتقد الى قائد سياسي محنك قادر على التعامل مع ابناء شعبه كمواطنين عراقيين دون النظر الى مذهبهم ودينهم وقوميتهم، وعلى الرغم من تكريس واقع النظام المحاصصاتي الطائفي وما جناه البلد منه من دمار سيستمر حتى انهاء شكل المحاصصة اللعين بالحكم، وبدلا من تسويق الحاج ابو اسراء نفسه كحامي للنظام الديموقراطي الحقيقي وليس المحاصصاتي مثلما يريد وحزبه القائد. نراه يقف بالبيت الابيض مطالبا الولايات المتحدة باعلان الحرب "العالمية الثالثة" على الارهاب عبر مؤتمر يعقد ببغداد لهذا الغرض!!! ولا ادري هل كان الحاج جادا في طرحه لمبادرته هذه ام انها مزحة او زلّة لسان ومن يضمن استقرار الوضع الامني حينها، ام ان لاجهزة الحاج الامنية خطتها الجاهزة والمعروفة وهو منع التجوال في بغداد طيلة ايام المؤتمر ولواستمرت شهرا ومنع دخول اي مركبة وانسان وحيوان اليها!!، اي سجن سكان العاصمة ببيوتهم !؟ فان كانت خطة اجهزة الحاج الامنية لذلك اليوم هي ما جئت به وقد فعلتها مرة عند انعقاد مؤتمر الجامعة العربية فهذا يعني فشل الوفد العراقي بهذا المؤتمر حتى قبل انعقاده.

 

ولا أدري على ايّا من الرجال الابطال يريد الحاج ابو اسراء الاعتماد لمشاركة العراق في الجهد الدولي عبر مؤتمر لمحاربة الارهاب، فأن كان يعني حمّودي صاحب صولات وجولات المنطقة الخضراء فانني اطمئنه من ان حمّودي وان كان بطلا صنديدا الا ان بطولاته لاتتجاوز المنطقة الخضراء المقدسة، ومحاربة الارهاب الدولي بحاجة الى تواجد الرجال الابطال في مناطق مختلفة من العالم من دون حمايات آبائهم واقربائهم. وان كان يعتمد على رفيق دربه ووكيل اقدم وزارته ابو حسنين، فانني اطمئنه من الان على فشل اختياره لان الرجل اثبت فشله الذريع بمحاربة الارهاب حتى داخل بغداد التي يتحصن بمنطقتها الخضراء ناهيك عن باقي العراق، على الرغم ان الارهاب في عهده وصل الى لفظ انفاسه الاخيرة مرات عدة حسب تصريحات وزارته، كون الرجل ليسا مهنيا ومهارته الوحيدة لشغل هذا المنصب الحساس هو عضويته في حزب الدعوة القائد.

 

الحاج ابو اسراء محاربة الارهاب بحاجة قبل كل شيء الى رجال دولة وانت والذين معك في الوزارة والبرلمان لستم برجال دولة بل رجال سلطة همّها الاول والاخير سرقة ثروات البلد المنكوب وشعبه بكم. وان من الامور الكبيرة هو الاعتراف بالفشل وتصحيحه فهل تعتبر نفسك وكل المتحاصصين بالبلد فاشلين؟ وان لم تكونوا فاشلين من وجهة نظركم فهل تريدنا منحكم  40 عاما من عمر الوطن لتعترفوا بفشلكم!؟

 

ما أغلى الوطن على القلوب الطيبة المنبت " فولتير"

 

زكي رضا

الدنمارك

3/11/2013

 

 

 

   

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق