الأحد، 7 يوليو 2013

الوهم الديمقراطي..


ليس هناك اشد نفاقا في هذا العالم من الحركات السياسية العربية ومنها بالذات المتاسلمة والاسلامية  في  صراخها حول الديمقراطية والشرعية.  هذه الجماعات لا يتعدى فهمها للديمقراطية الفوز او الخسارة في الانتخابات !! على الرغم لو قسم كل عضو من هذه الحركات او حزب على جميع الكتب المقدسة التي يؤمنون بها هم  بانهم لم يزور في الانتخابات ، بالتاكيد سيكون قسمهم مزور قبل التزوير بتلك الانتخابات  والامثلة كثيرة من معرة هنية مرورا  بالعراق  وصولا لمصر . ان الاحزاب العقائدية والتي تنظر للحياة من وجهة نظرها فقط ، لايمكنها الا ان تتبع تلك الاساليب الخبيثة وغيرها من اجل المزيد من الاصوات.

وبغض النظر عن هذا او ذاك فان هذه القوى تفتقد للوعي ان الدولة الديمقراطية تبنى على اساس مؤسسات ، وهذه المؤسسات يجب ان يحترمها من يفوز بهذه الانتخابات او تلك، وان اي هدم لتلك المؤسسات هو هدم للدولة  وبالتالي لا يبقى هناك معنى للديمقراطية، على اساس ان هذه المؤسسات للجميع وليس لهذه  الفئة او تلك. وبالاضافة للمؤسسات هناك القضية الاهم ايضا وهي الحريات والتي يجب ان تبقى مصانه بغض النظر عن الحزب الذي ياتي للسلطة... هذا ما لا تريد لا بل وترفض، الاحزاب السياسية والاسلامية بشكل خاص ، فهمه، لا بل انها تريد ان تتحول من الشرعية الى احكام السلطة تحت شعار "الشرفيه" من تشريف والبقاء للابد  هذا ما فعله واراده الاخوان في مصر  ولذلك فهم لم ولن يفهموا لماذا  اقالهم " صاحب السلطات – الشعب " من المهمة، وسيبقون يصرخون ..الشرعية.... وسيقفون بكل قوة  لا بل سيواصلون دورهم كمطية  للتخريب بكل انواعه.

ان الانتخابات تشكل الى جانب المؤسسات وصيانة وكفالة الحريات والحقوق  ارضية للديمقراطية ولا يمكن تجزئتها او الغاء جزء منها.

ان العجيب الغريب لدى العديد من المثقفين العرب والسياسيين كذلك، انهم حال ما يحصل حدث فقي بلداننا نراهم يهرعون للبحث في صفحات التاريخ الفرنسي او الايطالي او الاسباني او غيره لايجاد ما يشبهه او يقيمه ، هذا ليس خطاء ولكنه عجز  يتمثل بان هؤلاء لايمكنهم من قراءة الحالة  وبالتالي تقيميها. ان ما قدمه الشعب المصري خلال هذين العامين ليس فقط التاكيد على الثورة السلمية في خلع الانظمة، وانما روح التسامح ، الوحدة بالاضافة الى امر مهم قدمه للشعوب الا وهو ان هناك اقتراع سري مباشر  يمارس عبر صناديق الاقتراع وهناك انتخاب علني مباشر يمارسه الشعب كما مارسة في 30 يونيو، هذا ما يجب اضافته للعلوم السياسية ومفاهيمها وهذا ما يجب ان يعيه سياسييننا ومثقفييننا بشكل جيد اليوم.
كريم الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق