الجمعة، 14 يناير 2011

كيف يلتقي الضحية مع القاتل في النضال من اجل الحقوق؟؟


كيف يلتقي الضحية مع القاتل في النضال من اجل الحقوق؟؟
موضوعة محيرة  رغم بساطتها وبساطة الجواب عليها، ان القاتل  ومن يمتهن القتل ومن يسلب حق انسان او حيوان لا يمكن ان يعطي او يدعم حق الحياة  لشخص اخر ، يكافح من اجله ، فما بالك من كيان سلب حق شعب وارتكب مجازرا يمينا ويسارا  عبر تاريخه القصير مثل الكيان الصهيوني ! ذلك الكيان الذي ارتكب الأف المجازر ، هجر ودفن اناس احياء وعذب و هناك قبور لسجناء لا تحمل اسماء بل ارقام  والسلسلة تطول ويندى لها جبين الانسان الذي لديه اخلاق  وكرامة انسانية  ويؤمن بان البشر يمكنهم العيش بشراكة في هذه الحياة دون قتل وتهجير وتغييب.
هذا  الكيان ومن يقوم عليه  ومن يدعمه لا يمكن ان يدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها كما لا يمكنه ان يدافع عن حق الانسان في حياة امنه، فكيف لقوى تناضل من اجل حق شعبها التحالف معه  وطلب الدعم منه؟؟؟
هل يمكن ويعقل مثلا ان يتوجه معارض لنظام صدام الدكتاتوري لبرزان التكريتي او لصدام طالبا الدعم منه في مواجهة النظام او من اجل الحصول على حقه؟
هل يمكن لمواطن من شيلي ان يناشد بينو شيت لصيانه حريته في التعبير عن الراي  او العمل على دعمه من اجل تقرير المصير ؟؟
هل يمكن ان اتوجه لمافيا المخدرات بطلب دعم الصحة في العالم مثلا او لتجار الحروب من اجل تثبيت الامن والسلام العالميين؟؟
اسئلة كثيرة  جدا يمكن طرحها على الذين يملئون الدنيا صراخا على انهم مناضلين من اجل حقوق شعوبهم، ولكن وللأسف هم اول من ينتهكها ويتاجر بها، وقبل الانظمة الدكتاتورية ! لابل ان تلك القوى تغتني بالمال والنفوذ والسلطة كما يفعل على الجانب الاخر الدكتاتور وتصل الى حالة لا تفرق بين الاثنين من حيث  القول  والممارسة بكل اوجهها.
يبقى السؤال قائما كيف تتعاون معارضة مع نظام دكتاتوري او نظام حكم ما  يقمع ابناء شعبه وتملا الدنيا صراخا بانها تريد بناء الديمقراطية؟؟ الا يستحق مثلا الشعب الذي تتواجد على ارضه تلك المعارضة ان يتنفس بحرية ايضا ؟ هل قوى المعارضة  في بلداننا  مشاريع دكتاتورية تحت الصنع ؟؟ وهل هي مشاريع تمييز عنصري  وتسلط وسلب  تحت الصنع؟؟ الامثلة كثيرة  على تلك المعارضات التي تتواجد على ضفتي الحدود خصوصا او ابعد بقليل ، واليوم يطل علينا حزب العمال الكردستاني  بشخص نائبه ليقول "أعداؤنا هم أيضا أعداء اسرائيل1."  جاء ذلك في مقابلة له مع " القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي  من مخبأه بشمال العراق 2 "، مطالبا " بان تتوقف اسرائيل عن مساعدة الذين يسعون لكفاحنا من اجل الحرية 3"
السيد  "النائب" مراد كارايلان يكافح من اجل الحرية  متضامنا ومتعاونا مع كيان محتل او مدعوما منه ، و عنصري  حتى وقت قريب وفي ادبيات الامم المتحدة ، سلب شعبا حقه ولازال في الحياة والامن والعيش بسلام على ارضه !! شعب لازال اكثر من ثمانية مليون منه يعيش مشردا  وملايين اخرى في مخيمات!! هكذا كيان ومن يدعمه سيعطون الحرية للسيد النائب في كفاحه!!  هو،  وليس كفاح شعب من اجل ان يعترف بهويته وحريته في العيش بسلام  وتقرير مصيره ، والذي لا يمكن ان يأتي بدعم  من ذلك الكيان او ما شابهه وللتاريخ امثله ليست بعيده  لا ترحم  من لا يريدون التعلم منها. ان المطالبة بعدم تقديم اسلحة وتكنلوجيا تستخدم ضد هذه القوة او تلك لا يأتي بهذه الطريقة وهذا الاسلوب. اذا لم يكن اساس النضال والمقاومة والكفاح  حرية الانسان  وحقوقه، يبقى ذلك النضال مجرد صراخ وهراء ليس اكثر، ونتائجه الارتماء بأحضان هذه القوة او تلك من اجل الحصول على السلطة والجاه ، وليس حق الشعب وحريته.
ان من لا يحترم حرية الشعوب ويقف الى جانبها  لا يمكن ان يحقق حرية شعبة  ولا يمكنه ان يصونها ويدافع عنها يوما ولا يمكنه ان يمنحها لشعب اخر. ويبقى السؤال شاخصا :
كيف يلتقي المكافح من اجل حقوق الشعب والانسان  مع  كيان عنصري  محتل ارتكب مجازر  لم يرتكبها من تحكمهم شريعة الغاب!!
1 و2 و3 نقلا عن وكالة رويترز 21-9-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق