الأحد، 7 أبريل 2013

الغسيل القذر...


نشر جون كرينس غسيل الشركات الاميركية والاعمدة الاخرى التي تتحالف معها لتشكل سلطة او قوة الكوبروقراطية ، والتي هدفها السيطرة على العالم ، في كتابه له بعنوان " الاغتيال الاقتصادي للامم " والذي تستعرضه هذه الايام قناة روسيا اليوم بالقاءات متعددة مع الكاتب.

القاتل الاقتصادي كما يسمى " جون كرينس " شارك في تنفيذ هذه السياسة  التي تديرها اقطاب ذات مصالح اقتصادية ولديها شركات كبرى، في الوقت ذاته الذي تحتل تلك الاقطاب ، مناصب سياسية قيادية في هذا الحزب او ذاك في الولايات المتحدة الاميركية، فليس بالامر الخفي ان يكون جورج بوش من اصحاب او ملاكي شركة الغذاء المتحدة وبذات الوقت ممثل اميركا في الامم المتحدة، وربما هو ذاته السباق لاقتراح المشاريع، بكيفية توفير الغذاء لشعوب افريقيا وغيرها من بلدان العالم!!!!!!!!!!!! وهو ذات الشخص الذي أصبح فيما بعد رئيسا للدولة ، انه مثال ليس الا، ولكن هذا هو الحال فعلا للمناصب العليا الاميركية.

تلك الشركات ،التي يكون صندوق النقد الدولي والبنك الدولي جزءا منها، والتي تتمدد  بقوة مالها، و توفر وبذات المال الحماية لها من قبل الجيش وبقوة السلاح، وتحافظ على مصالحها وتوسعها اجهزة المخابرات وخصوصا ال سي اي ايه. و اولى اهدافها هي منح القروض وتنفيذ المشاريع على اساس او بالترابط مع تلك القروض ، واملها كما هي عينها على ان  لاتفي تلك البلدان بتسديد هذه الديون فيما بعد، وهنا هو الهدف او سياسة المقايضة التي تتبعها تلك الشركات وبشكل قانوني لا يثير دولة القراصنة  ولا الكثير ممن هم على هذه المعمورة ، وتتمثل سياسة المقايضة تلك بمطالبة الدولة هذه او تلك بوجوب تسديد القرض مقابل اراضي او مواقع اخرى، وهذا ما فعلوه مع العديد من بلدان العالم منها وعلى سبيل المثال الاكوادور و مملكة ال سعود.

يقول جون حين ارادو بناء سدود مائية في مناطق غابات الامزون، كانت الطائرات ترسل المعونات الغذائية بسلال، وهذه السلال كنا نعمل على ان يكون قعرها مزدوج كي نخبيء جهاز للتنصت فيه. هذه الاجهزة كنا ومن خلال استقبال بثها من محطات عسكرية او طائرات نستمع لكل ما يحدث في حياة الاهالي اليومية بما فيه ماتخطط له الجماعات اليسارية المعارضة لوجودنا ،كما وتمكنا تلك الاجهزة من معرفة الحالة الصحية في تلك القرى بما فيها الحالات الطارئة، ونحن ندرك تماما  بان سلات الغذاء حملت اسماك والاسماك ملوثة وستسبب حالات اسهال.  فكنا نرسل الفرق الطبية على وجه السرعة لمعالجة اولئك الناس. افعالنا هذه كانت تثير تسائل الفلاحين، كيف عرفتم بان احدِ منا مريض او حصلت هكذا حالات لدينا ، فيجيب المعالجين ممن ارسلتهم الشركات بان الرب هو الذي اخبرنا واهدانا لناتي لمعالجتكم!!!!!

نعم انه الرب الذي اهداهم!!؟؟ هكذا  وببساطة ادخلوا الدين او اقحموه ليلبس مصالحم وبالتالي ليحققوها وبسرعة قصوى ، اما الفلاحين فقد تلفت الفيضانات محاصيلهم واراضيهم الزراعية وعلاوة على ذلك جرى تهجيرهم من قراهم  الاصلية ، دون ان يتدخل الرب !! ما اشبه رب فلاحي الامزون برب شعب العراق!!!

بهذه الطريقة تسرق اموال البلدان النامية والتي وصلت ديونها الى 3 ترليون دولار  وبفوائد متراكمة وصلت حتى عام 2004 الى 350 مليار دولار  كما يذكر الكاتب.

الكتاب الذي صدر بالعربية عن منتديات مجلة البسمة عام 2012 و ترجمه  مصطفى الطناني والدكتور عاطف  معتمد يمكن الحصول عليه مجانا على هذا الرابطwww.ibtesama.com  ومن الاهمية الاطلاع عليه للمهتم السياسي في بلداننا.

في ظل هذا النهب المشرعن والمحمي بالقانون الدولي وشرعية العلم الازرق ، النهب الذي يجري تحت يافطة الامن القومي للعم سام ومن ركع مصليا ومسبحا باسمه، لم يتوقف تباكي جوقته تلك عن فقراء افريقيا  واسيا  واميركا اللاتينية ، فثرواتهم يجب ان تؤمن مستوى استهلاكي جيد للفرد في جوقة العم سام!!، اما اطفال هذه البلدان ومن العوئل المعدمة فقد اصبحوا ايضا تحت الطلب لسد حاجات  الانجاب وغيرها من خلال التبني لهؤلاء الاطفال و تحت يافطة توفير حياة افضل لهم!!!

والمضحك المبكي بان  وزيرة في احدى الحكومات الاوربية قبل ثلاثة اعوام تقريبا وكتبت عنها في ذلك الحين،  هددت العراق بقطع المساعدات المالية عنه، والبالغة ب 25 مليون دولار على ما اتذكر!! ان لم يستقبل اللاجئين العراقيين المبعدين اليه!!!  بل لم يتوقف البكاء والاعلانات التي تدعوا لها "الشعوب المحبة للسلام " من اجل مساعدة الشعوب الافريقية ، فيما تقف الشركات الكبيرة في هذه البلدان وتحت لحاف التباكي هذا بمص دماء هذه الشعوب عبر  سرقة ثرواتهم الطبيعية، تحت يافطة الاستثمار، الذي لم تحصل منه تلك الشعوب حتى على الحد الادنى من الضرائب التي يجب ان تدفعها هذه الشركات لحكومات البلدان التي تستثمر بها، كما هو حال احدى الشركات السويسرية التي  تستخرج النحاس في تنزانيا ، والتي وصلت ارباحها العام الماضي الى اكثر من مليار دولار، هذه الارباح دفعت اهالي احدى المدن السويسرية" المحبين للسلام" والتي يقطنها مؤسسي الشركة لاقامة الاحتفال الرسمي باصحاب الشركة، في الوقت الذي لم تدفع به هذه الشركة الا 50 مليون دولار ضرائب وتم هذا بعد جهد جهيد، فيما صوت المستثمرون في تلك الشركة من السويسريين" في تلك المدينة المحتفله" ضد اي قرار لدفع اموال الى الحكومة التنزانية مقابل تلك استخراج النحاس من الاراضي التنزانية !!!! هذه حالة مما تعيشه القارة السمراء الغنية بالمياه والمعادن وقوة العمل ، ولكن صورتها دائما جفاف كوارث ، جوع  وحروب. الجريمة تبدا دائما من السياسي وتمر بالبنك الدولي ووصندوق  النقد  الدولي وتنتهي  بافاعي المال، البنك الدولي يدفع قروض لهذه الدول. هذه القروض ليس لحكومات هذه الدول نفوذ بكيفية الاستفادة منها، وانما وجهة صرف القروض يحددها البنك الدولي، فتكون مثلا للبحث عن الذهب!! وحين تعجز الدول من تسدسد القروض تلك ، بعد ان تكون قد دفعت كل فائضها البسيط فوائد لهذا القرض او ذاك، ياتي البنك الدولي ليفرض مقايضته، اذا لم تستطيعوا دفع القروض  فيمكنكم تسديدها من خلال اراضي  او مناطق زراعية او مياه او مناطق اخرى ، يعرفون سلفا انها غنية بثروة ما، يستثمرها البنك الدولي وافاعي المال  دون ان يدفع سنت واحد لذلك البلد! ليس استعمار هذه المرة وانما تملك وبناء دولة داخل دولة، سياسة تمارسها شركة الغذاء المتحدة والتي يملكها بوش الاب ورهطه،  في بلدان اميركا اللاتينية وتمتد الى افريقيا الى اسيا وكما نلاحظ اليوم العراق ايضا، ميزانيات هائلة ، مشاريع تنفذ منها الخطوة الاولى وتترك ، هذه من علامات الكوربوقراطية  التي يرعاها البنك الدولي وصندوق النقد والشركات الكبرى الاميركية محمية ومرعية من الجيش والمخابرات.

هذا مثال  من عالم الانسان الذي لا يغلق فمه بالمناداة بالعدالة والتنمية الدائمة و العرس الذي ترقص به القبعات الزرقاء  دوما دون اي حساب لشعوب تلك البلدان وامنها ومستقبلها.

كريم الربيعي- نيسان-2013

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق