الجمعة، 14 يناير 2011

أطفال العراق ... واتفاقية حقوق الطفل الدولية


أطفال العراق ... واتفاقية حقوق الطفل الدولية
مرت علينا الذكرى السنوية الحادية والعشرين  لإعلان اتفاقية حقوق الطفل الدولية وذلك يوم 20 نوفمبر / تشرين ثاني ، حيث اتفقت بلدان العالم على النص الذي قدمته الامم المتحدة بتاريخ 20/11/1989  .
لقد منحت الاتفاقية الكثير من الحقوق وحلت العديد من المشاكل التي  تواجه اطفال العالم  من خلال الزام تلك الاتفاقية  ، حين التصديق او الانضمام لها، لتلك الدول بضرورة  الالتزام بها وادخالها ضمن التشريعات الوطنية  وكذلك مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي عن اي انتهاكات  تحصل بحق الاطفال.
ضمنت الاتفاقية الكثير من الحقوق ومنها حق التعليم والصحة  بما فيها المياه الصالحة للشرب   تلك الحقوق وغيرها احتلت حجم كبير من الاهداف الانمائية للألفية والتي اطلقتها الامم المتحدة " وقد عرضت سنابل تقرير مفصل عنها في العدد 25 "  ، وعلى الرغم  من الدور الذي تقوم به اليونيسف في متابعة ومراقبة حقوق الطفل في العالم وكذلك العمل على انجاز الكثير من المشاريع والسياسات التي تخدم تطوير هذا الواقع الا ان هناك الكثير من المشاكل التي تواجه المنظمة الدولية والحكومات في هذا المجال ومنها الاعداد الكثيرة للأطفال ضمن ما يسمى عمالة الاطفال  وخصوصا في البلدان التي تشهد صراعات كثيرة او خرجت للتو من تلك الصراعات والتي تعاني من اوضاع اقتصادية مزرية بالإضافة الى الاطفال المجندين والذين تستغلهم القوى المتصارعة في حروبها وتنفيذ برامجها مستغلة الاوضاع الاقتصادية  الصعبة ناهيك عن ما  تخلقه من واقع اجتماعي، كما ان مشكلة الاتجار المركب  بالأطفال لأغراض الجنس  والاعضاء  من تلك المشاكل التي تواجه المنظمة الدولية والحكومات وخصوصا منها تلك التي تغرق بالفساد وعدم تنفيذ القوانين وكذلك تلك البلدان التي تشهد صراعات وحروب تكون ارض سهلة وخصبة ايضا لوجود تلك المشاكل التي تستغلها المافيات الدولية . ان الاحصاءات التي تشير لها تقارير الالفية الانمائية حول الاطفال تثير الكثير من المخاوف ، ان موت طفل في كل 17 دقيقة  امر مرعب ، في عالم يشهد الكثير من هدر الطاقات والثروات.
تمر ذكرى الاتفاقية واطفال العراق يعانون من الاستغلال في الصراعات من قبل المليشيات المسلحة وكذلك عرضة للتجارة المركبة  وايضا كايدي عاملة رخيصة يجري استغلالها بأشكال عديدة وكل هذا نتاج للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يشهدها بلدنا على الرغم من  ثرواته.
لم يتوقف الحد بهذه المشاكل وانما يتعداه ليشمل الصحة والتعليم والحقوق الاخرى حتى حق الولادة السليم  لم يحصل عليه هذا الطفل او الام العراقية بسبب ما تعرض له العراق من مواد مشعة  خلال الحروب سوى الداخلية او الخارجية منها فقد تلوثت مناطق كبيرة من الجنوب الى الشمال بما خلفته الدول التي استخدمت  اليورانيوم المنضب   والفسفور الابيض في حروبها وكذلك ما استخدمه النظام الدكتاتوري من اسلحة كيمياوية ضد العديد من المناطق في العراق ومنها الشمالية بشكل خاص.
ان التشوهات الولادية التي يشهدها العراق والاصابات السرطانية  وغيرها من المشاكل الاخرى من اليتم والتسرب من المدارس وحياة الرعب والخوف  علامات فارقة في حياة الطفل العراقي تنتظر حكومة طوارئ في هذا المجال من اجل تقصير المسافة بين الواقع المعاش وواقع الطفل في الدول القريبة لنا او في دول العالم .
ان سنابل وبهذه المناسبة اذ تتوجه لمنظمة اليونيسف وجميع المنظمات الدولية والوطنية باحر التحيات والدعم على ما تقوم  به من عمل من اجل الطفولة في العالم تعيد نشر مبادرتها التي اطلقتها العام الماضي مجددا كجزء من حل لواقع الطفل العراقي المؤلم، والتي نضيف لها ضرورة تخصيص صندوق للطفولة في كل محافظة ترصد له ميزانية خاصة  من اجل تطوير واقعهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق